
شبكة النبأ: بدأت حلقة جديدة من
الاضطرابات في البحرين وبدأت تتطور تداعياتها، وسط إدانة دولية لقمع
المحتجين. فمن المرجح ان تستمر الاحتجاجات طوال الأيام القادمة، وتبين
المؤشرات من ان التخطيط الشعبي الذي شعاره يوم الغضب. يرسم خطة
مستقبلية وتطلعات بناء دولة قائمة على التوزان السياسي.
فيما الوحشية التي تتبناها دولة البحرين ضد المواطنين ليست فقط
معارضة للقيم الانسانية، انها تشكل تهديداً للديمقراطية التي ينبغي
عليها ان تكون في البحرين.
وتأتي الاعتداءات على المحتجين في تاريخ حساس ويصادف يوم 14 شباط
الذكرى العاشرة حيث يمثل هذا اليوم رمزية بالنسبة للبحرينيين لأن كثيرا
منهم يعتقدون أنهم خُدعوا بوعود النظام الذي قرر باجراء اصلاحات كان من
المفترض أن تنهي هذه الاصلاحات بعد عقود من الاستبداد الى نتائج مرضية
للعشب البحريني ولكن ما حصل اثبت عكس ذلك. مما زاد ذلك من حالة
الانقسام بين الأقلية الحاكمة والأكثرية الشعبية التي تفوق نسبتها 70%
فانها لاتملك سوى أربع مقاعد فقط في برلمان إجمالي مقاعدة 23، فضلا عن
حرمانهم في العمل بالدوائر الامنية.
وتلخصت مطالبات المحتجين بامور عديدة منها:
- القضاء التمييز والتهميش من قبل الأقلية الحاكمة تجاه الأكثرية
الشعبية، فانعدام خدمات السكن والصحة وحق التعيين في دوائر الدولة كل
ذلك كان محرم على الشيعة في البحرين.
- إجراء تعديلات دستورية وبرلمانية تتيح الفرصة المناسبة أمام شيعة
البحرين من المشاركة بنشبتهم الطبيعية.
- ضبط توازن القوى بين مكونات الشعب البحريني.
- وقف الحصول على الجنسية وبالخصو السنة القادمين الى البحرين،
وايقاف الحصول على الوظائف في القوات المسلحة. والتحقيق في عمليات منح
الجنسية البحرينية للأجانب وفقاً للدوافع والميول السياسية والطائفية.
- وقف استهداف الشيعة.
- حل دستور عام 2002. وانشاء لجنة خبراء تكتب مسودة دستور جديد.
- إطلاق سراح جميع السجناء السياسيين والناشطين والتحقيق في عمليات
التعذيب والانتهاكات الأخرى.
- استقلال السلطة القضائية.
ان مايدفع بهذه المطالب هو وجود معارضة مفعمة بروح الحيوية تتمثل
بطبقة الشباب الذي ثاروا ضد القمع والفقر والفساد وضد الحكام وورثتهم
في كرسي الحكم. والفضل يعود بهذه المظاهرات إلى الشبكة العنكبوتية التي
وفرت للشباب فرصة للاطلاع على ما كانوا يجهلونه، وعلى ما يحدث في
العالم من تطورات، وبعد ثورتي تونس ومصر، تخلص العرب من خوفهم وأطلقوا
أصواتهم.
حيث يرى نشطاء الإنترنت البحرينيون أن الوقت مناسب، داعين إلى ثورة
في البحرين على مواقع الشبكات الاجتماعية.
يقول الكاتب والمحلل السياسي روبرت فيسك ان المواطنين البحرينيين
واجهوا الرصاص بصدورهم، في اشارة إلى نبرة التحدي التي أصبحت هي تميز
موقف المتظاهرين في البحرين، ويرسم فيسك المشهد وصفا لمشاهد العنف عبر
ما سمعه على لسان بعض الأطباء في أعقاب الهجوم على المعتصمين في دوار
اللؤلؤة ، حيث راحوا يصرخون: إنها مجزرة، مجزرة ما فعلته القوات
الحكومية بهولاء المتظاهرين هي مجزرة بكل معنى الكلمة.
أن البحرين كما يبدو أنها لم تستوعب درسي تونس ومصر، وهو أن قمع
المتظاهرين ليس في مصلحة أي نظام، وأن هذه الأحداث تشكل نقطة تحول.
وبعد ما حدث الآن من الصعب تخيل إمكانية إجراء مفاوضات.
فإن الملك حمد بن عيسي آل خليفة هو آخر الحكام المستبدين الذي اختار
الوحشية بدلاً من الإصلاح في محاولة لإسكات شعبه عن مطالبته بحكومة
أكثر عدالة، فان الإجراءات التي اتخذها الملك بأنها غير معقولة ولم
تستفد من درسي مصر وتونس، حيث لم يؤدِ العنف إلا إلي زيادة الغضب
الشعبي.
تطور مسرح الأحداث
ظلت الولايات المتحدة لفترة طويلة تلتزم الصمت إزاء ما يجري في
البحرين لضمان التعاون المشترك بينهما في الجانب الأمني، خاصة ان هذا
البلد الخليجي يعد حليفاً في مواجهة إيران والإرهاب والقرصنة.
- ان ما حدث لم يدفع بامريكا من اتخاذ موقف واضح وخصوصا بعد ان
انتقد أوباما قمع إيران للمظاهرات المنادية بالديمقراطية، لكنه لم يذكر
البحرين، وقدمت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون أفضل ما عندها الخميس
عندما أعربت عن معارضتها الشديدة للعنف ودعم الإصلاح.
- يمكن ان يتطور مسرح الأحداث ليعرض تداعيات أخرى على الساحة
العربية منها، حراك واسع في منطقة الخليج العربي وبالتالي سيفسح المجال
امام مواجهات عسكرية بين الأطراف المتصارعة، وان الإجراءات الصارمة في
البحرين تشكل معضلة للرئيس أوباما، حيث إن هناك 20 سفينة حربية وحاملة
طائرات وغواصات متمركزة على مسافة 150 كيلومترا من الساحل الإيراني،
و450 كيلومترا من مضيق هرمز.
- أما العواصم الغربية فتخشى من أن تخسر قادة العرب الذين دعمتهم
ليشكلوا سدا منيعا ضد التطرف الإسلامي، غير أن هذه المظاهرات لا شأن
لها بالدين، فهي تتعلق بالشعوب العربية التي تطالب بالحريات الأساسية
التي يتمتع بها الغرب.
- تضرر الدبلوماسية البريطانية البحرينية فبريطانيا المتهمة بتسليح
الدول العربية حسب التقارير الأخيرة، ألغت 44 ترخيصا لتصدير أسلحة
للبحرين خشية استخدامها لقمع المتظاهرين ضد النظام الحاكم.
- وقوف بعض الأنظمة العربية لصالح قمع المحتجين في البحرين.
A_alialtalkani@yahoo.com |