النظام السعودي... فشل في تفادي الاحتجاجات

 

شبكة النبأ: حشدت الاسرة الحاكمة في السعودية قوة المؤسسة الدينية المحافظة لمنع موجة من الانتفاضات الشعبية ضد الحكام العرب من الوصول إلى المملكة التي تضم أراضيها أكثر من خمس الاحتياطيات النفطية العالمية المؤكدة.

وسيختبر هذا الطرح ما اذا كانت هذه الاساليب التقليدية ستفلح مع شعب أغلبه من الشبان الذين نشأوا في عصر الثورة التكنولوجية ولديهم القدرة على استخدام الانترنت في التنظيم ونشر الافكار عن الحقوق الاساسية والمشاركة السياسة.

وفي حين شجعت الانتفاضات التي أطاحت بحليفي السعودية في مصر وتونس النشطاء المطالبين بالديمقراطية على تحدي الحكام في مختلف أرجاء المنطقة جربت السلطات السعودية كل الوسائل الممكنة لتحذير الناس من محاولة تكرار نفس الاسلوب.

والموضوع الذي يدور حوله الحديث في تعليقات الامراء ورجال الدين وكتاب المقالات الافتتاحية في الصحف هو أن الاحتجاجات في الدولة الحليف للولايات المتحدة تتعارض مع الاسلام استنادا الى فتوى أصدرتها هيئة كبار العلماء هذا الاسبوع.

الدولة الإسلامية

فقد حذر وزير الخارجية الامير سعود الفيصل ابن أخي الملك من أن الاحتجاجات غير مسموح بها وأن التغيير لن يحدث الا عن طريق "مبدأ الحوار."

واستخدموا أسلوب الخطابة الذي اعتاده السعوديون منذ زمن بعيد والذي يستند الى فكرة أن السعودية متفردة كدولة وانها نموذج للدولة الاسلامية الاولى واليوتوبيا الاسلامية حيث كلمة الله هي الشريعة والانصياع للشريعة أمر لا نقاش فيه.

وساقوا سورا من القرآن وفهمهم للدولة الاسلامية الاولى التي أسسها النبي محمد لدعم وجهة نظرهم القائلة بأن الاصلاح يجب أن يأتي عن طريق النصح وليس احتجاجات الشوارع وأن حتى جمع التوقيعات على عرائض الالتماس يتعارض مع ما أمر به الله.

لكن فؤاد ابراهيم الذي أعد دراسات عن المذهب الوهابي السعودي قال ان كلمة كبار علماء الدين أصبح لها تأثير أقل بكثير الآن مما كان من قبل.

وقال ابراهيم المقيم في لندن انهم يقولون "نحن نعيش في دولة اسلامية لسنا مثل مصر وتونس نحن نطبق الشريعة وليس هناك سبب كاف يدعو الناس للثورة على الدولة الاسلامية - مثل هذه المزاعم يجري الترويج لها لكن لم يعد كثيرون يصدقون ذلك الآن."

وتركز الوهابية - التفسير السعودي للمذهب الحنبلي السني - على طاعة أولي الامر تحت أي ظرف. ولا يرضى علماؤه كذلك عن الاحزاب السياسية المحظورة في البلاد.

ولكن في أعقاب أزمة الخليج بين عامي 1990 و1991 عندما فاجأ رجال الدين الحكوميين الكثيرين بالسماح للقوات الامريكية باستخدام الاراضي السعودية انشق العديد من العلماء الوهابيين.

وباعتبارهم أكثر نشاطا على الساحة السياسية قدم هؤلاء المنشقون التماسات للاسرة الحاكمة تفيد أن الدولة حادت عن مباديء الاسلام في سياساتها الداخلية والخارجية. وايدوا فكرة اجراء انتخابات برلمانية.

والعديد من هؤلاء العلماء الذين سجنوا بسبب أرائهم يحظون بين السعوديين اليوم بمصداقية أكبر من رجال الدين المدعومين من الحكومة.

ومنهم سلمان العودة الذي يقدم برنامجا أسبوعيا على قناة ام.بي.سي1 التلفزيونية والذي وقع التماسا يطالب بالتغيير الشهر الماضي وأدلى بتصريحات مؤيدة للاصلاح على موقع تويتر هذا وقال "يجب أن يمنح الشباب بعض الحرية في النقد وشيئا من الحرية في مدى استحقاق من نسميهم وجدارتهم بهذه الالقاب التي نضفيها عليهم."

وانقسم رجال الدين السعوديون بشأن تأييد الانتفاضات في تونس ومصر وليبيا. ويخشى أنصارهم على المواقع الاسلامية على الانترنت أن تخدم الاحتجاجات مصالح ايران بتشجيع الشيعة الذين بدأوا بالفعل الاحتجاج في الاسبوعين الماضيين في المنطقة الشرقية التي تضم أغلب حقول النفط السعودية.

ويخشى رجال الدين الذين يتمتعون بنفوذ قوي في المجتمع من خلال اتفاق تاريخي مع أسرة ال سعود الحاكمة من أن تخدم الاحتجاجات مصالح الليبراليين الذين يريدون تقييد المؤسسة الدينية.

وكثيرا ما يقول المسؤولون ان السعودية لها وضع خاص في الاسلام لان بها الكعبة وقبر الرسول يشبه وضع الفاتيكان بالنسبة للكاثوليك.

ويمكن للسعوديين الاختيار بين اراء رجال الدين من داخل البلاد او خارجها أو تجاهلهم جميعا.

ونشر عبد الكريم الخضر استاذ الفقه الاسلامي بجامعة القصيم دراسة يجري توزيعها بين النشطاء تبرر الاحتجاجات من وجهة نظر وهابية.

وقال في الرياض ان المظاهرات لا تتعارض مع الاسلام فالشرفاء يجب ان يتظاهروا لان الوقت قد حان لذلك والالتماسات لم تحقق اي تقدم.

وقالت المدونة ايمان النفجان انه رغم أن السعوديين يبدون ظاهريا متحفظين فهذا لا يعني انهم يتبعون دون فهم كلمات المؤسسة الدينية الرسمية.

وقالت إن تحريم رجال الدين لتوقيع الالتماسات جعلهم يبدون وكأن الزمن قد تجاوزهم. وأضافت "الفتوى تأتي في غير صالح رجال الدين فقد فقدوا العديد من المؤيدين باصدارهم هذه الفتوى. نحن نعرف أن علماء الدين يسهل شراؤهم وانهم يقولون ما يؤمرون به."

ويقول ابراهيم إن الطبيعة المتشابكة للجيل الجديد من السعوديين تمثل أكبر اختبار حتى الان للمزاعم السعودية بشأن التفرد الثقافي.

وحاول الرئيسان المخلوعان المصري حسني مبارك والتونسي زين العابدين بن علي وأيضا الزعيم الليبي معمر القذافي الذي يقاتل مناهضين لحكمه الدفع بأن هناك تفردا ما يميز بلد كل منهم ويحول دون التغيير.

وقال ابراهيم "انهم جميعا قالوا ذلك قالها مبارك عندما أطيح ببن علي. وقال القذافي ان ليبيا مختلفة والان يقول (وزير الداخلية السعودي) الامير نايف ان السعودية مختلفة لانها تطبق الشريعة."

من جهتها قالت الولايات المتحدة إن السعوديين لهم الحق في الاحتجاج سلميا. وقال بي. جي. كراولي المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية للصحفيين في افادته اليومية "تدعم الولايات المتحدة مجموعة من الحقوق العامة بما في ذلك الحق في التجمع السلمي وحرية التعبير." وأضاف "يجب احترام تلك الحقوق في كل مكان بما في ذلك المملكة العربية السعودية."

ولم تواجه السعودية حليفة الولايات المتحدة بأي حال من الاحوال احتجاجات على نطاق مماثل للاحتجاجات التي أطاحت بزعيمين مخضرمين في مصر وتونس غير ان الاصوات المعارضة تزايدت مع انتشار الاضطرابات في اليمن والبحرين والاردن وليبيا وسلطنة عمان.

وقال كراولي إن الولايات المتحدة نقلت بدأب ايمانها بالحريات المدنية للسعودية ولكن لا تعرف ما اذا كانت فعلت ذلك منذ بيان الوزارة في مطلع الاسبوع.

ثورة حنين

ومن ليبيا الى السعودية تخرج الاندبندنت بتقرير حصري وخاص من اعداد الكاتب الصحفي المعروف روبرت فيسك، مراسل الصحيفة في الشرق الاوسط، تحت عنوان: السعوديون يحركون الآلاف من قواتهم لقمع تمرد متنام.

ويقول فيسك ان الحكومة السعودية تحرك نحو عشرة آلاف عنصر امن الى محافظات في المنطقة الشرقية ذات الاغلبية الشيعية، التي تشهد تمردا متصاعدا، حيث اقفلت قوات الامن الطرق السريعة التي تربط مدينة الدمام بغيرها من المناطق، خشية من "يوم غضب" اطلق عليه اسم "ثورة حنين".

ويقول الكاتب ان اسوأ كوابيس السعودية، المتمثل في وصول الصحوة العربية الجديدة والتمرد والانتفاض، الى البلاد، وهو امر يثير قلقا كبيرا في اوساط اسرة آل سعود الحاكمة.

ويشير فيسك الى ان ما يحدث في السعودية مدفوع مما حدث في البحرين، ذات الغالبية الشيعية والتي تحكمها اسرة سنية، حيث طالب المحتجون بالتخلص من حكم آل خليفة، وهو ما دفع ملك السعودية عبد الله بن عبد العزيز الى ابلاغ السلطات البحرينية بانها اذا لم تتمكن من سحق انتفاضة الشيعية، فستتدخل السعودية بقوتها، حسبما افادت به تقارير عدة.

وتقول المعارضة السعودية، حسب فيسك، انها تتوقع ان يحتشد ما لا يقل عن 20 ألف سعودي في الرياض ومحافظات المنطقة الشرقية خلال الايام الستة المقبلة، للمطالبة بوضع حد للفساد، وربما، في حال الضرورة، الى اقصاء آل سعود عن الحكم.

وتضيف الصحيفة ان الحكومة السعودية نشرت وحدات من الجيش وقوات امن في انحاء منطقة القطيف، حيث اغلب الشيعة السعوديين، ومن هناك وزع المحتجون صورا لعربات مصفحة وحافلات تابعة للامن السعودي في الطريق السريع الذي يربط القطيف بالدمام.

ويقول فيسك انه على الرغم من ان المسؤولين السعوديين يحرصون جدا على عدم تسرب انباء الى الخارج حول حجم الاحتجاجات، فانهم ادركوا ان احتجاجات البحرين قبل نحو شهر ستنتشر الى السعودية، اذ شجعت آلالاف الرسائل عبر الايميل او الفيسبوك السعوديين الى الانضمام الى المظاهرات في السعودية، المملكة المحافظة والكثيرة الفساد، حسب قوله.

ويقول اصحاب هذه الرسائل، الذين يبدون منظمين ومنسقين فيما بينهم، انه خلال المواجهات التي يتوقع ان تحدث بين الشرطة والجيش من جهة والمتظاهرين من جهة اخرى، طلب من السعوديات المحتجات ان يتقدمن صفوف المتظاهرين لاحراج الشرطة وقوات الامن ومنعهم من اطلاق النار.

ويقول الكاتب انه في حال قررت الاسرة المالكة السعودية استخدام اقصى قوة ضد المتظاهرين، فان الرئيس الامريكي باراك اوباما سيجد نفسه امام احد اكثر القرارات حساسية في عهده.

ففي مصر دعم اوباما المحتجين بعد تدخل الشرطة واستخدامها القوة النارية ضدهم، لكن في حال السعودية، التي تعتبر حليفا اساسيا لواشنطن، واحد اهم مصدري النفط في العالم، سيجد اوباما نفسه مضطرا الى الوقوف مع الابرياء وحمايتهم.

وحتى الآن تحاول السلطات السعودية، حسب فيسك، اقناع مواطنيها بعد المشاركة في مظاهرات الحادي عشر من مارس/ آذار، بالقول ان معظم المشاركين فيها هم من العراقيين والايرانيين.

لكن فيسك يقول ان هذه ذريعة قديمة استخدمها الرئيسان المخلوعان، التونسي بن علي والمصري مبارك، وكذلك الجزائري بوتفليقة واليمني صالح، وآل خليفة في البحرين، مركزين على وجود "اياد اجنبية" وراء كل محاولة سعي نحو الديمقراطية في الشرق الاوسط.

ويختتم فيسك مقاله بالقول ان الجزيرة العربية قدمت للعالم النبي محمد، وقدمت الثورة العربية ضد العثمانيين، وقدمت طالبان، واحداث سبتمبر، وقدمت ايضا تنظيم القاعدة، بمعنى ان احتجاجات الاسبوع الماضي في المملكة السعودية ستؤثر علينا جميعا، لكن اكثر المتأثرين سيكون نظام الحكم القائم في السعودية، والذي يصفه الكاتب بانه محافظ لكنه بالقطع منافق، تديره شركة بلا مساهمين اسمها اسرة آل سعود.

هيئة كبار العلماء

من جهتها نددت هيئة كبار العلماء في السعودية بالدعوات للتظاهر والعرائض المطالبة باصلاحات في المملكة معتبرين ان هذه الدعوات تتعارض مع تعاليم الاسلام، وذلك غداة تحذير للسلطات بمنع التظاهر في البلاد.

واكدت الهيئة في بيان نشرته وكالة الانباء السعودية ان "الاصلاح والنصيحة فيها لا تكون بالمظاهرات والوسائل والاساليب التي تثير الفتن وتفرق الجماعة"، في وقت يشهد العالم العربي موجة تحركات احتجاجية غير مسبوقة.

والبيان الصادر عن هذه الهيئة التي تضم عشرة اعضاء ويرأسها مفتي السعودية، يأتي في وقت تسري عبر موقع فيسبوك دعوتان من اجل تنظيم "يوم غضب" في 11 اذار/مارس في السعودية و"ثورة سعودية" في 20 اذار/مارس.

واكدت هيئة كبار العلماء ان "للاصلاح والنصيحة اسلوبها الشرعي الذي يجلب المصلحة ويدرأ المفسدة وليس بإصدار بيانات فيها تهويل واثارة فتن وأخذ التواقيع عليها".

وشددت الهيئة في بيانها على "اهمية اضطلاع الجهات الشرعية والرقابية والتنفيذية بواجبها كما قضت بذلك انظمة الدولة"، في دعوة تشبه اعطاء ضوء اخضر للسلطات لاستخدام القوة ضد اي متظاهرين.

متشددون يقتحمون المعرض الدولي للكتاب

الى ذلك اقتحم عشرات من المتشددين السعوديين المعرض الدولي للكتاب بالرياض اعتراضا على بيع كتب يقولون إنها تتعارض مع تعاليم الاسلام.

ونقلت وكالة فرانس برس عن تركي الشليل المتحدث باسم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهي الشرطة السعودية المنوطة بمراعاة الالتزام بتعاليم الاسلام في المجتمع، أن يكون لرجال الهيئة المعروفين باسم "المطوعين" صلة بهذا الحادث .

وذكر شاهد عيان للوكالة أن عشرات الملتحين دخلوا المعرض عندما كان وزير الاعلام السعودي عبد العزيز خوجة يتجول داخله في اليوم الاول من افتتاح المعرض للجمهور .

وأضاف الشاهد أن المقتحمين سألوا الوزير "كيف سمحت بإقامة معرض كهذا؟"، وقالوا إن بعض الكتب المعروضة هي من أعمال " كفرة مصيرهم جهنم".

وقال شاهد آخر إنهم شرعوا في مضايقة النساء الموجودات وهو ما دفع بعضهن لمغادرة المعرض، كما منعوا مذيعات التلفزيون من أداء عملهن.

والمعروف أن معرض الكتاب الدولي بالرياض حدث سنوي يحظى باهتمام كبير في المملكة، حيث تكون القيود الرقابية المفروضة على الكتب فيه أقل مما هي على النسخ المعروضة في المكتبات.

وذكر موقع "السبق" للأنباء أن ثلاثة من المتشددين الذين اقتحموا معرض الكتاب قد ألقى القبض عليهم.

وانتقد عبد العزيز الخوجة على صفحته على موقع فيسبوك ما قال إنه "التحرش بالزوار والناشرين" في معرض الكتاب الذي وصفه بأنه "واجهة حضارية للمملكة".

قمع الاحتجاجات

من جانبهم انتقد مواطنون ومنتديات ومواقع " الفيس بوك" و" تويتر" السعودية قرار الحكومة منع التظاهر في المملكة لـ"تعارضه مع الشريعة الإسلامية" والتهديد بتخويل قوى الأمن أخذ "كافة الإجراءات" لمنع "محاولات الإخلال بالنظام".

وتساءل مواطنون سعوديون عن سبب عدم تطبيق القرار على المسيرات الشعبية التي ينظمها السعوديون في مختلف أرجاء البلاد احتفالا بعودة الملك إلى البلاد أو شفاء ولي العهد أو المناسبات الوطنية مثل الاحتفال بالعيد الوطني الذي أفتى بحرمته عدد من كبار علماء الدين أو الاحتفال بالمناسبات الرياضية.

واعتبر المواطنون الذين طلبوا عدم الإشارة إلى أسمائهم "ان إغلاق وسائل التعبير السلمي هو ما دفع للشباب نحو المواجهة غير السلمية حيث تستعرض الدولة قدرتها على القتل والقمع" مؤكدين "أن الشباب سيقاومون بكل سلمية ولن ينساقوا خلف عقلية لا تواكب مطالبهم ولا تفهم ما يريدون".

وقال أحد المواطنين "إن المنطق المتزن لا يلوح في الأفق من جانب السلطة وهو ما يدعو للقلق وعدم توقع استمرار وتيرة الإصلاح إلا إذا تم رفع السقف للمطالبة بالتغيير ".

وأضاف إن "التظاهر لا يتعارض مع الشريعة الإسلامية ولكنه يتعارض مع مصلحة الأنظمة".

من ناحيته اعتبر الداعية الإسلامي الدكتور سعود بن عبد الله الفنيسان"أن المظاهرات السلمية التي لا تشهر سلاحا ولا تسفك دما ولا تتعدى على الأنفس والممتلكات المعصومة جائزة شرعا".

وقال في بيان أصدره "إذا أصدر الحاكم تنظيما أو تعميما أو قانونا يمنع فيه عامة الشعب من شيء هو مباح بأصل الشرع فإن هذا تقييد لحرية التعبير".

وتابع "المظاهرة السلمية يجب أن تنضبط بالضوابط الشرعية ومنها أن تكون المطالب مشروعة وعادلة فإن تضمنت مفسدة أو حراما فلا تجوز وألا تؤدي المظاهرة إلى منكر آخر يساوي أو يزيد عن المنكر الذي خرج المتظاهرون لتغييره وألا يصحب المظاهرة ترك واجب كصلاة الجمعة أو الجماعة أو تشتمل على اختلاط محرم بين الرجال والنساء وألا تتسبب بإلحاق ضرر في الأنفس والممتلكات".

وتظاهر مئات من السعوديين يوم الجمعة في المنطقة الشرقية من المملكة حيث يقيم غالبية الشيعة السعوديين للمطالبة بالإفراج عن رجل دين، وذلك بعد يوم من اعتقال نحو عشرين ناشطا ،بحسب ما أفاد شهود عيان وناشطون.

وفي الرياض اعتقلت السلطات الأمنية ثلاثة أشخاص بعدما رددوا شعارات مناوئة للملكية أمام أحد المساجد الكبرى شرق العاصمة.

وذكر بيان لوزارة الداخلية أن منع التظاهر يأتي "لما يترتب عليه من إخلال بالنظام العام وإضرار بالمصالح العامة والخاصة والتعدي على حقوق الآخرين وما ينشأ عن ذلك من إشاعة الفوضى التي تؤدي إلى سفك الدماء وانتهاك الأعراض وسلب الأموال والتعرض للممتلكات العامة والخاصة".

ووجه عضو في الشبكة الليبرالية السعودية الحرة، رمز لنفسه باسم سروي السروي انتقادا إلى بيان الداخلية السعودية بان" أبواب المسؤولين السعوديين مفتوحة للمواطنين"، موجها خطابه إلى وزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز.

وقال "أبوابكم يا سمو الأمير مفتوحة ولكن دونها خرط القتاد وحق لي القول بأن هناك من يغلق تلك الأبواب في وجه المواطن بل ويجعله لا يفكر في العودة إليها مرة أخرى فالذي يستطيع مقابلة أحدكم إنما قد أتته هبة ومكرمة من السماء ".

وتابع أن مقابلة الملك عبد الله بن عبد العزيز"تستدعي من الشخص أن يسجل اسمه في قوائم الانتظار لكي يدركه الدور بعد ثمانية أو عشرة أشهر وقد تزيد عن السنة كما أن مقابلة أحد الأمراء مقابلة خاصة قد تمتد إلى عدة أشهر وفي كل الحالات لابد من ارتداء البشت "العباءة السعودية" لأنه الفيزا الأولى للدخول حتى وإن كان صاحبه لا يمتلك ربع قيمته لكي يشتري بها ما يقيم به أود زوجته وأطفاله".

واضاف "إن أبوابكم مفتوحة لمعارف وأصدقاء من جعلتموهم ينسقون عمليات الدخول عليكم فهم أصحاب الأولوية وأصحاب الحق فقط وإنني يا صاحب السمو لا أقول ذلك رجماً بالغيب بل من واقع تجربة شخصية وكذلك من خلال ما أفادني به كثير من خلق الله الذين هم شعبكم".

واشار إلى انه لم يستطع الالتقاء مع مساعد وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف رغم محاولاته المتعددة وتجشمه عناء السفر إليه.

وتدعو صفحة على فيسبوك تحمل اسم "ثورة حنين"إلى التظاهر في "كل أنحاء" السعودية في 11 آذار/مارس بينما تطالب صفحة تحمل عنوان "الثورة السعودية يوم 20 مارس"بالملكية الدستورية وبالحريات وبإجراء انتخابات تشريعية. بحسب يونايتد برس.

على صعيد متصل دان"ائتلاف الشباب الأحرار" تصريحات الداعية الإسلامي سعد البريك في برنامج مباشر بث على قناة "المجد" التي عبر من خلالها عن تأييده ومباركته "لتهشيم كل جمجمة" حفاظاً على ما يسميه بالأمن.

وقال الائتلاف في بيان "أن الدعوة إلى قتل المواطنين الأبرياء الذين يسلكون هذا السبيل هو فكر متخلف ينطلق من نزعة تكفيرية متشددة تبيح دماء المسلمين "…" فضلا عن كون هذا التحريض على قتل المواطنين السعوديين جريمة من الجرائم ضد الإنسانية التي تستدعي المقاضاة والملاحقة القانونية محليا ودوليا".

واعتبر "ان مجرد عدم السماح للشباب بالتظاهر السلمي المدني هو بمثابة نكوص على هذه سياسة الإصلاح التي ادعى الملك أنه يريد أن ينتهجها ونذكر بأن الدولة موقعة على مواثيق وعهود دولية تعتبر التظاهرات والمسيرات وغيرها من وسائل التعبير حقوق مكفولة لكل مواطن".

السلطات تفرج عن 27 معتقلا

فيما أفرجت السلطات السعودية عن الموقوفين الذين احتجزتهم خلال الأسبوعين الماضيين على خلفية مشاركتهم في تظاهرات محافظة القطيف شرق البلاد.

وأكدت مصادر محلية لبي بي سي أن السلطات افرجت عن 27 شخصا اعتقلوا بعد أن تظاهروا للمطالبة بالإفراج عن 9 أشخاص معتقلين منذ منتصف تسعينيات القرن الماضي على خلفية تفجير وقع في العام 1996 واودى بحياة 19 أمريكيا.

وذكرت مصادر مطلعة أن مجموعة من شباب منطقة القطيف التقوا بأمير المنطقة الشرقية الأمير محمد بن فهد وأن اللقاء كان ايجابيا.

يحول سيارته إلى منزل

ذكر تقرير أن مواطناً سعودياً وزوجته وابنتيه حولوا سيارتهم المتهالكة إلى منزل منذ ثلاثة أشهر لانقطاع السبل بهم في دولة أكبر مصدر للنفط الخام وتعاني من أزمة إسكان متفاقمة.

ووفقاً لصحيفة "عكاظ" السعودية، كشفت جولة نفذها فرع جمعية حقوق الإنسان في مكة المكرمة عن وجود مواطن سعودي يقيم في سيارته الخاصة لمدة تجاوزت ثلاثة أشهر.

وأكد عضو الجمعية محمد السهلي أن المواطن حول سيارته لمنزل بين المحكمة الجزئية وأحد المجمعات التجارية في مكة ليراجع في معاملة تبدو هي الأبرز في حياته اليومية.

وبحسب صحيفة "عكاظ" اليومية، ذكر "السهلي" أن المواطن في العقد السادس من عمره اتخذ سيارة من نوع جمس متهالك وجزءاً من رواق خيمة سكناً له ولزوجته وابنتيه الكبرى في الثالثة من عمرها والصغرى رضيعة، ويستعين بدورات المياه الموجودة في المسجد المجاور له لقضاء حاجته واستحمامه هو وعائلته.

وذكر "السهلي" أن المواطن كان يقطن في بيت له جوار الحرم المكي، ولكنه أزيل منذ ثلاثة أعوام/ ولم يستلم التعويض حتى الآن.

وأضاف "السهلي" أن "المواطن مر بتفاصيل حياة شاقة طوال عمره منذ أن أصيب في بداية حياته بكسر في قدمه نتيجة دهسه من قبل الفئة الضالة أثناء اعتدائهم على بيت الله الحرام عام 1400هـ، وبات لا يستطيع تأمين قوته وقوت أبنائه وعائلته كونه بلا مخصصات يستلمها من الضمان الاجتماعي".

وبحسب الصحيفة، أعطى "السهلي" وعداً للرجل بأن الجمعية سوف تعد تقريراً مفصلاً يرفع إلى إمارة المنطقة ووزارة الشؤون الاجتماعية للنظر في حاله وإمكانية مساعدته وانتشاله من المأساة مع تأمين حياة مستقرة له هو وعائلته.

وفي الأسبوع الماضي، ضخت الرياض 40 مليار ريال لصندوق التنمية العقاري، وجاء ذلك ضمن مجموعة من المزايا للمواطنين السعوديين بمليارات الريالات أعلنها العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز قبيل عودته إلى البلاد يوم الأربعاء الماضي بعد ثلاثة أشهر أمضاها في الخارج للعلاج.

يذكر أن السعودية تعاني من أزمة عقار. ووفقاً لتقارير، فإن نحو 70 بالمائة من السعوديين لا يملكون منازل خاصة بهم، وتكمن معظم جذور مشكلة الإسكان في التركيبة السكانية التي تشهد تحولاً سريعاً في السعودية أكبر اقتصاد عربي.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 12/آذار/2011 - 6/ربيع الثاني/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م