
شبكة النبأ: انطلقت شرارة الثورة
بمساعدة الشبكة العنكبوتية التي ساعدت المتظاهرين في اسقاط انظمة الحكم
التي ظلت لعقود من الزمن جاثمة على صدورهم وما عانته الشعوب لسنين
انتهى خلال ايام، ولم تفلح جميع المحاولات الرامية من قبل الانظمة
القمعية واجهزتها المختلفة الى حجب خدمة مواقع التواصل الاجتماعي (الفيس
بوك وتويتر) او تعطيل الشبكة عن الخدمة من اجل تفويت الفرصة على
الثائرين.
وبعد ان اسقطت الانظمة المتسلطة على يد الانترنت وقف الجميع وقفة
احترام وتقدير له حتى ان العديد من ساسة الغرب دعوا الى مزيد من
الاهتمام بالشبكة العنكبوتية وجعلها متاحة لدى الجميع وبصورة مجانية مع
ضمان عدم فرض اي قيود حول حرية ابداء الرأي.
الإنترنت في الشرق الأوسط
فقد تزايدت أعداد صفحات المشتركين على مواقع فيسبوك وتويتر للتواصل
الاجتماعي وموقع يوتيوب للمقاطع المصورة مع اتساع نطاق الاحتجاجات في
أنحاء العالم العربي، لكن هل الإنترنت عنصر مساعد في التغيير الذي
شهدته تونس ومصر وفي الاحتجاجات التي تشهدها ليبيا والبحرين واليمن أم
أنه وسيلة للتعبير عن مشاعر الغضب من عقود القمع؟
أذهلت الأحداث في تونس ومصر العالم في الأسابيع القليلة الماضية بعد
الإطاحة برئيسين كانا يتوليان الحكم منذ عشرات الأعوام. وما زالت
الانتفاضة الدموية مستمرة في ليبي، لكن الناس كانوا يحتجون في الشرق
الأوسط قبل وقت طويل من انتشار استخدام الإنترنت. وشهدت المنطقة موجات
من الاحتجاجات الشعبية في الأربعينات ومطلع الخمسينات وألهمت شعوبا
أخرى في أنحاء العالم من خلال وسائل الاتصال التي كانت متاحة في ذلك
الوقت. بحسب رويترز.
والانتفاضات الأخيرة في تونس ومصر وليبيا وغيرها من دول المنطقة
مرتبطة أيضا بعناصر اقتصادية وسياسية واجتماعية كبيرة مثل تزايد أعداد
أبناء الجيل الجديد وارتفاع مستويات التعليم وتغير السياسات الاقتصادية
والبطالة، لكن تشارلي بيكيت مدير مركز بوليس للأبحاث في لندن أشار إلى
أن مواقع التواصل الاجتماعي على الإنترنت والهواتف المحمولة لعبت دورا
كبيرا في نشر رسائل الناشطين وتسهيل تنظيمهم وزيادة سرعة الاتصال بينهم،
وقال بيكيت "مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت لا تخلق ثورات بل
يخلقها الفقر والغضب والحكام المستبدون. لكن في هذه الحالات شاهدنا كيف
عملت مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت على تنظيم الناس والترويج
للرسالة وكانت وسيلة للهجوم على من هم في السلطة ولابلاغ العالم
الخارجي بأن الناس هنا غاضبون ونشيطون ويريدون الأمور ان تحدث. لذلك
اعتقد ان مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت كانت فعالة بصورة
ملحوظة في وقت قصير جدا."
واستخدم الناشطون ومنظمو الاحتجاجات في الشرق الأوسط الإنترنت في
تبادل الاتصالات والمعلومات والخطط قبل اندلاع الانتفاضات. ثم استخدم
الإنترنت أثناء الانتفاضتين في تونس ومصر في تبادل الأخبار وطمأنة
المشاركين في الاحتجاجات إلى أنهم ليسوا بمفردهم، وذكر بيكيت أن
المحتجين في دول مختلفة استخدموا الإنترنت أيضا في دراسة كيفية تنظيم
الثورة وتفادي الأخطاء.
وقال "الناس يتعلمون من بعضهم البعض. الناس في ليبيا ينظرون الى ما
حدث في مصر. الناس في مصر قالوا انهم نظروا الى ما فعله نظراؤهم في
تونس مع الفيسبوك والبريد الالكتروني والوسائل الاخرى. إذن فهم يتعلمون
الدروس عن تنظيم الحملات والنشاط والديمقراطية والوسائل التي يمكن ان
يستخدموها على الانترنت. هم يقلدون بعضهم البعض ويتبنوه ويجدونه فعالا
بحق بالنسبة لثقافتهم"و لكن هل يكفي التواصل على موقع فيسبوك مئلا
لإخراج الناس إلى الشوارع؟
كانت آن الكسندر من جامعة كامبريدج المتخصصة في وسائل الاعلام
الجديدة والتغيرات السياسي في الشرق الاوسط موجودة في ميدان التحرير
بالقاهرة في مطلع فبراير شباط قبل بضعة أيام من الإطاحة بحكم الرئيس
المصري السابق حسني مبارك.
ذكرت آن ألكسندر أن من الصعب تحويل المساندة الشعبية على فيسبوك إلى
مظاهرات في الشارع فالناشطون في مصر جمعوا آلاف المؤيدين على صفحات
الإنترنت لكن أعدادا كبيرة من هؤلاء لم تشارك في احتجاجات ميدان
التحرير. بحسب رويترز.
كما أن مواقع الشبكات الاجتماعية على الإنترنت ليست حكرا على
المحتجين. واشار بعض المنتقدين غلى أن تلك المواقع تسهل على الحكومات
تعقب اتجاهات الناشطين وخططهم. وتستطيع الحكومات أيضا التدخل في تلك
المواقع بمحاولة تحويل اتجاه المناقشات بدفع أشخاص لنشر تعليقات وآراء
مؤيدة للنظام، كما أن السلطات في مصر وليبيا نجحت في قطع شبكة الإنترنت
تمام، لكن آن ألكسندر أكدت أن ذلك الخيار يسيء بدرجة كبيرة إلى سمعة
واقتصاد البلد.
وقالت "اغلب هذه الحكومات ليست في وضع يسمح لها بأن تعزل نفسها في
فقاعة تستطيع من خلالها فعليا السيطرة على جميع المصادر الاعلامية التي
يستطيع الناس ان يشاهدوها في ذلك البلد. ذلك لانهم يحتاجون ايضا
للاتصال بالاقتصاد العالمي واذا قطعوا الانترنت فلن تستطيع اي شركة
مصرية استخدام موقعها الالكتروني ولن يتمكن الناس من استخدام الانترنت
في التعاملات التجارية"، ولا يوجد ضمان بأن تؤدي الإطاحة بنظم الحكم
القديمة إلى نظم جديدة ديمقراطية. لكن المؤكد أن الإنترنت يزيد على
الحكومات صعوبة السيطرة على المعلومات التي تطلع عليها شعوبه، فقد ذهبت
إلى غير رجعة الأيام التي كانت شعوب الشرق الأوسط لا تصلها إلا الأخبار
والمعلومات التي تسمح أجهزة الرقابة ببثها في التلفزيون الرسمي.
كما أوضح بيكيت أن انتهاء احتكار الحكومات لوسائل الإعلام يزيد من
تمكين الشعوب، وقال مدير مركز بوليس للأبحاث في لندن "واعتقد اننا ربما
ندخل مرحلة تكون فيها مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت بصورة ما
اداة للتحول الديمقراطي. لانها على الاقل ستجعل الحكومات اكثر إدراكا
بما يفكر فيه الناس."
وأثبتت موجة الاحتجاجات في أنحاء الشرق الأوسط أن الإنترنت والشبكات
الاجتماعية تؤدي دورا أساسيا في تغيير العلاقة بين المواطن والدولة في
العالم العربي. لكن يبقى السؤال مطروحا عما إذا كانت تلك الوسائل
الجديدة التي ساهمت في تغييرنظم الحكم سيكون لها دور أيضا في إقامة نظم
جديد.
سلاح قوي
الى ذلك عول المتظاهرون المحتجون على قادتهم في الشرق الاوسط على
وسائل التكنولوجيا الحديثة لتساعدهم على زعزعة او اسقاط انظمتهم، أكان
موقع تويتر للمدونات القصيرة على الانترنت لنقل ما يجري من احداث او
الهواتف النقالة التي تستخدم لتصوير التحركات الشعبية والقمع الدامي
الذي تتعرض له، وتكشف اشرطة الفيديو التي تصور في مواقع التظاهرات غير
المسبوقة التي تهز انظمة الشرق الاوسط وشمال افريقيا وتبث من تونس الى
القاهرة مرورا بالبحرين، عن متظاهرين معظمهم من الشبان يرفعون اجهزة
نقالة لتصوير ما يجري من حولهم.
وهذه الاشرطة التي تبدو صورها مهتزة في غالب الاحيان، تعرض احيانا
تظاهرات سلمية، واحيانا اخرى مشاهد مجازر، وهي تنشر على مواقع فيسبوك
وتويتر وفليكر ويوتيوب. وعندها تتدخل الشبكات التلفزيونية مثل الجزيرة
وسي ان ان لتعيد نقلها وتبثها على شاشاتها.
وابرز يوتيوب على صفحته "سيتيزن تيوب" اشرطة صورها احد مستخدميه في
ليبيا تحت اسم مستعار "ايناف قذافي" بالانكليزية او "كفى قذافي"، ووردت
من البحرين وليبيا مشاهد في غاية العنف تظهر فيها قوى الامن تقمع
تظاهرات، ما اثار تنديدا في صفوف الاسرة الدولية وزاد من حدة الغضب في
الشارع. بحسب فرانس برس.
وكتب ميكا سيفري احد مؤسسي مدونة "تيك بريزيدنت" الالكترونية
المخصصة للسياسة والتكنولوجيا، في مقالة نشرها مؤخرا ان استخدام
الهواتف النقالة اكثر انتشارا بكثير من الانترنت في الشرق الاوسط، وقال
"يبدو ان العامل الاكبر خلف الاحداث الجارية هو السلطة الناشئة لجيل لا
تقتصر ميزته على انه شاب، بل هو ايضا من سكان المدن ويستخدم هواتف
نقالة". وتساءل "هل ان ما نشهده في الواقع هو نضوج سياسي لجيل الرسائل
النصية؟"
ويصعب بصورة عامة ان نحدد الى اي مدى ساهمت الشبكات الاجتماعية على
الانترنت والهواتف النقالة في قلب النظامين التونسي والمصري، فضلا عن
حجم الدور الذي لعبته في التحركات الجارية في ليبيا والجزائر والبحرين
وايران والاردن والمغرب واليمن.
لكن الامر الاكيد هو ان كلا الرئيس المصري السابق حسني مبارك
والزعيم الليبي معمر القذافي ادرك مدى خطورة الانترنت فعمد الى قطع
الشبكة عن شعبه، ويرى الناشط المصري على الانترنت وائل غنيم احد رموز
الانتفاضة الشعبية المصرية، ان الشبكات الاجتماعية لعبت بالتاكيد دورا
اساسيا في سقوط حسني مبارك.
وقال غنيم وهو مسؤول تسويق خدمات غوغل في الشرق الاوسط وشمال
افريقيا متحدثا ضمن برنامج "ستون دقيقة" على شبكة سي بي اس "بدون
فيسبوك وتويتر وغوغل ويوتيوب، لما كان ذلك حصل اطلاقا".
وتدرك ادارة الرئيس الاميركي باراك اوباما هي ايضا دور الشبكة في
التحركات الشعبية التي تهز الشرق الاوسط.
وراى اليك روس مستشار وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في
ما يتعلق بالتقنيات الجديدة، ان الشبكات الاجتماعية لعبت "دورا مهما"
في احداث تونس ومصر لكنه لفت الى ان "هذه الحركات لم تنبثق من
التكنولوجيا". وقال "لم نشهد ثورات فيسبوك او ثورات تويتر".
واوضح ان "التكنولوجيا سرعت مجرى الاحداث، بحيث ان حركة كانت
ستستغرق في الاوضاع الطبيعية اشهر او سنوات، جرت في فترة اقصر بكثير"،
وختم "ان تشي غيفارا القرن الواحد والعشرين هو الشبكة العالمية. لم يعد
هناك حاجة الى شخصية كاريسماتية فريدة لتعبئة الحشود وتنظيمها".
كلينتون وحرية الانترنت
من جهتها كشفت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون النقاب عن
مسعى امريكي جديد لتحرير الانترنت عالميا وتضرب مثلا بالاحتجاجات في
مصر وايران التي اججتها شبكة المعلومات العالمية لكيفية اطلاق
التكنولوجيا الجديدة شرارة التحول السياسي، وهذه ثاني كلمة هامة تلقيها
كلينتون عن السياسة الامريكية تجاه الانترنت وسط مؤشرات متنامية على
كيفية مساهمة تكنولوجيا الاتصالات في تحولات سياسية حول العالم وكشفت
وزارة الخارجية يوم الاثنين النقاب عن مقاطع من الكلمة التي من المنتظر
أن تبرز التزام الولايات المتحدة بضمان اتاحة خدمة انترنت دون أي قيود.
وتقول كلينتون في مقطع من الكلمة "ثمة جدل في بعض الدوائر بشأن ما
اذا كانت الانترنت قوة للتحرر او القمع. ولكن كما اظهرت الاحداث في مصر
وايران وأماكن أخرى فان هذا الجدل خارج السياق الى حد كبير"، وقالت
كلينتون في مقطع اخر من الكلمة "المهم ما يفعله من يتصفحون الانترنت
والمباديء التي ينبغي ان توجهنا حين تجمعنا الانترنت. يزيد الحاح هذه
الاسئلة يوما بعد يوم"، وسعت وزارة الخارجية الامريكية تحت قيادة
كلينتون لجعل حرية الانترنت أحد حقوق الانسان الاساسية رغم ما تعانيه
من تبعات ذلك فيما تسعى لاحتواء الاضرار الناجمة عن نشر ويكيليكس
برقيات دبلوماسية امريكية سرية. بحسب رويترز.
وأدانت كلينتون نشر ويكيليكس البرقيات وقالت انه يعتمد على معلومات
مسروقة تهدد أمن الولايات المتحدة وسلامة مصادر سرية من بينها نشطون في
مجال حقوق الانسان واخرون ورد ذكرهم في هذه البرقيات، ودافعت كلينتون
ايضا عن القيمة الاساسية لحرية الانترنت وقالت ان مواقع تواصل اجتماعي
مثل تويتر وفيسبوك تتيح للشعوب التعبير عن تطلعاتها كما حدث في
الاحتجاجات في تونس ومصر وايران دول اخرى.
جوجل هو السبب
في سياق متصل انحى نائب رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين في
مقابلة صحفية نشرت مؤخراً باللائمة على شركة جوجل في اثارة الاضطرابات
اثناء الثورة التي اطاحت بالرئيس المصري حسني مبارك، وقال ايجور سيتشين
نائب رئيس الوزراء الروسي لصحيفة (وول ستريت جورنال) " انظر الى ما
فعلوه في مصر هؤلاء المدراء رفيعو المستوى لجوجل وما حدث من تلاعب في
طاقات الشعب هناك"، ومثل هذا التصريح من واحد من نواب بوتين الاكثر
وثوقا هو مؤشر واضح على القلق المتنامي بين الروس المحافظين بشأن دور
الانترنت في الاضطرابات التي تجتاح العالم العربي.
ولم يدل سيتشين بمزيد من التفاصيل حول مخاوفه. واصبح وائل غنيم مدير
تسويق جوجل في الشرق الاوسط بطلا للثورة المصرية التي اطاحت بمبارك،
وعلى عكس ما يبثه التلفزيون الحكومي فان شبكة الانترنت تتمتع بالحرية
بشكل ملحوظ وهي ساحة لانتقادات لاذعة في الاغلب لبوتين والرئيس الروسي
ديمتري ميدفيديف وجميع افراد النخبة الروسية، ولم تفرض روسيا قيودا حتى
الان على الانترنت لكن محللين يقولون ان مجموعة من المحافظين المقربين
من بوتين تود فرض قيود مشابهة لتلك المفروضة من قبل الصين.
ودعا الرئيس الصيني هو جين تاو يوم السبت الماضي لفرض ادارة حكومية
صارمة للانترنت وحذر كبار قادة الحزب الشيوعي من أن الصين تواجه صراعات
اجتماعية عميقة ستختبر قدرة الحزب على الحفاظ على السيطرة الصارمة.
بحسب رويترز.
موقع فيسبوك يلتزم الصمت
من جهتها ذكرت صحيفة 'نيويورك تايمز' إن موقع 'فيسبوك' الذي لعب
دوراً بارزاً في الثورات الشعبية بمصر وتونس، يتردد في الترويج لنفسه
كمنصة للديمقراطية والتغيير خشية تعرض مستخدميه لقيود أو حظره في بعض
الدول التي تشهد اضطرابات، ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في الشركة إن
الموقع يتعرض للكثير من الضغوط بعد الثورات في الشرق الأوسط، إذ على
الرغم من أن الناشطين يستخدمونه كأداة رئيسية للدعوة إلى تظاهرات، إلا
أنه لا يريد أن ينظر إليه على أنه يأخذ مواقف ضد الحكومات خشية أن تلجأ
بعض الدول مثل سوريا، التي سمحت مؤخراً بعودة الـ'فيسبوك'، إلى فرض
القيود على الموقع أو فرض رقابة مشددة عليه.
كما أن 'فيسبوك' مصمم على عدم تغيير سياسته التي تحظر استخدام أسماء
مستعارة، على الرغم من مطالبة جماعات مدافعة عن حقوق الإنسان الموقع
باتخاذ إجراءات تمنح حماية أكبر للناشطين. غير أن الموقع يقول إن منع
استخدام الأسماء المستعارة تحمي مستخدمي الموقع من التزوير. بحسب
يونايتد برس.
وأشارت الصحيفة إلى أن الموقع كان قد أغلق في تشرين الثاني/نوفمبر
الماضي صفحة شعبية أسسها الناشط المصري، مدير التسويق في 'غوغل' الشرق
الأوسط وائل غنيم باسم مستعار. وكان عضو مجلس الشيوخ الامريكي،
الديمقراطي ريتشارد دوربين قد وجه رسالة إلى مؤسس موقع 'فيسبوك' مارك
زوكربيرغ أعرب فيها عن قلقه من أن الشركة لا تتخذ إجراءات لحماية
الناشطين من قمع الحكومات.
وكان موقعا 'تويتر' و'يوتيوب' لعبا دوراً مهماً في التظاهرات أيضاً،
وقد مكن 'تويتر' المتظاهرين من إسماع صوتهم عبر الهاتف من دون الحاجة
إلى الانترنت بعد الحظر الذي فرضته الحكومة المصرية.
في سياق متصل قرار غوغل اخيرا جعل ثلاثة من خدماتها الرئيسية
متوافرة في ايران مر مرور الكرام على رواد الانترنت الايرانيين الذين
يهتمون اكثر لوسائل الالتفاف على رقابة الدولة على الانترنت، منه
للعقوبات الاميركية التي بقيت افتراضية .
كما اعلن عملاق الانترنت غوغل ان مستخدمي الانترنت الايرانيين
سيتمكنون من الوصول من الان وصاعدا الى ثلاثة من برامجها هي "غوغل ايرث"
و"بيكاسا" و "كروم" التي كان تحميلها محظورا في ايران بموجب العقوبات
الاميركية على طهران، الا ان الايرانيين يعتبرون ان تعطيل السلطات
لالاف المواقع الاجنبية هو المشكلة الرئيسية وليس الوصول الى برمجيات
اميركية اكثر تطورا متوافرة في ايران رغم العقوبات.
ويؤكد حميد رضا الذي يملك متجرا في قلب بازار رضا المركز التجاري
الاكبر ف ايران للمعلوماتية الذي يقدم اجدد المنتجات، "اعلان غوغل لم
يكن له اي تأثير"، ويوضح "لا احد هنا يعرف بيكاسا (برنامج لتنظيم الصور
على الانترنت) فيما ان برنامج كروم (نظام ابحار) لم يكن يوما شعبيا
لدينا". بحسب فرانس برس.
ويضيف صاحب المتجر الذي يبيع شأنه في ذلك شأن جيرانه البرمجيات
الاميركية الرئيسية المقرصنة في غياب اعتراف ايران بحقوق الملكية
الفكرية الدولية، "غوغل ايرث شعبي اكثر الا انه يستخدم عادة من دون
اتصال مباشر"، وفي ايران نحو 32 مليون مستخدم للانترنت من اصل 74 مليون
نمة عدد سكانها، وهي تاليا الدولة الشرق اوسطية الاكثر استخداما للشبكة
العكنبوتية، الا ان السلطات عززت القيود على الانترنت منذ التظاهرات
الضخمة المناهضة للحكومة في العام 2009 التي اضطلعت خلالها شبكات
التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك ومواقع بث اشرطة فيديو مثل يوتيوب بدور
مهم لحشد المتظاهرين وبث مشاهد عن القمع الذي اسفر عن عشرات القتلى.
وتعطل السلطات الايرانية الوصول الى الاف مواقع الانترنت ولا سيما
الابحاية والسياسية منها فضلا عن مواقع اخبارية متهمة اياها بلعب دور "هدام
ولا اخلاقي". وقد خففت ايضا من سرعة الانترنت الذي تتوقف خدماته بشكل
شبه كلي في اوقات الازمات، فيما اطلقت رسميا نهاية كانون الثاني/يناير
"شرطة افتراضية" مكلفة رصد "النشاطات غير القانونية" على الشبكة.
ويقول ميلاد ن. الخبير في المعلوماتية الذي طلب عدم الكشف عن اسمه
كاملا ان ايران تبقى رغم ذلك "اكبر مستهلك للبرامج المعلوماتية في
الشرق الاوسط" بفضل القرصنة التي تسمح ببيعها باسعار تتحدى اي منافسة.
ويعتبر ميلاد ان "اعلان غوغل مجرد دعاية في اطار المنافسة بينها
وبين فيسبوك وآبل ومايكروسوفت". ويؤكد ان البرامج التي "حررتها" غوغل
لو كانت ناجحة لكان الايرانيون اشتروها قبل ذلك بطريقة او باخرى بوجود
عقوبات او بدونه، ولا تشمل العقوبات الاميركية اجهزة المعلوماتية التي
تتوافر اخر نماذجها واكثرها تطورا بكثافة في طهران، ويقول ميلاد "يكفي
النظر حولنا لنرى ان قطاع المعلوماتية لم يتأثر كثيرا بالعقوبات" خاتما
بالقول "المشكلة الرئيسية لمستخدمي الانترنت هو تعطيل المواقع والبطء
المخيف للاتصال بالانترنت. التحدي الاكبر يمكن في النجاح في الالتفاف
على رقابة" الحكومة.
من جهتهاأكدت شركة تويتر ان موقعها الذي يقدم خدمات التراسل
والاتصال عبر شبكة الانترنت حجب في مصر حيث خرج الالاف الى الشوارع
للاحتجاج على حكم الرئيس حسني مبارك الذي مضى عليه ثلاثون عام، وكتبت
الشركة في رسالة اكدت فيها حجب خدمتها "نعتقد ان التبادل الحر
للمعلومات ووجهات النظر يفيد المجتمعات ويساعد الحكومات على التواصل
بشكل افضل مع شعوبها."
على صعيد متصل رحب مئات التونسيين يوم الاحد بمدون عائد الى بلاده
من كندا بعد سقوط الرئيس الذي اشتهر بانتقاده على الانترنت، وفر الرئيس
زين العابدين بن علي من تونس هذا الشهر بعد أسابيع من الاحتجاجات على
الفقر والفساد والقمع السياسي، وقال المدون طارق مكي لرويترز في المطار
حيث استقبله حوالي 500 من معجبيه انه يشعر بالفخر لعودته الى تونس بعد
رحيل "الدكتاتور" وقال ان الانترنت قامت بدور كبير وكانت المحرك
الاساسي في التخلص من "الطاغية".
وأضاف مكي ان من المدهش المساهمة من خلال الانترنت في الاطاحة
بالرئيس التونسي عن طريق تحميل ملفات الفيديو على الشبكة وقال ان ما
فعله المدونون على الانترنت كان ذا مصداقية وهذا ما أدى الى نجاحه،
وعرف مكي بعرض لقطات فيديو يظهر فيها على مواقع يوتيوب وفيسبوك وتويتر
معلقا على خطب بن علي وساخرا من الرئيس الذي دام حكمه 23 عام، وعين
مدون آخر هو سليم عمامو وزيرا للدولة لشؤون تكنولوجيا الاتصالات في
الحكومة الانتقالية الاسبوع الماضي بعد الاطاحة ببن علي. بحسب رويترز.
ورفعت القيود على الانترنت في تونس التي يبلغ عدد مستخدمي الانترنت
فيها اربعة ملايين من بين عشرة ملايين مواطن بمجرد رحيل بن علي، ويقول
أنصار مكي انه يجب أن يرشح نفسه رئيسا للبلاد في الانتخابات القادمة،
وقال احمد نور الدين (25 عاما) "هذا مرشح الشبان في الانتخابات القادمة.
انه يعبر عن مشاكلنا ويقول ما نريد قوله"وقال رجل آخر رافعا صورة مكي "لم
نكن نعرفه الا من خلال الفيسبوك لكننا نراه الان شخصيا ونحن نرحب به
وندعوه للترشح في الانتخابات."
وقال مكي لانصاره الذين جاءوا لاستقباله ان "ثورة الياسمين" لم تنته
بعد. وأضاف مخاطبا الحشد ان ما تفعله الحكومة ليس كافيا ولكنها طريقة
جديدة للاستيلاء على الحكم، وتجمع المحتجون لايام في العاصمة التونسية
للاحتجاج على الحكومة المؤقتة التي يرأسها محمد الغنوشي قائلين انها
تضم بقايا الحرس القديم للرئيس المخلوع الذين ينبغي خروجهم من السلطة.
من جهتها رفعت سوريا الحظر الذي كان مفروضا على دخول مواقع على
الانترنت مثل موقع الفيديو "يوتيوب" وموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"
في خطوة سارع مسؤول في الخارجية الاميركية الى الترحيب بها.
وتمكن مستخدمو الانترنت في سوريا لاول مرة منذ عام 2007 من الدخول
مباشرة الى موقع الفيديو "يوتيوب" وموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"
المحجوبين تدريجيا من دون اللجوء الى استخدام الخوادم البديلة العاملة
خارج البلاد (بروكسي) التي اعتادوا استخدامها للالتفاف على هذا الحجب،
ولم تصدر السلطات اية بيانات بشان ذلك، الا ان رائد اعمال في
التكنولوجيا والاعلام والناشط اجتماعي عبد السلام هيكل اكد لوكالة
فرانس برس ان طلب رفع الحجب "وصل الى مزودي الخدمة في سوريا".
وفي واشنطن، سارع احد مساعدي وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري
كلينتون الى الترحيب بهذه الخطوة، وقال اليك روس في رسالة على موقع
تويتر "نرحب بالخطوة الايجابية المتعلقة بفيسبوك ويوتيوب في سوريا" الا
انه اعرب عن مخاوفه من ان "يتسبب ذلك بمخاطر على المستخدمين في غياب
حرية التعبير"، واشار هيكل الى ضرورة انتظار "الوقت اللازم لرفع الحجب
سواء من ناحية الاجراءات الادارية او التقنية لكل مزود" بشكل كامل حيث
كانت بعض المواقع محجوبة لدى بعض مزودي هذه الخدمة بينما كان مرفوعا
لدى الاخريات.
واعتبر هيكل الغاء حجب مواقع التواصل الاجتماعي "خطوة جيدة جدا
وتعبر عن رغبة الحكومة في تعزيز الثقة مع المواطنين" لافتا الى انها "تأتي
في وقت تدخل فيه المنطقة مرحلة جديدة تتطلب مزيدا من الجهود لإشراك
الشباب واشعارهم بالثقة المتبادلة وبالاحترام".
وتاتي عملية رفع الحجب بعد عدة حملات قامت بها مجموعات على الفيسبوك
ردا على حملة لمجموعة لم تكشف عن هويتها على موقع التواصل الاجتماعي
فيسبوك دعت الى "يوم غضب" بعد صلاة الجمعة 4 شباط/فبراير في كافة المدن
السورية" اسوة بما يحدث في مصر وتونس.
وقال "بيان الثورة السورية ليوم الغضب" على الموقع المحجوب في سوريا
"بعد صلاة الجمعة في هو اول ايام الغضب للشعب السوري الابي".
كما دعت مجموعة اخرى على نفس الموقع الى "وقفة تضامنية سلمية" مع كل
من يعاني من "النهب المنظم والاحتكار" لشركتي الهاتف النقال العاملتين
في سوريا "سيرياتيل وإم تي إن"امام مجلس الشعب في دمشق، ولم يستجب
السوريون لهذه الدعوات وشهدت العاصمة السورية حركة طبيعية في الساحات
العامة والاحياء السكنية والاسواق الشعبية الا ان حضورا اكثر من
المعتاد لعناصر من الامن باللباس المدني سجل على مفارق الطرق الرئيسية.
وردا على هذه الدعوات تلقى بعض مشتركي الهاتف الخليوي رسائل نصية
تؤيد الرئيس السوري بشار الاسد ومنها "الشعوب تحرق نفسها لتغيير رئيسها
ونحن نحرق العالم ليبقى قائدنا"، واشار هيكل الى ان "مستخدمي فيسبوك
السوريين تصرفوا بمسؤولية تجاه ما وردهم للاحتجاج والتظاهر وعدم
استجابتهم لتلك الدعوات مما ثبت فكرة ان الحجب ليس مطلوبا وان كان
مطلوبا فالالتفاف عليه سهل". بحسب فرانس برس.
واكد هيكل ان استمرار قرار رفع الحجب وعدم تعديله سينعكس ايجابا على
"تطور اعمال الشباب التي ينشؤونها اعتمادا على الانترنت" مشيرا الى
وجود دراسات تفيد "بان حرية الانترنت لها انعكاس على التطور والتنمية
الاقتصادية والاجتماعية"، ونقلت صحيفة الوطن السورية الصادرة الاربعاء
عن محللين ان قرار رفع الحجب يعبر "عن ثقة الحكومة والدولة في ادائها
وعدم خشيتها من اي تهديد قد ياتي من خلال هذين الموقعين وغيرهما"، يشار
الى ان الحجب ما يزال مستمرا على بعض المواقع كبعض الصحف الاجنبية
والعربية بالاضافة الى موقع ويكيبيديا العربية وبعض المدونات. |