شيعة السعودية... تطلعات الخلاص من براثن الاستبداد

 

شبكة النبأ: قد تختلف الاوضاع التي تمر بها السعودية، نسبة الى الثورات العربية الاخيرة في بعض بلدانها، الا ان ما يصبو شيعة المملكة للخلاص من براثن الاستبداد المستحكم عليهم منذ هيمنة ال سعود على السلطة، يحرك في اوساطهم الكثير من التطلعات لتغيير واقعهم المتردي.

وعلى الرغم من محاولات الترضية التي اطلقها الملك العائد من العلاج مؤخرا، المتمثلة بتوزيع الهبات المادية على مواطني تلك الدولة، الا ان الشيعة يدركون ان ذلك لا يمثل الحد الادنى لاسترجاع بعض الحقوق المشروعة التي يطالبون بها خصوصا على صعيد الشؤون السياسية والاجتماعية بالإضافة الى حريات الدينية المكبوتة.

عين على البحرين

فعندما التقى شيعة السعودية في المساجد وتبادلوا الحلوى احتفالا بمولد النبي محمد كان الاحتفال جزءا مما يجري. فالشيعة يختبرون سماحة رجال الدين السنة ويستغلون الاصلاحات التي طرحها الملك عبد الله والتي تسمح لهم بقدر أكبر من الحرية في ممارسة شعائر الطائفة الشيعية.

وبالنسبة لمئات الشيعة الذين تجمعوا استعدادا ليوم المولد النبوي في بلدية العوامية بالقرب من الخليج بشرق المملكة كان الاحتفال هذا العام خاصا ومختلفا.

وعلى بعد ساعة فقط بالسيارة وبفاصل جسر يعبر مياه الخليج تقع جزيرة البحرين حيث يقضي سعوديون عطلاتهم لكنها الان تشهد انتفاضة شعبية لمحتجين أغلبهم من الشيعة الذين يتحدون سلطة السنة في الحكم.

وقال محمد وهو شاب اكتفى كغيره باعطاء اسمه الاول فقط "يجب أن تطالب باصلاحات وتبدأ في التحركات الشعبية اذا اردت ان تحقق شيئا. اذا لم تفعل شيئا فلن تتحرك الحكومة."

وقال في اشارة الى الاحتجاجات الشعبية الكاسحة التي تجتاح المنطقة العربية بعد نجاح ثورتين شعبيتين في الاطاحة بالرئيسين المصري والتونسي "علينا ان نستغل حقيقة ان النظام في موقف ضعيف."

واستخدم محمد كلمة "النظام" التي تتردد كثيرا في أنحاء الوطن العربي في الهتاف الشهير "الشعب يريد اسقاط النظام."

وفي العادة يفرض الخوف من السجن قيودا على مثل هذا الكلام لكن الصور التي نقلتها شاشات التلفزيون وشبكة الانترنت للاحتجاجات جعلت الناس يعيدون التفكير فيما هو ممكن وما هو غير ممكن.

ولا يتوقع المحللون ان تتكرر الاضطرابات على النهج المصري أو التونسي في السعودية حيث تملك الحكومة ما يزيد على 400 مليار دولار من أموال النفط التي يمكن ان تستخدمها في تخفيف الضغوط الاجتماعية مثل نسبة البطالة المرتفعة بين الشبان.

لكنهم يقولون أيضا ان الملك عبد الله سيواجه ضغوطا من الشيعة الذين يتابعون الاحتجاجات في البحرين كي يمنحهم دورا اكبر ويبدأ في الاصلاحات السياسية مثل الدعوة لانتخابات بلدية.

وليس لشيعة السعودية حتى الان أي تمثيل في الحكومة وكثيرا ما يضجون بالشكوى من اراء متشددين من رجال الدين الوهابية الذين يعتبرون الشيعة كفارا وعملاء لايران الخصم اللدود للسعودية.

وقال خضير العوامي رجل الدين الشيعي الشاب ان الشيعة في السعودية يتابعون الاحداث في البحرين عن كثب بسبب القرب الجغرافي والاتفاق في المذهب ولانهم يطالبون أيضا بالاصلاح.

وتلقت السعودية صدمة قوية بسقوط حليفها الرئيسي الرئيس المصري السابق حسني مبارك وبما يجري على حدودها في البحرين حيث تدعم حكم أسرة ال خليفة السنية.

ويقول معتدلون من زعماء الشيعة ان الملك عبد الله قد يقدم مكاسب أكبر بعد عودته من رحلته العلاجية وهو ما يتوقعه المحللون أيضا. لكن ذلك قد لا يكون كافيا لتهدئة الشبان الذين يسعون لكسب دور أكبر في المملكة المحافظة.

وتساءل توفيق السيف المثقف الشيعي السعودي البارز عما اذا كانت الاصلاحات الاقتصادية قادرة على تحقيق اثار طويلة المدى في ارضاء الشعب وقال ان البعض يرغبون في بعض الاصلاحات الحقيقية.

وتنامى بعض الامل باطلاق سراح ثلاثة من الشيعة المسجونين منذ أكثر من عام بعد أيام من تنظيم بعض الناشطين احتجاجا نادرا ما يحدث من أجل المطالبة باطلاق سراحهم. وقال شاب قدم نفسه باسم حسين "اعتقد ان النظام رأى ضرورة لتهدئة الموقف."

وفي مسجد صغير زينته الانوار الصفراء والخضراء احتفالا بالمولد النبوي اصطف عشرات لاستقبال الثلاثة المفرج عنهم.

وقال المدون منير الجساس وهو يبتسم ابتسامة واسعة ويصافح مهنئيه بالافراج "كنت في السجن لاكثر من سنة. انا سعيد جدا بوجودي هنا."

ومنح الملك عبد الله الشيعة المزيد من الحرية منذ عام 2005 لكن مستقبل الاصلاحات غير واضح مع وصول عمر الملك الى نحو 87 عاما. وقضى ولي العهد الامير سلطان -الاصغر قليلا من الملك في السن- معظم العامين الاخيرين خارج المملكة لتلقي العلاج. وتلوح فكرة الخلافة في الافق مع تقدم الاثنين في السن.

ويقول محللون ان وزير الداخلية الامير نايف بن عبد العزيز الذي رقي عام 2009 الى منصب النائب الثاني لرئيس الوزراء الذي تربطه علاقات وثيقة برجال دين وهابيين متشددين هو الاوفر حظا في خلافة الملك.

واشتعل التوتر في المنطقة الشرقية من السعودية عام 2009 بعد ان تحدث رجل الدين الشيعي نمر النمر من العوامية في خطبة له عن فكرة سعي الشيعة يوما ما الى تكوين دولتهم وهي دعوة لم تسمع كثيرا منذ أيام الثورة الاسلامية في ايران عام 1979 التي اثارت بعض الاضطراب بين الشيعة السعوديين. ومنذ ذلك الوقت عاد الهدوء بعد ان نأى القادة المعتدلون من الشيعة بأنفسهم عن دعوة النمر. ولا توجد احصائيات رسمية لاعداد الاقلية الشيعية. بحسب رويترز.

وقال ابراهيم المقيطب رئيس منظمة حقوق الانسان أولا ان الحكومة السعودية تقول ان الشيعة يمثلون خمسة في المئة من اجمالي السكان لكنه قال انه نظر في أحدث بيانات الاحصاء السكاني قرية قرية وانه يعتقد ان النسبة بين ثمانية و12 في المئة.

وقال انه من المسموح للشيعة أن يمارسوا شعائرهم الدينية في العوامية والبلدات القريبة لكنهم من الممكن ان يواجهوا مشاكل اذا حاولوا ممارستها في مدن قريبة مثل الدمام أو الخبر.

ويوجد مسجد شيعي وحيد في الدمام المدينة الساحلية ذات النسبة الكبيرة من السكان الشيعة. وقالت وزارة الخارجية الامريكية في تقريرها السنوي العالمي عن الحريات الدينية الصادر في نوفمبر تشرين الثاني ان السلطات السعودية ترفض اقامة المزيد من المساجد الشيعية.

وتعكس الكتابات على الجدران (الجرافيتي) في العوامية مقدار الغضب المتصاعد. ويقول السكان ان عمالا أعادوا طلاء جدار لكن الشعارات سرعان ما عادت اليه.

وعادت القيادات الشيعية التي نفيت الى الخارج بعد احتجاجات عام 1979 الى البلاد في التسعينات في اطار اتفاق مع الحكومة. ويقول المعتدلون منهم ان الامور تحسنت عن عشر سنوات مضت لكنهم يخشون فقدان السيطرة على الشبان الذين اصابتهم خيبة الامل بسبب عدم حدوث الاصلاح.

وقال جعفر الشايب وهو عضو في مجلس بلدية بلدة القطيف الشيعية القريبة ان على السلطات ان تمنح شبان الانترنت صوتا أو تخاطر بخسارتهم.

وقال ان ابنته لم تعثر على وظيفة طوال عام بعد انهاء دراستها الجامعية لتكنولوجيا المعلومات وقال انها انضمت الى احدى مجموعات موقع فيسبوك التي تجمع متعطلين عن العمل.

وعلى الرغم من انها موطن معظم الثروة النفطية في المملكة العربية السعودية فالمنطقة الشرقية اقل ثراء من العاصمة الرياض.

وفي علامة على ان الحكومة تريد التواصل بشكل أفضل مع الشيعة قام الامير محمد بن فهد حاكم المنطقة الشرقية بزيارة نادرة الى القطيف الاسبوع الماضي.

ويقول محللون ان تزايد النفوذ الايراني بعد أن ادى الغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003 الى تسلم حكومة شيعية السلطة في بغداد أحيا مخاوف المسؤولين السعوديين من أن يصبح الشيعة في السعودية طابورا خامسا ضد الدولة.

ونقلت برقيات دبلوماسية أمريكية مسربة عن الملك عبد الله حثه واشنطن على مهاجمة ايران لتدمير برنامجها النووي ويقول محللون ان الامير نايف أيضا من المتشددين تجاه ايران.

وقال سايمون هندرسن المحلل السياسي المختص في الشأن السعودي في واشنطن ان الرياض تواجه معضلة تمني انتهاء الاحتجاجات في البحرين بسلام مع الخوف من اكتساب الاغلبية الشيعية لدور أكبر في الحكومة.

وتمثل القاعدة البحرية الامريكية في العاصمة البحرينية المنامة أهمية حيوية بالنسبة للرياض من حيث تقديمها للحماية العسكرية للمنشات النفطية السعودية والممرات المائية في الخليج التي تمر منها صادرات النفط دون وجود أي قوات غربية على الاراضي السعودية مهد الاسلام.

وقال هندرسن "يصعب فهم أي اصلاح له معنى في البحرين ما لم يتمثل في حكومة يسيطر عليها الشيعة. ولن يرغب السعوديون في ذلك."

المنطقة الشرقية

على صعيد متصل قالت مصادر شيعية ان الشيعة في السعودية نظموا مظاهرات محدودة في المنطقة الشرقية المنتجة للنفط بالقرب من البحرين المجاورة بعد ايام من اطلاق السلطات سراح سجناء عقب احتجاج مماثل.

وقالوا ان عشرات من الشيعة تجمعوا في القطيف البلدة الشيعية الرئيسية في المنطقة للمطالبة بالافراج عن سجناء محتجزين منذ فترة طويلة دون محاكمة.

ولم يرد تأكيد رسمي للتظاهرات التي اوردها موقع راصد الشيعي. وذكر الموقع ان المحتجين حملوا صور سجناء طالبوا بالافراج عنهم.

ومؤخرا افرجت السلطات السعودية عن ثلاثة سجناء بعدما نظم الشيعة في بلدة العوامية المجاورة لبلدة القطيف تظاهرة صغيرة حسبما ذكر مواطنون شيعة.

وقال محللون ان السعودية أكبر دولة مصدرة للنفط في العالم سيساورها القلق اذا امتدت التظاهرات في البحرين الى الاقلية الشيعية ومعظمها يقيم في المنطقة الشرقية مصدر الثروة النفطية في السعودية.

ويقول الشيعة في السعودية ان احوالهم تحسنت منذ ان بدأ العاهل السعودي الملك عبد الله تنفيذ اصلاحات ولكن لا زالت ثمة قيود على توليهم مناصب حكومية رفيعة. وتنفي الحكومة هذه الاتهامات.

ويستفيد الشيعة مثل غيرهم من المواطنين من مزايا تمنحها الحكومة تصل تكلفتها الى 37 مليار دولار وكان العاهل السعودية قد كشف النقاب عنها عقب عودته من الخارح حيث امضى ثلاثة اشهر في الخارج للعلاج.

وشهدت العوامية تظاهرات استمرت بضعة اسابيع في عام 2009 بعد ان شنت الشرطة عملية بحث عن رجل الدين الشيعي نمر النمر الذي لمح في خطبه الى ان الشيعة قد يسعون في يوم من الايام لتاسيس دولة مستقلة.

وقال مسؤولون ان الشيعة يمثلون عشرة بالمئة من سكان السعودية رغم ان الدبلوماسيين يقدرون انها اقرب الى 15 في المئة.

السجناء المنسيين

ورفعت خلال المسيرة التي شاركت بها نساء شعارات تطالب بالافراج عن المعتقلين التسعة المعروفين بـ"السجناء المنسيين" الذين تحتجزهم السلطات السعودية دون محاكمة للعام الـ 15 على التوالي.

ومن الشعارات التي رفعها المشاركون في المسيرة الثانية التي تشهدها المدينة في اقل من 24 ساعة "لا سنية لا شيعية.. كلنا نطالب بالحرية"، و"أبد والله ما ننسى المساجين" و" نطالب بالافراج عن المساجين".

وذكر شهود عيان ان المشاركين في المسيرة التي بدأت في الرابعة واستمرت نحو ساعة تفرقوا بهدوء عند ميدان اللؤلؤ وسط تواجد خفيف لدوريات الشرطة التي تجنبت التدخل.

وتأتي مسيرة اليوم بعد دعوات وجهت عبر الموقع الاجتماعي "فيسبوك" للخروج تضامنا مع هؤلاء السجناء. بحسب شبكة راصد الإخبارية.

وكان تقرير لمنظمة هيومن رايتس واتش لعام 2008 "عدالة غير آمنة" أشار إلى أن السلطات السعودية لم توجه للسجناء التسعة اتهامات أو تخضعتهم للمحاكمة.

ورفع عشرات الشبان المشاركون في المسيرة شعارات تطالب السلطات السعودية باطلاق السجناء التسعة.  كما رفعت شعارات تضامنية مع نهضة الشعبين العربيين في ليبيا والبحرين.

وكانت السلطات اطلقت تسعة سجناء شيعة بعد اعتقال دام اكثر من عام نتيجة مشاركتهم في اعتصام شعبي في بلدة العوامية في القطيف وتعليق لافتات عاشورائية ببلدة الرميلة بالاحساء.

المساجد الشيعية

الى ذلك خففت السلطات السعودية قيودها وسمحت باعادة افتتاح عدد من المساجد الشيعية في مدينة الخبر التي كانت أغلقتها منذ 2008.

وذكرت مصادر مطلعة ان مسجدين على الأقل أحدهما خاص بالشيعة الاثني عشرية وآخر خاص بالاسماعيليين الشيعة تأكد السماح باعادة افتتاحهما.  وأقيمت الصلاة في المسجد الأخير بالفعل.

وقال المصدر أن المواطنين الشيعة يطالبون باعادة جميع المساجد الشيعية المغلقة منذ 2008 وسط أنباء غير مؤكدة حول سماح السلطات باعادة افتتاح المساجد الشيعية الأخرى في أبقيق وراس تنورة والجبيل. بحسب شبكة الراصد.

وجائت هذه الخطوة بعد لقاءات جمعت مؤخرا مسئولين كبارا في امارة المنطقة الشرقية وشخصيات شيعية بارزة.

وكانت السلطات شنت حملة طائفية مستمرة منذ منتصف 2008 أغلقت خلالها ثمانية مساجد شيعية في الخبر وابقيق وراس تنورة والجبيل والخفجي.

وصاحب تلك الحملة التي ادانتها عدة منظمات وهيئات دولية استدعاءات امنية واعتقالات للشخصيات الشيعية التي رفضت الامتناع عن اقامة الصلاة.

واجبرت الضغوط المتزايدة من السلطات ضد المواطنين الشيعة حدا دفعهم الى اقامة صلاة الجماعة على قارعة الطريق في احدى المرات.

وجائت الحملة ضد المساجد استجابة لأوامر سرية صادرة عن وزير الداخلية السعودي نايف بن عبدالعزيز.

وشدد تعميم سري صادر عن الوزير شدد على منع اقامة المساجد الشيعية خارج المناطق التاريخية للشيعة في الاحساء والقطيف ونجران.

خطب سياسية

من جانب آخر قال دعاة لحقوق الانسان ان السلطات السعودية احتجزت رجل دين شيعيا بالمنطقة الشرقية بعد أن دعا الى الملكية الدستورية والقضاء على الفساد والتمييز.

ووجه الشيخ توفيق العامر دعوته في خطبة الجمعة ببلدة الهفوف. وسبق وأن احتجز من قبل لتحدثه عن الحريات الدينية.

وقال محمد جبران وهو نشط حقوقي محلي ان الشرطة اعتقلت العامر مضيفا "كان همه في السابق الحريات الدينية لكنه في الخطبة الاخيرة غير اتجاهه وصار يطلب ملكية دستورية." وأضاف "عندما جاءوا ليأخذونه اتصل بي شخصيا. قالوا له انهم مباحث ويريدونه."

ويقول محللون ان الحكومة السعودية قلقة من أن تمتد اليها الاضطرابات التي تشهدها البحرين حيث يحتج الشيعة الذين يمثلون غالبية السكان على الحكومة السنية. بحسب رويترز.

ويرسل الالاف رسائل بالبريد الالكتروني تحمل مطالبات للحكومة ويؤيدون مجموعات على موقع فيسبوك تدعو للاصلاح والقضاء على الفساد وتطالب بالملكية الدستورية في السعودية.

وأنشأ نشطاء صفحات على الفيسبوك تدعو للاحتجاج يومي 11 و20 مارس اذار لكن كثيرا من السكان يتشككون في امكانية القيام بهذه الاحتجاجات في ظل مراقبة الحكومة الوثيقة لمواقع التواصل الاجتماعي ويقولون انها ستمنع أي محاولة للاحتجاج.

وفي تقرير لمنظمة هيومان رايتس ووتش المعنية بحقوق الانسان قال كريستوف ويلكي المختص بشؤون الشرق الاوسط "ينبغي للحكومة السعودية أن تنصت لمطالب مواطنيها لا أن تسعى لاخماد صوتهم."

وأضاف "ان مطالبة أقلية دينية مضطهدة بالمساواة في الحقوق يجب ألا يكون ذريعة للمضايقة والاعتقال."

الجيل الجديد

من جهته دعا الشيخ فيصل العوامي إلى اصلاحات "حقيقية وليست صورية" على مستوى الحريات العامة والمشاركة السياسية.

وقال الشيخ العوامي ضمن خطابه الجمعة "إن على الإدارات السياسية الحاكمة أن تتفهم تطلعات الأجيال الجديدة من شعوبها وأن تقدم إصلاحات حقيقية لا صورية".

وشدد بصورة خاصة على ضرورة اطلاق الحريات العامة وتشكيل الجمعيات والمشاركة السياسية.

وتناول العوامي في خطابه ما وصفه بالأفق السياسي الذي تولّد عند أبناء الجيل الجديد من الشباب في السنوات الأخيرة.

وأرجع ذلك إلى التحول نحو الديمقراطية على المستوى العالمي من جهةٍ، وتنامي ثقافة حقوق الإنسان من جهةٍ أخرى " خاصةً وأن العالم أضحى بمثابة قرية واحدة لسعة دائرة الانفتاح والتداخل بين الشعوب".

وتابع بأن هذه الأسباب أضفت ظلالاً على الأفق السياسي عند أبناء الجيل الجديد، فصاروا يتطلعون إلى الحريات الواسعة التي تترجم في لغتهم إلى حرية الصحافة والإعلام وحرية التشكل المؤسسي والجمعي، كما صاروا يطمحون إلى المشاركة الفعلية في الحياة السياسية نظير أمثالهم في العالم الحر.

وأكّد بأن اللجوء إلى الخيارات الأمنية لكبح جماح الشباب غير مجدٍ في هذه المرحلة، بل يؤدي إلى نتائج عكسية.

كما دعا الشيخ حسين بوخمسين إلى اطلاق الحريات السياسية والدينية والاجتماعية في السعودية وفقا للعهود والمواثيق الدولية والإسلامية التي التزم بها الجميع.

وقال الشيخ بوخمسين في خطبة الجمعة بجامع بوخمسين في مدينة الهفوف بالاحساء "لابد من فسح المجال أمام الحريات الفكرية وحرية التعبير عن الرأي وإبراز التطلعات السياسية والاجتماعية المشروعة".

وأضاف لابد من تمتع المواطنين بكافة الحقوق الاجتماعية والسياسية والدينية من خلال إتاحة الحرية الدينية والمذهبية كاملة في الوطن.

وأوضح بوخمسين بأن كرامة المواطن ليست منحصرة في توفير معاشه ورفاهيته من مأكل ومشرب ومسكن فهذه من ابسط البديهيات و من اوجب الواجبات لحياة أي كائن.

ومضى يقول بأن صرف عشرات المليارات لدعم الرواتب مقابل الغلاء ودعم قطاع الإسكان "ليس كافيا لتحقيق إنسانية الإنسان" في اشارة على ما يبدو للتقديمات المالية التي منحتها السعودية لقطاعات حكومية مؤخرا.

وتابع "ان إنسانية المواطن لا تتحقق إلا من خلال تمتعه بالحقوق الإنسانية الكاملة التي تميزه عن سائر انواع الحيوان".

ودعا في السياق ذاته إلى اطلاق الحريات السياسية والدينية والاجتماعية في السعودية تبعا وفقا للعهود والمواثيق الدولية والإسلامية.

واستشهد بمادة من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والتي نصت على لكل أحد الحق في التمتع بحرية الفكر والدين، وهذا الحق يشمل حرية التعبير وبيان العقيدة والإيمان، وكذلك التعليمات الدينية وإقامة المراسم الدينية، ولكل التمتع بهذه الحقوق منفرداً أو مشتركاً مع الآخرين.

كم استشهد بالإعلان الإسلامي لحقوق الإنسان لسنة 1990م الذي نص في مادته المماثلة على أن لكل إنسان الحق أن يعيش في وطنه آمنا على نفسه ودينه وأهله وعرضه وماله.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 2/آذار/2011 - 26/ربيع الأول/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م