
شبكة النبأ: يبدو ان مد الثورات
العربية لن يقتصر عليها بل اصبحت الشعوب العربية ملهمة لغيرها من
الشعوب – على بعد المسافات- في سبيل تغيير واقع حالها والمطالبة
بحقوقها المشروعة حتى وصل الامر بالحكومة الصينية ان تحذف كلمة (الياسمين)
من جميع المدونات معللة ذلك بأسباب قانونية خوفاً من قيام ثورة شبيه
بالتي اطاحت بنظام بن على في تونس او مبارك في مصر وقريباً بالقذافي في
ليبيا.
في الوقت الذي يشهد اقتصاد الصين انتعاشاً ملحوظ حتى وصل به الامر
الى تخطي العملاق الياباني الا ان هناك العديد من المشاكل التي تواجة
الصين منها الفقر ومشكلة المياه والتلوث، لكن التحدي الحقيقي الذي
يواجهها في الوقت الراهن هي ثورة الياسمين .
ثورة الياسمين
نشرت دعوات على الانترنت للتظاهر في 13 مدينة في الصين دعما لثورة
الياسمين واستلهاماً منها، في حين اعلن عن فقدان الاتصال بنحو 15 من
المدافعين عن حقوق الانسان.
وقال ناشطون انه فقدوا الاتصال بنحو 15 محاميا ومدافعا عن حقوق
الانسان، وقال الناشطون ان زملاءهم المفقودين وضعوا على الارجح قيد
الاقامة الجبرية او في الحجز مع انتشار الدعوات الى التظاهر، وقال
المحامية ني يولان لفرانس برس ان "العديد من المدافعين عن حقوق الانسان
اختفوا (محتجزون لدى الشرطة) خلال الايام الماضية، هناك اخرون فرضت
عليهم الاقامة في منازلهم وقطعت هواتفهم الخلوية"، واضافت "لقد ازداد
عدد رجال الشرطة امام منزلي. انهم يلاحقوننا في حال خرجنا"، متحدثة عن
نفسها وعن زوجه، ولم يجب العديد من المدافعين عن حقوق الانسان على
هواتفهم مؤخراً، ومن بينهم تنغ بيو وهو شنيونغ وجيانغ تيانيونغ. وقال
اقرباؤهم انهم محتجزون لدى الشرطة.ويبدو ان دعوات التظاهر دفعت بكين
الى حجب كلمة "ياسمين" على الانترنت.وجاء في احدى الرسائل التي نشرت
على الشبكة "نشجع العمال العاطلين عن العمل وضحايا الطرد القسري على
المشاركة في تظاهرات ورفع الشعارات والمطالبة بالحرية والديموقراطية
وباصلاحات سياسية لانهاء حكم الحزب الواحد".
هذه النداءات التي وجهها على الارجح معارضون يعيشون خارج الصين،
تدعو الى التظاهر في بكين وشنغهاي وكانتون وعشر مدن كبرى اخرى منذ
بداية الاضطرابات وانطلاق ثورة الياسمين في تونس، تسعى بكين الى مراقبة
التغطية الاعلامية للانتفاضات الشعبية التي تغذيها البطالة وارتفاع
الاسعار وغياب الديموقراطية. بحسب فرنس برس.
ولم يفلح البحث عن كلمة "ياسمين" الاحد عن نتيجة على موقع ويبو
الصيني الموازي لموقع تويتر للمدونات الصغيرة، وفي المقابل، يجيب محرك
البحث بيدو ان البحث عن هذه الكلمة غير ممكن لاسباب قانونية، ويسمى
نظام الرقابة الصيني للانترنت "السور المعلوماتي العظيم" (غريت
فايروول). ويتولى النظام حجب مواقع حساسة بالنسبة للسلطات وتنقية
الانترنت في الصين من مواضيع متعلقة بالتيبت وحقوق الانسان ومواضيع
حساسة.
الى ذلك وجه نداء جديد عبر الانترنت مستوحى من تحركات الاحتجاج في
العالم العربي، يدعو الصينيين الى التجمع سلميا كل يوم احد في ثلاث
عشرة مدينة لمطالبة الحكومة بمزيد من الشفافية وحرية التعبير، والنداء
الذي وضع هذا الاسبوع على موقع بوكسون.كوم الموجود في الخارج، قد اعدته
على ما يبدو المجموعة التي دعت الى تجمعات الاحد الماضي في الصين، على
غرار التحركات الشعبية في العالم العربي، من تونس الى البحرين مرورا
بمصر واليمن وليبيا.
وكانت الشرطة اتخذت الاحد الماضي تدابير مشددة، بناء على توجيهات من
السلطة الشيوعية سواء في بكين وشنغهاي وكانتون او في عشر مدن اخرى وجهت
اليها نداءات عبر الانترنت.
ولم تستقطب هذه التجمعات اعدادا كبيرة من الصينيين، وقامت الشرطة
التي كانت مزودة آلات تصوير باعتقال عدد كبير من الاشخاص. بحسب فرنس
برس.
وجاء في النداء الاخير "يجب ان نمارس ضغوطا على الحزب الشيوعي
الحاكم في الصين. واذا لم يتصد الحزب بنزاهة للفساد ولم يقبل اشراف
الشعب، فانه يتجه الى الهلاك".
ويكرر النداء المكتوب على شكل رسالة مفتوحة الى البرلمان الصيني،
مآخذ وجهتها شعوب البلدان العربية الى قادتها، كفساد الحكومة وانعدام
الشفافية وتكميم وسائل الاعلام والتضييق على الانترنت، واضاف النداء
"اذا لم تنو الحكومة فعلا حل هذه المشاكل، واكتفت بفرض رقابة على
الانترنت وحجب المعلومات لمنع التظاهرات، فان التظاهرات ستشتد"، وقال
منظمو التجمعات "ندعو كل مشارك الى التنزه والمراقبة وبالتالي الادعاء
انه لا يفعل شيئا سوى المرور. وايا كان عددكم ضئيلا، فان الحكومة
المستبدة سترتجف من الخوف". ويقول هؤلاء المنظمون انهم يستوحون "ثورة
الياسمين" التونسية التي ادت الى سقوط نظام زين العابدين بن علي.
وعلى غرار ما يحصل في الشرق الاوسط، تواجه الصين الفساد والحزب
الواحد وارتفاع اسعار المواد الغذائية التي تغذي حركة التذمر.
وقد عمدت بكين التي اقلقها بروز هذه التطلعات الديموقراطية في
الشارع العربي، الى فرض رقابة قوية في الايام الاخيرة على منتديات
المناقشات في الانترنت ومواقع المدونات الصغيرة التي يستخدمها عدد كبير
من مستخدمي الانترنت الصينيين لنشر المعلومات.
من جهة اخرى، انقطعت الاخبار المتعلقة بحوالى مئة من المدافعين عن
حقوق الانسان، كما تقول منظماتهم.
وانتقدت منظمة هيومن رايتس ووتش للدفاع عن حقوق الانسان هذا القمع
وخصوصا اختفاء المحامين البارزين والناشطين تينغ بياو وتانغ جيتيان
وجيانغ تيانيونغ في بكين.
وتملصت وزارة الخارجية الصينية من اسئلة الصحافة حول الانتشار
الكبير لعناصر الشرطة، مشيرة الى حرصها على "التآلف الاجتماعي"،
وانتقدت الصحافة الرسمية من جهتها "بعض الموتورين" الذين يريدون التسبب
في الاضطرابات، كما اشار المتحدث باسم وزارة الخارجية ما زاوشو الى
"النتائج الكبيرة" التي حققتها الصين في العقود الثلاثة والى "الارادة
المشتركة للشعب الصيني بالتركيز على بناء البلاد وتنميتها"، واكد ان
"اي قوة لا تستطيع ان تؤثر على عزمنا وتصميمنا".
من جهته صرح مسؤول صيني كبير بأن الصين لا تواجه خطر الانزلاق إلى
اضطرابات على غرار تلك التي هزت حكومات شمولية في منطقة الشرق الاوسط
لكن تصاعد الاعتقالات والرقابة يشير الى ان بكين قلقة، وجاءت التصريحات
على لسن تشاو تشي تشنغ الرئيس السابق لمكتب الاعلام الحكومي في الصين
ليكون أكبر مسؤول صيني يعلق حتى الان على رسائل تم تناقلها على
الانترنت تحث على تنظيم احتجاجات "لثورة الياسمين" في الصين، وحتى الان
مازالت الاحتجاجات في الصين صغيرة وتطوقها جحافل الشرطة. بحسب رويترز.
ونقل تقرير نشر حديثاً في صحيفة ون وي بو في هونج كونج عن تشاو قوله
"لن تكون هناك أي ثورة ياسمين في الصين"، وكان المحتجون في تونس قد
أجبروا الرئيس السابق زين العابدين بن علي الذي كان يحكم البلاد منذ
فترة طويلة على الفرار بعد ثورتهم التي أطلق عليها اسم ثورة الياسمين.
وامتدت الاحتجاجات بسرعة الى مصر حيث أجبر محتجون الرئيس المصري السابق
حسني مبارك على التخلي عن السلطة ثم انتقلت الى دول أخرى في المنطقة.
وذكرت الصحيفة أن تشاو قال لمجموعة من الصحفيين "ان فكرة اندلاع
ثورة ياسمين في الصين لا تعقل وغير واقعية"، وعدد قليل نسبيا من
الصينيين يطلعون على دعوات الاحتجاجات التي يتم تناقلها غالبا في مواقع
الكترونية في الخارج تحجبها الحكومة الصينية.
وعرقلت السلطات الصينية أيضا تبادل المعلومات في البلاد واعتقلت
معارضين. ومنعت مواقع صينية شهيرة البحث عن الكلمة التي تعني ياسمين في
اللغة الصينية.
ويرأس تشاو الآن لجنة الشؤون الخارجية في المؤتمر الاستشاري السياسي
للشعب الصيني وهي جهة تقدم النصح للحكومة لكنها لا تملك سلطات تشريعية
ولكن حتى أشرس منتقدي الحزب الشيوعي الحاكم في الصين يقولون انه لا
يواجه في الوقت الحالي سوى مخاطر ضئيلة من انتفاضات على غرار ما يجتاح
الشرق الاوسط.
في سياق متصل أدت دعوة عبر الانترنت لاحتجاجات مناهضة للحكومة في
أنحاء الصين مؤخراً الى ظهور بدلا من ذلك قوة كبيرة من الشرطة مصرة على
ردع أي ظهور للاضطرابات كالتي تهز منطقة الشرق الاوسط. بحسب رويترز.
وتفتش صفوف من الشرطة المارة وتبعد الصحفيين والمصورين الاجانب في
وسط بكين وشنغهاي بعد أن نشر موقع صيني مقره الولايات المتحدة دعوة
للشعب الصيني الى محاكاة الاحتجاجات التي اجتاحت منطقة الشرق الاوسط
وتنظيم تجمعات تأييدا للتغيير الديمقراطي.
وفي شنغهاي ألقت الشرطة القبض على خمسة رجال. وكان أحدهم يلتقط صورا
لكن لم يتضح ما الذي فعله الاخرون حتى تستهدفهم الشرطة.
ونفى مسؤولون من الحزب الشيوعي الحاكم في الصين فكرة أن تواجه
البلاد احتجاجات مثل تلك التي تمتد في منطقة الشرق الاوسط من مكان لاخر،
لكن حملة من الاحتجازات وفرض الرقابة على المناقشات التي تجري عبر
الانترنت حول الشرق الاوسط أظهرت أن بكين تشعر بتوتر بالغ ازاء أي مؤشر
لمعارضة نظام حكم الحزب الواحدو وتمركز أفراد الشرطة الذين يرتدون الزي
الرسمي والملابس المدنية في أنحاء شارع وانغفوجينغ التجاري ببكين وهو
أحد الاماكن التي تم تحديدها كمكان للاحتجاج في موقع بوشون دوت كوم على
الانترنت. وكان هناك متسوقون في الشارع لكن كانت 40 عربة أمن على الاقل
موجودة كذلك على الطرف الجنوبي من الشارع المخصص للمارة فقط.
وأسفرت دعوة مماثلة للاحتجاج قبل اسبوع عن استجابة عدد محدود وتم
احتجاز عشرات المعارضين ونشطاء حقوق الانسان لكن في اقامة جبرية داخل
المنزل بشكل غير رسمي أو تم تحذيرهم من مثل هذه الانشطة، وليس من
الواضح الجهة التي تقف وراء الدعوات بتنظيم احتجاجات. ومنعت الحكومة
الصينية وصول الرسائل النصية ومنعت ظهور أي نتائج في محركات البحث على
الانترنت عند الاشارة الى ثورة الياسمين وهو الاسم الذي أطلق على
الثورة التي قامت في تونس وأطاحت بزين العابدين بن علي من السلطة.
الاقتصاد الصيني امام اليابان
أظهرت أرقام جديدة نشرت حديثاً أن الاقتصاد الياباني سجل تراجعا
نهاية العام الماضي ما يجعله ثالث اقتصاد عالمي بعد الولايات المتحدة
والصين.
فقد أكدت البيانات الحكومية لمعدلات الأداء تسجيل انكماش بمعدل 1.1
في المئة خلال الربع الأخير من عام 2010، ويعد هذا أول تراجع يسجله
الاقتصاد الياباني منذ نهاية عام 2009، فقد اظهرت بيانات الحكومة تراجع
إجمالي الناتج المحلي بنحو 0.3 في المئة.
فقد قدر إجمالي الناتج المحلي في عام 2010 في اليابان قدر بنحو
5.474 تريليون دولار بينما وصل المعدل نفسه في الصين إلى 5.879 تريليون
دولار.
كما أظهرت بيانات حكومية صينية أن صادرات الصين زادت في يناير/كانون
الثاني الماضي بنسبة 37.3 في المئة مقارنة بالعام الماضي ما أدى إلى
فائض تجاري يصل إلى 6.5 مليار دولار حيث ان الواردات اصينية زادت بنسبة
51 في المئة، وتأثر الاقتصاد الياباني سلبا بانخفاض حاد في الصادرات
والطلب على المواد الاستهلاكية، بينما تمتعت الصين بازدهار كبير في
الصناعات التحويلية، وفي الخريف، انتكس الاستهلاك مع انتهاء برامج
الدعم الحكومي، اذ توقفت السلطات عن دعم شراء سيارات "مراعية للبيئة"،
ثم خفضت المساعدات المخصصة لشراء ادوات منزلية كهربائية موفرة للطاقة.
كما خفضت السلطات اليابانية نفقاتها الاستثمارية في وقت توجب على
اليابان حصر نفقاتها للحد من دينها الهائل الذي يقدر بحوالى 200% من
اجمالي ناتجها الداخلي، ما ساهم بدوره في تقييد النمو في نهاية العام،
وبعدما كانت الصادرات تدعم النشاط الاقتصادي حتى ذلك الحين، باتت في
الفصل الرابع من العام رهينة ارتفاع سعر الين الذي يقارب منذ صيف 2010
اعلى مستوياته خلال 15 عاما في مقابل الدولار، وخلال تسع سنوات في
مقابل اليورو، ما يحد من قدرة الشركات اليابانية على المنافسة في
الخارج، ويتوقع الخبراء ان تتقدم الصين على الولايات المتحدة خلال عشر
سنوات ان استمرت الامور على ما هي عليه.
ويقول الخبير الاقتصادي توم ميلر في بكين انه من الواقعي جدا ان
يصبح الاقتصاد الصيني بحجم نظيره الامريكي خلال عقد من الزمن، وهناك
جدل بشأن الوقت الذي تقدم فيه الاقتصاد الصيني على الياباني، حيث يرى
بعد الخبراء ان ذلك حدث خلال الربع الثالث من العام الماضي، لكن
الارقام الكاملة حول الناتج الداخلي الخام ستعطي صورة اوضح.
وحسب بيانات صندوق النقد الدولي، فان الناتج الاجمالي المحلي
الياباني كان بقيمة 5.39 تريليون دولار، بينما بلغ نظيره الصيني 5.75
تريليون دولار حسب الارقام الاولية.
واستفاد النمو الصيني بشكل كبير من الاستثمارات في الصناعات
التحويلية وازدهار الصناعات الداخلية والتحويلية.، كما ارتفعت صادرات
بكين بعدما صارت مركزا صناعيا عالميا وقبلة لكبرى الشركات متعددة
الجنسيات التي تريد الاستفادة من اليد العاملة زهيدة الثمن.
الى ذلك اكدت الصين التي اصبحت رسميا ثاني اكبر اقتصاد في العالم
متقدمة على اليابان، الثلاثاء ان هذا النبأ "المهم جدا" يجب الا يحجب
التباين الكبير في التنمية، ولا سيما واقع وجود 150 مليون فقير في صفوف
سكانه، وقال الناطق باسم الخارجية الصينية "هذا نبأ مهم جدا. لقد احرز
الاقتصاد الصيني تقدما ملفتا في السنوات الاخيرة"، واضاف خلال مؤتمر
صحافي "لكن علينا ان نشدد على المجالات التي يسجل فيها الاقتصاد الصيني
تأخرا"، واصبحت الصين تتمتع بثاني اكبر اقتصاد عالمي مكان اليابان في
العام 2010، وقال الناطق ان "اجمالي الانتاج المحلي هو احد المؤشرات
التي تقيس القوة الاقتصادية لبلد ما الا انه ليس الوحيد"}و وتابع يقول
"اذا ما اخذنا بالاعتبار معيار الامم المتحدة +دولار في اليوم لكل فرد+
فان ثمة 150 مليون شخص يعيشون في الفقر في الصين". بحسب فرانس برس.
وتضم الصين اكبر عدد من السكان في العالم (1،3 مليار نسمة)، وعائدات
الفرد فيها لا تزال اقل بعشر مرات من تلك المسجلة في اليابان.
من جهتها اوردت صحيفة فاينانشل تايمز ان حجم القروض التي منحتها
الصين للدول النامية فاقت في السنتين الماضيتين قروض البنك الدولي وقد
تركزت بشكل اساسي على تلبية حاجات بكين للمواد الاولية، وبحسب الارقام
التي جمعتها الصحيفة الاقتصادية، فان اثنين من المصارف التي تملكها
الدولة الصينية وهما بنك الانماء الصيني والبنك الصيني للاستيراد
والتصدير منحا قروضا بقيمة 110 مليارات دولار لدول نامية في 2009
و2010.
البنك الدولي من جهته مول مشاريع بمستوى 100،3 مليار دولار بين
منتصف 2008 ومنتصف 2010، وهو مبلغ مرتفع بشكل استثنائي بالنسبة لما
تمنحه عادة هذه المؤسسة، وقد دفعها الى ذلك سعيها لموازنة مفاعيل
الازمة المالية، وفي وقت كانت فيه مصارف الدول المتطورة تعاني من نقص
في السيولة، وقعت الصين اتفاقات مع دول منتجة لتمويل استخراج النفط او
غيره من الموارد الطبيعية، بحسب فاينانشل تايمز.
ووقعت المصارف الصينية بصورة خاصة اتفاقات نفطية تنص على قروض ضخمة
مع روسيا وفنزويلا والبرازيل، كما ذكرت الصحيفة توقيع اتفاق مع شركة
هندية لتمويل شراء معدات لانتاج الكهرباء، فضلا عن اتفاقات لتمويل
اقامة بنى تحتية في غانا او مد سكك حديد في الارجنتين.
ومنحت بعض هذه القروض باليوان في سياق سياسة تهدف الى تعزيز تداول
العملة الوطنية الصينية في الخارج، وكشفت الصحيفة ان بعض هذه القروض
التي تحظى بدعم قوي من الحكومة الصينية، منح بشروط افضل من شروط البنك
الدولي او بنوك اخرى، في حين ان بعضها الاخر كان اقرب الى المعايير
المعتمدة دوليا.
اما قروض البنك الدولي، فمنحت من خلال فرعيه البنك الدولي للبناء
والتنمية ومؤسسة التمويل الدولية التي تمنح قروضا للقطاع الخاص.
في سياق متصل اعلنت الصين انها سجلت في 2010 معدل نمو كبير بلغ
10،3 بالمئة ما يعزز موقعها الجديد كثاني اقتصاد عالمي، لكن المخاوف من
تشديد الاجراءات النقدية بسبب التضخم اثرت على البورصات الآسيوية.
وتجاوز ارتفاع الاسعار بنسبة 3،3 بالمئة على مدى العام الهدف الذي
حددته الحكومة (3 بالمئة). وقد اكدت السلطات تصميمها على السيطرة على
التضخم التي يمكن ان تؤدي الى اضطرابات اجتماعية، وبلغت نسبة النمو في
الصين اعلى مستوى لها منذ 2007 عندما وصلت الى 14،2 بالمئة، وتسارع نمو
اجمالي الناتج الداخلي في الفصل الرابع من العام الماضي ليبلغ 9،8
بالمئة مقابل 9،6 بالمئة في الفصل الثالث، بحسب المكتب الوطني
للاحصاءات.
وتجاوز اجمالي الناتج الداخلي للصين الرقم الذي سجلته اليابان في
الفصلين الثاني والثالث من 2010 بينما يفترض ان يسمح النمو لبكين
بتأكيد وضعها كثاني اقتصاد عالمي بعد الولايات المتحدة عندما تعلن
اليابان ارقامها منتصف شباط/فبراير.
وفي 2010، ارتفع اجمالي الناتج الداخلي الى 39 الفا و798 مليار يوان
(4489 مليار يورو)، بحسب الارقام الاولية المنشورة، وقال لو تينغ
المحلل لدى مجموعة بنك اوف اميركا-ميريل لينش في مذكرتة ان "2010 كان
بالتأكيد السنة التي تجاوزت خلالها الصين اليابان لتصبح ثاني اقتصاد
عالمي". بحسب فرانس برس.
واكد مدير المكتب الوطني للاحصاء ما جيانتانغ خلال لقاء مع
الصحافيين ان "الاقتصاد الوطني حافظ على نمو مستقر وسريع نسبيا نسبته
10،3 بللمية. وفي الوقت نفسه نجحنا في ابقاء الاسعار في الهامش الذي
قدرناه"، الا ان التضخم يبقى مصدر قلق للحكومة الصينية وان شهد كانون
الاول/ديسمبر تباطؤا في ارتفاع الاسعار والذي بلغت نسبته 4،6 بالمئة
على مدى عام مقابل 5،1 بالمئة في تشرين الثاني/نوفمبر، وقال ما "علينا
ان نسيطر على الاسعار بجدية. هناك ضغط لرفع مؤشر الاسعار".
ولجأت الحكومة حتى الآن الى اجراءات نقدية لتطويق التضخم ووعدت
بمكافحة المضاربين لكنها لم تستبعد اللجوء الى عمليات مراقبة ادارية
للاسعار في حال الضرورة، واختتمت بورصات آسيا، التي تتخوف من رفع
معدلات الفائدة او معدلات احتياطي السندات في مصارف الصين، يومها على
تراجع بلغ 1،13 بالمئة في طوكيو و1،7 بالمئة في هونغ كونغ و2،2 بالمئة
في شنغهاي و1،05 بالمئة في سيدني، وسجلت الاسعار انخفاضا نسبته 0،7
بالمئة في 2009. لكن اجراءات انعاش الاقتصاد التي اطلقتها الصين
لمكافحة آثار الازمة المالية العالمية ترجمت بضخ مبالغ كبيرة في
الاقتصاد دفعت الاسعار الى الارتفاع العام الماضي.
وقد تأثر مؤشر اسعار الاستهلاك خصوصا بارتفاع اسعار المواد الغذائية
الذي اصاب الفقراء خصوصا، مما يثير مخاوف لدى الحكومة من انفجار حالة
غضب اجتماعي.
وتحدث مكتب الاحصاءات عن ارتفاع الانتاج الصناعي بنسبة 15،7 بالمئة
العام الماضي ليبلغ اعلى مستوى له منذ 2007 عندما تقدم 18،5 بالمئة،
على غرار النمو، واخيرا سجلت اسعار مبيعات التجزئة (المفرق)، المؤشر
الاساسي للاستهلاك، ارتفاعا كبيرا العام الماضي بلغ 18،4 بالمئة مقابل
ارتفاع نسبته 15،5 بالمئة في 2009،ويتسم الاقتصاد الصيني باستثمارات
مرتفعة جدا واستهلاك ضعيف نسبيا.
ازمة الجفاف
من جانبها قالت وسائل اعلام حكومية إن حوالي 2.2 مليون شخص يواجهون
نقصا في مياه الشرب بسبب جفاف شديد في أجزاء من وسط وجنوب وشرق الصين
وان بعض المدن بدأت تعاني انخفاضا في الامدادات، وقالت وكالة أنباء
الصين الجديدة (شينخوا) ان هطول الامطار انخفض بنسبة تترواح بين 20 الى
90 بالمئة مقارنة مع مستوياتها قبل عام في اقاليم خنان وشانشي وخبي
وشاندونغ وجيانغسو وانهوي وشنشي، واضاف التقرير أن بعض المناطق
المتضررة مناطق رئيسية لزراعة القمح الشتوي.
ونقلت الوكالة عن تشن لي نائب رئيس جهود الاغاثة من الجفاف قوله "نوبات
الجفاف الشديد التي بدأت تضرب مناطق انتاج القمح الشتوي مثل شاندونغ
وخنان في نوفمبر تشرين الثاني اثرت على حوالي أربعة ملايين هكتار من
الاراضي الزراعية"، واضاف تشن قائلا "تتناقص امدادات المياه في المدن
حول النهر الاصفر ونهر هوايخه ونهر هايخه في الاجزاء الشمالية والوسطى
من الصين" ودعا الى تكثيف جهود الاغاثة.
وقال تشن ""ينبغي للحكومات على جميع المستويات أن تدرك التحدي تماما
وأن تكثف جهود الاغاثة من الجفاف"، وقالت الحكومة الشهر الماضي إن
الجفاف اثر على محصول القمح الشتوي في 17 بالمئة من مناطق زراعة القمح
في الصين في سلة الخبز بشمال البلاد ومن المتوقع استمرار الطقس الجاف
حتى ربيع العام المقبل.
وفي الوقت نفسه تعرضت أجزاء أخرى من البلاد لامطار وانخفاض حاد في
درجات الحرارة وثلوج كثيفة، وذكرت وسائل اعلام حكومية يوم الاحد أن من
المتوقع هطول امطار وثلوج يوم الجمعة في اجزاء عديدة من الصين مما قد
يعطل خطط سفر ملايين الاشخاص قبيل العطلات السنوية للعام القمري الجديد.
بحسب رويترز.
الصين ومشاريع المياة
الى ذلك ذكرت وكالة أنباء شينخوا الصينية الرسمية نقلا عن مسؤول
حكومي يوم الخميس ان الصين ستستثمر تريليوني يوان (300.8 مليار دولار)
على مدى السنوات الخمس القادمة في بناء مشروعات للبنى التحتية مرتبطة
بالمياه وتحسين جودة مياه الشرب في المناطق الريفية.
وقالت شينخوا نقلا عن تشو شوين المسؤول عن تخطيط المشروعات بوزارة
الموارد المائية ان بكين ستستثمر في العام 2011 ما يزيد عن 20 مليار
يوان لاعطاء دفعة في بناء مشروعات أساسية، وسيتجه الاستثمار أيضا
لمشروعات لتمكين 60 مليون شخص اضافي من الحصول على مياه شرب نظيفة في
المناطق الريفية على حد قول تشو مضيفا أن 77 في المئة من المواطنين في
هذه المناطق سيحصلون على تلك المياه بحلول نهاية العام.
وتشعر السلطات في الصين بالقلق بشأن الاف الخزانات التي تحتاج
لاصلاحات مما قد يشكل خطرا بوقوع فيضانات للقرى المجاورة، ونتج عن
زيادة المخلفات الصناعية والصرف الصحي اضافة الى الاستخدام المكثف
للمبيدات والاسمدة تلوث مياه الشرب في أجزاء كثيرة من المناطق
الريفية.بحسب رويترز.
من جهة اخرى قال مسؤول قطاع الطيران المدني في الصين إن بكين تخطط
لاستثمار اكثر من 228 مليار دولار لتحديث القطاع وتمكينه من مواكبة
النمو الاقتصادي الهائل الذي تشهده البلاد وقال لي جياشيانغ، مدير هيئة
الطيران المدني الصينية، للصحفيين إن بلاده سيكون لها 220 مطارا تجاريا
واكثر من 4500 طائرة نقل مدنية بحلول عام 2015، يذكر ان في الصين حاليا
175 مطارا تجاريا ويتكون اسطولها الجوي المدني من 2600 طائرة وفي الصين
في الوقت الراهن 43 شركة طيران، بما فيها 8 مملوكة للقطاع الخاص.
واضاف لي ان الحكومة تشجع الاستثمارات الخاصة في قطاع الطيران
المدني، وان ثلاث شركات جديدة للنقل الجوي ستتقدم قريبا بطلبات تشغيل
الى هيئته، وتوقع ان يبلغ عدد المسافرين جوا في الصين بحلول عام 2015
بين 450 مليون و500 مليون مسافرا، وقال إن هيئته تطمح بأن ترفع هذا
العدد الى 1،5 مليار بحلول عام 2030، وبينما اعترف لي بأن التطور
الكبير الذي يشهده قطاع السكك الحديد في الصين، ولاسيما في مجال قطارات
الفائقة السرعة، سيجذب بعض المسافرين من مستخدمي الطائرات، فإنه قال إن
المنافسة ستحفز شركات الطيران على بذل المزيد من الجهود لتحسين
خدماتها.بحسب رويترز.
التلوث الصناعي
من جانبها ذكرت الصحف الصينية مؤخراً ان عشرة بالمئة تقريبا من
محصول الارز في الصين ملوث بمعادن سامة ثقيلة انتشرت في الطبيعة نتيجة
للنمو الصناعي غير المنظم في البلاد وقالت نشرة "القرن الجديد"
الاسبوعية ان كميات كبيرة من الارز اصيبت بتلوث منذ سنوات بهذه المعادن
ومن بينها الكادميوم لكن عمليا لم يتخذ اي اجراء لكشف المخاطر التي
يشكلها هذا التلوث، واستندت النشرة الى دراسات علمية تجري منذ 2007،
واوضحت ان "هذه المعادن الثقيلة السامة انتشرت في الهواء والمياه مما
سبب تلوثا على مساحة واسعة من اراضي الصين".
وتابعت ان "سلسلة كاملة من التلوث الغذائي تسجل منذ سنوات".
ومن بين كل الحبوب، يتمتع الارز باكبر قدرة على تخزين الكادميوم
الذي رصد في مياه الري في حقول الارز بعدما تسرب من المناجم وخصوصا من
مناجم الرصاص والنحاس، والارز هو الغذاء الاساسي في الصين التي تنتج
مئتي مليون طن منه سنوي، وقالت النشرة الاسبوعية ان "الدراسات تكشف ان
حوالى عشرة بالمئة من الارز الصيني يحوي مستويات من الكادميوم تتجاوز
المعايير" المحددة. بحسب رويترز.
والكادميوم مادة سامة ومسببة للسرطان تتراكم في جسد الانسان طوال
حياته وتؤثر على الكلى والعظام والكبد. |