القاعدة تخسر قواعدها في الشرق الاوسط

 

شبكة النبأ: لكل عصر داء يستعصي على الحكماء ويستغرق وقتاً طويلاً حتى يستخلص الدواء الذي يشفي ويريح، وداء هذا العصر القاعدة بكل ما تعنيه هذه الكلمة من فكر فاسد عشعش في عقولهم المظلمة حتى عاثوا في الارض فساداً وأهلكوا الحرث والنسل وهم يحملون صكوك الغفران لمريديهم والعبوات الناسفة لمبغضيهم.

ان القاعدة في الشرق الاوسط فقدت احدى عينيها بذهاب الانظمة المستبدة التي مدت لها يد العون في كثير من الامور، وباتت اليوم اضعف من الامس وعليها ان تعيد حساباتها بعد ان اختارت الشعوب التغيير بنفسها ولم تؤمن بشعارات القاعدة الفارغة والتي لاتسمن ولا تغني عن جوع، حتى ان الرسائل التي بعثها الرجل الثاني في تنظيمهم (الظواهري) كانت تشير الى مدى حيرتهم وتخبطهم خصوصاً وانه لم يكن لهم ايه دور يذكر في هذه الثورات بعد ان وعدوا كثير بأن التغيير سيكون على ايديهم.

لقد اشار بعض المحللين من جانبهم بأن القاعدة ستعتمد على مبدأ الراصد للأمور من خلال انتظار اي زلة او خلل في سير العملية الديمقراطية الجديدة للدول المحررة من قيود الظلم وبالتالي سوف تستخدم هذا القصور في حرب دعائية الهدف منها تشويه الحقيقة وتحريف الواقع، لكن الشعوب التي غيرت ظلم استمر عشرات السنين في ايام معدودة لهي شعوب واعية وذكية وتدرك تماماً ما الذي تخفيه القاعدة والايام لها ولسوف تنتصر.   

هل يجدي التحدث الى القاعدة

فالحرب على الارهاب لا يمكن الفوز بها عسكريا حيث اقترحت المديرة السابقة للمخابرات البريطانية (MI5) انه يتعين على الحكومة البريطانية ان "تتواصل" مع القاعدة، وقالت البارونة اليزا ماننغهام انها تعتقد ان "الحرب على الارهاب" لا يمكن كسبها بالمعنى العسكري، واضافت "من الافضل دوما ان تتحدث مع من يهاجمونك بدلا من مهاجمتهم، اذا كان يمكنك ذلك"، وفي اول مقابلة تلفزيونية لها تحدثت البارونة ماننغهام عن دور المخابرات البريطانية في مواجهة مؤامرات الارهاب المحلية المصدر التي شجعتها او دعمتها القاعدة، ورأت انه من الممكن الوصول الى مستقبل اكثر امنا مع هجمات اقل عدد، وقالت "اذا وصلنا الى مرحلة فيه عدد الهجمات اقل، وعدد الشباب المنخرطين في ذلك اقل، واسباب اقل لمثل هذا النشاطـ كحل المشكلة الفلسطينية، اعتقد اننا سنصل الى مرحلة يقل فيها الخطر"، وقالت انها تامل ان يكون هناك من يحاول التحدث الى "من هم على اطراف القاعدة". بحسب البي بي سي.

ويرى منتقدو "الحرب على الارهاب" ان تعذيب المشتبه بهم واستمرار استخدام معتقل غوانتانامو ادى الى نصر دعائي للقاعدة، حيث اكدت ماننغهام في هذا الجانب ان كسب العقول والقلوب امر حاسم في مكافحة الارهاب، واضافت "اعتقد ان التمسك بقيمنا ومعاييرنا الاخلاقية وقوانيننا والا ننجر الى طريق اظن ان اخرين انزلقوا اليه، يعني على المدى اطويل انه ستكون لدينا فرصة، ومن موقعنا الاخلاقي هذا، للتعامل مع بعض الاسباب الاصلية لتلك المشاكل".

الا ان مديرا سابقا للمخابرات الامريكية قال في مقابلة تلفزيزنية اجريت معه ان زيادة استخدام الطائرات بدون طيار المزودة بالاسلحة يساعد الولايات المتحدة على كسب الحرب ضد الارهاب، ووصف الجنرال مايكل هايدن الذي كان مدير (CIA) حتى عام 2009 العمليات السرية التي تستخدم فيها الطائرة بدون طيار بانها "افضل لعبة على الاطلاق، اللعبة التي حولت مسار المعركة لصالحنا"، يذكر ان العديد من الانتقادات قد وجهت لبرنامج المخابرات المركزية هذا باعتباره عملية "اغتيال برعاية الدولة" الا ان الجنرال هايدن نفى ان تكون تلك عمليات اغتيال غير قانونية.

في سياق متصل اقترح احد الاسلاميين المتطرفين تكتيكا جديدا يقضي بادخال عقارب الى طائرة لزرع الرعب بين ركابه، وفي رسالة وضعت على منتدى اسلامي على الانترنت، قال رجل يطلق على نفسه اسم ابو يقين العسكري ان "ما نحتاج اليه هو عدد كبير من العقارب"، واوضح ابو يقين العسكري ان العقارب يمكن ان تدخل الى "طائرة محددة" في "عبوة من البلاستيك او قارورة او حقيبة يد" وتمر عبر اجهزة كشف المعادن والمتفجرات بدون ان تظهر، وتابع انه بعد اقلاع الطائرة تفتح العبوة التي تحوي عقارب مما يحول الرحلة الى "جحيم"، منهيا رسالته بكلمة "ههههه"و وفي رسائل اخرى اقترح ادخال عناكب ودبابير وثعابين، على غرار فيلم الرعب "ثعابين في الطائرة"، في مروحة المراحيض التي تؤدي الى قمرة القيادة على ما يبدو، ورد احد متصفحي الموقع بالقول "هذا افضل لانه سيطال قادة الطائرة لكنه سيلسعكم ايضا"، والرجل نفسه اقترح فكرة اخرى هي "التوجه بقاذفة قنابل الى جبل او غابة قريبة من المطار واستهداف اول طائرة غربية تمر".

وكان الرجل الثاني في تنظيم القاعدة ايمن الظواهري دان مجددا القادة الجدد الذين نصبتهم الولايات المتحدة في السلطة في تونس ومصر على حد قوله، داعيا المسلمين الى التمرد على "الغزاة"، وهذه الرسالة هي الثالثة للظواهري منذ بدء الانتفاضات في العالم العربي وسجلت بين رحيل الرئيس التونسي زين العابدي بن علي وتنحي الرئيس المصري حسني مبارك، وحمل الظواهري بعنف على واشنطن ودعا التونسيين الى مقاومة "المحتل الفرنسي" واقامة نظام يكون "نموذجا للمساعدة والعدالة لاخواننا".

القاعدة في معضلة

الى ذلك رأى محللون امريكيون ان سقوط عدد من الأنظمة العربية في تظاهرات واحتجاجات شعبية لم يستخدم فيها العنف إلا دفاعاً عن النفس، يضع تنظيم "القاعدة" أمام معضلة خصوصاً وانه لم يكن له أي دور في هذه الأحداث ما يطرح تساؤلات عما إذا كان التنظيم سيصبح غير ذي صلة أم انه سيستفيد من الفوضى بطريقة م، وذكرت الصحف الامريكية انه طوال عقدين تقريباً ندد قادة القاعدة بديكتاتورات العالم العربي واتهموهم بالهرطقة أو بأنهم دمى في يد الغرب كما دعوا لسقوطهم، لكن شعوب المنطقة ثاروا الواحد تلو الآخر للإطاحة بقادتهم ولم يكن للقاعدة أي دور في ذلك، وأضافت ان الحركات المعارضة التي برزت فجأة وأثبتت قوتها ابتعدت عن عقيدتين رئيسيتين للقاعدة وهما العنف القاتل والأصولية الدينية، مضيفة ان المتظاهرين استخدموا العنف للدفاع عن النفس فقط واستخدموا الإسلام كفكرة وعانقوا الديمقراطية التي لا يريدها زعيم القاعدة أسامة بن لادن وأتباعه.

وتابعت انه بالنسبة إلى "القاعدة" وربما للسياسات الامريكية التي بنيت حول التهديد الذي يخلقه تشكل التظاهرات الديمقراطية التي أثارت انتباه العالم الى تقاطع طرق يدعو إلى التساؤل هل سيصبح التنظيم "الإرهابي" غير ذي صلة أم انه سيجد طريقة ما لاستغلال الفوضى الناجمة عن الثورة السياسية وخيبة الأمل التي تتلو الآمال التي رفعت عالياً الآن، ونقلت عن بعض الخبراء في شؤون 'الإرهاب' والشرق الأوسط قولهم ان الأسابيع الماضية خلقت كارثة كبرى للقاعدة، وجعلت الجهاديين يبدون أشبه بالمتفرجين على التاريخ فيما يعرض أمام المسلمين الشبان بديل مثير عن 'الإرهاب'. بحسب يونايتد برس.

وقال بول بيلار الذي درس شؤون الإرهاب والشرق الأوسط منذ قرابة 3 عقود "أنا أجد ان الوضع حتى الآن، وأشدد على انه حتى الآن، رهيب بالنسبة للقاعدة، فالديمقراطية تعتبر أخباراً سيئة للإرهابيين، وكلما سار الناس في قنوات أكثر سلمية لبلوغ أهدافهم تراجعت احتمالات لجوئهم إلى العنف"، وقال الخبير في 'الإرهاب' براين فيشمان ان إسقاط الرئيس المصري حسني مبارك كان هدف الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري منذ أكثر من 20 سنة ولم يتمكن من تحقيق ذلك "والآن تخلص منه تحرك غير عنيف وغير ديني ومؤيد للديمقراطية خلال أسابيع وهذه مشكلة كبيرة للقاعدة".

واذ أشارت الصحف إلى ان الثورات العربية مستمرة، فالزعيم الليبي معمر القذافي يأمر بدفاع دموي عن طرابلس الغرب، والرئيس اليمني علي عبد الله صالح يريد التفاوض للتمسك بالسلطة، حيث رأت ان انعدام النظام قد يوفر ملاذاً آمناً للخلايا الإرهابية، وقال ستيفن سيمون من مجلس العلاقات الخارجية الامريكي "ثمة إفادة للمسلحين في أي مكان عندما يضعف تطبيق القانون والأمن المحلي، لكن التطورات في الدول العربية تعتبر هزيمة إستراتيجية للجهاد المسلح"، وأضاف "هذه الثورات أظهرت ان الجيل الجديد ليس مهتماً بعقيدة القاعدة".

من جهة اخرى قال مايكل شوير مؤلف كتاب عن حياة بن لادن ان الحماسة بشأن تراجع القاعدة هو أمنية، مشيراً إلى ان الامريكيين أساؤوا الحكم على التظاهرات من خلال التركيز على المحتجين العلمانيين الذين يتحدثون الإنكليزية، ولفت إلى ان آلاف الإسلاميين خرجوا من السجون في مصر وحدها، مضيفاً ان الإطاحة بمبارك وهو عدو القاعدة، ستحيي التحركات الإسلامية بمن فيها القاعدة وحلفاؤه، وقال ان "موهبة منظمة لا تكمن في القيادة فقط بل في الاستفادة من الفرص".

واعتبر البعض ان "القاعدة" تجد نفسها في وضع غير مؤكد الآن، فالأمر عينه ينطبق على إدارة الرئيس الامريكي باراك أوباما، إذ طوال عقد كامل انشغلت امريكا بعالم مسلم كان مصدراً للعنف "الإرهابي"، وكان هذا أحد الأسباب التي دفعت إدارتي أوباما ومن قبله جورج بوش لإقامة علاقات ودية مع أنظمة استبدادية، كما ان المسؤولين الامريكيين يحاولون إدارة الأزمة على أساس يومي آخذين بعين الاعتبار كيف يفترض بالسياسة الامريكية أن تتأقلم على المدى الطويل، وقال كريستوفر بوسيك من مركز كارنيجي انه "لا بد من إعادة التفكير في كيفية التزام الولايات المتحدة مع هذا الجزء من العالم، ويجب أن نوضح ان أمننا لم يعد يأتي على حساب الحكم السيئ وأخذ حقوق الشعوب في تلك البلدان".

الثورات العربية

من جهة اخرى وجهت الثورتان في مصر وتونس ضربة لدعوة القاعدة لاستخدام العنف كوسيلة للاطاحة بالحكومات المستبدة مظهرتين ان "قوة الشعب" سلاح اكثر فعالية، ويقول محللون ان القاعدة التي لها جذور قوية في مصر ستعمل على استغلال اي مشاعر احباط اذا لم تسفر النتيجة النهائية للانتفاضة في مصر عن حياة افضل لاكبر الدول العربية من حيث عدد السكان، ولكن ليس لدى القاعدة في الوقت الحالي اجابة سهلة على البرهان الذي قدمته شاشات التلفزة العربية بان ما يفعله الرجال والنساء العاديون لاضعاف حكم الرئيس حسني مبارك الذي بدأ قبل 30 عاما اكبر من سنوات من هجمات الجماعات المسلحة.

ولا يوجد ارتياح كبير هنا بالنسبة للاستراتيجيين الغربيين الذين يقولون انه يتعين على الغرب دعم الحكام المستبدين العرب والا رأوا المنطقة يسيطر عليها اسلاميون راديكاليون مناهضون للغرب يميلون للعنف، وقال نعمان بن عثمان وهو منظم سابق لجماعة متحالفة مع القاعدة في ليبيا انها هزيمة كبيرة للقاعدة في بلد ذي اهمية محورية بالنسبة لصورتها فقد جرحت مصداقيتها لدى انصارها المحتملين، وقال بيتر كنوب مدير المركز الدولي لمكافحة الارهاب في لاهاي ان"هذه المظاهرات من جانب اناس عاديين تثبت افلاس ايدولوجية القاعدة"، واردف قائلا ان الانتحار الحقيقي لشخص كان يائسا ادى الى تعبئة الجماهير. بحسب رويترز.

واصدر تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي بيانا اشاد فيه بالانتفاضة التونسية ودعا الشبان الى الانضمام الى قواعده في الجزائر للتدريب، ولكن كثيرين من المتعاطفين مع القاعدة ينتظرون الاستماع الى قيادتها المتمثلة في اسامة بن لادن ونائبه المصري الجنسية ايمن الظواهري اللذين يعتقد انهما متمركزان في باكستان، وهناك صمت حتى الان، وقالت انا موريسون وهي خبيرة في الجماعات الاسلامية المسلحة في مؤسسة "لندن للتحليلات الحصرية" ان هذا تأخير"غير مؤثر جدا" من جانب الزعماء الايدولوجيين للقاعدة، واضافت ان ما نشره رجل الديني الموريتاني المؤيد للقاعدة ابو المنذر الشنقيطي على احد المواقع في الاونة الاخيرة قد يعطي لمحة لما قد تقوله القيادة الاساسية للقاعدة، ونقلت موريسون عن الرسالة قولها انه اذا كان هناك اي مجاهدين في مصر فمن الافضل ان يتحولوا من الجهاد الى المشاركة في هذه الثورة المباركة، ونقلت موريسون عن الشنقيطي قوله انه لن يرى اي مشكلة اذا قام المحتجون ايضا بهجمات انتحارية، وقالت ان من المرجح ان تكون الحجة هي ان الجماهير استجابت لما تقوله القاعدة على مدى العشرين عاما الماضية ولكنها اضافت ان من غير المرجح ان تلاقي مثل هذه اللغة "الانتهازية" استحسانا بين الحشود في وسط القاهرة.

وللقاعدة جذور عميقة في مصر من خلال الظواهري الذي قاد حملة فاشلة في منتصف التسعينات لاقامة دولة اسلامية في مصر ومن خلال اعضاء رئيسيين كثيرين، ومن بين هؤلاء محمد عطا الذي شارك في هجمات 11 سبتمبر ايلول في الولايات المتحدة وسيف العدل وهو قائد عسكري سابق للقاعدة افرج عنه في الاونة الاخيرة من الاعتقال المنزلي في ايران ويعتقد الان انه في باكستان، ويقول محللون انه على الرغم من هذه النكسة الايدولوجية ربما توفر هاتين الانتفاضتين بعض الفرص التكتيكية المؤقتة للقاعدة، وقال بن عثمان ان التقلب السياسي ومناخا تتوفر فيه حرية تعبير اكبر قد يوفران للقاعدة فرصا ثمينة خلال الاشهر القليلة المقبلة لاعادة بناء شبكات غابت طويل، وشهدت مصر هجمات متقطعة خلال العشر سنوات الماضية مثل التفجيرات المدمرة لمنتجعات سياحية فيما بين عامي 2004 و2006 ولكنها تفادت اي عودة الى العنف الدائم الذي شهدته في التسعينات.

وقالت موريسون "ستكون هناك فرصة للعودة الى البلد لتعزيز الاتصالات مع بعضها"، واضافت ان الهروب من السجون في كل من الدولتين هذا الشهر اثبت ان اجهزة الامن تحت ضغوط، وقال ساجان جوهيل من مؤسسة اسيا والمحيط الهادي للابحاث الامنية انه علاوة على ذلك فان القاعدة ستجد فرصا اذا تمكن مبارك من التشبث بالسلطة او خلفته حكومة تشبه بشكل كبير الحكومة السابقة، وقال جاريت براتشمان وهو امريكي متخصص في مكافحة الارهاب ان" افضل شيء بالنسبة للقاعدة سيكون هو ان تتصاعد هذه الانتفاضة ثم تخيب بعد ذلك التوقعات الشعبية.

الوتر الطائفي

حذر الرجل الثاني في تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية سعيد الشهري المسلمين السنة مما اسماه الحلف "النصراني الرافضي" ضدهم وذلك في رسالة صوتية بثتها مواقع اسلامية وفي رسالة استغرقت مدتها دقيقة حيث قال الشهري المعروف ايضا بابو سفيان الازدي الذي امضى ست سنوات في سجن غوانتانامو الاميركي "اصبحت امريكا وايران حلفا واحدا ضد الشعوب السنية في المنطقة"، واضاف ان "ما شاهدناه في المنامة بين وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ووزير الخارجية الايراني (السابق) منوشهر متقي في الاجتماع الذي عقد لحرب الارهاب في اليمن خاصة والذي حضره اكثر من عشرين دولة لهو أكبر شاهد على الحلف النصراني الرافضي". بحسب رويترز.

ويشير الشهري الذي هرب من السعودية وانضم الى التنظيم الذي معقله اليمن، الى حوار المنامة وهو منتدى حول الامن الاقليمي عقد في بداية كانون الاول/ديسمبر الماضي في العاصمة البحرينية وشاركت فيه كلينتون ومتكي الذي عزل منذ ذلك الحين، وقال الشهري "ها هي ايران اليوم تتهيأ لحرب عدوها الاول من اهل السنة والذين ليس للرافضة عدوا سواهم"، وتساءل الشهري "اين هي صواريخ كروز" الاميركية التي استخدمت في ضربات على اليمن، من حزب الله (الشيعي) اللبناني الذي يتجمع في لبنان "بعشرات الالاف يوم عاشوراء"، وقال الازدي "نحن يا إخواننا من أهل السنة سهامكم في كل مكان، فارموا بنا حيث شئتم تحت ظل شرعية ربنا، ولن نخذلكم كما خذلكم الرئيس اليمني علي عبدالله صالح وآل سعود وحكومتهم، بل والله انا اعددنا رجالا للدفاع عنكم يبتغون الموت مضانة ويبحثون عنه ليل نهار إرضائا لله.

الى ذلك أفاد تقرير بوجود مساع سعودية رسمية لإخراج عائلة أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة من إيران إلى السعودية موطنها الأصلي أو إلى أي دولة تختاره، وقالت صحيفة سعودية إن مصادر خاصة كشفت عن جهود سعودية لمساعدة عائلة "بن لادن" الموجودة في إيران على مغادرتها منها إلى المملكة العربية السعودية أو لأي دولة تقرر الإقامة فيه، وتأتي هذه الجهود بعد نجاح الرياض خلال العام الماضي في التفاهم مع الحكومة الإيرانية على خروج إيمان ابنة أسامة (19 عاماً) التي فرت من مرافقيها، ولجأت إلى مجمع البعثة السعودية في طهران ومكثت فيه ثلاثة أشهر، ثم انتقلت إلى العاصمة السورية دمشق.

يذكر انه لا يزال باقي العائلة موجوداً تحت حماية الحرس الثوري الإيراني منذ الغزو الأميركي لأفغانستان في العام 2001 حيث استضافتهم طهران لدواع إنسانية، وتم ترتيب إقامتهم في مجمع أمني تابع لاستخبارات الحرس الثوري، وتضم قائمة العائلة التي يتم التفاهم على خروجها من إيران 24 شخصاً بينهم 10 أطفال، يمثلون أبناء أسامة وزوجاتهم وأبنائهم وإحدى زوجات بن لادن إضافة إلى بعض أقارب زوجاته، وحول الإجراءات التي اتخذتها وزارة الخارجية السعودية، قال رئيس الإدارة الإعلامية بوزارة الخارجية إنه "ومنذ بداية أزمة لجوء إيمان بنت أسامة بن لادن إلى سفارتنا في طهران، وخروجها من إيران، صرح وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل بأن تعامل المملكة مع هذا الموضوع إنساني بحت، لذلك فإننا نؤثر عدم الخوض فيه حفاظاً على سلامتهم واحتراماً لخصوصية الأسرة".

وذكر "نقلي" أن هذه هي سياسة وزارة الخارجية في التعامل مع جميع الحالات الأسرية الخاصة. وأوضح "واجبنا هو خدمة ورعاية مصالح المواطن أينما كان و بذل أقصى الجهود لحل مشكلاته، وليس نشرها في وسائل الإعلام، لذلك تجدنا دائماً نؤثر التحفظ في الحديث عن الإجراءات التي نقوم بها، أو الرد على العديد مما تنشره وسائل الإعلام حول هذه القضايا، وذلك على الرغم مما تحمله هذه الكتابات من معلومات غير دقيقة عن القضايا، لأن الهدف هو خدمة المواطن واحترام خصوصيته وليس الدعاية لوزارة الخارجية أو بعثاتها".

وكانت وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية مؤخراً قد أشارت في موقعها على الإنترنت، إلى أن سعد أسامة بن لادن تولى منصباً قيادياً في القاعدة، وأصبح عضواً في مجموعة قيادية تدير التنظيم من إيران وأنه "كان على اتصال بخلية للقاعدة في السعودية قبيل هجوم 12 مايو/أيار في الرياض عام 2003 الذي استهدف مجمعات سكنية في الرياض"، ويقدر المسؤولون السعوديون أن هناك نحو 400 من أعضاء القاعدة في إيران، ولم تتطرق مصادر الاستخبارات الأميركية إلى تفاصيل الاتصالات بين سعد بن لادن ومجموعة الرياض، إلا أنها أوضحت أن هذه الاتصالات دفعتهم لاستنتاج أن هجوم الرياض جرى التخطيط له في إيران وصدرت الأوامر بتنفيذه من هناك.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 28/آذار/2011 - 22/ربيع الثاني/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م