علي حسين عبيد يبحث ثقافة الجدران في نادي الكتاب

 

شبكة النبأ: في أمسية ثقافية تميزت بالطابع الحيوي والجدل المتواصل، ضيّف نادي الكتاب في كربلاء الكاتب علي حسين عبيد في أمسية لم يتطرق فيها الى السرد الروائي او القصصي، بل خُصصت لحوار ثقافي أطلق عليه عبيد عنوانا مثيرا هو (ثقافة الجدران).

قدم الامسية الفنان والكاتب المسرحي علي الشيباني، واصفا الضيف بأنه رجل أدب جاد ومتواصل في عطائه من دون أن يهدأ أو يحيد عن الكتابة والتواصل في مجالات وحقول ثقافية عديدة.

وقال عبيد مخاطبا الحاضرين (شتان بين الثقافتين، ثقافة الجدال، وثقافة الجدران، فالاولى هي ما ينبغي أن تكون عليه الثقافة بين الجميع، في حين أريد التحدّث عن ثقافة الجدران والاسوار العالية التي تنتشر بيننا بشقيها المادي والفكري في آن).

ثم قرأ المحاضر وجهة نظره بخصوص الطبيعة الجدرانية للثقافة العربية والعراقية على وجه الخصوص، وأكد على أن الطابع المادي لمنشآت الثقافة ذات الجدران العالية وما يرتبط بها هو نتاج فكر منغلق وثقافة لا تتوفر لها فضاءات الحرية التي تسمح لها بالانطلاق خارج اسوار الذات.

واستل المحاضر عددا من الامثلة السلوكية للمجتمع والتي تدل على هيمنة ثقافة الجدران المغلقة على افكاره وسلوكه، وحثّ في بحثه على أهمية التشارك في بلورة منظومة سلوك جديدة بعد أن يعمل الجميع على تحطيم ثقافة الانغلاق والتحجر لنغادر ثقافة الجدران الى غير رجعة.

وقال الكاتب علي حسين عبيد، ان هناك جدالا وهناك جدرانا وبهذا المفهوم والرؤية الخاصة، استنتج إن علينا أن نطور الثقافة المجتمعية من خلال الهبوط إلى قطاعات المجتمع المختلفة وليس البقاء بين الجدران

وأضاف (إن الحرية هي ملعب الثقافة الأوسع وبغياب الملعب تغيب الثقافة وتتضاءل فرص التطور ويتحجم دور الفكر ويتقزم طموح الإنسان).

وقد أثارت طروحات عبيد كثيرا من الجدل والمداخلات التي بدأها الروائي علي لفتة سعيد بتساؤله: كيف نفضي إلى الخروج من الأمكنة التي لها جدران وهي جدران مفروضة علينا لأنها أمكنة؟.

وقال القاص عباس خلف: إن تنوع الكاتب وتوزعه بين السرد والفكر المباشر قد يحد من قدراته، ولكن الموضوع الذي اثاره المحاضر من الاهمية بحيث يستحق الجدل والعمل والانشغال.

فيما أكد الكاتب صباح الكرعاوي على أهمية التخلص من ثقافة الخنوع واعتماد ثقافة الانفتاح وهذا الامر الذي يشترط وعي المجتمع أولا. وأكد الكرعاوي على أن المشكلة تمكن افي أن السياسي لدينا هو قامع للثقافة.

أما الباحث خليل الشافعي فقد أكد على أهمية ترسيخ الشعور بالمواطنة أولا، حين تقوم الدولة بواجباتها تجاه الفرد، وتوفر له مستلومات الحياة الكريمة التي تجعله يشعر بالانتماء الحقيقي للمكان قبل غيره، أي أن ولاءه يكون للوطن اولا، عند ذاك تسهل عملية نشر ثقافة التحرر بين الجميع.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 15/آذار/2011 - 9/ربيع الثاني/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م