القرضاوي سبباً للحرب وسارقاً للثورات

شبكة النبأ: طالت الداعية الشيخ يوسف القرضاوي تهم متعددة منها التستر على جرائم بعض الأنظمة العربية، وتحريض السنة على الشيعة، فضلا عن انه يعيش ازدواجية في التفكير والتنظير للأحداث التي تجري في بعض البلدان العربية وانه اصدر فتاوى متباينة ومتضاربة. فالقرضاوي مطالب اليوم بأن يتوقف بـبث الطائفية والتغاضى عن الأنظمة القمعية فى العالم العربى، بعدما وصف ثورة الشعب البحرينى ضد الحكومة الديكتاتورية بأنها ثورة طائفية رغم أنها ثورة سلمية وتطالب بالإصلاح.

وقالت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان فى بيان رسمى، يجب على الشيخ القرضاوى ألا يصبغ ويلبس آراءه برداء دينى، مؤكدة أن القرضاوى يصمت متعمداً عن جرائم النظام السعودى التى ستخل كثيراً بصورته وتحوله السياسى منحاز لحكومات قمعية، مشددة على أن القرضاوى أخطأ فى فتواه بالقتل ضد القذافى، لأن الكفاح من أجل الحريات شىء وفتاوى القتل ليس لها ما يبررها على الإطلاق.

كان القرضاوى قد أيد الثورة المصرية والتونسية بعد نجاحهما، ثم أطلق فتوى بقتل الديكتاتور الليبى معمر القذافى، فى حين لم ينطق بكلمة لإدانة القمع السعودى ضد المحتجين سلميا والمطالبين بالإصلاحات فى هذه الدولة التى لا تنتمى حكومتها للعصر الحديث وتغلف قمعها بالرداء الدينى، مؤكدة أنه حين بدأت ثورة البحرين التى كادت أن تنجح لولا القوات السعودية وبعض القوات الخليجية التى قامت باحتلال البحرين بزعم ما يسمى درع الجزيرة قام القرضاوى بدعم هذا الاحتلال عبر وصمه لثورة شعب بأنها ثورة طائفية.

وانتقد القرضاوي، بشدة الحركة المعارضة في البحرين، واتهمها بأنها ثورة طائفية شيعية موجهة ضد السنّة، واعتبر أنها بذلك تختلف عن الحركات الاحتجاجية في مصر وتونس وليبيا ومصر، واستغرب القرضاوي بشدة قيام المتظاهرين البحرينيين بمهاجمة أهداف للسنّة وحمل صور مرجعيات شيعية غير بحرينية. حسب سي ان ان.

وأضاف القرضاوي، في خطبة الجمعة: سؤال سئلت عنه من أكثر من شخص ومن أكثر من جهة ومن أكثر من فرد، يقولون لي تحدثت عن الثورة التونسية، وتحدثت عن الثورة المصرية، وتحدثت عن الثورة الليبية، وتحدثت عن الثورة اليمنية، ولكنك لم تتحدث عن ثورة واحدة؟! قلت: ما هي؟ قالوا: ثورة البحرين، لماذا لم تتحدث عن ثورة البحرين؟! قلت لهم: دعوني أجبكم بصراحة، إن ثورة البحرين ثورة غير هذه الثورات.

وتابع القرضاوي ما يحدث في البحرين ثورة طائفية، أما باقي الثورات الأربع فكلها ثورة شعب ضد حاكمه الظالم، ولفت القرضاوي إلى أن الشعب المصري خرج بكل فئاته وطوائفه، مسلمين ومسيحيين، شبابا وشيوخا، رجالا ونساء، تقدميين ورجعيين، أهل الدين وأهل الدنيا، يعني الشعب المصري كله، وكذلك الشعب التونسي، كذلك الشعب الليبي، وكذلك الشعب اليمني، ولكن الثورة البحرينية ثورة طائفية.

وأضاف القرضاوي، الذي ظل لعقود ممنوعاً من دخول مصر، وهو يقيم حالياً في قطر: مشكلة ما حدث في البحرين أنه ثورة شيعة ضد السنة، وماذا أقول وأنا متهم بطبيعتي بأني ضد الشيعة، وأنا لست ضد الشيعة، أنا ضد التعصب وضد الطائفية وضد التفريق بين الناس بعضهم وبعض على أساس المذهب أو الفرقة.

ولفت القرضاوي إلى أن السنّة في البحرين تحركوا لما تأكدوا من أن الأحداث في البحرين تحمل طابعاً مذهبياً، وخرجوا بمئات الآلاف في التجمع الذي جرى في جامع الفاتح في المنامة.

واتهم رجل الدين المصري المعروف بأن المتظاهرين الذين كانوا في دوار اللؤلؤة لم يكونوا سلميين.. بل اعتدوا على كثير من أهل السنة واستولوا على مساجد ليست لهم، واستعملوا الأسلحة كما يفعل البلطجيون في اليمن وفي مصر وغيرها ضد كثير من المستضعفين من أهل السنة

ثورة طائفية

ووصف القرضاوي ما يحدث في البحرين بأنه ثورة طائفية، نافيا عنها صفة الثورة الشعبية ، مشيرا إلى أنها تختلف عن ثورات مصر وتونس وليبيا واليمن، لأنها ترفع شعار المذهبية والطائفية على حساب الوطنية.

وأشار إلى أن باقي الثورات العربية ثورات شعوب مظلومة ضد حكام ظالمين، شاركت فيها الشعوب بكل فئاتها وطوائفها ودياناتها.

وفي الأطار المصري علق القرضاوي في خطبة على الاستفتاء على تعديل الدستور المصري الذي يتم اليوم مطالباً المصريين بأن يقولوا: نعم للتعديلات، مؤكدا أنه لا مبرر لرفضها، مشيرا إلى أنها تعديلات جاءت في محِلَها ومن أهلها وفي وقتها.

ودعا الشعب المصري للنظر بإخلاص ووعي وبصيرة لتلك التعديلات، مبينا أن المصلحة تكمن في الموافقة عليها.

واستغرب ممن يشككون فيها، مناديا المصريين بجميع طوائفهم للموافقة عليها، واعتبرها أفضل طريق للوصول إلى حكم رشيد.

وتساءل عن دواعي الخوف منها في ظل انتخابات تتم بدون تزوير وبدون خوف وطمع. وجدد المطالبة بإصدار حكم قضائي أو عسكري لحل (الحزب الوطني) الذي كان يحكم مصر قبل ثورة يناير - أسوة بحل الحزب الدستوري في تونس-، لينعم أهل مصر بحرية فكرية وسياسية واجتماعية شاملة.

وذكر القرضاوي في الخطبة أن نعمتي الكفاية من العيش والأمن من الخوف من أعظم نعم الله على الإنسان.

وعن النعمة الثانية قال إن من حق الناس أن يشبعوا، ويكتفوا من الجوع، ومن حق كل إنسان أن يأكل حتى يشبع فإذا شبع قال: الحمد لله.

ولفت إلى أن الله -عز وجل- طلب من عباده أن يخصوه بالعبادة، ولا يشركوا به شيئا، فقال سبحانه ممتنا على قريش: لِإِيلافِ قُرَيشٍ، إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيفِ، فَلْيعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيتِ، الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ.

وقال إن الله لم يخلق الإنسان كالملائكة الذين لا يحتاجون إلى طعام وشراب، بل جعل له حاجة للأكل والشرب، وضمن له رزقه: وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها.

وأوضح فضيلته أن الله جعل سننا ينبغي على الإنسان أن يتبعها حتى يكسب طعامه وشرابه، وذكر من تلك السنن المشي في الأرض، والأكل من رزق الله، قال عز وجل: هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها، وكلوا من رزقه وإليه النشور، فمن مشى استحق أن يأكل، ومن قعد حرم من الرزق.

وتحدث عن نعمة الأمن من الخوف، مبينا أهميتها البالغة للإنسان..وذكر أن الإنسان قد يكون عنده من رغد العيش والطيبات ما يكفيه ويغنيه، ولكنه خائف على نفسه وأهله وولده ورزقه، مما ينغص عليه حياته.

ولفت إلى أن الجوع والخوف شر ما يصاب به مجتمع، مستشهدا بقول الله تعالى: وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان، فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون.

حرباً صليبية

وفي أطار الثورة الليبية أكد الداعية الإسلامي البارز يوسف القرضاوي، أن العمليات التي تشنها قوات غربية ضد نظام الزعيم الليبي معمر القذافي ليست حربا صليبية، وقد طالب بها العرب والليبيون من الأمم المتحدة، وذلك في مقابلة أمس مع قناة الجزيرة.

وردا على سؤال حول وصف القذافي العمليات ضده بأنها حرب صليبية ضد الإسلام، قال القرضاوي الذي يرأس هيئة علماء المسلمين: هل هو حامي حمى الإسلام؟ وأين الإسلام منه؟.

وتساءل القرضاوي: فهل الإسلام أن يقتل الناس الأبرياء المكلف برعايتهم؟ فهو يهددهم بأنه وراءهم في كل مكان، ويتوعد شعبه بقتله، فهل هذا هو الإسلام؟ وأين الإسلام منه؟ وهل هذه المسألة حرب صليبية؟. وأكد القرضاوي أن التدخل الدولي تقتضيه الضرورة. حسب فرانس برس

وقال: نحن من استعان بهؤلاء، والشعب الليبي هو من استعان بهم، لأن الرجل (القذافي) لم يدعهم، وحتى آخر ليلة عندما كان مجلس الأمن يبحث القرار قال لهم: سآتيكم في هذه الليلة وأغزوكم، وما حدث هو أمر تقتضيه الضرورة.

وأضاف كنا نود أن تكون في الجامعة العربية آلية لمعالجة مثل هذا الأمر، ولكن للأسف ليس لدينا، ونحن استعنا بهيئة دولية ولم نستعن بالعرب كما يقول البعض، واستعنا بهيئة الأمم المتحدة وهي هيئة عالمية، فماذا نفعل وكل يوم يقتل أناس بأسلحة ليس بإمكانهم مقاومتها؟ وهذه ثورات شعبية سلمية.

دعم الثورة السورية

وحول أحداث سوريا أعرب القرضاوى، عن دعمه للاحتجاجات التى تشهدها سوريا، منتقداً الطائفة العلوية التى ينتمى إليها الرئيس السورى بشار الأسد، قائلاً: إن الأسد أسير لديها، جاء ذلك خلال خطبة الجمعة التى ألقاها اليوم فى قطر.

وأكد القرضاوى على دعمه الكامل للسوريين، موضحاً أن التاريخ كان يشهد على الدوام حالة من الاتحاد بين مصر وسوريا، لمواجهة الحملات التى تستهدف المنطقة، منذ فترة الاحتلال الصليبي.

وقال القرضاوى: الرئيس الأسد يعامله الشعب على أنه سُنى، وهو مثقف وشاب، ويمكنه أن يعمل الكثير، ولكن مشكلته أنه أسير حاشيته وطائفته، مشيراً إلى أن الطائفة العلوية، التى يعتقد أنها تسيطر بشكل واسع على مفاصل السلطة والقوى الأمنية فى البلاد.

وأضاف القرضاوى، أنه لا يمكن أن تنفصل سوريا عن تاريخ الأمة العربية، رافضاً قول البعض بأن سوريا بمنأى عن هذه الثورات، مؤكداً أن سوريا مثل غيرها، بل أولى من غيرها بهذه الثورات.

وانتقد القرضاوى الخطوات التى تتخذها السلطات السورية حالياً، بعد إقالة محافظ درعا، معتبراً إياها محاولة للتقليل من الجريمة.

وندد القرضاوى بهجوم الجيش السورى على درعا والمسجد العمرى، الذى كان مركزاً للاحتجاجات، معتبراً ما ارتكبته هذه القوات من قتل اعتداء على حرمة بيوت الله.

القرضاوى هو الخمينى

وفي اطار التعليقات لمواقف القرضاوي قال قال المحلل الإسرائيلى جى بخور إن الأنظمة لا تتنازل بسهولة وتقاتل مثلما فى السودان فى الكويت وبالطبع فى إيران. هناك شبكات اجتماعية، ولكن هناك أيضا وحشية وقمع فظيع لحقوق الإنسان. فالشرق الأوسط القديم بالذات يفغر فاه.

وأضاف خلال دراسة تحليلية قصيرة نشرها بصحيفة يديعوت الإسرائيلية ونقلتها صحيفة القدس العربى اللندنية أن هناك نظرة أكثر واقعية تبحث عن الديمقراطيات الجديدة ولكن ما سنراه هو الفوضى، الزعماء المتشددون والإسلام السياسى المتطرف الذى ينتظر فقط الصعود والحكم.

وتابع الكثير من الكلمات الاحتفالية كتبت وقيلت فى الشهر الأخير عن الديمقراطية، والثورة الشعبية، وكذا عن سقوط الطغاة فى الشرق الأوسط وكان الحديث يدور عن أوروبا الشرقية فى 1989، حيث لا توجد حتى بداية واحدة من الديمقراطية فى كل الثورات التى تحدث فى المحيط.

واستطرد يتحدثون عن الفيس بوك والتويتر ولكن عمليا هذه قبائل عنيفة، تتنافس بينها على النفط مثلما فى ليبيا، طائفة انتقالية مثلما فى البحرين، مواطنون معادون يبحثون عن الانفصال مثلما فى اليمن، مؤسسات عسكرية تشعر بالإهانة وعنف شديد.

واستكمل سيكون هناك من يقولون إن الثورة انتصرت فى مصر، ولكن لعل هذه رؤية سطحية للواقع. مبارك اضطر إلى التخلى، ولكن النظام العسكرى الحاكم فى مصر منذ عشرات السنين يواصل الحكم فيها، وفى الجبهة ـ وليس من خلف الكواليس مثلما فى الماضى. لم يضم أياً من المعارضين، حتى ولا واحد منهم حتى الآن إلى الحكم، ومن المشوق أن نعرف متى سيفهم المتظاهرون المصريون أنهم فى هذه الأثناء خدعوهم.

صحيح أن الجيش وعد بالانتخابات بعد نحو نصف سنة، ولكن فى هذه الأثناء لديه كل الوقت الذى فى العالم كى يرتب هذه الانتخابات، ناهيك عن أنه لم تنشر حتى الآن أى مواعيد.

وأوضح أنه إذا كان هناك تغيير فى مصر فإنه رفع الرأس يهزأ بالديمقراطية، من جانب الإخوان المسلمين. وهم باتوا يشعرون منذ الآن كأرباب البيت المستقبليين فى الدولة.

وأشار إلى أن الرؤيا الاستفزازية للخمينى المصرى، الداعية يوسف القرضاوى، على حد وصفه، جاءت لتعطى هذه الثورة وجها وهوية، وهذه هوية إسلامية. كان هو من أطلق قبل نحو أسبوع الدعوة إلى تصفية إسرائيل فى ميدان التحرير أمام مئات الآلاف، وربما حتى الملايين، وهكذا عاد الميدان إلى الستينيات والسبعينيات. فهو ضد الولايات المتحدة ضد الشيعة، وبالطبع مع نظام إسلامى للشريعة فى مصر. هذه ضربة شديدة لكل من اعتقد أن مصر تسير نحو الديمقراطية وتلميح بما سيأتى.

وقال: مثلما حدث فى إيران 1978. كافح متظاهرو اليسار العلمانى لإسقاط الشاه ومع إعادة الخمينى، وعندما وصل هذا، ببساطة أزاحهم عن الطريق. هكذا يحدث فى تونس أيضا. هذا الأسبوع جرت هناك مظاهرة للعلمانيين فجأة فهموا ما الذى فعلوه بأيديهم يهيئون التربة لصعود الإسلام الراديكالى فى الدولة. الداعية راشد الغنوشى الذى سارع إلى العودة إلى تونس مثل القرضاوى المصرى، ينظم الحزب الإسلامى الذى كان محظورا استعدادا لـ الانتخابات الديمقراطية

وأردف المفهوم الدارج لا يزال هو أثر الدومينو، أى: حكام طغاة سيسقطون بضغطة زر، ليس هناك إمعة واحدة فى الشرق الأوسط، أو أحد يتخلى بسهولة.

وأكد أن الكثيرين ادعوا مؤخرا بأن تخويف الأنظمة العربية من الإسلام المتطرف هو "فزاعة" ترمى إلى إبقائهم فى الحكم يحتمل، ولكن بذات النفس أيضا يحتمل أن يكونوا محقين. لأن الإسلام المتطرف هو البديل المنظم الوحيد لأنظمة الحكم المطلق، ناهيك عن أن لديه حلا لكل مشكلة: الشريعة هى الحل.

وختم بقوله مثلما فى العراق فى 2003، مثلما فى إيران فى 1979 أو فى السلطة الفلسطينية فى 2006، هكذا الشرق الأوسط هذه السنة: أقوال جميلة ونظريات عن التحول الليبرالى والديمقراطية، ولكن عمليا ما يحدث هو فوضى وعنف، موت فظيع وحكم مطلق إسلامى ينتظرنا فى نهاية المسيرة.

وأوضح أن الإسلام حرص على توفير هاتين الحاجتين للناس، فأمن الناس من الخوف بتشريع الحدود للقصاص من اللصوص والسُراق والقتلة والمفسدين في الأرض وقطاع الطريق على الضعفاء الذين لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم.

وأكد أن من أكبر نعم الله على أهل قطر الأمن من الخوف لدرجة أن الناس لا يغلقون بيوتهم، ويأمنون على ممتلكاتهم.

نفاق القرضاوي

وبدأت وسائل الإعلام الإسرائيلية فى إبداء مخاوفها من تحول مصر إلى دولة إسلامية متشددة منذ نجاح الثورة، ولكن هذه المخاوف تزايدت لدى إسرائيل بشكل هيستيرى يسوده القلق والترقب الحذر، منذ إلقاء الشيخ يوسف القرضاوى، رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، خطبة الجمعة الماضية، وإمامته لما يقرب من مليونى مصرى بميدان التحرير، احتفالاً بنجاح الثورة.

وتحولت المخاوف التى تبديها إسرائيل تجاه ثورة مصر، إلى هجوم حاد لتشبه الثورة بمفاجأة نصر أكتوبر، لتوقعها تأثير الثورة على علاقات تل أبيب مع مصر، وبخاصة فيما يتعلق بمعاهدة السلام بين البلدين، والاتفاقيات الاقتصادية، وعلى رأسها اتفاقية الغاز المصرى، هذا بجانب مهاجمة إسرائيل للشيخ القرضاوى الذى رحب بثورة 25 يناير، وتحذرها من تحول القرضاوى إلى رمز إضافى وأب روحى لثورة المصريين، وبخاصة أنه دعا لفك حصار غزة وفتح المعابر للفلسطينيين.

وجاء آخر المقالات والتحليلات السياسية التى نشرها الإعلام الإسرائيلى، تتهم الشيخ يوسف القرضاوى بأنه رجل دين منافق يلعب على جميع الأطراف لمصالحه الشخصية، وادعى الكاتب أورين كيزلر فى مقاله المطول بصحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، أن النفاق يبدو واضحاً على الشيخ القرضاوى، الذى أكد مسبقاً تأييده الكامل للعمليات الاستشهادية ضد إسرائيل، ويزعم الآن أنه سعيد بالمصريين لأنهم تمكنوا من إنجاح الثورة وإرساء مبادئ الديمقراطية والمواطنة فى مصر.

ووصفت إسرائيل الشيخ القرضاوى، بالرجل الهارب من مصر إلى قطر منذ ما يقرب من 50 عاماً، والذى تكلم مؤخرا عن الحرية والمواطنة والثورة عند رجوعه لمصر، واعتبرته أحد أهم الأزهريين الذين تتلمذوا على يد الشيخ حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين، ثم فر من مصر فى عام 1963 إثر اصطدامه بالنظام الحاكم آنذاك وسجنه 3 مرات، ومن وقتها أصبح أحد مصادر الإلهام الروحى لجماعة الإخوان، ورغم هذا إسرائيل أقرت بأن القرضاوى هو رجل الدين الأكثر تأثيراً فى العالم الإسلامى، وبخاصة فى الأوساط السنية، وذلك لتبنيه وجهات نظر دينية معتدلة.

وحاولت إسرائيل التركيز على إظهار الشيخ القرضاوى على أنه شخصية انتهازية ومنافقة ومتناقضة فى نفس الوقت، وتساءلت، كيف يشجع رجل الدين العلامة قتل جنود الجيش الأمريكى فى العراق، رغم أنه أدان قبل ذلك الهجمات الإرهابية التى تعرضت لها الولايات المتحدة الأمريكية فى 11 سبتمبر 2001، هذا بجانب تأييده للهجمات الاستشهادية التى كان الفلسطينيون ينفذوها ضد إسرائيل، رغم نفيه لمنظمة ناطوى كارتا اليهودية عام 2008، وجود أى عداوة بين الإسلام واليهود، وأن المسلمين ضد الصهيونية فقط، ثم يعود بعد ذلك ليدعى على اليهود إبان حرب على غزة 2008، ويقول فى برنامجه على قناة الجزيرة إن الله عاقب وسيعاقب اليهود على فسادهم.

يذكر أن وسائل الإعلام الإسرائيلية بدأت هجومها على ثورة مصر منذ نجاحها فى إسقاط نظام الرئيس السابق حسنى مبارك، وحذر القيادات السياسية والأمنية فى إسرائيل، وعلى رأسها رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو والرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز، من تحول مصر بعد الثورة إلى دولة متطرفة ومارقة وإيران جديدة يتحكم فيها السلام الراديكالى إذا نجح الإخوان المسلمين أو غيرهم من الإسلاميين فى اعتلاء السلطة.

القرضاوي سببا للحرب

من جهته وصف الكاتب الأمريكى والباحث الشهير فى سياسات الشرق الأوسط (مارك لينش) الشيخ يوسف القرضاوى، رئيس الاتحاد العالمى لعلماء المسلمين، بأنه الأكثر إدراكا بشعور الرأى العام العربى تجاه قضايا المنطقة، موضحا أنه طالما قاد الرأى العام أو اتبعه الكثير فى رؤياه، فضلا عن أنه يمتلك سجلا حافلا فى قيادة المناقشات.

وقال لينش، فى مقاله بمجلة فورن بوليسى الأمريكية، أمس الأول، إن معارضى القرضاوى يعتبرونه سببا فى الحرب العربية الباردة الجديدة بالمنطقة، والتى نشبت لمواقفه تجاه غزة وحماس وأبومازن، وكذلك وجهة نظره تجاه ما يحدث فى اليمن، من خلال آرائه التى تذاع على قناة الجزيرة ويتم نشرها على شبكات الإنترنت والمواقع العالمية. حسب فورين بوليسي

وأضاف الباحث الأمريكى أن متابعة هذا الخلاف العربى تعد بمثابة نافذة ممتازة لرصد ما يقسم المنطقة ويثير العاطفة حاليا فى السياسات العربية، مؤكدا أن القرضاوى كان مركز بعض الجدل السياسى، فهو شخصية رئيسية لإنشاء قطاع عريض ومتشابك من الشبكات الإسلامية العالمية، فضلا عن كونه نجماً تليفزيونياً ومؤلفاً غزير الإنتاج، ومدافعاً عن حركة حماس، ويعد قياديا إسلاميا على الإنترنت من خلال موقع المفتى العالمى.

وأشار لينش إلى أن مواقفه تجاه الأحداث العربية لاتزال الأكثر فائدة لقياس مدى استجابة الرأى العام العربى، فالقرضاوى يتمتع بشعبية، ولديه قدرة على جذب الانتباه، خاصة بعد كتابه الأخير فقه الجهاد، الذى أجاز فيه المقاومة ضد الاحتلال واتهم تنظيم القاعدة بأنها أشعلت حربا مجنونة فى العالم بأكلمه.

وعدد الباحث الأمريكى أربعة موضوعات كانت سببا فى إثارة الجدل حول القرضاوى الفترة الماضية، أولها فتواه بأن بناء الحكومة المصرية الجدار الفولاذى يقوى الحصار على غزة ويعد أمرا غير قانونى وضد الشرعية، وهو ما أثار غضب مصر،

أما الأمر الثانى، فهو التزامه الصمت نحو اختيار محمد بديع مرشدا جديدا لجماعة الإخوان، ورفضه التعليق على ذلك وهو ما يعد أمرا لم يكن متوقعا» منه، والأمر يتعلق برسائله لوفد من الشخصيات الإسلامية بمن فيهم سلمان العودة للتوسط فى الحرب بين الحكومة اليمنية والحوثيين، ويعد الانقسام الفلسطينى الداخلى بين حركتى فتح وحماس الأمر الأخير، حيث نادى القرضاوى بالدفاع عن القدس، وكذلك انتقاداته للسلطة الفلسطينية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 31/آذار/2011 - 25/ربيع الثاني/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م