
شبكة النبأ: لقد انتشرت ظاهرة
القراصنة بشكل غير معقول لتهدد الملاحة العالمية وتكبدها خسائر تقدر
بمليارات الدولارات سنوي، وقد تحول القراصنة من هواة الى محترفين
ومنظمين بل وزاد الامر فلم تبقى القرصنة حكراً على الصوماليين حتى اصبح
القراصنة من جنسيات متعددة يقومون بالعمل بصورة جماعية ويتقاسمون
الغنائم بينهم.
ان الجهود الدولية الرامية الى القضاء على القرصنة مازالت غير قادرة
على ذلك برغم توحيد الجهود وتسيير الدوريات الموحدة وسن العديد من
القوانين والقاء القبض على العديد من قادة عصابات القراصنة ومحاكمتهم،
حتى ان الولايات المتحدة الامريكية دعت الى استراتيجية جديدة للقضاء
عليهم فهم لايقلون خطراً عن الارهاب.
استراتيجيا جديدة ضد القراصنة
فقد قالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ان الولايات
المتحدة تدرس استراتيجيات جديدة لمحاربة القراصنة قبالة الصومال الذين
قتلوا مؤخراً اربعة امريكيين ويمثلون تهديدا متزايدا لحركة الملاحة
البحرية، وأبلغت كلينتون لجنة المخصصات بمجلس الشيوخ الامريكي يوم
الاربعاء "نحتاج الي ان نبذل المزيد من الجهد وان نوضح ان من الافضل
للعالم بأسره أن يساند ما نفعله وان ينهي هذا البلاء."
وقتل قراصنة اربعة رهائن امريكيين في يخت خاص في مياه قبالة الصومال
في 22 فبراير شباط في أكثر الحوادث دموية الي الان التي يخطف فيها
امريكيون من اجل فدية في منطقة بحرية واسعة ينعدم فيها القانون وتعبرها
خطوط رئيسية للملاحة، وحتى نهاية يناير كانون الثاني بلغ عدد الرهائن
لدى القراصنة في المنطقة حوالي 750 رهينة.
وقالت كلينتون ان الجهود الحالية لمنع القرصنة والتي تتضمن دوريات
بحرية لعدد من الدول فشلت في ان تقوض بشكل كبير عمليات القراصنة التي
تلحق ضررا متزايدا بتجارة الوقود العالمية بسبب ارتفاع اقساط
التأمين،واضافت قائلة "لقد حشدنا معا ائتلافا دوليا لكن بصراحة انا أرى
اننا لا نجني الكثير منه اننا ندرس خيارات مختلفة كثيرة"، وقالت
كلينتون ان المشكلة تتطلب "مقاربة أكثر شمولية" تشارك فيها وكالات من
بينها وزارة الدفاع وامتنعت عن ان تقول ما هي الخيارات التي يجري
دراسته، واضافت ان سفنا حربية اجنبية كثيرة تقوم الان بدرويات في
المنطقة لا تحقق نتائج فعالة وانه لا يجري بذل جهود كافية ضد المواني
التي يحتمي بها القراصنة على الساحل الصومالي. بحسب رويترز.
وقالت كلينتون ان من غير الوارد ان يقوم الجيش الامريكي بعمليات في
البر الصومالي لكنها اوضحت ان مسألة القرصنة تأخذ اهمية متزايدة في
قائمة اولويات واشنطن مع استمرار هجمات القراصنة بلا هوادة.
في سياق متصل قالت رئيسة الوحدة الامريكية لمكافحة القرصنة ان
القرصنة في الصومال تطورت الى شبكة اجرامية متعددة الجنسيات ومنظمة
يخشى من أن تصبح جزءا من النسيج الاقتصادي والاجتماعي للبلاد، وتزايدت
الهجمات على السفن قبالة سواحل الصومال بشكل سريع منذ عام 2007 حيث
يخرج شبان صوماليون الى البحر على متن قوارب صغيرة مزودين بالبنادق
الالية والقذائف الصاروخية سعيا من اجل الثروات، وقالت دونا.ال. هوبكنز
منسقة مكافحة القرصنة والامن البحري بالحكومة الامريكية انه بات واضحا
أن أبناء جنسيات اخرى يأملون في جني أرباح ما صار نشاطا متزايد الربح.
وأضافت "تحولت القرصنة الصومالية من نشاط لتحقيق دخل اضافي ذي طابع
محلي احتجاج على الصيد غير المشروع قبالة الساحل الى مشروع اجرامي منظم
بشكل خطير ويقوم على شبكة متعددة الجنسيات ويتسم بالكفاءة"،وتابعت "نحن
نعتقد أن هناك صيادين اخرين صيادين من غير ذوي الجنسية الصومالية
يتواطؤون في هذا النشاط ويساعدون لاقتسام الغنائم."
وأفاد ديتر برج رئيس الشعبة البحرية في شركة ميونخ ري لاعادة
التأمين بأن قيمة الفدي ارتفعت بشدة في السنوات الخمس الاخيرة وبلغ
متوسطها 4.5 مليون الى خمسة ملايين دولار عن كل سفينة من 150 الفا الى
300 الف دولار في السابق.
وصار القراصنة قادرين على تنفيذ عدد اكبر من الهجمات في الشهور
الاخيرة وتوسيع رقعة نشاطهم بعيدا عن الساحل الصومالي باستخدام "سفن أم"
أكبر حجما مزودة بأجهزة اكثر تطور، وخطف
القراصنة الصوماليون مؤخراً ناقلتي نفط في يومين اذ خطفوا سفينة
يونانية تنقل نفطا كويتيا الى الولايات المتحدة بعدما خطفوا سفينة نفط
ايطالية. بحسب رويترز.
وقالت هوبكنز ان من المرجح أن مجموعات اكثر تطورا تعمل انطلاقا من
المراكز المالية واسست شبكات لتوزيع الوقود والاسلحة ونقل الفدى عبر
شبكات لغسل الاموال، واضافت للصحفيين في السفارة الامريكية في لندن "نحن
نحتاج الى أن نعرف الضالعين في الشبكات المالية وشبكات الدعم الاخرى
الخاصة بالنقل والامداد التي تمكن القراصنة من القيام بنشاطهم.
وقالت هوبكنز محذرة من ان تصبح المشكلة مستعصية الحل ان انعدام
الاستقرار الاقليمي على طول طريق تجاري حيوي ساعد في جعل الصومال "عاصفة
كاملة" لتنشيط القرصنة.
وأضافت "يبدو جليا من التقارير التي ترد من هناك أن القرصنة باتت
غرسا يزداد تجذرا في بنية الصومال الاقتصادية والاجتماعية ما دام الوضع
يفتقر الى حكومة فعالة تسيطر على المياه الاقليمية والساحل الصومالي
سيظل هذا مشكلة."
واستبعدت هوبكنز ان تكون هناك "صلات مقصودة" بين القرصنة والارهاب
لكنها قالت ان المكاسب المالية ستجذب المتشددين، وأضافت "الارهابيون
أيا كانت درجة نقائهم العقائدي يحتاجون الى المال وأظن أنهم ليسوا فوق
مستوى شبهة ان يأخذوا ما تصل اليه أيديهم."
المتمردون والقراصنة
على صعيد اخر قالت مصادر قرصنة ان متمردين صوماليين افرجوا عن زعماء
عصابات قرصنة احتجزوا في وقت سابق بعد التوصل الى اتفاق للحصول على
نصيب من الفدى التي يطلبونها مستقبلا وقطر السفن المخطوفة الى ميناء
بلدة هارادهيري.
وأعلنت حركة الشباب التي تعلن ولاءها للقاعدة انها أبرمت اتفاقا
تقدر قيمته بملايين الدولارات للحصول على نسبة 20 في المئة من قيمة
الرشى المستقبلية التي تدفع للقراصنة وانها فتحت مكتبا ملاحيا في
هارادهيري للاتصال بالقراصنة.
وتسيطر حركة التمرد على معظم الموانيء في جنوب الصومال بما في ذلك
ميناء كيسمايو كما سيطرت على هارادهيري بعد ان وحدت صفوفها مع حركة حزب
الاسلام المتمردة المنافسة اواخر العام الماضي. بحسب رويترز.
وقال قرصان عرف نفسه باسم علي لرويترز خلال اتصال هاتفي من
هارادهيري "بعد مفاوضات وقعنا اتفاق حصة العشرين في المئة من الفدية
للشباب وهم أفرجوا عن قادتنا اليوم. الان تحسنت علاقتنا مع الشباب"،
وأضاف "فتحوا المكتب الملاحي لتحسين الامن والتعاون معنا نحن سعداء
لانه ليس لدينا بديل اخر غير الموافقة على مطالب الشباب منا لجعل
هارادهيري قاعدة لنا."
ويجني القراصنة ملايين الدولارات من الفدى التي يحصلون عليها وعلى
الرغم من نجاح جهود احباط الهجمات في خليج عدن تبذل سفن البحرية
الدولية جهودا مضنية لاحتواء عمليات القرصنة في المحيط الهندي ويصعب من
مهمتها تعاظم المساحة.
وأكد أحمد وردهيري الذي حضر المفاوضات كممثل للمجتمع المحلي نبأ
التوصل الى اتفاق، وقال "قراصنة انتموا من قبل الى الشباب وقعوا
الاتفاق أولا ثم وافق بقية القراصنة مجموعة صغيرة فقط من عصابات
القرصنة رفضت الاتفاق وتحركت بعيدا بسفنها الى سواحل هوبيو."
وعبر مسؤولون غربيون منذ فترة طويلة عن قلقهم من وصول جزء من أموال
القرصنة الى المتشددين في الصومال لتمويل أعمال العنف هناك، ويخوض
متمردو حركة الشباب الموالون للقاعدة تمردا منذ ثلاثة اعوام للاطاحة
بحكومة مؤقتة تدعمها الامم المتحدة يقولون انها عميلة للغرب وقصروا
سلطتها على عدد من البنايات في قلب العاصمة مقديشو.
من وراء عصابات القرصنة
من جهتة قال مستشار في الامم المتحدة لمجلس الامن الدولي ان على
المجتمع الدولي مطاردة نحو عشرة من زعماء القبائل الصومالية يديرون
هجمات القراصنة على السفن الدولية في المحيط الهندي، ووسط تزايد
المخاوف الدولية بشان الهجمات واحتجاز الرهائن قال المستشار والوزير
الفرنسي السابق جاك لانغ "يجب علينا معالجة القوة التي وراء القراصنة،
هؤلاء الذين يامرون القراصنة بشن الهجمات".
وقال اثناء تقديمه تقريرا يوصي باتخاذ اجراءات امنية وقانونية جديدة،
لاعضاء مجلس الامن ال15 "لم يتم بذل كل الجهود للوصول الى القمة والقبض
على العقول وراء هذه الجرائم"، واضاف "يوجد نحو عشرة من تلك العقول
ونحن نعرف اسماءهم" الا انه لم يكشف عن تفاصيل واكتفى بالدعوة الى
تحسين الشرطة الدولية والانشطة الاستخباراتية، وقال ان الامم المتحدة
تستطيع "فرض عقوبات فردية". بحسب رويترز.
ويقترح تقرير لانغ تشكيل محكمة خاضعة للقانون الصومالي على ان يكون
مركزها في بلد اجنبي لمحاكمة مئات القراصنة الصوماليين القابعين حاليا
في سجون حول العالم، وقال ان تنزانيا ابدت استعدادا لاستضافة المحكمة،
الا ان عدد من الدبلوماسيين في مجلس الامن يعتقدون ان بدء تشغيل هذه
المحكمة سيستغرق وقتا طويل، ويعتقل القراصنة حاليا في نحو 13 بلدا، وقد
صرحت ماليزيا وكوريا الجنوبية انهما تعتزمان مقاضاة 12 قرصانا صوماليا
تم القبض عليهم في غارات بحرية منفصلة نفذها جيش البلدين الاسبوع
الماضي.
وقال تقرير لانغ ان القوة البحرية المتعددة الجنسيات المتواجدة في
المحيط الهندي يجب ان تقوم بدوريات بالقرب من مخابئ القراصنة الساحلية
في الصومال، ودعا الى تقديم حوافز اقتصادية لاثناء الشباب عن الانضمام
الى القراصنة، والقى القراصنة الصوماليون القبض على نحو الفي شخص
وحصلوا على فديات تقدر بنحو 9،5 ملايين دولار مقابل الافراج عن ناقلات
نفط منذ عام 2008. وابتداء من 31 كانون الثاني/ديسمبر لا يزال القراصنة
يحتجزون 612 شخصا و26 سفينة، طبقا لارقام الامم المتحدة.
واعلنت السفيرة الاميركية في الامم المتحدة سوزان رايس ان مجموعة
الاتصال الدولية بشأن تتبع اموال القرصنة الصومالية ستجتمع في واشنطن
في الاول من اذار/مارس، واكد فيتالي تشوركين سفير روسيا في الامم
المتحدة ان بلاده ستعلن قريبا اقتراحات جديدة للقضاء على القراصنة.
وقال تشوركين "لقد حان الوقت لاتخاذ اجراءات فعالة لرفع محاربة هذا
التهديد الى مستويات جديدة"، واضاف ان "القرصنة اصبحت تشبه المرض
المزمن وتنتشر بشكل خارج عن السيطرة".
وقال السفير الروسي امام مجلس الامن "اذا لم نفعل شيئا، سنفقد
السيطرة على الوضع في القرن الافريقي".
القرصنة الى أعلى مستوياتها
الى ذلك قال المكتب الملاحي الدولي ان عدد هجمات القراصنة على السفن
على مستوى العالم وصل عام 2010 الى أعلى مستوياته منذ سبع سنوات وان
عددا قياسيا من أفراد طواقم السفن احتجزوا كرهائن وذلك على الرغم من
تعزيز الدوريات في البحار، وصرح مسؤول بمركز الابلاغ التابع للمكتب في
كوالالمبور بأن الصومال ما زال هو المشكلة الاكبر حيث خطف القراصنة
الذين ينشطون قبالة سواحله 49 من بين 52 سفينة خطفت العام الماضي.
وذكر المكتب الملاحي الدولي ومقره لندن ان 1181 من أفراد طواقم
السفن احتجزوا كرهائن وهو رقم قياسي منذ أن بدأ المكتب في مراقبة
القرصنة عام 1991، وقال بوتنجال موكوندان مدير مركز الابلاغ عن القرصنة
" الزيادة المستمرة في هذه الارقام تثير القلق"،ووصل عدد الهجمات
الفعلية ومحاولات الهجوم على السفن في العالم عام 2010 الى 445 وهي
أحدث ذروة في عدد هجمات القراصنة منذ عام 2003، وانخفض عدد الهجمات في
خليج عدن الذي يربط أوروبا باسيا الى النصف بسبب تعزيز الدوريات لكن
القراصنة وغالبيتهم عصابات من الصومال يهاجمون في مناطق أبعد.
وقال موكوندان "تقوض كل الاجراءات التي اتخذت في البحر للحد من
نشاطات القراصنة بسبب غياب السلطة في الصومال الذي يبدأ منه القراصنة
نشاطهم"، وتنتشر سفن تابعة لاساطيل أجنبية قبالة خليج عدن منذ مطلع عام
2009 وترسل دوريات كما شكلت ممرا تعبر منه السفن في النقاط الخطيرة.
بحسب رويترز.
وذكر المكتب الملاحي الدولي أن عدد الهجمات في بحر الصين الجنوبي
الذي يؤدي الى ممر شحن مهم للتجارة العالمية زاد الى أكثر من الضعف
ووصل الى 31 هجوما في 2010 .
صرخات تطالب بالحماية
من جهته قال عبد الله سعدين، رئيس جمعية الثروة السمكية بقصيعر،
الذي يمثل الصيادين المحليين أن الصيادين أصيبوا باليائس" واضاف "أصبح
القراصنة يمثلون تهديداً حقيقياً لمصدر رزقنا الرئيسي والصيادون يخشون
الخروج إلى البحر".
وأضاف سعدين أنه حاول كل ما في وسعه لمساعدة الصيادين "لقد طرقت
الأبواب وأخبرت جميع المعنيين عن مشاكلنا. كما أرسلنا رسائل إلى خفر
السواحل اليمنية ووزارة الثروة السمكية وممثلي البلدان التي ترسل
دوريات لحماية الممرات الملاحية الدولية في المنطقة. وقد وعد وزير
الثروة السمكية بمناقشة هذه المسألة مع نظيره في جرعاد".
وقال عمر قمبيت، رئيس الاتحاد التعاوني السمكي في المكلا أنه حاول
الضغط على السلطات للتعامل مع مشكلة القرصنة، ولكن دون جدوى. ووفقاً
لقمبيت هناك حوالي 15،000 صياد مسجل في الاتحاد التعاوني السمكي
والآلاف غيرهم من غير المسجلين يعملون جميعهم على طول ساحل حضرموت.
وكانت صناعة الصيد توفر الطعام لأكثر من 80،000 شخص، "ولكم أن تتخيلوا
ماذا سيحدث عندما تصبح هذه المجموعة الضخمة من الصيادين عاطلة عن العمل".
كما انخفضت الكميات التي يتم اصطيادها من الأسماك بشكل حاد في
حضرموت من 88،000 طن في عام 2004 إلى 26،000 طن في 2009. وقال قمبيت أن
"أحد الأسباب الرئيسية لهذا التدهور هو القرصنة. فالصيادون يلقون
شباكهم قرب الشاطئ حيث لا يوجد سوى القليل من الأسماك. نحن نطالب
بتواجد عسكري كبير قرب جزيرة عبد الكوري حيث تقع معظم حوادث القرصنة".
بحسب وكالة ايرين.
وأفاد صالح بايمين، رئيس جمعية ساحل حضرموت لقوارب الصيد، والتي
تمثل 400 قارب صيد كان يبحر حتى السواحل الصومالية، أن القراصنة
يهاجمون الصيادين اليمنيين منذ عام 2004. وأضاف قائلاً: "أودت حوادث
القرصنة بحياة عشرة صيادين، وأدت إلى إصابة 105 غيرهم. وتقدر الخسائر
بحوالي 372 مليون ريال يمني [1.5 مليون دولار] منذ عام 2008".
في سياق متصل هدد قراصنة صوماليون بقتل أي بحارة من كوريا الجنوبية
يحتجزونهم رهائن في المستقبل ردا على قتل قوات كوريا الجنوبية ثمانية
من القراصنة اعتلوا سفينة مخطوفة.
وقال قراصنة من قاعدتين على الساحل الصومالي انهم سينقلون المزيد من
أفراد الاطقم المحتجزين رهائن من سفنهم الى الاراضي الصومالية في حال
قيام المزيد من محاولات الانقاذ من سفن حربية أجنبية منتشرة قبالة
سواحل البلاد.
وفي العادة لا يمس القراصنة الصوماليون الرهائن بسوء لانهم يتوقعون
التفاوض حول مبالغ فدية كبيرة مقابل الافراج عن السفن لكنهم يقولون
الان انهم يريدون الانتقام لمقتل زملائهم، وذكر قرصان قال ان اسمه محمد
"لم نخطط قط للقتل لكننا سنسعى الان للانتقام، ومضى يقول من معقل
للقراصنة "لن نأخذ أبدا فدية من سفن كورية سنحرقها جميعا ونقتل أطقمها
سنضاعف جهودنا مجددا لقد جلبت كوريا على نفسها المشاكل عندما قتلت
زملاءنا."
وأنقذت بحرية كوريا الجنوبية 21 فردا هم كل أفراد طاقم حاملة المواد
الكيماوية (سامهو جولري) وكانت السفينة تابعة لشركة سامهو للشحن التي
جرى الافراج عن ناقلة سامهو دريم العملاقة التابعة لها في نوفمبر تشرين
الثاني بعد أن ظل قراصنة صوماليون يحتجزونها لمدة سبعة أشهر.
وقال القراصنة انهم حصلوا على فدية غير مسبوقة بلغت 9.5 مليون دولار
مقابل الافراج عن الناقلة العملاقة. وقال قرصان يدعى حسين " بدأنا نقل
طاقم السفن (المخطوفة) الى البر وشددنا من الاجراءات الامنية فقدنا
رجالا عظاما في هذه المعركة مع قوات الكوماندوس الكورية الجنوبية."
ولم يتسن التحقق من تحركات الرهائن وقال مسؤول بحري مقيم في كينيا
لرويترز ان القراصنة كثيرا ما ينقلون الاطقم عندما يشعرون بالذعر لكنه
أبدى شكه في التهديد بقتل أطقم كوريا الجنوبية، وقال اندرو موانجورا
رئيس برنامج مساعدة ملاحي شرق افريقيا "انهم متوترون حاليا ويمكنهم فعل
أي شيء لكن هدفهم الرئيسي هو المال دائما."
وقدر تقرير صدر في وقت سابق أن تكلفة القرصنة على مستوى العالم تبلغ
ما بين سبعة مليارات دولار و12 مليار دولار سنويا وقال ان حوادث الخطف
المتكررة قبالة القرن الافريقي أدت الى رفع تكلفة الشحن في المحيط
الهندي. بحسب رويترز. |