اصداء الثورة البحرينية تقض مضاجع آل خليفة

محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: لاتزال اصداء الثورة البحرينية تلقي بضلالها على المشهد الاقليمي والدولي على الرغم من سعي حكومة المنامة والسعودية التعتيم على ما يجري من اعمال قمع وانتهاكات مستمرة بحق المدنيين العزل.

حيث لا تزال مدن البحرين تعاني من الترهيب والتعنيف الحكومي التي تشن قواتها بمختلف انواع الاسلحة حربا شعواء على الشعب المكبوت، بالإضافة الى اعمال البلطجة والقتل والخطف.

فيما يصر المنتفضون على الاستمرار بمطالبهم الشرعية الهادفة المتمثلة بالحد من الفساد السياسي والمالي والعنصري الذي تمارسه حكومة حمد منذ هيمنتها على مقاليد السلطة. بالاضافة الى مطالب خروج القوات السعودية التي اجتاحت البحرين مؤخرا.

الصحف الدولية

فتحت عنوان "النفاق وراء هذا التدخُّل"، نطالع في الإندبندنت مقالا نقديا لياسمين البهائي براون تقول فيه: "وماذا عن السعودية، إذا؟ فهذا هو نظام من أغرب ما يمكن أن تكون عليه الأنظمة".

وتضيف: "إنه نظام يسجن نساءه، ويقطع أعناق معارضيه، ويغرس مخالبه في تجمعات المسلمين في كافة أنحاء العالم، بما في ذلك بريطانيا، ويدخل البحرين لكي يبسط سيطرته على الجماهير الساعية لتحقيق الإصلاح هناك".

وتحت عنوان "التدخُّل السعودي في البحرين سيذكي نار الطائفية، ولن يخمدها"، نطالع على صفحات الرأي في الجارديان مقالا نقديا مطوَّلا لمادلين بانتنغ تقول فيه إن الانتفاضات العربية بدأت بروح الأمل بالقومية والوطنية، لكن الآن يجري استغلال الانقسامات الطائفية" في خضم الحراك الذي تشهده المنطقة.

تبدأ الكاتبة مقالها بوصف حادثة تقول إنها وقعت وسط العاصمة البحرينية المنامة، إذ تأخذنا في المشهد الأول مع رجل بحريني وقف وسط أحد طرق المدينة مرتديا سروالا من الجينز وسترة، وراح يلوِّح بيديه بتحدٍّ "شجاع وواضح" للرصاص الذي أخذ ينهمر عليه ومن حوله من بنادق ورشاشات عناصر قوات الأمن الحكومية.

ترى بانتنغ أنه سيكون للتدخل السعودي في البحرين انعكاسات سلبية على المنطقة. وبعد لحظات فقط، ننتقل مع الكاتبة إلى المشهد الثاني حيث نرى الرجل ذاته يتهاوى ويسقط أرضا جرَّاء إصابته بطلق ناري، وقد سالت منه الدماء لتغطي جسده وثيابه، وليُنقل بعدها إلى سيارة تأخذه إلى المستشفى للعلاج من إصابته.

تقول بانتنغ إن المنظر ذاك لم يعد يقتصر على مدينة أو دولة عربية بعينها، بل أصبح مشهدا مألوفا في العديد من بلدان المنطقة التي شهدت، وتشهد، انتفاضات عارمة ضد حكَّامها، وسعيا لانتزاع الحرية والديمقراطية والحياة الكريمة.

أمَّا الجديد الذي ترى الكاتبة أنه يميِّز انتفاضة البحرين فهو "البعد الطائفي" الذي اتخذته الأحداث في تلك الجزيرة الصغيرة ذات الغالبية الشيعية من السكان الذين تحكمهم لقرون أسرة آل خليفة السنية.

وحول الاختلافات بالرؤية حيال شخص كذلك الرجل الذي أُصيب في أحد شوارع المنامة، تقول بانتنغ: "يراه الغربيون ناشطا سياسيا، ويعتبره بعض المسلمين السنة غوغائيا شيعيا، بينما ينظر إليه الشيعة في العالم على أنه شهيد، ولا يوجد ثمة فكرة في الإسلام الشيعي أكثر قوة وقدرة على التعبئة والتجييش من فكرة الشهيد".

وتشير الكاتبة إلى التفاؤل الذي ساد بعض المراقبين من أن مطالب الإصلاح وروح اللاطائفية هي التي بدت غالبة على غيرها من المشاعر والدوافع خلال الثورات والانتفاضات العربية من تونس إلى مصر، حيث وقف المحتجون في مصر مثلا من أديان وطوائف مختلفة جنبا إلى جنبا لا فرق بينهم، وذلك على عكس الجو الطائفي الذي ساد العراق في أعقاب الإطاحة بنظام صدام حسين في عام 2003.

وترى بانتنغ أن السعوديين يستعملون خطر الطائفية كغطاء، إذ أصرّوا مؤخرا على القيام بإجراء عاجل في البحرين، وكأنهم يقومون بفعل ضروري لمنع أمر هم في الواقع يقومون بإذكاء ناره: أي الصراع الطائفي.

"سوف تشارك قطر في العملية العسكرية، لأننا نعتقد أنه يجب أن تكون هنالك دول عربية تتعهد وتضمن هذا العمل، وذلك لأن الوضع هناك لا يُطاق"

وتنقل عن محللة شؤون الشرق الأوسط، مي يماني، قولها: "لقد برَّر بعض كبار الشخصيات في السعودية تصرُّفهم في البحرين على أنه أمر ضروري لدرء فتنة شيعية. فإثارة المخاوف من الشيعة تلبِّي الاحتياجات المحلية".

وللتدليل على ذلك ترى المحللة أن إثارة مثل تلك المخاوف الطائفية قد ساعد على "كبح جماح النسخة السعودية الحذرة من الربيع العربي، لطالما كانت الحركة الانفعالية للعريضة التي تم رفعها عبر الإنترنت للمطالبة بالإصلاحات قد اكتسبت قدرا من القوة".

وترى بانتنغ أن تسليط الضوء على "الخطر الطائفي" يخدم السعوديين لدى جمهور آخر أيضا، أي لدى حلفائهم الأمريكيين، إذ أصدر السعوديون إشارات كثيرة إلى خطر "التدخل الأجنبي" في البحرين، وذلك في مسعى منهم لتوجيه أصابع الاتهام إلى إيران وكسب واشنطن إلى جانب الرياض الآن وفي المستقبل.

إلا أن بانتنغ ترى أنه سيكون للتدخل السعودي في البحرين انعكاسات سلبية، وذلك مهما بدا الأمر للرياض أو المنامة أن الأمور قد تكون لصالحهما.

وتدلل الكاتبة على وجهة نظرها تلك بالقول: "قد خرجت خلال الأيام القليلة الماضية مظاهرات مناهضة للتدخل السعودي في البحرين، وذلك في أوساط الشيعية في كل من العراق ولبنان وإيران وفي القطيف، الواقعة في المنطقة الشرقية من السعودية، حيث يعيش معظم شيعة المملكة ويتركز معظم النفط السعودي".

وترفق الجارديان مقال بانتنغ برسم كاريكاتيري تظهر فيه قبضة النظام العربي التي طالما أُحكمت على رقاب الشعوب سنينا طوالا، وقد تحوَّلت مؤخرا إلى مجرَّد جذع شجرة في طريقه إلى الموت واليباس، وإن نبتت منه أغصان فتية مورقة، كناية عن انتفاضات الأمل والحرية على أيدي أجيال الشباب العربية الفتية مؤخرا.

افشال مخطط خارجي!

من جهتها زعمت حكومة البحرين "افشال مخطط" كان يحاك ضدها وضد باقي دول مجلس التعاون الخليجي، وذلك في خضم ازمة دبلوماسية بين المملكة الخليجية المدعومة من السعودية والولايات المتحدة والجار الشيعي الكبير ايران.

وقال حمد بن عيسى آل خليفة بحسب ما نقلت عنه وكالة الانباء البحرينية الرسمية ليل الاحد الاثنين ان "مملكة البحرين افشلت مخططا خارجيا عمل عليه لمدة لا تقل عن عشرين او ثلاثين عاما".

واضاف ان "المخطط الخارجي الذي استهدف البحرين حتى تكون الارضية جاهزة لذلك وان نجح هذا المخطط في احدى دول مجلس التعاون فقد يعم هذه الدول". ولم يسم الملك حمد الجهة الخارجية التي يتهمها ولكن يعتقد ان المقصود هي ايران.

وتبادلت طهران والمنامة الاحد طرد الدبلوماسيين مع تصاعد التوتر بينهما على خلفية الاضطرابات التي شهدتها البحرين جراء الحركة الاحتجاجية المطالبة بالاصلاح السياسي منذ منتصف شباط/فبراير وقتل فيها 16 شخصا على الاقل.

وقد ارسلت السعودية والامارات وقطر والكويت قوات الى البحرين التي يربطها جسر بالمنطقة الشرقية السعودية حيث يتركز غالبية الشيعة السعوديين.

وذكر ملك البحرين ان القوات الخليجية التابعة لدرع الجزيرة انتشرت في البلاد "ليس للقيام بدور حفظ النظام الداخلي حيث ان هذه القوة قد شكلت بواجب الدفاع العام عن أي بلد من دول مجلس التعاون". بحسب فرانس برس.

وتوجه الملك الى ضباط قوة درع الجزيرة في البحرين قائلا "هذا اليوم هو يوم عيد لرؤيتكم وحضوركم للقيام بالواجب على اكمل وجه وباسرع ما يمكن وهذه هي عهود ومواثيق وثقتها المحبة والمودة بين شعوبنا وقيادتنا في المنطقة عبر السنين".

وفي طهران شدد وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي الاحد على "ضرورة انسحاب القوات الاجنبية" من البحرين، وذلك خلال اتصال هاتفي مع نظيره التركي احمد داود اوغلو تناولا خلاله الوضع الاقليمي، بحسب وكالة الانباء الايرانية الرسمية.

ويؤكد التوتر الدبلوماسي بين البحرين وايران على الدور الاستراتيجي لهذه المملكة الخليجية، حيث تواجه عائلة آل خليفة السنية التي تحكمها منذ حوالى 200 عام معارضة يقودها الشيعة الذي يشكلون غالبية السكان.

واثار استخدام القوة من قبل السلطات البحرينية للتعامل مع التظاهرات ردود فعل شاجبة في عدد من الدول. ونظمت تظاهرات مستنكرة من جانب احزاب وجمعيات شيعية، لاسيما في ايران والعراق والسعودية ولبنان.

وكان نصرالله انتقد في كلمة خلال لقاء اقامه حزب الله السبت المنحى الطائفي الذي اعطي لاحداث البحرين، مستنكرا كذلك ارسال قوات عربية.

وفي مقابل الموقف الايراني، رات الولايات المتحدة على لسان وزيرة خارجيتها هيلاري كلينتون السبت ان "من حق البحرين السيادي" طلب مساعدة جيرانها من دول الخليج، مجددة دعوتها الى حل سلمي في البحرين.

وبرر مستشار الرئيس الاميركي للامن القومي توم دونيلون الاحد التباين في طريقة الرد الاميركي على الاحتجاجات في البحرين وليبيا التي تتعرض لحملة عسكرية دولية، بالقول ان السلطات البحرينية "حاولت الدخول في حوار مع مجموعات معارضة".

واضاف خلال مؤتمر صحافي على هامش زيارة رسمية يقوم بها باراك اوباما للبرازيل "لا يمكن مقارنة" الوضع في البحرين بالوضع في ليبيا.

على الصعيد الداخلي، جددت المعارضة البحرينية مطالبتها بتهيئة اجواء "صحية" و"سليمة" للحوار مشددة على ضرورة "وقف الاعتقالات واطلاق سراح المعتقلين" و"وقف اعمال القتل" و"الكشف عن مصير مفقودين".

وقال الامين العام لجمعية الوفاق الوطني الاسلامية، الفصيل الرئيسي في المعارضة البحرينية، الشيخ علي سلمان في مؤتمر صحافي عقده قادة المعارضة "نحن مع مبدأ الحوار لكننا لن نوقع اوراق استسلام".

وتابع الشيخ "ما زلنا متمسكين بمنهجنا السلمي ولم نطلب من الناس النزول الى الشارع" منذ ان انهت القوات الامنية صباح الاربعاء اعتصاما استمر لحوالى شهر عند دوار اللؤلؤة في المنامة.

الا انه شدد على ان "الحل الامني لن يوصلنا الى اي مخرج"، معتبرا ان "المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية وفي مقدمته الولايات المتحدة لما لها من نفوذ لوقف الانتهاكات" و"ضرورة ايجاد اصلاحات حقيقية في البحرين".

المنامة تهاجم نصرالله

في سياق متصل أدانت مملكة البحرين وبشدة التصريحات التي أدلى بها الأمين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، ووصفته بأنه مثل لـ"منظمة إرهابية حافلة بسجل زعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة،" والتي أدلى بها مساء الأحد منتقداً الحكومة البحرينية وتعاملها مع المعارضة التي يغلب عليها الطابع الشيعي.

وقال بيان صادر عن وزارة الخارجية أن "مملكة البحرين، الدولة المستقلة ذات السيادة، تستنكر كل ما جاء على لسان حسن نصر الله من أكاذيب وإدعاءات فيما يخص الأحداث الجارية في المملكة لخدمة أهداف خارجية ومخططات مدروسة كشف نفسه بها،"

وحملت البحرين الحكومة اللبنانية تداعيات تلك التصريحات و"الادعاءات الكاذبة والتي سيكون لها بلا شك تأثيراً على مسار العلاقات الثنائية مابين البلدين الشقيقين." بحسب السي ان ان.

وأضاف البيان الذي نقلت تفاصيله وكالة الأنباء البحرينية: "إن ممملكة البحرين التي تدين وتستنكر هذه التصريحات العدائية، تؤكد بأنها لا تخدم الأمن والاستقرار في المنطقة وستؤثر على مصالح لبنان في مملكة البحرين ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، في وقت نحن احوج فيه للوقوف صفاً واحداً أمام كل من يريد النيل من أمننا واستقرارنا."

يشار إلى أن حزب الله، الذي يرتبط بعلاقات وثيقة مع إيران، يصدر بيانات شبه يومية حول الأوضاع في البحرين، وقد سبق له أن نظم عدة تجمعات في لبنان بهدف "الاحتجاج على القمع" الجاري في المملكة، وفق وجهة نظر الحزب.

المعلم: درع الجزيرة مشروع

من جهته اكد وزير الخارجية السوري وليد المعلم في مقابلة مع صحيفة الشرق الاوسط نشرت الاحد على مشروعية ارسال قوات خليجية الى البحرين، كما ذكر انه نقل رسالة من الرئيس السوري الى طهران حول الوضع في المملكة.

وقال المعلم عن القوات الخليجية التي ارسلت الى البحرين للمساعدة في ارساء الاستقرار بطلب من المنامة «ليست قوات احتلال وانما تاتي في اطار مشروع».

واشار الى ان «الاتفاقيات التي اسست درع الجزيرة والاتفاق المشترك بين دول مجلس التعاون الخليجي تشكل الاساس القانوني لوجودها في البحرين» مشيرا الى ان «موافقة مملكة البحرين نفسها على دخول هذه القوات تشكل الأساس الشرعي لوجودها».

وذكر المعلم انه نقل رسالة من الرئيس بشار الاسد الى نظيره الايراني محمود احمدي نجاد خلال زيارته الى طهران الخميس الماضي.

وقال المعلم ان هذه الرسالة «تتعلق بالتطورات الراهنة وخصوصا في مملكة البحرين» مؤكدا ان سورية «مهتمة بتحقيق الأمن والاستقرار في البحرين» ولذلك تركزت المحادثات في طهران «حول هذا الموضوع». 

الفريق الطبي الكويتي

من جهة اخرى قال النائب صالح عاشور إنه أمر مؤسف ومثير للاستغراب عدم السماح للفريق الطبي الكويتي بدخول البحرين، مؤكداً أن على الحكومة بيان أسباب ذلك لتتضح الأسباب وننتهي من طي هذا الملف الذي له انعكاسات كثيرة، خصوصا وأن ذهاب الوفد جاء برغبة أميرية سامية، كما أنَّ هذا الأمر بات مصدراً للإشاعات الكثيرة.

ومن جهة أخرى طالب عاشور وزير الخارجية الشيخ محمد الصباح بتوضيح أسباب رفض السلطات البحرينية لدخول مواطنين كويتيين عبر مطار البحرين الدولي خاصة وأن بعض هؤلاء المواطنين قد ذهبوا للاطمئنان على أقربائهم من أهالي البحرين ومنهم من ذهب لاستئناف دراسته هناك.

وفي وقت سابق تعرضت قافلة المساعدات الطبية الكويتية المرسلة الى مملكة البحرين برئاسة الدكتور محمد شمساه امس لعراقيل كادت تعيدها مرة اخرى عندما لم يتم السماح لها بدخول البحرين لولا تدخل اتصالات رفيعة من الجانب الكويتي مع الأشقاء في البحرين أدت لإفساح الطريق أمام القافلة ذات المهمة الإنسانية للدخول.

عودة خجولة للاعمال

الى ذلك عاود الحي المالي في المنامة اليوم الاحد نشاطه بعد اسبوع من الشلل في هذا المركز الاقليمي وفي اعقاب ازمة اثرت سلبا على الثقة بالاستقرار في البحرين.

وعادت حركة السير الى داخل الحي المالي، الا ان القطاع الخاص، لا سيما قطاع السياحة، ما زال يعاني بسبب الازمة السياسية المستمرة في المملكة.

وقالت نادلة في مقهى في مركز التجارة العالمي في المنامة "ان الامور هادئة بشكل غير اعتيادي". ولم يدخل هذا المقهى لتناول الغداء الا زبونين فقط في اول يوم من اسبوع العمل. وذكرت النادلة ان "معظم المكاتب ما تزال مغلقة"، مشيرة الى ان المقهى يعج بالزبائن في هذه الساعة عادة.

ولم تملأ السيارات المتوقفة نصف مساحة المواقف في مركز التجارة العالمي، بينما كانت مركبات عسكرية تتمركز في الناحية المقابلة من الطريق عند مدخل مرفأ البحرين المالي.

الا ان المصارف التي اغلقت ابوابها طوال الاسبوع الماضي كانت تعاني من ازدحام شديد بالزبائن. وقال موظف في احد مصارف المركز بينما كان يحدق بشاشة جهاز الكمبيوتر امامه "اعذرني، لا يمكنني ان اتكلم"، فيما كان الزبائن يصطفون في طابور طويل بانتظار وصول دورهم. واوضح الموظف انه يتعين على المصرف التعامل مع عدد كبير من المعاملات المتأخرة.

واشار احد موظفي الامن في هذا المصرف، وهو فرع لمصرف دولي معروف، الى ان "بعض الموظفين لم يتمكنوا من القدوم لانهم عجزوا عن مغادرة قراهم"، في اشارة واضحة الى موظفين في قرى شيعية.

وتفرض قوات الامن والجيش رقابة مشددة على القرى الشيعية حول المنامة التي تعد من اهم المراكز المالية في المنطقة.

وتعرضت سمعة البحرين التي كان ينظر اليها كمكان آمن وسهل للاستثمار، لخضة قوية، بينما اقدمت وكالتا فيتش وستاندارد اند بورز على خفض التصنيف الائتماني للبحرين الاسبوع الماضي.

واعتبرت فيتش ان التخفيض يعكس جزئيا "خطر تاثير الوضع السياسي غير المستقر على جاذبية البحرين كمركز عالمي للمال والاعمال". وذكرت الوكالة ان الخدمات المالية تمثل 25% من الاقتصاد البحريني.

وفيما عاودت بعض الشركات والمؤسسات اعمالها، قررت اخرى ابقاء ابوابها مغلقة تنفيذا للاضراب العام المفتوح الذي دعا اليه اتحاد نقابات البحرين احتجاجا على استخدام العنف ضد المتظاهرين.

وقتل ثلاثة متظاهرين على الاقل عندما فرقت قوات الامن بالقوة الاعتصام المطالب بالتغيير في ساحة اللؤلؤة بوسط المنامة صباح الاربعاء.

واصيب المئات بجروح فيما اتهمت المعارضة الحكومة بارتكاب تجاوزات لا سيما من خلال قيامها المفترض بمحاصرة مؤسسات صحية وبالاعتداء المفترض على اطباء حاولوا اسعاف جرحى.

وكانت دول مجلس التعاون الخليجي ارسلت قوات الى البحرين بدعوة من حكومتها من اجل المساعدة في ارساء الاستقرار.

وقال الوافد الهندي وسيم رجا صوفي (25 سنة) الذي تملك عائلته متجرا لبيع التذكارات في مركز بوابة البحرين التجاري "سوف نغلق المحل في غضون شهرين او ثلاثة اذا ما بقيب حركة البيع عند هذا المستوى المنخفض". وتعاني الفنادق ايضا من ندرة النزلاء والسياح.

وقال موظف في فندق فخم بالقرب من الحي الدبلوماسي في المنامة ان الفندق فيه عشرة ضيوف، غالبيتهم من الصحافيين. واضاف "لقد طلب من عدد من الموظفين ان ياخذوا اجازة".

وتستقبل البحرين عادة اعدادا كبيرة من السياح السعوديين الذين يصلون اليها عبر جسر يربط بين البلدين.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 22/آذار/2011 - 15/ربيع الثاني/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م