أَدْمَنْتُ عِشْقَ الْحَيَاة...

فاطمة الحبيب

تَذُوْبُ أَنْفَاسِيْ بِصَمْتٍ...

وَتَخْتَرَقَ الْأَبْعَادِ حَائِرَةً

لِتَخْشَعَ فِيْ مِحْرَابِ القَلْبِ الْطَّاهِرِ

وَتُصَلِّي فِيْ شَغَفٍ..

وَتَعْرُجُ يَحْدُوهَا شَوْقُ وَافِر

اِخْلَعْ نَعْلَيْكَ أَيَا قَادِمَاً مِنْ عُمْقِ السَنَا

إِنَّكَ بِالْوَادِي الْمُقَدَّسِ طُوًى

وَهُنَاكَ...

ذَبِيحَاً أَرَى فِي جَنَّةِ التَّحْرِيرْ..

يَرْشِفُ مِنْ مَعِينِ كَرَامَةٍ

وَيَصْهَرُ الرُّوحَ فِي رُوح الإِبَاءٍ

ثُمَّ يَغْفُو عَلَى خَدِّ السَّمَاء..

وَمِنْ وَرُودِ جِرَاحِهِ يَرْسِمُ بَيْرَقَاً أَزْهَرْ..

لِمِصْرَ!! لِلْنَّصْرِ المُؤَزَّرْ..

بَيْرَقٌ مِنْ نَّار، كَمَا الإِعْصَارِ..

يَقْلعُ الشَّوكَ المَرِيرْ..

يُتَمْتِمُ غَاضِبَاً

كَنَسْرٍ أَلْهَبَ الثَوْرَةْ..

فِي سَاحَةِ التَّحْرِيرْ..

وَأَنَا هُنَاكَ..

أَسْمُو بِرُوحِي..

نَحْوَ كِنَانَةِ الأَمْجَادْ

أَتْلُو لَحْنِ اللّجَيْنِ

عَلَى ضِفَافِ الأنْجُمِ

والنِّيِلُ يَكْتُبُ غُرْبَةَ الأَيَّامِ

وَمَا جَرَى فِيْهَا

وَمَا مِنْ رُزْؤِهَا البَارِي غَضِبْ

وَيَحْكِي لَوْعَة الحُلُمُ الّذِي

فَوقَ النّخِيلِ.. ظُلْمَاً صُلِبْ.

ثَلاثُونَ عِجَافٍ..

وَأَنَا لَسْتُ أَنَا..

ذَلِيلٌ، حَقِيرٌ.. أَسِيْرُ الشَّجَنْ

وَعَلَى جَبِينِي قَدْ كُتِب..

قَدْ بَاعَهُ حَتَّى الزَّمَنْ..

ثَلاثُونَ عِجَافٍ

أَقْفَرَتْ حَتَّى الضِّيَاءْ..

وَأَنْحَلَتْ جَسَدَ الرَّجَاء

وَبِتُّ أَلْتَحِفُ السَّمَاءْ..

وَلاَ غِطَاءْ..

لَعَلّ شُعِاعَ البَدْرِ

 يُضْفِي عَلَى شَفَتَّيّ دِفْئَهُمَا

وَحُلْمَ النّظْرَةِ القَمْرَاءْ...

وَأَنَا هُنَاكَ..

ذَبِيحَاً أَرَى فِي جَنَّةِ التَّحْرِيرْ..

يُحِيطُهُ طَيْفُ قَدْاسةٍ

أيَا أَمَلاً مَهْدَوِّيَّاً..

يَا أَيُّهَا الفَجْرُ القَرِيبُ..

قُمْ تَبَسَّمْ..

قُمْ لِتَسْقِي ثَوْرَةَ الأَحْرَارِ

مِنْ ذَاكَ الرَّحِيقْ..

وَاسْكُبِ الآَلاَءَ إِكْلِيْلاً

لِتَرْوِي الاِنْتِصَارْ

الْآَنَ عَرَفَتْ سَعَادَةً عُشْقِي,,

إِنِ كَانَ هَذَا الْمَوْتُ فَإِنِّيَ...

أَدْمَنْتُ عِشْقَ الْحَيَاةْ...

* مدينة صفوى- السعودية

http://falhabib.blogspot.com

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 16/شباط/2011 - 12/ربيع الأول/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م