قوات درع الجزيرة ومحاولات الاجهاز على الانتفاضة البحرينية

آل خليفة تستعين بآل سعود لبسط براثن الاستبداد على الشعب البحريني

محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: في الوقت الذي اجتمعت فيه الجامعة العربية لفرض حظر للطيران عما يجري في ليبيا بادت تمارس دورا مشبوها في غض نظرها عما ترتكبه قوات الامن والجيش البحريني بحق المدنيين العزل، الى جانب دخول قوات ال سعود الى المنامة لقمع المحتجين هناك، في انتهاك سافر لجميع الحقوق القانونية والانسانية.

ويعسى ال خليفة الذي اشتد خناق المحتجين على نظامه الاستعانة بقوات ما يسمى درع الجزيرة بعد ان اباح لها استخدام الرصاص الحي ان لزم الامر، مما يعكس حقيقة المؤامرة التي تحاق على الشعب البحريني الاعزل.

فيما اطلقت المعارضة البحرينية رسالة استغاثة واحتجاج الى الامم المتحدة املا ان توقف عمليات الاستهداف الاجرامية التي تستعد لارتكابها جيوش بعض الانظمة الخليجية المستبدة.

أكثر من ألف عسكري سعودي

فقد اكد مصدر سعودي مسؤول الاثنين ان اكثر من الف عسكري سعودي من قوات درع الجزيرة دخلوا الى البحرين التي تشهد اضطرابات.

وقال المصدر لوكالة فرانس برس ان "اكثر من الف عسكري سعودي من قوات درع الجزيرة الخليجية وصلوا مساء الاحد الى البحرين".

وذكر المصدر انه بموجب الاتفاقيات ضمن مجلس التعاون الخليجي، فان "اي قوة خليجية تدخل الى دولة من المجلس تنتقل قيادتها الى الدولة نفسها."

وانتقدت المعارضة البحرينية تدخل القوات السعودية معتبرة دخول اي قوة خارجية الى المملكة "احتلالا". كما دعت مجلس الامن الدولي لحماية المدنيين من "التدخل العسكري الخارجي".

وقد اطلقت الشرطة البحرينية الاحد الغاز المسيل للدموع واستخدمت مدافع المياه ضد المتظاهرين الذين يطالبون باصلاحات سياسية، في واحدة من أعنف المواجهات منذ أن قتل الجنود سبعة محتجين الشهر الماضي.

وقدم ولي عهد البحرين للمعارضة، وأغلبها من الشيعة، ضمانات بأن يتناول الحوار الوطني مطالبها بعد ساعات من قيام المحتجين وأكثرهم من الشباب بوضع حواجز على الطريق السريع المؤدي إلى مرفأ البحرين المالي.

وقال احد المحتجين في المرفأ المالي الذي أصبح رمزا لما يصفه المحتجون بالتجاوزات الملكية: "الاستثمار في البحرين للجميع لا لشخص واحد... لذلك لدينا مشاكل. المسألة ليست السنة والشيعة." بحسب رويترز.

وشهدت البحرين أسوأ اضطرابات منذ التسعينات بعد أن خرج محتجون الى الشوارع الشهر الماضي مستلهمين بالانتفاضتين اللتين أطاحتا برئيسي مصر وتونس.

وبدت الحياة شبه متوقفة في البلاد حيث اغلقت المدراس والشركات والمصانع تلبية لدعوة الاضراب العام.

ويستمر اعتصام المطالبين بالتغيير والمناوئين للحكومة في كل من دوار اللؤلؤة وبالقرب من مرفأ البحرين المالي.

وقال النائب المستقيل علي الاسود من كتلة جمعية الوفاق التي تمثل التيار الشيعي الرئيسي في البلاد لوكالة فرانس برس ان "هناك التزاما كبيرا بالاضراب" مشيرا الى ان الجهات المعنية لم تقم برفع القمامة عن الطرقات كما لم تفتح المدارس ابوابها.

وقالت ناشطة من المعتصمين ان الشباب المحتجين نشروا اكواما من الرمال على الطريق الرئيسي بين المحرق والمنامة "بهدف عرقلة حركة المرور وليس منعها".

واشارت الناشطة التي طلبت التعريف باسمها الاول فقط فاطمة، ان شركات الالمنيوم والبترول تنفذ الاضراب بنسبة كبيرة، حتى ولو ان بعض المرافق ليس مغلقة رسميا على حد قولها.

واتهمت الناشطة "عسكريين من جنسيات عربية واسيوية، مجنسين، بمهاجمة السكان، خصوصا في القرى المختلطة" السنية والشيعية.

نجدة دول الخليج

اما على صحيفة الفايننشال تايمز، نطالع تقريرا مشتركا لمراسلي الصحيفة في المنامة، روبن ويغلزوورث، وفي دبي، سايمون كير، بعنوان الأمير يطلب النجدة بعد مطاردة الشرطة.

يتحدث التقرير عن الوضع الصعب الذي باتت تعاني منه مملكة البحرين بسبب الاضطرابات التي تشهدها، وعن سر طلبها النجدة من شقيقاتها الأعضاء الخمس الأخرى في دول مجلس التعاون الخليجي.

يقول تقرير الفايننشال تايمز: إن البحرين طلبت دعم جيرانها الخليجيين بعد أن طارد المتظاهرون المنائون للحكومة شرطة مكافحة الشغب في معركة ضارية غُطِّيت على أثرها أجزاء من العاصمة بالغازات المسيلة للدموع .

وتنقل الصحيفة عن أشخاص مطَّلعين على مجريات الأحداث في الجزيرة الصغيرة قولهم إن المملكة طلبت دعم القوات الأمنية في الدول الخليجية الأخرى، بمن فيها السعودية، بعد أن اجتاح المتظاهرون المطالبون بالديمقراطية صفوف الشرطة.

ويروي التقرير كيف أن شرطة مكافحة الشغب البحرينية قامت في وقت مبكر من صباح الأحد بتفكيك وإخلاء مخيم صغير للمتظاهرين خارج ميناء البحرين المالي، مستخدمة بذلك الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي.

ويضيف: لكن بعد ساعات عدة من القتال، طرد المتظاهرون المناهضون للحكومة الشرطة وبسطوا سيطرتهم على معظم حي المال والأعمال وسط العاصمة .

وتمضي الصحيفة إلى القول إن المراقبين باتوا يخشون الآن من أن البلاد تتجه نحو حرب أهلية تواجه فيها الشرطة من المسلحين السنة والموالين للحكومة الغالبية الساحقة من المتظاهرين الشيعة .

وترى أن هذا الواقع المرّ هو الذي حدا بالأسرة المالكة في البحرين إلى الطلب من الدول الخمس الأعضاء الأخرى في دول مجلس التعاون الخليجي تقديم المساعدة الأمنية لها لمساندة قوات الشرطة لديها على ضبط الأمن في الجزيرة الصغيرة.

لكن الصحيفة تنقل عن عبد الرحمن العطية، الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي، رفضه القوي لأي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية للبحرين، مؤكدا أن أي أفعال ترمي إلى زعزعة استقرارها وزرع الشقاق بين مواطنيها يمثِّل نهجا خطيرا على أمن واستقرار دول مجلس التعاون الخليجي برمَّتها .

كما تلفت الصحيفة أيضا إلى أن من شأن أي تدخل من قبل دول الخليج في البحرين أن يثير المخاوف من أن تتدخل إيران بدورها إذا ما أدََّى الأمر إلى وقوع قتلى في صفوف الشيعة في الجزيرة.

مواجهة مع الشرطة

من جهتهم أغلق محتجون طريقا رئيسيا يؤدي الى مرفأ البحرين المالي وهو منطقة تجارية رئيسية في البحرين ليخوضوا مواجهة مع شرطة مكافحة الشغب التي أطلقت سحبا كثيفة من الغاز المسيل للدموع واستخدمت مدافع المياه لتفريقهم.

وفي واحدة من أعنف المواجهات منذ قتل الجيش سبعة محتجين في 17 فبراير شباط أقام الشباب حواجز على الطريق السريع بعد أن تغلبوا على شرطة مكافحة الشغب قرب دوار (ساحة) اللؤلؤة مركز الاحتجاجات الممتدة منذ أسابيع.

وقالت وزارة الداخلية في بيان انها تجري عمليات الان لاعادة فتح طريق الملك فيصل ونصحت كل المحتجين بالعودة الى دوار اللؤلؤة كي يكفلوا سلامتهم.

وأظهر محتج علامة حمراء مستديرة على صدره قال انها قنبلة غاز مسيل للدموع أطلقت عليه مباشرة. وعرض اخرون على رويترز طلقات مطاطية قالوا ان الشرطة استخدمتها.

وشهدت البحرين التي يربطها جسر طوله 25 كيلومترا بالسعودية أسوأ اضطرابات تمر بها منذ التسعينات بعد أن خرج محتجون الى الشوارع الشهر الماضي مستلهمين الانتفاضتين اللتين أطاحتا برئيسي مصر وتونس.

وعلى مدى أسابيع نظمت الاغلبية الشيعية تجمعات حاشدة اذ تقول ان أسرة ال خليفة السنية الحاكمة تمارس تمييزا ضد افرادها. ويتمركز الاسطول الخامس الامريكي بمملكة البحرين.

والمعارضة الشيعية منقسمة بشأن عدة قضايا لكنها متحدة في دعوتها لتشكيل حكومة جديدة وتتهم الادارة الحالية بالفساد.

وجرت بضع مواجهات عنيفة بين الشرطة والمحتجين منذ سقوط القتلى الشهر الماضي لكن الاشتباكات تندلع بشكل شبه يومي بين المعارضين وأغلبهم من الشيعة والحكومة ومؤيديها السنة.

في منطقة الحد قرب مطار البحرين الدولي رأى شاهد من رويترز مجموعة من السكان السنة تفحص هويات من يدخلون أحياءها. وعند بعض المداخل ارتدى أعضاء اللجان الشعبية سترات برتقالية ليتعرفوا على بعضهم بعضا.

وفي واقعة منفصلة قال شهود ان الشرطة أطلقت يوم الاحد الغاز المسيل للدموع لتفصل بين مجموعة من المحتجين الشيعة ومجموعة من السنة الذين حملوا الهراوات في جامعة البحرين.

واندلعت اشتباكات طائفية في المدارس والشوارع في الايام الاخيرة وراجت شائعات بأن المتاجر التي يملكها رجال أعمال شيعة هوجمت أو أغلقت في المناطق التي يغلب على سكانها السنة.

وقالت غرفة تجارة وصناعة البحرين في بيان ان هذه التصرفات تهدف الى نشر الاحتقان الطائفي مضيفة أن الوضع الحساس الذي تمر به المملكة لا يحتمل المزيد من التوتر والتصعيد لان الخاسر الاكبر في هذا هو الاقتصاد الوطني الذي تعرض لخسائر كبيرة في الفترة الاخيرة.

وقالت جمعية الوفاق الوطني اكبر جماعة شيعية والتي لم تنظم الاحتجاج عند مرفأ البحرين المالي انها ستحمل وزير الداخلية المسؤولية عن اي هجوم من قبل مدنيين مسلحين على المحتجين.

وما زال الالاف من حركة 14 فبراير التي أنشئت حديثا يسيطرون على دوار اللؤلؤة بالمنامة وينظمون مسيرات شبه يومية.

وتبدو المعارضة منقسمة بشكل متزايد بين القاعدة العريضة التي تريد احتجاجات سلمية من أجل تشكيل حكومة جديدة واجراء اصلاحات دستورية وجماعات أصغر تصر على اسقاط الاسرة الحاكمة وتبدر منها تصرفات اكثر استفزازا.

وقال ناشط معارض ينتمي الى تكتل من ست جماعات معتدلة ان احتجاج مرفأ البحرين المالي خطوة مبالغ فيها.

وأضاف الناشط الذي طلب عدم نشر اسمه "كان الذهاب الى المرفأ المالي خطأ. هناك مساحة كافية للاحتجاجات في الدوار. كانت مجموعة صغيرة وهي ليست شعبية. التوافق على الدوار."

ملثمون يهاجمون معتصمين بالعصي والسيوف

في سياق متصل هاجم ملثمون الاحد طلابا معارضين معتصمين في جامعة البحرين بالعصي والسيوف حسبما افاد موظفون في الجامعة لوكالة فرانس برس.

وذكر احد الموظفين ان "اشخاصا مسلحين بعصي وسيوف وقضبان هاجموا طلابا معارضين للحكومة معتصمين في جامعة البحرين" التي تقع في منطقة الصخير جنوب المنامة. وعمت حالة من الفوضى في الجامعة بحسب الموظفين.

كما ذكر شهود عيان ان عددا من المعتصمين في دوار اللؤلؤة بوسط المنامة اتجهوا الى الجامعة عند سماعهم انباء الهجوم.

وكانت مواجهات قوية وقعت في وقت سابق عندما قامت قوات الأمن البحرينية بتفريق معتصمين بالقرب من المرفأ المالي في المنامة حسبما افاد شهود عيان ووزارة الداخلية.

وانتزعت الشرطة الخيام التي نصبها محتجون بالقرب من المرفأ المالي القريب من دوار اللؤلؤة. وذكرت وزارة الداخلية في صفحتها على موقع تويتر ان 14 شخصا من رجال الامن اصيبوا.

وصعد المحتجون الأكثر تشددا حملتهم خارج دوار اللؤلؤة ونظموا تظاهرات الى مقر الحكومة وديوان الملك. بحسب فرانس برس.

وكانت القوى الأمنية فرقت الجمعة تظاهرة كانت متجهة الى الديوان الملكي وذلك للحيلولة دون الاحتكاك مع تظاهرة اخرى موالية.

الاسراع في بدء الحوار الوطني

من جهته  دعا ولي عهد البحرين الامير سلمان بن حمد ال خليفة الى الاسراع في بدء الحوار الوطني مشددا في الوقت نفسه على ان "المطالبة يحب ان لا تتم على حساب الامن والاستقرار" على ما اعلنت وكالة انباء البحرين.

واشار الامير سلمان الى موافقته على مبادىء للحوار تشمل "مجلس نواب كامل الصلاحيات" و"حكومة تمثل ارادة الشعب" و"دوائر انتخابية عادلة" و"التجنيس" و"محاربة الفساد المالي والاداري" و"املاك الدولة" و"معالجة الاحتقان الطائفي"، بحسب المصدر نفسه.

لكنه حذر من ان "الحق في الامن و السلامة هو فوق كل اعتبار وان مشروعية المطالبة يجب ان لا تتم على حساب الامن والاستقرار".

واكد على "امرين هامين: ان أمن البحرين و سلامة مواطنيها و وحدتهم الوطنية لم ولن تكون محلا للمساومة من قبل أي طرف (...) ثانيا خلال الفترة السابقة عملنا جاهدين على خلق تواصل فعال بين مختلف الأطراف والفعاليات الوطنية للتعرف على وجهات النظر والآراء حول الشأن الوطني و ذلك التزاما منا بالبدء في اقامة حوارٍ وطني شامل".

واكد "ضرورة الاستجابة الفورية للدعوة للحوار لكل من يريد السلم والأمن والاصلاح من أجل تحقيق مستقبل زاهر و مشرق لكافة أبناء البحرين" حسب الوكالة.

وأوضح "عدم الممانعة من عرض ما يتم التوافق عليه في الحوار الوطني في استفتاء خاص يعكس كلمة الشعب الموحدة".

وجدد حمد بن عيسى ال خليفة الدعوة للاسراع في بدء الحوار الوطني. ونقلت الوكالة البحرينية عن العاهل البحريني لدى استقباله وزير خارجية الاردن ناصر جودة تأكيده ان "مبادرة الحوار الوطني تستهدف الحفاظ على مكتسبات الشعب البحريني (..) والانطلاق الى المزيد من الاصلاحات السياسية والتنموية". بحسب فرانس برس.

من جهة اخرى، وجهت الجمعيات السبع المعارضة وتجمع الوحدة الوطنية (ائتلاف قوى وشخصيات سنية موالية للحكم) نداء للمواطنين البحرينيين دعتهم فيه "للابتعاد عن التصادم" مؤكدة "لا نقر ما ورد الى مسامعنا من مصادمات في بعض مناطق البحرين" حسب بيان اصدرته هذه القوى بعد اجتماع.

واضاف البيان "نرجو من قوات الأمن أن تحافظ على الامن في جميع مناطق البحرين وأن يمنعوا الصدام بين الأطراف (...) كما وندعو الى انهاء جميع مظاهر التمييز الطائفي في الخدمات وعدم منع الغير من اداء أعماله".

وفي بيان ثان، اعربت الجمعيات السياسية المعارضة السبع "عن قلقها من الأنباء الواردة عن قدوم قوات خليجية للبحرين" وأكدت "رفضها لأي تدخل عسكري خارجي في الشؤون المحلية يمس سيادة الدولة" مشددة على "أهمية التوصل إلى حل داخلي ديمقراطي وسريع يجنب البلاد استمرار الأزمة الخطيرة التي تمر بها".

وهذه الجمعيات السياسية المعارضة هي الوفاق الوطني الاسلامية (التيار الشيعي الرئيسي)، المنبر الديموقراطي التقدمي (يسار)، العمل الوطني الديموقراطي (وعد - يسار قومي)، الاخاء الوطني (ليبراليون شيعة)، التجمع القومي الديموقراطي (البعث)، العمل الاسلامي (شيعة)، التجمع الوطني الديموقراطي (يسار قومي).

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 15/آذار/2011 - 9/ربيع الثاني/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م