ارتدادات الثورة المصرية تنتقل الى الشوارع السعودية

نبراس الهدى/ السعودية

 

شبكة النبأ: كثفت السلطات السعودية خلال الايام القليلة الماضية اجراءات الوقائية لإجهاض اي مسيرات احتجاجية قد تنطلق هناك بعد سقوط النظام المصري مؤخرا، خصوصا ان الاجواء المحلية في مدن المملكة شهدت بعض التوترات الملحوظة، بعد ان شوهدت انشطة شبابية تدعو الى التعبير عن سخط الشارع السعودي من تردي الاوضاع السياسية والاقتصادية في ذلك البلد الغني بالنفط.

حيث لوح العديد من الناشطين داخل وخارج السعودية بضرورة الحراك المدني لوقف ظواهر الكبت السياسي واطلاق الحريات العامة، الى جانب التصدي للفساد المستشري في المملكة بشكل عام، والعائلة الحاكمة التي تستحوذ على واردات البلاد بشكل خاص.

توابع الثورة المصرية

فقد استنفرت وزارة الداخلية السعودية جميع قطاعاتها الأمنية في المنطقة الشرقية تحسبا لخروج تظاهرات شعبية على غرار الاحتجاجات التي أسقطت النظامين التونسي والمصري.

وقالت مصادر مطلعة للشبكة أن جميع القطاعات العسكرية في المنطقة أصدرت أوامر عسكرية قضت بمرابطة 50 بالمئة من قواها الأمنية في أماكن عملها إلى أجل غير مسمى.

ولم يتسنى معرفة ما إذا كان الاستنفار الامني الذي اتخذ قبل أيام شمل جميع أراضي المملكة أم هو مقصور على المنطقة الشرقية وحدها حيث تكمن معظم ثروة البلاد النفطية.

وفي السياق ذاته ذكرت المصادر أن السلطات الأمنية في مدينة الخبر أجهضت الأسبوع الماضي مسيرة على كورنيش المدينة قيل انها خرجت ابتهاجا بشفاء الملك عبدالله وشارك فيها عشرات الشبان.

ويقضي الملك عبدالله فترة نقاهة في المغرب اثر عمليتين جراحيتين في العمود الفقري اجراهما في الولايات المتحدة. بحسب شبكة الراصد.

واقتاد عناصر الأمن جميع الشبان المشاركين في المسيرة إلى مراكز الشرطة وأجبروهم على توقيع تعهدات خطية بعدم الخروج في مسيرات قادمة قبل أن يطلقوهم بعد احتجاز قصير.

وذكر المصدر أن أجهزة الأمن سارعت لاجهاض المسيرة المؤيدة للملك تخوفا من تحولها إلى مسيرة غاضبة تحاكي الاحتجاجات التونسية والمصرية.

وكانت السلطات الأمنية أجهضت قبل نحو اسبوعين مسيرة احتجاجية شارك فيها العشرات في مدينة جدة خرجت احتجاجا على تردي البنى التحية في المدينة التي ضربتها سيول جارفة.

كما اعتقلت الشرطة أكثر من 50 امرأة شاركت في مظاهرة في العاصمة الرياض للمطالبة بالافراج عن سجناء اعتقلوا بدون محاكمة في اطار جهود تبذلها المملكة لمحاربة متمردي القاعدة.

وقالت مصادر مطلعة أن السلطات الأمنية شددت الرقابة الصارمة مؤخرا على المجاميع الشبابية على أرض الواقع وعلى شبكة الانترنت بما في ذلك المجموعات البريدية والمنتديات وصفحات الفيس بوك.

وإلى جانب الاعلان عن أول حزب سياسي سعودي لاحظ متابعون انضمام أكثر من ثلاثة آلاف مشترك في اسبوع واحد ضمن أحدث مجموعة سعودية على موقع "فيس بوك" تطالب باصلاحات جذرية في المملكة أبرزها تحويل الدولة إلى مملكة دستورية.

وتعليقا على مطالب المجموعة قالت الكاتبة وجيهة الحويدر في مقالة له، "اليوم اصحاب القرار في السعودية في حاجة ان ينظروا في هذه المطالب بحكمة وبجدية قبل ان يحل في السعودية ما حل بتونس ومصر".

ولاحظ شهود عيان في الأيام القليلة الماضية انتشارا ملحوظا لمركبات الشرطة في بعض التقاطعات الرئيسية في المنطقة والأماكن التي تشهد عادة تجمعات شبابية كبيرة في كورنيش الخبر والدمام والقطيف وراس تنورة والجبيل.

وكانت السعودية استضافت الشهر الماضي الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي كما انفردت بموقف مؤيد للرئيس المصري السابق حسني مبارك الذي أطيح به أمس في ثورة شعبية.

ووصف مدير الاستخبارات القومية ورئيس وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية (سي اي ايه) ليون بانيتا الثورة الشعبية في مصر بالزلزال السياسي، وقال ان الاحباطات المكبوتة التي اثارت موجة احتجاجات الشوارع في مصر موجودة في دول عربية اخرى.

وقال بانيتا خلال جلسة استماع امام لجنة الاستخبارات في مجلس النواب "اعتقد انه يكفي القول ان هناك عددا من الدول في العالم العربي تواجه نفس المشاكل".

واضاف ان من أبرز تلك المشاكل "غياب الحريات وغياب الاصلاح السياسي وعدم وجود انتخابات حرة ونزيهة، والركود الاقتصادي وتأثيرات ذلك على البطالة خاصة بين الشباب".

وتابع في رد على سؤال حول تأثيرات ذلك على السعودية "كل ذلك يعني ان علينا ان نولي اهتماما كبيرا للأمر لانني اعتقد ان العوامل التي تسببت في ما يحدث في مصر يمكن ان يكون لها تأثير على مناطق اخرى".

وقال بانيتا ان المحللين الاستخباراتيين يمكن ان يعرفوا مناطق الضعف ويبلغوا عن وقوع الزلازل "ولكنهم لا يستطيعون توقع وقت حدوث الزلزال".

وأشار تقرير لمؤسسة اكسكلوسف اناليسس Exclusive Analysis وهي مؤسسة أميركية متخصصة في تحليل المخاطر السياسية الى أن هذه الدول تبدو جميعها غير حصينة حيال الغضب الشعبي وتفجر الاحتجاجات

اطلاق التكبيرات

ذكر شهود عيان أنهم سمعوا تردد صيحات "الله أكبر" في أجواء البلدة مع ساعات المساء الأولى خصوصا في حي العوينة والجميمة القريبين من مركز شرطة البلدة.

وبدا من تسجيل مصور نشر عبر موقع "اليوتيوب" أن من بين المشاركين في حملة التكبيرات التي كان اعلن عنها مسبقا كبارا وصغارا شقت أصواتهم سماء البلدة.

يشار إلى أن السلطات السعودية لا تزال تحتجز منذ أكثر من عام ثلاثة من المعتقلين وهم المدّون منير الجصاص والناشط محمد اللباد والناشط رمزي جمال.

ولم يعرض الشبان الثلاثة على المحكمة منذ اعتقالهم على خلفية مشاركتهم في اعتصام شعبي العام الماضي.

وجاء الاعتصام الذي شارك فيه المئات من أهالي البلدة احتجاجا على اعتداءات تعرض لها الزوار الشيعة في المدينة المنورة على ايدي عناصر الأمن وهيئة الامر بالمعروف في فبراير من العام الماضي. واعتقلت السلطات حينها أكثر من عشرين شابا اطلقتهم بعد احتجاز دام بضعة أشهر.

وكان الأهالي وزعوا في مؤخرا مئات الملصقات التي تحمل صور المعتقلين الثلاثة ضمن حملة للتذكير بقضيتهم.

السعودية «تعاتب» رجال الدين الشيعة!

الى ذلك ذكرت مصادر مطلعة في القطيف أن امارة المنطقة الشرقية تابعت بإهتمام خطب الجمعة التي القاها عدد من رجال الدين الشيعة والتي أشادت بثورة الشعب التونسي ضد نظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.

وذكرت المصادر أنه واضافة إلى استدعاء الإمارة للشيخ عباس السعيد امام جمعة العوامية في القطيف جرى الأمر نفسه مع عدد من رجال الدين البارزين الذين أشادوا بالثور التونسية.

وعلى غرار ما حدث مع الشيخ السعيد "عاتب" الامير جلوي بن عبد العزيز نائب أمير المنطقة الشرقية رجال الدين الآخرين لتناولهم الشأن التونسي في خطب الجمعة.

وحظي الشأن التونسي بإهتمام وتعاطف واسع في الشارع المحلي قبل أن تغطي عليه تطورات الثورة المشتعلة في الشارع المصري ضد نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك.

وتوقع الشيخ توفيق العامر يروز ما وصفها "ارتدادات" للثورة المصرية في كل العالم العربي معتبرا ثورة المصريين بأنها لسان المستقبل وقلب العالم العربي.

وقال "لتاريخ لن يعود للوراء.. سقوط النظام المصري هو سقوط لمنظومة المصالح الدولية وأذنابها في منطقة الشرق الأوسط".

وأشاد الشيخ العامر في خطبته بمسجد أئمة البقيع بالهفوف يوم الجمعة الماضية بالثورة المصرية موضحا أنها "لسان المستقبل" وقلب العالم العربي وأن ما يحدث بها سيكون له ارتداد في كل العالم العربي.

وفي السياق المحلي دعا الشيخ العامر إلى مراعاة وعدم الإستهانة بحقوق الأقليات الدينية في المملكة ومن بينهم الشيعة.

وتسائل "اننا لا نعرف وضعنا في هذا الوطن هل نحن أقلية فلنا امتيازات وخصائص كما تعطى للأقليات في العالم أو أننا كسائر المواطنين فنعطى كما يعطى الآخرون مواقع ومناصب في السلطة التنفيذية والقضائية والقطاع العسكري وقطاع التعليم والقطاع الإقتصادي".

وتابع العامر لماذا إلى اليوم لا يوجد في المملكة وزيرا شيعيا أو محافظا شيعيا لماذا لا يوجد في الدوائر الحكومية في الأحساء كلها مديرا عاما شيعيا مع أن الشيعة هم الأغلبية في المحافظة.

واضاف "هناك 1400 مدرسة في الأحساء فلماذا لا يوجد بها مدراء من المواطنين الشيعة سوى أقل من عدد أصابع اليد الواحدة".

كما انتقد الشيخ العامر التعامل الأمني مع وكلاء وقيمي المساجد الشيعية والحسينيات متسائلا "أليس للمساجد وزارة هي وزارة الأوقاف فلماذا الإستدعاءات الأمنية".

وأشار إلى المعاناة الاقتصادية التي تطال لمواطني المملكة داعيا إلى توجيه المعونات الخارجية التي تقدمها الحكومة لبلدان أخرى وتحويلها للداخل عبر تسهيل المعونات والقروض للمحتاجين.

وأضاف "وصل الحال بشبابنا إلى الحد الذي يذهبون إلى المراجع الكرام في قم والنجف لطلب معونة الزواج فهل يعقل هذا".

وختم الشيخ العامر خطبته بالدعاء للمصريين طالبا من الله حفظ ثورتهم وحفظهم من كل سوء والتوفيق نحو مطالبهم.

من جهته دعا الشيخ بوخمسين خلال خطبة الجمعة في جامع الإمام الباقر بمدينة الهفوف الى حاجة السعودية الى اصلاحات "عميقة وواسعة" في كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

وعلل دعوته بالقول "كي لا يبقى احد يشعر بنوع من الضيم او الظلم الذي يؤدي إلى الاحتقان ومن ثم عدم الاستقرار".

وتعليقا على الثورة التونسية وأحداث الثورة في مصر قال أن "أهم درس مستفاد من هذه الإحداث التاريخية الكبيرة هو إن الأمن والأمان وضمان استمرار الهدوء والاستقرار على الصعيدين السياسي والاجتماعي مرهون بضمان الحقوق الأساسية لجميع إفراد المجتمع".

ودعا بوخمسين الحكومات العربية إلى إعطاء كل ذي حق حقه في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية تفاديا لتأجيج المشاعر ومن ثم التعبير عنها بإحداث الصخب والمظاهرات.

وحول الشأن المحلي قال "نعيش عهد الإصلاحات لكننا بحاجة الى المزيد منها وتعميقها وتوسيعها لكي تشمل كافة المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية كي لا يبقى احد يشعر بنوع من الضيم او الظلم الذي يؤدي إلى الاحتقان ومن ثم عدم الاستقرار".

وتابع أن الدول العربية جميعها بلا استثناء مطالبة اليوم بإقرار الحقوق الحياتية المختلفة وان تبادر على وجه السرعة إلى إجراء الإصلاحات السياسية والاقتصادية الضرورية كي لا يتكرر مثل المشهدين التونسي والمصري .

دعوة للتحرر

في السياق ذاته استدعت إمارة المنطقة الشرقية الشيخ عباس السعيد امام وخطيب جمعة العوامية بالقطيف بعد دعوته الجمعة الماضية الشعوب والمجتمعات المضطهدة إلى التحرر من الخوف تعليقا على أحداث الثورة التونسية.

وذكرت مصادر مقربة من الشيخ السعيد أنه التقى قبل يومين الامير جلوي بن عبدالعزيز نائب أمير المنطقة الشرقية بناء على استدعاء الاخير.

وعاتب الامير جلوي الشيخ السعيد على حديثه في خطبة الاسبوع الماضي والتي دعا فيها الشعوب المضطهدة إلى تجاوز حجب الخوف مستشهدا بأحداث الثورة التونسية.

وبحسب المصادر فقد تم أخذ تعهد على الشيخ السعيد بعدم الخوض في مثل هذه المواضيع مستقبلاً.

وكان السعيد دعا الاسبوع الماضي الشعوب والمجتمعات المضطهدة إلى تجاوز حجب الخوف واليأس، موضحاً أن الإرادة الشعبية هي طريقها لنيل حقوقها وكرامتها.

وأشار في خطبة الجمعة إلى أن الإرادة الشعبية قادرة على أن تصنع المعجزات، متى ما تحررت من ثقافة الخوف التي تمنع الشعوب من السعي لنيل حقوقها.

وانتقد الوعي الشعبي الدارج الذي يختزل الحقوق والكرامة في خصوص الحقوق المادية، موضحاً أن أي انتقاصٍ لشيء من الحقوق الطبيعية هو انتهاكٌ لكرامة الإنسان.

الكاتب الجاروف

من جانب آخر أدانت السلطات السعودية الكاتب ناصر الجاروف بتهمة التشهير على خلفية انتقاده ضابطا أمنيا في شرطة الدمام اعتدى على مواطن شيعي ووجه اهانات طائفية للشيعة.

ويلاحق الكاتب الجاروف منذ 2009 على خلفية توجيهه انتقادات لاذعة للضابط في شرطة الدمام الجنوبية المقدم طارق المغلوث لاعتداءه على مواطن شيعي بالضرب وتلفظه باساءات طائفية للمواطنين الشيعة.

وذكرت مصادر مطلعة أن قسم شرطة العوامية بمحافظة القطيف استدعى الجاروف قبل ايام وأجبر هناك على الاقرار بتهمة التشهير وأخذ بصماته واعتبار انتقاده لضابط الشرطة "سابقة أمنية". وتضمنت الاتهامات التي طالت الكاتب "نشر الأكاذيب في المواقع الالكترونية ضد رجال الأمن". بحسب شبكة الراصد.

وكان الضابط المغلوث اعتدى بالضرب شهر مارس 2009 على المواطن "مصطفى الفرج" من بلدة العوامية بذريعة وضعه عبارة «حب أهل البيت يجري في عروقي» على زجاج سيارته. واتهم المغلوث الشاب الفرج بوضع "عبارات تحريضية" على سيارته.

وعندما ابدى الاخير اعتراضه بشأن عدم قانونية التهمة الموجهة اليه قابله الضابط بالصفع بالحذاء والركل واطلاق عبارات مهينة بحقه من قبيل "يا كلب يا حيوان يا رافضي".

وتعليقا على الحادثة قال الجاروف في مقالته عبر شبكة راصد الاخبارية "اننا أمام واقع مرير لا يعترف بالهوية ولا بالإنسانية ومن هنا كان على السلطة أن تضع حدا لهذه الانتهاكات ولو تطلب ذلك استخدام القوة حيال الجناة".

وكانت السلطات الامنية في الأحساء والقطيف احتجزت في أوقات سابقة العديد من المواطنين الشيعة بذريعة كتابتهم عبارات ذات طابع ديني أو تعليقهم مقاطع من الدعاء والاحراز القرآنية أو صور الرموز الشيعية داخل سياراتهم.

كما سبق للسلطات استدعاء عدد من الكتاب الشيعة في أعقاب مقالات نقدية لاذعة ضد انتهاكات حقوق الانسان في المملكة.

القمع المنهجي

من جهتها قالت المنظمة في تقريرها العالمي لسنة 2010 أن السعودية تفرض "تمييزا منهجيا" ضد الأقليات الدينية "لا سيما الشيعة في المنطقة الشرقية وحول المدينة والإسماعيلية في نجران".

واضاف التقرير بأن التمييز الرسمي ضد الشيعة يشمل الممارسات الدينية والتعليم ونظام العدالة.

وتابع بأن المسؤولين الحكوميين درجوا على استبعاد مواطنيهم الشيعة من بعض الوظائف العامة التي تصنع السياسات كما ويتم التقليل من شأن المعتقدات الشيعية علنا.

وأوردت المنظمة احتجاز السلطات الناشط السعودي الشيعي منير الجصاص دون محاكمته، منذ نوفمبر 2009، وكذلك محمد اللباد، الشيعي الشاب من بلدة العوامية، منذ يناير.

إلى جانب استمرار احتجاز السلطات في الإحساء ستة طلاب شيعة تم القبض عليهم في يناير وفبرايرمن العام الماضي بتهمة عرض لافتات دينية علناً أثناء احتفالات عاشوراء. ووفقا لتقرير المنظمة لم يقم الملك عبد الله بالوفاء بعدة وعود إصلاحية كانت قد قُدمت.

ووصف الإصلاحات التي اتخذتها الحكومة حتى الآن بالخطوات الرمزية إلى حد بعيد وأنها تهدف إلى تحسين حضور المرأة في المملكة والتوسيع الهامشي الضئيل لحرية التعبير بحسب التقرير.

وأشار التقرير إلى استمرار السعودية في معاملة تسعة ملايين سيدة وفتاة سعودية كأنهن قاصرات قانوناً وأن الحكومة لم تلتزم بوعدها المقدم عام 2009 لمجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بإلغاء نظام ولاية أمر الرجال على النساء.

وأورد في السياق ذاته العديد من الحالات التي حرمت فيها نساء راشدات من السفر أو حرمن من الزواج أو تعرضن للتزويج قصرا في ظل تجاهل هيئة حقوق الإنسان السعودية.

وتابع بأن النساء والأطفال الذين يقعون ضحايا للعنف الأسري يواجهون عقبات مجتمعية وحكومية تحول دون إنصافهم.

وتضيق السلطات السعودية كثيرا في تطبيق قواعد الفصل بين الجنسين في شتى أنحاء المملكة، بما في ذلك في أماكن العمل، مما يحول دون مشاركة المرأة الكاملة في الحياة العامة.

حقوق العمال الوافدين

وقال التقرير ان نحو 8.3 مليون عامل وافد يقيمون في السعودية منهم يتعرضون لإساءات متكررة والاستغلال في العمل، وأحياناً ما ترقى أوضاع العمل إلى ظروف أشبه بالاستعباد.

واشارت المنظمة إلى أن السعودية لم تحرز أي تقدم في إصلاح نظام الكفيل التقييدي الذي يربط تصاريح إقامة العمال الوافدين بأصحاب عملهم.

وأفاد أن هناك ما زال 1.5 مليون عاملة منازل مستبعدات من نظام العمل لعام 2005 وأنهن كثيرا ما يجبرن على العمل لساعات طويلة ويتعرضن لتحديد الإقامة جبراً والحرمان من الطعام والإساءات النفسية والبدنية والجنسية الحادة.

الاحتجاز التعسفي والتعذيب

وأورد تقرير المنظمة أن المحتجزين، ومنهم الأطفال، يقعون كثيراً ضحايا الانتهاكات المنهجية والمتعددة لحقوق إجراءات التقاضي السليمة والمحاكمة العادلة، بما في ذلك الاعتقال التعسفي والتعذيب والمعاملة السيئة رهن الاحتجاز.

وأضاف أنه قلما تخطر السلطات المشتبهين بالجريمة المنسوبة إليهم، أو بأدلة الثبوت. ولا يوجد في المملكة قانون عقوبات، ويُعرّف الادعاء والقضاة إلى حد كبير الجرائم على هواهم.

واحتجزت المباحث دون محاكمة أو إتاحة زيارات المحامين في حالات عديدة نحو 2000 شخص مشتبهين بالتعاطف مع الجماعات المسلحة أو التورط معها، على خلفية آراء سياسية سلمية يعتنقونها.

ويعرض تقرير هيومن رايتس ووتش العالمي الذي جاء في 649 صفحة ممارسات حقوق الإنسان في 90 دولة واقليما حول العالم.

سحب جوازات السفر

سحبت سلطات الأمن السعودية خلال الأيام الأخيرة جوازات سفر العديد من المواطنين الشيعة القادمين من زيارة العتبات المقدسة في العراق.

وذكر الأهالي لشبكة راصد الاخبارية أن سلطات الجوازات بجسر الملك فهد الذي يربط المملكة بالبحرين اتخذت اجراءات تفتيش مشددة بحق المواطنين الشيعة القادمين من العراق عبر مطار البحرين.

وسحبت سلطات الأمن جوازات السفر الخاصة ببعض المواطنين القادمين واجبرتهم على توقيع تعهدات خطية قبل ان تحيلهم الى ادارة المباحث العامة في مدينة القطيف.

وقضى المئات من المواطنين عطلة منتصف العام الدراسي التي صادفت الاسبوع الماضي في زيارة المراقد المقدسة في العراق. وتفرض السلطات السعودية على مواطنيها حظر السفر الى العراق.

وذكر قادمون أنهم تعرضوا لمعاملة مهينة عند المنفذ الحدودي كما صادرت سلطات الجمارك جميع الهدايا التي حملت طابعا رمزيا للمراقد المقدسة والتي حملها القادمون لأحبائهم في الوطن..

ووفقا لشهادات الأهالي تعمد عناصر الجمارك القاء الكثير من الهدايا المصادرة في سلة المهملات وبصورة مهينة أمام أعين الزوار.

وعادة ما يتجه الآلاف من السعوديين الشيعة في العطل الرسمية لزيارة مكة المكرمة والعتبات المقدسة في المدينة المنورة وسوريا وايران والعراق بالرغم من المنع الرسمي لزيارة الأخيرة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 16/شباط/2011 - 12/ربيع الأول/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م