
شبكة النبأ: شن معظم قادة دول العالم
هجوما منقطع النظير على العقيد معمر القذافي ووصف بمختلف الصفات السيئة،
وبات القذافي مطاردا من قبل الشعب الليبي الغاضب، بعد ان حكم الشعب
بالقمع والترويع لأكثر من أربعين عاما، دأب خلال فترة سيطرته على ضمان
استمرار الحكم القائم على القتل والترويع ودفع الرشوة من واردات البلد.
وهذا ما كشف خلال تصديه للمحتجين حيث عمد إلى القتل وحرق الجثث حيث
تضاربت الانباء حول عدد القتلى بين 300 الى 1000 قتيل فضلا عن الحاق
الدمار في بعض المدن الليبية مثل طرابلس وبنغازي وغيرها من المدن
الملتهبة.
ويعتمد القذافي في نظام حكمه على ابناء عشيرته بعد ان جعلهم في
مراكز قيادية عليا، يقول الكاتب بيتر فوهام إن العقيد القذافي ولغرض
تحييد الأخطار التي كانت تتهدده أصبح يتقن فنون رشوة القبائل بحيث يضمن
ولاء الورفلة، بينما يقحم القبائل والأعراق الأخرى الموجودة في البلاد
في حالة صراع دائم. حرص على إضعاف الجيش، وحصر الرتب العسكرية بما دون
عقيد ودس المرتزقة الأفارقة في صفوفه. وهناك اعتقاد واسع بأنه استخدم
طيارين صربيين في إنهاء انتفاضة إسلامية في تسعينيات القرن الماضي.
يقول المحلل السياسي تيم نيبلوك أن القذافي أغدق في تسعينيات القرن
الماضي أموالا على قبيلة الزغاوة في دارفور مرجحا أن يكون أفراد من هذه
القبيلة بين المرتزقة الذين يعتمد عليهم القذافي هذه الأيام لترويع
الليبيين وتقتيلهم.
ويقول البعض ان الاستراتيجية القبلية للقذافي قامت على مبدأ فرق تسد
وانه لجأ الى شراء ولاءات زعماء قبائل بارزين من جماعات رئيسية. وهم
يقولون انه في السنوات القليلة الماضية بدأت السيطرة تتداعى وربما تسرع
الاحداث التي وقعت مؤخرا من وتيرة هذا الامر.
وبالإضافة إلى الاستثمارات الخاصة بعائلة القذافي والدائرة الضيقة
المحيطة به حيث تشير التقديرات إلى أن مجموع الاستثمارات الليبية في
الخارج يصل إلى مائة مليار دولار.
في نفس الوقت، قام ببناء قوات شبه عسكرية وحشية وجهاز مخابرات هائل
حتى بمقاييس المنطقة العربية. كان الزائر لطرابلس يلاحظ بوضوح عددا
مذهلا من الشبان ليس لهم عمل سوى الوقوف والتحديق في كل شيء.
وبات القذافي في آخر أيامه يقود مسرحية دموية ضد أبناء وبنات الشعب
الليبي، مضيفا أنه يتسبب في مجازر وحمامات من الدم في البلاد، وأنه
يعيش حالة من اليأس وهو يترنح في آخر أيام حكمه.
حيث ادعى في وقت سابق بانه نقل ليبيا إلى مرحلة ما بعد البداوة، في
وقت كان يقوم بمجاملة عشيرته. لكن في الحقيقة، فإن الاستحواذ على
الثروة النفطية واستخدام الولاءات القبلية لا يزال موجودا ولكنه تحت
الرماد.
لقد نجح العقيد القذافي بامتياز في تقديم نفسه كطاغية قاهر. لقد كان
موقفه دائما أكثر خطورة من موقف نظرائه الاستبداديين في تونس والقاهرة،
رغم أن الوضع كان يبدو في ظاهره وكأنه يوحي بالعكس.
وعلى صعيد الفساد يعتقد خبراء ان اصوله المالية تصل إلى 113 مليار
دولار. فأن القذافي وأفراد أسرته يخفون مليارات الدولارات التي نهبوها
من عائدات تصدير النفط في حسابات سرية, خاصة في دبي وجنوب شرق آسيا.
يقول البروفيسور تيم نيبلوك المتخصص في سياسات الشرق الأوسط بجامعة
إكستر البريطانية أنه اكتشف فجوة بمليارات الدولارات بين العائدات
النفطية وبين الإنفاق الحكومي.
وقال نيبلوك إنه يعتقد أن تلك الأموال المفقودة هي التي ساهمت بشكل
كبير في تشكيل ثروة القذافي وأبنائه التسعة.
وأضاف أنه من الصعب التحقق من قيمة الأموال التي قام نظام القذافي
بتهريبها حيث إنه كان يحرص على إخفائها بطرق مختلفة وفي أماكن شتى,
لكنه أكد أنه يمكن تقديرها بعدة مليارات من الدولارات على الأقل.
بينما يقول المحلل السياسي آلستر نيوتن وهو كبير المحللين في بنك
نومورا الياباني قوله إنه لن يتفاجأ إذا اكتشف أن ثروة آل القذافي
بمليارات الدولارات.
ويعتقد البروفيسور تيم نيبلوك أن القسم الأكبر من تلك الثروة تتوزع
بين حسابات بنكية وأصول سائلة في مصارف بدبي بالإمارات العربية المتحدة
وفي دول خليجية أخرى وكذلك في دول بجنوب شرق آسيا.
ما يجري اليوم على الساحة الليبية يمثل مرحلة نوعية في طبيعة
المواجهات فما هي أبعاد هذه المواجهات والى اين تمضي؟
يعتقد محللون سياسيون أن يصبح القذافي الزعيم العربي الثالث الذي
يتم إسقاطه في العالم العربي. وقال محللون في صحيفة ديلي تلغراف إن
استخدام القذافي للعنف ضد المنتفضين الليبيين بالطريقة التي شاهدها
وسمعها العالم ينطوي على درس وضيع في السياسة.
فرغم المد القوي لانتفاضة الليبيين والتصميم الذي أبدوه لإحداث
التغيير، فإن انتفاضتهم تختلف عن انتفاضتي تونس ومصر في عدم وجود وجوه
معروفة تقودها أو تدعمها لتملأ الفراغ السياسي المحتمل، وبالتالي قد
يؤول مصير البلاد في حالة مغادرة القذافي إلى أجهزته البيروقراطية أو
العسكر.
وفي ظل هذا الوضع تنحصر احتمالات مرحلة ما بعد القذافي في رفاقه من
الضباط الأحرار الذين أطاحوا برفقته بالملكية في ليبيا عام 1969 مثل
عبد السلام جلود الذي اختلف مع القذافي منذ عقد من الزمان وانطفأ نجمه
في الحياة السياسية منذ ذلك الحين.
إن قوة الجماعات الإسلامية لا تزال غير معروفة، وأن ذلك قد يكون
نتيجة العزلة النسبية التي ميزت الوضع الليبي طوال العقود الماضية.
فإن الانتفاضة الشعبية الليبية التي يزداد نطاقها يوما بعد يوم تعد
إثباتا وتجسيدا حيا وعلى الهواء لقسوة النظام الذي حكم البلاد طوال
العقود الأربعة الماضية. وأن خروج الجماهير الليبية إلى الشارع يبين
للعالم مدى فشل النظام الليبي في خدمة شعبه.
ويتعقد محللون سياسيون من ان الرأي العام لايمتلك رؤية واضحة عن كيف
ومن سيقود المرحلة الانتقالية لو وصلت الأمور إلى إزاحة القذافي من
السلطة.
ويرى خبراء من ان الأمل في الدبلوماسيين الليبيين الذين أثبتوا
جدارة ومهنية عالية باستقالتهم من مناصبهم احتجاجا على طريقة تصدي
النظام للاحتجاجات الشعبية.
سيناريوهات محتملة واستنتاجات
ان ماجرى من حراك واسع على الساحة الليبية تمخض عنه عدة أمور يمكن
الاشارة الى بعضها:
- افتقار الدول العظمى الى ردة فعل العالمي على الرغم من تصريحات
واشنطن وبروكسل عن دراسة فرض عقوبات على القذافي الذي تحدى الغرب خلال
فترة حكمه.
ويبدو أن الاختلاف بين القوى العالمية حول رد الفعل حيث يخشى البعض
تعريض حياة الاجانب في ليبيا للخطر حد من التطلعات لاتخاذ رد دولي فوري.
- دخول تنظيم القاعدة المسرح الليبي حيث أثار بيان تنظيم القاعدة
ببلاد المغرب الاسلامي قلقا بين من يخشون أن يقفز الاصوليون الاسلاميون
على الثورات ضد الحكام الشموليين لتعزيز سيطرتهم في المنطقة.
- تهديد حكومي بـ ( الضرب بقوة ودك مواقع المحتجين والمدن الملتهبة
بالدبابات، اشعال حرب أهلية، اجراء مفاوضات)
- سعي مستمر من خلال قوى المعارضة داخل وخارج ليبيا لأسقاط النظام
الحاكم بكامله.
- تزايد مستمر بعدد القتلى والجرحى، ربما يفضي الى معارك مستمرة.
- انهيار مؤسسات الدولة خارج وداخل ليبيا.
- دخول الخط القائلي على الساحة الأمنية وتسليح القبائل وضهور
دويلات قبلية.
- مقاطعات دبلوماسية مع ليبيا من قبل دول العالم، وهذا ما اعلنت عنه
العديد من لادول الأوربية، ودراسة فرض عقوبات على ليبيا.
تشير التسريبات إلى أن التطورات القادمة يمكن أن تشمل احتمالات ظهور
العامل التدخلي الدولي، وعلى الأغلب أن يؤدي هذا التدخل إلى تعميق أزمة
الصراع الليبي، وذلك بسبب حساسية المجتمع الليبي للوجود الأجنبي.
- حرج الأنظمة العالمية من دخول المسرح الليبي بقوة، بسبب عدم اتخاذ
هذه الأنظمة موقفا واضحا مما يجري في اليمن والبحرين وباقي الدول
العربية.
- ان الرأي العام لايمتلك رؤية واضحة عن كيف ومن سيقود المرحلة
الانتقالية لو وصلت الأمور إلى إزاحة القذافي من السلطة.
- ان اصول القذافي المالية تقدر 113 مليار دولار تتوزع بين حسابات
بنكية وأصول سائلة في مصارف بدبي بالإمارات العربية المتحدة وفي دول
خليجية أخرى وكذلك في دول بجنوب شرق آسيا.
- يعتقد خبراء ان مرحلة مابعد القذافي تؤول الى رفاقه من الضباط
الأحرار الذين أطاحوا برفقته بالملكية في ليبيا عام 1969 مثل عبد
السلام جلود الذي اختلف مع القذافي منذ عقد من الزمان وانطفأ نجمه في
الحياة السياسية منذ ذلك الحين.
أما قوة الجماعات الإسلامية لا تزال غير معروفة، وأن ذلك قد يكون
نتيجة العزلة النسبية التي ميزت الوضع الليبي طوال العقود الماضية.
A_alialtalkani@yahoo.com |