
شبكة النبأ: تغير مجرى مطالبات
المحتجين في البحرين كما يبدو متخذا ابعاد وطنية واجتماعية للشيعة هناك،
خصوصا انهم يمثلون الاغلبية المطلقة لمواطني تلك البلاد الصغيرة نسبيا.
فالأعلام البحرينية باتت تغطي مشهد دوار اللؤلؤة في المنامة، مع
احتشاد الاف المعتصمين منذ عدة ايام هناك، فيما تظهر المشاهدات ان
المعتصمين باتوا على دراية انهم في تحدي مزدوج مع السلطة والوقت في انا
واحد، خصوصا ان دعوات الحوار التي اطلقتها البحرين لم يتضح منها الخيط
الابيض من الاسود الى الان، على الرغم من عدة ايام من اطلاق الدعوة
اليها ولي عهد ملك البحرين.
حيث قام المحتجون بترتيب اوضاعهم داخل الدوار الشهير، بعد تبدد
خشيتهم من اجتياح القوات الامنية لحشودهم مرة اخرى كما حصل في بداية
الاعتصام، والذي تسبب بسقوط عشرات الضحايا من بين قتيل وجريح.
النزعة الدينية
فقد تعلم المحتجون الشيعة الشبان الغاضبون درسا مهما وهو أن
المظاهرات السلمية سلاح أكثر قوة من الغضب الذي يحركه الدين.
من مكان الاعتصام في دوار (ميدان) اللؤلؤة جعل المحتجون من علم
البحرين رمزا لانتفاضتهم. وأصبحوا يرددون كلمة "سلمية.. سلمية" في
اشارة الى طبيعة احتجاجهم بدلا من الشعارات المتشددة التي تطالب بسقوط
النظام الملكي على سبيل المثال.
كانت عبارة "سلمية.. سلمية" هي ذاتها التي ترددت أصداؤها في القاهرة..
وهي العبارة ذاتها التي ساعدت على اسقاط حكم الرئيس المصري السابق حسني
مبارك الذي دام أكثر من 30 عاما دون أن تتحول الاوضاع الى عنف تشيع فيه
الفوضى.
وحتى مع شكوى المحتجين من التمييز ضدهم وهي الشكوى الاولى للشيعة في
البحرين لدرجة حرمتهم من وظائف وخدمات لصالح الاقلية السنية فانهم
حرصوا كذلك على ابعاد الشعارات الشيعية ورحبوا بالمؤيدين من السنة.
وقال باراك بارفي من مؤسسة نيو امريكا "هذه احتجاجات ليست دينية
بدرجة كبيرة. أنا مذهول حقا من الافتقار الى العنصر الديني في هذه
الاحتجاجات مقارنة بما يحدث في أماكن مثل لبنان والعراق. انهم يتخذون
نهجا علمانيا غربيا."
وأضاف "الكثير منهم مستعد للموت والاستشهاد من أجل قضيتهم. وهم
مستعدون لمهاجمة قوات الامن. لكني لا أراهم يلجأون للعنف في هذه
المرحلة... الناس هنا لا يميلون للعنف."
ولقي سبعة أشخاص حتفهم وأصيب عشرات اخرون مع انطلاق المحتجين الشيعة
للشوارع للمطالبة بحكومة منتخبة في البلد الذي تسكنه اغلبية شيعية
وتحكمه أسرة ال خليفة السنية منذ 200 عام.
وينظر الغرب والحلفاء العرب للبحرين التي يتمركز بها الاسطول الخامس
الامريكي على أنها حائط الصد في مواجهة نفوذ ايران.
لكن الاحتجاجات التي تمثل أكبر تحد حتى الآن لاسرة ال خليفة كانت
بدرجة كبيرة بقيادة شبان متعلمين لديهم معرفة واسعة باستخدام الانترنت
لا صلة بينهم فيما يبدو وبين جماعات المعارضة الشيعية التقليدية في
البلاد.
وهم يشكون من أن الاضطرابات التي شهدتها البلاد في التسعينات والتي
تدنى فيها مستوى العنف بشكل ملحوظ ودفعت الملك الى تبني دستور جديد لم
تسفر عن نتائج كافية. لذلك سلكوا مسارا اخر.
وقال سلمان شيخ مدير مركز بروكنجز الدوحة "ما نراه الان شائعا في
المنطقة هو التركيز كثيرا على الاحتجاج السلمي كلما أمكن ... الناس
يدركون أن هذا النوع من الاحتجاج السلمي غير المسلح أكثر فاعلية بكثير."
وعرض ولي العهد سلمان بن حمد بن عيسى ال خليفة اجراء حوار وسحب
الجيش من الشوارع والسماح بالاحتجاجات واطلاق سراح سجناء. لكن الملك
الشيخ حمد بن عيسى ال خليفة لم يقنع المعارضة بعد بمدى جديته بشأن
الاصلاحات الدستورية ولم تجر مفاوضات بشكل فعلي. وقال حسين حبيب وهو
ناشط من شباب 14 فبراير ان القضية تخص الشبان.
ويفضل الناشطون الشبان أن يقولوا أنهم جميعا "زعماء للثورة" ويبدون
استعدادهم لمواجهة الدبابات لتحقيق مطالبهم وتبني العصيان المدني
السلمي.
ويقول ولي العهد الشيخ سلمان إن المحتجين يمثلون نسبة كبيرة من
المجتمع لكنه قال أيضا أن هناك قوى أخرى تعمل في البلاد وانه يريد تجنب
الانزلاق للطائفية أو حرب الميليشيات.
وقال محللون انه في حين أن شيعة البحرين سواء من الشبان أو من
المعارضة التقليدية ربما يكونون معجبين بايران أو حتى جماعة حزب الله
اللبنانية بسبب الانتماءات الطائفية لكنهم لا يعتبرونهما نموذجا يحتذى.
وقال بارفي "ولاؤهم ليس لايران." بحسب رويترز.
وخلال جنازات القتلى الذين لقوا حتفهم في الاحتجاجات ردد المشيعون
شعارات قالوا فيها ان هؤلاء شهداء البحرين وليس للشيعة وحدهم. وفي حين
أن راية اسلامية كانت تغطي جثمان أحد من قتلوا في البداية فانه في
الجنازات اللاحقة كانت الجثث مغطاة بعلم البحرين.
لكن ناشطا شيعيا شعر بالغضب بعد أن قتلت الشرطة أربعة خلال هجوم
قبيل الفجر في دوار اللؤلؤة قال ان "خيار بن لادن" هو كل ما يمكن أن
تستمع اليه الحكومة في اشارة الى زعيم تنظيم القاعدة. لكنه لم يصل الى
حد القول انه فعلا من الخيارات المطروحة.
ولمح اخر الى أن النشطاء ربما يلجأون للنشاط السري. لكن بمجرد
انسحاب الشرطة والجيش من الميدان وعودة الهدوء للشارع تلاشت مثل تلك
الاراء.
اختبار القوة في مستمر
الى ذلك أعلنت مصادر طبية بحرينية أن أحد المتظاهرين الشبان الذين
أصيبوا خلال مواجهات الجمعة قرب دوار اللؤلؤة في البحرين، قد توفي
متأثراً بإصابته السابقة، ليرتفع بذلك عدد القتلى سبعة قتلى جراء
المواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين في البحرين.
فيما يواصل المعتصمون في دوار اللؤلؤة في العاصمة البحرينية
اعتصامهم، يتاخر انطلاق الحوار الوطني المنتظر في ضوء تمسك المعارضة
بشرط اسقاط الحكومة وفي ظل ارتباك في مطالب المحتجين: الاصلاح او اسقاط
النظام؟.
وقال مسؤول بحريني ان الحوار الذي دعا اليه ولي العهد الامير سلمان
بن حمد ال خليفة "مرهون بموافقة المعارضة الدخول فيه بدون شروط مسبقة".
واضاف ان الحوار "سيبدأ مع المعارضة فور موافقتها على الدخول فيه"،
معتبرا "ان وضع شروط مسبقة للدخول في حوار امر غير مقبول لا في البحرين
ولا في اي مكان".
وكان هذا المسؤول الذي تحدث شرط عدم الافصاح عن اسمه، يشير الى
مطالبة قوى المعارضة التي تمثل جمعية الوفاق الوطني الاسلامية (التيار
الشيعي الرئيسي) مركز الثقل الاساسي فيها باستقالة الحكومة الحالية
وتشكيل حكومة انقاذ وطني قبل الدخول في الحوار. بحسب فرانس برس.
واضاف المسؤول ان "الحوار جار ومستمر مع قوى المجتمع المدني الفاعلة
وهي كثيرة لكن جمعيات المعارضة السبع وضعت شروطا للدخول في الحوار".
لكن الاعتصام يستمر من دون اختراقات حتى الآن على ما يبدو على الرغم
من تنازلات عدة قدمتها السلطات، بدءا من سحب الجيش وسحب قوات الامن من
مناطق التظاهر وصولا الى الافراج عن ناشطين شيعة تماشيا مع مطلب اساسي
من مطالب المحتجين.
وقد اطلقت السلطات البحرينية اليوم سراح 23 ناشطا شيعيا كانوا
يحاكمون بتهمة التخطيط لنشاطات ارهابية، وذلك بموجب العفو الذي اصدره
الملك حمد بن عيسى ال خليفة، بحسب ما افاد النائب من كتلة الوفاق
المستقيلة جاسم حسين.
وفي وقت لاحق، نقلت وكالة الانباء البحرينية الرسمية عن مسؤول في
وزارة الداخلية قوله ان "مجموع الذين اطلق سراحهم من المشمولين بقرار
العفو في قضايا جنائية 308 اشخاص".
وحول الاعتصام، قال المسؤول البحريني الذي طلب عدم الكشف عن اسمه "ليستمر
الاعتصام في دوار اللؤلؤة لكن تبعات الاعتصام اقتصاديا بدأت تظهر وهي
في غير صالح الجميع".
واوضح ان "القطاع الخاص بدأ يشكو من توقف الاعمال والحياة التجارية"،
مضيفا "ان الحكومة بامكانها تحمل رواتب موظفيها لكن القطاع الخاص سيلجأ
في النهاية الى تدابير اخرى لتلافي الخسارة مثل تسريح الموظفين والعمال"،
معتبرا "انه ليس من مصلحة احد مواجهة مثل هذا الاحتمال".
واعتبر ان "تظاهرات المعارضين والمؤيدين للحكومة تشق البلد وتعطل
المصالح الاقتصادية والحياة التجارية".
وكان العاهل البحريني حمد بن عيسى آل خليفة الذي وصل الى الرياض
بالتزامن مع عودة نظيره السعودي، اكد ان الشارع ليس المكان المناسب
للحوار.
حسن مشيمع موقوف في لبنان
الى ذلك افادت مندوبة شبكة النبأ المعلوماتية في البحرين ان المعارض
البحريني حسن مشيميع يتوقع وصله الى المنامة اليوم السبت، وكانت
السلطات اللبنانية قد اوقفت المشيمع خلال عودته الى بلاده، بسبب وجود
مذكرة توقيف بحقه صادرة عن الانتربول، بحسب ما افاد مصدر قضائي. وقال
المصدر ان مشيمع "موقوف لصالح النيابة العامة التمييزية، في انتظار
اتضاح وضعه القانوني"، موضحا انه كان "اوقف في مطار بيروت الدولي
استنادا الى مذكرة توقيف صادرة عن الانتربول في حقه".
واضاف ان مشيمع "اكد خلال التحقيق معه ان حكومة بلاده اصدرت عفوا
عنه". واشار المصدر الى ان السلطات اللبنانية "طلبت الحصول على مستند
قانوني حول العفو لتتخذ في ضوئه القرار المناسب".
ومشيمع هو الامين العام لحركة الحريات والديموقراطية (حق) في
البحرين. وكانت محاكمته جارية غيابيا في بلاده مع مجموعة من الناشطين
الشيعة بتهمة الاشتراك في تاسيس منظمة ارهابية.
واعلن مشيمع الذي كان مقيما في المنفى في لندن، نيته العودة الى
المنامة، ولم يعرف عنه شيء منذ ذلك الحين. بحسب السي ان ان.
واوضح القيادي جاسم حسين ان اطلاق هؤلاء يعني تلقائيا "سقوط التهم"
عن المعارضين الاثنين اللذين كانا يحاكمان غيابيا في القضية نفسها،
وحسن مشيمع احدهما، مؤكدا ان بامكان هذا الاخير المجيء الى البحرين.
حوار متوقف
من جانبه أكد هادي الموسوي، النائب البحريني عن كتلة "الوفاق"
الشيعية، أن رئاسة البرلمان تلقت رسمياً رسالة استقالة جماعية لأعضاء
الكتلة الشيعية التي تمتلك 18 مقعداً من أصل 40، نافيا أن يكون قد تحدد
موعد للحوار بين المعارضة والسلطة، رغم دعوات ولي العهد الأمير الشيخ
سلمان بن حمد آل خليفة لذلك.
وقال الموسوي، "إن رسالة الاستقالة، التي تأتي بعد أكثر من أسبوع
على تجميد الكتلة لعضويتها في البرلمان احتجاجاً على مواجهة المتظاهرين
في العاصمة المنامة بالقوة، تأتي بما ينسجم مع اللائحة الداخلية
للبرلمان."
ولدى سؤاله عن تأثير الخطوة على الحوار قال: "ما جرى لا يحمل رفضاً
ضمنياً للحوار، بل يجب أن يكون من المحفزات على الإسراع بإطلاق عملية
التحاور." بحسب السي ان ان.
وأعاد الموسوي تأخر انعقاد جلسات الحوار الفعلي إلى واقع أن كل طرف
بحاجة إلى وقت لتحضير ملفاته وضمان تمثيل جميع الأطراف، قائلاً: "كنا
نطالب بالحوار طوال عشر سنوات، ولم يرد علينا أحد، والآن يريدون أن
يحصل الحوار خلال يومين، وهذا خلاف المنطق، لأن الأمر يحتاج لإعداد
العدة وضمان حضور كل الأطراف."
ونفى الموسوي أن تكون قد حصلت اتصالات لتحديد موعد لجلسة حوارية
مقبلة، كما نفى وجود نية لدى المعارضة أو لدى المتظاهرين المعتصمين في
دوار اللؤلؤة بالمنامة لفض الاعتصام.
وأضاف: "حتى وزارة الداخلية نفت الأربعاء ما تردد عن قيامها بالطلب
من المحتجين إخلاء الدوار، فهؤلاء الناس يعبرون عن رأيهم، والتجمع حق
من حقوقهم، ولا علاقة بين التواجد في الشارع وبين انطلاق الحوار."
ولفت الموسوي إلى أن اللوائح الداخلية للبرلمان الذي يبقى فيه أكثر
من نصف أعضائه، لا تتيح إسقاطه بسبب استقالة الوفاق.
وكانت السلطات البحرينية قد قامت بعدد من الخطوات الرامية إلى الحد
من التوتر في الشارع، تمثلت بسحب الجيش من الطرقات، وأصدار الملك حمد
بن عيسى لقرارات عفو وأخرى تتعلق بوقف الملاحقات القضائية ضد عدد من
المعارضين المتهمين بقضايا جنائية.
مدون بحريني يحث المعارضة على التوحد
من جهته قال مدون بحريني شهير أطلق سراحه من حكم بالسجن مدته ستة
اشهر انه يتعين على جماعات المعارضة والناشطين ان يتفقوا سريعا على
مطالبهم.
وكان علي عبد الامام بين 23 ناشطا شيعيا اعتقلوا في اغسطس بتهمة
تدبير الاطاحة بالحكومة باستخدام العنف. وأطلق سراحهم في إطار ما قالت
الحكومة انها أوامر ملكية بالافراج عن 308 سجين.
وقال عبد الامام ان من المهم بالنسبة للناشطين الجدد وأحزاب
المعارضة الراسخة ان يكون لها هدف واضح.
وتساءل "هل تريدون ان تخرج الأسرة المالكة من هذا البلد ام لا؟.."
واضاف "اذا وحدنا هذه الاراء المختلفة في معارضتنا فسنحصل على ما نريد."
ويعتبر اطلاق سراح السجناء تنازلا اخر للحكومة بعد مقتل سبعة اشخاص
واصابة المئات ادمى اضطرابات تشهدها البحرين منذ التسعينات.
وبعد اطلاق سراحه ذهب عبد الامام مباشرة الى دوار اللؤلؤة الذي حوله
المحتجون واكثرهم من الاغلبية الشيعية الى رمز لحركتهم. بحسب رويترز.
وكان يتحدث بينما كان رجال دين شيعة كانوا ايضا بين 23 شخصا اتهموا
في مؤامرة الانقلاب المزعومة يتجهون الى الدوار برفقة نحو الف محتج.
وتطالب احزاب المعارضة مثل حزب الوفاق الشيعي والوعد العلماني
بملكية دستورية وحكومة منتخبة لكن كثيرا من الناشطين الشبان الذين
استخدموا وسائل الاعلام الاجتماعية للمساعدة في تنظيم الاحتجاجات التي
بدأت الاسبوع الماضي يريدون الاطاحة بالاسرة الملكية الحاكمة.
وعبد الامام هو مؤسس موقع (بحرين اون لاين دوت اورج)
www.bahrainonline.org على الانترنت الذي يناقش عليه الشيعة المسائل
السياسية. واغلقته الحكومة في بعض الاوقات قائلة انه يستخدم لتنظيم
احتجاجات عنيفة.
وقال عبد الامام انه ومعتقلين اخرين اسيئت معاملتهم في السجن. واضاف
"في الاسبوع الاول عذبونا لانتزاع المعلومات. اضطررت (ذات مرة) ان اقف
لخمسة ايام."
وقالت الحكومة انه سيجري الاتصال على الفور بمن اوردوا مزاعم عن سوء
المعاملة من بين الثلاثمئة وثمانية سجناء الذين افرج عنهم للتحقيق في
هذه المزاعم.
وتنفي الحكومة التي خرج الالاف من مؤيديها الى الشوارع ايضا في
الايام الاخيرة التمييز ضد الشيعة وتقول ان الاصلاحات التي بدأها الملك
حمد بن عيسى ال خليفة قبل عشر سنوات تمخضت عن الحرية والديمقراطية وهما
من الامور النادرة في المنطقة.
زفاف وسط الاحتجاجات بدوار اللؤلؤة
وعلى غرار ما حدث في ميدان التحرير بمصر، عقد اثنين من المتظاهرين
قرانهما في دوار اللؤلؤة، الثلاثاء، بحضور عدد كبير من المتظاهرين الذي
احتفلوا بأول زواج، كما حدث في ميدان التحرير. وقالت أم العروس، بأنها
أصرت على عدم تغير موعد الزواج رغم الأحداث التي تشهدها البحرين.
وتشبها بمصر كذلك خصص المتظاهرون "حلاقا مجانيا" وهاتفا عمومي
مجانيا" بالإضافة إلى المشروبات والأكل المجاني الذي يقدم بشكل منتظم
لجميع المتظاهرين وأهلهم والزوار الذي يزورون الدوار كسياحة أو
الإعلاميين من جميع إنحاء العالم.
وتوجد في الدوار خلال الأيام خدمات أخرى للمدخنين مثل الأرجيلة
وغيرها، بعد تبدد الخوف لدى المعتصمين المهددين بين الحينة والأخرى
بهجوم من قبل قوات الشرطة أو الجيش.
وأدت الاحتجاجات في مصر، والتي استمرت نحو 18 يوما من الاعتصام في
ميدان التحرير إلى سقوط نظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك.
وفي اليوم الثالث عشر للاحتجاجات، أي 8 فبراير/شباط الجاري، عقد شاب
وفتاة قرانهما في ميدان التحرير بحضور عشرات الآلاف المصريين الذين
احتشدوا هناك. وكان العروسان يرتديان ملابس الزفاف التقليدية وجابا
الميدان بعد اتمام مراسم القران وسط تصفيق ومباركة وتهنئة المتظاهرين.
مظاهرة في الكويت تضامنا مع المحتجين
على الصعيد ذاته قال شاهد عيان ان عشرات المتظاهرين تجمعوا قرب مجلس
الامة الكويتي تأييدا للمحتجين في البحريني. وقال الشاهد ان المظاهرة
التي ضمت رجالا ونساء كانت سلمية فيما كانت قوات الامن تراقب الموقف عن
كثب دون وقوع اي احتكاكات.
وقال احمد سعود رئيس رابطة الشباب الوطني الكويتي التي دعت الى
تنظيم المظاهرة للصحفيين ان قوات الامن الكويتية أغلقت ساحة الارادة
التي كان من المقرر ان تقام فيها المظاهرة ومن ثم اقيمت في مكان اخر
قرب مجلس الامة. ورفع المتظاهرون اعلام الكويت والبحرين ولافتات كتب
عليها "كرامة البحرينيين من كرامتنا" كما لوحوا بصور للجرحى كتب عليها
"أين الديمقراطية".
أبناء ملك البحرين
من جهة اخرى كشفت وثائق دبلوماسية امريكية سرية سُرّبت إلى موقع
ويكيليكس أن وزارة الخارجية الامريكية طلبت سراً من دبلوماسييها في
البحرين الابلاغ عن أي معلومات مشينة حول اثنين من ابناء ملك البحرين،
وأدلة على التنافس بين الأعضاء البارزين في العائلة المالكة.
وقالت صحيفة ديلي تليغراف الصادرة الجمعة نقلاً عن الوثائق 'إن مكتب
وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون اراد معرفة ما إذا كان الشيخ
ناصر بن حمد آل خليفة وشقيقه الشيخ خالد يتعاطيان المخدرات أو يشربان
الكحول أو يسببان مشاكل داخل العائلة الحاكمة، وما إذا كان لهما أي
أصدقاء بين المسلمين الشيعة في البحرين'، الذين يقفون وراء الاحتجاجات
الأخيرة. واضافت 'كانت هناك مخاوف في المنطقة من احتمال أن يقوم
متشددون من البلدان المجاورة بالتأثير على الشيخ ناصر البالغ من العمر
23 عاماً وشقيقه الشيخ خالد (21 عاماً)، ابني ملك البحرين الشيخ حمد من
زوجته الثانية.
واشارت الصحيفة إلى أن برقية دبلوماسية سرية صادرة عن مكتب الوزيرة
كلينتون في تشرين الأول/اكتوبر 2009 'وصفت الشيخ ناصر وشقيقه الشيخ
خالد بأنهما هدفان مهمان من القيادة الناشئة، وطلبت جمع تفاصيل عن
السيرة الذاتية لكل منهما، بما في ذلك تاريخ ميلادهما، وقدرتهما على
التحدث باللغة الانكليزية وخلفيتهما التعليمية، والخلافات بينهما وبين
شقيقهما ولي العهد الشيخ سلمان وطبيعة الخلافات بينهم في حال وجدت، وما
إذا كانت سببت مشاكل داخل الأسرة المالكة'.
وقالت الصحيفة إن البرقية 'سألت موظفي السفارة في المنامة ما إذا
كان لدى الشيخ ناصر أو شقيقه الشيخ خالد أي أصدقاء من الشيعة، ووجهة
نظر كل منهما بشأن السبل التي ينبغي على الأسرة الحاكمة أن تعالج من
خلالها مطالب الأغلبية الشيعية في البحرين، وما إذا كانت هناك أي
معلومات مشينة عن كل واحد منهما'. واشارت إلى أن الملك حمد (61 عاماً)
لديه سبعة أبناء وخمس بنات من أربع زوجات. |