
شبكة النبأ: منذ ايام يبسط نظام آل
خليفة على الشعب البحريني بالحديد والنار حصارا مشددا غير مسبوق، بعد
ان شنت قواته الامنية وبالتعاون مع الجيش السعودي هجمة عنيفة ضد
المدنيين العزل ممن كانوا يعتصمون في دوار اللؤلؤة.
وسقط خلال هذه الفترة المئات بين قتيل وجريح، فيما شهدت البلاد موجة
اعتقالات في صفوف المعارضين، خصوصا قادة التظاهرات والمعارضة.
الا ان ذلك لم يمنع بعض المحتجين من الاستمرار بالتعبير عن رفضهم
الخضوع لحكومة آل خليفة الفاسدة بحسب زعمهم، حيث شهدت العديد من المدن
والقرى البحرينية اشتباكات ومناوشات بين محتجين وقوات الامن المشتركة.
الا ان التحول الجديد في مطالب المحتجين تمثل في التغييرات التي
حدثت مؤخرا، خصوصا بعد دخول قوات الجزيرة الى بلادهم على حين غرة
بالتآمر مع العائلة الحاكمة، فمن مطالب بالإصلاح بات المحتجين يستعدون
الى تنظيم انفسهم لمقاومة الاحتلال الاجنبي بحسب الكثير منهم.
تجدد التظاهرات
فقد تحدى آلاف البحرينيين الشيعة قرار منع التظاهر وحالة الطوارئ
المعلنة في البلاد وتظاهروا الجمعة بالقرب من المنامة مطالبين بالاصلاح
السياسي خلال تشييع قتيل سقط برصاص قوات الامن مؤخرا.
وهتف اكثر من خمسة آلاف متظاهر في جزيرة سترة (جنوب المنامة) التي
شهدت مواجهات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الامن الثلاثاء الماضي شعارات
مناهضة للحكومة وللتدخل العسكري الخليجي في المملكة وخصوصا "البحرين
حرة حرة، درع الجزيرة بره".
وفيما كانت تحوم مروحية عسكرية فوقهم، ردد المتظاهرون هتافات مناهضة
للسعودية من بينها "لا للاحتلال" و"الموت لآل سعود" و"الاحتلال بره"،
في اشارة الى القوات الخليجية وخصوصا السعودية التي ارسلت الى البحرين
الاثنين تحت مظلة قوات "درع الجزيرة" التابعة لمجلس التعاون الخليجي.
وقال مشيعون ان احمد فرحان (28 عاما) توفي برصاصة في الراس اطلقت من
مروحية الثلاثاء، بعد وقت قصير من اعلان حالة "السلامة الوطنية" (الطوارئ)
في محاولة لانهاء الحركة الاحتجاجية المستمرة منذ منتصف شباط/فبراير.
وقد نفت السلطات البحرينية استخدام المروحيات في اطلاق النار.
واكدت احدى قريبات فرحان انه تم تشييع الجثمان رغم قرار منع كل
التجمعات ورفض السلطات في وقت سابق تسليم جثته من مستشفى السليمانية في
المنامة الذي تسيطر عليه القوات الامنية. واوضحت "لسنا خائفين والدماء
التي سالت وحدتنا، لو كنا خائفين لما غادرنا منازلنا".
وفي قرية الدراز في اقصى غرب المنامة، تظاهر آلاف البحرينيين الشيعة
عقب صلاة الجمعة مرددين هتافات "بالروح بالدم نفديك يا بحرين". بحسب
فرانس برس.
واكد المتظاهرون على ضبط النفس والابتعاد عن العنف في وجه "جرائم"
الشرطة والجيش في المملكة التي يشكل الشيعة غالبية سكانها.
وقال الشيخ عيسى قاسم، احد ابرز العلماء الشيعة في البحرين، في خطبة
في القرية ان المطالبين بالاصلاح "لا يؤمنون بالعنف الذي تحاول السلطات
دفعهم نحوه". وتابع ان "المقاربة السلمية كانت خيارنا منذ اليوم الاول".
ونقل العديد من عناصر الشرطة بالباصات الى مكان التظاهرة، من دون
حدوث اي اشتباك مع المتظاهرين. وهذه التظاهرات هي الاولى منذ ان هاجمت
القوى الامنية صباح الاربعاء الاعتصام الذي نظمته المعارضة في دوار
اللؤلؤة في المنامة واستمر نحو شهر، ما ادى الى مقتل ثلاثة متظاهرين
وعنصرين من القوى الامنية. وكانت السلطات اعلنت حظر التجمعات والمسيرات
غداة الهجوم كما اعلن الملك حالة الطوارئ.
وقتل 15 شخصا على الاقل من المتظاهرين ورجال الامن منذ بدء التحرك
منتصف شباط/فبراير في المنامة. وحاول بضع مئات التظاهر الخميس في قرية
الديه، غرب المنامة، لكن الشرطة اطلقت النار وقنابل مسيلة للدموعة
لتفريقهم.
وتؤثر التطورات الميدانية في البحرين بشكل سلبي على الاقتصاد حيث
خفضت وكالة التصنيف الائتماني ستاندارد اند بورز العلامة السيادية
للمنامة درجتين لتصبح "بي بي بي" وتتوقع تخفيضها مجددا.
وبحسب وكالة التصنيف الائتماني، فان الاضطرابات ستكون اكثر ضررا على
البحرين "كمركز سياحي، وبصورة اكبر كمركز مالي اجنبي يتنافس مع مدن
اخرى في الخليج".
وناشدت غرفة تجارة وصناعة البحرين الجمعة الجميع تكثيف الجهود
لاعادة الاجواء الامنة التي تتيح عودة الحياة الطبيعية، بحسب ما ذكرت
وكالة الانباء البحرينية الرسمية.
اعتقال زعماء المعارضة
فيما اعتقلت البحرين ستة على الاقل من زعماء المعارضة. وقالت جمعية
الوفاق الوطني الاسلامية الشيعية اكبر جماعة معارضة في البحرين ان من
بين من اعتقلوا اثناء الليل حسن المشيمع زعيم حركة الحق وعبد الوهاب
حسين زعيم حركة الوفاء وكانا يقودان دعوات لاسقاط الاسرة الحاكمة.
وقصرت جمعية الوفاق الاكثر اعتدالا مطالبها على اصلاحات سياسية
ودستورية واسعة النطاق. كما ألقي القبض على ابراهيم شريف زعيم جمعية
وعد العلمانية اليسارية.
وقالت فريدة اسماعيل زوجة شريف بالهاتف لرويترز ان اثنين من
البلطجية تسلقا السور ودخلا فناء المنزل وصوب أحدهما بندقية في وجه
ابراهيم بينما ذهب الثاني الى مرأب السيارات بالمنزل ليدخل الباقين.
وأضافت أن البطجية انتشروا في المنزل وأخذوا يحطمون الاشياء.
وقال مصدر طبي ان العشرات نقلوا الى مستشفى البحرين الدولي يوم
الاربعاء من جراء الاصابة بطلقات مطاطية او طلقات الرش او نتيجة
استنشاق الغاز المسيل للدموع وهي الاسلحة التي تستخدمها شرطة مكافحة
الشغب. كما أصيب شخص بطلقة من الرصاص الحي.
وقال شهود ومصادر طبية ان محتجين رشقوا الشرطة بالحجارة وقنابل
المولوتوف اثناء محاولتها اخلاء مركز الاعتصام كما قتل المحتجون ثلاثة
منهم حين دهسوهم بسياراتهم التي قادوها بسرعات عالية.
وقال جاسم حسين وهو من نواب الوفاق معلقا على تدخل دول الخليج ان
هذا كان قرارا خطيرا لان المسالة اصبحت دولية وان هناك احتجاجات في
العراق وايران ولبنان. وتابع أن هذا لم يكن له داع لان مطالب المحتجين
مطالب محلية ولا علاقة لها بالسعودية أو بالامارات.
دوار اللؤلؤة
الى ذلك أزالت السلطات في البحرين يوم الجمعة نصبا في وسط دوار (ميدان)
اللؤلؤة وهو مركز ورمز الاحتجاجات التي اندلعت قبل أسابيع.
وأزالت جرافات وحفارات الاركان الستة للنصب لساعات حتى انهار الى
ركام وقواعد من الصلب. وانتظرت شاحنات على مقربة من الميدان لنقل
الركام.
والنصب الذي تحمل فيه الاركان الستة لؤلؤة كبيرة وضع في الميدان في
أوائل الثمانينيات من القرن العشرين بمناسبة قمة تأسيس مجلس التعاون
الخليجي.
ويمثل كل ركن من الاركان الستة دولة عضوا في المجلس الذي يضم
البحرين والكويت والامارات والسعودية وقطر وعمان. وتمثل اللؤلؤة الارث
المشترك لدول الخليج التي كانت اقتصاداتها تعتمد على صيد اللؤلؤ قبل
اكتشاف النفط.
وكان محتجون بحرينيون أغلبهم من الشيعة قد اعتصموا في ميدان اللؤلؤة
بالقرب من الحي المالي في المنامة لاسابيع. وكان الغذاء يقدم مجانا في
الميدان وتلقى الخطب السياسية وتنظم المظاهرات في الليل.
وتعليقا على ذلك، قال وزير الخارجية البحريني الشيخ خالد بن احمد ال
خليفة في مؤتمر صحافي ان تدمير الدوار سببه "اننا لا نريد ان نحتفظ
بذكرى سيئة" على حد قوله، مشير الى ان ما حصل على هذا الدوار "عمق
الانقسام في المجتمع".
وشدد الشيخ خالد على ان قوات درع الجزيرة التي ارسلت الى البحرين لن
يكون لها اي احتكاك مع المواطنين او اي مهام في الشارع، بل مهمتها فقط
حماية المنشآت الاستراتيجية والمرافق الحيوية للمملكة.
المزيد من القوات الخليجية
كما قال وزير الخارجية البحريني ان المملكة لا تزال ملتزمة بالحوار
مع المعارضة لكن استعادة الامن لها الاولوية وان مزيدا من القوات
الخليجية ستصل الى البحرين لدعم قواتها.
وقال الشيخ خالد بن أحمد ال خليفة ان ثلاث أو أربع دول خليجية بصدد
ارسال قوات وان تلك القوات ستظل في البحرين حتى استعادة النظام.
وتابع في مؤتمر صحفي في المنامة قائلا ان دور القوات الخليجية
سيقتصر على حماية الاصول الاستراتيجية مثل منشات النفط ولن تشارك في
مواجهة المحتجين.
ومضى يقول ان البحرين تتطلع بكل ثقة للعودة للحياة الطبيعية وأضاف
أن الحكومة تدرك أن أن الحوار هو مسارها.
ورفض الشيخ خالد أيضا انتقادات وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري
كلينتون التي قالت ان التدخل الخليجي خطوة على "المسار الخاطيء". وقال
ان البحرين التي تستضيف الاسطول الخامس الامريكي تتطلع لتوضيح الوضع
لحليفتها واشنطن.
ورفض الوزير أيضا تلميحات الى أن السعودية ضغطت على البحرين لتسمح
بتدخل قوات من الخارج وقال انه جرت مناقشة هذه المسألة مع مجلس التعاون
الخليجي في عدة محادثات.
ايران لن تقف مكتوفة الايدي
من جهته حذر رئيس البرلمان الايراني علي لاريجاني الجمعة ان بلاده
لن تقف مكتوفة الايدي ازاء قمع المتظاهرين في البحرين والتدخل السعودي.
وقال لاريجاني في تصريح خاص لقناة العالم الاخبارية: ان ايران تراقب
اوضاع البحرين بدقة بالغة ولا تقف موقف المتفرج اذا ارادوا تصعيد
الامور اكثر مما عليه الان وان يستمروا بحمام الدم الدائر، فان ايران
والدول الاخرى في المنطقة لن تتحمل ذلك، لان موضوع البحرين يعتبر
موضوعا اقليميا ويرتبط بمصير المسلمين والمنطقة.
واكد ان موقف ايران هو الدفاع عن شعوب المنطقة الثائرة ورفض التدخل
الاجنبي في شؤون البحرين الداخلية بشكل كامل، معتبرا ان ذلك يضر بالامن
الاقليمي وبالدول المتدخلة في نفس الوقت، مؤكدا انه من حق الشعب
البحريني ان يطالب بالتغيير.
واضاف: ان ايران اثبتت انها تصبر في مثل هذه الامور وانها تسعى لكي
لا تتعقد الامور اكثر في المنطقة، ولذلك فانها تنتظر ان ياخذ هؤلاء
العبر وان يغيروا افكارهم، موضحا : ان ايران ترصد الاحداث بدقة، وسوف
تتخذ القرار في الوقت المناسب.
وطمأن رئيس البرلمان الايراني الشعب البحريني بابداء الدعم الكامل
لهم وقال: "اننا سوف نستفيد من جميع الطاقات الدبلوماسية في هذا الامر
ونقدم لهم انواع المساعدات، مؤكدا ان الظروف سوف تتغير والشعب البحريني
سوف ينتصر في ثورته ولا يمكن لهم ان يكسروا ارادة البحرينيين.
واشار الى خطوة البرلمان الايراني في تشكيل لجنة لمتابعة تطورات
البحرين، موضحا ان هذه اللجنة تدرس احداث البحرين باستمرار وتقدم حلولا
واليات لمساعدة الشعب البحريني ومنع الكارثة الانسانية هناك وقال اننا
اجرينا اتصالات مع اطراف مختلفة ونتابع الموضوع من خلال التشاور وسوف
نتخذ القرار المناسب بهذا الخصوص. بحسب موقع العالم.
وقال لاريجاني ان الشعب البحريني يعرف ان ايران حكومة وشعبا كانت
ولا زالت تقف بجانبه، معتبرا ان تدخل الدول الاخرى في شؤون البحرين عمل
غير صحيح ويعقد الامور، مؤكدا ان البحرينيين لا يسيئون الظن بايران
لانها الدولة الوحيدة في المنطقة التي تدعمهم.
واكد اننا ندافع عن الثورات الشعبية سواء كانت في البحرين او في مصر
او اليمن وموقفنا موحد في كل هذه الثورات قائلا: ان الهدف من الثورة
الايرانية هو وقف تهميش المسلمين وتعزيز السيادة الشعبية لديهم ولذلك
فاننا ندافع عن ديمقراطية الشعوب في كل دول المنطقة.
ونفى ان يكون الشيعة في البحرين يهدفون الى تشكيل حكومة شيعية،
مشيرا الى ان الثورة الشعبية في هذا البلد يشارك فيها الشيعة والسنة
والجميع يريدون اسقاط النظام واحلال الديمقراطية، مؤكدا ان هذا امر
تروجه بعض وسائل الاعلام والساسة الخبثاء للتغطية على الاحداث الدموية
والاعتداء على الشعب البحريني والتي لا يمكن اخفائها اطلاقا.
كما انتقد لاريجاني الحكومة البحرينية في استدعاء سفيرها من ايران
وقلل من اهمية هذه الخطوة وقال: انهم ارتكبوا خطا بهذا التصرف، وكان
بامكانهم ان يستفيدوا من الطاقة الايرانية وان يختاروا الطريق الصائب،
معتبرا ذلك مناورة سياسية من جانبهم، لان ايران دافعت عن جميع الثورات
الشعبية العربية ومن ضمنها البحرين.
وكان الرئيس الايراني قال محمود أحمدي نجاد ان الحملة على البحرين "غير
مبررة ويتعذر اصلاحها". ونقل عنه التلفزيون الايراني قوله "اليوم نشهد
درجة الضغط المفروضة على غالبية شعب البحرين... ما حدث سيء وغير مبرر
ويتعذر اصلاحه."
مفوضة الامم المتحدة لحقوق الانسان
من جهتها حثت نافي بيلاي مفوضة الامم المتحدة السامية لحقوق الانسان
البحرين على كبح جماح قوات الامن البحرينية مشيرة الى مزاعم عن قتلها
محتجين وضربهم واعتقال محتجين بشكل تعسفي ومهاجمة عاملين في المجال
الطبي.
وعبرت بيلاي عن قلقها مما وصفته "بسيطرة الجيش على المستشفيات"
بطريقة غير مشروعة في المملكة حيث استخدمت قوات البحرين الدبابات
وطائرات الهليكوبتر يوم الاربعاء لاخلاء الشوارع من المحتجين.
وقالت بيلاي في بيان "وردت تقارير عن اعتقالات تعسفية وقتل وضرب
للمحتجين والعاملين في المجال الطبي والسيطرة على مستشفيات ومراكز طبية
من جانب قوات الامن. هذا تصرف صادم وغير شرعي."
وأضافت بيلاي وهي قاضية سابقة بمحكمة جرائم الحرب التابعة للامم
المتحدة انه يجب تحميل من قاموا بهذه الاعمال المزعومة ولو بأوامر من
جهة عليا المسؤولية الجنائية.
ومضت تقول ان الانتهاكات المزعومة التي ارتكبت ضد نشطاء من دعاة
الديمقراطية ارتبطت بالشرطة البحرينية وقوات الدفاع وجنود من قوة مجلس
التعاون الخليجي. ودخل نحو الف جندي سعودي و500 ضابط شرطة من الامارات
الى البحرين.
وقالت بيلاي "أحث الحكومة على الا تستخدم القوة ضد محتجين عزل وعلى
تسهيل علاج المصابين ونزع سلاح اللجان الشعبية بما في ذلك مسؤولو الامن
الذين يرتدون ملابس مدنية كما أحث المحتجين والحكومة على الانخراط في
حوار على الفور لاجراء اصلاحات ذات مغزى وانهاء العنف."
وقالت بيلاي ان مكتبها تلقى مزاعم بأن "أسلحة الية ربما استخدمت
ايضا لاطلاق الذخيرة الحية على المحتجين والمارة."
وأضافت أن رجال أمن في ملابس مدنية شوهدوا ايضا يستخدمون "الهراوات
والسكاكين والسيوف والحجارة في مهاجمة المحتجين."
ووردتها تقارير بأن رجال الامن اعتدوا على عمال طبيين بالمستشفى
الرئيسي بالمنامة وأنهم "يمنعون العاملين والمرضى من الدخول او الخروج."
وقالت ان هناك مخاوف من أن المصابين بجروح خطيرة والذين يعتمدون على
أجهزة التنفس الصناعي ربما يلقون حتفهم ما لم تتم اعادة الكهرباء بسرعة
الى المستشفى مشيرة الى تقارير أفادت بانقطاع الكهرباء هناك امس.
وتلقى العاملون بالمفوضية مزاعم أفادت بأن القوات البحرينية منعت
سيارات الاسعاف من نقل المدنيين المصابين الى المراكز الطبية وأنها
هاجمت عددا من القرى.
كما عبرت بيلاي عن مخاوفها بشأن حالة الطواريء التي أعلنها ملك
البحرين هذا الاسبوع وتستمر ثلاثة أشهر وقالت ان هذا "لا يبرر" القتل
والتعذيب او الانتهاكات الاخرى.
الحرب الأهلية
في السياق ذاته قال مركز حقوقي ان دخول قوات عسكرية سعودية
وإماراتية الى البحرين التي تشهد مظاهرات تطالب باصلاحات ديمقراطية
يهدد باشعال حرب اهلية في البلاد التي تحكمها أقلية سنية.
وأتهم مركز القاهرة لدراسات حقوق الانسان في بيان صحافي جامعة الدول
العربية والولايات المتحدة بالتواطؤ في دخول قوات خليجية لقمع تطلعات
الشعب البحريني نحو تحقيق الاصلاح الديموقراطي.
وقال المركز ان قوات الجيش والشرطة في البحرين مدعومة بالجيشين
السعودي والإماراتي بدأت الاربعاء في توسيع 'نطاق أعمال القمع الوحشي
للتطلعات المشروعة لشعب البحرين نحو إصلاحات سياسية ودستورية عميقة'.
واشار مركز القاهرة الى 'معلومات غير مؤكدة' من البحرين عن قيام 'القوات
السعودية بالمشاركة 'في أعمال القمع في المنامة'. وقال المركز ان
مشاركة قوات البلدان الخليجية الثلاث، وهي كلها محكومة من عائلات سنية،
يهدد بتحويل البحرين، ذات الغالبية الشيعية، إلى 'ساحة دموية ترتكب
فيها انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني على غرار
الانتهاكات والجرائم الوحشية التي يرتكبها النظام الليبي بحق شعبه'.
وقال 'إن السعودية التي نظرت بقلق بالغ إزاء الثورات المطالبة
بالديمقراطية في تونس ومصر، تعتبر أن خط الدفاع عن نظامها الأوتوقراطي
يبدأ من البلدين، من خلال دعم الجماعات المتبنية للمذهب الوهابي،
ولكنها انتقلت إلى خط الهجوم في البحرين، نظرا لأن انتصار الانتفاضة
الشعبية في البحرين المجاورة، سيشكل دعما مباشرا لدعاة الإصلاح في
السعودية، وخاصة للمطالب المشروعة للأقلية الشيعية المقهورة'.
ودعا المركز جامعة الدول العربية الى رفض التدخل السعودي والاماراتي
في الاراضي البحرينية، مطالبا الجامعة بدعم التطلعات الديموقراطية
للمتظاهرين البحرينيين.
كما دعا المركز الولايات المتحدة الامريكية التي تستضيف البحرين
قاعدة أسطولها البحري الخامس ـ لاتخاذ 'مواقف وقرارات مناسبة تحول دون
تحول البحرين إلى ساحة لتصفية حسابات إقليمية، تشجع إيران على التدخل
بزعم دعم الأغلبية الشيعية المقهورة في البحرين. وكانت الولايات
المتحدة قد قالت ان ارسال قوات سعودية الى البحرين لا يمثل 'غزوا'،
فيما أمتنعت الجامعة العربية عن الخروج بأي موقف.
انتقادات دولية
من جانبه اتصل الرئيس الامريكي باراك أوباما بالعاهلين السعودي
والبحريني داعيا الى ضبط النفس. وقالت وزيرة الخارجية الامريكية ان
البحرين ودول الخليج التي أرسلت قوات لمساعدتها تتبع مسارا خاطئا.
وأضافت في مقابلة مع شبكة (سي.بي.اس) التلفزيونية "نحن نرى ما يحدث
في البحرين مثيرا للقلق. ونعتقد أنه لا توجد اجابة أمنية على تطلعات
ومطالب المتظاهرين." ودعت البحرين للتفاوض من أجل حل سياسي مع المحتجين.
وتابعت في المقابلة "كما أوضحنا بشكل تام لشركائنا في الخليج
الاعضاء في مجلس التعاون الخليجي الذين أرسل أربعة منهم قوات لدعم
الحكومة البحرينية. انهم يتبعون مسارا خاطئا."
ويقول محللون ان تدخل دول الخليج الاخرى في البحرين قد يثير رد فعل
من جانب ايران التي تدعم جماعات شيعية في العراق ولبنان.
وكررت الامم المتحدة وبريطانيا الدعوة الامريكية لضبط النفس وعبرت
قوى مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى عن قلقها. بحسب رويترز.
ورفعت السفارة البريطانية درجة التحذير من السفر على موقعها
الالكتروني يوم الاربعاء مع تدهور الوضع الامني وقال مقيمون يحاولون
الفرار ان الطائرات المغادرة للبحرين كاملة العدد.
وفي لندن قال ستاندرد تشارترد واتش.اس.بي.سي هولدنجز وهما أكبر
بنكين أجنبيين في البحرين انهما أغلقا كل فروعهما في البحرين يوم
الاربعاء. وقال البنكان ان الاولوية هي لسلامة الموظفين.
وقال كارل بيلدت وزير خارجية السويد في مدونته "عندما ترسل دول
الخليج وحداتها العسكرية الى الجزيرة... الصغيرة هناك مخاطرة حرجة
للغاية في أن ينظر الى الوضع باعتباره جزءا من مواجهة أوسع نطاقا."
وأضاف "بينما لم يكن هناك تدخل ايراني في البداية فان فرص أن تستفيد
ايران من الوضع الان تتزايد على نحو لا يمكن انكاره." |