الثورة البحرينية: الاحتجاجات البيضاء تفحم آل خليفة

 

شبكة النبأ: يسعى ال خليفة بما يملكونه من حيلة الالتفاف على شباب الثورة البيضاء التي لم تدمها سوي اعيرة جيشهم المرتزق عندما استهدفوا الابرياء من المدنيين العزل اولى ايام الانتفاضة.

حيث يسعى الملك البحريني ووزارته شبه العاجزة الى مختلف الوسائل لاحتواء المطالب المشروعة للشعب عبر طرق ملتوية تحبط نوايا التغيير، وتقلل من حجم ما تواجهه من عناد واصرار يهدد اسقاط عرشهم فيما لو استمر لوقت طويل.

ولاتزال العاصمة البحرينية المنامة تشهد اعتصام الاف من الشباب البحريني، الذين بادروا الى تنويع اشكال احتجاجاتهم المنسقة دون حوث اي اعمال عنف تذكر.

مجموعات حماية سنية

فق حذر الامين العام لجمعية الوفاق الوطني الاسلامية المعارضة التي تمثل التيار الشيعي الرئيس في البحرين من دعوات لتشكيل مجموعات "للدفاع عن النفس" بين السنة معتبرا انها دعوات لتشكيل ميليشيات، كما دعا الشيعة الى عدم التواجد في "اماكن فيها توتر".

ومن جهة اخرى، شكل الالاف سلسلة بشرية في المنامة بين دوار اللؤلؤة الذي يعتصم فيه المطالبون بالتغيير، وجامع الفاتح السني على امتداد حوالى ستة كيلومترات، وذلك للمطالبة باسقاط الحكومة وللمناداة بالوحدة الوطنية بين الشيعة والسنة.

وقال الشيخ علي سلمان "ادعو كل الناس ان لا يشكلوا اي مجموعات تحت اي اسم كان. يجب اللجوء للشرطة للحفاظ على الامن دون ان يقوم الناس بهذه العملية لما فيها من مخاطر فالاجهزة الامنية هي المسؤولة عن امن الجميع".

وكان سلمان يعلق على دعوة اطلقها الشيخ عبداللطيف المحمود، زعيم تجمع الوحدة الوطنية السني الداعم للحكم، الجمعة لتشكيل مجموعات للدفاع عن النفس. بحسب فرانس برس.

واعتبر سلمان ان "مثل هذه الدعوات هي دعوات لتشكيل مليشيات" هي "امر ليس مقبولا من اي طرف في البحرين".

كما دعا سلمان المواطنين الشيعة "لعدم التواجد في اي اماكن فيها توتر" و"عدم الاستجابة لاي رسائل تدعوهم للتواجد في منطقة توتر وترك مهمة الحفاظ على الامن لرجال الامن".

واضاف سلمان "ادعو المواطنين ان يتبادلوا رسائل المودة والمحبة بينهم وبينهم وبين جيرانهم".

وشدد الشيخ علي سلمان على "اننا مجتمع مدني متحضر ولن نلجأ لاي من اساليب بعيدة عن الاجهزة الامنية الموجودة (...) لا نريد ان نزرع في مجتمعاتنا بذور مليشيات تحت اي ذريعة (...) نحن نرفض تشكيل المليشيات او اي مجموعات من اي نوع تحت اي ذريعة".

فيما يصر المتظاهرون على شعارات الوحدة الوطنية وعلى عدم اعطاء صبغة مذهبية لمطالبهم.

وتابع المحتجون نشاطاتهم مع تشكيل سلسلة بشرية داخل المنامة على امتداد حوالى ستة كيلومترات.

وشكلت السلسلة التي شارك الالاف فيها بين دوار اللؤلؤة وجامع الفاتح الذي كان شهد اطلاق تجمع الوحدة الوطنية لتأييد نظام الحكم، وذلك على امتداد كورنيش الملك فيصل. ونادى المشاركون بالوحدة الوطنية والاخاء بين السنة الشيعة وطالبوا باسقاط الحكومة.

ومن جهته، اعلن وزير الداخلية البحريني الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة تفعيل خطة لتوظيف 20 الف شخص في اجهزة الوزارة، مع العلم ان التوظيف في قوات الدفاع والامن يمثل احد الشكاوى الرئيسية للشيعة في البحرين الذين يشكون التمييز ضدهم في هذا المجال.

كما اكد الوزير ان "الطريق إلى تحقيق الاستقرار السياسي وطرح المطالب يكون عن طريق الحوار الوطني".

وذكر ان عاهل البحرين حمد بن عيسى ال خليفة "اصدر توجيها بزيادة حجم التوظيف في القوى البشرية في مختلف اجهزة وزارة الداخلية" وفق ما نقلته وكالة انباء البحرين.

وقال الوزير لدى لقائه رؤساء تحرير الصحف المحلية "تنفيذا لذلك اعلن عن الإسراع في تفعيل خطة التوظيف لاستيعاب عشرين ألف موظف ممن تنطبق عليهم شروط التوظيف لتغطية الاحتياجات في مختلف القطاعات والتي نأمل أن تنعكس هذه الخطوة ايجابا على سلامة المواطنين وأمنهم".

وقال الوزير "الغاية من المهمة الأمنية كانت هي الحفاظ على النظام وليس إراقة نقطة دم، فواجبنا في المقام الأول هو حماية الأراوح وما أسفرت عنه الأحداث المؤلمة من وقوع ضحايا هي خسار للوطن لا تعادلها خسارة" في اشارة الى الضحايا الذين سقطوا خلال تفريق الامن للتظاهرات المطالبة بالتغيير والتي بدأت في المملكة في 14 شباط/فبراير.

اسقاط الشروط المسبقة

في سياق متصل قالت جماعات بحرينية معارضة انها مستعدة الان للدخول في محادثات مع الحكومة دون شروط مسبقة لكنها أرسلت خطابا لولي العهد يفيد انها تريد حكومة جديدة ودستورا جديدا.

وتقود جماعات المعارضة المشكلة أساسا من الاغلبية الشيعية الساخطة احتجاجات كبيرة في المملكة منذ الشهر الماضي لكنها كانت من قبل تطالب بالتزام من جانب أسرة ال خليفة السنية الحاكمة باصلاحات ديمقراطية قبل الدخول في محادثات.

وقدمت الحكومة المتحالفة مع الولايات المتحدة بعض التنازلات بعد سحب قوات الجيش من الشوارع تحت ضغوط دولية لكن لم يبدأ بعد حوار سياسي رسمي.

وتريد ست جماعات معارضة بقيادة كتلة الوفاق وهي الجماعة المعارضة الشيعية الرئيسية استقالة الحكومة ووضع دستور جديد يجري بموجبه انتخاب حكومة جديدة والتحقيق فيما قامت به قوات الامن.

وتسعى المعارضة كذلك للحصول على ضمانات بامكانية استمرار الاحتجاجات السلمية وان تعطيهم وسائل الاعلام الحكومية تغطية أكبر. بحسب رويترز.

وقالت جماعات المعارضة ان المطالبة بهذه الخطوات يهدف خلق "أجواء ايجابية" للحوار دون ان تصفها بالشروط المسبقة.

وقال ابراهيم شريف من جماعة وعد العلمانية في مؤتمر صحفي في المنامة انهم يريدون اعلانا في بداية المحادثات يفيد بالموافقة من حيث المبدأ على الغاء دستور عام 2002 وعلى ان يكون البرلمان منتخبا بشكل كامل من الشعب.

وتستضيف البحرين الاسطول الخامس الامريكي وهي جزء من شبكة حلفاء سنة للولايات المتحدة في منطقة الخليج يقابلون النفوذ الايراني بالمنطقة. وطلب الملك من ولي عهده الشيخ سلمان بن حمد الدخول في حوار بشأن الاصلاح. وقالت الحكومة في بيان ان الشيخ سلمان تلقى مطالب المعارضة.

واضافت ان هناك اختلافات جوهرية في الوقت الراهن بين الجماعات المتنوعة والاطراف المستعدة للمشاركة في الحوار الوطني وانه يتعين ان يبدأ الحوار لهذا السبب على وجه التحديد من أجل الوصول الى تسوية سياسية بالاجماع.

وهناك قلق متنام من احتمال تصاعد التوتر أكثر بين الشيعة والنخبة السنية مع تزايد نفاد صبر الشبان المتشددين المحتجين فيما يبدو.

وقال جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الامريكية في بيان أثناء زيارة للمنامة "هناك حاجة لتعمل جميع الاطراف سريعا لبدء حوار يلبي التطلعات المشروعة للشعب البحريني" مضيفا ان الولايات المتحدة لن تتدخل لفرض حل "غير بحريني".

وقال فيصل فولاد من جمعية هيومان رايتس واتش في البحرين والذي حضر التجمع الموالي للحكومة ان الجماعات السنية تريد أن تشارك في أي حوار سياسي أيضا وان الخط الاحمر بالنسبة لها هو الاسرة الحاكمة.

قبول الملكية

فيما قال معارض بحريني شيعي متشدد انه قد يقبل بملكية دستورية على النمط الغربي في البحرين اذا أيد المحتجون هذا الاجراء.

وسمح لحسن مشيمع بالعودة الى البحرين في اطار تنازلات قدمتها أسرة ال خليفة الحاكمة للاغلبية الشيعية في البلاد والذين تصدروا نحو اسبوعين من الاحتجاجات للمطالبة بمشاركة اكبر في الحكومة.

ولم يستبعد مشيمع وهو زعيم حركة حق التي يهيمن عليها الشيعة وشككت في شرعية الملك في السابق فكرة الاطاحة بالعائلة الحاكمة السنية.

وقال في مؤتمر صحفي انه اذا كانت الملكية على النمط البريطاني بحيث تكون الاسرة الملكية شرفية ولا تسيطر على الحكومة فان هذا امر مقبول واضاف انه يجب عدم تولي اي فرد في عائلة ال خليفة لمنصب بالحكومة.

وتابع انه اذا وافق كل الناس وخاصة من يتواجدون في دوار (ساحة) اللؤلؤة على هذا الاقتراح فسيكون امرا جيدا. واضاف ان هذا سبب أنه لا هو ولا حركة حق حددا أي مطالب بل يتحدثان عن مطالب الشعب.

وكان يشير الى المتظاهرين الشبان الذين يحتلون ساحة اللؤلؤة في العاصمة المنامة ويطالبون بالاطاحة بعائلة ال خليفة. ويقول الشيعة على وجه العموم ان الحكومة التي يتزعمها السنة تستبعدهم من الوظائف والرعاية الصحية وفرص اخرى وهو اتهام تنفيه الحكومة.

ويجاهر المحتجون على نحو متزايد بمطالبهم ويحاولون وضع المزيد من الضغوط على الحكومة بتنظيم مسيرات الى الاحياء التجارية في المنامة. ولم يطالب مشيمع علانية بالاطاحة بأسرة ال خليفة منذ عودته ولم يحدد مطالبه.

شبان شيعة وآخرين سنة

الى ذلك وقعت اشتباكات بالعصي والايدي بين شبان شيعة وآخرين سنة في مدينة حمد جنوب المنامة مما استدعى تدخل الشرطة، حسبما افاد سكان في المدينة.

واكدت السلطات البحرينية وقوع الحادث. وقال وزير الداخلية راشد بن عبد الله آل خليفة حسبما نقلت عنه وكالة الانباء البحرينية الرسمية، ان "شجارا وقع بين الاهالي فى مدينة حمد".

واضاف انه "على اثر ذلك، حضرت الشرطة للفصل فى الامر وتطلب الامر تواجدها (...) لمدة ساعتين او اكثر، ومع جهود المحافظ وبعض مشايخ الدين والاهالي ونائب المنطقة تمت السيطرة على الامور".

ويعتبر هذا الحادث الاول من نوعه منذ بداية التظاهرات في المملكة الصغيرة والاستراتيجية التي تسكنها غالبية شيعية وتحكمها عائلة سنية منذ حوالى قرنين.

وقد راى الوزير انه "يجب الدعوة الى ضرورة التهدئة وخصوصا ان سبب الشجار كان بسيطا وبين مجموعة صغيرة ولكن سرعة نقل المعلومة وتفاعل الناس اوجد لنا وضع استدعى كل هذا التدخل".

واعرب عن "امله فى تعاون المواطنين (...) والا فان الشرطة دائما تكون موجودة لكننا نفضل ان تكون المسؤولية الرئيسية فى هذا الامر على المواطنين انفسهم".

وفي وقت سابق، اكد سكان في المدينة ان الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفرقة شبان سنة وشيعة. وقال شهود عيان ان الشبان السنة ينتمون الى عائلات سورية جرى تجنيسها خلال السنوات الاخيرة.

واوردت صحيفة الايام البحرينية القريبة من السلطة، في عددها الصادر الجمعة ان الاشتباكات وقعت على خلفية تحرش شاب بطالبة لدى خروجها من المدرسة.

واضافت ان الشبان من الطرفين تلقوا رسائل قصيرة على هواتفهم وتجمعوا في المدينة قبل ان يشتبكوا بالعصي، ما دفع الشرطة الى التدخل لفض الاشتباكات التي سقط فيها جريحان.

ومنذ بدء التظاهرات التي يقودها الشيعة للمطالبة بالاصلاح السياسي في 14 شباط/فبراير وقتل فيها سبعة اشخاص، لم يقع اي حادث من هذا النوع.

اتساع نطاق الاحتجاجات

كما اتسع نطاق الاحتجاجات في البحرين لتمتد من دوار (ساحة) اللؤلؤة بالمنامة الى أجزاء مختلفة من المدينة للضغط على الحكومة.

وكتب المحتجون على لافتات كثيرة انه لا حوار والشعب يريد اسقاط النظام في تكرار للهتافات التي ترددت في مصر وتونس وأسقطت زعيمي الدولتين.

وبدأت مجموعة من نحو 100 محتج نصب الخيام امام مرفأ البحرين المالي أحد أكبر الأبراج التجارية في البحرين وتوجد به شركات وبنوك عالمية. غير أن رجل دين شيعيا طلب منهم العودة الى دوار اللؤلؤة وهو ما فعلوه عند منتصف الليل تقريبا.

كما خرج عشرات الالاف من المحتجين المؤيدين للحكومة الى الشوارع في الايام الاخيرة قائلين ان الاصلاحات التي أطلقها ملك البحرين قبل عشر سنوات تمخضت عن حريات وديمقراطية متفردة بمنطقة الخليج.

والمجموعات التي دعت الى أكثر اعتدالا وتستقطب أعدادا أكبر من التي تستقطبها الحركات الشبابية الاكثر تطرفا التي تحتل دوار اللؤلؤة وقد نظمت مسيرات خاصة بها أصغر حجما الى مبان حكومية في الايام الاخيرة. بحسب رويترز.

وتعتزم الحركة الشبابية الخروج في مسيرة الى وزارة الداخلية في حين يعتزم مؤيدو الحكومة اقامة تجمع حاشد هذه الليلة.

وقال محتج يدعى علي ابراهيم "هناك أسرة واحدة تحكم البلاد في الرياضة والسياسة والاقتصاد. الاسرة الحاكمة تتحكم في كل شيء." وأضاف "يجب أن تنتخب الحكومة." كما احتج تلاميذ بالمدارس البحرينية على الحكومة.

الولايات المتحدة

من جهته اعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما دعم الولايات المتحدة اجراء "حوار وطني" في البحرين وفقا للاقتراح الذي تقدم به العاهل البحريني للمعارضة، مؤكدا ان هذا الحوار يجب "الا يقصي احدا ويكون غير منحاز ومفتوحا" لشعب المملكة.

وقال الرئيس الاميركي في بيان ان "الولايات المتحدة تدعم مبادرة الحوار الوطني التي يقودها الامير سلمان بن حمد آل خليفة وتؤيد عملية تنتج عنها لا تقصي احدا وتكون غير منحازة ومفتوحة لشعب البحرين".

وعين العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة نجله الامير سلمان لقيادة حوار مع المعارضة لم يبدأ حتى اليوم في ظل مطالبة المعارضين بالتنحي المسبق للحكومة.

واعتبر اوباما ان "الحوار يقدم الفرصة لاجراء اصلاح في العمق واشراك جميع البحرينيين في بناء مستقبل اكثر عدلا".

واضاف الرئيس الاميركي "بصفتها شريكة للبحرين منذ زمن بعيد، تواصل الولايات المتحدة الاعتقاد بان استقرار (البحرين) سيتعزز باحترام الحقوق المعترف بها دوليا لشعب البحرين والاصلاحات التي تلبي تطلعات جميع البحرينيين".

الملك يخشى حدوث انقسام!

من جانبها قالت وزيرة بحرينية ان العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة يخشى أن تؤدي الاضطرابات الحالية لتدمير الانسجام بين القطاعات المختلفة من السكان.

وتمثل المشاكل التي تشهدها البحرين مخاوف كبيرة بالنسبة للزعماء الغربيين الذين يعتبرونها حصنا في مواجهة ايران الشيعية على الجانب الآخر من الخليج. ويحكم السنة البحرين التي يوجد بها مقر الأسطول الخامس الامريكي في حين يمثل الشيعة أغلبية السكان.

وقالت فاطمة البلوشي وزيرة التنمية الاجتماعية في مؤتمر صحفي في جنيف ان الملك قدم بالفعل مبادرات حسن نوايا ولكن المحتجين المناهضين للحكومة يرفضون الانضمام "للحوار الوطني" الذي بدأه.

وأضافت أن العاهل البحريني يخشى أن يرى بلاده في حالة انقسام فهناك خط رفيع يفصل بين حالتي السلم والحرب في البحرين. وتابعت أن الحكومة البحرينية تريد أن تكون البلاد جزيرة سلام يعيش فيها الجميع في وئام.

وقالت الوزيرة فاطمة البلوشي ان الملك حمد قدم بالفعل عددا من مبادرات حسن النية ازاء المحتجين الذين ينتمون بالاساس الى الاغلبية الشيعية ويعارضون ما يقولون انها اساءة معاملة من جانب الحكومة التي يقودها السنة.

وقالت الوزيرة ان كثيرا من قطاعات المجتمع البحريني يجرون بالفعل مناقشات مع الحكومة بشأن سبل الخروج من الموقف ولكن بعض المحتجين "لا يريدون الحوار".

واضافت أن المحتجين لا يمثلون جميع الناس في البحرين ولكن جزءا منهم. واشارت الى أن الحكومة تريد أن تنضم كل المجموعات في المجتمع الى الحوار ولكن ليس بالامكان اجراء حوار مثمر في الشارع ولكن حول مائدة.

وتابعت البلوشي أن هناك جماعات أخرى تعارض مطالب المحتجين مشيرة الى احتجاجات في الايام القليلة الماضية شملت عشرات الالاف من مؤيدي الحكومة والملكية التي بدأت برنامها للاصلاح قبل عقد من الزمان.

وقالت ان الحكومة تريد الحفاظ على الوحدة وقد فضلت دوما الحوار وتتواصل مع الجميع. واضافت أن الحكومة تحاول اقناع المحتجين بالجلوس الى مائدة الحوار.

وشددت البلوشي على أن التغطية الاعلامية في وسائل الاعلام الدولية أعطت صورة غير متوازنة لما يجري وأن موقعي فيسبوك وتويتر استخدما " لنشر معلومات زائفة".

وتابعت أن الحكومة تريد أن تكون وسائل الاعلام الدولية منصفة مع البحرين وأن تغطي ما تقوله وتفعله كل الجماعات وليس جماعة واحدة.

الاحتجاجات تضر القطاعين المالي والسياحي

الى ذلك تضرر القطاعان المالي والسياحة في البحرين بفعل الاحتجاجات التي اندلعت في البلاد وسيستغرق الأمر حتى النصف الثاني من 2011 على الأقل لتتمكن المملكة من استرداد سمعتها كمركز موات لأنشطة الأعمال.

وقال جارمو كوتيلين كبير الخبراء الاقتصاديين لدى شركة الاهلي كابيتال الذراع الاستثمارية للبنك الاهلي التجاري السعودي "سيستغرق الامر حتى النصف الثاني من العام على الاقل حتى يعيد المستثمرون تقييم الاستثمارات. نتطلع لعام مفقود."

ويقدر كوتيلين الخسائر الفورية للناتج المحلي الاجمالي البحريني بنحو 200 مليون دولار نظرا لانخفاض الانتاج خلال أيام الاحتجاجات.

وكانت صناعة الفندقة في البحرين التي تعتمد على مؤتمرات أنشطة أعمال في مواعيد منتظمة لتحقيق الاشغال الكامل للغرف الفندقية الاشد تضررا. بحسب رويترز.

وقرر ولي العهد الشيخ سلمان بن حمد ال خليفة الاسبوع الماضي تأجيل سباق سيارات فورمولا 1 في البحرين والذي كان مقررا في 13 مارس اذار. ويستقطب السباق 40 ألف شخص سنويا.

وتقلص أيضا تدفق الزائرين من السعودية الذين يستمتعون بليالي البحرين الاكثر تحررا في نهاية الاسبوع وينفقون أموالهم في مراكز التسوق ومتاجر المجوهرات في المنامة. وتراجع الاقبال على مراكز التسوق بشكل ملحوظ.

ويشكل القطاع المالي في البحرين نحو ربع الناتج المحلي الاجمالي في البلاد وهو قطاع هام في استراتيجية الحكومة لخلق وظائف لشباب البلاد والتنوع بعيدا عن قطاع النفط.

وقال كوتيلين ان الاضطرابات ستضر سوق العقارات البحريني الذي تتعرض له بنوك بحرينية متعددة وشركات استثمار. وأضاف "سيكون لدينا موجة أخرى من المؤسسات المالية التي تواجه صعوبات ."

وأخفقت شركات استثمار بحرينية مثل بيت التمويل الخليجي في ايجاد مصادر ايرادات جديدة بعد أن أدى انفجار فقاعة العقارات الخليجية في 2008 الى تراجع نماذج أنشطة أعمالها.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 6/آذار/2011 - 30/ربيع الأول/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م