
شبكة النبأ: تعدد السيناريوهات
والتحليلات السياسية المتوقعة لسير الاحتجاجات الشعبية الصاخبة في
البحرين، وما سوف يتخلل الاحداث فيما لو استمر الحال كما هو، الا ان
اغلب نتائج التوقعات افضت الى كون ملك البلاد بات في وضع لا يحسد عليه،
خصوصا بعد ان اقدمت قواتها على استخدام العنف المفرط في التصدي
للتظاهرات السلمية التي انطلقت مؤخرا.
ويطالب المحتجون بإقامة نظام ديمقراطي تعددي ضامن للحقوق والواجبات،
بالإضافة الى اقرار الملكية الدستورية والحد من صلاحيات الملك حمد.
ويعاني الشعب البحريني الذي تمثل الطائفة الاسلامية الشيعية غالبية
سكانه من التهميش والاقصاء من قبل العائلة الحاكمة، وعزلها عن المشاركة
في القرارات السيادية للبلاد.
ملوك مهددون
فقد اعتبرت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، أن ملوك الخليج العربي
الأثرياء، الذين اعتقدوا أنهم بعيدون عن عدوى إضرابات الشرق الأوسط
والمظاهرات والاحتجاجات الشعبية لم يعدوا كذلك الآن.
وأشارت المجلة إلى أن قادة دول الخليج الذين ارتبطوا بعلاقات
اقتصادية مع الغرب وكونوا ثروات ضخمة يقدموا الآن "مساومات" لمواطنيها
عن طريق الحصول على جزء من الثروة النفطية في شكل إعانات، إضافة
لمشاريع الإسكان والرعاية الاجتماعية لمنع مواطنيهم من تعاطي السياسة.
وتناولت المجلة الأزمة الراهنة التي تعيشها البحرين مع ارتفاع
الاحتجاجات والتظاهرات المطالبة بـ"ملكية دستورية" مع ضمان وصول حكومة
منتخبة من الشعب.
وأشارت إلى أن عائلة آل خليفة الحاكمة لا تتمتع بثروة نفطية كبيرة
مثل جيرانها، ولذا فهي غير قادرة على دعم سكانها بشكل فعال، وتعثرت
بسبب اتهامات بانتهاك حقوق الإنسان والتعذيب.
وأوضحت أن غالبية السكان من الشيعة، بينما النخبة الحاكمة من السنة
كلها، مشيرة إلى أن البحرين تعاني من أزمة طائفية حيث استبعد معظم
الشيعة من المناصب المهمة وشكوا من أن آل خليفة يحاولون تغيير التركيبة
الديموجرافية من خلال منح الجنسية للمغتربين السنة.
وأشارت إلى أنه ينظر إلى ولي العهد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة،
على أنه شخصية معتدلة ولذلك تم دفعه للتفاوض مع المتظاهرين.
ولفتت المجلة إلى أن الأحزاب السياسية ممنوعة في معظم منطقة الخليج،
وتحتل الأسرة الحاكمة معظم المناصب الرئيسية والأعمال التجارية، مشيرة
إلى أن راتب الحاكم يبدأ من حوالي 140 ألف دولار في البحرين، وأكثر من
ذلك بكثير لأعضاء الأسرة الحاكمة في أبو ظبي الأكثر ثراء.
واعتبرت المجلة أن أفراد الأسر الحاكمة في دول الخليج فوق القانون
ولا يمكن ملاحقتهم قضائيا أو اتهامهم بأي تهم داخل بلادهم.
وأشارت إلى أن عائلة آل سعود، الحاكم الأكبر لدول الخليج، تستحق
أكبر قدر من الاهتمام فهي واصية على الحرمين الشريفين في مكة والمدينة
كما أنها تقيم تحالفا تاريخيا مع الحركة الوهابية.
وتابعت أن الأسرة المالكة كانت قادرة على الاستفادة من شرعية دينية
أكبر من جيرانها إلا أن تحالفها جعل من الصعب أن تسن إصلاحات اجتماعية
ذات مغزي لصالح المرأة مثل قيادة السيدات للسيارات وإنشاء جامعات
مختلطة.
ولفتت المجلة إلى أزمة آل سعود الخاصة بالخلافة، مشيرة إلى أن ولي
العهد سلطان بن عبد العزيز آل سعود يبلغ من العمر 83 عاما في حين أن
الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء
وزير الداخلية في الـ 77 من عمره و الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود
أمير منطقة الرياض يبلغ 71 عاما مما يحتم على المملكة اللجوء إلى الجيل
الثاني من الأسرة المالكة.
واعتبرت المجلة أن الإمارات العربية المتحدة قضية معقدة لانها تتكون
من سبع إمارات مختلفة، مشيرة إلى أن معظم الثروات النفطية في للبلاد في
يد أبو ظبي.
وأشارت إلى أن عائلة آل نهيان في أبو ظبي كان لها تاريخ حذر في
الحكم وفضلت أن تبقي الأمور داخل العائلة ووصفت نفسها بأنها "وسيط نزيه"
يحاول إصلاح المنازعات في أنحاء دولة الإمارات.
واعتبرت أن عائلة الصباح في الكويت أقل استبدادا من الأسر الحاكمة
في الخليج، مشيرة إلى أن الأمير صباح الجابر الأحمد الصباح كان محبوبا
على الرغم من اعتقاد البعض أنه غير قادر على السيطرة على أفراد الأسرة
الحاكمة .
وتابعت أن الأسرة الحاكمة في قطر آل ثاني صغيرة، مشيرة إلى أنها مع
احتياطيات الغاز الهائلة لديها تعتبر في أفضل وضع من جميع الممالك،
وقادرة على توزيع ثروة بحرية على مواطنيها الأقل عددا، معتبرة أن قطر
تحاول القيام بدرو حيادي في السياسة الخارجية عن طريق قناة "الجزيرة"
التي تناولت الاحتجاجات والمظاهرات في أنحاء العالم العربي.
وأشارت إلى أن وضع الأسرة الحاكمة في سلطنة عمان أكثر صعوبة، موضحة
أن السلطان الحالي قابوس بن سعيد آل بو سعيد البالغ من العمر 70 عاما
ليس لديه أطفال أو ورثة كما هو الحال مع السعودية حيث تلوح في الأفق
أزمة خلافة.
وتابعت أن هنات العديد من التكهنات بشأن المستقبل حيث ينص القانون
الأساسي العماني الذي تم اعتماده في 1996 على أن تجتمع الأسرة الحاكمة
عند شغور سدة الحكم من أجل اختيار خليفة للسلطان في غضون ثلاثة أيام.
وفي حال عدم الاتفاق بين أعضاء الأسرة، يعلن مجلس عمان المؤلف من
مجلس الشورى ومجلس الدولة، اسم الخليفة الذي يكون السلطان قد اختاره في
وصيته.
الشيعة.. كلمة السر
من جهتها قالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إن الجيش الأميركي
يتفهم مخاوف البحرين من التيارات الشيعية داخل المملكة، مشيرة إلى
شهادات مستشارين أميركيين وجماعات حقوقية بحرينية تؤكد تلك المخاوف في
ظل وجود تمييز عنصري يمارس ضد الشيعة في البلاد.
ويكافح قادة البحرين في محاولة من طرفهم لكبح جماح ثورة تحاول أوساط
شعبية بحرينية إشعالها عن طريق معارضة يقودها شيعة وتسعى لإصلاحات
متنوعة يصل سقفها إلى حد المطالبة بإسقاط الحكومة وليس إسقاط النظام
الذي تتولى زمامه عائلة حاكمة سنية.
ويأتي الموقف الأميركي من الأغلبية الشيعية في البحرين موقفا يهدد
العلاقات الأميركية المستقبلية بالأمة الشيعية في منطقة الخليج والشرق
الأوسط، حيث يرى مراقبون أن تطورات الأحداث في البحرين تقلق المملكة
الخليجية التي تعد مقرا للأسطول الخامس الأميركي.
وأما الأسطول الأميركي الخامس الذي يتخد من البحرين قاعدة له،
فيساعد في استمرار تدفق النفط ومروره عبر مضيق هرمز ومياه الخليج،
ويسهم في حماية المصالح الأميركية في المنطقة المضطربة.
وعلى مدار سنين ماضية، يرى مسؤولون عسكريون أميركيون في الملك حمد
بن عيسى آل خليفة وبطانته قادة إصلاحيين يمكنهم إرساء الديمقراطية
والحفاظ على استقرار البلاد، لكن ذلك ربما لا يتفق مع شهادات بعض
المراقبين بشأن التتميز ضد الشيعة في البلاد.
فالمستشارة السياسية السابقة للبحرية الأميركية التي خدمت بلادها في
الفترة بين 2004 و2007 والتي عملت ضابطة ارتباط لبلادها مع الشيعة في
البلاد تقول "إننا قد نجد أنفسنا في وضع سيئ إذا أقدم النظام البحريني
على تقديم تسهيلات كبيرة للشيعة، وإذا لم نقم بتعديل موقفنا".
وأما نبيل رجب من مركز حقوق الإنسان في البحرين فيقول إن الجيش
الأميركي تردد عبر السنيين الماضية بشأن الاعتراف بمدى التمييز العنصري
ضد الشيعة الذي تمارسه العائلة الحاكمة في البحرين. بحسب الجزيرة نت.
وأوضح رجب أن تمييزا عنصريا ضد الشيعة في البحرين تمارسه العائلة
المالكة في ما يتعلق بالمجالات السياسية والوظيفية والإسكان وحقوق
الإنسان، مضيفا أنه تلقى دعوة لزيارة واشنطن للحديث مع أعضاء في مجلس
الشيوخ هناك، لكنهم أخبروه أن الجيش الأميركي لم يشجعهم على الحديث معه.
وأضاف رجب أن الجيش الأميركي في البحرين طالما اتخذ مواقف مناهضة
لجماعات حقوق الإنسان في البحرين، مضيفا أن الولايات المتحدة لم تقم
بإنشاء علاقات طيبة مع المعارضة البحرينية، وأن واشنطن ما فتئت تصنف
جماعات حقوق الإنسان في البحرين على أنها جماعات من الأصوليين
والمتطرفين، وذلك عبر التقارير لتبرير الموقف الأميركي الداعم للحكومة
البحرينية.
وتشير نيويورك تايمز إلى أن الولايات المتحدة تجد نفسها منقسمة بين
رغبتها بدعم أنظمة استبدادية تساند أميركا -كما هو الحال مع تونس ومصر
والبحرين- ودعم رغبات وتطلعات الشعوب العربية الجامحة والساعية نحو
الحكم الديمقراطي في المنطقة، مما قد يستعدي أبناء الثورات الشعبية
الملتهبة ضد السياسات الأميركية، وبالتالي يؤدي إلى تنامي كره الشعوب
للأميركيين ولأميركا برمتها.
وقال مسؤولون امريكيون ان الجيش الامريكي قوّض الجهود لتحسين
العلاقات مع الغالبية الشيعية في البحرين وتجاهل الانتهاكات التي
ارتكبتها العائلة الحاكمة السنية ضدهم.
ونقلت صحيفة 'نيويورك تايمز عن مسؤول امريكي حالي ومستشارة سابقة في
الجيش الامريكي وناشط حقوقي بحريني انه في الوقت الذي يناضل فيه
الزعماء البحرينيون من أجل كبح الانتفاضة الشعبية ضد حكمهم المطلق، قد
يثبت موقف واشنطن من الغالبية الشيعية التي تقود المعارضة أهميته في
العلاقات المستقبلية مع البحرين التي تعتبر دولة مهمة استراتيجياً.
وقال الثلاثة انه طوال سنوات، اعتقد الجيش الامريكي ان الملك حمد بن
عيسى آل خليفة وحاشيته هم زعماء ذوو عقول إصلاحية يمكنهم تعزيز
الديمقراطية وتحقيق الاستقرار في البلاد التي تضم قاعدة الأسطول
الامريكي الخامس.
ولكن هذا الموقف يتعارض بقوة مع تجربة الشيعة في البحرين التي
وثقتها مجموعات الدفاع عن حقوق الإنسان وبعض المستشارين العسكريين.
وقالت غوينيث تود، المستشارة السابقة في البحرية الامريكية في
البحرين بين عامي 2004 و2007 'المشكلة أننا كنا نقوم بكل شيء لتدليل آل
خليفة وتجاهلنا عمداً وضع الشيعة البحرينيين'. وأضافت 'قد نجد أنفسنا
في وضع سيئ جداً إذا اضطر النظام لتقديم تنازلات كبيرة للشيعة إلاّ إذا
غيرنا لهجتنا'.
وأكد مسؤول امريكي آخر مطلع على سياسة الجيش الامريكي في البحرين
حيث ما زال يعمل، على موقف تود.
وأكد المسؤولان الامريكيان والناشط البحريني في مركز البحرين لحقوق
الإنسان نبيل رجب انه خلال سنوات تردد الجيش الامريكي في إدراك مستوى
التمييز الذي تمارسه العائلة الحاكمة ضد الشيعة في السياسة والتوظيف
والسكن وحقوق الإنسان.
وقال رجب ان الجيش الامريكي اتخذ دائماً موقفاً ضد مجموعات حقوق
الإنسان في البحرين، وأن الولايات المتحدة لم تبن علاقات جيدة مع
المعارضة واعتبرتها أصولية ومتطرفة لتبرير موقفها السياسي المؤيد
للحكومة البحرينية.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في البحرين مثل ما كان الوضع في مصر وتونس،
تجد الولايات المتحدة نفسها مجدداً منقسمة بين رغبتها في الحفاظ على
علاقاتها مع الزعماء المطلقين الذين يدعمون مصالح السياسة الخارجية
الامريكية وبين خطر المزيد من النفور في الرأي العام العربي لفشلها في
تعزيز الديمقراطية. وقال معارضون بحرينيون انه في الوقت الحالي فان
المشاعر تجاه الولايات المتحدة محايدة، وهي إيجابية في بعض الأوساط
إلاّ أنها قد تتحول سلبية.
وقال مسؤول حكومي امريكي في البحرين رفض الكشف عن اسمه انه 'إذا لم
تعدل الولايات المتحدة سياستها آخذة الشيعة بعين الاعتبار فهناك خطر
يقلقني إذا نظر إلينا أننا ندعم الحكومة حتى النهاية'.
وأوضح مسؤولون ان العائلة الحاكمة في البحرين لطالما خشيت من أن
يكون الشيعة عملاء لإيران وهو موقف بعض الأوساط في الجيش الامريكي أيضاً.
إلاّ أن الصحيفة لفتت إلى أن المتظاهرين في البحرين شددوا على
ولائهم للبحرين والتزامهم بالتعددية الدينية، وهتفوا بالوحدة بين
الشيعة والسنّة.
وكشفت تود، ان البحرية الامريكية طلبت منها أن تنظم حفلاً لتوزيع
الهدايا لأطفال أسر شيعية فقيرة، وقالت انها تلقت 400 طلب هدايا من
الأطفال بعضها ألعاب وبعضها كتب والتزمت بذلك نيابة عن البحرية.
إلاّ أن تود تضيف أن مسؤولاً في القيادة البحرية الامريكية طلب منها
لاحقاً أن تلغي المناسبة خوفاً من إغضاب القيادة البحرينية، إلاّ أنها
خافت من جهتها من انعكاس ذلك على مواقف الشيعة من البحرية.
وتقول تود أنها أنفقت 30 ألف دولار من مالها الخاص لتمويل الخطوة
باسم البحرية، وأضافت 'الأخ الأكبر لم يكن سعيداً ولكن الشيعة لم
يعرفوا بالقصة أبداً'. وأكد المستشار الامريكي الحالي كلام تود.
وعرضت الصحيفة قضية أخرى أكدها مسؤولون امريكيون، ان البحرية
الامريكية رفضت فرصة لإعطاء ناشط بحريني في حقوق الإنسان هاتفا
لإبلاغها عندما يتم التحضير لتظاهرة معارضة للحكومة. وأكد الناشط وهو
عضو في جبهة الوفاق المعارضة ان الجيش الامريكي لم يكن يعرف طبيعة
الحكومة في البحرين.
وأضاف الناشط ان الجيش الامريكي لم يشهد مطلقاً معاملة الشرطة
للشيعة، وهي الشرطة التي تضم بشكل أساسي أجانب وظفهم الملك لأنه لا يثق
بأن يخدم الشيعة في الشرطة والجيش.
انتقادات لبريطانيا لبيعها اسلحة قمع
من جهتها تفرد الاندبندنت على صدر صفحتها الاولى موضوعا رئيسيا عن
مبيعات بريطانيا من اسلحة وذخائر قمع المتظاهرين للبحرين وغيرها من
الدول العربية.
وتقول الصحيفة ان الحكومة البريطانية الحالية تتعرض لانتقادات
لبيعها اسلحة لعدد من الحكومات العربية التي تقمع بالعنف احتجاجات
مطالبة بالديموقراطية، ما ادى الى مقتل العشرات واصابة الالاف في اكثر
من بلد عربي في الاسابيع الاخيرة.
ويقول تقرير الاندبندنت ان الحكومة، منذ توليها السلطة الصيف الماضي،
اعطت رخصا لبيع الاسلحة للبحرين وغيرها من دول الشرق الاوسط وشمال
افريقيا.
وباعت بريطانيا قنابل مسيلة للدموع للبحرين وذخيرة للسيطرة على
الحشود لليبيا ومروحيات ميدان للجزائر وحاملات جنود مدرعة للسعودية.
وتقول الاندبندنت ان تقرير وزارة الاعمال حول صادرات السلاح العام
الماضي اعطى الضوء الاخضر لتصدير اسلحة لقمع الحشود للحكومة البحرينية
تتضمن قنابل غاز وقنابل دخان وقنابل صوتية وذلك في وقت الانتخابات
البحرينية التي شهدت قمعا لجماعات المعارضة الشيعية من قبل الحكومة
البحرينية.
وبعد تكرار قمع السلطات للمتظاهرين ومقتل العشرات من المحتجين سلميا
في اكثر من مدينة عربية، استجابت الحكومة البريطانية للضغط ووعدت
بمراجعة "قرارات الترخيص الاخيرة" للتصدير للبحرين، دون أي ذكر لمراجعة
صادرات السلاح للدول الاخرى.
وتشير الصحيفة الى العلاقات الوثيقة لرئيس الوزراء ديفيد كاميرون
ووزير الدفاع ليام فوكس بالعائلة الحاكمة في البحرين.
العائلة المالكة البحرينية وفي سياق الاهتمام بالمظاهرات المطالبة
بالديموقراطية، تنشر الديلي تلغراف تقريرا حول وثيقة دبلوماسية امريكية
مما يسربه موقع ويكيليكس عن طلب الخارجية الامريكية معلومات "مشينة"
حول اثنين من انجال ملك البحرين.
وحسب البرقية التي تقول التلغراف انها اطلعت عليها طلب مكتب وزيرة
الخارجية هيلاري كلينتون من مسؤولي السفارة الامريكية في العاصمة
البحرينية المنامة معلومات عن الامير ناصر بن حمد بن خليفة والامير
خالد بن حمد بن خليفة وما اذا كان أي منهما مدمن على الكحوليات او
يتعاطى المخدرات او "يسبب مشاكل" داخل العائلة المالكة.
وطلبت الخارجية ايضا، في البرقية التي يعود تاريخها الى عام 2009
ومعنونة "سرية"، معلومات عما اذا كان للاميرين علاقات واصدقاء من
الاغلبية الشيعية في البلاد.
والى جانب معلومات تفصيلية عن الاميرين باعتبارهما "قادة محتملين"،
تضمنت الوثيقة طلب معلومات عن أي خلافات بين الاميرين ووولي العهد
الامير سلمان بن حمد بن خليفة.
ولدى الملك حمد، البالغ من العمر 61 عاما، سبعة ابناء وخمس بنات من
اربع زوجات، والاميران ناصر وخالد من زوجته الثالثة.
دوار اللؤلؤة
اما صحيفة الجارديان أفردت صفحتين كاملتين لإلقاء الضوء على تلك
الأحداث مع صورة كبيرة لنساء بحرينيات يتظاهرن ضد الحكومة وبجوارها
عنوان يقول "بعد ميدان التحرير، الغضب العربي يتفجر في دوار اللؤلؤة".
يقول مارتين شيلوف مراسل الصحيفة من البحرين إن دوار اللؤلؤة لا
يشبه ميدان التحرير، لكنه المكان الذي يتجمع فيه آلاف البحرينيين
معتقدين في نجاح "ثورتهم الناشئة".
ويصف مراسل الجارديان المشهد قائلا "بعد ثلاثة أيام من المظاهرات
الغاضبة، صار دوار اللؤلؤة مغطى ببحر من الخيام والمراتب والعباءات
السوداء والتفاؤل". ويرى شيلوف أن دوار اللؤلؤة صار "النقطة المركزية
لحركة تستلهم نجاح الثورة المصرية".
ويقول مراسل الصحيفة إن المتظاهرين بدأوا التجمع في ميدان اللؤلؤة
منذ بداية الاحتجاجات المصرية التي أدت للاطاحة بالرئيس السابق حسني
مبارك.
ويشير شيلوف إلى أن كل المتظاهرين تقريبا من الطائفة الشيعية، مضيفا
أنهم صاروا الآن قادرين على الحديث "عن قضايا التمييز والفقر التي ظلوا
لوقت طويل مستائين منها في صمت".
ملك البحرين اتهم سورية وحزب الله
من جهة اخرى كشفت وثائق دبلوماسية امريكية سرية حصل عيها موقع
ويكيليكس أن ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة اتهم، أمام مسؤولين
امريكيين، سورية وحزب الله بتدريب متطرفين بحرينيين، لكنه اعترف بأنه
لا يملك أدلة قاطعة على ذلك.
وقالت صحيفة الغارديان نقلاً عن الوثائق 'إن الملك حمد تكهن بأن
الحكومة السورية كانت متواطئة وتساعد البحرينيين على السفر كسياح من
دون التدقيق بجوازات سفرهم، لكن السفارة الامريكية في المنامة لم تحصل
على أدلة مقنعة لدعم هذه التكهنات على الرغم من طلباتها المتكررة'.
واضافت أن الملك حمد وخلال لقاء مع الجنرال الامريكي ديفيد بترايوس
وسفير الولايات المتحدة وقتها في المنامة آدم إيرلي في 29 تموز/يوليو
2008 'تحدث عن الضغوط الدبلوماسية الايرانية على بلاده، واعرب عن
امتنانه لاستمرار الوجود العسكري الامريكي في البحرين'.
ونسبت الوثائق الدبلوماسية الامريكية المسرّبة إلى الملك حمد قوله
إنه 'تلقى رسالة من وزير الخارجية الايراني وقتها منوشهر متكي تدعو
حكومات المنطقة إلى دعم الجهود التي تبذلها ايران والمسلحين العراقيين
وحركة حماس وحزب الله وحركة طالبان وسورية لطرد القوات الامريكية من
الخليج'.
وتابعت الصحيفة نقلاً عن الوثائق المسرّبة أن الجنرال بترايوس 'هنّأ
البحرين على ترشيح سفير لها لدى العراق وشدد على الحاجة إلى تقديم
المزيد من الدعم العربي للحكومة العراقية من أجل إلغاء النفوذ الايراني.
وأطلع العاهل البحريني على التقدم الذي احدثته حكومة العراق وقوات
التحالف ضد الميليشيات المدعومة من ايران وتنظيم القاعدة، فيما اعرب
الملك حمد عن أمله في بقاء القوات الامريكية في العراق إلى أن تكون
حكومته قادرة على صد المتطرفين المدعومين من قبل ايران'.
وقالت إن الملك حمد 'اطلع الجنرال بترايوس على المحادثات الأخيرة
بين الزعماء العرب حول العراق، وابلغه بأن العاهل الأردني الملك عبد
الله الثاني دعم اقامة علاقات عربية أكبر مع حكومة نوري المالكي، فيما
كان الرئيس المصري، وقتها، حسني مبارك والعاهل السعودي الملك عبد الله
بن عبد العزيز أكثر حذراً'.
واضافت الصحيفة أن ولي العهد الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة 'كرر موقف
والده الملك حمد في اجتماع منفصل مع الجنرال بترايوس عُقد في 30 تموز/يوليو
2008 بشأن بقاء القوات الامريكية في العراق، وشدد على ضرورة التضامن
بين الولايات المتحدة ومجموعة 5 + 1 والدول العربية المعتدلة حيال
ايران'.
و كشفت وثائق ويكيليس أن الدبلوماسيين الامريكيين في المنامة لم
يعثروا على أي دليل على تورط ايران في اضطرابات البحرين، ولاحظوا في
وقت مبكر من العام 2008 تصاعد التوترات بين الشيعة والحكام السنة.
وقالت صحيفة الغارديان امس نقلاً عن الوثائق 'إن الولايات المتحدة
رفضت مراراً مزاعم الحكومة البحرينية بأن ايران تدعم اضطرابات الشيعة،
فيما توقع دبلوماسيوها في المنامة بأن خطأً واحداً يكفي لاثارة كارثة
في المملكة الخليجية'.
واضافت أن البرقيات الدبلوماسية الامريكية اظهرت أن اتهامات حكومة
المنامة لايران بالوقوف وراء الاضطرابات التي تشهدها البحرين 'لا
تدعمها أدلة قاطعة'.
ونسبت الصحيفة إلى برقية سرية ارسلتها السفارة الامريكية في المنامة
إلى واشنطن في آب/أغسطس 2008 القول 'نطلب من حكومة البحرين تقاسم
الأدلة كلما اثارت هذه القضية، وحتى الآن لم نر أي دليل مقنع على أسلحة
أو أموال ايرانية هنا على الأقل منذ منتصف التسعينات.. ولو كان لدى
حكومة البحرين دليل مقنع على التخريب الايراني لكانت تقاسمته معنا على
محمل السرعة'.
واضافت البرقية 'قد يكون التوتر الاقليمي اضاف إلى التوترات
الداخلية الطويلة الأجل وساهم في ارتفاع الأصوت الطائفية في البحرين،
حيث أن معظم المواطنين هم من الطبقة الشيعية الدنيا ويعبرون عن مظالمهم
من خلال النشاط السياسي القانوني والمناوشات في الشوارع بين الشبان
والشرطة، والتي هي في صلب السياسة الداخلية هنا'.
وقالت الصحيفة نقلاً عن البرقيات الدبلوماسية المسرّبة إن المسؤولين
الامريكيين 'نفوا أيضاً مزاعم الحكومة البحرينية بأن النظام الايراني
يسيطر على مؤسسة الحق، الحركة الشيعية المعارضة المشاركة في الاحتجاجات
الحالية، ولم يجدوا أي دليل مقنع على ذلك'.
واضافت أن السفير الامريكي في البحرين كتب في برقية ارسلها إلى
واشنطن في كانون الأول/ديسمبر 2009 'أن الملك حمد يدرك أن البحرين لا
يمكن أن تزدهر إذا حكمها بصورة قمعية، وشهدت دورتان انتخابيتان في
المملكة الخليجية اندماج المعارضة الشيعية في العملية السياسية، في حين
لا يزال الرفض الشيعي يقاطع العملية كما أن نفوذه ما يزال محدوداً،
فيما اظهر حزب الوفاق السائد القدرة على العمل مع الحكومة لتحقيق نتائج
لصالح مكوناته'.
ونسبت الصحيفة إلى السفير قوله في البرقية 'لا يزال التمييز ضد
الشيعة قائماً، ومع ذلك سعت حكومة البحرين للرد على الانتقادات من خلال
الانخراط مع حزب الوفاق والتركيز أكثر على الانفاق العام على المزيد من
مشاريع الرعاية السكنية والاجتماعية، وطالما أن حزب الوفاق لا يزال
مقتنعاً بفوائد المشاركة السياسية، فإن التوقعات لتحقيق الاستقرار في
البحرين على المدى الطويل أمر جيد'. |