ادخلوا الساحة مبكرين

لطيف القصاب

عندما انفجرت ثورة المصريين الاحرار في الخامس والعشرين من شهر كانون الثاني الماضي كان من اشعل شرارتها الاولى هم الشباب لاسيما ذوي النزعات العلمانية، وفيما بعد التحقت فئات الشعب المختلفة تدريجيا بركب الثوار الاوائل مؤيدين وداعمين ومتضامنين في ساحات مصر وميادينها الكبيرة من الاسكندرية حتى اسوان.

وعلى الجهة المقابلة كان القسم الاعظم من اجهزة الشرطة بشقيها السري والعلني يحاولون تشكيل حائط صد كريه بوجه التظاهرات الشعبية الكاسحة. لكن – وللامانة – فقد اكتفى بعض رجال اجهزة الشرطة المحلية بالتفرج من بعيد.

وكما كان ظاهرا لجميع المراقبين فان الزي الديني التقليدي (الجبة والعمامة) استطاع ان يحجز له مقاعد امامية في صفوف الثورة اسوة بلابسي (البنطرون) و(التي شيرت)، تزامنا مع انثيال الفتاوى الازهرية التي تحرم استخدام العنف من قبل السلطات ضد المتظاهرين العزل، ليس هذا فحسب فقد استقال بعض موظفي (الاوقاف الحكومية) من وظائفهم احتجاجا على تصرفات (بلطجية) حسني مبارك وتاكيدا منهم على انهم جزء مهم من رجال الثورة حالهم من حال الاخوان المسلمين....

وقد شهد خط الثورة المصرية منحى بيانيا متصاعدا شكلت جُمَع الغضب والشهداء والرحيل الذروة فيه لما يحمله يوم الجمعة من دلالات عبادية واضحة لاسيما الصلاة والخطبة. وبعد ان استطاع الثوار ان يحققوا قدرا عظيما من مطالبهم ورُكل محمد حسني مبارك من سدة السلطة شر ركلة حاول عدد من رجال الشرطة الذين اكتفوا بالتفرج السلبي ان يدخلوا بعد فوات الاوان بزيهم العسكري ميدان التحرير ليحجزوا لهم مكانا بين الثوار حالهم من حال غالبية الشباب ومعظم رجال الجيش وبعض موظفي الاوقاف، وكما شاهدنا عبر شاشات التلفزة فان هذا العدد من الشرطة لم ينل ترحيب العدد الاكبر من ابطال ساحة التحرير في القاهرة.

وقد رُكلت ارداف البعض منهم بالاقدام بحسب ما اوردته بعض الوكالات التي نقلت ايضا خبر نية شباب عراقيين التظاهر باعداد هائلة ضد الفساد المستشري في اجهزة الدولة العراقية، وقد اختار هؤلاء الشباب تاريخ الخامس والعشرين من هذا الشهر موعدا لانطلاق التظاهرة المرتقبة ومن ساحة التحرير تحديدا، وفي الخبر ايضا: ان جهة اسلامية كبيرة اعلنت الانضمام الى هذه التظاهرة خاصة انها ستتزامن مع وقت صلاة وخطبة الجمعة. في حين فضل القسم الاعظم من العاملين في جهات دينية اخرى كبعض موظفي اوقاف الحكومة التفرج على التظاهرة من بعيد...

الطريف ان بعض الشباب المؤمنين برسوخ شديد بامكانية صنع ثورة عراقية مشابهة للثورة المصرية يحذرون هؤلاء المتفرجين من مصير الركل بالاقدام اذا ما هم حاولوا دخول ساحة التحرير في وقت متاخر!

 

 

 

 

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 16/شباط/2011 - 12/ربيع الأول/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م