الوقاية من الزهايمر معضلة تؤرق الاطباء

باسم حسين الزيدي

شبكة النبأ: تنوعت الامراض التي تصيب الانسان واختلفت مسمياتها خصوصاً في العصر الحالي، والزهايمر شاهد على مرض يصيب الانسان بالخرف مما يؤدي الى فقدان الذاكرة لدى المسنين والتي ربما تكون اثمن ما يملك في سنوات عمره الاخيرة.

وقد اجرى الباحثون العديد من الابحاث والتجارب الطبية في محاولة منهم للتقليل من اخطار هذا المرض او التقليل من اعراضه التي انتشرت بشكل غير مسبوق في السنوات الاخيرة مع توقع ارتفاع نسبة المصابين الى ارقام مخيفة، وقد كلفت رعاية الاشخاص المصابين بهذا المرض مئات المليارات من الدولارات.

صحيح ان الدراسات والتجارب التي نشرت والتي في طور التطبيق لم تجد حلاً ناجعاً بعد لكنها قطعت مراحل مهم في فهم طبيعته وأسبابه واثارة واكتشفت بعض الحلول التي من شأنها الكشف المبكر عن المرض مما يؤدي الى تقليل اخطار الاصابة منه مستقبلاً.

الزهايمر يكلف العالم 600 مليار

فقد قال تقرير صدر مؤخراً إن تكلفة الرعاية الأشخاص الذين يعانون من الخرف في جميع أنحاء العالم زادت على 600 مليار دولار، في حين أن 70 في المائة من التكاليف تتحملها أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية، ومع صدور تقرير مرض الزهايمر في العالم لعام 2010 المنصرم تحاول رابطة مرضى الزهايمر الدولية، وهي تحالف من 73 جماعة غير هادفة للربح من جميع أنحاء العالم، زيادة الوعي العالمي بالأعباء المالية التي يسببها مرض الخرف.

وتصدر الرابطة كل عام، تقريراً في اليوم العالمي لمرض الزهايمر، وفي العام الماضي قدر التقرير أن نحو 35.6 مليون شخص سيصابون بنوع من الخرف في عام 2010، بينما سيتضاعف العدد تقريبا في عام 2030، ويصل إلى 115.4 مليون في عام 2050.

وبحسب التقرير الجديد كلفة الرعاية الطبية فضلا عن كلفة الخدمات الرسمية وغير الرسمية التي يقدمها أفراد الأسرة للمرضى، بينما يقدر باحثون التكلفة الإجمالية للرعاية فقط لهذا العام بنحو 604 مليارات دولار، وهو ما يقولون انه يساوي الناتج المحلي الإجمالي لدولة كبيرة، أو نحو واحد في المائة من الناتج المحلي الإجمالي للعالم. بحسب السي ان ان.

وتحتل الولايات المتحدة مرتبة متقدمة عندما يتعلق الأمر بتكاليف رعاية مرضى الخرف، تلك التي قد تصل إلى 48 ألف دولار للشخص الواحد سنويا، وفقا للتقرير، بينما يكلف رعاية شخص مصاب في بلدان جنوب آسيا مثل بنغلاديش والهند نحو 903 دولارات فقط، ودعت الرابطة الدولية للمرض، جميع الحكومات إلى بذل المزيد من الجهد للاعتراف بالخرف، باعتباره أولوية في نظام الرعاية الصحية، وزيادة الاستثمار في مجال الوقاية وتطوير خطط لرعاية الملايين من الذي سيصابون بهذا المرض في العقود المقبلة.

وترى الرابطة في تقريرها أن كثيرا من الحكومات غير مستعد لتلبية التحديات التي يواجهونها مع تزايد عدد السكان الذين يعانون من الخرف، ويشير اتحاد مرض الزهايمر الأمريكي إلى أن هناك 6 دول أخرى، بما في ذلك فرنسا وإنجلترا وأستراليا لديها خطط وطنية لمرض الزهايمر، ولكن ليس في الولايات المتحدة.

انعاش الذكريات القديمة

الى ذلك تمكن علماء للمرة الأولى من العثور على طريقة لإنعاش الخلايا العصبية في الدماغ بشكل يعيد للمرء الذكريات الذاوية أو القديمة بشكل واضح تماماً، وذلك بفضل دراسات جرت على فئران سمحت بالتعرف على أنزيمات قادرة على تنشيط الذاكرة، وقد تفتح أبواباً واسعة لفهم عمل الدماغ ومعالجة أمراض مثل الذهايمر والخرف.

وقال العلماء الذين عملوا على الدراسة إنهم أجروا تعديلات جينية سمحت لهم بتوليد خلايا قادرة على ضح أنزيم بروتين "كيناس أم زيتا" في مناطق محددة من أدمغة الفئران بصورة تجعلها أكثر قدرة على تذكر الأحداث السابقة، وقال الطبيب تود ساكتور، أحد الباحثين العاملين على الدراسة التي نشرتها مجلة العلوم "لقد قام بروتين 'كيناس أم زيتا' بما عجز عن العلم لسنوات، إذ أنه أنعش خلايا الذاكرة القديمة، وجعل الذكريات المشوشة أو المضمحلة حاضرة من جديد في الدماغ بصورة قوية." بحسب السي ان ان.

وذكر ساكتور أن الأدوية الموجودة حالياً لتقوية الذاكرة، بما في ذلك الريتالين والأمفيتامين، وحتى الكافيين، لا يمكن لها أن تنعش الذكريات القديمة، بل تقوي الخلايا لتستوعب بشكل أفضل الذكريات الراهنة فقط.

من جانبه، قال جوزيف لودوكس، أخصائي الأعصاب في جامعة نيويورك: "هذه النتائج مذهلة بالفعل، لأنها أظهرت إمكانية إنعاش ذكريات قديمة ومطمورة في غياهب الذاكرة، حتى دون أن يحاول المرء بذل جهد لاستعادتها"، وبحسب ساكتور، فإن أنزيم روتين 'كيناس أم زيتا' يمتاز عن سائر أنزيمات جسد الإنسان بأنه لا يتواجد إلا في الدماغ، كما يتمتع بخاصية أخرى وهي أنه يبقى نشطاً طوال حياة الإنسان، بمجرد أن يتم إفرازه، ما يعني أنه يزيد القدرة على التذكر طوال الوقت، يشار إلى أن الاختبار قام على دراسة تصرفات مجموعة من الفئران التي جرى تدريبها على رفض المياه العذبة عبر تعريضها للألم كلما شربت منها، وذلك لدفعها إلى التعود على المياه شبه المالحة، وبعد أن اعتادت الفئران على ترك المياه العذبة لمدة أسبوع (ما يعادل 20 شهراً من حياة البشر) جرى حقن المادة في أدمغتها، وعادت إليها ذاكرتها لتقبل على المياه العذبة من جديد

اختبار للضعف الإدراكي

في سياق متصل استحدث علماء اختباراً سريعاً يتيح، وخلال دقيقين فقط من رصد معظم حالات الضعف الإدراكي، وهي حالة غالباً ما تكون مقدمة لمرض الزهايمر، وذكرت مقالة نشرت في "دورية أرشيف الطب الداخلي أن الكشف الجديد، ويعرف باسم "16 العذبة" لأنه يتضمن 16 عنصراً، نصفها أسئلة حول التوجه الأساسي، مثل "أين أنت" و"ما هو اليوم" بالإضافة إلى عناصر أخرى للتذكر، مثل عد الأرقام تنازلياً أو تصاعدياً.

ويذكر أن الاختبارات الراهنة لتحديد حالات الخلل الإدراكي تستغرق ما بين 10 إلى 15 دقيقة، وتتطلب من المريض الكتابة باستخدام الورقة والقلم، وقالت د. تامارا فونغ، بروفيسور مساعد في علم الأعصاب بجامعة هارفارد، إن الاختبار السريع الجديد مجرد خطوة مبدئية يتبعه المزيد من الفحوصات في مرحلة لاحقة.

ويذكر أن مرض الزهايمر، أو الخرف المبكر، يسببه تكون بروتين يسمى بيتا أميلويد في خلايا المخ،  ويعتقد أن هذا البروتين يؤدي إلى إحداث تشوهات في بروتين آخر يسمى "تاو"، الأمر الذي يسفر عنه تدمير خلايا المخ من الداخل، وأضافت "أحد الأسباب الرئيسية الأطباء لا يقومون باختبار الضعف الإدراكي هو ضيق الوقت"، وتابعت "إذا كانت زيارة المريض للطبيب مدتها ربع ساعة فبالتأكيد لن يمضي في فحص اختباري يستغرق ما بين عشرة إلى 15 دقيقة."

وقال د. رون بيترسن، مدير مركز أبحاث الزهايمر بمايو كلينيك: إن الاختبار الجديد قد يكون مفيداً، لكن لا ينبغي استخدامه لتشخيص الخلل الإدراكي." بحسب السي ان ان.

الفحص المبكر

من جهتهم توصل خبراء بريطانيون الى طريقة لكشف مرض الزهايمر قبل سنوات من ظهور أعراضه، ويعتقد هؤلاء الخبراء أن هناك طريقة للاستدلال على إمكانية الإصابة بالمرض في وقت لاحق من خلال إجراء مسح دماغي وفحص النخاع الشوكي، وسيستطيع الأطباء إعطاء من يتوقع إصابتهم بالمرض علاجات قد تساعد على تأخير ظهور الأعراض أو مقاومة ظهورها.

ولا يوجد فحص حاليا للاستدلال على إمكانية الإصابة بمرض ألزهايمر أو علاج ناجع له، ويبذل الخبراء جهودا للتوصل الى سبل للوقاية من المرض أو على الأقل إبطاء تطور الأعراض، ومع أن هناك الكثير من العلاجات واللقاحات المرشحة للوقاية من المرض إلا أن الاستخدام الناجع لها صعب لأن تشخيص المرض يجري بعد أن يكون قد وصل مراحل متقدمة يصعب معها علاجه.

وقال د جوناثان شوت وزملاء له في معهد الأمراض العصبية بجامعة لندن أن بإمكانهم الآن الاستدلال على إمكانية الإصابة بالمرض قبل ظهور الاعراض ببضع سنوات، وذلك من خلال فحص مستويات أحد أنواع البروتين المسمى اميلويد في الدماغ، وكذلك من خلال انكماش حجم الدماغ. بحسب السي ان ان.

وبدأ الخبراء إجراء سلسلة من الفحوصات على 105 متطوعين أصحاء للتأكد من ما توصلوا اليه، فأخذوا عينات من نخاعهم الشوكي لقياس مستوى الأميلويد وأجروا مسحا لأدمغتهم لقياس حجمه، وتوصل الباحثون إلى ان انكماش دماغ الأشخاص الذين كان مستوى بروتين الأميلويد في أدمغتهم منخفضا كان أسرع، ويحاول الخبراء تطوير فحص للاستدلال على مستويات بروتين الأميلويد في الدماغ دون الحاجة لأخذ عينات بالإبرة من الحبل الشوكي.

وقالت ربيكا وود من معهد أبحاث ألزهايمر "نحن نعلم أن علاج الكثير من الأمراض يكون أكثر فاعلية في حال جرى تشخيص المرض في مراحل مبكرة، وهذا يمكن أن ينطبق على مرض ألزهايمر ايضا".

الى ذلك تؤخر ثنائية اللغة إذا ما مورست يوميا ظهور أعراض مرض ألزهايمر لسنوات عدة، بحسب دراسة نشرتها مجموعة من الباحثين الكنديين، وقد تمتد "فترة السماح" هذه إلى خمس سنوات، وهي نتيجة لم يتمكن أي من العقاقير التوصل إليها حتى يومنا هذا، على ما تبين دراسة أعدها معهد "روتمان" التابع لمركز "بايكرست" لأبحاث طب الشيخوخة في تورونتو، وكان معدو الدراسة قد درسو الملفات الطبية لمئتين من المرضى الذين شخص لديهم ألزهايمر. فلاحظوا أن هؤلاء الذين تحدثوا غالبا لغتين أو أكثر على مدى سنوات عدة، يستفيدون من "تأجيل" في ظهور أعراض فقدان الوظائف العقلية يصل إلى خمس سنوات.

ويضم فريق الباحثين اختصاصيا مشهورا في مجال الإدراك هو الدكتور فيرغس كرايك من معهد "روتمان" إلى جانب الدكتورة إيلين بياليستوك الخبيرة في ثنائية اللغة من جامعة يورك والدكتور موريس فريدمان المتخصص في مرض ألزهايمر. بحسب فرانس برس.

وفي بيان أصدره مركز "بايكريست" أعلن الدكتور كرايك "نحن لا نقول بأن ثنائية اللغة تستطيع تجنيبنا مرض ألزهايمر أو اضطرابات دماغية أخرى، لكنها قادرة على توفير مؤهلات إدراكية في الدماغ من شأنها كما يبدو تأخير ظهور أعراض المرض لفترة زمنية ليست بقصيرة"، وتضاف اكتشافات فريق الدكتور كرايك إلى أبحاث علمية أخرى تبين أن عوامل مثل التمارين البدنية والغذاء السليم قادرة على مساعدة الدماغ لمواجهة تراجع قدراته الإدراكية.

الفواكه البنفسجية

من جهته قال باحث بريطاني إن مركباً كيميائياً طبيعياً يتواجد غالباً في الفواكه البنفسجية يمكن أن يساعد في وقف تطوّر مرض الزهايمر، وذكر العالم دوغلاس كيل من جامعة "مانشيستر" البريطانية أن غالبية الأمراض الموهنة التي تأتي مع التقدم في السن مثل الخرف، والزهايمر، سببها بشكل جزئي جزيئات الهيدروكسل السامة التي تنتج في الجسم عندما يسوء ربط أيونات الحديد.

ووصف كيل في بحثه كيف أن المركب الكيميائي الموجود في الفواكه البنفسجية يربط ايونات الحديد، واشار إلى أن هذه العملية مختلفة تماماً عن الطريقة التي يفيد بها النبيذ الأحمر الصحة.

وقال كيل إنه "قد برز كثير من القلق في البيولوجيا الحديثة عن الدور الذي تلعبه جينات مختلفة في مرض الإنسان لكن قد تكون أهمية الحديد نسيت" في هذا المجال، مضيفاً "ما سلطت الضوء عليه في هذا العمل هو إذاً مجالاً مهماً يحتاج لمزيد من التحقيق، إذ أن كثيراً من التوقعات البسيطة تنتج من تحليلي".

وربطت الدراسة بين الخرف وأمراض موهنة أخرى ووجود الشكل الخاطئ للحديد في الجسم، وقال كيل "إن كان هذا صحيحاً فسيغيّر كثيراً في سبل منع وحتى الشفاء من مثل هذه الأمراض". 

في سياق متصل يعتبر اختبار تشخيص مرض ألزهايمر الذي وضعته مختبرات "إيلي ليلي" هو اختبار واعد بحسب ما رأت لجنة الخبراء التي قامت باستشارتها إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية "أف دي أيه"، وهذا الاختبار يقضي بإدخال مادة كيميائية في الدم تسمح بواسطة التصوير المقطعي "سكانر" بالإضاءة على مخازين من البروتينات تلعب على ما يبدو دورا مهما في تشكل هذا المرض وتفاقمه.

وصوتت لجنة استشارية من الأطباء بالإجماع (16 صوتا في مقابل صفر) لصالح تسويق هذا الاختبار، شرط أن تثبت المختبرات إمكانية قراءة نتائج التصوير المقطعي بشكل صحيح من قبل أطباء يدربون لهذا الغرض. وكانت هذه اللجنة قد صوتت بداية ب 13 صوتا في مقابل ثلاثة أصوات لصالح عدم طرح هذا الاختبار في الأسواق من دون هذه الشروط.

ويعتبر اختبار مختبرات "إيلي ليلي" الأول من نوعه الذي درسته إدارة "أف دي أيه" والذي يرتكز على مؤشر حيوي يطلق عليه اسم "فلوبيتابيت أف 18" يلتصق بمخازين بروتينات "أميلوييد بيتا" الأمر الذي يسمح للتصوير المقطعي بإظهارها. وصفائح "أميلوييد بيتا" تلعب دورا مهما في مرض الألزهايمر عبر تراكمها في مناطق قشرة الدماغ. ويمكن ملاحظتها في الدماغ خلال تشريح الأشخاص الذين قضوا جراء إصابتهم بالمرض. وهذه الصفائح تتلف في النهاية الخلايا العصبية الأمر الذي يؤدي إلى انحلال دماغي لا يمكن معالجته، وكانت مجلة الجمعية الطبية الأميركية "جاما" قد نشرت نتائج دراسة سريرية حول هذا المؤشر الحيوي، تناولت 35 مصابا بمرض الزهايمر، وقد أشرف على هذه الدراسة السريرية الدكتور كريستوفر كلارك من شركة "أيفيد راديوفارماسوتيكل" التابعة لمختبرات "إيلي ليلي"، وحاليا ثمة 26 مليون مصاب حول العالم من بينهم خمسة ملايين أميركي، إلى جانب اختبار "إيلي ليلي" تعمل المختبرات الألمانية "بايير أيه جي" والأميركية "جنرال إلكتريك" أيضا على تطوير اختبارات لكشف الاصابة بمرض الزهايمر.

تمارين القلب

من جهة اخرى قالت دراسة ان تمارين القلب والاوعية الدموية بشكل معتدل تقوي الذاكرة لدى الاشخاص الذين يزيد عمرهم عن 55 عاما، وتحول دون تراجع القدرات العقلية المرتبط بالتقدم في السن، وهذه الدراسة هي الاولى من نوعها التي تتناول الاشخاص ذوي الصحة الجيدة الذين تزيد اعمارهم عن 55 عاما، وكانت دراسات سابقة اظهرت ان المنطقة المسؤولة عن الذاكرة في الدماغ تتقلص بشكل طبيعي لدى البالغين ما يؤثر على الذاكرة ويزيد مخاطر الخرف.

أما هذه الدراسة فقد شملت 120 شخصا صحيحا تراوح اعمارهم بين 55 و80 عاما، خضع نصفهم لبرنامج مشي معتدل لمدة اربعين دقيقة على مدى ثلاثة ايام اسبوعيا، فيما النصف الآخر لم يقم سوى بتمارين استرخاء، وأجري لهؤلاء الاشخاص تصوير للدماغ بواسطة الرنين المغناطيسي قبل بدء البحث، ثم بعد ستة اشهر، ومن ثم في نهاية مدة البحث التي دامت سنة كاملة، ولاحظ الباحثون ان المشاركين في الدراسة ممن مارسوا المشي بانتظام نما لديهم خلال عام حجم الجزء من الدماغ المسؤول عن الذاكرة "الحصين" بنسبة 2،12% للجزء الايمن، و1،97% للجزء الايسر، في المقابل تقلص لدى الآخرين هذا الجزء بنسبة 1،40% و1،43%، وهي نسبة تعتبر طبيعية جراء التقدم في العمر. بحسب فرانس برس.

الى ذلك أظهرت إحدى الدراسات التي أجريت على مرضى الزهايمر أن البروتينات التي تتجمع في خلايا الدماغ بكميات كبيرة لدى مرضى الزهايمر لا يعني بالضرورة أنها تنتج بنسب عالية بسبب هذا المرض، بل إن ذلك يعني بأنها لا تزول بصورة مستمرة من هذه الخلاي، وقد قاست دراسة نشرت مؤخراً مستوى مادة "بيتا أملويد" في السائل النخاعي لدى 12 مريضا مصابا بالزهايمر تبلغ أعمارهم 74 عام، وقاس العلماء درجة إنتاج هذه المادة مقارنة مع درجة زوالها من الخلاي، وقال الدكتور راندال بايتمان، المسؤول عن المجموعة البحثية: "ستساعدنا هذه النتائج في العمل جاهدين من أجل اكتشاف علاج أفضل لهذا المرض، ولعل السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو ما الذي يتسبب في بطء عملة إزالة هذه البروتينات من الدماغ."

من جهة أخرى، يؤكد العلماء أن أهمية هذه الدراسة تأتي من كونها الأولى في قياس معدل إنتاج وزوال مادة البيتا أملويد، وهي المادة الرئيسية المتسببة في هذا المرض، وقياسها قد يساعد في اكتشاف المرض قبل وقوعه، يقول الدكتور روديريك كوريفيو، مدير برنامج الأمراض العصبية في المعهد الوطني الأمريكي للصحة "إن تجمع البروتين في الخلايا الدماغية لا يعد سببا في الإصابة بالزهايمر فقط، بل هو مسبب لأمراض عصبية كثيرة أخرى، وبالتعرف إلى كيفية تجمع هذه البروتينات، قد نتمكن من جعل هذه العملية أبطأ، وبالتالي تخفيف الضرر  الذي قد يصيب الدماغ."

وتعتبر نتائج هذه الدراسة صحيحة بدرجة كبيرة نظرا لإجرائها على أشخاص مصابين بالمرض، وليس على حيوانات قد تقدم معلومات غير متطابقة مع الخلايا البشرية، وتقدر الدراسات عدد الأمريكيين المصابين بالزهايمر بنحو  خمسة ملايين مريض، بحسب الهيئة الأمريكية لمرض الزهايمر. بحسب السي ان ان.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 16/آذار/2011 - 10/ربيع الثاني/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م