في ذكراها المائة...المرأة مازالت تعاني

اليوم العالمي

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: احتفلت حواء بذكرى يومها العالمي في العديد من دول العالم ولكن تحت المعاناة والتعسف، فما زالت المرأة تعاني من التهميش والنسيان والحرمان بكل ما لهذه الكلمات من معنى، وبرغم انها تعتبر النصف الاخر في المجتمع والشريك في كل شيء والمربية والام والدافع لتحركات الرجال وانجازاتهم الكبيرة الا ان واقع الحال لا ينصفها خصوصاً في مجتمعات دول العالم الثالث التي تعامل فيه المرأة اسوأ معاملة ولا تعطى من حقوقها الا النزر القليل (ان كان لها حقوق).

لقد اصبحت المطالبة بحقوق المرأة في الحياة الكريمة والتعليم والعمل وغيرها تثير اهتمام الجميع وتحولت الى قضية عالمية وقامت منظمات نسوية ومراكز بحوث وتجمعات اخذت على عاتقها ايصال صوت المرأة الى اعلى المستويات للمطالبة واسترجاع حقوقها المسلوبة.

ولعلنا نرى في يومها العالمي بارقة امل في الاستجابة لتحقيق ما تصبوا اليه من قضاياها العادلة، ففي تظافر الجهود تتحقق الغايات.

لمحة تاريخية

حيث يحتفل عالميًا بيوم المرأة العالمي بالإنجازات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للنساء، وفي بعض الدول كالصين وروسيا وكوبا تحصل النساء على إجازة في هذا اليوم.

الاحتفال بهذه المناسبة جاء على إثر عقد أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي والذي عقد في باريس عام 1945، وكان أول احتفال عالمي بيوم المرأة العالمي رغم أن بعض الباحثين يرجح أن اليوم العالمي للمرأة كان على إثر بعض الإضرابات النسائية التي حدثت في الولايات المتحدة، في عام 1857 خرجت آلاف النساء للاحتجاج في شوارع مدينة نيويورك على الظروف  اللاإنسانية التي كن يجبرن على العمل تحتها، المسيرة نجحت في دفع المسئولين السياسيين إلى طرح مشكلة المرأة العاملة على جداول الأعمال اليومية كما أنه تم تشكيل أول نقابة نسائية لعاملات النسيج في أمريكا بعد سنتين على تلك المسيرة الاحتجاجية.

وفي الثامن من مارس من سنة 1908 عاد الآلاف من عاملات النسيج للتظاهر من جديد في شوارع مدينة نيويورك لكنهن حملن هذه المرة قطعا من الخبز اليابس وباقات من الورود في خطوة رمزية لها دلالتها واخترن لحركتهن الاحتجاجية تلك شعار «خبز وورود»، طالبت المسيرة هذه المرة بتخفيض ساعات العمل ووقف تشغيل الأطفال ومنح النساء حق الاقتراع، شكلت مُظاهرات الخبز والورود بداية تشكل حركة نسوية متحمسة داخل الولايات المتحدة خصوصا بعد انضمام نساء من الطبقة المتوسطة إلى موجة المطالبة بالمساواة والإنصاف رفعن شعارات تطالب بالحقوق السياسية وعلى رأسها الحق في الانتخاب، وكان اسم تلك الحركة (suffragists) وتعود جذورها النضالية إلى فترات النضال ضد العبودية من أجل انتزاع حق الأمريكيين السود في الحرية والانعتاق من العبودية.

وبدأ الاحتفال بالثامن من مارس كيوم المرأة الأمريكية تخليدا لخروج مظاهرات نيويورك سنة 1909 وقد ساهمت النساء الأمريكيات في دفع الدول الأوربية إلى تخصيص الثامن من آذار  كيوم للمرأة وذلك في مؤتمر كوبنهاغن بالدنمرك الذي استضاف مندوبات من سبعة عشر دولة وقد تبنى اقتراح الوفد الأمريكي بتخصيص يوم واحد في السنة للاحتفال بالمرأة على الصعيد العالمي بعد نجاح التجربة داخل الولايات.

غير أن تخصيص يوم الثامن من آذار كعيد عالمي للمرأة لم يتم إلا بعد سنوات طويلة بعد ذلك لأن منظمة الأمم المتحدة لم توافق على تبني تلك المناسبة سوى سنة 1977 عندما أصدرت المنظمة الدولية قرارا يدعو دول العالم إلى اعتماد أي يوم من السنة يختارونه للاحتفال بالمرأة فقررت غالبية الدول اختيار الثامن من مارس.

وتحول بالتالي ذلك اليوم إلى رمز لنضال المرأة تخرج فيه النساء عبر العالم في مظاهرات للمطالبة بحقوقهن وتذكير الضمير العالمي بالحيف الذي ما زالت تعاني منه ملايين النساء عبر العالم، كما أن الأمم المتحدة أصدرت قرارا دوليا في سنة 1993 ينص على اعتبار حقوق المرأة جزء لا يتجزأ من منظومة حقوق الإنسان وهو ما اعتبرته الكثير من المدافعات عن حقوق النساء حول العالم تنقيصا من قيمة المرأة عبر تصنيفها خارج إطار الإنسانية.

الصفات المائة

في سياق متصل رصدت صحيفة المانية 100 صفة تتميز فيها المرأة عن الرجل، وبعض هذه الصفات له سند علمي والبعض الآخر من متابعات الحياة اليومية، ومن بين الأمور التي تتميز بها المرأة أنها تستطيع الحفاظ على ثقتها في النفس ولا تبدو مرتبكة حتى عندما تكون في موقف تفتقر فيه للمعلومات وكذلك قدرتها على اكتشاف المدن الجديدة التي تسافر إليها حتى دون تخطيط مسبق، واستندت الصحيفة إلى دراسة أجرتها جامعة "ساوث كاليفورنيا" الأمريكية تثبت أن النساء أفضل من الرجال في المضاربة في البورصة كما أنهن يتميزن بالقدرة على إدارة الموظفين بسبب قدرتهن على الجمع بين القوة والسلوك اللطيف.

ومن بين الـ 100 صفة التي تتميز بها النساء قدرتهن على قول عبارات مثل "حبيبي" لشريك الحياة، وأثبتت التجربة أيضا أن النساء هن الأفضل في صناعة السيارات والدليل على ذلك تصريحات المتحدث باسم شركة "بورش" الشهيرة في لايبزج الذي ذكر أن عدد النساء والفتيات الخبيرات في فرع هندسة الميكاترونيات أكبر في المصنع، وتشير الدراسات إلى أن النساء يكذبن أقل من الرجال وربما يكون هذا هو السبب في أن كذبهن نادرا ما يكشف.

والنساء أكثر قدرة على تحمل الضغوط بسبب هرمونات الأنوثة التي تساعدهن على الحفاظ على ثباتهن حتى في وسط الضغوط الشديدة وأداء عملهن بكفاءة في وسط الضغوط، ويقول الخبراء إن النساء يعرفن كيف يقدرن قيمة النوم ويحرصن دائما على الحصول على القسط الوافر من النوم يوميا على عكس الرجال كما أن المرأة تحتفظ بشعرها بالكامل وهن في الثلاثين من عمرهن في حين يبدأ الرجل في فقد شعره. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

نساء مجاهدات

من جهة اخرى يوم يمثل المرأة العالمي قصة المرأة العادية صانعة التاريخ، هذه القصة التي يعود أصلها إلى نضال المرأة على امتداد القرون من أجل المشاركة في المجتمع على قدم المساواة مع الرجل.

فمن جنوب السودان تقول إيميلدا ميلينغ إليوزاي إنها كانت في جنوب السودان وقت الحرب وكان أداء الفتيات في المدارس آنذاك ضعيفا. لكن في العام 1981 دخلت إليوزاي امتحان الثانوية ونالت شهادتها وانتقلت إلى الخرطوم للدراسة الجامعية وتخرجت هناك عام 2002. وعندما رجعت عينت في مدرسة جوبا الفنية عام 2004.

وكانت الأنثى الوحيدة في التدريس بين الرجال ووجدت حياة التدريس صعبة نظرا لقلة المواد والرواتب في ظل الحرب الدائرة. وبعد انتهاء الحرب ظلت الفتيات يواجهن مشاكل جمة وتركت بعضهن الدراسة لضيق الحالة المالية للآباء ومن ثم فضلوا إبقاء الفتيات في المنزل. وتعتقد إيميلدا أن جنوب السودان سيتغير بعد الاستقلال وسيتغير معه حال المرأة.

والى سيراليون تقول هوا بيو إن الحرب الأهلية هناك كانت وقتا مرعب، وإذا كان هناك امرأة جميلة يأخذها المتمردون بالقوة لتسافر معهم لتحمل أغراضهم في الأدغال ونادرا ما كانت تعود، وتضيف بيو أن الحياة استمرت بعد الحرب، وقد ساهمت في مساعدة النساء اللائي تضررن من الحرب للعودة إلى بيوتهن وإعادة لم شمل الأسر ببعضها. لكنها ما زالت خائفة بعد مرور 10 سنوات على الحرب، أن ينسى أمر بلدها، لأن المعونة التي تقدم له أوشكت على النفاد، ومع ذلك تحاول بيو هي وغيرها من النساء التحلي بالإيمان والتصميم لتحقيق آمالهن.

وفي الهند أمروتا ميهتا من مومباي وتعيش في هولندا حيث تعمل في مجال الإعلام العلمي، وتقول ميهتا إن التلفاز والجرعة الزائدة من أفلام بوليوود كانت قاسية على بنات الهند. وتضيف ميهتا أن هناك الآن نساء لهن دور بارز في إحداث إصلاحات كثيرة وأصبحت النساء مديرات في شركات كبيرة ومشاهير في أعمال البر وغيرها. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

وبفضل الحقوق التي حصلت عليها استطاعت السفر وحدها للدراسة في الخارج وقد ساعدها والداها في ذلك بثقتهم فيها. وتقول إنه يجب الاحتفال بمثل هؤلاء النسوة في اليوم العالمي للمرأة.

اما ماليزيا وعن وضع المرأة هناك تقول ريجينا ياو إنه تقدم ببطء لكن بثبات خلال القرن العشرين، ومع ذلك ظلت التوجهات العامة على مدار العقدين الماضيين تجاه النساء متمسكة بالتقاليد بعناد، وقالت إن الناشطات الماليزيات يعشن صراعا عنيفا مستمرا مع التقاليد والدين لمجرد المحافظة على التقدم للأمام، خاصة في وجه مقاومة التجديد الديني المتزايد لزعماء ماليزيا المسلمين الذين جلهم من الرجال، وتضيف أن الطريق طويل أمام النساء لأخذ حقوقهن لكنهن يسرن على الطريق الصحيح، وتأمل عندما يحتفل بالذكرى المائتين لليوم العالمي للمرأة أن يتمكن من تذكر عام 2011 عاما محفزا ونقطة تحول إيجابية للنساء في ماليزيا وما بعدها.

والى غزة تقول نجاح عياش، رئيسة مركز التنمية النسائية في رفح الذي يقدم دورات تدريبية لنحو 300 امرأة إن حياتها وأسرتها كانت صعبة في الثمانينيات، ومع ذلك قد تشارك الناس في الحس المجتمعي فكان الرجال هم المعيلون بينما كانت النسوة تهتم بالأطفال، ورغم نشأتها الفقيرة كانت نجاح محظوظة لأنها تلقت تعليما وهي الآن أم لسبعة أطفال تعيش في غرفتين في منزل أسرة زوجه، وتحكي نجاح عن معاناة أسرتها وكل من حولها من الاحتلال الإسرائيلي وأن مشاكل النساء غالبا تتركز حول تأمين الطعام والماء والكهرباء وتحاول مؤازرتهن، لكنهن يعشن حياة بائسة وكل ما يفكرن فيه هو حياة أسرهن اليومية بدلا من حقوقهن كنساء.

وتقول نجاح إن نساء غزة يحببن الحياة كغيرهن من النساء في أنحاء العالم، ورغم الافتقار إلى الحقوق الأساسية، بسبب الحصار والسياسات الظالمة للمحتل هن أقوياء ويأملن أن يلتفت العالم أكثر إليهن كي يستطعن المساعدة في بناء المجتمع الفلسطيني.

وفي البرازيل تقول كارمن باروسو إنها نشأت في أسرة من الطبقة المتوسطة، وعمل والداها على أن تكون ربة منزل جيدة وتحصل على شهادة دراسية إذا لم تتزوج واحتاجت لتعمل وأن تظل عذراء حتى الزواج، وتضيف أن النساء لديهن اليوم خيارات أكثر وآفاق مهنية مفتوحة ولديهن حريات أكثر، وأهم تغيير هو طريقة تفكير النساء في أنفسهن، بمعنى أن ما كان حكرا على مجموعة صغيرة من النساء الثائرات مثلها أصبح ميزة كبيرة لأعداد كبيرة من النساء في طبقات اجتماعية مختلفة، فهن يرين أنفسهن بشرا مستقلين أحرارا في تقرير حياتهن كما يردن ولهن حق أن يحترمن ويعاملن دون تمييز، وتضيف باروسو أن النساء أحرزن تقدما هاما في المشاركة السياسية، حيث أصبح هناك الآن رئيسة للبلاد، ومع ذلك تشتكي أن انتخاب رئيسة لم يفتح الباب لمشاركة النساء في السياسة دون تحيز.

اما في أفغانستان فشهرزاد أكبر من جوزجان هي أول امرأة أفغانية تدرس دراسة جامعية في جامعة أكسفورد، وهي في السنة الثانية من الماجستير في دراسات التنمية ببرناج ويدنفيلد للمنح والقيادة وتقول شهرزاد إن الحرب الأهلية، عندما كانت في السادسة من عمرها، كانت شديدة الوطأة على أسرتها مما اضطرها للانتقال إلى العاصمة كابل ومن ثم لم تكن الدراسة أولوية للأسر الأفغانية في ذاك الوقت لكن والديها حاولا تعليمها وإخوتها في البيت.

وإبان حكم طالبان هربت الأسرة لباكستان لكي تتمكن من مواصلة دراستها، والآن هناك 2.4 مليون فتاة أفغانية مسجلة في المدراس، مقارنة بـ5000 فقط عام 2001، لكن لا تزال هناك عوائق كثيرة تمنع الفتيات من المدرسة وتجعل الأمر أصعب لهن للحصول على تعليم جيد مثل الفقر والزواج المبكر وبالإكراه، كما أن عدم الأمان المتزايد يجعل الأمر صعبا للفتيات للذهاب إلى المدارس، ونقص أعداد المدرسات يمثل مشكلة أيضا. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

الامم المتحدة

من جهته دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الى تمكين النساء من تبوؤ مراكز صنع القرار، وإشراكهن في عملية بناء السلام وحفظه، واتخاذ مزيد من الخطوات للمحافظة على الأمهات وأطفالهن، وقال بان في رسالته «منذ مائة عام، عندما احتفل العالم للمرة الأولى باليوم الدولي للمرأة، كان يُنظر إلى المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة باعتبارهما من الأفكار الراديكالية إلى حد بعيد والآن وقد حلت الذكرى المئوية الأولى ها نحن ذا نحتفل بالتقدم الكبير الذي أُحرز بفضل الدعوة الدؤوبة، والإجراءات العملية، والسياسات المستنيرة ومع ذلك لا تزال المرأة في بلدان ومجتمعات عدة مواطنة من الدرجة الثانية».

وأضاف: «مع أن الفجوة القائمة بين الجنسين في مجال التعليم ماضية في التقلص، فإن هناك أوجه تباين شاسع في البلد الواحد وبين البلدان، ولا تزال أعداد كبيرة جداً من الفتيات محرومات من التعليم المدرسي، أو ينقطعن عن الدراسة قبل الأوان، أو يكملن تعليمهن بمهارات ضئيلة وفرص أقل. ولا تزال النساء والفتيات يعانين أيضاً من أعمال التمييز والعنف المرفوضة، وكثيراً ما يكون ذلك على أيدي شركاء حياتهن الحميمة أو أقاربهن. ومن ينتمي إلى صنف الإناث عرضة للخطر، سواء في المنزل أو في المدرسة، وسواء في مكان العمل أو في معترك المجتمع. وفي كثير من سياقات النزاع، يُستخدم العنف الجنسي عمداً وبصورة ممنهجة لزرع الخوف في نفوس النساء وفي المجتمعات برمتها». بحسب فرانس برس.

وأشار بان الى أن حملة «متحدون من أجل إنهاء العنف ضد المرأة» التي أعطيتُ انطلاقتها، إلى جانب «شبكة القادة الرجال»، تعمل من أجل وضع حد للإفلات من العقاب وتغيير العقليات. وقال: «يتزايد العزم أيضاً على الصعيد الدولي لمعاقبة مرتكبي الاعتداء الجنسي في النزاعات ومنع وقوعه، ولبذل المزيد من الجهود لتنفيذ قرار مجلس الأمن التاريخي 1325 في شأن المرأة والسلام والأمن، الذي يبرز أهمية إشراك المرأة في جميع جوانب بناء السلام وحفظه».

ولفت بان الى أن «المجال الآخر الذي نشعر بالحاجة الماسة إلى رؤية تقدم ملموس يُحرز فيه هو صحة المرأة والطفل، فلقد اعترف مؤتمر القمة الذي عقد في أيلول (سبتمبر) 2010 في شأن الأهداف الإنمائية للألفية بأهمية هذه المسألة، وتعهدت الدول الأعضاء وأوساط المتبرعين للأعمال الخيرية بتقديم دعم قوي للاستراتيجية العالمية التي أعلنتُها من أجل إنقاذ الأرواح وتحسين صحة النساء والأطفال على مدى السنوات الأربع المقبلة».

وزاد: «أما في مجال صنع القرار، فإن النساء ما فتئن يتبوأن المكانة اللائقة بهن في المجالس البرلمانية بأعداد متزايدة وفي عدد متزايد من البلدان، ومع ذلك لا تتولى المرأة منصب رئاسة الدولة أو رئاسة الحكومة إلا في أقل من 10 في المئة من البلدان، وحتى عندما تكون المرأة بارزة على الساحة السياسية، فإنها غالباً ما تكون ممثَّلة تمثيلاً ناقصاً جداً في مجالات أخرى من مجالات صنع القرار، ولا سيما في المراتب العليا في قطاعي الأعمال والصناعة، وتهدف مبادرة حديثة للأمم المتحدة إلى تصحيح هذا الخلل، وهي مبادرة مبادئ تمكين المرأة التي يعمل بها الآن ما يفوق 130 من كبريات الشركات».

ورأى أن «الاحتفال باليوم الدولي للمرأة هذا العام يركز على المساواة في الحصول على التعليم والتدريب والعلم والتكنولوجيا فبالهواتف المحمولة والإنترنت، على سبيل المثال، تستطيع المرأة أن تحسن صحة أسرتها وحظها من الرفاه، وأن تستفيد من فرص الكسب، وتحمي نفسها من الاستغلال والضعف أمام المخاطر، وبفضل الحصول على أدوات من هذا القبيل، مع ما ينبغي من التعليم والتدريب، تستطيع المرأة أن تكسر حلقة الفقر وتجابه الظلم وتمارس حقوقها».

واعتبر أن «انطلاق العمل هذا العام بجهاز الأمم المتحدة المعني بالمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة لدليل على عزمنا المضي قدماً في العمل في هذا المجال من مجالات الاهتمام فمن دون مشاركة المرأة مشاركة كاملة وعلى قدم المساواة مع الرجل في جميع مناحي الحياة العامة والخاصة، لا أمل لنا في تحقيق المجتمع الذي وعد به ميثاق الأمم المتحدة، مجتمع ينعم بالاستقرار والسلام والعدل».

من جهة اخرى يتزاحم الروس هذه الأيام لاقتناص كل الهدايا الفاخرة والثمينة التي تقع عليها أعينهم، مع اقتراب اليوم السنوي للمرأة، ويعتبر 8 مارس اليوم العالمي للمرأة يوم عطلة رسمية في روسيا وبهذه المناسبة اكتظت المحلات بإعلانات الهدايا الثمينة من منسوجات وملابس فاخرة وحتى آخر ما توصلت إليه التكنولوجيا. ومن بين الهدايا التي قد يسارع الرجل الروسي لشرائها لزوجته باقة ورد تضم 1501 وردة تتكلف نحو 10500 دولار.

كانت كلارا زيتكين، وهي عضو بالحزب الديموقراطي الاجتماعي الألماني أول من دعا لليوم العالمي للمرأة، خلال مؤتمر دولي عن المرأة العاملة عقد في كوبنهاغن عام 1910، ويقول منتقدو الحدث في روسيا إن تاريخ الاحتفال الذي يقترن بتاريخ النضال من أجل حصول المرأة على حقوقها، فقد مغزاه السياسي بشكل كبير وتحول إلى حدث استهلاكي ويوم راحة من العمل.

استبيان

الى ذلك وصل عدد النساء العاملات اللواتي شاركن في ملء الاستبيان الخاص بدراسة وضع المرأة العاملة في القطاع الحكومي الاتحادي في دولة الامارات العربية المتحدة قرابة 7 الاف امرأة، وذلك خلال أسبوعين من قيام الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية بإطلاقه، عبر موقعها الالكتروني.

واعتبرت عائشة السويدي، مديرة إدارة تخطيط الموارد البشرية في الهيئة التجاوب اللافت مع الاستبيان، مؤشرا واضحا على اهتمام المرأة العاملة في إحداث تغيير نحو الأفضل، وتحقيق مزيد من الامتيازات، لتكون بذلك شريكاً في صنع القرارات وتعديل وسن التشريعات التي تخصها، وبالتالي تعزيز دورها في سوق العمل والمشاركة في التنمية المستدامة.

وقالت إن مشاركة سبعة آلاف امرأة عاملة في الاستبيان، يعد عينة مناسبة تفي بأغراض الدراسة التي تجريها الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية، بالتعاون مع اللجنة الاستشارية للمرأة العاملة التي شكلتها مؤخراً للوقوف على أوضاع النساء العاملات، ليس في القطاع الحكومي الاتحادي فقط، وإنما في القطاعين الحكومي المحلي والخاص أيضاً، لتشكل نتائجها مرجعية دقيقة لصناع القرار.

وأوضحت عائشة السويدي أن "الهيئة" تسعى الى تحسين بيئة العمل ودعم وتلبية احتياجات المرأة العاملة بعد دراستها، من خلال دراسة الأنظمة والتشريعات الخاصة بشؤونها، وتقديم بعض المبادرات الخاصة بدعمها ونشر الثقافة المؤسسية بأهمية دورها، ورفع التوصيات إلى جهات اتخاذ القرار لضمان بيئة عمل أفضل للمرأة العاملة، تلبي احتياجاتها وتدعم طموحاتها.

وذكرت أن الاستبيان يتضمن المواضيع ذات العلاقة بالمرأة العاملة للوقوف على أية احتياجات أو معوقات سواء تشريعية أو تنظيمية إدارية، أو أية صعوبات أخرى، حيث سيتم عقب اغلاق باب المشاركة في الاستبيان، تحليل البيانات، واستخلاص النتائج، ووضع التوصيات، للاستفادة منها في تعديل التشريعات والقوانين والإجراءات، إذا اقتضت الضرورة، ورسم السياسات المتعلقة بالمرأة العاملة. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

ودعت النساء العاملات الى مزيد من المشاركة في صنع القرارات التي تلامس احتياجاتهن بشكل مباشر، والدخول الى الموقع الالكتروني للهيئة وملء الاستبيان، ودعوة زميلاتهن في العمل لذلك، قبل اغلاق باب المشاركة، وذلك لجميع مزيد من الآراء، والخروج بنتائج أكثر دقة، تفضي الى توصيات حقيقية، ويغطي الاستبيان الإلكتروني 5 محاور رئيسة من خلال العديد من الاستفسارات والأسئلة حول الأبعاد المهنية والاجتماعية والاقتصادية والصحية والبيئية، وغيرها من الموضوعات المرتبطة بعمل المرأة

ميركل والمناصب القيادية

من جهتها واصلت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الضغط على الأوساط الاقتصادية في بلادها لتعيين المزيد من النساء في المناصب القيادية بالشركات الكبرى، وقالت ميركل في رسالتها الأسبوعية المتلفزة على الإنترنت بمناسبة مرور مئة عام على يوم المرأة العالمي “ألمانيا تنتمي إلى آخر دول العالم عندما يتعلق الأمر بنسبة مشاركة النساء في المناصب القيادية في الأوساط الاقتصادية، خاصة في الشركات الكبرى، لذلك يتعين أن يحدث الكثير في هذا الأمر خلال الأعوام المقبلة”. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

وأعلنت المستشارة عزمها إجراء محادثات مع الأوساط الاقتصادية في المستقبل القريب حول زيادة نسبة مشاركة المرأة في المناصب القيادية بالشركات، مادامت الشركات لم تلزم نفسها بذلك حتى الآن، تجدر الإشارة إلى أن ميركل عارضت من قبل مقترحات وزيرة العمل الألمانية، أورسولا فون دير لاين، بإلزام الشركات بتعيين نسبة معينة من النساء في مجالس الإدارات ومجالس الإشراف والإدارة وأعربت المستشارة عن قناعتها بأنه عندما تشارك النساء في المناصب الحاسمة فإن موضوعات مثل التوفيق بين المهنة والأسرة والمساواة في الرواتب بين الرجال والنساء ستلعب دورا أكثر أهمية في الشركات، وذكرت ميركل أن اليوم العالمي للمرأة يمثل حافزاً لفعل المزيد من أجل تحقيق مساواة حقيقية بين النساء والرجال في الحياة اليومية.

الدول العربية

على صعيد متصل نظمت جمعية النساء العربيات بالتعاون مع منظمة كفينا تل كفينا السويدية احتفالا بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، واكدت وزيرة التنمية الاجتماعية سلوى المصري خلال رعايتها الاحتفال على قدرة المرأة على تحمل المسؤولية في كافة المواقع التي تبوأتها ابتداء من المنزل وانتهاء بالعمل في القطاعات المختلفة لافتة الى ان انصافها يعد انصافا للمجتمع .

واضافت المصري ان الحكومة الاردنية حققت تطورا ملموسا في دعم مسيرة المرأة وتعزيز مكانتها ودورها كعضو منتج وفاعل في المجتمع مؤكدة ضرورة مواصلة البناء على ما تقدم من خلال وضع التشريعات الكفيلة بضمان حقوق المرأة وحمايتها من العنف والتهميش لدورها الى جانب زيادة الوعي المجتمعي بعدالة مطالبة المرأة بحقوقها في الحياة الكريمة والمساواة العادلة بينها وبين الرجل.

السفيرة السويدية في عمان شارلوتا سبار قالت انه من 100 عام والعالم يحتفل بيوم المرأة ، وان هذه الاحتفالات بدأت تأتي ثمارها الآن لافتة الى تقدم المرأة في مجالات التعليم والصحة والعمل

واضافت ان هذه الثمار هي نتيجة جهد متواصل لناشطات من النساء اللواتي سعين لنيل حقوقهن مؤكدة ضرورة استمرار هذه الجهود ودعمها وصولا الى المساواة مع الرجل وصون كرامة الانسانية جمعاء.

بدورها قالت ممثلة منظمة كفينا تل كفينا بوريانا ان المرأة تسعى لاعادة النظر بالنظام الابوي القائم على التفريق بين الجنسين وان نعيد النظر بالعادات والتقاليد التي ترسخ التفرقة بين المرأة والرجل داعية الى ضرورة النظر للمرأة على اساس انها شريك هام في العملية الاصلاحية وفي مناحي الحياة المختلفة، رئيسة المبادرة النسوية الاوروبية ليليان اكدت من جانبها الاصرار على التغيير وصولا الى منح حقوق المرأة كاملة غير منقوصة، وناشدت الاتحاد الاوروبي بعدم دعم الانظمة التي تحرم النساء من حقوقهن ليعشن حياة امنة خالية من العنف والاساءة وانتقاص الحقوق في الوقت الذي دعت فيه الى التضامن بين نساء العالم اجمع لنيل هذه الحقوق والمساواة مع الرجل.

الى ذلك قالت النائب عبلة ابو علبة انه علينا ان نسعى لتمثيل اوسع للمرأة الاردنية في كافة المواقع وان يتم البناء على الانجازات التي تحققت مشيرة الى ضرورة اعادة النظر بالتشريعات والقوانين الناظمة لدور ومكانة المرأة في المجتمع وخاصة قانون الاحوال الشخصية.

وكانت رئيسة جمعية النساء العربيات رندا قسوس القت كلمة جددت خلالها تأكيد نساء الاردن على ارادتهن بالتغيير والاصلاح، وقالت ان النساء يطالبن بالمشاركة في الحوار المجتمعي من اجل الاصلاح السياسي والقانوني متسائلة عن سبب اقصائهن الذي على حد تعبيرها يعبر عن نظرة دونية لمجهودات الجمعيات النسائية ومكانة المرأة الاردنية في القرن الواحد والعشرين، وفي ختام الاحتفال استعرضت عدد من النساء قصص نجاحهن في نيل حقوقهن بعد سنوات من الاضطهاد والتمييز.

الى ذلك تعتبر المرأة الفلسطينية المكافحة، التي اعطت النضال الوطني كما اعطى الرجل، لا بل احيانا أكثر، مازالت تقع تحت الضغط والاضطهاد والاستغلال الذكوري -الاجتماعي والقانوني والثقافي والسياسي. ليس فقط لان القوانين الفلسطينية في النظام الاساسي (الدستور) تحتاج الى مزيد من التغيير والتعديلات الضرورية لتعميق المساواة بين الرجل والمرأة، بل بسبب الانقلاب الحمساوي الاسود، واجراءاته وانتهاكاته الخطيرة للحريات وللقوانين الفلسطينية، وكونه يمثل الوجه الأبشع لعملية الاضطهاد والاستبداد.

المرأة الفلسطينية في الثامن من آذار بحاجة ماسة لرفع الصوت عاليا ضد الانقسام والانقلاب وبذات القدر ضد الاحتلال الاسرائيلي البغيض. وعلى النساء والرجال المؤمنين بمبدأ المساواة بين الجنسين والقوى السياسية الوطنية والديمقراطية، العمل بكل الوسائل لالغاء واسقاط الانقلاب والانقسام، الذي دمر النسيج الوطني والاجتماعي، وعمق عملية الاستغلال للمرأة، واعاد القضية الوطنية عشرات السنين للوراء. 

من جهة اخرى اقامت بعثة الامم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) احتفالية مشتركة في بغداد مع الحكومة العراقية وبعثة الاتحاد الاوربي بمناسبة اليوم العالمي للمرأة

وجاء في بيان الاحتفال "اشتركت كلا من حكومة العراق وبعثة الاتحاد الأوروبي المتكاملة لدعم سيادة القانون في العراق والأمم المتحدة في استضافة احتفال مئوية اليوم الدولي للمرأة "،وتابع "جمع الاحتفال ممثلين عن حكومة العراق والمجتمع المدني ومنظمات حقوق المرأة والأوساط الأكاديمية وقيادات الشباب العراقي وممثلين عن المجتمع الدولي".

واضاف البيان "القى كل من وكيل وزارة حقوق الإنسان، الدكتور عبد الكريم عبد الله الشلال، ورئيس بعثة الاتحاد الأوروبي في العراق، السيد فرانسيسكو دياز ألكنتود، والممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، السيد آد ملكيرت، كلمة أمام الجمهور بصفتهم متحدثين رئيسيين، كما وجه ممثل وزارة الدولة لشؤون المرأة كلمة للحضور".

ولفت البيان انه "تم عقد حلقة نقاش بعد الانتهاء من الكلمات الرئيسية تشارك فيها حكومة العراق والأوساط الأكاديمية والمجتمع المدني وقيادات الشباب، ودار النقاش حول تعزيز حقوق المرأة، كما ركزت النقاشات على الموضوع العالمي لليوم الدولي للمرأة وهو المساواة في إمكانية الوصول إلى التعليم والتدريب والعلوم والتكنولوجيا، طريق المرأة إلى العمل الشريف، والموضوع الوطني وهو تعزيز المشاركة السياسية للمرأة".

المرأة والتغيير

على صعيد متصل اكدت الممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون اشتون ومفوضة الاتحاد الاوروبي للحقوق الاساسية والعدل فيفيان ريدينغ ان "المراة أدت دورا بارزا لاحداث التغيير في شمال أفريقيا على الرغم من العنف الذي تواجهه وانضمت الى النضال من اجل التغيير".

جاء ذلك في بيان مشترك للمسؤولين الاوروبيين بمناسبة الذكرى ال 100 ليوم المرأة العالمي، واعرب في البيان عن املهما في أن ينعكس الدور الرئيسي الذي قامت به المرأة حتى الان بشكل كامل على التغييرات المؤسسية التي هي بالفعل قيد المناقشة في المنطقة مشددتين على ان "المرأة يجب أن تكون في صلب المناقشات حول النظام في المستقبل".

واشار البيان الى ان "اليوم العالمي للمرأة يذكرنا أيضا بأن الكثير من النساء في جميع أنحاء العالم لا تزال تواجه عدم المساواة"، واضاف "ان النساء يكسبن ويملكن اقل من الرجال وان المرأة لا تزال ممثلة تمثيلا ناقصا سياسيا وكذلك في عالم الاعمال وان كثير من النساء والفتيات هن من ضحايا العنف القائم على نوع الجنس بما في ذلك الاعتداء الجنسي والاتجار والزواج المبكر والقسري"، وشدد البيان ان "الاتحاد الاوروبي يؤكد مجددا التزامه بتعزيز المساواة بين الجنسين وتعزيز مكانة المرأة بخاصة وان المساواة بين المرأة والرجل هو حق أساسي".

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 14/آذار/2011 - 8/ربيع الثاني/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م