التغيير بين العقل والهدف والضمير

صَادق الصَافي

قال– وليم جيمس- ان اعظم اكتشاف لجيلي، هو ان الانسان يمكن ان يغير حياته، اذا ما استطاع ان يغير اتجاهاته العقلية.! ليس هناك من هو اكثر بؤسا من المرء الذي اصبح الّلاقرار هو عادته الوحيدة.؟

وفي دراسة -علم النفس السلوكي- قام بها -الدكتور جونغرندر-عالم اللغويات الامريكي ومن اساتذة هذا العلم الذي يكشف لنا عالم الانسان الداخلي وطاقاته الكامنة، ويمدنا بأدوات ومهارات نستطيع بها التعرف على شخصية الانسان وطريقة تفكيره، وسلوكه، وادائه، وقيمه، والعوائق التي تقف في طريق ابداعه وتفوقه، كما يمدنا بأدوات وطرائف يمكن بها احداث التغيير الايجابي المطلوب في تفكير الانسان وسلوكه وشعوره وقدرته على تحقيق اهدافه.!

كل ذلك وفق قوانين تجريبيه لها اختبارات وقياسات.! وقد امتدت هذه التطبيقات الى معظم النشاطات الانسانية كالصحة النفسية والجسدية، التربية والتعليم، الاعمال، الدعاية والاعلان، المهارات والتسويق، والجوانب الشخصية والاسرية والعاطفية، وحتى الرياضة والالعاب والفنون والتمثيل.. وغيرها.؟

 ومن اهم الميادين – محتوى الادارة لدى الانسان وحدود المدركات، المكان، الزمان، الاشياء، الوقائع والغايات والاهداف وانسجام الانسان مع نفسه ومع الاخرين.؟ كما ان انماط التفكير لها دورها في عملية الابداع والتذكير، وعلاقة اللغة بالتفكير، واستخدام حواسنا في عملية التفكير، وكيف نتعرف على طريقة تفكير الاخرين.! وتحقيق الالفة بين الناس، ودور الالفة في التأثير على الاخرين.؟

 تقول -الحكمة-ان الثقة بالنفس او الايمان الذاتي هو اول اسرار النجاح.؟ فالكثيرين يتأملون اشياء قيّمة لكنهم لايثقون بانفسهم، يعتقدون ان ما سوف ينجزونه لايستحق الانجاز! لذلك فانهم يتقاعسون عن تحويل الامال والطموحات الى واقع.؟

وهناك اربعة اركان مهمة لبرمجة علم النفس السلوكي – الهدف او الحصيلة – ماذا نريد؟ وهناك اليات كثيرة تساعد الانسان على معرفة ماذا يريد.. وماهو الانسب له.؟،  والحواس،  المرونة،  المبادرة والعمل.

ويمكن تلخيص اهم الفوائد – فوائد ذاتية –اكتشاف الذات وتنمية القدرات،  وصياغة الاهداف والتخطيط السليم لها، وبناء العلاقات وتحقيق الألفة والاندماج مع الاخرين.! وتصنف انماط الناس- بحسب جوانب الانسان الثلاثة – الى- فكري، سلوكي، وشعوري – وبحسب تغليب الحواس الى- صوري، سمعي، وحسي -،  وبحسب ادراكهم للزمن وتفاعلهم معه الى –في الزمن،  وخلال الزمن -، وحسب انماط الاهتمامات لديهم الى سبعة انماط – من يهتم بالناس، النشاطات،  الاماكن، المعلومات، الاشياء، الوقت، ومن يهتم بالمال-

وتصنيف الناس حسب مواقع الادراك – من يعيش في مواقع الذات، في موقع المقابل، وفي موقع المراقب -. وتصنف الناس حسب الانماط السلوكية الى – اللوامة، المسترضي، الواقعي، العقلاني، المشتت -.

وحسب البرامج العقلية – من يميل الى الاقتراب، الى الابتعاد، صاحب المرجعية الداخلية، صاحب المرجعية الخارجية، ومن يبحث عن العائد الداخلي ومن يبحث عن العائد الخارجي-.؟ ومن يميل الى الاجمال ومن يميل الى التفصيل، وصاحب دافع الامكان وصاحب دافع الضرورة، ومن يفضل الخيارات المفتوحة، ومن يفضل الطرق المحددة، ومن يعيش الماضي او الحاضر او المستقبل.!

 ومن مؤشرات الحالات الذهنية والشعورية في البرمجة اللغوية العصبية.! استحضار الحالات الايجابية وارساؤها، علاج الحالات والمشاكل مثل –الصراع النفسي، الوسواس القهري، الشعور بالضعف، الرهبة الاجتماعية،  تهيب الامور، ضعف الحماس، العادات السلوكية السلبية، الذكريات السلبية الحادة،  ضعف التحصيل الدراسي، مشكلات العلاقات الاسرية والاجتماعية وغيرها من المعتقدات المعوقة.؟

ان الشخصية الناجحة لابدان تتوافق خطواتها العلمية مع شكل من اشكال التنظيم الجيد، مع تحديد الهدف، وقد اثبتت الدراسات، ان التردد والتشتت بين هدفين يؤدي في النهاية الى فشل كليهما.! وفي النهاية فشل الانسان ذاته، فتهديد الهدف من اهم الامور التي تبدا بها الشخصية الناجحة، والقدرة على التكيف وتوجيه حياته توجيها ناجحا، بحيث يحقق اهدافه المختلفة بالاستجابة للمؤثرات الجديدة بالتميز والمرونة؟

كما قال –روس بروت- عندما اقوم ببناء فريق فاني ابحث دائما عن اناس يحبون الفوز! واذا لم اعثر على اي منهم، فإنني ابحث عن اناس يكرهون الهزيمة.؟.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 16/آذار/2011 - 10/ربيع الثاني/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م