الشجرة والتمساح ومواضيع أخرى

قصص قصيرة جدا

عباس احمد

1 – الشجرة الباكية

شجرة وارفة عملاقة، دوما أكل الجميع من ثمارها واستفادوا من خيراتها...

رغم ذلك كانوا يتكالبون عليها لقلع جذورها من أرضها الطيبة... لكنها لم تكن لتبالي... لان الذين يحاولون إيذاء ساقها ونخر جذورها إنما هم زمرة خبيثة فاسدة من الإغراب...

تمر سنوات طوال...

الشجرة تتحمل بصبر وجلد وتحاول الحفاظ على أغصانها وأورقها من التساقط أو يقتلها احد...

ذات يوم...

تجمع الناس قرب الشجرة ذاتها...

وحولها أناس يحملون فؤوسا يبغون تحطيمها ويختارون مناطق محددة من جسمها لمطارقهم وفؤوسهم

اندهش الناس كثيرا

شاهدوا أمرا غريبا جدا...

الشجرة تذرف الدموع...

صاح احدهم:- لماذا تبكي الشجرة ؟.

ردت الشجرة بحرقة:- ابكي لان مقبض الفأس من جنسنا.

 

2 – التمساح

قال لابنه وهو يداعب شعر رأسه الذي اتخذ من فخذ أبيه وسادة.....

يا بني:- كان على شاطئ النهر تمساحا عملاقا انتهى لتوه من افتراس غزال بأكمله... ففتح فكاه عاجزا عن التخلص من فضلات لحم الفريسة من بين أسنانه...

جاءت العصافير لتحط بين فكي التمساح وتنظف أسنانه... ولما استمر الحال لمدة طويلة شعر التمساح بملل فأطبق فكيه والتهم العصافير كلها...

يا بني:- لا تكن غدارا مثل التمساح

 ولا تكن غبيا مثل العصافير.

 

3 - القائد

وقف أمام القبر...

احتار... أيبكي أم يقرا سورة الفاتحة !.

 وبعد أن فعلهما قال:- ليتك ترى حالنا الان.......

لا احد مثلك أنت في كونك قائدا وشهيدا يا قوجاق

 

4 - الديمقراطية:-

الأول:- نحن نستطيع أن نفتح أفواهنا بكل حرية....

 عند طبيب الأسنان فقط

الثاني:- اكتب عن الجميع وانشر أخبار الجميع لا فرق عندي...

لأنني اعمل في صفحة الوفيات.

الثالث:- سأقاتل حتى تقول رأيك في

 لكنني سأقتلك أن كان رأيك مخالفا لي.

 

5 – للسلم نهايتان

استطاع وبطرق ملتوية أن يزيح صديق العمر عن طريقه ليجلس على كرسي رئيس الشعبة في الدائرة دون منازع.

ويحاول الكرة الان مع خصم جديد ابتكره لنفسه، لكن خارج الدائرة.

صرخ احدهم هامسا:- كما للسلم علوا في أخره، فان نهايته الأخرى إلى الهاوية.

 

6 – الجنون فنون

وضع يده على رأسه، وحك بأصابعه فروة الرأس.

صرخ:- آه لو تشرق الشمس ليلا لما احتجنا الى المصابيح................

آه لو جاء الشتاء صيفا لما كانت الحاجة الى مكيفات الهواء.

 

7 – معنى الصمت

غرق في صمت حزين بعد أن حاولوا اهانته، وسألوه.. لماذا الصمت، اخرج قصاصة من جيبه وقرأ: -

إن صمتي لا يعني جهلي بما يدور حولي......

ولكن اكتشفت إن ما يدور حولي........

لا يستحق الكلام.

 

8 – التغيير

الأول: - لم تغيرت ؟.

الثاني: - أنا لم أتغير.....

كل ما في الأمر أني ترفعت عن صغائر الأمور وتوافهها،

 حين علمت ان توافه الأمور وصغائرها لا تستحق النزول إليها.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 15/آذار/2011 - 9/ربيع الثاني/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م