ليست المسألة إقالة وكيل إداري لوزير التربية العراقي وإنما...

حيدر محمد الوائلي

حينما يُهان المدرس والمعلم علانية من مسئول ذو منصب رفيع ويصفهم بأوصاف ما كان يجدر بطالب مدرسة أن يتفوه بها فكيف بوكيل وزير التربية الإداري، فأعلموا حينها كيف توزع المناصب ومن يتسنمها ومن يشغل الحقائب والمناصب والإدارات...

وحينما لا يُتم إقالة الوكيل الإداري لوزير التربية العراقي المدعو (علي الإبراهيمي) إلا بعد مطالبات بالإضراب من نقابة المعلمين العراقية !!

ومطالبة من السيد مقتدى الصدر بإقالته... ليتم إقالة هذا (الإبراهيمي) بتوجيه من قبل رئيس الوزراء !! لا وزير التربية !! لاحقاً !!

فأعلموا بعد ذلك كله أيها السيدات والسادة أن كبار المسئولين والمدراء وذوي السلطة لا يعلمون بمسئوليهم الموزعين محاصصة بين الكتل والأحزاب وماذا يفعلون، ولا يتحركون بما يتوجب عليهم فعله إلا بعد مطالبات ودعوات...

ليست المسألة أن مسئول رفيع المستوى قال أن المدرسين (مطاية) وقد قالها (جفصة) أو (زلة) أو (إستهزاء) أو (إستهتار)... وإنما المسألة وضع أشخاص غير مناسبين في أماكن ومناصب هم لا يستحقونها بالمرة ولا يوجد ما يؤهلهم لشغل تلك المناصب سوى تزكيات الأحزاب ومباركاتها...

ومتى باركت الأحزاب الشخص النزيه المهني صاحب العطاء والمستقل بعمله قدر مباركتها للحزبي الوفي لحزبه وكتلته ومن ثم تأتي النزاهة والمهنية والعطاء ثانياً...

ليست المسألة أن الوكيل الإداري لوزير التربية يستهزئ بأكبر شريحة مثقفين وموظفي دولة في العراق وهي شريحة المعلمين والمدرسين ويصفهم نصاً :

(أكلج –مخاطباً إمرأة- همة المدرسين هم مطاية الحجي بيناتنة –بيننا-)، ثم يلتفت سائلاً إستاذ نافع وهو مسئول اخر جالس قربه قائلاً :

(مطاية لو مو مطاية تلث ترباعهم -ثلاث أرباعهم- إستاد نافع...)

فيصيح بعض الحضور للفت إنتباه الأستاذ نافع لتساءل وكيل الوزير المهم، فيجيب إستاذ نافع قائلاً :

(أكثر من تلث ترباعهم -ثلاث أرباعهم-)، كما أكد على ذلك الأستاذ نافع !!

(إنتهى تنزيل المقطع الفديوي والموجود رابطه أسفل المقالة)

أي حتى مستشاري هذا المسئول على شاكلته فتخيلوا بقية الإدارات والمدراء ماذا سيفعلون ؟! ومن يحيط بهم، ومن يجالسهم ويتم إستشارتهم !!

وإذا كانت (التربية) كذلك، فيا ترى ماذا يحصل ببقية الوزارات والمؤسسات... وإذا أوكلت المناصب والمهام بهذا الشكل السيء والمتهرئ في مؤسسة (التربية) فتخيلوا ما سيحصل ببقية الوزارات والمؤسسات والدوائر !!

ليست المسألة أن مسئول رفيع المستوى أهان شريحة كبيرة من المجتمع بل من أرقى الشرائح وأكثرها نفعاً للمجتمع، ولكن المسألة أن ماذا كان في السيرة الذاتية (C.V) لهذا الوكيل الإداري غير تزكية حزبية وسياسية محاصصاتية وتمت الموافقة عليه مسئولاً رفيعاً في الدولة... أفهكذا توزع المناصب والمسئوليات...

بدلاً من أي يسارعوا ببناء المدارس النموذجية كما يبنون بيوتهم الفارهة في داخل وخارج العراق، وبدلاً من التخطيط للنهوض بواقع التربية وطبع المناهج وتوزيعها على أكمل وجه وببداية العام الدراسي لا بعد شهر ونصف على بدء الموسم الدراسي... وتغيير وتعديل بعض المناهج بما يتلاءم مع الواقع والتطور... وهنالك الكثير مما يستحق تغييره...

وبدلاً من أن يسارعوا بصرف المخصصات المهنية للمعلمين والمدرسين، ويرفعوا سلم رواتبهم وكذا ببقية موظفي الدولة بل يتم تخديرهم بوعود كاذبة وتسريبات مغلوطة يضحكون بها على الذقون... وإنما يهينوهم ويضحكوا عليهم، ولما لا فالمنصب يساعد على ذلك...

وإذا كان المدرسين والمعلمين لا يستحقون ذلك فأصرفوا لهم على الأقل مخصصات علف (كونهم مطاية)...!!

ليست المسألة إقالة هذا الوكيل وإنما يجب إعادة النظر بطريقة والية توزيع تلك المناصب والإدارات والقيادات ويجب إقالة الكثيرين ممن يجلسون على كراسي ومناصب لم توصلهم كفاءتهم ونزاهتهم ومهنيتهم بالعمل إليها، بل أوصلتهم تزكيات ووساطات ومعارف ومحاصصات...

ليست المسألة أن مقطع تسرب للقنوات ومواقع الانترنت لوكيل أداري لوزير، وإنما المسألة كم هنالك من إهانات واستهزاءات وفساد وتقاعس عن العمل يحصل داخل المكاتب العملاقة المغلقة والإدارات ذات الأثاث الفاخر وداخل الجدران المحصنة ولم يتسرب لا فديو ولا صورة عمّا يحصل فيها...

نحن نرصد العيوب... ونشخص الذنوب... لكي يسارع بالتوبة والندم من لديه ضمير وأراد أن يتوب... ولا توبة إلا بتصحيح العيوب، ليتسنى حصول غفراناً للذنوب... فلا غفران ولا مسامحة إلا بالتصحيح.

وكذا يجب على الناس أن يعرفوا ويفكروا ويلتفتوا لما يحصل حولهم وأمام أعينهم وخلفهم، فالجاهل والمغفل في هذا الزمن الفاسد هو مذنباً وصاحب عيب كأصحاب تلك الذنوب والعيوب... فعلى الأقل فكروا أنكم أنتم من إنتخبوا أمثال هذه التيارات والأحزاب والكتل وأوصلتموها لما هي عليها...

وفكروا بأن لدينا وسيلة ديمقراطية وهي الانتخاب لتنتخبوا في المرة القادمة النزيه المستقل المهني المعروف بين الناس وأنت تعرفه بأنه شخص نزيه وذو صيت وسمعة حسنة وأسأل عنه على الأقل وجرب التغيير...

فيما يلي رابط المقطع الذي يوضح الوكيل الإداري وهو يتفوه بتلك العبارات، ويليه مقطع الخبر العاجل على قناة العراقية وتوضح أن الإقالة جاءت بعد توجيه من رئيس الوزراء لا وزير التربية...

http://www.youtube.com/watch?v=EurEui7tVFQ

http://www.youtube.com/watch?v=L0wLCxzjCJA

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 7/آذار/2011 - 1/ربيع الثاني/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م