القذافي يترنح امام تكرار سيناريو افغانستان

محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: باتت ساعات معمر القذافي اقصر مما كان متوقع، خصوصا بعد ان اختار لنفسه مصيرا مذموما شبيه بمصير الديكتاتور العراقي السابق صدام.

فبعد انطلاق عمليات فجر اوديسا لدك معاقله وكتائبه في عرض الصحراء، لاح في الافق سيناريو مزدوج للحرب في العراق وافغانستان، كما اثبته واقع الحال ميدانيا مع تقدم قوات المعارضة صوب طرابلس، بعد تحرير مدينة اجدابيا مؤخرا.

فكما يبدو ان القوات العسكرية الدولية سوف تكتفي بتوفير الغطاء الجوي لمقاتلي المعارضة لشن هجماتهم كما حدث في افغانستان في السابق، فيما سوف يلوذ القذافي بحفرة شبيه بحفرة صدام بعد ان تقطعت به السبل في الهروب الى الخارج، خصوصا انه بات شبه مطلوب لمحكمة الجزاء الدولية بجرائم ابادة ضد الانسانية سوف ترفع ادلتها في القريب العاجل.

الجيش الامريكي

فلم يرد الجيش الامريكي المثقل بأعباء ضخمة بعد نحو عشر سنوات من الحرب أن يكون واجهة لضربة ينفذها التحالف في دولة عربية أخرى.

لكن بعد ساعات من اطلاق السفن الحربية والغواصات الامريكية وابلا من صواريخ توماهوك كروز على ليبيا لم يعد السؤال الاهم في وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) هو ما اذا كانت الولايات المتحدة في الصدارة بالفعل وانما متى قد تسلم مقاليد الامور لاحد الحلفاء.

صحيح أن طائرات حربية فرنسية هي التي نفذت الغارات الجوية الاولى على ليبيا وشاركت قوات بريطانية وانضمت غواصة بريطانية للولايات المتحدة في اطلاق صواريخ كروز على الساحل الليبي... لكن البنتاجون اعترف بأن الهجوم على ليبيا وهو اكبر تدخل عسكري في العالم العربي منذ غزو العراق عام 2003 تصدرته الولايات المتحدة في البداية.

وقال الاميرال بيل جورتني مدير هيئة الاركان الامريكية المشتركة "نتصدر عمليات التحالف اذ تتولى الولايات المتحدة تحت قيادة الجنرال (كارتر) هام في قيادة افريقيا المسؤولية. انه يقود هذا (العملية) في هذه المرحلة."

لكن جورتني حذر من أنه "في الايام القادمة نعتزم نقلها الى قيادة للتحالف." وحتى الان يضم التحالف بريطانيا وايطاليا وفرنسا وكندا. وقالت قطر انها ستشارك ومن المتوقع أن يشارك حلفاء عرب اخرون.

وتنفيذ المهمة ببطء ليس خيارا مطروحا بالنسبة للولايات المتحدة. وهي تواجه قتالا شرسا في أفغانستان ومازالت تعمل على انهاء عملياتها بالعراق وتشارك في عملية اغاثة ضخمة في اليابان التي ضربها زلزال عنيف. وتواجه الدول العربية في شمال افريقيا والخليج اضطرابات غير مسبوقة. بحسب رويترز.

وأكد الرئيس الامريكي باراك أوباما في تصريحات أدلى بها في البرازيل تركيز جيش الولايات المتحدة على "المرحلة الاولية" من المهمة لحماية المدنيين الليبيين والمساعدة في انشاء منطقة حظر طيران لمنع الزعيم الليبي معمر القذافي من قتل المدنيين خلال محاولته اخماد الانتفاضة.

غير أن أوباما قال ان منطقة حظر الطيران "سيقوده شركاؤنا الدوليون." ولن تدخل قوات برية أمريكية ليبيا.

ويقول مسؤولون أمريكيون ان من المفهوم أن تلعب الولايات المتحدة دور القيادة في البداية نظرا للقدرات المتفردة لاكثر جيش تقدما في العالم لاسكات الدفاعات الجوية للقذافي. ونجحت هذه القدرات حتى الان في ابقاء المخاطر على مبعدة اذ تشن غارات على أهداف محددة من سفن في البحر المتوسط.

وبعض صواريخ توماهوك التي استخدمت في غارة يوم السبت كانت اكثر تطورا من اللازم لتفادي دفاعات القذافي الجوية بما في ذلك القدرة على "التلكؤ" في الجو قبل توجيه الصاروخ الى هدفه النهائي. ولم تستخدم هذه الامكانية في الهجوم على ليبيا.

وقال جورتني "في هذه المهمة على وجه الخصوص استخدمنا ( الصواريخ الجديدة) كأنها من صواريخ توماهوك القديمة."

وينوي الجيش الامريكي ارسال طائرة متقدمة بلا طيار من طراز جلوبال هوك لتصوير لقطات من ساحة القتال تعود بها الى القادة.

ويتشكك الجنرال المتقاعد جيمز دوبيك القائد الكبير في العراق سابقا في المهمة لكنه يعترف بأن الولايات المتحدة لديها بعض القدرات القتالية الضرورية.

وقال "لدينا بعض القدرات المتفردة (في مجال المراقبة وجمع معلومات المخابرات) وبعض القدرات المتفردة المضادة لاجهزة الرادار وبالطبع نحن الدولة الاكثر تقدما في العالم فيما يتعلق بصواريخ توماهوك."

لكن دوبيك تساءل عما اذا كان فرض منطقة حظر طيران سيكون كافيا لحماية المدنيين. وتساءل قائلا ماذا عن الميليشيات الموالية للقذافي وهو سؤال طرحه كثيرون في واشنطن.

وأضاف "أتفهم الرغبة الاخلاقية والشرعية الاخلاقية لكنني غير مقتنع في هذه المرحلة بأن من الممكن تحقيق الهدف الاستراتيجي بالفعل بالوسيلة التي تم اختيارها (فرض منطقة حظر جوي)."

القذافي يتوعد

في الوقت ذاته توعد الزعيم الليبي معمر القذافي ب"مهاجمة كل هدف مدني او عسكري في البحر الابيض المتوسط" ردا على الهجوم الدولي.

وفي كلمة مقتضبة عبر الهاتف بثها التلفزيون الليبي مساء السبت، قال القذافي بعد ساعات قليلة على بدء الهجوم الدولي على بلاده "سنهاجم كل هدف مدني او عسكري في البحر الابيض المتوسط".

واضاف ان "البحر الابيض المتوسط متعرض للخطر اثر هذا العدوان البربري وقد اصبحت هذه المنطقة ميدان حرب فعلية".

وتابع في تهديد للدول الثلاث التي شاركت حتى الان في العمليات العسكرية وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ان "مصالح الدول التي شاركت في هذا العدوان ستتعرض للخطر بسبب العدوان الجنوني الصليبي الكفيل باشعال حرب".

وقال "منذ الان يجري فتح مخازن السلاح لتسليح الشعب الليبي دفاعا عن وحدة تراب" ليبيا مؤكدا ان "الشعب الليبي الشجاع يتصدى لهذا العدوان بكل عزيمة وصبر". ودعا "شعوب افريقيا واميركا اللاتينية وآسيا للوقوف مع شعب الجماهيرية للتصدي لهذا العدوان".

وتهدف العملية العسكرية الغربية الى وضع حد للقمع الدامي الذي يمارسه نظام القذافي بحق المتمردين الليبيين منذ اكثر من شهر.

ووصف محمد الزوي رئيس البرلمان الليبي القصف على ليبيا ب"العدوان الهمجي"، مؤكدا انه طاول اهدافا مدنية وعسكرية وادى الى سقوط "عدد كبير من المدنيين" وتسبب ب"اضرار جسيمة للمنشات".

وذكر التفزيون الليبي نقلا عن متحدث باسم الجيش الليبي ان "اهدافا مدنية" في مدن طرابلس ومصراته وزوارة وبنغازي وسرت الساحلية تعرضت السبت لغارات "معادية".

وقال الناطق العسكري ان "العدو استهدف اهدافا مدنية في طرابلس ومصراته وزوارة (غرب) وبنغازي (شرق) وسرت" من دون ان يدلي بمزيد من التفاصيل.

ودوت انفجارات قوية في شرق طرابلس حيث شوهدت كرات نارية في الافق كما قال شهود عيان بدون ان يتمكنوا من تحديد مصدرها. واعلنت وسائل الاعلام الليبية الرسمية ان القصف طال "اهدافا مدنية" وادى الى سقوط "جرحى".

واعلن التلفزيون الليبي ان الدفاع الجوي الليبي قام باسقاط طائرة فرنسية فوق طرابلس وقال نقلا عن متحدث باسم الجيش الليبي ان "اهدافا مدنية" في مدن طرابلس ومصراته وزوارة وبنغازي الساحلية تعرضت السبت لغارات "معادية".

كما اصاب القصف "المعادي" ايضا خزانات وقود تغذي مصراتة ومنطقتها، كما نقل التلفزيون الرسمي عن ناطق باسم القوات المسلحة الليبية.

وفي المرج (مئة كلم شمال شرق بنغازي) حيث توقف بعض المدنيين الفارين من بنغازي، اطلقت العيارات النارية وعلت ابواق السيارات احتفاء باعلان القصف الفرنسي.

وتبحر غدا من مرفأ تولون الفرنسي حاملة الطائرات الفرنسية التي تعمل بالدفع النووي شارل ديغول متوجهة الى ليبيا.

وكان اوباما اكد ضرورة "حماية الشعب الليبي"، بينما وعدت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ب"قدرات فريدة"، اي بوسائل عسكرية لا يملكها حلفاء الولايات المتحدة. وقالت ان "القذافي يواصل تحدي العالم، والهجمات على المدنيين تتواصل، واي تاخير اضافي سيعرض مدنيين لمزيد من الخطر".

وعبرت روسيا التي امتنعت عن التصويت على قرار الامم المتحدة، عن اسفها لتدخل العسكري بينما رفضت لجنة الاتحاد الافريقي التي ينتظر وصولها الى ليبيا غدا "التدخل العسكري".

وكان القذافي حذر في رسائل الى الرئيسين الاميركي والفرنسي باراك اوباما ونيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والامين العام للامم المتحدة بان كي مون، من انهم "سيندمون" اذا تدخلوا في ليبيا.

وفيما تبادلت قوات القذافي والثوار الاتهامات بخرق وقف اطلاق النار، سمع في الفجر دوي قصف عنيف وخصوصا من الجو جنوب غرب بنغازي من حيث شوهد تصاعد اعمدة دخان، واشتعلت النيران، بحسب مراسلي فرانس برس.

وشوهدت طائرة حربية تهوي في اجواء المدينة، تبين لاحقا انها تابعة للثوار. وبعد الظهر، واصلت قوات القذافي قصف الاحياء السكنية القريبة من بنغازي بالاسلحة الثقيلة وفق شهود، وقال احد هؤلاء "لديهم اوامر بالقصف العشوائي، ما يحصل مجزرة".

وافاد المتمردون ان المدفعية والدبابات قصفت الاحياء الغربية وطاولت بعض القذائف وسط المدينة. وشوهد الاف الاشخاص السبت يفرون عبر المدخل الشمالي الشرقي للمدينة.

وانتظم النازحون في طوابير أمام المحطات والافران للتمون قبل انطلاقهم الى طبرق التي تبعد 350 كلم الى الشرق من بنغازي، والى مصر.

وفي الغرب، تقدمت دبابات كتائب القذافي نحو الزنتان (145 كلم جنوب غرب طرابلس) وقصفت مشارف هذه المدينة التي يتمركز فيها المتمردون ما اجبر السكان على الفرار، بحسب شاهد اخر.

واعلن المتمردون ايضا انهم صدوا هجوما لقوات القذافي الجمعة على مصراتة التي تبعد 200 كلم شرق طرابلس، ما اسفر عن 27 قتيلا في صفوفهم.

وفي طرابلس، تجمع مئات الليبيين في المقر العام للقذافي "تحسبا للضربات الفرنسية" وفق ما ذكر التلفزيون الرسمي، فيما نظمت السلطات الليبية جولة لنحو خمسين صحافيا اجنبيا.

لا يحظى بتعاطف عربي

في سياق متصل رحب عرب كثيرون بالعمل العسكري الغربي ضد ليبيا واعتبروه مؤشرا على ان العالم لن يتسامح مع الظلم ولكن تأييدهم اعترته مخاوف من تدخل اجنبي اخر في العالم العربي.

ودمر سلاح الجو الفرنسي دبابات وعربات مدرعة في أول ضرباته ضمن التدخل العسكري الذي يهدف لحماية المدنيين من قوات معمر القذافي. وقالت الولايات المتحدة فيما بعد انها اطلقت صواريخ كروز من سفن حربية على اهداف ليبية.

ويواجه زعيما البحرين واليمن ايضا تحديات مشابهة. وامتدت الاحتجاجات الى بلدان اخرى في الخليج وحتى سوريا الخاضعة لسيطرة قوية حيث قتل اربعة متظاهرين على ايدي قوات الامن يوم الجمعة.

وفي صنعاء قال علي عبدالرحمن "ان العملية رسالة قوية للحكام ان عهد الدكتاتور قد ولى." ويدعو المحتجون في اليمن الى انهاء حكم الرئيس علي عبدالله صالح الممتد منذ 32 عاما.

وقال محمد الشارقي النشط في حركة شبابية يمنية "ان بدء فرض منطقة حظر جوي خطوة جيدة...جاءت متأخرة وكنا نفضل لو كانت الدول العربية هي التي نفذت هذه الخطوة."

ومضى يقول "ولكن هذه الخطوة سيكون لها تأثير ايجابي على الموقف في اليمن لان النظام يفهم ان المجتمع الدولي لن يقف صامتا ازاء الظلم." بحسب رويترز.

وقتل ما يصل الى 42 شخصا على ايدي قناصة ترصدوا لهم على اسطح منازل يوم الجمعة خلال احتجاج في العاصمة اليمنية.

وفي مدينة درعا بجنوب سوريا والتي تعتبر مشهد التحدي الدموي حتى الان امام حكم الرئيس بشار الاسد قال المدرس تامر الجوابرة ان التدخل الغربي في ليبيا اعاد للاذهان ذكريات مؤلمة عن الغزو الامريكي للعراق في عام 2003. وقال "كنا نتمنى تدخلا عربيا في ليبيا. يذكرنا ذلك بالتدخل في العراق اؤيد فرض محدود لمنطقة حظر جوي وليس القصف."

وتظاهر عشرة الاف شخص على الاقل في درعا يوم السبت في جنازة اثنين من المحتجين قتلا الجمعة ولكن امين الحمايدة الذي يعمل تاجرا بالمدينة قال انهم لا يريدون مساعدة خارجية.

وقال "مطالبنا انهاء الفساد و(منحنا) الحرية. قادرون على القيام بذلك بأيدينا دون اي مساعدة خارجية."

ويتعاطف عدد قليل في العالم العربي مع القذافي الذي تسبب في عداوات عبر المنطقة. واتهمته المملكة العربية السعودية بالتخطيط لقتل الملك عبدالله في عام 2003 ويحمله الشيعة في لبنان مسؤولية اختفاء رجل الدين موسى الصدر كما طرد في التسعينيات الالاف من الفلسطينيين.

ويتهمه حسن نصرالله زعيم حزب الله اللبناني بقمع الليبيين "بنفس اسلوب الحرب التي تشنها اسرائيل على لبنان وغزة." ولكنه انتقد الزعماء العرب لعدم قيامهم بأي تحرك ولاعطائهم الفرصة للقوى الغربية لاعادة "عهد الاحتلالات والاستعمار المباشر" الى العالم العربي.

وقال نصرالله في خطاب بثه التلفزيون انه اليوم ولسوء الحظ ونتيجة تخلي اغلب الزعماء العرب والمسلمين عن مسؤولياتهم فان الباب قد فتح امام التدخل الاجنبي في ليبيا ولا نعرف الى اين تتجه الامور.

وقال المحلل السعودي جمال خاشقي ان المواجهة مع القذافي تمثل قضية نبيلة لان الليبيين يحاربون من اجل حريتهم والتخلص من دكتاتور دموي.

ووجدت السعودية التي تؤيد بقوة الجهود الدولية لحماية المعارضة الليبية نفسها على الجانب الاخر من الجدل القائم في جارتها البحرين. وارسلت الرياض جنودا لحماية اسرة ال خليفة السنية الحاكمة في وجه الاحتجاجات التي تنظمها الاغلبية الشيعية في البحرين والتي تطالب بمزيد من الحريات.

وقال خاشقي ان "المعارضة البحرينية وقعت في مطالب طائفية. لقد طالبوا باسقاط ال خليفة وهذا يقلق اي شخص" مقارنا ما وصفه بتأثير ايران المتنامي في البحرين مع "جلب السوفيت الى كوبا في عام 1960."

وفي مصر حيث توجهت الجماهير للمشاركة في التصويت على التعديلات الدستورية بعد الاطاحة بالرئيس حسني مبارك كان التأييد ضعيفا للقذافي وغيره من الزعماء العرب الاخرين الذين يواجهون انتفاضات شعبية.

وقالت شاهندة عبدالله الطالبة الجامعية انها متأكدة ان كل هؤلاء الرؤساء يعرفون جيدا ما ارتكبوه وقدر ما سرقوا من شعوبهم. وقالت انه لا ينتابها اي ندم على ما يحدث وانها تعتقد ان هذا هو اقل القليل وينبغي فعل المزيد.

كلينتون تشيد بدول عربية خليجية

من جهتها أشادت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون بالدول العربية الخليجية لتزعم الحملة على ليبيا في اطار المساعي لتعزيز العلاقات التي تتعرض لتوتر بينما يجري حلفاء مثل السعودية تقييما للموقف الامريكي ازاء الاحتجاجات التي تهز المنطقة.

وقالت كلينتون التي تزور باريس لحضور مؤتمر سيحدد الخطوات القادمة ضد الزعيم الليبي معمر القذافي ان واشنطن تنظر الى الدول العربية وخاصة دول الخليج على أنها أساسية لنجاح الحملة.

وقالت كلينتون في مؤتمر صحفي "قلنا منذ البداية ان القيادة العربية والمشاركة في هذه الجهود أساسية" مضيفة أن الولايات المتحدة تتطلع الى الزعماء العرب من أجل استمرار التأييد.

ووجدت الولايات المتحدة أن العلاقات مع الاسر الحاكمة السنية في الخليج تهتز نتيجة للاحداث في البحرين حيث اضطرت الاحتجاجات العنيفة من جانب الاغلبية الشيعية في المملكة العاهل البحريني الى طلب تعزيزات من السعودية ودول مجاورة أخرى والى اعلان حالة الطواريء.

وحثت الولايات المتحدة الاسرة الحاكمة في البحرين على اجراء حوار سياسي حقيقي مع خصومها وهي خطوة أثارت قلقا في السعودية التي يوجد بمنطقتهاالشرقية الغنية بالنفط طائفة شيعية كبيرة مضطربة في بعض الاحيان. بحسب رويترز.

ويقول محللون سياسيون ان أزمة البحرين ساعدت في دفع العلاقات الامريكية السعودية الى منطقة خطيرة لان أكبر قوة عسكرية في العالم وأكبر منتج للنفط يجريان حسابات مختلفة للغاية بشأن اثار التغييرات السياسية التي تجتاح الشرق الاوسط.

ورغم هذه التوترات أيدت الجامعة العربية الجهود التي يتزعمها الغرب لانتهاج خط متشدد بشأن القذافي وربما تساعد دولتان خليجيتان هما الامارات العربية المتحدة وقطر في الدعم العسكري ضد زعيم ينظرون بريبة اليه منذ فترة طويلة.

وأكدت كلينتون التي اجتمعت مع وزيري الخارجية القطري والاماراتي في باريس أنها تشارك في المخاوف ازاء ايران التي أثارت قلقا دوليا بسبب برنامجها النووي.

وقالت "الولايات المتحدة عليها تعهد ثابت ازاء أمن الخليج والعمل مع شركائنا بشأن قلقنا المشترك ازاء السلوك الايراني في المنطقة له أولوية كبرى."

وقالت "نشترك في وجهة النظر بأن الانشطة الايرانية في الخليج بما في ذلك جهود دفع أجندتها في دول مجاورة يقوض السلام والاستقرار."

ويقول محللون سياسيون ان الشكوك العميقة للسعودية في تدخل ايراني كان من بين اسباب تدخلها العسكري في البحرين الذي حفزته أسباب منها مخاوف من ظهور حكومة يتزعمها الشيعة في جانبها من الخليج.

ما هي صواريخ توماهوك

وفيما استهلت قوات التحالف عملية "فجر أوديسا" لردع قوات الزعيم الليبي، معمر القذافي، باطلاق أكثر من 110 من صواريخ توماهوك، على أهداف محددة في ليبيا.

ويعتبر "توماهوك" وهو من الصواريخ العابرة للقارات، بمثابة طائرة صغيرة غير مأهولة، قادر على ضرب الأهداف بدقة متناهية ويقتصر استخدامه على البحرية الأمريكية والبريطانية فقط.

ويمكن للصاروخ الطيران بمستوى منخفض بحيث لا يمكن لأجهزة الرادار رصده، وتجري برمجته لضرب الأهداف المعنية قبيل إطلاقه، إلا أن النسخة الحديثة من "توماهوك" تتيح إعادة برمجته إثناء طيرانه بعيد إطلاقه.

والصاروخ الذي يصل طوله إلى 18 قدم، مزود بأجنحة يبلغ طول الجناح 9 أقدام يمكنه الطيران لمسافة من 805 إلي 1600 كيلو متر بسرعة تصل إلي 880 كيلومتر فى الساعة.

ويختلف "توماهوك" عن المركبات الجوية غير المأهولة الأخرى كونه صاروخ منفرد الاستخدام، أما الأخرى مثل "بريدتور" فهي تحمل أسلحة أو صواريخ تضرب بها الأهداف ومن ثم تواصل تحليقها ويعاد استخدامها.

وفي العادة، يحمل "توماهوك" ما يزن ألف باوند (رطل) من الرؤوس الحربية التقليدية، كما يمكن تحميله بـ 166 من القنابل الانشطارية، أو القنابل الصغيرة التي تنتشر على مساحة واسعة في الأرض لإحداث أكبر قدر ممكن من الخسائر، كما يمكنه حمل صواريخ نووية.

وجرى تطوير "توماهوك" في فترة السبعينيات من القرن الماضي واستخدم للمرة الأولي بواسطة الولايات المتحدة أثناء حملة "عاصفة الصحراء" عام 1991. بحسب السي ان ان.

ولدى الإعلان عن انطلاق عملية "فجر أوديسا"، قال الأدميرال ويليام كورتني، إن صواريخ "توماهوك" تحلق منذ قرابة الساعة، ما يعني أنها أطلقت من على بعد مئات الأميال من أهدافها.

ويتم إطلاق الصاروخ بوسائل متعددة مثل الغواصات أو السفن الحربية أو الطائرات أو محطات إطلاق أرضية ثابتة أو متحركة.

ويشار إلى أن هناك قرابة 20 سفينة حربية، 11 منها أمريكية، تنتشر في البحر الأبيض المتوسط حالياً للمشاركة في فرض حظر الطيران على ليبيا.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 21/آذار/2011 - 15/ربيع الثاني/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م