السوبرمان الذي كشف الاسرار  وغير الادوار

د. يوسف السعيدي-العراق

في خضم الاحداث وبالضبط في ايام الشيخ ويكيليكس الغريب كنت قد طرحت تساؤلي الخاص بمفهوم ومغزى هذا الشبح السوبرمان ويكيليكس الذي اطل علينا بالاسرار واختفى خلف قضية جنسية....و بقيت ناره التي اطلق شراراتها تشتعل ببطء....

قلت طرحت السؤال عن الهدف من كل اسرار ويكيليكس واهدافها والى اي مدى ستصل واي توقيت اريد لها ان تكون...لكن بقي سؤالي يطرح نفسه كما اطرحه على نفسي في كل الاوقات الى غاية الحراك الشعبي في تونس ومصر وليبيا واليمن والمغرب...و...و...والذي امتد الى اماكن عديدة وهاهو الان يمر في سماء السعودية.. والى اين يمضي لا اعلم او يبقى مأمورا الى غاية ان يحقق هدفه القريب والبعيد...

وهو اسقاط هذه الديناصورات السياسية التي اتت عبر الانقلابات الانتخابية بشكل يختلف عن كل اشكال الانتخابات في العالم وحكمت بطريقة تختلف عن كل طرق العالم في الحكم وسرقت اموال الشعوب باحتيال فاق احتيال المحترفين في كل بقاع العالم...وبقيت امريكا دوما تدافع عنهم، كما هم يسجدون لها في كل امر، وكما يريدون هم من شعوبهم ان يفعلوا ذلك معهم.... وهم يريدون السجود رهبة وليس حبا لانه لا يوجد في قاموسهم الا اذا كان نفاقا يرتسم على وجوههم ووجوه( شلتهم) وعصبتهم بل عصاباتهم....

واستمر الجو يحلو لهم سنين وسنين الى ان جاءت حكاية الشيخ السوبرمان ويكيليكس التي اخرجت غسيلهم المرمي في مجاري العمالة... وهذا حتى لا نقول شيء اخر....

اطرح السؤال الان لاجيبكم بعد فاصل مع طغاة عرب.. ثم اعود...........

تتساقط الكراسي بهم ولازالوا يأملون في مواصلة الحكم...وهاهم يخرجون عساكرهم بدباباتها الى الشوارع...لا زال هناك امل...لكنه امل الوقت الضائع فقط.... انه امل الشعوب في استرداد حقها الذي اخذ منها عنوة منذ عقود من السنين....انه امل الشعب في اطلالة شمس الحق ليذوب الزعيم الثلجي وليس الورقي ولا الكرتوني يذوب مع بقايا الثلج الذي كان يعم كل الاماكن والواجهات يظن من يراه انه هو كل شيء وهو الكل في الكل وهاهو يسقط الان ويذوب ذوبان الثلج الذي لا يصمد امام ضوء الشمس هو كذلك هذا الزعيم الهرم سيسقط ويذوب امام شمس الحق التي تعبر الان سماءه من جهة الغضب.. الذي هو شعبه المسكين الذي قاسى المحن في كل صورها عبر سنين حكمه....

وصل اليك موج البشر منطلقا من كل الجهات وانت الذي اغلقت كل المنافذ الا منفذ نهوض الشعب و بكلمة واحدة اغفلت عنها... ارحل... فالطائرة في انتظارك كسابقك ولاحقك....اخرج من مجرى التاريخ الى مجاريه... ابحث عن مكان اخر يضمن لك الحياة بعيدا.... منبوذا.... منبوذا.... منبوذا....

ارحل...واعلم جيدا ان جميع رجالك وكل من اكتنز المال عن طريقك او طريق ابناءك او زوجتك قد غادروا وهربوا واخذوا اموالهم...عفوا اموال الشعب....نعلم جيدا ان كل اسرتك رحلت... لم تبق الا انت تركوك الى مصيرك.... وان مت ستموت موتة البائسين....ارحل وحاول ان تجدد حياتك في برميل قمامه وحيدا.. على الاقل ان هناك جارا لك سبقك سيكون نعم من يواسيك وحيث هو لم يجد ولا احد....ارحل فقمامة التاريخ تنتظرك وقد اصبحت ثقوب هذه القمامة منفذا لنجدة الهاربين... والى جهنم وبئس المصير.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 5/آذار/2011 - 29/ربيع الأول/1432