ليبيا... ضغط التغيير والسيناريوهات المحتملة

علي الطالقاني

 

شبكة النبأ: يواجه القذافي انتفاضة شعبية تطالب برحيله تعد الأخطر من نوعها طيلة سنوات حكمه الـ 42 عام، مما دفع به الى التصدي للمحتجين بالقوة والسلاح ونشر المرتزقة والطائرات، لكن المحتجون باتوا اكثر سيطرة بالرغم من ذلك، بعد ان انحازت بعض قوات الأمن إلى صفوفهم، الامر الذي ساعد على سقوط عدة مدن كان آخرها مدينة الزواية وتبعد قرابة 55 كيلومترا إلى الغرب من العاصمة طرابلس في يد الثوار، وجعل الرئيس الليبي في حالة هستيريا، دفعت به الى تصعيد عمليات القمع بشراسه، واسفرت المواجهات بوقوع الاف الضحايا من المحتجين. وتنطبق هذه الصورة مع أخرى مشابهة لبلدان حكمت من مستبدين في الماضي القريب.

تقول الكاتبة جانيت دالي بعد مشاهدة الخطابات الوداعية الصاخبة للعقيد القذافي خطر ببالها مدى التشابه الكبير بين الحكام المستبدين عندما يكونون على وشك الانهيار أمثال هتلر وموسوليني حيث يتسمون بالتشوش الواضح والتذبذب الشديد بين التحدي والاستشهاد. حتى إيماءات القذافي، بقبضة يده وتمايل ذراعه كما لو كان يهوي بفأس، تذكرنا كثيرا بالأيام الأخيرة لأولئك الطغاة الذين نعرفهم جيدا.

ويقول بعض المحللين ان أفرادا من أسرة القذافي لديهم تشكيلات عسكرية خاصة بهم. وكانت قبيلة القذاذفة تتألف أساسا من الرعاة البدو لكن النظام الملكي السابق في ليبيا قام بتهميشهم لكن سمح لهم بالانضمام للقوات المسلحة والشرطة.

اهم السيناريوهات المحتملة

تعددت الاحتمالات بدءا بنشوب حرب أهلية شاملة ووقوع هجمات على البنية الاساسية لقطاع الطاقة وانتهاء باهمال المستويات الدنيا من العاملين بالقطاع وتعرض مكامن النفط لاضرار مع فرار الخبرات الاجنبية من البلاد، واذا تمكن القذافي من اقناع قبائل بالبقاء على ولائها له يعتقد أغلب الخبراء انه سيحاول تسليحها بشكل مباشر ما يزيد من مخاطر صراع عرقي قد يمزق البلاد وترسل موجات من اللاجئين غلى الدول المجاورة ويهدد امدادات النفط.

وتشير معلومات الى ان مجلس الأمن سيتعامل مع الملف الليبي عبر طرق مختلفة منها:

- إصدار مذكرات توقيف في حق العقيد القذافي ورجال السلطة.

- ستعمد قوى عالمية الى التحقيق في مجال حقوق الانسان وارتكاب الجرائم بحق الثوار الليبيين.

- توجيه عقوبات دولية ابتداءا من تجميد الارصدة وحظر المعاملات وتجميد الاستثمار. كذلك تشمل العقوبات الأميركية تجميد أصول الحكومة الليبية وصندوق الثروة السيادية للبلد سواء كان موجودا في أميركا أو لدى مؤسسات مالية أميركية.

كما أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية تجميد 30 مليار دولار من أصول تابعة للحكومة الليبية، وإن المبلغ هو الأضخم الذي يتم تجميده ضمن أي برنامج عقوبات لحد الآن.

- طرح الخيار العسكري حيث تشير المعلومات ان البنتاغون امر بتحريك سفينتين حربيتين إلى البحر الأحمر، تزامنا مع إعلان واشنطن تجميد ما لا يقل عن 30 مليار دولار من أصول الحكومة الليبية، وذلك في تحرك يأتي ضمن سلسلة تدابير تبناها قادة العالم للوقوف في وجه الزعيم الليبي.

 أن السفينتين الحربيتين، حاملة الطائرات USS أنتربرايز، وسفينة الهجوم البرمائية  USS كيرسارج، متواجدتان في البحر الأحمر حالياً للمساعدة، دون أن يكشف عن ماهية تلك المساعدة.

ويرى محللون أن العقوبات ليست كافية، وانه قد تكون هناك ضرورة لتدخل عسكري.

- الضغط عبر أساليب الاعلام المختلفة والعوامل النفسية ضد النظام الليبي.

- يعتقد محللون سياسيون أن واشنطن تسعى إلى جعل الصراع الليبي داخليا مما يؤدي إلى وقوع اعداد كبيرة من الضحايا ليتيح مجال للتدخل العسكري.

A_alialtalkani@yahoo.com

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 2/آذار/2011 - 26/ربيع الأول/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م