
شبكة النبأ: يرى بعض المحللين ان
اليمن تمر في اسوء فتراتها على الاطلاق، خصوصا ان ما سوف يخلفه نظام
علي عبد الله صالح من شقاق وصراع قد يحيل البلاد الى ما لا يحمد عقباه
بعد رحيله الذي بات وشيكا.
فالفقر ومعدلات البطالة بالإضافة الى النزاع بين شقي البلاد الشمالي
والجنوبي عوامل تمثل تحديا حقيقيا لأبناء تلك البلاد وقادتها
المستقبليين، فيما يمثل انتشار الفكر السلفي وبعض مظاهر التشدد الديني
خطرا جديا يقلق معظم المتابعين لشؤون اليمن الداخلية، فضلا عن الخشية
من لعب الجار الشمالي السعودي دورا سلبيا في اثارة الاضطرابات في مرحلة
ما بعد صالح، فيما لو لم تسري معطيات الاحداث بما لا يشتهي حكام الرياض.
حالة من عدم اليقين
فيبدو أن حكم الرئيس اليمني علي عبد الله صالح القائم منذ 32 عاما
يشرف على الانهيار ولكن رحيله سيدفع البلاد لحالة من عدم اليقين ويربك
الولايات المتحدة والسعودية اللتين لا تزالان تدعمان "حليفهما" في
الحرب ضد القاعدة.
وكان مقتل أكثر من 50 محتجا في صنعاء قد أثار موجة انشقاقات اذ سارع
دبلوماسيون وضباط من الجيش وزعماء قبائل وساسة باعلان تأييدهم للمعارضة
المناهضة لصالح.
وقال فيليب مكرام المحلل المستقل "صالح انتهي. يتشبث (بالسلطة) فقط
لان السعوديين والامريكيين يستنكفون التخلي عنه حتى في هذا الوقت
المتأخر."
وليس للزعيم البالغ من العمر 68 عاما خليفة واضح ولا توجد الية
واضحة للانتقال السلمي للسلطة وربما يدور قتال بين قبيلته وخصومه
العسكريين على مغانم يمن ما بعد صالح.
وفي أحدث حلقة في سلسلة التنازلات السياسية عرض صالح يوم الثلاثاء
التنحي عقب انتخابات برلمانية في يناير كانون الثاني 2012. ورفض متحدث
باسم ائتلاف المعارضة الفكرة قائلا ان الساعات القادمة ستكون حاسمة.
وفي هذه الحالة قد ينهار اليمن كدولة ولا يتحقق النصر للحركة
الداعية للديمقراطية المستلهمة من الاطاحة برئيسي مصر وتونس.
وقال فولكر بيرتيز مدير المعهد الالماني للسياسة الدولية والامن "ليس
مستبعدا أن تظهر الحدود بين الشمال والجنوب مرة أخرى أو تظهر تقسيمات
أخرى للاقطاعيات المحلية وأن تنشب العديد من الحروب الاهلية في أجزاء
مختلفة من البلاد." بحسب رويترز.
ومن شأن أي تغيير في اليمن أن يثير حالة من الفزع في السعودية
المجاورة التي تشعر انها مهددة بشكل كبير من مسلحي القاعدة المتمركزين
هناك. كما يثير ضيقها أي تحول ديمقراطي في اليمن وتعتبره خروجا مثيرا
للقلق عن حكم الفرد القائم في الدول الاخرى في شبه الجزيرة العربية.
وقال مكرام ان واشنطن والرياض يعتبران صالح مفيدا في الحرب ضد تنظيم
القاعدة في جزيرة العرب الذي يتخذ من اليمن قاعدة له ويدعمانه خوفا من
المجهول.
وأضاف "ينظر البلدان لليمن من منظور أمني يتعلق بالمصلحة الذاتية
ومن وجهة النظر تلك يثير رحيله قلقهما."
ووجد مسلحو القاعدة الطموحون ملاذا في جبال وصحاري اليمن الذي يجعل
منه الفقر المدقع أرضا خصبة لتجنيد أعضاء ولكن شعبية القاعدة محل جدل.
وقال مكرام "لم يشارك تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في الاضطرابات
الحالية الى حد كبير مما يشير الى أن ايديولوجيته لا تزال هامشية في
المجتمع اليمني" مستبعدا أن يتغير هذا الوضع قريبا.
وتابع "لذا من المرجح مع رحيل العدو القريب (صالح) أن تركز قيادة
تنظيم القاعدة في جزيرة العرب اهتمامها على العدو البعيد (الولايات
المتحدة). التوتر والعنف يمنحه فرصة لالتقاط الانفاس."
وخلال العامين الماضين حاول تنظيم القاعدة في جزيرة العرب قتل مسؤول
أمني سعودي وتفجير أهداف امريكية بما في ذلك طائرات. ويمكن أن تؤثر
الفوضي في اليمن الذي يقطنه 23 مليون نسمة ويكثر فيه السلاح على الدول
الخليجية المجاورة الغنية بالنفط الى جانب طرق الملاحة الحيوية في
البحر الاحمر وخليج عدن.
وربما يحاكي صالح خيار الزعيم الليبي معمر القذافي باللجوء للمقاومة
العنيفة في مواجهة الانتفاضة الشعبية ويستعين بوحدات عسكرية لا تزال
على ولائها له بدلا من الرحيل في هدوء كما فعل الرئيس المصري حسني
مبارك والتونسي زين العابدين بن علي.
وردد علي هذه النغمة قائلا لقادة جيشه "لا يعتقد الذين يريدون ان
يتسلقوا الى كرسي السلطة عن طريق الانقلابات ان الامور ستستقر فهذا غير
وارد لن يستقر الوطن ستتحول الى حرب أهلية.. الى حرب دامية فيجب ان
يحسبوا حسابا دقيقا."
وجاءت تصريحات صالح عقب انشقاق اللواء علي محسن الذي يمت بصلة قرابة
لصالح وهو قائد عسكري كبير شارك في السابق في تسهيل عودة الجهاديين
اليمنيين من أفغانستان وكثيرا ما كان حلقة الوصل مع الجماعات المتشددة.
وكتب جيمس كينج الباحث في الشؤون اليمنية "بانشقاقه يميل بالتأكيد
ميزان القوة بعيدا عن صالح." وتابع "ينظر لمحسن على نطاق واسع على انه
قائد عسكري قاس لا يعرف الرحمة وبات رمزا لهيمنة قبيلة صغيرة واحدة هي
سنحان على البلاد. ونتيجة لذلك يخشى يمنيون كثيرون ان تكون دوافعه أكثر
شرا وليس التغيير الديمقراطي."
وفي خطاب منفصل مع شيوخ القبائل في صنعاء طرح صالح احتمال تقسيم
اليمن بين المتمردين الشيعة في الشمال والانفصاليين في الجنوب ومسلحي
القاعدة.
وقال ياسين نعمان الذي يتولى الرئاسة الدورية لتحالف المعارضة في
اليمن انه لا يعتقد ان شيوخ القبائل والقادة العسكريين المنشقين
سيرفعون السلاح في وجه صالح ولكنه أبدى خشيته من نشوب نزاع دموي اذا
تشبث الرئيس بالسلطة كما فعل القذافي.
وأضاف أن ثمن ذلك سيكون باهظا وأن الامر لن يقتصر على الجيش بل
سيمتد الى كل أنحاء البلاد وحتى الى القبائل.
وواشنطن التي كانت تحث جماعات المعارضة على قبول عروض صالح باجراء
حوار تدعو الان الى "تحول سلمي".
وقال كينج ان الولايات المتحدة التي منحت اليمن مبلغ 175 مليون
دولار معظمه في صورة مساعدات أمنية في العام الماضي تخاطر بان ينظر
اليها باعتبارها "احد الركائز المتداعية القليلة التي تدعم نظاما واهيا."
وبالضغط على صالح للرحيل لا يزال يسعها أن تقوض تصوير القاعدة لليمن
بأنه محاصر "بتحالف غير مقدس بين حكومة فاسدة وقمعية وسادتها
الامريكيين."
هل سيكون الأحمر بديلا لصالح؟
في السياق ذاته أثار اعلان اللواء علي محسن الأحمر قائد المنطقتين
الشمالية والغربية في اليمن انضمامه الى المحتجين بساحة التغيير بجامعة
صنعاء تباينا حادا بين أغلبية يشكلها حزب الاصلاح(الاخوان المسلمون)
والقبائل والقوى السياسية التي انقسمت ترحيباً ورفضاً وتوجساً.
وتبدي قوى سياسية مخاوف من صعود علي محسن الى سدة الحكم بديلا عن
الرئيس الحالي علي عبدالله صالح أبرزهم (الحوثيون) باعتباره الغريم
الميداني لهم والقائد الأهم لحرب صيف 1994 مع الجنوبيين الذين يحملونه
مسؤولية مقتل الآلاف منهم.
وعقب يوم من اعلان الأحمر انشقاقه عن صالح وكان يعد احد أعمدة حكمه،
ومن ضمن لأخيه غير الشقيق الصعود على كرسي الرئاسة ظهر الرئيس صالح
متوعدا بحرب أهلية من هول صدمته بموقف من سانده على مدى 32 عاما.
وحول ما تردد من مخاوف وقلق حول صعود محسن بديلا عن صالح قال امين
عام حزب الحق حسن زيد ليونايتد برس انترناشونال «بالنسبة لقلق البعض
فهو مشروع لان مشكلتهم مع الرئيس صالح ليست مشكلة شخصية انما لأنه حكم
بالمؤسسة العسكرية التي تدين له بالولاء وليس للوطن». بحسب يونايتد برس.
واستقبل «شباب الثورة الشعبية» انضمام الأحمر بكامل ألويته العسكرية
الى ثورتهم المطالبة باسقاط النظام بتوجس وترحيب حذر لكونه ابرز أركان
النظام الذي قامت الثورة ضده.
وابدوا مخاوف من ان يكون تأييده وانضمامه محاولة رتب لها للالتفاف
على الثورة التي رفعت منذ انطلاقها في الثالث من فبراير الماضي شعار
بناء دولة مدنية حديثه كهدف أول لها.
وعقب اعلان الاحمر انضمامه الى الثورة اعتلى احد الشباب منصة ساحة
التغيير بجامعة صنعاء وقال «نرحب بانضمام الجيش الى صفوف الثورة
الشبابية لكن شروطنا واضحة ان يسلموا السلطة للشعب وان لا يحلم العسكر
بالحكم من جديد».
فرض حالة الطوارئ
من جانب آخر اقر البرلمان اليمني باجماع النواب الحاضرين باستثناء
نائب واحد، حالة الطوارئ التي اعلنها الرئيس علي عبد الله صالح لمدة
ثلاثين يوما، وسط تقلص الاغلبية الداعمة للرئيس في البرلمان. وحضر
الجلسة 164 نائبا الجلسة وصوت 163 منهم لصالح قرار فرض حالة الطوارئ.
ويظهر التصويت التقلص الكبير في الاغلبية المؤيدة للرئيس اليمني
الذي كان يحظى بدعم 240 نائبا من اصل 301 قبل بدء الحركة الاحتجاجية
المطالبة برحيله في نهاية كانون الثاني/يناير.
واكدت مصادر برلمانية ان حوالى خمسين نائبا انشقوا عن حزب المؤتمر
الشعبي العام الحاكم. وقد قاطعوا الجلسة مع باقي النواب المعارضين
والمستقلين. ويسود غموض حيال مفاعيل حالة الطورئ بسبب عدم وجود قانون
للطوارئ في اليمن. بحسب فرانس برس.
وبرر النائب الذي لم يصوت لصالح القرار موقفه بغياب وجود قانون
للطوارئ وبارتكاز التصويت على قانون كان يسري في شمال اليمن قبل الوحدة
مع الجنوب.
وكان صالح اعلن في 18 اذار/مارس حالة الطوارئ بعد مقتل 52 متظاهرا
امام جامعة صنعاء. وقد اتهم المعتصمون امام الجامعة منذ 21 شباط/فبراير
مناصرون للنظام باطلاق النار على المتظاهرين.
وقبيل بدء الجلسة البرلمانية، دعا الشباب المعتصمون المطالبون
بتغيير النظام في بيان نواب البرلمان الى "عدم التصويت على قانون
الطوارئ". واعتبر الشباب ان "من يصوت يكون مشاركا في قتل الابرياء".
الى ذلك، اكد مصدر مصدر مسؤول في رئاسة الجمهورية اليمنية "تعاطف
الرئيس مع مطالب الشباب وقضاياهم وتطلعاتهم المشروعة" ودعوته لهم الى
حوار مباشر، حسبما افادت وكالة الانباء اليمنية الرسمية. ودعا صالح
الشباب المعتصمين الى "الحوار الشفاف والصادق والمفتوح وبعيدا عن
الحسابات الحزبية الضيقة ووضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار".
واكد المصدر ان صالح "ينظر الى ما قام به الشباب النقي تجديدا لروح
الثورة اليمنية وتحفيزا لحيوية النظام الديموقراطي التعددي اذا لم
تختطف الاحزاب والقوى المتربصة روح تطلعاتهم الاصلاحية السلمية في اطار
الشرعية الدستورية والاستقرار وتنحرف بها عن أهدافها ومقاصدها النبيلة".
وكان صالح اكد في خطاب امام مجلس الدفاع الوطني ان الشباب المحتجين
هم "ضحايا" ل"اجندات خارجية" ول"تنظيمات سياسية عتيقة". وفي ساحة
الاعتصام امام جامعة صنعاء، سارع خطباء من الشباب والنواب المعارضين
الى رفض دعوة الحوار التي وجهها الرئيس.
كما دعا نواب معارضون توالوا على المنصة الى رفض اعلان الطوارئ،
بحسب وكالة فرانس برس.
واطلقت كذلك دعوات الى مقاطعة رجال اعمال موالين للرئيس اليمني
ومقاطعة منتجات يسوقونها او تصنع في معامل يملكونها. وكانت سجلت
اشتباكات بين الجيش والحرس الجمهوري الموالي لصالح في الشمال ما اسفر
عن مقتل جنديين.
وعلى الصعيد الدولي، قال مسؤول في الاتحاد الاوروبي انه يبدو ان
تنحي الرئيس اليمني عن السلطة بات حتميا بعد خسارته الدعم الشعبي ودعم
عدد من المسؤولين العسكريين وزعماء القبائل.
على خطى الرئيس المصري
من جهته يقول الكاتب ان اليمن توشك ان تكون البلد العربي الثالث
الذي يشهد اسقاط النظام بع تونس ومصر مع تراجع قدرة رئيسه على عبد الله
صالح على التمسك بالسلطة. ويشرح كيف ان صالح سار على نهج الرئيس المصري
السابق حسني مبارك منذ بدء الاحتجاجات ضده الشهر الماضي، خاصة احداث
الجمعة الماضية التي استهدف فيها قناصة النظام المتظاهرين فقتلوا اكثر
من 50 واصابو 250.
والان بدأت اجنحة في الجيش تنشق عن الرئيس وترسل الدبابات لحماية
المتظاهرين في شوارع صنعاء، بينما يتوالى استقالة السمؤولين من الحكومة
وتنشق القبائل عن الرئيس منضمة للمحتجين.
ورغم التوقع القوي بان يرحل الرئيس صالح عن السلطة ويسلمها للجيش
قريبا جدا، الا ان هناك امكانية ان يتمسك الرئيس اليمني بسلطته بما
ينذر بحرب اهلية.
فاليمن، كما يقول صحفي الاندبندنت، تختلف عن تونس ومصر اذ ليس بها
طبقة وسطى قوية كمان بها 60 مليون قطعة سلاح موزعة على 24 مليون نسمة
هم سكان البلاد.
كما ان القبائل، التي ظلت سلطتها اقوى من الدولة ومثلت قاعدة دعم
لسلطة الحكم قبل ان تبدأ الانفضاض عنه الان، ليست موحدة كلها ضد النظام
او مع المحتجين.
منشقون جدد
فيما اعلن دبلوماسي ووزير سابق مساندتهما للمحتجين المطالبين
بالديمقراطية في ضربة قوية للرئيس اليمني علي عبد الله صالح الذي يحكم
البلاد منذ 32 عاما.
وقال عبد الملك منصور ممثل اليمن في جامعة الدول العربية لتلفزيون
العربية انه انضم للمحتجين كما أعلن عبد الرحمن الارياني وزير المياه
والبيئة الذي اقيل الاسبوع الماضي مع بقية اعضاء الحكومة انه انضم "
للثوار".
وجاءت الانشقاقات الجديدة بعد ان اعلن قادة كبار بالجيش وسفراء وبعض
القبائل تأييدهم للمحتجين المناهضين للحكومة اليمنية امس الاثنين في
ضربة قوية لمحاولات صالح التغلب على مطالب برحيله الفوري.
وقال مقيمون ان دوي انفجارات واطلاقا للنار سمع لفترة قصيرة في
منطقة قريبة من قصر للرئاسة في مدينة المكلا الساحلية في شرق اليمن.
وكانت طبيعة اطلاق النار غير واضحة ولكنه سلط الضوء على التوتر
المتزايد في جميع أنحاء البلاد.
وبعد أن ظل صالح في السلطة 32 عاما نجح خلالها في تجاوز حرب أهلية
والعديد من الانتفاضات والحملات العسكرية يشهد الرئيس اليمني العديد من
حلفائه وقد انفضوا من حوله في الاونة الاخيرة وان بقي بجانبه بعض
الحلفاء العسكريين الرئيسيين.
وأصبحت فرنسا يوم الاثنين أول دولة غربية تدعو صالح علنا للتنحي.
وقال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه في اجتماع للاتحاد الاوروبي في
بروكسل " نقول هذا لليمن حيث تسوء الاوضاع. نرى اليوم أن رحيل الرئيس
صالح بات أمرا لا مناص منه."
ورغم ذلك قالت قناة تلفزيون العربية ان صالح أعلن أمس انه "صامد"
وان اغلبية اليمنيين تؤيده.
وتتحول الانظار الان الى الولايات المتحدة والسعودية اللتين تعتبران
اليمن حصنا ضد شبكة القاعدة النشطة التي استغلت بذكاء الفقر والنظام
القبلي وقصور الحكومة المركزية.
وذكر مصدر حكومي يوم الاثنين أن صالح طلب من وزير الخارجية السعودي
سعود الفيصل الوساطة في الازمة المتفاقمة. وذكرت وسائل اعلام محلية ان
الرئيس اليمني أوفد وزير خارجيته الى الرياض حاملا رسالة الى الزعماء
السعوديين. بحسب رويترز.
ودعا الرئيس الامريكي باراك أوباما الذي يتعامل مع تغيير كاسح في
منطقة الشرق الاوسط من مصر الى ليبيا التي أصبحت منطقة حرب الى "انتقال
سلمي" في اليمن حيث زاد من القلق الدولي عدم ظهور خليفة واضح لصالح.
وكان اعلان اللواء علي محسن القائد العسكري القوي في كلمة اذاعها
التلفزيون وقوفه الى جانب المحتجين انتكاسة قوية لصالح. وقال اللواء
محسن قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية باليمن لقناة الجزيرة "أعلن
دعمنا وتأييدنا السلمي لثورة الشباب السلمية ومطالبهم وأننا سنؤدي
واجباتنا غير منقوصة في حفظ الامن والاستقرار في العاصمة."
وأضاف "قمع المعتصمين السلميين المحتشدين في الساحات العامة في عموم
محافظات الجمهورية أدى الى دوامة من الازمات وتصاعدها كل يوم وتزداد
تعقيدا وتدفع البلاد الى شفير هاوية العنف والحرب الاهلية."
وينتمي محسن وصالح لقبيلة الاحمر ذات النفوذ الواسع والتي يشغل
ابناؤها الكثير من المناصب المهمة في الدولة. لكن يبدو أن دعم قبيلة
الاحمر للرئيس اليمني يتقلص لا سيما وقد أعلن زعيمهم الشيخ صادق الاحمر
عبر تلفزيون العربية تأييده لحركة المحتجين.
لكن وزير الدفاع اليمني أعد المشهد لمواجهة عسكرية بسبب صالح معلنا
تأييد الجيش للرئيس. وقال وزير الدفاع اليمني محمد ناصر علي الاثنين ان
الجيش لا يزال يساند الرئيس اليمني.
واضاف الوزير في بيان بثه التلفزيون "تعلن القوات المسلحة والامن
بأنها ستظل وفية بالقسم الذي أداه كل أفرادها أمام الله والوطن
والقيادة السياسية بزعامة فخامة الاخ الرئيس علي عبد الله صالح رئيس
الجمهورية بالحفاظ على الشرعية الدستورية والامن والاستقرار والوحدة
وحماية منجزات الشعب اليمني ومكتسباته التي حققها في ظل راية الثورة
والوحدة والديمقراطية."
واضاف "لن نسمح بأي شكل من الاشكال أي محاولة للانقلاب على
الديمقراطية والشرعية الدستورية او المساس بأمن الوطن والمواطنين."
ونشرت دبابات خارج القصر الرئاسي في مدينة عدن الجنوبية كجزء من تعزيز
الامن.
يمكنه البقاء بعد نقل السلطة
على صعيد متصل قال زعيم معارض ان الرئيس اليمني علي عبد الله صالح
سيسمح له بأن يعيش حياة كريمة وامنة في اليمن اذا تنحى بشكل سلمي بعد
ان قضى أكثر من ثلاثة عقود في السلطة.
وطالب ياسين نعمان الذي يتولى الرئاسة الدورية لتحالف المعارضة في
اليمن صالح بتجنب القتال من أجل البقاء في السلطة الامر الذي من شأنه
أن يمزق اليمن ويؤدي الى مزيد من الاضطرابات في البلد الفقير.
وقال نعمان ان الرئيس اليمني يجب ألا يتبع أسلوب الزعيم الليبي معمر
القذافي بتدمير البلد وقتل الناس بل يتعين عليه بعد كل الوقت الذي قضاه
في الحكم أن يقدم الشكر لشعبه ويتركه في سلام.
وقال نعمان الخبير الاقتصادي الذي يتزعم أيضا الحزب الاشتراكي
اليمني انه يعرف أخلاق الشعب اليمني وان صالح اذا رحل بسلام فسينظر
اليه الناس على أنه زعيم حقيقي وسيستطيع أن يعيش أينما يريد. وأضاف ان
اليمنيين سيضمنون له حياة طيبة جدا وستظل كرامته محفوظة.
وشدد المحتجون موقفهم منذ أعمال العنف وبعد أن أعلن اللواء علي محسن
الذي يتولى قيادة معسكر مجاور لمنطقة الاحتجاجات مساندته للمحتجين.
ويقول البعض الان انهم يريدون محاكمة كل المسؤولين عن قتل المحتجين بمن
فيهم صالح.
وذكر نعمان وهو من لحج في جنوب اليمن أنه يخشى أن تتصاعد أعمال
العنف وتخرج عن السيطرة بعد أن ساند بعض القادة العسكريين جماعات
المحتجين على ما يبدو بينما يقول وزير الدفاع ان الجيش ما زال يدين
بالولاء للرئيس. وقال ان صالح ومؤيديه اذا لم يفكروا بحرص واذا بدأوا
يهددون باستخدام القوات العسكرية والعنف فسيمتد العنف الى كل أنحاء
البلاد ولن يصبح مقصورا على صنعاء.
وأضاف أن ثمن ذلك سيكون باهظا وأن الامر لن يقتصر على الجيش بل
سيمتد الى كل أنحاء البلاد وحتى الى القبائل. وتابع قائلا ان الجميع في
اليمن يملكون أسلحة.
وكان نعمان اخر رئيس للحكومة في اليمن الجنوبي قبل الوحدة بين
الشمال والجنوب. واتحد شطرا اليمن تحت قيادة صالح عام 1990 وقضى نعمان
عدة سنوات في الخارج في أعقاب محاولة انفصال سحقتها صنعاء عام 1994.
وقال انه لا يعتقد أن الازمة الحالية ستتحول الى حرب أهلية شاملة.
ويناضل صالح بالفعل لتدعيم سلام هش مع متمردين شيعة في الشمال وللقضاء
على حركة انفصالية في الجنوب في نفس الوقت الذي يحارب فيه تنظيم
القاعدة في جزيرة العرب المتمركز في اليمن.
وطلب صالح من وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل الوساطة في الازمة
وذكرت وسائل الاعلام الرسمية أن الرئيس اليمني أوفد وزير خارجيته الى
الرياض حاملا رسالة الى الزعماء السعوديين. لكن الجانبين يتمسكان
بموقفيهما. وقال نعمان انه يعتقد أن كل المخارج أصبحت مغلقة مشيرا الى
أن القرار في يد الرئيس علي صالح. |