هل كانت الموناليزا رجل؟

شبكة النبأ: لطالما ذكر المبدعون امثالهم في كل مواطن الجمال والابداع حتى اصبحت اعمالهم خالدة في الذاكرة ومثالاً حين تضرب الامثال ومن مفارقات الدهر ان تباع لوحاتهم بعد مماتهم بأغلى الاثمان في وقت لم يجد البعض منهم من ينظر اليها حتى ان بعضهم مات وهو لا يملك قوت يومه.

في عصرنا الحديث اصبح هناك تقدير عالي للفن والابداع وقد الفت الكتب وبنيت دور العرض الخاصة باللوحات وأنشئت المؤسسات العلمية التي تعنى بها وصورت الافلام التي تناولت حياة هولاء المبدعين، حتى ان هناك مزادات خاصة اقيمت لعرض هذه اللوحات العالمية وتقييم اسعارها التي باتت تفوق المعقول وسط هوس البعض من الهواة المحبين لهذه الاعمال.

من الجميل ان تجد هذا الاهتمام بالفن لكن من دون طمع ومن دون ان يتحول الى تجارة همها الكسب ولا شيء غيره، والذي ادى بالنتيجة الى تهافت السراق بعد ان اصبحت سرقة لوحة اجدى من سرقة بنك.

أغلى اللوحات في العالم

تعتبر لوحة (أوراق خضراء وتمثال نصفي) للفنان العالمي بيكاسو هي أغلى لوحة بيعت للفنان في مزاد ومن المقرر أن تعرض للجمهور في بريطانيا للمرة الاولى بصالة عرض تيت مودرن جاليري بلندن، وقد رسم بيكاسو اللوحة عام 1932 وبيعت العام الماضي مقابل 106.5 مليون دولار في صالة كريستي للمزادات بنيويورك وتم اقراضها لصالات عرض (تيت) من مجموعة خاصة وستعرض في قاعة جديدة تحمل اسم بابلو بيكاسو بقسم الشعر والحلم، وقال نيكولاس سيروتا مدير صالات عرض (تيت) ان اللوحة تعتبر واحدة من سلسلة لوحات لملهمة بيكاسو ماري تيريز والتر التي رسمها الفنان في نورماندي في الاشهر الاولى من عام 1932، وأضاف "ينظر لها على نطاق واسع على أنها من بين أفضل انجازاته في فترة ما بين الحربين"، والتقى بيكاسو بوالتر للمرة الاولى عام 1927 لكن علاقتهما ظلت سرية حتى لا تعرف بها زوجته اولجا. بحسب فرانس برس. 

وقد بيعت لوحة لا ليكتير التي تصور ملهمة الرسام الشهير بابلو بيكاسو بمبلغ قياسي وصل إلى أربعين مليون دولار امريكي في المزاد الذي أقامته دار سوذبي في لندن، وذهبت اللوحة الزيتية إلى مشتر لم يفصح عن هويته حسم الصفقة لصالحه عبر الهاتف بعد ست دقائق فقط من فتح باب المزايدة، قبل ظهور لوحة لا ليكتير ، لم تظهر والتر في لوحات بيكاسو بشكل صريح إذ أنها كانت تُرسم بقسمات غير واضحة في خلفية لوحاته قبل ظهور لوحة لا ليكتير، ولم تدرك زوجة بيكاسو، أولجا خوخلوفا، أن امرأة أخرى كانت في حياة بيكاسو إلا بعد نشر لوحة لا ليكتير وعندئذ انهار زواجهم، وسبق أن بيعت لا ليكتير في مزاد عام 1989 بسعر وصل إلى 5.8 مليون دولار أمريكي، وعرضت أيضا في مزاد بدار كريستي بنيويورك عام 1996 لكن لم يتم البيع بعد أن توقفت المزايدة عند 4.8 مليون دولار، وكان بيكاسو قد بدأ رسم اللوحة في ديسمبر/كانون الأول عام 1931 وأكملها في يناير/كانون الثاني 1932.

كما بيعت لوحة (القراءة) لبابلو بيكاسو والتي يصور فيها عشيقته العارضة ماري تيريز والتر بمبلغ 25.2 مليون جنيه استرليني (40.7 مليون دولار) في مزاد بدار ثوذبي وهو ما فاق التقديرات قبل عملية البيع، وساهمت اللوحة التي كان يتوقع ان تجتذب ما بين 12 و18 مليون جنيه استرليني في المزاد الذي اقيم في لندن  في رفع عائدات المزاد الذي كان مخصصا لاعمال فنية حديثة وانطباعية الى 68.8 مليون جنيه استرليني من بينها قيمة قسط التأمين الذي يدفعه المشترون، ومع خصم قيمة قسط التأمين تأمل دار ثوذبي في جمع ما بين 55.6 و3 ر79 مليون جنيه استرليني مما يعني ان اجمالي العائدات يرجح ان ينظر لها على انها بداية قوية لشهر مزدحم بالمزادات في لندن والذي سيضع الاسعار المرتفعة مؤخرا للاعمال الفنية في موضع اختبار، ووفقا لما ذكرته دار ثوذبي فان ما يصل الى سبعة اشخاص حاولوا شراء لوحة (القراءة) التي تعود الى عام 1932، وبعد ست دقائق من عرضها للبيع في صالة للمزادات ذهبت اللوحة الى مشتر مجهول عبر الهاتف. بحسب رويترز.

الى ذلك بيعت في لندن لوحة الرسام البريطاني فرانسيس بيكون التي تصور صديقه الرسام الآخر لوسيان فرويد والمكونة من ثلاث قطع في لندن بـ37 مليون دولار، وقالت شيين ويستفال من دار سوذبيز للمزادات ان اللوحة التي اقتنتها جهة فضلت عدم الكشف عن هويتها تشع من قوة فنها وبيعت في نفس اليوم لوحة لسلفادور دالي باكثر من 21.6 مليون دولار، وهو سعر قياسي لاعمال الرسام السريالي، وتصور لوحة بورتريه دو بول إلوار الشاعر الفرنسي الذي التقاه دالي خلال اقامته في باريس في 1929 وكان لهذا اللقاء تأثير كبير على عمل الرسام وحياته، وحقق مجموع مبيعات دار سوذبيز حوالي 150 مليون دولار.

في سياق متصل بيعت لوحة للرسام الكبير تيتيان في نيويورك بسعر 16،8 مليون دولار الى جامع اعمال فنية اوروبي ما يشكل سعرا قياسيا عالميا لاحدى اعمال رسام النهضة الايطالي هذا على ما اعلنت دار سوذبيز للمزادات، وكان سعر اللوحة وهي بعنوان "حديث مقدس، العذراء والطفل مع القديس لوقا والقديسة كاترينا" مقدرا بين 15 و20 مليون دولار، وقد رسم تيتيان اللوحة قرابة العام 1560، ولم تطرح اللوحة في الاسواق منذ ثلاثين عاما تقريب، ويعود السعر القياسي السابق لعمل لتيتيان الى العام 1991 وسجل خلال مزاد لدار كريستيز في لندن وبلغ 13،6 مليون دولار للوحة "فينوس وادونيس"، وحقق المزاد الذي نظمته سوذبيز 78،6 مليون دولار خلال فترة ما قبل الظهر فقط، متجاوزا بذلك التوقعات التي كانت مقدرة ب74 مليون دولار

على ما اوضحت الدار.

الى ذلك بيعت نسخة من مجلة "مارفل" الاميركية للكتب المصورة تظهر فيها شخصية "سبايدرمان" للمرة الاولى العام 1962 بسعر 1،1 مليون دولار خلال مزاد علني على الانترنت على ما اعلن منظم عملية البيع، والنسخة وهي في وضع ممتاز تحمل على غلافها صورة لسبايدرمان في ظهوره الاول، وكان سعر النسخة في اكشاك البيع عند صدورها 0،12 دولار، وهذا ثاني اكبر سعر لمجلة مصورة، فقد سجل الرقم القياسي في العالم 2010 وبلغ 1،5 مليون دولار لمجلة تعود الى العام 1938 اجرى فيها "سوبرمان" بداياته على ما افاد ستيفن فيشلر مؤسس موقع المزادات العلنية على الانترنت. بحسب فرانس برس.

الموناليزا رجل

من جهة اخرى افاد باحثون ايطاليون متخصصون في كشف الالغاز الفنية ان رجلا شابا وقف امام ليوناردو دا فينتشي خلال رسمه للوحة موناليزا وهي فرضية يشكك فيها خبراء متحف اللوفر، من جهته سيلفانو فينتشينتي رئيس اللجنة الوطنية لتثمين الممتلكات التاريخية اكد امام الصحافة الاجنبية في روما ان احد مساعدي فنان النهضة الكبير يدعى سالاي كان الموديل في لوحة موناليزا الشهيرة، وسالاي واسمه الحقيقي جان جاكومو كابروتي بدأ العمل لدى الفنان في سن السادسة عشرة وبقي الى جانبه 25 عاما وكان ملهمه والموديل الذي استخدمه في العديد من لوحاته.

واشار فينتشينتي الى جود نقاط تشابه كثيرة بين ملامح وجوه الاشخاص الواردين في لوحة يوحنا المعمدان والملاك، مع استخدام انف وفم موناليز، وقال الباحث ان الرسام ترك مؤشرات من خلال رسمه في عيني موناليزا حرفي لام وسين صغيرين في اشارة الى ليوناردو وسالاي، واوضح الباحث الذي وضع كتابا حول هذا الموضوع ان فريقه ارتكز الى تحاليل لنسخ رقمة عالية النوعية والدقة. الا ان متحف اللوفر الذي يضم لوحة موناليزا شكك باقوال فينتشينتي، وردا على سؤال اشار المتحف الى ان "اللوحة اخضعت لكل اشكال التحاليل المتاحة بين 2004 و2009. ولم يرصد وجود اي حرف او رقم خلال هذه الفحوصات"، واضاف ان "مرور فترة طويلة على اللوحة المرسومة على الخشب ادى الى حصول تشققات في المادة الزيتية مما يقف وراء ظهور اشكال عديدة تمت المبالغة في تفسيرها"، واوضح المتحف انه "لم يتلق وثائق حول هذه الفرضيات الجديدة". بحسب فرانس برس.

واعتبر فينشينتي الذي حدد فريقه  رفات كارافاجيو، ان هذا الموقف ناجم عن الاحراج، واوضح "افهم عدم تصديقهم واستغرابهم فهذه اللوحة هي الاكثر دراسة في العالم، انهم فعلا مصابون بالعمى"، ودعا خبراء اللوفر الى "التحلي بالجدية" والاعتراف بامكانية ان يكونوا على خطأ وعرض تعاونه من خلال ارسال فريق "لاخذ اجزاء صغيرة جدا من الطلاء" حيث توجد الاحرف وارقام "لمعرفة ما اذا كانت عائدة الى فترة رسم اللوحة او ظهرت لاحقا".

الوان لوحات فان كوخ

على صعيد متصل تمكن العلماء من تحديد سبب تحول بعض درجات اللون الاصفر الناصع في بعض لوحات الرسام الهولندي الشهير فان كوخ الى اللون البني، وتبين لهم ان هناك تفاعلا كيمياويا معقدا وراء تدهور بعض الالوان في لوحات فان كوخ، ويعتبر هذا الكشف خطوة اولى لمعرفة الاسباب وراء التلاشي او التغير التدريجي للالوان في بعض اعمال اشهر الرسامين الهولنديين على الاطلاق، وتشير نتائج البحث المنشور في مجلة علمية الى ان حماية المساحات المتأثرة بهذا التغيير هو الحل لمنع المزيد من تدهور لوحات هذا الفنان بفعل الاشعة فوق البنفسجية واشعة الشمس.

واحتاج العلماء الى العديد من الاجهزة والمعدات المتطورة التي ساعدتهم على الكشف عن سر تدهور اللوحات، وتضمنت تلك المعدات اجهزة تطلق اشعة اكس صنعت في مؤسسة اوروبية رائدة في هذا المجال، ومقرها مدينة جرينوبل بفرنس، واستخدم العلماء شعاعا ميكروسكوبيا فائق الصغر من اشعة اكس للكشف عن تعقيدات التفاعل الكيمياوي الذي يحدث في طبقة فائقة الرقة تلتقي بها الالوان مع الطبقة الخارجية الحامية لها، والتي تعرف بالانجليزية "الفارنش"، وبناء على تلك النتائج يتوقع العلماء ان تكون تقنية فان كوخ في خلط اللونين الابيض والاصفر هي السبب وراء تحول الاصفر الى القتامة تدريجيا.

طرفة فنان أميركي

من جهته لا يخشى الفنان جيسون بولان من عدم إيجاد عارضين له ففي مشروعه الرامي إلى رسم صور شمسية لسكان نيويورك فردا فردا، ما زال أمامه ثمانية ملايين وجه تقريبا ويبدو المشروع جنونيا، لكن هذا الشاب البالغ من العمر 28 عاما جدي، وفي كل يوم يترك منزله مع قلمه ودفتر الرسم ثم ينشر ما ينتجه على موقعه الإلكتروني، وقد أنجز خلال ثلاث سنوات 14 ألف رسمة، حيث يقول "أعلم بأنني لن أنجح في تحقيق ذلك، لكن فكرة المحاولة تروق لي"، وفي كل يوم يلجأ هذا الشاب الهادئ الذي يضع نظارات ويرتدي معطفا رياضيا ويندمج بسهولة في الحشود إلى مواقع عدة في محطة قطارات "غراند سنترال" فراح ويرسم مسوداته من دون ملل، ان هؤلاء الأشخاص الذين اختارهم لرسومه يتحركون كثير، لكنه تعلم كيفية وضع مسوداته سريعا مسترقا النظر بين حين وآخر إلى الورق بين يديه، وخلال دقائق ينهي رسما لرجل مكسورة ساقه يتكلم عبر هاتفه الخلوي وقد تم إيقافه، وآخر لامرأة تحمل رزمة طويلة، وثالثا لرجل يعتمر قبعة من اللباد.

ان جيسون بولان يعمل كرسام كتب وهو كان قد أنتج جميع أعمال متحف "موما" للفنون الحديثة في نيويورك، صحيح أنه هادئ الطباع ولطيف، لكنه يراقب الحشود بعين صياد، ما يحتاج إليه جيسون هو ميزة خاصة تطبع الشخص المستهدف فمن المهم أن يكون الرسم حيا مع الحرص على عدم اللجوء إلى تجميله لاحق، ويشدد هنا "أنا بحاجة إلى الأصالة"، كما ان السرية مهمة بالنسبة إليه. فهو لا يطلب أبدا إذنا لرسم أحدهم، كما أنه يحافظ على مسافة معينة بينه وبين هدفه حتى لا يتم اكتشافه، لكنه يسجل استثناء، فهو يدعو الأشخاص من خلال موقعه الإلكتروني إلى تحديد مواعيد ويمكنكم أن تحددوا زمانا ومكانا ووصفا سريعا عنكم، وهو يحضر لكنكم على الأرجح لن تعلموا أنه فعل، فيقول "أحب التخفي وأحضر قبل الموعد المتفق عليه كي أحافظ على عامل المفاجأة لهؤلاء الذين يعاينون مساء مدونتي متسائلين إذا ما كانت تتضمن صورا لهم"، عندما يسمح له الوقت بذلك، يجوب بولان الشوارع والمطاعم والمتاحف وأرجاء نيويورك، وقد تسنح له الفرصة برسم مشاهير، على سبيل المثال الممثلتان كاترين دونوف وجوديت غودريش على هامش المعرض الاستعادي في مكتبة "بام" للأفلام السينمائية وكذلك أندريه أغاسي وجون ماكنرو وإيفان لندل خلال مباراة في ملعب "ماديسون سكوير غاردن". 

هتلر يشتري لوحة

من جهتها اعتبرت اللجنة النمسوية لاعادة الاعمال الفنية التي سرقها النازيون انه يجب عدم اعادة لوحة "فن الرسم" لفيرمير التي اشتريت لحساب هتلر في العام 1940 لورثة مالكها السابق يارومير تزيرنين، وقررت وزيرة الثقافة التمسوية كلوديا شميد التزام رأي اللجنة وستبقى اللوحة وهي من اشهر اعمال الرسام الهولندي في متحف تاريخ الفن في فيين، وقد اشترى مدير متحف دريسن هانز بوسي اللوحة العام 1940 لحساب هتلر من النبيل النمسوي يارومير تزيرنين بسعر 1،65 مليون رايخ مارك، وكان ينبغي ان تنضم لوحة فيرمير (1632-1675) الى مجموعة "متحف هتلر" الذي كان ينوي الزعيم النازي تشييده في لينتس وهي مدينة في المنطقة شهد فيها هتلر النور في شمال النمسا. بحسب فرانس برس.

وقد سلمت اللوحة التي قد يزيد سعرها عن عشرات ملايين اليورو في نهاية الحرب العالمية الثانية الى السلطات النمسوية، وخلافا لرأي ورثة تزيرنين اعتبرت اللجنة ان عملية البيع لم تتم بالاكراه لتجنب التعرض للاضطهادو  وكان يارومير تزيرنين متزوجا من امرأة من اصل يهودي وكان ايضا صهر كورت فون تشوسنيغ الديكتاتور النمسوي الذي حكم البلاد من 1934 الى 1938 واطاح به النازيون، وبموجب قانون اقر العام 1998 اعادت النمسا حوالى عشرة الاف قطعة فنية سرقت في ظل الرايخ الثالث الذي ضمت اليه النمسا العام 1938، ويواصل اليهود النمسويون المطالبة باستعادة اعمال فنية اخرى من بينها حوالى عشرة لوحات معروضة في متحف ليوبولد في فيينا وهي مؤسسة خاصة غير خاضعة لقانون 1998.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 29/آذار/2011 - 23/ربيع الثاني/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م