
شبكة النبأ: شهدت منطقة الشرق الأوسط
بعد انتهاء الحرب الباردة سياسات داخلية واحداث دراماتيكية مدعومة من
قبل الولايات المتحدة الامريكية، تحت مسميات عديدة منها مكافحة
الارهاب، حيث انفقت واشنطن مليارات الدولارات لتزويد بعض الانظمة
العربية بالمعدات الأميركية، فضلا عن نشر أجندة الديمقراطية التي نادى
بها الرئيس الأمريكي السابق بوش والتي توقفت اجندتها بسبب المخاوف من
سقوط الأنظمة الحليفة للولايات المتحدة الامريكية.
صنعت هذه السياسات فيما بعد طبقة من الحكام الطغات والذين سرعان ما
رحلوا على ايدي الثوار.
يقول الكاتب والمحلل السياسي توم إنغلهاردت فالثورة الشعبية المصرية
فكان هناك في البداية الكثير من المناقشات التي تتسم بالرقة والنفاق
والرياء في وسائل الإعلام بشأن تأثر المصالح والقيم الأميركية إثر
النزاع الجاري في مصر وكذلك بشأن المدى الذي على الولايات المتحدة أن
تتراجع فيه عن دعم نظام الرئيس (المخلوع) حسني مبارك.
كما جرت مناقشات بشأن الحبل المشدود الذي كانت تسير عليه إدارة
أوباما حيث كانت تخشى الميل إلى أي من الجانبين، إلى توبيخ وتقريع
حلفائنا السابقين أو إلى محاولة تشجيع حشود الثورة الملتهبة، وذلك
الموقف غير الواضح وغير الحاسم كان يمثل الصفة التي اتسمت بها السياسات
الخارجية الأميركية في العقود الأخيرة.
سيناريوهات التطورات
بناءا على تطورات الأحداث المتفجرة والمفاجئة في تونس ومصر والتي
كشفت عن عدم وجود رؤية واضحة للولايات المتحدة تجاه الاحداث. وبالتالي
ثمة امور مترتبة على ذلك منها:
- انتقال تاثير الاحتجاجات الى الدول الحليفة لأمريكا، فقد رصدت
تقارير حدوث المزيد من الحراك الشعبي في كل من اليمن والجزائر والبحرين
والاردن وليبيا...
- افتقار الإدارة الامريكية الى رؤية سديدة.
- عجز وشعور بالذعر حول خسارة الادارة الامريكية لحجر الزاوية (مصر)
مما شكلت صدمة كبيرة للولايات المتحدة.
- توقع امتدادت للحرب الباردة التي ربما تبدأ خلال هذا العام مع
ضرورة اعتبار أحداث هذه اللحظات إشارة واضحة لاضمحلال القوة العظمى.
- إن ارتكاب الادارة الامريكية أي خطأ يعتبر من المحظورات.
يعتقد الكاتب توم إنغلهاردتان الثورات الشعبية بدأت تهز أركان الوضع
الأميركي في الشرق الأوسط بالرغم من القوة العسكرية الهائلة التي تحتفظ
بها وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) هناك، مضيفا أن إدارة أوباما تجد
نفسها تقف بلا حول ولا قوة وسط فوضى عارمة في المنطقة.
وهذا مايؤيد القول من ان الولايات المتحدة لا تحتمل أي خطأ، وتتمثل
في الثورات الشعبية في الشرق الأوسط ، والتي قد تفضي إلى انهيار نفوذ
القوة العظمى الأميركية نفسها.
فقد سلكت الولايات المتحدة نهج مختلف مع تعاطيها مع الاضطراربات
التي تشهدها الان كل من البحرين وايران واليمن، فبينما أوشكت الولايات
المتحدة على تشجيع المتظاهرين في إيران للخروج إلى الشارع، توجهت
واشنطن نحو الحكومة في البحرين لتحث ملكها على التعاطي مع مظالم شعبه.
حيث يعتقد محللون سياسيون ان النهج المختلف لأمريكا تجاه الاحداث
كان واضح جليا عندما عقد الرئيس الأمريكي اوباما مؤتمرا صحفيا.
فقد اتهم أوباما قادة إيران بالنفاق لتشجيعهم المظاهرات في مصر التي
وصفوها بأنها استكمالا للثورة الإيرانية، ولكنهم (أي القادة) اتخذوا
إجراءات صارمة ضد الإيرانيين الذين استخدموا تلك الذريعة للخروج إلى
الشارع.
ويرى خبراء أن توجه أوباما في حديثه إلى الحكومة في البحرين دون
المتظاهرين يظهر مدى التعقيد الذي تتسم به الدبلوماسية في المنطقة.
ولدى حديثه للحلفاء العرب، قال أوباما إن إدارته بعثت رسائل تفيد أن
لديكم جيلا قويا في الشرق الأوسط يبحث عن فرصة أكبر، وإذا أردتم حكم
هذه البلاد فيتعين عليكم أن تتخذوا خطوات مسبقة للتغيير.
توصيف الدور الأمريكي الجديد
بعد الاحتجاجات التي جرت في بعض الدول العربية يرى محللون من ان
الولايات المتحدة ستعمل على المضي في استمرار مشروعها في منطقة الشرق
الأوسط. ولكن يعتمد الحراك هذه المرة على عدة محاور.
- دعم متزايد لهذه الأنظمة الحليفة من اجل تغلبها على مشاكلها
الداخلية، وهذا ما توضح عند لقاء الأدميرال مولين بالمسؤوليين
الاردنيين والذي اكد على تعزيز العلاقات العسكرية الأمريكية الأردنية
عبر تقديم الدعم من اجل سد الفراغ الذي ربما سيوقع بالنظام الاردني.
- دعم حركات المعارضة، وستعمل ايضا في الوقت ذاته على تشديد الضغوط
على الأنظمة التي لم تتحالف مع الولايات المتحدة الامريكية عبر استغلال
للانقسامات.
A_alialtalkani@yahoo.com |