انفجار يحبه العراقيين

حامد الحمراني

انا لا اتهم احد، ولا انحاز لفئة دون اخرى، ولا شأن لي بالفضائح والاستفزاز والفساد، وادري ان المفسدين سيلفظهم الشعب الذي تبنى مهام الرقابة باحتجاجاته السلمية المتوالية بعد غياب المعارضة في البرلمان،  وعن قريب سيلتفت العراقيون (ويشوفون شنو السالفة).

ولكني هذه المرة دعوني اقولها بصراحة ان العراقيين جميعهم اشتركوا في هذه الرغبة الجامحة (بالتفجير)، وارادوها انفجارية.. ولسان حالهم يقول لتنفجر وليكن ما يكون.

نعم  انهم يكرهون التفخيخ والبطيخ وما تمخض عنهما من فساد للامة العراقية وساهم بتهجير ابنائهم وضياع هويتهم وهاجر من هاجر منهم بحثا عن الامن والامان والرزق الحلال بعيدا عن العلس والحمس والتقفيص التكنوقراطي، الا انني اكاد اجزم ان لا احد لم يشترك بتلك الرغبة وتشجيع الحكومة والبرلمان وحثهما على ذلك الانفجار، بل هناك من العراقيين  من يطمح ان تكون الاكثر انفجارا في تاريخهم المعاصر بعد خراب البصرة والعمارة وطوزخورماتو وحي التنك.. والجميع يعرف ان انفجارها سيؤثر على العراقيين جميعا وخصوصا العاطلين عن العمل والساكنين (بالايجار).

طبعا ليس هناك علاقة بين تفجيرها وبين مؤتمر انا بوليس بولاية ميريلاند في امريكا لبحث امن اسرائيل التي تهددها الدول العربية الباسلة، او مؤتمر انا (عتريس)  في ليبيا  الذي يعد للهجوم السخيف على  شعبه الغاضب (الذي لا يحبه والله العظيم).  وبالرغم من ان انفجارها ليس كالعبوات الناسفة او السيارات المفخخة او الاحزمة الناسفة، ولا يقودها انتحاري مستعجل للذهاب الى جهنم وبئس التفخيخ او لص يستهدف العراقيين مقابل  عودة (اخوة هدلة). بل يقودها (خيرات العراق وما خصهم الله من النعم في بلدهم الطيب وشعبهم المحروم)، انها ايها الاخوة ميزانية 2011 (عيني عليها باردة)، التي اعلنت الحكومة  والبرلمان انها ميزانية انفجارية بعد ان اصبحت نحو ثمانين مليار دولار(من غير فروقات برميل النفط)..

اللهم زد في حرارتها وسخونتها وانفجارها واجعلنا ممن تناله ولو شظية منها امين يارب العالمين، اللهم اجعل انفجارها بداية هذا الشهر وليس الشهر العاشر منها. وعليك ياربنا ياحي ياقيوم بمن يقف امام تنفيذها او من يقف وراء عدم توزيعها حسب الاستحقاق الوطني والاخلاقي لمن ضحوا وقتلوا وهاجروا وهجّروا (وضاكوا الامرين وانلعب بخلقتهم طوبه)، اللهم ان هذه الميزانية قالوا عنها انفجارية، فاشهد اننا نحب انفجارها، واشهد ان عدم انفجارها في السنوات الماضية كان له تاثير سلبي على حياة العراقيين وعمليتهم السياسية وزاد في الاخوة العلاسة واناخوة (حبش وحنش) تكاثروا بشكل فضيع. اللهم انهم قالوا انها انفجارية وانا اشهد انها ستنفجر(ولكن يمكن بس عليهم.. موعلينا). اللهم انك تعلم ما اقول....... اللهم فاشهد. 

[email protected]

 

 

 

 

 

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 17/آذار/2011 - 11/ربيع الثاني/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م