تسونامي اليابان... تشيرنوبل جديد يقلق العالم

 

شبكة النبأ: في كارثة عدة الاسوأ في اليابان منذ الحرب العالمية الثانية، سقط الالاف القتلى في تسونامي الذي ضرب شمال شرق البلاد مطلع الاسبوع الحالي، وصلت درجته على مقياس رختر ثمانية وثمانية في العشرة، ليطيح بالعشرات من القرى والمدن التي كانت تحت طائلته.

فيما لاتزال الكارثة مستمرة في تهديدها، خصوصا ان الخبراء يتوقعون رادات اهتزازية قد تدمر المفاعلات النووية المتضررة اصلا من الزلزال.

وتترقب الدول القريبة من الحدث من توابع ما قدر يقع خلال الساعات القادمة، في الوقت الذي اعلنت العديد من دول العالم استنفار لمساعدة طوكيو على تجاوز الازمة والحد من الخسائر البشرية والمادية والبيئية.

اليابان تصارع الكارثة

حيث ترقد طائرة محطمة وسط قطع من خشب المنازل المدمرة في ميناء سينداي.. وعلى بعد ساعة بالسيارة يفحص عمال يرتدون اقنعة بيضاء وملابس واقية الاف الاشخاص لمعرفة مدى تعرضهم للاشعاع المتسرب من محطة نووية.

وبعد يومين من اغراق زلزال مدمر وأمواج مد عاتية الساحل الواقع شمال شرق اليابان ليقتل المئات ويجبر عشرات الالاف على الفرار من منازلهم تلاقي اليابان صعوبة في استيعاب مدى احدى اسوأ كوارثها.

وقال ايتشيرو ساكاموتو (50 عاما) في مدينة هيتاشي بمقاطعة ايباراكي "هل هو حلم.. اشعر كما لو انني اشاهد فيلما او شيء من هذا القبيل... عندما اكون بمفردي اضطر لقرص وجنتي للتأكد مما اذا كان هذا حلم ام لا."

وفي سينداي وهي مدينة يسكنها مليون نسمة يفتش الناجون وعمال الانقاذ في كومات من القمامة المختلطة بالاخشاب وغيرها من انقاض المنازل والمباني عن متعلقاتهم الشخصية وينتشلون الجثث.

ووسط هذه الاجواء يقوم السكان المذعورون بتخزين الامدادات. وامام محطة للتزود بالوقود ينتظر صف من السيارات طوله كيلومتران. وتزاحم نحو 300 شخص في متجر كبير لشراء المواد الغذائية.

وقالت ميتشيكو يامادا (75 عاما) في ريكوزينتاكاتا وهي قرية سواها الزلزال بالارض تقريبا في اقصى شمال مقاطعة ايوات "كانت امواج المد سوداء وشاهدت اشخاصا في سيارات وزوجين مسنين جرفوا امامي مباشرة."

وذكرت وكالة كيودو اليابانية للانباء ان كثيرا من الجثث انتشلت من تحت الانقاض يوم الأحد في قرية يامادا حيث غرق خمسة الاف منزل. وفي بلدة اوتسوتشي القريبة جرفت المياه مقر رئاسة البلدية في حين كان رئيس البلدية والمسؤولون المحليون داخله على ما يبدو.

وانقذت السلطات رجلا عمره ستين عاما وجد طافيا على جزء من سقف خشبي على بعد 15 كيلومترا من الشاطئ بمقاطعة فوكوشيما. وقالت كيودو ان المياه جرفت الرجل ومنزله الى البحر.

وفي كورياما بمقاطعة فوكوشيما جنوبي سينداي يجرى فحص الاف الاشخاص الذين تم اجلاؤهم من مناطق حول محطة الطاقة النووية لمعرفة ما اذا كانوا تعرضوا لاشعاع نجم من انفجار احد مفاعلاتها بينما تجاهد السلطات للتعامل مع تبعات التسرب.

وعلى الرغم من اصرار الحكومة على ان مستويات الاشعاع منخفضة في اعقاب الانفجار الذي وقع في المبنى الرئيسي للمحطة الواقعة على بعد 240 كيلومترا شمالي طوكيو يمسك العمال الذين ارتدوا اقنعة بيضاء وملابس واقية بأجهزة فحص يدوية لاجراء مسح لكل من يصل الى مراكز الاجلاء.

وقال شاب يدعى ماسانوري اونو عمره 17 عاما بينما كان واقفا في صف بمركز للاجلاء بكورياما "هناك اشعاع تسرب ولما كان احتمال (التعرض) كبيرا بات الامر مفزع تماما."

وثمة مخاوف من مقتل نحو عشرة الاف شخص في الزلزال وتدمير 20820 منزلا او تعرضها لاضرار شديدة. وتدفقت التقارير الخاصة بحجم الخسائر الفادحة اليوم.

فقد جرفت المياه دارا لرعاية المسنين بها 30 نزيلا في اوفوناتو وهي مدينة ساحلية صغيرة في الشمال. وسويت بلدة ميناميسانريكو بالارض تماما. وفشلت السلطات في رصد مواقع عدد كبير من سكانها البالغ عددهم 17500 نسمة.

وفي ريكوزينتاكاتا تدافع الناجون لاسترداد متعلقاتهم وفي بعض الاحيان تسلقوا اشجارا سقطت او سيارات مقلوبة.

العديد من المناطق جرفتها المياه تماما مما أوجد مساحات واسعة من الطين والوحل تناثرت فيها قطع الاخشاب والاجهزة. ولم يبق قائما سوى المباني القوية الراسخة.

وظلت محطة للقطارات صامدة لكن الطين والاخشاب ملأت مبناها الصغير. وبرزت صورة فوتوغرافية لاحدى الاسر من الارض الموحلة قرب أحد المنازل المدمرة.

وأوى نحو 1340 شخصا الى ملجأ محلي مساء السبت بمدرسة في درجات حرارة تقترب من التجمد. وفي الداخل نام الناس واحتموا من البرد بالبطاطين. وجلس بعضهم على كراسي حول المدافئ يتبادلون الحديث من الاهل والاصدقاء.

وراجع الاقارب القلقون لوحة المعلومات الخاصة بالناجين وراح بعضهم ينتحب والبعض الاخر يتهامس ويجلس في مجموعات. بحسب رويترز.

وقال يوكو ابي (54 عاما) وقد اغرورقت عيناه بالدموع "أنا أبحث عن ابوي وشقيقي الاكبر. وبعد رؤية الوضع في المنطقة اعتقد انه لم ينج احد منهم... انا ايضا لا استطيع ان ابلغ اخوتي الذين يعيشون بعيدا اني امن لان الهواتف المحمولة والارضية لا تعمل."

وجرى اجلاء نحو 300 الف شخص في انحاء اليابان بينهم عشرات الالاف من مناطق قرب المحطة النووية في مقاطعة فوكوشيما.

وفي طوكيو يخشى كثيرون منذ فترة طويلة من وقوع زلزال اخر قوي في شدة ذلك الذي قتل 140 الف شخص عام 1923. وتابع السكان اللقطات التلفزيونية التي لا نهاية لها فيما يبدو للنيران والمباني المنهارة والامواج القاتلة.

وقالت كاسومي (26 عاما) خلاء لقاء مع صديقها على شراب في حي اكاساكا بوسط العاصمة ليل السبت "حتى في الحانة ظللنا نتابع الاخبار. شاهدنا أمواج مد تبتلع منازل وبدا الأمر كما لو كان فيلما."

مفاعل ثان

في سياق متصل حذر رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان مواطني بلاده من احتمالات مواجهة اسوأ ازمة معيشية يمرون بها منذ اهوال وكوارث الحرب العالمية الثانية، بعد الدمار الذي لحق باليابان بفعل الزلزال المدمر وما لحقه من امواج تسونامي تسببت في خسائر بشرية ومادية جسيمة، ووضعتها امام ازمة نووية خطيرة.

وقال كان، في كلمة نقلها التلفزيون الياباني، ان على اليابانيين الاستعداد لعواقب انقطاعات متكررة وطويلة للتيار الكهربائي.

ويقول مسؤولون ان نظام التبريد تعطل في المفاعل الثالث، وهي نفس المشكلة التي ادت الى انفجار قوي في المفاعل الاول السبت.

وأعلن رئيس الوزراء الياباني ناوتو كان حالة طوارئ نووية في جميع انحاء البلاد بعد تعرض مجمع فوكوشيما الى مشاكل واعطاب جسيمة. وصدرت اوامر بإغلاق 11 مفاعلا وأربع محطات.

وبموجب القانون الياباني يتوجب إعلان حالة الطوارئ إذا تعطلت انظمة تبريد في أي مفاعل نووي في البلاد، التي يوجد فيها 55 مفاعلا تولد نحو ثلث احتياجات البلاد من الطاقة الكهربائية. وقد تم بالفعل جلاء نحو 170 الف شخص من سكان المناطق المحيطة بالمجمع النووي.

وقد انشأت الحكومة مركز طوارئ لبحث الإجراءات الواجب اتخاذها وجمع المعلومات عن الأضرار التي لحقت بالمفاعلات. لكن المصادر اليابانية نفت حدوث أي عمليات تسرب إشاعي حتى الأن.

لكن وكالة كيودو اليابانية للأنباء نقلت عن لجنة امنية قولها أنه تم تسجيل مستوى للاشعاع النووي اعلى بالف ضعف من المعدل الطبيعي في قاعة للتحكم داخل المفاعل الاول في المجمع الواقع شمال شرقي اليابان. يشار إلى أن مجمع فوكوشيما يضم ستة مفاعلات أقدمها انشأ منذ 40 عاما.

في هذه الاثناء قالت الشرطة ان ضحايا امواج التسونامي في البلاد قد يصل الى اكثر من عشرة آلاف قتيل، بعد ان كانت التقديرات قد وضعت الرقم عند الفين فقط.

وقال مراسل رويترز في اليابان كريس هوغ ان الانصهار في المفاعل الثالث سيكون اكثر خطورة، في حال حدوثه، من الانصهار الذي حدث في المفاعل الاول، لان الوقود المستخدم فيه هو اليورانيوم والبلوتونيوم، في حين ان المفاعلات الباقية يستخدم فيها اليورانيوم فقط.

ويقول الخبراء انه طالما تمكن الفنيون في الابقاء على قضبان الوقود النووي مغمورة في الماء، سيكون بالامكان تجنب كارثة نووية كبيرة.

ويضخ العمال حاليا كميات من مياه البحر لتبريد تلك القضبان، الا ان بعض الانباء تحدثت عن ان بعض اطراف تلك القضبان النووية خرجت الى فوق مستوى سطح الماء.

الدول المجاورة تترقب حالة الرياح

من جهته قال مسؤول بالارصاد الجوية في اليابان يوم الاحد ان اتجاه الرياح التي تهب فوق مجمع نووي دمره زلزال في البلاد سيتحول من الجنوب الى الغرب ليل الاحد مما يعني دفع التسرب الاشعاعي نحو المحيط.

وتقع محطة فوكوشيما دايتشي التي تشغلها شركة طوكيو الكتريك باور (تيبكو) على بعد نحو 240 كيلومترا الى الشمال من طوكيو على الساحل الشمالي الشرقي من البلاد.

وقال مسؤول هيئة الارصاد الجوية اليابانية ان الرياح ستهب من الغرب حتى منتصف ليل الاحد تقريبا في المنطقة.

ومضى يقول أن سرعة الرياح ستكون بين مترين وثلاثة أمتار في الثانية. وفي العادة فان اتجاه رياح بهذه السرعة يعمد الى التغير بسهولة خلال يوم واحد.

ويمثل اتجاه الرياح عاملا رئيسيا في الحكم على الاضرار المحتملة التي ستلحق بالبيئة من الاشعاع المتسرب من المحطة التي دمرها أكبر زلزال يضرب اليابان يتم تسجيله حتى الان وما تبعته من أمواج مد عاتية.

ويعمل المسؤولون جاهدين لمنع الارتفاع الشديد في حرارة قضبان الوقود في أحد المفاعلات بعد تسرب الاشعاع الى الجو. وليس هناك احتمال كبير في أن تصل الاشعاعات لكوريا الجنوبية الواقعة الى غرب اليابان.

وقال لي دورك هون رئيس قسم تحليل سلامة العمليات في المعهد الكوري للامان النووي "لا نرى أثرا (من الاشعاع القادم من اليابان) حتى الان نظرا لان الرياح الحالية قادمة من الغرب."

وأضاف "لكن اذا تغيرت الرياح فربما تؤثر علينا وطبقا لانظمة المتابعة الوثيقة لدينا فسوف نعد اجراءات لمنع وقوع أي خسائر."

والصين والكوريتان وأقصى شرق روسيا هي المناطق الاقرب الى اليابان لكنها تقع جميعا الى الغرب من المنطقة الرئيسية التي وقعت بها الكارثة.

وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) ان السلطات في اقليم لياونينغ بشمال شرق الصين بدأت متابعة الوضع لاحتمال وصول الاشعاع من اليابان لكنها لم تعلن حدوث هذا بعد.

ونقلت عن قاو كوي المسؤول في السلامة النووية قوله "في الوقت الراهن الارقام عادية ولم تتضرر مقاطعة لياونينغ."

مشاعر يأس وخوف

من جانب آخر تجمع الناجون من الزلزال المدمر وأمواج المد العاتية (تسونامي) في الملاجئ وخزنوا الامدادات في الوقت الذي قام فيه عمال الانقاذ بأعمال بحث على الساحل الذي لحق به الدمار وأغرقت المياه منازله وجرفت السيارات والقوارب.

وأظهرت لقطات من الجو مباني وقطارات متناثرة مثل لعب الاطفال بعد أن اجتاحت الامواج الشاهقة العاتية مناطق حول مدينة سينداي الاشد تضررا على بعد حوالى 130 كيلومترا من مركز الزلزال. بحسب رويترز.

وقالت كومي أونوديرا وهي فنية تركيبات أسنان (34 عاما) ان "كل شيء أصبح صعبا للغاية الان." ويبلغ عدد سكان سينداي التي تعرف باسم "مدينة الاشجار" وتوجد بها براكين خاملة مليون نسمة.

وأضافت أونوديرا أن المعاناة التي عاشتها في ليل الخميس كانت "شبيهة بمشهد من فيلم كوارث."

وأوضحت "كان الطريق يتحرك صعودا وهبوطا مثل موجة (في بحر). كانت الاشياء تحترق والثلج يتساقط.. (شيء يجعلك) تشعر حقا بقيمة ما تعيشه في حياتك اليومية."

وفيما يزيد من مشاعر الذعر حدوث تسرب اشعاعي من مفاعل نووي غير مستقر في فوكوشيما قرب سينداي.

وفي المناطق المحيطة بمدينة فوكوشيما وقف الناجون في صفوف للحصول على مياه الشرب في مراكز البلدان ليقوموا بملء أباريق الشاي والحاويات البلاستيكية بالمياه الصالحة للشرب. ونشرت اليابان عشرات الالاف من ضباط قوة الدفاع الذاتي للبحث عن المفقودين.

وتشاهد مئات من سفن الصيد انقلبت كثير منها في الحقول بعد ان جرفتها أمواج المد التي بلغ ارتفاعها عشرة أمتار.

وقالت وكالة أنباء كيودو انه تم اجلاء نحو 300 ألف شخص في مختلف أنحاء البلاد بينهم 90 ألفا من المناطق القريبة من المنشأة النووية ويسعى كثيرون منهم للحصول على ملاذ في الملاجئ وقد لفوا اجسامهم بالاغطية ويمسك بعضهم بضعا وهم يبكون.

وانتشلت طائرات هليكوبتر ناجين من مدرسة ابتدائية في سينداي. وعلى بعد حوالي 100 كيلومتر الى الجنوب في كورياما نامت الاسر في أكياس النوم في استاد رياضي.

ويخشى من أن يكون ما لا يقل عن 1700 شخص لاقوا حتفهم في الزلزال وهو خامس أقوى زلزال في العالم خلال القرن المنصرم. وأوردت وكالة كيودو أن ما يصل الى 3400 بناية اما دمرت أو لحقت بها أضرار شديدة. وأضافت كيودو انه اندلع حوالي 200 حريق بينها ثلاثة مازالت مشتعلة في مدينة كيسينوما في الشمال الشرقي.

وقبالة الساحل الشمالي الشرقي حوصرت ناقلة نفط بشكل غريب في المياه الضحلة وعلى الارض في سينداي علقت شاحنة ميني فان فوق عمود معدني بشكل مخيف.

وفي بلدة ميناميسانريكو في مقاطعة مياجي قالت وكالة كيودو ان ما يصل الى 9500 شخص يمثلون حوالي نصف سكان البلدة لم يعد ممكنا الاتصال بهم.

وظلت الاتصالات بالهواتف المحمولة مقطوعة في أجزاء كبيرة من المنطقة وانقطعت الكهرباء عن أكثر من خمسة ملايين شخص.

في ميتو وهي بلدة أخرى في المنطقة وقفت صفوف طويلة خارج متجر لحقت به أضرار في الوقت الذي كان فيه المئات ينتظرون الادوية والمياه وغيرها من اللوازم. وقلت الامدادات مع قيام الناس بالتخزين نتيجة عدم علمهم كم من الوقت سيستغرق وصول بضائع جديدة.

وقال كونيو اواتسوكي (68 عاما) لرويترز "أغلقت كل المتاجر.. وهذا هو واحد من عدد قليل من المتاجر التي ما زالت مفتوحة. لذلك جئت لشراء وتخزين... مياه الشرب والغذاء."

وفي ريكوزنتاكاتا وهي قرية على مقربة سويت بالارض تقريبا في مقاطعة ايواتي بأقصى الشمال سارع الناجون لاسترداد متعلقاتهم وتسلقوا وهم يسيرون في بعض الاحيان فوق الاشجار الساقطة والسيارات المقلوبة للوصول الى المنازل المدمرة.

وشهدت خدمات السكك الحديدية في اليابان حالة من الفوضى بعد ان دفنت بعض العربات في الوحل أو رقدت محطمة على الاراضي الزراعية. وفقدت أربعة قطارات في مقاطعتي مياجي وايواتي. وتسرب النفط من مصفاة تكرير في ميناء مدينة شيوجاما في مياجي.

وفي طوكيو حيث يخشى كثيرون منذ زمن طويل من احتمال وقوع زلزال رهيب اخر على غرار الزلزال الذي قتل نحو 140 ألف شخص في عام 1923 يجد السكان صعوبة في التصدي للاضرار التي لحقت بالبلاد وبمدينتهم.

وشعر البعض بالارتياح لان حجم الاضرار في العاصمة ليس أكبر مما حدث ولكن الكثيرين لا يزالون يشعرون بالرعب ازاء استمرار الفوضى في أماكن أخرى خصوصا بعد أن حدث تسرب اشعاعي من مفاعل في فوكوشيما.

وقال خبراء انه يتعين الا تتوقع اليابان تكرارا لكارثة مفاعل تشيرنوبل بعد وقوع انفجار تحت سقف احدى منشات الطاقة النووية بها.

وقال فاليري هليهالو نائب مدير مركز الامان النووي في تشيرنوبل "هذه المفاعلات مصممة للعمل في منطقة عالية المخاطر الزلزالية على الرغم من ان ما حدث يتجاوز القوة التي صممت المنشات لتحملها."

وبدأ المجتمع الدولي في ارسال فرق اغاثة من الكوارث الى اليابان يوم السبت لمساعدتها بعد ان تعرضت للزلزال وموجات المد وارسلت الامم المتحدة مجموعة لتنسيق العمل.

وقالت اليزابيث بيرز المتحدثة باسم مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية "نقوم بنشر تسعة خبراء من بين افضل خبرائنا في التعامل مع الكوارث. سيساعدون في تقييم الاحتياجات وتنسيق المساعدة مع السلطات اليابانية."

أقوى الزلازل التي هزت العالم منذ 1900

فيما تفوق قوة الزلزال الذي ضرب اليابان قوة العديد من الزلازل التي هزت العالم خلال ما يزيد على القرن، إذ بلغت 8.9 درجة بحسب مقياس ريختر.

ويعتبر الزلزال الذي ضرب تشيلي في العام 1960، وتحديداً في الثاني والعشرين من مايو/أيار من ذلك العام الأعنف والأكثر قوة، إذ بلغت قوته 9.5 درجة بحسب مقياس ريختر، وتسبب بمقتل 1600 شخص وإصابة نحو 2000، وخلف نحو مليوني مشرد.

ثاني أكبر زلزال هز العالم، هو ذلك الذي وقع في آلاسكا في السابع والعشرين من مارس/آذار عام 1964 وبلغت قوته 9.2 درجة بحسب مقياس ريختر وأسفر عن مصرع 15 شخصاً وتسبب بموجات مد تسونامي قتلت 113.

ثالث أكبر الزلازل من حيث القوة هو الزلزال الذي ضرب شمال جزيرة سومطرة في إندونيسيا، في السادس والعشرين من ديسمبر/كانون الأول عام 2004، وبلغت قوته 9.1 درجة، وأسفر عن مقتل 227898 وشرد 1.7 مليون نسمة واجتاحت موجات المد تسونامي 14 دولة على شواطئ المحيط الهندي، بما فيها عدة دول أفريقية. بحسب السي ان ان.

روسيا شهدت زلزالا قويا بلغت قوته 9 درجات بمقياس ريختر، وذلك في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني عام 1952، وضرب شبه جزيرة كامشتكا في أقصى الشرق، وخلف أضراراً كبيرة من دون خسائر في الأرواح.

الزلزال الياباني الأخير، بقوته البالغة 8.9 كان أقوى من الزلزال الذي ضرب تشيلي في السابع والعشرين من فبراير/شباط 2010، والذي بلغت قوته 8.8 درجة، وتسبب بمقتل 507 أشخاص.

كذلك يعادل قوة الزلزال الذي ضرب الإكوادور في الحادي والثلاثين من يناير/كانون الثاني من العام 1906، ولم يعرف عدد القتلى.

في الثالث من فبراير/شباط عام 1965 وقع زلزال أقل قوة بقليل في جزر "رات" بآلاسكا، وبلغت قوته 8.7 درجة، ولم ترد تقارير عن وقوع إصابات أو ضحايا جراءه.

في إندونيسيا، وقع زلزال آخر قوي في الثامن والعشرين من مارس/آذار عام 2005 إلى الشمال من جزيرة سومطرة، وبلغت قوته 8.6 درجة وأسفر عن مقتل 1400 شخص.

في العام 1950، وتحديداً في الخامس عشر من أغسطس/آب وقع زلزال ضرب منطقة آسام في الهند والتبت، وبلغت قوته 8.6 درجة، وأسفر عن مقتل 780 شخصاً.

وضرب زلزال آخر بنفس القوة منطقة جزر أندريانوف في آلاسكا في التاسع من مارس/آذار عام 1957 ولم ترد أي معلومات عن سقوط قتلى، لكنه أحدق دماراَ واسعاً.

أما أكثر الزلازال هلاكاً للأرواح البشرية، فهو الزلزال الذي ضرب منطقة تانغشان في الصين وبلغت قوته 7.5 درجة وتسبب بمقتل 255 ألف شخص، فيما قدرته تقارير أخرى بنحو 655 ألفاً. ويليه في ذلك زلزال سومطرة  عام 2004 والذي تسبب بمقتل 227898 شخصاً.

ويليه زلزال هايتي في الثاني عشر من يناير/كانون الأول عام 2010 وأسفر عن مقتل 222521 وبلغت قوته 7 درجات.

 وجاء بعده زلزال هايوان في الصين وبلغت قوته 7.8 درجة ووقع عام 1920 وتسبب بمقتل 200 ألف إنسان.

وفي الأول من سبتمبر/أيلول عام 1923 ضرب زلزال قوي منطقة كاوانتو اليابانية وبلغت قوته 7.9 درجة وتسبب بمقتل 142 ألفا.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 14/آذار/2011 - 8/ربيع الثاني/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م