البحرين خيط السبحة

سامي جواد كاظم

منطقة الخليج منطقة حساسة بحكم من فيها من حكومات واتجاهات فكرية ودينية مختلفة بعضها مع البعض وكذلك بحكم التحالفات الموجودة مع دول عالمية واهمها بريطانيا ومن ثم امريكا، وجاءت الثورة الايرانية وملحقاتها من فكر شيعي وسلاح نووي فجعلت المخاوف على اشدها في هذه المنطقة.

الخوف الذي يعيشه حكام الخليج هو باختصار وصراحة ومن غير لف او دوران هو الفكر الامامي وليس هنالك اي افكار سياسية مختلف عليها في البحرين او هنالك غلاء معيشة او بطالة او ما الى ذلك ولان الفكر الامامي ظُلم من خلال الدستور اذن يطالب منتفضي البحرين بتغيير الدستور من خلال تغيير حكومة البحرين.

لو تغير الحكم في البحرين وتمت الاستجابة لمطالب الثوار فهذا يعني قطع الخيط الذي يجمع خرزات السبحة حيث ستظهر حقائق تاذن ببداية الفترة المظلمة على حكام الخليج، واهم ما سيظهر الى الافق وحسب راي الشخصي ان حجم الشيعة في منطقة الخليج برمتها سيظهر على حقيقته حيث ان هنالك تمدد شيعي كما حذر منه القرضاوي متمثلا بحركة الاستبصار القوية والمهجرين العراقيين والعاملين اللبنانيين من الشيعة حتى ان الامارات افتعلت ازمة مع حزب الله وشددت الخناق عليهم في الامارات.

 حجم الشيعة في عُمان والسعودية والكويت لا يستهان به فاذا ما تغير الحال في البحرين يعني تبدأ عروش حكام الخليج بالتساقط وهذا مما جعل مسالة البحرين حاضرة في اجتماع حكام الخليج الاخير بخصوص اوضاع المنطقة وحتى انهم اعتبروا سقوط ال خليفة خط احمر.

والنقطة المهمة الاخرى التي تهم الخليج وبريطانيا وامريكا هي ايران واتفاق المذهب مع غالبية الشعب البحريني الذي سيتبعه البقية اذا ما تمكنوا من اسقاط ال خليفة وهذا يعني حسب اعتباراتهم ان هذه الدول اصبحت بجعبة ايران على اقل تقدير فكريا وهذا يعد خطر لا يمكن تلافيه لا سيما وان العراق اظهر حسابات مغايرة لما كانوا يقنعون انفسهم بها وكانت العمليات الارهابية والتدخل السعودي والمصري والاماراتي وكل دول المنطقة لاجهاض الديمقراطية في العراق وان كانت هذه التسمية شكلا فالحقيقة كانت غايتهم هلاك الشيعة في العراق وبعد ما باءت بالفشل كل مخططاتهم اصبحت مسالة البحرين اخطر مسالة تؤرق حكام الخليج.

اقول لشعب البحرين المساندة التي تأتيكم من الخارج هي الكلمة فقط واما بقية اشكال المساندات من تحرك سياسي او ميداني فان هذا الامر يبدو عسير على كل من يهمه مصلحة المنتفضين في البحرين وفي نفس الوقت فليعلم كل من يهتم لمصير الشعب البحريني اذا ما اجهضت ثورتهم ـ لا سمح الله ـ فان الابادة التي سيتعرضون لها من قبل ال خليفة ستكون اشد مما كانت عليه قبل من خلال تجنيس المرتزقة لزيادة عدد النواصب وسيتحمل وزر هذه التبعيات كل من له صلة بما يجري على الساحة البحرانية.

سمعت تصريح ليلة امس لوزير خارجية ايران بان ايران سوف لن تقف مكتوفة الايدي وهي ترى مرتزقة السعودية والكويت والامارات وهم يساندون جلاوزة ال خليفة في قمع الانتفاضة البحرانية واتمنى ان يكون تدخلهم مدروس وحقيقي وان لا يتيح الفرصة لاقزام الخليج في الكذب والتأويل على حقيقة ما يجري في البحرين.

 

 

 

 

 

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 16/آذار/2011 - 10/ربيع الثاني/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م