اجتياح البحرين... بين شرعية شعب ومؤامرة طاغية

محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: تؤكد الانباء المتواردة من البحرين ان شعبها يتعرض الى جريمة ضد الانسانية تقوم بها قوات درع الخليج وبإشراف مباشر من ملك البلاد، حيث سقط المئات بين قتيل وجريح، ورصدت عدسات الصحفيين الهجمات البربرية التي ترتكبها القوى الامنية بحق المحتجين.

ويرى معظم المحللين ان ما يجري في المدن والقصبات البحرينية ما هي الا تصفية حسابات طائفية تقوم بها السعودية وعائلة ال خليفة السنية بحق الاغلبية الشيعية المطالبة بالإصلاح.

مما دفع الى موجة استقالات جماعية في الاوساط الرسمية احتجاجا ما اعتبروه غزواً لقوات اجنبية لدولتهم، وارتكابها جرائم فظيعة.

فيما تشير الوقائع الى تورط معظم المشايخ والحكام في دول الخليج في التحضير والدعم لدخول قوات درع الجزيرة لمساندة ملك البحرين وقمع المحتجين الشيعة بدافع طائفي واضح، مما اثار حفيظة المجتمعات الشيعية في المنطقة خصوصا في العراق وايران والكويت، بالاضافة الى بعض الدول العربية الاخرى، ويهدد في الوقت ذاته بتأجيج الصراع المذهبي بشكل خطير.

اجتياح دوار اللؤلؤة

فقد قال شهود عيان في البحرين إن قوات الأمن اقتحمت، "دوار اللؤلؤة" حيث يعتصم محتجون، وسمع دوي إطلاق نار متواصل من المنطقة التي تعالت منها سحب دخان كثيف وحلقت فوقها مروحيتين على الأقل.

وتعرضت خدمة شبكة الهواتف الخلوية في بعض المناطق للإرباك، في حين قامت قوات الأمن بإغلاق الطرق السريعة المؤدية إلى العاصمة، المنامة، وشكلت حلقة طوقت بها "مجمع السليمانية الطبي".

وفي الأثناء، نقل التلفزيون البحريني أن قوات الشرطة وصلت إلى "دوار مجلس التعاون" وأن كافة "المخربين" انسحبوا بعدما قاموا بإحراق بعض الخيام لإعاقة حركة قوات الأمن، دون حدوث التحام بين الجانبين.

ولم يتضح حتى اللحظة إذا ما نفذ الاقتحام من قبل قوات الأمن البحرين أو بمشاركة قوات "درع الجزيرة" الخليجية، التي وصلت الى المملكة التي أعلنت سلطاتها فرض حالة الطوارئ بشكل فوري لمدة ثلاثة أشهر.

كما أعلنت السلطات البحرينية تعطيل الدراسة في المدارس والجامعات اعتباراً من اليوم الأربعاء وحتى إشعار آخر.

وكانت قوات الأمن البحرينية قد أطلقت، قنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي ضد المتظاهرين في بلدة سترة بجنوبي البحرين ما أدى إلى مقتل متظاهرين اثنين وإصابة 150 آخرين بجروح وفقاً لما ذكرته مصادر طبية، فيما ذكرت وزارة الداخلية البحرينية أن عنصراً في قوى الأمن قتل دهساً من قبل متظاهرين مناوئين للحكومة في منطقة المعامير أثناء تأديته مهام عمله.

وفيما أكد مصدر مسؤول في وزارة الداخلية السعودية مقتل جندي من عناصر قوات الردع بالبحرين نفت السعودية والبحرين هذا الأمر، وذلك في بيانين نشرتهما وكالتي الأنباء في البلدين. بحسب السي ان ان.

فقد أعلن مصدر رسمي في البحرين وفاة اثنين من المتظاهرين في مصادمات مع الشرطة في منطقة سترة بعد ساعات من إعلان حالة الطوارئ في المنامة فيما أعلنت وزارة الداخلية عن وفاة أحد عناصرها أثناء عمله في منطقة المعامير بعد دهسه عمداً بسيارة من قبل "أحد مثيري الشغب" وفقاً للبيان الرسمي.

وكان متظاهرون في دوار اللؤلؤة قد تحدوا الحظر ونظموا مسيرة جماهيرية من الدوار إلى السفارة السعودية في المنامة احتجاجاً على مشاركة الجنود السعوديون في درع الجزيرة بالبحرين.

من جهته، قال العضو البرلماني المستقيل من كتلة الوفاق الشيعية، عبد الجليل خليل، إن الوضع في البحرين "لا يحتمل خصوصاً ما يجري في سترة والمعامير والنويدرات" واصفاً ما يحدث بأنه "هجوم وحشي مسلح من قبل رجال شرطة  بلباس مدني مدعوم من قبل مكافحة الشغب"، مضيفاً أنه تم "إطلاق نار وقتل اثنان من أهل سترة و50 جريح  في حالة خطرة."

وتشهد المملكة الخليجية منذ 14 فبراير/شباط الفائت احتجاجات تدخل في سياقة سلسلة مظاهرات اجتاحت العالم العربي هذا العام للمطالبة بالتغيير والديمقراطية، نجحت في إسقاط نظامي تونس ومصر.

وخلال الاحتجاجات، نادى المعتدلون بنظام ملكي دستوري في حين ذهب المتشددون للمطالبة برحيل العائلة المالكة.

وحلقت طائرات هليكوبتر في الاجواء وأطلقت شرطة البحرين الغاز المسيل للدموع وهي تحاول اخراج المعتصمين من دوار (ميدان) اللؤلؤة الذي أصبح رمزا للانتفاضة في البلاد.

كانت قد دعت حركة شباب البحرين التي تقود الاحتجاجات في دوار اللؤلؤة الى تنظيم مظاهرة حاشدة من كل أحياء العاصمة المنامة يوم الاربعاء صوب شارع البديع في شمال المنامة. وقالت حركة 14 فبراير في رسالة نصية ان الاحتجاج سيبدأ الساعة 3.30 (1230 بتوقيت جرينتش) بعد الظهر. ويربط شارع البديع عددا من القرى الشيعية والضواحي الشيعية ويؤدي الى ضاحية البديع السنية.

وسارع مسؤول من القيادة العامة لقوة دفاع البحرين الى الاعلان عبر التلفزيون البحريني عن حظر المسيرات والتجمعات في شتى انحاء البلاد وحظر التجول من الرابعة مساءا الى الرابعة فجرا في عدد من مناطق العاصمة.

ومنعت قوة مكافحة الشغب الطريق الى مستشفى السلمانية في المنامة حيث كان يعالج سابقا الكثير من المصابين المدنيين ومن الصعب تحديد أعداد المصابين.

وجاءت هذه الخطوات التي قامت بها القوات الامنية بعد يوم من اعلان البحرين الاحكام العرفية لمدة ثلاثة أشهر للمساعدة على اخماد الاضطرابات التي أدت الى طلب الحكومة قوات من السعودية المجاورة.

وحذر مسؤول دفاعي بحريني مواطني البحرين من التجمهر. وأدلى المسؤول بهذا التحذير في كلمة بثها التلفزيون البحريني على الهواء مباشرة وأعلن فيها أن قوات الامن أخلت دوار اللؤلؤة ومستشفى السلمانية من المحتجين.

واعتصم الاف المحتجين في دوار اللؤلؤة قرب الحي المالي خلال أسابيع من الاحتجاجات. وكانت أعدادهم يوم الاحد أكثر من أفراد الشرطة وسدوا طريقا رئيسيا يؤدي الى الحي المالي مما أدى الى اعاقة الاقتصاد وهز منطقة الخليج أكبر مصدر للنفط في العالم.

وسدت حواجز معدنية وأكوام من الصخور الطريق الرئيسي منذ ذلك الحين كما أن أغلب المتاجر في البحرين أغلقت.

ودعت الولايات المتحدة حليفة البحرين الى ضبط النفس في البلاد التي تستضيف الاسطول الخامس الامريكي. وأوفدت جيف فلتمان مساعد وزيرة الخارجية الى البحرين للدعوة الى محادثات لحل الازمة.

ويمثل الشيعة أكثر من 60 في المئة من السكان ويشكون من التمييز من جانب الاسرة السنية الحاكمة. وأثارت دعوات الاطاحة بالنظام الملكي قلقا لدى الاقلية السنية.

وتواجه البحرين أسوأ اضطرابات منذ التسعينات بعد أن انطلق المحتجون الى الشوارع في الشهر الماضي مستلهمين الثورة في كل من تونس ومصر.

وأصبحت اشتباكات عنيفة بين شبان يحملون عصيا ومديا وصخورا أحداثا يومية مما أجبر جامعة البحرين والكثير من المدارس على اغلاق أبوابها لتجنب المزيد من الاضطرابات.

ودعت الامم المتحدة وبريطانيا شأنهما شأن الولايات المتحدة الى ضبط النفس كما أبدت مجموعة الثماني قلقها لكن محللين قالوا ان التصعيد يظهر أن النفوذ الامريكي يصبح محدودا عندما يتهدد الامن.

وجددت السفارة البريطانية تحذيرها من السفر الى البحرين في موقعها على الانترنت يوم الثلاثاء مع تدهور الوضع الامني.

وقالت السفارة "ننصح بضرورة أن يكون الموجودون هناك لسبب غير ضروري مستعدين للسفر لدى ابلاغهم بذلك."

ومع فرار المتظاهرين الى ضواح مجاورة تصاعد الدخان من حي السنابس الذي تسكنه أغلبية شيعية لكن لم يتضح مصدر الدخان. كما ترددت أصداء انفجارات صغيرة من حين لاخر في أنحاء العاصمة المنامة لكن المصدر لم يتضح كذلك. بحسب رويترز.

حتى في المناطق البعيدة من المنامة قال سكان انهم سمعوا أصوات اشتباكات وان الشرطة قطعت الطريق المؤدي الى ثلاثة جسور تربط بين مطار البحرين في جزيرة المحرق وبين الجزيرة الرئيسية.

وقال أحد السكان الذي يعيش قرب طريق في شمال غرب البحرين "هناك أعيرة نارية قريبة وبعيدة. ليس فقط اطلاق نار في الهواء. انها حرب مدن." وترددت أصداء التكبيرات من جوامع شيعية في أنحاء المنامة كما سمع دوي الطبول.

وقالت جمعية شباب البحرين لحقوق الانسان ان الشرطة أطلقت ذخيرة حية. وحثت منظمة هيومان رايتس ووتش المعنية بحقوق الانسان البحرين على ضبط النفس.

وقال جو ستورك من المنظمة "مرسوم الملك (الشيخ) حمد لا يعطي للسلطات الضوء الاخضر لارتكاب انتهاكات."

انقسامات داخل العائلة المالكة

وفيما اتجه الموقف في البحرين نحو مزيد من التصعيد بين جموع المعارضين ونظام الملك حمد بن عيسى آل خليفة، بدأت بوادر الخلافات داخل أجنحة العائلة الحاكمة تطفو على السطح.

وقال مصدر وثيق الصلة بالعائلة إن ولي العهد البحريني الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة كان قد أوشك يوم الأحد الماضي على التوصل إلى إتفاق مع النشطاء المطالبين بالديموقراطية على شروط بدء حوار. ولكن تحالفا من رجال الدين والجماعات العلمانية رفضوا الحوار مع الحكومة قبل الاستجابة لمطالبهم.

كان ولى العهد قد عرض إنشاء برلمان "يتمتع بسلطات تشريعية" وتشكيل حكومة تعكس إرادة الشعب، وإلغاء التقسيمات المشوهة في الدوائر الانتخابية، والتي كانت تضمن ألا يفوز ممثلو الأغلبية الشيعية لسكان البحرين إلا بالحد الأدنى من المقاعد.

وحسب أي معايير فإن تلك الإصلاحات كان تمثل تنازلات كبيرة من جانب النظام البحريني. ولكن في عصر اليوم الذي عرض فيه ولي العهد هذه المقترحات على المعارضة، هاجمت قوات الشرطة البحرينية الطلاب في جامعة البحرين والمناطق القريبة من دوار اللؤلؤة. بحسب البي بي سي.

وفي اليوم التالي دخلت القوات السعودية إلى مملكة البحرين عن طريق الجسر الذي يعبر مياه الخليج ليربط بين البلدين. التي جاءت تلك القوات بناء على دعوة من العائلة الحاكمة البحرينية للمساعدة في استعادة الأمن والنظام بحسب ما قيل. وعسكرت القوة السعودية التي يبلغ قوامها ألف رجل في ثكنات عسكرية تبعد نحو 20 كيلومترا من دوار اللؤلؤة.

ومن المعتقد أن مهمتها ستكون تأمين المنشآت الحيوية كمرافق النفط والغاز وكذلك المؤسسات المالية. ووصف الناشط المعارض نبيل رجب وصول تلك القوات بأنه "احتلال".

وقال رجب "هذا نزاع داخلي.. ولكن آل خليفة استقدموا قوات أجنبية لمواجهة المتظاهرين المسالمين".

ويعترف مقربون من دوائر الحكم في البحرين بوجود انقسامات داخل العائلة الحاكمة. فولي العهد يصنف في خانة المعتدلين ممن لديهم استعداد للحوار مع المتظاهرين.

ولكن عمه الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة، والذي يشغل منصب رئيس الوزراء منذ أكثر من 40 سنة، يعد من المتشددين. أما الملك حمد بن عيسى آل خليفة فيبدو مشتتا بين الطرفين.

وقد سمح الملك لابنه بالقيام بدور رئيسي.. ولكن عندما أصبح الحل قاب قوسين أو أدنى.. تدخل المتشددون فضاعت الفرصة.

من جهته الملك أيضا يواجه ضغوطا متزايدة من جانب المملكة العربية السعودية. فقبل أسبوعين أكد مصدر مقرب من وزير الداخلية السعودية الأمير نايف بأن العائلة الحاكمة السعودية لن تسمح ببساطة بسقوط عائلة آل خليفة في البحرين.

ويساور القلق السعوديين من أن قبول عائلة آل خليفة بمطالب دعاة الديموقراطية يعني أن تتولى حكومة ذات توجهات شيعية مقاليد السلطة في المنامة.

وسيكون من شأن ذلك تعريض عائلة سعود لمزيد من الضغوط كي تخفف من بعض أشكال التمييز ضد الشيعة في المنطقة الشرقية السعودية الغنية بالبترول. وقد خرجت مظاهرات هناك بالفعل بالرغم من الحظر المعلن من جانب الحكومة.

وعلى أي حال .. فإن وصول القوة الأمنية السعودية إلى البحرين يشير إلى أن عائلة آل خليفة لم تعد وحدها قادرة على مواجهة الأزمة.

ووصف الناشط محمد المسكاتي وجود قوات أجنبية على أرض البحرين بأنه "امتهان" لآل خليفة.

وقال "سيكون عليهم التخلي عن الحكم". ولكن هذا لا يبدو وشيكا.

فمع وجود المتشددين من جانب وتصاعد الغضب الشيعي من جانب آخر، يصبح الاحتمال الأقرب هو تسارع وتيرة العنف، ولكن هذه المرة مع ضلوع القوات الأجنبية كعنصر أساسي.

من جانبه أعلن وزير الإسكان البحريني مجيد العلوي استقالته احتجاجا على أسلوب التعامل مع الاضطرابات التي تشهدها المملكة. وقال العلوي لصحيفة "الوسط" البحرينية: "قدمت استقالتي بسبب طريقة التعامل مع الاحداث الجارية في البلاد".

كان العلوي تولى حقيبة الإسكان في إطار تعديل وزاري شمل أربع وزارات، أجراه العاهل البحريني في السابع والعشرين من فبراير الفائت.

واستقال اثنان من أعضاء مجلس الشوري في البحرين احتجاجا على التعامل الأمني مع المتظاهرين . وذكر مراسل وكالة الأنباء الألمانية في العاصمة المنامة أن استقالة كل من ندى حفاط، وهي وزيرة سابقة للصحة ، ومحمد حسن رضي تأتي بعد استقالة سابقة للعضو عبد الغفار عبد المحسن .

الموقف الامريكي

وفي الأثناء، دعا الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، والأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، دول مجلس التعاون الخليجي لضبط النفس والسماح لمواطني البحرين بالتظاهر السلمي.

وقال الناطق باسم البيت الأبيض، جاي كارني، إن واشنطن تحث "كافة الشركاء في مجلس التعاون الخليجي بضبط النفس واحترام حقوق شعب البحرين والتصرف بطريقة تدعم الحوار بدلا من تقويضه."

وأضاف كارني: "ندعو لعدم الرد بعنف على المتظاهرين السلميين، واحترام الحقوق الدولية لشعوب المنطقة في التجمع السلمي للتعبير عن آرائهم، وإيصال مظالمهم إلى  حكوماتهم، وأن يكون لديهم قدر أكبر من المشاركة في العملية السياسية."

وبدوره أبدى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، قلقه من تنامي العنف في البحرين الأمر الذي خلف العديد من الجرحى خلال الأيام القليلة الماضية.

وقالت، آن سيدال، الناطقة باسم كي مون، إن المسؤول الأممي ينظر بقلق إلى دخول قوات سعودية وإماراتية من قوات "درع الجزيرة" المشتركة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية."

وأضافت: "الأمين العام يؤمن بقوة بضرورة تبني تدابير سلمية لضمان الوحدة الوطنية والاستقرار، ودعا كافة الأطراف لضبط النفس وبذل أقصى الجهود لمنع استخدام العنف مستقبلاً."

ويشار إلى أن وزير الدفاع الأمريكي قام بزيارة مفاجئة إلى البحرين السبت أكد خلالها جدية قادة البحرين في القيام بإصلاحات.

ومنذ فترة، تراقب الولايات المتحدة بقلق المظاهرات المتنامية التي اتخذت طابعاً طائفياً في البحرين تنامي فيها دور المتشددين ، وخشية محاولة إيران، الدولة الشيعية، استغلال عدم الاستقرار الذي تشهده المملكة.

والشهر الماضي، رحب الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بخطط عاهل البحرين، الملك حمد بن عيسى آل خليفة، لإجراء تغييرات على حكومته والمضي قدما في إصلاحات.

إيران تنتقد

فيما نددت الحكومة الإيرانية، بدخول قوات خليجية إلى البحرين للمساعدة في حفظ الأمن بالمملكة التي تشهد احتجاجات تخللتها أعمال عنف، منذ فبراير/شباط الماضي.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، رامين مهمان برست، إن حكومته ترفض كافة أشكال التدخل في شؤون البحرين، داعياً الحكومة البحرينية لإيقاف ما أسماه بعمليات قمع للمحتجين.

مضيفاً: "مطالب الشعب البحريني مطالب مشروعة وعلى الحكومة أن تتفهمها بعيداً عن العنف."

وعرج المسؤول الإيراني بانتقاده على الولايات المتحدة داعياً إياها بالكف عن "تحريك الأوضاع في المنطقة وعدم التدخل في شؤونها."

ومن جانبه، حذر رئيس مجلس الشورى الإسلامي في إيران، علي لاريجاني، "حكام المنطقة من أن تدخلهم العسكري بتوجيه من أمريكا لن يمر دون أن يدفعوا الثمن"، بحسب وكالة "مهر" شبه الرسمية.

وكانت طلائع أمنية من "درع الجزيرة" الخليج قد دخلت إلى البحرين، الاثنين، للمساعدة في حفظ الأمن بالمملكة حيث اندلعت احتجاجات ومصادمات بين محتجين وقوات الأمن البحرين منذ الشهر الماضي.

وأكد وزير الدفاع الأمريكي، روبرت غيتس، الذي قام بزيارة مفاجئة للبحرين مطلع الأسبوع عدم علمه المسبق بدخول قوات سعودية وإماراتية مشتركة إلى المملكة التي يمثل الشيعة ثلثي سكانها وتحكمها عائلة مالكة سنية، منذ نهاية الاستعمار البريطاني عام 1971.

وتتخوف الولايات المتحدة من استثمار إيران للتوتر الذي غلب عليه طابع طائفي في البحرين، مقر الأسطول الخامس للبحرية الامريكية، الأداة الحيوية للبنتاغون في كل من أفغانستان والعراق، فالطائرات المقاتلة التابعة لأسطول تقدم الدعم الجوي للقوات الأمريكية في أفغانستان.

مقتدى الصدر يدعو لاحتجاج على قتل البحرينيين

في حين دعا رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر الى مظاهرات حاشدة في بغداد والبصرة تأييدا للمتظاهرين في البحرين وأغلبهم من الشيعة.

وقال حازم الاعرجي كبير مساعدي الصدر "مقتدى الصدر يدعو الى مظاهرة عصر اليوم في بغداد والبصرة لنصرة الشعب البحريني وشجبا واستنكارا لقتل الابرياء من الثوار."

وقال ان مظاهرات بغداد ستبدأ في مدينة الصدر. وتابع "نريد أن نظهر تضامننا مع اخوتنا في البحرين. قتل الابرياء يجب أن يتوقف." والعراق تقطنه مثل البحرين أغلبية شيعية شكت على مدى عقود من القمع تحت حكم السنة.

ومنذ أن أطاحت قوات أمريكية بالرئيس العراقي صدام حسين في عام 2003 لتحل محله حكومة يقودها الشيعة تبدو العلاقات غير مريحة بين العراق وجيرانه من الدول العربية التي يحكمها السنة. بحسب رويترز.

وانحاز شيعة العراق الى شيعة البحرين وعارضوا تدخل السعودية والامارات. ويقول سنة العراق انهم يخشون من تزايد نفوذ ايران الشيعية.

وشهدت بغداد ومدن أخرى احتجاجات واكبت تلك التي اجتاحت العالم العربي هذا العام لكن في الاسابيع القليلة الماضية لم يكن للاحتجاجات طابع طائفي.

والصدر الذي عارض بشدة وجود القوات الامريكية في بلاده أصبح الآن شخصية بارزة في الائتلاف الحاكم برئاسة نوري المالكي ويحظى بتأييد واسع النطاق من الشيعة وبخاصة بين الفقراء في بغداد والجنوب.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 17/آذار/2011 - 11/ربيع الثاني/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م