
شبكة النبأ: اثار الاجراء الاخير الذي
اقدمت عليه بعض دول الخليج بإرسال جيشها الى البحرين لقمع المحتجين
الشيعة حفيظة الملايين من الدول الاقليمية في المنطقة، خصوصا في
المجتمعات الشيعية هناك.
فيما شهدت الكثير من الدول احتجاجات حاشدة تطالب بانسحاب القوات
المحتلة بحسب رأيهم، خصوصا القوات السعودية التي تتهم بارتكاب المجازر
الوحشية، وبدوافع طائفية.
حيث شهدت المدن العراقية تظاهرات شعبية متعددة شارك خلالها الاف من
المواطنين ومن مختلف الشرائح الاجتماعية، نددت بما لحق بالشعب البحريني،
محذرة من اندلاع صراع طائفي قد لا تحمد عقباه فيما لو استمرت
الانتهاكات هناك.
المرجعيات الدينية
فقد نددت مراجع دينية واحزاب شيعية في العالم العربي وخصوصا في
العراق مرورا بلبنان والكويت، بارسال قوات خليجية الى البحرين وتفريق
المتظاهرين بالقوة في هذه المملكة الصغيرة على الخليج.
ففي العراق حيث يشكل الشيعة غالبية السكان، اعتبر المرجع الديني آية
الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي ان ما يجري في البحرين هي
هجمة بربرية تقف ورائها نزعة طائفية لقمع حقوق الشيعة هناك، ترتكبها
قوى التكفير والارهاب العالمي، حيث جاء في البيان: إن ما يجري في
البحرين من انتهاكات وقمع ضد شعب نبيل يطالب بحقوقه المشروعة
والقانونية لهو انتهاك صارخ لأبسط الحقوق المتفق عليه عند كل عقلاء
العالم وهذه الانتهاكات مرفوضة ومدانة في كل الأديان والأعراف الدولية
والإنسانية.
وطالب السيد الشيرازي في بيانه ايضا مناصرة الشعب البحريني بكل ما
هو متاح، كما جاء في البيان: على المسلمين وأبناء مدرسة أهل البيت
عليهم السلام الوقوف إلى جانب المظلوم وتحمل المسؤولية الإنسانية
المشروعة.
فيما ابدى المرجع الديني آية الله علي السيستاني "قلقه الشديد" حيال
الاجراءات التي اتخذتها الحكومة البحرينية، داعيا اياها الى وقف العنف
ضد "المواطنين العزل".
وقال حامد الخفاف المتحدث باسم المرجعية ان السيستاني "ابدى قلقه
الشديد من الاجراءات التي اتبعتها الحكومة البحرينية في الايام الاخيرة"
في اشارة الى دخول قوات خليجية المنامة للمساعدة في حفظ الامن. واضاف
ان المرجع الاعلى "وجه نداء عاجلا الى السلطات البحرينية لوقف العنف ضد
المواطنين العزل، ويشدد على ضرورة اتباع الاساليب السلمية لحل المشاكل
العالقة في البلد". بحسب فرانس برس.
ويطالب المتظاهرون الشيعة الذين يشكلون غالبية سكان البحرين باقامة
ملكية دستورية حقيقية في حين يطالب بعضهم برحيل عائلة آل خليفة التي
تحكم هذا البلد الصغير منذ مئتي عام.
من جهته، دعا الزعيم الشيعي مقتدى الصدر المقيم في ايران اتباعه الى
"تظاهرات حاشدة في بغداد والبصرة لنصرة الشعب البحريني.
بدوره، حذر رجل الدين بشير النجفي، احد المراجع الاربعة في النجف،
من حدوث "ما لا تحمد عقباه" في البحرين.
وقال "تفاجئنا الحكومة (البحرينية) بقدوم قوات مسلحة من دول الجوار
والادهى والامر قيام هذه القوات بمداهمة القرى والتعدي على المواطنين
العزل بكافة انواع الاسلحة واراقة الدماء المحرمة".
واضاف "نشجب ونستنكر هذا التصرف اللامسؤول ونحمل المسؤولية لما حدث
ويحدث لمن بدر الامر عنه (...) ان الاستمرار في هذا النهج يستدعي
الوصول لما لا يحمد عقباه قبل فوات الاوان". وقال النجفي اليوم الجمعة
انه سيتم تعليق الدروس الدينية لمدة يوم تضامنا مع البحرينيين.
كما قال رجل الدين صدر الدين القبانجي المقرب من ايران ان "العالم
العربي والاسلامي والدولي ساند الشعب في تونس ومصر وليبيا واليمن وما
يجري مع البحرين هو عكس ذلك".
واضاف "نندد بكل الممارسات القمعية التي تقوم بها حكومة البحرين كما
نستنكر حضور قوات مسلحة من بعض دول الجوار ونعتبر ذلك تدخلا لحماية
نظام سياسي مهترىء على حساب ابناء الشعب البحريني".
وكان رجال دين شيعة بحرينيون كبار دعوا المجتمع الدولي والعالم
الاسلامي للتدخل من اجل منع وقوع "مجزرة" في المملكة.
وفي لبنان، ندد حزب الله الشيعي المسلح ب"التدخل العسكري واستخدام
العنف" معتبرا انه "لا يوصل الى نتيجة وانما يعقد الامور ويلغي فرص
الحل".
وعبر عن "قلقه البالغ واستنكاره الشديد لاستهداف المدنيين المسالمين"
وازاء "دخول قوات من بلدان عربية مجاورة الى الاراضي البحرانية
واستخدام العنف ما ادى الى سقوط شهداء وجرحى".
كما انتقد حزب الله الموقف الاميركي الداعي الى الحوار واصفا هذا
الموقف بانه "مريب جدا ويعبر عن السياسة الحقيقية للادارة الاميركية
تجاه حركة الشعوب". يشار الى ان البحرين مقر الاسطول الخامس الاميركي.
وفي الكويت، حيث يشكل الشيعة حوالى ثلاثين بالمئة من السكان البالغ
عددهم حوالى 1,2 مليون نسمة، رفعت عشر نساء تجمعن امام سفارة البحرين
الاربعاء لافتات تندد بتفريق المتظاهرين بالقوة في المنامة.
كما انتقد النائب في مجلس الامة صالح عاشور تدخل قوات خليجية في
البحرين قائلا انه سيستدعي رئيس الوزراء الشيخ ناصر المحمد الى جلسة
استجواب اذا قررت الحكومة ارسال جنود الى هناك. وفي المقابل، اعلن نواب
سنة تأييدهم للخطوة مطالبين الحكومة بارسال جنود.
ونظم شيعة السعودية عدة مظاهرات منها مظاهرة في مركزهم الرئيسي
الاقليمي القطيف يوم الاربعاء وطالبوا بالافراج عن سجناء كما عبروا عن
دعمهم للشيعة في البحرين وفقا لما ذكره ناشط وشهود.
وقال شاهد "الناس كانوا يطالبون بسحب قوة شبه الجزيرة ودعوا
السعودية الى الانسحاب من البحرين" في اشارة الى القوات الخليجية
بالبحرين.
ورأى شاهد دبابات تتجه نحو شارع البديع الذي كان من المقرر تنظيم
الاحتجاج فيه. ولم ينتشر الجيش في الطريق الى المطار غير أن الشرطة
أقامت نقاط تفتيش تعبر من خلالها السيارات.
وفي لبنان تظاهر أنصار حزب الله الشيعي تضامنا مع شيعة البحرين.
بحسب رويترز.
وتشهد البحرين أسوأ اضطرابات منذ التسعينات حيث استلهم المحتجون
انتفاضتي مصر وتونس. وخلافا للدولتين حيث توحد السكان وغالبيتهم من
السنة ضد النظام في الدولتين فان البحرين منقسمة على أسس طائفية مما
يزيد احتمال انزلاقها الى حرب أهلية.
بدوره، ابدى رئيس الوزراء نوري المالكي "قلقه حيال ما يجري" في
البحرين. واكد بيان صدر في ختام لقائه الامين العام لمنظمة المؤتمر
الاسلامي اكمل الدين احسان اوغلي ان المالكي "ابدى قلقه لما يجري في
البحرين من تدخل قوات خارجية تساهم في تعقيد الاوضاع في المنطقة بدلا
من حلها وقد تؤدي الى تأجيج العنف الطائفي".
وتأتي التصريحات في اعقاب قيام قوات الامن بانهاء الاعتصام المستمر
منذ شهر في دوار اللؤلؤة في المنامة وما تخلل ذلك من مواجهات عنيفة
اوقعت قتلى وجرحى.
الاف العراقيين يتظاهرون
الى ذلك دانت تظاهرات في العراق بعد صلاة الجمعة تفريق المحتجين في
المنامة بالقوة، وبحكام السعودية والخليج وطالبت بسحب قوات "درع
الجزيرة" من البحرين.
ففي مدينة الصدر في شرق بغداد، تظاهر حوالى خمسة الاف شخص من انصار
التيار الصدري بعد الصلاة حاملين لافتات كتب عليها "آل سعود واسرائيل
وجهان لعملة واحدة" وهتفوا "لا آله الا الله آل سعود عدو الله".
وحمل احدهم دمية تمثل حمارا كتب عليه "درع الجزيرة" كما حمل اخر
رسما كاريكاتوريا للعاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز.
من جهته، قال مهند الغراوي مدير مكتب الصدر "اليوم نتظاهر هنا وغدا
نريق الدم في البحرين اذا امر مقتدى الصدر بذلك".
اما في كربلاء احدى ابرز المدن الشيعية في العالم، طافت شوارعها
تظاهرات حاشدة طالبت بانسحاب قوات درع الجزيرة من البحرين ومحاكمة نظام
آل خليفة وآل سعود على ارتكابهم الجرائم بحق الشعب البحريني الاعزل.
فقال احد المشاركين في التظاهرة وهو الشيخ يحي الكعبي رئيس مجلس
عشائر كربلاء، خرجنا للتعبير عن سخطنا وامتعاضنا من الاساليب الاجرامية
التي تمارسها السلطات البحرينية ضد اخواننا البحرينيين العزل.
واضاف الكعبي خلال حديثه لمراسل (شبكة النبأ المعلوماتية)، نستنكر
ايضا تدخل قوات آل سعود في الشأن البحريني وندعوها للخروج. وتابع، قد
نكون مضطرين الى دعوة ابناء عشائرنا للتطوع من اجل الدفاع عن اخوتنا
في البحرين.
اما هيفاء نزار وهي ربة بيت كانت احدى النسوة المشاركات في التظاهرة،
فقالت، ما يحدث في البحرين حرب طائفية على الشيعة، لاسيما وان القوات
الخليجية لم تسمح لنفسها في الانتشار في مصر او تونس او ليبيا ولم تعبر
الحدود من اجل الدفاع عن الفلسطيني. وتابعت، القوات الخليجية تسعى
للإجهاز على المكون الشيعي في البحرين.
وفي محافظة ديالى، انطلقت ثلاث تظاهرات ضمت نحو خمسة الاف شخص وذلك
تلبية لدعوة هيئات عدة ابرزها زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.
ففي بعقوبة (60 كلم شمال شرق بغداد)، تجمع نحو 500 شخص امام مبنى
مجلس المحافظة مطالبين بخروج قوة "درع الجزيرة" من البحرين ووقوف الدول
العربية مع الشعب البحريني.
وحملوا لافتات بينها "جاهزون جاهزون للتطوع دفاعا عن ارض البحرين"
و"نطالب الحكومة الاتحادية باتخاذ موقف حازم من السعودية جراء اعمال
القمع الوحشية".
كما حملوا اعلام البحرين وسط هتافات "البحرين حرة حرة درع الجزيرة
برا" و"نعم نعم للبحرين نعم نعم للاسلام". وديالى ذات غالبية سنية
يسكنها عدد كبير من الشيعة.
كما انطلقت تظاهرة في ناحية جديدة الشط شارك فيها نحو ثلاثة الاف
شخص بينهم عدد محدود من النساء.
واعلن فاضل محمد سعيد احد رجال الدين الشيعة البارزين في ديالى،
خلال التظاهرة "استعداد الاف المتطوعين من اهالي ديالى الذين يطالبون
الحكومة العراقية بفتح الطريق امامهم للذهاب الى البحرين والوقوف بوجه
الجيش السعودي لنصرة اخوانهم".
على الصعيد ذاته، انطلقت تظاهرة اخرى في ناحية الخالص شارك فيها نحو
الفي شخص وسط حضور نسائي محدود، رفضا لاستخدام القوة ضد المتظاهرين
الشيعة في البحرين.
واطلقت الشرطة عشرات القنابل المسيلة للدموع كما استخدمت البنادق
لتفريق المتظاهرين الشيعة المعتصمين في الدوار منذ التاسع عشر من شباط/فبراير
للمطالبة باسقاط الحكومة والاصلاح.
وفي البصرة (550 كلم جنوب بغداد)، تظاهر نحو خمسة الاف شخص من انصار
التيار الصدري في منطقة خمسة ميل بعد صلاة الجمعة ارتدى بعضهم الاكفان.
وحمل بعضهم لافتات كتب عليها "بدماء شهداء البحرين تسقط عروش
الظلمة". ورددوا خلال التظاهرة "برا برا آل سعود جيش المهدي سوف يعود".
وفي مدينة النجف (160 كلم جنوب بغداد) تظاهر المئات بعد صلاة الجمعة
في الحسينية الفاطمية الكبرى مرددين شعارات بينها "نعم نعم للبحرين،
كلا كلا آل سعود" و "البحرين حرة حرة، درع الجزيرة برا".
وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها "نستنكر صمت الفضائيات العربية
ازاء ما يحدث في البحرين".
وقد رفعوا اعلام البحرين والعراق وصور الرئيس السابق صدام حسين
والرئيس اليمني علي عبد الله صالح وملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل
خليفة وعاهل السعودية التي ضربوها باحذيتهم. وشارك في هذه التظاهرة عدد
كبير من رجال الدين.
وفي الكوفة (150 كلم جنوب بغداد)، ابرز معاقل التيار الصدري تظاهر
نحو الفي شخص حاملين اعلاما للبحرين والعراق ولافتات كتب عليها "كلا
كلا امريكا، كلا كلا آل سعود"، ورددوا هتافات بينها "كلا كلا آل سعود
جيش المهدي سوف يعود".
كما رفعوا صورا لملكي البحرين والسعودية والرئيس اليمني والزعيم
الليبي معمر القذافي رسمت عليها نجمة داوود وضربوها باحذيتهم.
وفي السماوة (280 كلم جنوب بغداد)، سارت تظاهرات متفرقة بمشاركة
ثلاثة الاف شخص رددوا "لا ارهابية ولا وهابية، ثورة البحرين ابية"
ورفعوا شعارات بينها "حان وقت رحيل الطواغيت". بحسب فرانس برس.
وفي كركوك (255 كلم شمال بغداد)، تظاهر 400 شخص وسط هتافات "كلا كلا
آل سعود نعم نعم للبحرين". |