من طرائف التغيير: ارجعوا انها مجرد مزحة

 

شبكة النبأ: لم تخلو سخونة الاحداث القائمة مع الثورات التي تجتاح الدول العربية من بعض الطرائف والسلوكيات الساخرة المستهدفة للقادة العرب الذين يواجهون رياح التغيير العاصفة.

فالنكات والحكايات الطريفة باتت تلازم الحراك الشعبي الهادف الى الديمقراطية والتخلص من الاستبداد المهيمن منذ عقود على معظم تلك الشعوب، فيما تفنن مطلقي الدعابات في الترويج لها عبر مختلف الوسائل المتاحة، ابتداء برسوم الكاريكاتور في لافتات الاحتجاج وشعاراتها، وانتهاء بمقاطع الفيديو المدبلجة التي انطلقت على الشبكة العنكبوتية.

السخرية من القذافي

تجتاح الآن شرق ليبيا الذي روعه الحكم القمعي للعقيد معمر القذافي طوال أربعة عقود رسوم ساخرة ونكات عنه لمساعدة الناس على التخلص من سطوته الشخصية والخوف الشديد من جهازه الأمني.

ففي بنغازي ثاني أكبر المدن الليبية، يصور رسم ساخر على جدران بنى حكومي الزعيم الليبي على أنه "سوبر لص" مرتدياً زي سوبرمان الشهير وعلى صدره علامة الدولار بدلاً من حرف إس المميز لشخصية سوبرمان، ويصور رسم آخر القذافي داخل سلة قمامة مكتوب عليها "التاريخ".

وبعد 41 عاماً من السلطة المطلقة في ليبيا، وجد القذافي موجة احتجاجات تنتزع منه السيطرة على شرق ليبيا رغم ظهوره بشكل متحد أكثر من مرة على شاشات التلفزيون في الأسبوع الماضي بما في ذلك ظهوره داخل سيارة "فان" ممسكاً بمظلة كبيرة.

وقال سكان إن سبب انتشار السخرية بشكل كبير في شرق ليبيا هو أن أن الخوف من حكومة القذافي وقواته الأمنية كان شديدا للغاية كما أن المعارضة كانت شبه منعدمة.

وساعد أسلوب القذافي المراوغ الغريب وميله للأزياء الفضفاضة غير المعتادة وحراسه من النساء على أعطاء الرسامين وغيرهم مادة ثرية للسخرية. بحسب رويترز.

ففي بنغازي، وضع شاب شعراً مستعاراً يشبه شعر القذافي ونظارة شمسية، وأمسك بمظلة راكباً شاحنة مفتوحة تجول بها في الشوارع مما جعل الحركة المرورية تتوقف تقريباً لأن المواطنين كانوا يتوقفون ليضحكون، وكان البعض الآخر يطلق أبواق السيارات.

وقالت فاطمة الشكسي (42 عاماً) التي تعمل مدرسة "نحن ننفس عن مشاعرنا ونعبر عن أنفسنا. إنه لم يرتكب جرائم عسكرية فحسب بل أيضاً جرائم ضد عقولنا.. جرائم فكرية".

وشجع القذافي، المتشبث الآن بالسلطة في مواجهة احتجاجات متزايدة، على عبادة الفرد من خلال التدريس الإجباري في المدارس للكتاب الأخضر الذي ألفه ليوضح فيه فلسفته السياسية. وأطلق على نفسه لقب "ملك الملوك" و"الأخ الزعيم"، فيما يمثل تذكرة بلقب "الزعيم الغالي" المتداول للإشارة إلى زعيم كوريا الشمالية الراحل كيم جونج أيل.

ويقول الليبيون إن الجيران والأزواج والزوجات والآباء والأبناء كانوا يخفون عن بعضهم بعضاً المشاعر السلبية التي كانوا يضمرونها للقذافي حتى لا يجري الإبلاغ عنهم للأجهزة الأمنية.

وقال هيثم العنقوش (31 عاماً) الذي يعمل في بنك "إنه مجنون. قام بغسل مخ بعض الناس في سن صغيرة. إنه أمر لا يصدق.. نحن مسلمون وأنت لست نبياً.. أنت قاتل".

وربما كان القذافي بشاربه الرفيع وولعه بالنوم داخل خيام مادة للسخرية على الساحة الدولية لكن حكمه اتسم بالوحشية ولم يكن يتقبل وجود معارضة.

وفي الأسبوع المنصرم، جاب بعض المحتجين الشوارع حاملين دمية للقذافي تشبه القرد وتحمل مظلة ودمية أخرى للقذافي تشبه الجرذ داخل قفص وذلك بعد أن وصف القذافي معارضيه بالجرذان.

وفي مبنى حكومي محترق يضع نشطاء مناهضون للقذافي رسماً ساخراً تلو الآخر. وهناك كلام كتب على جدار في محكمة ببنغازي يطالب القذافي بأن يخجل من نفسه وأن يسلم نفسه إلى المجلس الوطني "للحلاقين".

وتنتشر على الشبكة العنكبوتية اشرطة فيديو فيها مقتطفات مضحكة واحيانا غير مفهومة من خطابات العقيد الاخيرة تتراوح بين المرعب والهزلي، بالاضافة الى رسوم كاريكاتورية ونكات وصور ونعوت للرجل الذي يحكم ليبيا منذ 42 سنة بينها «المريض» او «المجنون»، او حتى «الغبي».

ومن التعليقات التي يتم تناقلها عبر البريد الالكتروني «التلفزيون الليبي يهدد باعادة عرض خطاب القذافي مرة اخرى اذا لم يستسلم الثوار»، في اشارة الى الخطابات التي ادلى بها القذافي منذ بدء الانتفاضة ضده في 17 فبراير والتي وصف فيها المحتجين ب«الجرذان»، و«الجراثيم»، و«متعاطي حبوب الهلوسة».

وقد شن القذافي حملة شعواء على المحتجين، متهما اياهم بانهم «ارهابيون»، ومؤكدا ان الشعب الليبي «يحبني (...) ومستعد للموت من اجلي»، وهو كلام مثير للضحك والمرارة في ان في ظل ما يشهده عدد كبير من المدن الليبية من خروج على سلطة القذافي ومن احتجاجات يستخدم فيها السلاح وبلغ عدد ضحاياها حتى الآن، بحسب منظمة ليبية لحقوق الانسان، ستة الاف.

على صفحة في موقع التواصل الاجتماعي الالكتروني «فيسبوك»، كتب احدهم «قناة الجزيرة تعتذر عن بث خطاب القذافي حيث ان حقوق الملكية للخطاب مخصصة لقناة +موجة كوميدي+»، في اشارة الى محطة تلفزيونية للبرامج الكوميدية في مصر.

وجاء على الصفحة ذاتها ايضا «بعد خطاب القذافي، الجماهير الليبية تهتف: الشعب يريد علاج العبيط»، و«بعد اذاعة خطاب القذافي، الكل يهتف»: الشعب يريد تفسير الخطاب»، في استعادة كاريكاتورية لشعار «الشعب يريد اسقاط النظام» الذي انطلق من مصر ووصل الى ليبيا وغيرها من الدول العربية التي تشهد احتجاجات شعبية.

وفي صفحة بعنوان «الرئيس الليبي معمر القذافي»، حيث التعليقات معظمها موضوعة على لسان العقيد، وبينها «سوف نبدأ الحوار مع الشباب الثائر حالما يزول مفعول حبوب الهلوسة»، و«لا تلوموني على جنوني، فاني لا اتقن شيئا سواه»، و«انا من صنعت ليبيا وانا من سابيدها».

ومن تعليقات الصفحة ايضا «من كان منكم يحب القذافي فليرقص، ومن لا يحب القذافي، فهو لا يحب الحياة، وحتما لا يستحقها».

في الوقت ذاته، تعج الشبكة باشرطة الفيديو المركبة التي شاهدها حتى الآن مئات الاف الاشخاص. وفي احد هذه الاشرطة، يظهر القذافي على خلفية موسيقى تصويرية لسلسلة من الرسوم المتحركة مع عنوان «الدكتاتور المجنون»، وينتهي الشريط بسيل من الكلام الحماسي غير المفهوم مع صور حقيقية للقذافي وصوت البطة «دافي داك» او «ق...دافي».

في شريط آخر، يقلد شاب مصري القذافي، مع كوفية على راسه وعباءة بيضاء ووشاح بنفسجي ونظارتين، ويدلي من داخل مكان يشبه المغارة بخطاب يهاجم فيه العرب، ويضرب على طاولة، ويرفع صوته ويهدد «قد تندمون في يوم لا ينفع فيه الندم...الذي بيته من زجاج لا يرشق غيره بالحجارة.»...

ولا يوجد معه في المكان الا دجاجة. وينهي الرجل خطابه بالدعوة الى «الزحف» و»الثورة»، ويطرق بمطرقته بقوة على طاولة تطير من مكانها ومعها الدجاجة المذعورة.

وأعد الممثل الكوميدي الفرنسي جمال دبوز شريط فيديو باللغة الفرنسية بعنوان «الاميرال الامبراطور الجنرال العقيد صدافي»، في مزج بين اسمي الرئيس العراقي الراحل صدام حسين والقذافي. بحسب فرانس برس.

ويقول صدافي لعشيقته في الفيلم القصير الذي يمكن مشاهدته على موقع «يوتيوب»، ردا على لومها له لانه لا يحتل العناوين الرئيسية في الصحف، «فعلت كل شيء من أجلك يا حبيبتي: هددت الامم المتحدة، أرهبت الكومنولث، خططت لابادتين او ثلاث تم تنفيذها بشكل جيد، ماذا يمكنني ان افعل اكثر من ذلك؟».

ولا يتردد بطل الفيلم في قتل ضباطه خلال اجتماع معهم، احدهم لانه ابدى ملاحظة على قرار «مهاجمة روسيا»، وثان لانه نسي تاريخ عيد ميلاد الامبراطور!، وثالث لانه انبأه بفشل الهجوم على روسيا. وألهمت الاحداث الجارية في ليبيا المغني الجزائري الشاب رشدي الذي يعد اغنية انتقادية بعنوان «هتلر العرب».

على ارض الواقع، يبقى الوضع في ليبيا ابعد ما يكون عن الكوميديا، فيما بدأت المحكمة الجنائية الدولية تحقيقا في «جرائم ضد الانسانية» يطال الزعيم الليبي المتحصن في «باب العزيزية» والمصر على القتال «حتى آخر رجل وامرأة». 

يرغب في تغيير اسمه

فيما دفعت الأحداث الجارية في ليبيا حالياً السوداني معمر القذافي محمد محمد النور، (40 عاماً)، الذي يقيم في مدينة خورفكان التابعة لإمارة الشارقة، للسعي إلى تغيير اسمه، تضامناً مع «الأشقاء الليبيين الذين سالت دماؤهم في المدن الليبية، بسبب مواجهتهم بقسوة من قبل السلطات الليبية، خلال التظاهرات السلمية التي تفجرت في 17 من فبراير الماضي، للمطالبة بتغيير النظام، وتعبيراً عن غضبه من الزعيم الليبي الذي أعلن عزمه على مواجهة التظاهرات بالقوة.

ولم يحتمل معمر القذافي السوداني المشاهد التي نقلتها (الفضائيات)، ووصفتها بالمروعة، للضحايا الذين سقطوا في مدن ليبية عدة، فقرر تغيير اسمه لأنه أصبح يكرهه، كما أنه بدأ يثير استياء بعض من حوله أخيراً.

وقال لـ«الإمارات اليوم» إنه «شرع في التحضير للإجراءات القانونية اللازمة لتغيير اسمه، على الرغم من علمه بأن تلك الإجراءات لن تكون سهلة، كما أن التغيير سيكون له انعكاس على حياته وحياة أسرته المكوّنة من زوجته وطفليه كريم (أربع سنوات)، ويوسف (ثلاث سنوات)».

وشرح معمر القذافي سبب تسميته بهذا الاسم، وقال إن «والده رغب في تسميته به، تيمناً بالزعيم الليبي معمر القذافي، الذي لم يكن قد مضى على ثورته (ثورة الفاتح) ضد النظام الملكي أكثر من عام».

وتابع: «كان الرجل آنذاك مصدر فخر وإعجاب لمعظم العرب، كونه شخصية مختلفة وداعمة للوحدة العربية والإفريقية». لكن معمر القذافي السوداني يؤكد أن «والدي لم يكن يرضى باحتفاظي بهذا الاسم لو بقي على قيد الحياة بعد كل ما جرى».

وقال: «الآن فقط تحطّمت الصورة التي ظلت ترافقني طوال مسيرة حياتي، فقد تألمت وتأثرت بما حدث ويحدث في ليبيا، وبات هاجسي تغيير هذا الاسم قبل سقوط زعيم الثورة الليبية، وأتمنى أن أتلقى مساعدة فنية وقانونية لإنهاء الإجراءات في أسرع وقت ممكن». وأشار إلى أن «علاقته بليبيا لم تكن بتشابه الاسم مع زعيمها فقط، إذ درس في الأكاديمية البحرية الليبية في ليبيا ست سنوات، وتخرج بمعدل (جيد) عام ،1995 وتدرب على البواخر التجارية وناقلات النفط مدة سنتين، وبعدها أكمل دراسته في الأكاديمية العربية بالإسكندرية في مصر مدة سنتين، وعاد إلى السودان ليعمل في الخطوط البحرية السودانية، وظل فيها إلى أن عمل بوظيفته الحالية في شركة (فال للملاحة البحرية) في الإمارات منذ عام ،2001 ومازال يعمل فيها بوظيفة مرشد سفن ومشرف بحري».

وأكد معمر القذافي أنه «في فترة دراسته في ليبيا عاش في سكن للعسكريين واندمج مع المجتمع الليبي، وعلاقته بهم طيبة، وكان من بين زملاء الدراسة ابن الزعيم معمر القذافي (هانيبال)» ، لافتاً إلى أنه «لم يكن يعاقب على سلوكه (المشاكس)، لأنه كان يحمل اسم الزعيم الليبي». بحسب الامارات اليوم.

وذكر أنه «أحب في السابق الزعيم الليبي، وكان يتمنى لو أخلص في حبه طوال العمر، لكن ما يحدث في ليبيا أمر لا يحتمل على حد وصفه»، وتابع: «كنت أفخر بالاسم وأقلد صاحبه حتى في تسريحة شعره، وأدافع عنه لإيماني بأنه عروبي أصيل، لكن ما جرى، خصوصاً حين وصف شعبه بـ(الجرذان)، وراح يواجه المتظاهرين العُزل بالطائرات والدبابات، كان كفيلاً بقلب كل تلك الانطباعات، بل إنني بت أشعر بأن هذا الاسم أصبح لعنة يجب التخلص منها».

وأضاف معمر القذافي أن «والدته وشقيقته وأصدقاءه يطلبون منه بإلحاح تغيير اسمه، ولا يترددون في وصف الزعيم الليبي بأنه مجرم حرب، وكان يتظاهر بالديمقراطية في حين يمارس الديكتاتورية والبطش بشعبه، وحول الاسم البديل لاسم الزعيم قال معمر إنه سيختار ما بين اسمين، لم يقرر أياً منهما بعد».

القذافي وشارلي شين

ما الذي يجمع بين النجم الكوميدي الأمريكي، شارلي شين، والزعيم الليبي، العقيد معمر القذافي؟.. قد يظن البعض أنه ما من مجال للقاء بين الرجلين، غير أن الصحافة العالمية، بما فيها CNN، تركز منذ فترة على موضوع التشابه الظاهر مؤخراً بينهما، بسبب الأزمة النفسية التي يمر بها النجم الأمريكي، والمشكلة السياسية التي يعيشها القذافي.

فقد أوقفت شبكة CBS قبل فترة مسلسل "تو آند هاف مان"، الذي كان من بين أبرز المسلسلات الكوميدية، وذلك بسبب المشاكل التي تورط بها شين مؤخراً، وعلى رأسها الإدمان على المخدرات، والظهور مع عدة عاهرات في وقت واحد.

ويعتبر شين من بين أعلى الممثلين أجراً في الولايات المتحدة، وقد دفعت خطوة وقف المسلسل النجم المعروف بمواقفه المثيرة للجدل، إلى الخروج بتصريحات قاسية في مقابلات علنية، اتهم فيها منتج المسلسل، تشاك لور، بأنه "غبي ودجال."

وفي الواقع، فإن المقابلات التلفزيونية المكثفة هي إحدى السمات الرئيسية اليوم بين القذافي وشين، فكلاهما يشغل وسائل الإعلام حالياً، وكلاهما يردد كلمات غريبة وهمهمات غير مفهومة، فشين مثلاً يقول "فلنتحدث عن شي موجود.. أنا"، و"ماذا يعني مرض ثنائية القطب؟ كوكب الأرض ثنائي القطب."

أما القذافي، فقد وصف خصومه بأنهم "جرذان" و"قطط" و"كلاب ضالة"، واعتبر أنهم "مقملين"، واتهم الإذاعات العالمية بالتآمر ضده، ونفى وجود مظاهرات في بلاده.

ولم تقل تصريحات شين غرابة، فقد وصف محاولة سحب حضانة أطفاله منه بأنها تهديد جاء على شكل "وجهك سيذوب بينما سينتحب أطفالك فوق جسدك المتفجر"، ولدى سؤاله عن صحة ما تردد عن تناوله للمخدرات قال: "أنا أتناول مخدرات اسمها شارلي شين."

والقذافي بدوره اعتبر أن المتظاهرين الذين خرجوا ضد نظامه مدمنون على المخدرات، ويتناولون حبوب الهلوسة.

وتحدث شين عن إحدى النساء اللواتي يكرههن فقال: "لقد قضيت على دودة الأرض هذه بكلماتي فقط، فتخيلوا ماذا كان من الممكن أن أفعل بها بلكماتي التي تنفث اللهب"، بينما لوح القذافي أكثر من مرة بسحق خصومه في الشوارع، والزحف عليهم بـ"الملايين."

وكما أن القذافي يرى نفسه مثل "ملكة بريطانيا"، فإن شين يصر على أنه "مميز ولن يسمح لأحد بأن يدعوه للتصرف مثل سائر الأشخاص."

وكل من القذافي وشين يحيط نفسه بالنساء، فلدى القذافي مجموعة من النساء اللواتي يشكلن فرقة حماية شخصية له، بينما لدى شين صديقاته اللواتي يسميهن "الآلهات."

ويرتدي القذافي ملابس غريبة بحاجة للترتيب على الدوام، أما شين فهو يرتدي على الدوام قميص كتب عليه "مدينة نيويورك"، كان قد اشتهر بعدما ارتدى مثله مغني البيتلز الراحل، جون لينون، لأكثر من مرة.

عادل إمام

من جهته أكد الفنان المصري "عادل إمام" أنه برحيل الزعيم "القذافي" فإننا سنفقد كوميدياناً خطيراً لامثيل له، ووصفه بأنه مجرم حرب وغير متوازن نفسياً.

قال "عادل إمام" في حوار مع صحيفة "الأخبار" أوردته "الراي" الكويتية: "اعتدت يومياً قبل أن أذهب للنوم أن أشاهد بعض المحطات الليبية التي تعرض خطب القذافي كي أضحك كثيراً، لأن مشاهدته تساعدني علي النوم بعمق".

وأضاف: "الشيء الذي يثير الدهشة هو اتهام القذافي للشباب القائمين بالثورة بأنهم يتعاطون حبوب الهلوسة، مع أنه يظهر جلياً أنه هو الذي يتناول هذه الحبوب".

وعن المشاكل بينه وبين "القذافي"، قال: "بالتأكيد كانت هناك مشاكل سببها مسرحية الزعيم، لأنني لمست بعض جوانب من حياته، وكان من المفروض عرض المسرحية في ليبيا، وعندما علم القذافي بذلك رفض، بل أقال المسؤول الليبي الذي اتفق معي على تقديمها في ليبيا".

واستبعد النجم المصري أن يتنحى "القذافي"، قائلاً: "لا وألف لا.. لأنه ليس رجلاً عاقلاً، فهو مجنون يريد إبادة الشعب الليبي بالكامل، فهذا الرجل مجرم حرب وغير متوازن نفسياً وكوميديان، وأتحدى أن يوجد شخص يمتلك كل هذه الصفات معاً".

مباراة شعارات بين الرجال والنساء

الى ذلك تحولت مسيرة دعت عدة منظمات نسائية إلى تنظيمها في أحد الميادين بوسط العاصمة المصرية القاهرة، إلى ما يشبه "مباراة" بين الرجال والنساء، حيث عمد كلا الطرفين إلى إطلاق الشعارات التي تعكس طموحاته بمواجهة الجنس الآخر.

ولم يتجاوز عدد المشاركين في "المسيرة المليونية النسائية"، التي دعت إليها منظمات تعمل بمجال "الدفاع" عن حقوق المرأة، للمطالبة بـ"فرص متساوية وعادلة لجميع المواطنين المصريين، وإنهاء التمييز بين الجنسين"، إضافة إلى مطالب أخرى، الألف سيدة، يدعمهم عدد من الرجال.

في المقابل، نظم عدد آخر من الرجال، كانوا متواجدين في نفس المكان، مظاهرة "مضادة" للمسيرة النسائية، رددوا خلالها شعارات تطالب المرأة بالعودة إلى المنزل، منها: "الستات عايزة إيه؟.. هي خربت ولا إيه؟.. الرجالة ساكتين ليه؟.. هي بشنب ولا إيه؟"

جاءت الدعوة لتنظيم المسيرة النسائية بمناسبة الاحتفال بـ"اليوم العالمي للمرأة"، عبر مجموعات على موقع "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي، في إطار الجهود الرامية إلى منح المرأة المصرية دور أكبر في الحياة السياسية.

وكان من المخطط أن تنطلق المسيرة من أمام نقابة الصحفيين وتتجه إلى ميدان التحرير، إلا أنه بسبب ضعف الإقبال على المشاركة في المسيرة، فقد اكتفت بعض المشاركات بتنظيم وقفة احتجاجية أمام "دار القضاء العالي"، فيما توجهت الأخريات إلى ميدان "التحرير."

عيد أمهات مصر بنكهة الصواعق الكهربائية والمسدسات

كما لم تعرف أمهات مصر في عيدهن الحالي، الذي يوافق 21 مارس/ آذار، ما سبق وأن تلقينه من هدايا تذكارية تحمل معها مشاعر الأبناء بالزهو والامتنان.

فعيد الأم هذا العام جاء مختلفاً، وعلى أهداب نهاية عصر وبداية آخر في مصر كلها، فبدا وكأن هدايا الأبناء تحولت إلى وسائل ليست فقط ناقلة للمشاعر، وإنما عاكسة ومناسبة للأحداث أيضاً.

وفيما يأتي عيد الأم في ظل تلك الأجواء، فقد ظهرت بعض الأنواع الجديدة من الهدايا التي يمكن تقديمها للأمهات في عيدهن، منها "صاعق كهربائي" و"سبراي سيلف ديفنس" أو "مسدس صوت"، ويمكنك عمل اشتراك سنة في صالة "كونغ فو للدفاع عن النفس،" أو "مسدس صوت" موديل "شويكار عيار 9 ميلي."

وسيطرت الحالة التي تعيشها شوارع مصر، إضافة إلى ما تنقله وسائل إعلام من احتجاجات ومظاهرات في بعض البلاد العربية الأخرى، على وجدان الأبناء المصريين عند اختيار هدايا عيد الأم 2011، فيما انتشرت النكات والأجواء الفكاهية بين الطرفين في البلاد.

ورغم انتهاء "ثورة 25 يناير" في مصر، ورحيل الرئيس المصري السابق حسني مبارك عن الحكم، في 11 فبراير/ شباط الماضي، إلا أن توابع الثورة مازالت مستمرة.

فقد شهدت البلاد في الآونة الأخيرة حالة من الانفلات الأمني، بعد غياب الشرطة من الشارع المصري منذ 28 يناير/ كانون ثان الماضي، وظهور من سموا بـ"البلطجية" في بعض أحياء القاهرة، وما تسببوا فيه من ترويع للآمنين.

ويسخر المصريون عادة من أوضاع اجتماعية مزرية، أو مواقف رسمية لقيادات سياسية وشعبية، وربما من قوانين وتشريعات، بينما يستهويهم الآن حالة الحيرة التي وقع فيها ملايين ممن كان من المفترض أن يذهبوا للتصويت في استفتاء التعديلات الدستورية، إما بـ"نعم" أو "لا"، فانطلقت نكات ساخرة عن الأوضاع السياسية الحالية، مثل :"فين أيامك يا مبارك كنت مريحنا من التفكير في الاختيار"، في إشارة إلى التزوير في عهده.

ولم تسلم مصر نفسها كوطن، فأطلقوا عليها نكتة ما بعد الثورة، تندراً بأوضاع البلاد بعد مبارك وأبنائه، فعندما انتهى النائب العام المصري من التحقيق في قضايا فساد أظهرت ما سماه المصريين "مهازل توزيع أراضي الدولة على رجال أعمال"، بالصورة التي بلغ فيها مجموع تلك الأراضي عدة دول عربية مجتمعة، أطلقوا نكتة بعد الثورة.

وحملت نكتة بعد الثورة "إسقاطاً" على نظام مبارك، عندما قالت على طريقة إعلانات بيع السيارات والعقارات، "لراغبي التميز .. موقع ممتاز، بلد على ناصيتين، تطل على بحرين ونيل في النص.. استعمال طيار وابنه، مرفوعة 30 سنة، تسهيلات في الدفع، يشترط الجدية."

ثورات طلابية بشعارات موحدة في مدارس أردنية

تمكن طلاب بمدارس أردنية على مدار أسبوع من "إسقاط" ثلاثة مدراء مدارس في عمان وإربد وإحدى مناطق الأغوار، فيما شهدت نحو 10 مدارس في مناطق متفرقة هتافات "الشعب يريد إسقاط المدير" وفقا للجزيرة نت.

وبينما بدأت كل الاعتصامات وانتهت سلميا، اضطرت الشرطة النسائية الأردنية للتدخل لفض اعتصام بين طالبات مدرسة ثانوية انقسمن بين من تريد إسقاط المديرة وأخريات رفضن هذا الطلب.

وبدا الطلاب موحدين في هتافاتهم التي استلهموها من شعارات الثورة المصرية، فهتفوا "الشعب يريد إسقاط المدير" و"مش هنمشي هو يمشي" بالإشارة للمدير، غير أن الصورة لم تكن موحدة في كل الاعتصامات.

فطلاب إحدى المدارس في صويلح غرب العاصمة عمان طالبوا بـ"إسقاط" مديرهم بعد أن اعتدى على أحد معلميهم، بينما اتهم طلاب في مدرسة وسط العاصمة المدير بأنه يغلظ العقوبات ضدهم، فيما ذهب طلبة في إربد للاعتصام على مدى أيام احتجاجا على ما عدوه استمرار المدير بإهانتهم وإهانة معلميهم الذين انضموا لإضرابهم.

وزارة التربية والتعليم وجدت نفسها مضطرة للتعامل مع ظاهرة الاعتصامات التي تجتاح المجتمع لقضايا سياسية ومطلبية واجتماعية وغيرها، فأرسلت كبار موظفيها للتفاوض مع الطلبة والوعد بتلبية مطالبهم.

ويقول قيادي تربوي للجزيرة نت إن العديد من المدارس تشهد يوميا ترديد هتافات الثورات العربية، ويقول إن الطلاب يرددون هتافات سياسية وطريفة.

ويلفت المسؤول الذي فضل عدم الإشارة له إلى أن هذه الظاهرة لا ترتبط بالوضع الاجتماعي للطلبة، وأن طلبة في مدرسة خاصة يدرس فيها أبناء الطبقة الغنية شهدت تظاهرة لطلبتها في ساحة المدرسة ضد الإدارة تلاها اعتصام مفتوح انتهى بمفاوضات بين الطلبة والإدارة حصل الطلاب بموجبه على تلبية لبعض مطالبهم.

لكنه يشير إلى أن الأمر بدأ يتحول لظاهرة بعد أن انتشرت صور طلاب يهتفون ضد إدارات مدارسهم على الإنترنت والهواتف النقالة عوضا عن نقل قناة الجزيرة لصور اعتصام طلابي انتهى بتنحية مدير مدرسة بعمان.

الصورة الأخرى هو ما تناقلته صفحات موقع فيسبوك ومواقع أردنية من مقاطع فيديو لأطفال بعضهم لم يتجاوز الرابعة من عمره يرددون شعارات "الشعب يريد إسقاط النظام" التي سمعوها في ثورات تونس ومصر، وشعارات أخرى منها "الشعب المصري عامل إيه حسني مبارك سي آي إيه"، وغيرها.

لكن الزعيم الليبي معمر القذافي بدا أنه يلهم الأطفال أكثر من غيره على ما يبدو في مشاهد من الفكاهة تظهرها تسجيلات الفيديو.

حيث تنتشر على نطاق واسع مقاطع لأطفال أردنيين يرددون كلماته "ازحفوا عليهم من الصحراء للصحراء.. بيت بيت.. دار دار.. زنقة زنقة.. إلى الأمام".

وترى أستاذة علم الاجتماع في جامعة عمان الأهلية الدكتورة عصمت حوسو أن ما شهدته مدارس أردنية من هتافات تطالب بإسقاط الإدارة وغيرها من مشاهد استلهام الأطفال لشعارات وهتافات الثورات العربية "ظاهرة لا بد من الوقوف عندها مطولا".

وقالت للجزيرة نت "كل المشاهد التي يعيشها أطفالنا في المدارس والمنازل اليوم وانخراطهم في الثورات العربية عبر شعاراتها يؤكد أن وسائل الإعلام باتت تشكل مؤسسة التنشئة الاجتماعية الأولى قبل الأسرة التي تراجعت خلف سطوة الإعلام".

وتلفت أن الأطفال والمراهقين شأنهم شأن الشعوب العربية يعتمدون على التقليد في استخدام كل الوسائل التكنولوجية، وترى أن التقليد انتقل لتوظيف هذه الوسائل سياسيا.

وتابعت عصمت "اللافت أن الأطفال انخرطوا في السياسة التي لم تعد حكرا على فئة معينة، وسقطت أمام هذا الجيل ونشأته كل محاولات إبعاده عن السياسة والتخويف منها لينقلوا وعيهم الجديد لمدارسهم ومحيطهم".

وبرأيها ستكون الظاهرة خطيرة وتقود لفوضى "غير خلاقة" إذا لم توجه الطاقات المتولدة لدى الأطفال والمراهقين إيجابيا، بحيث لا تتحول الاحتجاجات خاصة في المدارس إلى مواسم للهروب من المدرسة أو الامتحانات أو الانقلاب على الواقع لمجرد الرغبة بالتقليد.

غير أنها ترى أن الإيجابي في الوعي المتشكل لدى هذا الجيل هو أنه نشأ على رفض القمع وأنه عرف طريق الاحتجاج على كل ما لا يعجبه أو من يتآمر على حقوقه.

وتذهب عصمت لدعوة السياسيين في الدول العربية لانتظار التعامل مع جيل جديد استيقظ على مشهد الثورات وإسقاط الأنظمة، وترى أن التغيير والإصلاح هو حبل النجاة الوحيد من الثورات التي ربما يقودها أطفال اليوم الذين سيكونون شباب الغد.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 26/آذار/2011 - 20/ربيع الثاني/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م