
شبكة النبأ: اشادت معظم دول العالم
بشجاعة الشعب المصري وثورته المجيدة التي اسقطت الديكتاتورية بتحد كبير
اسقط مسعى مبارك للتشبث في السلطة والالتفاف الماكر على اهداف
المحتجين.
حيث اعربت اغلب شعوب العالم بشرقها وغربها شعورها بالارتياح لما قام
به الشباب المصري، فيما لم تعب الدهشة لحجم ما انجزه المصريون خلال
فترة احتجاجاتهم القصيرة نسبيا، فيما اعلن في الوقت ذاته تلك الدول
مساندتها للثورة واملها في تسيد الديمقراطية والحرية الدولة المصرية في
المستقبل القريب، خصوصا ان تلك الحكومات اشارة الى ضرورة الاسراع
بتأسيس نظام مدني يضمن حقوق الشعب وحرياته؟
اوباما يحيي ويدعو لانتقال الى الديموقراطية
فقد حيا الرئيس الاميركي باراك اوباما الجمعة "شعب مصر" الذي ادت
انتفاضته الى طرد الرئيس حسني مبارك من السلطة ودعا الجيش الى ضمان
عملية انتقالية "تتصف بالصدقية" الى الديموقراطية.
وقال اوباما في خطاب رسمي في البيت الابيض بعد ساعات على استقالة
مبارك وتسليمه السلطة الى الجيش تحت ضغط التظاهرات الشعبية ان "شعب مصر
قال كلمته واسمع صوته، ومصر لن تعود ابدا كما كانت". واضاف الرئيس
الاميركي ان "الرئيس مبارك استجاب باستقالته لارادة التغيير لدى
المصريين".
واشاد بضبط النفس الذي تحلى به الجيش المصري، ودعاه الى تأمين عملية
انتقالية "تتصف بالصدقية في نظر الشعب المصري" الى الديموقراطية.
وقال اوباما ان "المصريين قالوا بوضوح انهم لن يقبلوا بشيء غير
ديموقراطية فعلية"، منبها الى ان مصر تنتظرها "ايام صعبة".
ولاحظ اوباما انه "خلال الاسابيع الاخيرة، تسارعت وتيرة التاريخ
بشكل مذهل فيما كان المصريون يطالبون بحقوقهم"، معترفا بذلك بان ادارته
التي تأرجحت بين دعم حليفها منذ فترة طويلة والتطلعات الديموقراطية
للشعب المصري واجهت صعوبة في متابعة مجرى الاحداث احيانا. بحسب فرانس
برس.
وبعدما اشاد بالمصريين، حاول اوباما التحدث عن العبر التي استخلصها
من الحوادث التي بلغت اوجها الجمعة في العالم الاسلامي.
وقال ان "المصريين كانوا مصدر الهام بالنسبة لنا وحققوا هذا الامر
مكذبين فكرة ان العنف هو الوسيلة المثلى لتحقيق العدالة".
واضاف "بالنسبة لمصر كان هذا القوة المعنوية للاعنف واللا ارهاب
واللا قتل عبثا (...) الامر الذي بدل مسار التاريخ مرة جديدة في اتجاه
تحقيق العدالة".
كما رأى ان ما شهدته مصر يذكر "بحوادث في التاريخ" مثل الالمان
عندما اسقطوا جدار برلين والاندونيسيين عندما تمردوا على الرئيس
سوهارتو ومعركة المهاتما غاندي بدون عنف من اجل استقلال الهند.
وكان اوباما يتحدث عند مدخل البيت الابيض حيث استقبل منذ اشهر فقط
بحفاوة، مبارك خلال محاولة لتحريك المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية
مطلع ايلول/سبتمبر.
وبعد رحيل الرجل الذي كان حليفا مهما للولايات المتحدة في الشرق
الاوسط، يحاول البيت الابيض حماية التوازنات الجيوسياسية التي تخدم
مصالحه وخصوصا اتفاق السلام الموقع في 1979 بين مصر واسرائيل. وقال
الناطق باسم البيت الابيض روبرت غيبس "من المهم ان تعترف مصر
بالاتفاقات التي وقعت مع حكومة اسرائيل".
لكن البيت الابيض اكد ايضا ان موجة الاستياء من الانظمة الاستبدادية
في العالم الاسلامي، التي اطاحت قبل شهر بالرئيس التونسي زين العابدين
بن علي، تخيف حكومات اخرى وخصوصا عدوتها ايران.
ورأى البيت الابيض انه على القادة الايرانيين ان يعطوا شعبهم الفرصة
ذاتها للتعبير عن ارائهم التي انتزعها المصريون، مشيرا الى ان طهران
هددت عوضا عن ذلك معارضيها.
وقال غيبس ان قادة طهران بدوا متوترين في الايام الاخيرة بقيامهم
باعتقالات وقطع الانترنت وحجب وسائل الاعلام الاجنبية. واضاف ان السلطة
الايرانية "تخشى ارادة شعبها" على ما يبدو.
من جهته، اكد السناتور الاميركي النافذ باتريك ليهي ان المساعدة
الاميركية لمصر ستكون مرهونة بموقف الجيش المصري.
وقال "اذا خان الجيش ثقة الشعب فسيوجه ذلك ضربة لعلاقاتنا مع مصر
ويهدد المساعدة التي نقدمها منذ زمن طويل".
رئيس وزراء بريطانيا يدعو الي حكم مدني
من جهته دعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون يوم الجمعة الى
تحرك نحو الحكم المدني في اطار عملية انتقال تجعل مصر "منفتحة
وديمقراطية وحرة".
ومرددا نفس الرأي قال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج ان الجيش
المصري تقع عليه مسؤولية قيادة الانتقال الى الديمقراطية وحذر من ان أي
محاولة "لاعادة عقارب الساعة الى الوراء" سيترتب عليها ضرر بالغ لمصر
وستواجه بادانة كاملة.
وقال كاميرون "لدى مصر فرصة ثمينة فعلا لكي يكون لديها حكومة تلم
شمل البلد. وكاصدقاء لمصر وللشعب المصري فاننا مستعدون للمساعدة بأي
وسيلة تكون في مقدورنا."
وأبلغ كاميرون تلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي) "نعتقد
انه يتعين ان تكون حكومة تبدأ في وضع اللبنات لبناء مجتمع منفتح وحر
وديمقراطي بحق."
واضاف قائلا "ما حدث في مصر اليوم ينبغي ان يكون الخطوة الاولى.
اولئك الذين يديرون مصر الان من واجبهم ان يعكسوا رغبات الشعب المصري
وبصفة خاصة فانه يتعين ان يحدث تحرك الى حكم مدني وديمقراطي في اطار
عملية الانتقال المهمة هذه نحو مصر منفتحة وديمقراطية وحرة." بحسب
رويترز.
وقال هيج في بيان انه ينبغي للمصريين الان أن يعملوا على تسوية
خلافاتهم مع تحركهم نحو "تغيير لا يمكن الرجوع عنه" نحو حياة أفضل.
واضاف ان الجيش عليه ان ينفذ الخطوات الملموسة التي تحتاجها عملية
الانتقال نحو انتخابات حرة ونزيهة.
ومضى قائلا "أي محاولة لاعادة عقارب الساعة الي الوراء ستلحق ضررا
عميقا باستقرار مصر وتماسكها ومكانتها في العالم وستقابل بادانة."
زعماء العالم يشيدون بتنحي مبارك
كما أشاد زعماء عالميون بقرار الرئيس المصري حسني مبارك يوم الجمعة
بالتنحي بعد 30 عاما قضاها في السلطة قائلين انهم يشاركون المصريين
فرحتهم ويأملون ان يكون الانتقال الى الديمقراطية سلميا.
وقالت ميركل في مؤتمر صحفي "هو يوم سعادة عظيمة" مضيفة "نشهد جميعا
تغيرا تاريخيا. أشارك الناس سعادتهم.. الملايين من (ابناء) الشعب في
شوارع مصر."
وصدرت من اوروبا مؤشرات على الحذر موجهة الى الحكام العسكريين الجدد
لمصر. وقالت مسؤولة العلاقات الخارجية بالاتحاد الاوروبي كاثرين أشتون
"الاتحاد الاوروبي يحترم قرار الرئيس حسني مبارك اليوم. بتخليه عن
السلطة يكون قد استمع لصوت الشعب المصري وفتح الطريق أمام اصلاحات اسرع
واعمق."
وأضافت "من المهم الان ان يتم الاسراع بحوار يقود الى حكومة موسعة
تحترم تطلعات الشعب المصري وتحقق له الاستقرار."
بينما قال بان جي مون الامين العام للامم المتحدة ان على مصر الان
أن تجري انتخابات حرة ونزيهة. وقالت سويسرا انها ستجمد الارصدة
المحتملة للرئيس المصري ومساعديه.
وقال مسؤول اسرائيلي رفيع ان اسرائيل تأمل ألا يؤدي تنحي مبارك الى
أي تغير في علاقاتها مع القاهرة.
وأعرب مسؤولون اسرائيليون عن قلقهم من احتمال أن ينأى من يأتون بعد
مبارك بأنفسهم عن معاهدة السلام بين البلدين وهي واحدة من الاركان
الاساسية للدبلوماسية في الشرق الاوسط لكنها لا تحظى بالقبول لدى كثير
من المصريين. بحسب رويترزز
وقال المسؤول "من السابق لاوانه توقع كيف سيؤثر (التنحي) على الامور."
واضاف "نأمل ان يحدث التغير الى الديمقراطية في مصر بدون عنف وان تبقى
اتفاقية السلام."
وفي قطاع غزة أطلق السكان الالعاب النارية وطلقات الرصاص في الهواء
ابتهاجا بسقوط مبارك. ودعا سامي ابو زهري المتحدث باسم حركة حماس التي
تسيطر على القطاع الحكام الجدد لمصر الى رفع الحصار عن القطاع.
وقال ان استقالة الرئيس مبارك بداية انتصار للثورة المصرية. وقال ان
هذا النصر جاء نتيجة لتضحيات وصمود الشعب المصري.
كما دعت المستشارة الالمانية مصر الى احترام معاهدتها مع اسرائيل
وقالت ان على المسؤولين عن البلاد الان أن يضمنوا ان تكون التطورات "سلمية
ولا رجعة فيها."
ووصف الامين العام لجامعة الدول العربية المصري عمرو موسى الانتفاضة
الشعبية المصرية بأنها "ثورة بيضاء" ستتيح فرصة أمام الشعب المصري.
وقال موسى انه سيساعد على بناء توافق وطني في بلاده.
وفي أنحاء الوطن العربي وصف ديوان أمير قطر قرار مبارك بالتنحي بأنه
"يشكل خطوة ايجابية هامة على طريق تحقيق تطلعات الشعب المصري في
الديمقراطية والاصلاح والحياة الكريمة."
وأعربت الامارات العربية المتحدة عن ثقتها في الحكام العسكريين
الجدد في مصر.
وقال صالح المطلق نائب رئيس الوزراء العراقي عن نهاية حكم مبارك انه
يعتقد ان هذا هو مصير أي شخص يقف ضد ارادة شعبه. وقال انه يأمل ان يضمن
الشعب المصري انتقالا سلميا وسلسا ومنظما للسلطة في هذا الوقت الحرج.
وفي روسيا قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف "نأمل أن تساعد
التطورات الاخيرة في استعادة الاستقرار والعمل الطبيعي لكافة هياكل
السلطة. ونأمل أن تبدي الحكومة والمعارضة أيضا الرغبة في استقرار الوضع."
وكان الترحيب مشوبا بالحذر بشأن تطورات الوضع في مصر بينما عبرت
ايران ومنظمات اسلامية عن ارتياحها الى هذا الحدث.
اشاد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بالقرار "الشجاع والضروري" الذي
اتخذه مبارك وعبر عن امله في ان تنظم السلطات الجديدة في مصر انتخابات
"حرة وشفافة" تسمح بمجيء مؤسسات ديموقراطية.
واكد الامين العام لحلف شمال الاطلسي اندرس فوغ راسموسن انه يرحب
بقرار مبارك معبرا عن ثقته بان مصر ستبقى "قوة للاستقرار والامن" في
المنطقة.
ودعت وزيرة الخارجية الاسبانية ترينيداد خيمينيث الى "عملية
انتقالية سريعة وسلمية" الى الديموقراطية بينما قال نظيرها السويدي
كارل بيلت ان "ما سيجري الآن في مصر سيكون حاسما للامكانات
الديموقراطية في مصر".
ورحبت وزيرة الخارجية الدنماركية ليني ايسبرسن "بالقرار السليم"
الذي اتخذه الرئيس بتخليه عن السلطة، داعية القيادة الجديدة للبلاد الى
"مد اليد" الى المعارضة.
ورحب وزير الخارجية الهندي س.م. كريشنا بتنحي مبارك داعيا الى "نشر
الديموقراطية في مصر" وتنظيم انتخابات سريعة واعرب عن ثقته بان القوات
المسلحة المصرية ستضمن "انتقالا هادئا للسلطة".
ورحبت رئيسة وزراء استرالية جوليا غيلارد ووزير الخارجية كيفين راد
في بيان مشترك ب"يوم استثنائي لشعب مصر" واضافا ان "المصريين طالبوا
بالملايين بالتغيير، بمجتمع منفتح وديموقراطي يقدم فرصا اكبر لشعبه".
وشدد رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر على ضرورة اجراء انتخابات حرة
ونزيهة واحترام حقوق الانسان في مصر بما فيها حقوق الاقليات.
واشاد رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما بقرار مبارك التنحي معتبرا انه
"فكر كزعيم ووضع مصالح مصر فوق مصالحه الخاصة".
وقال رئيس الوزراء التشيكي بيتر بيكاس انه يأمل ان تنظم مصر "انتخابات
ديموقراطية وحرة".
وصرح الرئيس الاميركي السابق جيمي كارتر "نريد ان يعلم المصريون
انهم يحظون بدعم الاسرة الدولية في وقت يسلكون الطريق الصعب لبناء امة
ديموقراطية حقا".
واعلنت سويسرا تجميدا "فوريا" لحسابات حسني مبارك والقريبين منه في
الاتحاد ولمدة ثلاث سنوات لتجنب اي احتمال "لاختلاس ممتلكات للدولة
المصرية".
وبعد الاعلان عن استقالة مبارك استأنفت بورصة نيويورك ارتفاعها
وعوضت الخسائر التي سجلتها عند الافتتاح وحذت بورصة لندن حذوها.
وامل وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني ان "تتواصل العملية
الانتقالية (في مصر) في شكل سلمي ومنظم" واصفا استقالة مبارك بانها "تطور
مهم للشعب المصري وتطلعاته الديموقراطية المشروعة".
واعربت الحكومة البرازيلية عن تضامنها مع الشعب المصري داعية الى
انتقال سياسي "في اجواء من السلام والهدوء".
ودعا رئيس الوزراء اليوناني جورج باباندريو المصريين الى "التفاهم
الوطني" و"المسؤولية"، معتبرا ان "عملية ارساء الديموقراطية" بعد
استقالة مبارك ستكون "صعبة وشاقة".
وفي الوقت نفسه، رأت ايران ان المصريين حققوا "انتصارا عظيما".
وقالت ان "ما حققته الامة المصرية الكبيرة بارادتها رغم مقاومة (...)
المسؤولين المرتهنين للقوى الكبرى، يشكل انتصارا عظيما".
وتحدث الاخوان المسلمون في الاردن عن "درس للكثير من الانظمة
العربية" بينما تظاهر نحو 500 شخص امام مقر السفارة المصرية في عمان،
بينهم مصريون. وقام عدد من المشاركين بتوزيع الحلوى والورود وإطلاق
الالعاب النارية.
وقالت وزارة الخارجية السودانية في بيان ان السودان يحترم "ارادة
الشعب المصري" لتحقيق "تطلعاته المشروعة الى الكرامة والحرية
والاستقرار والسلام".
واضافت ان "الانتقال السلمي للسلطة الى المجلس الاعلى للقوات
المسلحة يعكس الارادة الوطنية".
وفي تونس التي شهدت حركة احتجاجية اطاحت بالرئيس زين العابدين بن
علي، جاء رد الفعل الشعبي بسرعة وشهدت الشوارع حالة من الفرح فيما وجهت
الحكومة التونسية "تحية الى نضال الشعب المصري الشقيق وتضحيات شهدائه"،
في بيان صادر عن وزارة الخارجية.
وسجلت مظاهر فرح في بيروت من اطلاق ابواق السيارات والالعاب النارية
وهنأ حزب الله اللبناني المصريين ب"انتصارهم التاريخي".
وعبرت تركيا بلسان وزير خارجيتها احمد داود اوغلو عن "تهانيها"
للشعب المصري وقالت انها تأمل في "حكومة" تلبي تطلعات الشعب المصري.
وقالت قطر انها "تحترم ارادة وخيار الشعب المصري" وعبرت عن املها في
ان تتمكن مصر من ان "تلعب من جديد دورها القيادي في العالم العربي
والاسلامي".
وتجمع آلاف الوافدين المصريين والعرب في العاصمة القطرية ابتهاجا
بتنحي مبارك حاملين لافتات عبروا فيها عن البهجة بتنحي مبارك ورفعوا
الاعلام المصرية فيما حمل بعضهم ايضا صور الزعيم المصري الراحل جمال
عبدالناصر.
وهتفت مجموعات من الشباب "مصر مصر حرة والحرامية برة" و"تحيا مصر"
و"الشعب المصري اسقط النظام".
واكدت الامارات العربية المتحدة دعمها لمصر و"ثقتها في قدرة المجلس
الأعلى للقوات المسلحة في مصر على ادارة شؤون البلاد" و"حرصها الدائم
على تعزيز العلاقات التاريخية الأخوية المتميزة مع الشقيقة مصر".
وعبر الرئيس الكولومبي خوان مانويل سانتوس عن امله في "انتقال سلمي"
يقود مصر الى نظام ديموقراطي.
وفي باريس احتفل حوالى 300 شخص معظمهم من اصل مصري في وسط باريس
بتنحي الرئيس المصري. وقال سالم محمد (52 عاما) الذي قال انه منظم
التجمع "نحن سعداء جدا بحريتنا ورحيله امل في ديموقراطية لبلدنا
وللعالم العربي".
ورفع المتظاهرون ومعظمهم من الشباب اعلام مصر وكانوا يرقصون ويغنون
ويتبادلون القبل.
كما تجمع اكثر من مئة مصري امام سفارة بلادهم في واشنطن احتفالا
برحيل مبارك واشادوا بدعم باراك اوباما للمتظاهرين في مصر.
على تفادي كابوس عدم الاستقرار
من جهتها وفي أول رد فعل للصين على تنحي الرئيس المصري حسني مبارك
دعت صحيفة رسمية يوم السبت الى الحفاظ على الاستقرار في مصر وقالت انه
يجب على الاجانب ان يمتنعوا عن التدخل.
وتبرز هذه التعليقات أن رد فعل بكين على الانتفاضة في مصر من المرجح
ان يكون أكثر حذرا مقارنة بمواقف العواصم الغربية التي رحبت باستقالة
مبارك.
وقالت صحيفة تشاينا ديلي في مقال افتتاحي "في اعقاب هذا التطور غير
العادي فان الامل معقود على ان يبذل جيش مصر وحكومتها وشعبها كل جهد
ممكن للحفاظ على الاستقرار الاجتماعي واستعادة الهدوء."
واضافت الصحيفة التي تصدر باللغة الانجليزية قائلة "يجب ان يكون
الاستقرار الاجتماعي أهم الاولويات. أي تغييرات سياسية ستكون بلا مغزى
اذا سقطت البلاد في النهاية فريسة للفوضى."
"بالنظر الى وضع مصر كقوة عربية رئيسية ذات اهمية استراتيجية محورية
فانه اذا استمر الوضع الحالي في التدهور فانه لن يكون فقط كابوسا
لثمانين مليون مصري بل سيعرض للخطر ايضا الاستقرار والسلام في المنطقة."
والمقال هو أول تعليق من وسائل الاعلام الحكومية في الصين على
الاطاحة بمبارك يوم الجمعة بعد ان حكم مصر 30 عاما.
وقالت الصحيفة "الاستقرار يأتي قبل أي شيء اخر" وهو شعار يستخدمه
المسؤولون الصينيون احيانا لتلخيص اولوياتهم المحلية. بحسب رويترز.
ومرددة تعليقات صدرت عن وزارة الخارجية الصينية في الايام القليلة
الماضية قالت تشاينا ديلي "ما يحدث في مصر شأن داخلي ينبغي تسويته بدون
تدخل أجنبي."
واشار التلفزيون الصيني الحكومي بشكل مقتضب الى سقوط مبارك في حين
نشرت صحيقة الشعب اليومية التي تصدر باللغة الصينية تقريرا في صفحتها
الثالثة لكنها لم تنشر اي تعليق افتتاحي بشان الموضوع.
وقيدت مواقع الانترنت الصينية التعليقات العلنية على الاضطرابات في
مصر وهو ما يعكس فيما يبدو قلقا من ان الانتقادات لنظام مبارك قد توجه
ايضا الى بكين.
تفاؤل حذر للصحف الاميركية
الى ذلك عبرت الصحف الاميركية السبت عن تفاؤل حذر حيال الاحداث في
مصر التي تنحى رئيسها حسني مبارك بعد حكم دام ثلاثين عاما وسلم السلطة
الى الجيش.
وكتبت صحيفة وول ستريت جرنال في افتتاحية ان "مسيرة مصر باتجاه
الحرية السياسية بدأت ويمكننا ان نتوقع مزيدا من الخلافات مع استمرارها".
الا ان الصحيفة نفسها رأت ان "مصر الجديدة هذه هي افضل فرصة منذ
اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر (2001) لتغيير العالم العربي المتصلب ويجب ان
ينتهزها المصريون واصدقاؤهم".
واشارت الى ان الولايات المتحدة واوروبا لا يمكنهما ان تمليا على
مصر شيئا لكنهما يمكن ان تؤثرا على عمليتها الانتقالية.
واشارت الى العلاقات الوثيقة بين القاهرة وواشنطن والمساعدة التي
تبلغ 1,5 مليار دولار التي تقدم سنويا الى الجيش المصري. بحسب فرانس
برس.
واضافت ان "امرا مغريا آخر يمكن ان يعرض على قادة مصر المقبلين هو
اتفاق للتجارة الحرة وفتح اسواق الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي
امام منتجاتها بقدر ما يتقدم احلال الديموقراطية فيها". اما صحيفة لوس
انجليس تايمز فرأت ان الاحداث في ساحة التحرير "مدهشة".
وقالت ان "توقيت الاحتجاج قد يكون تأثر بالانتفاضة في تونس لكنه
يعكس شعورا بالاحباط من النظام السياسي العقيم والفاسد في مصر ووحشية
قوى الامن وغياب الفرص للشبان المتعلمين".
واضافت انه "لم يسجل اي تعبير عن التوق الى الحرية بهذا الشكل منذ
سقوط جدار برلين".
من جهتها، دعت صحيفة واشنطن بوست الولايات المتحدة والدول الغربية
الاخرى الى الضغط على الادارة العسكرية الجديدة للتحرك باتجاه
الديموقراطية. وقالت ان "العملية يجب ان تكون اكيدة لكن بدون تسرع".
واضافت ان "اهداف الولايات المتحدة يجب ان تشمل مساعدة الحركات
الوسطية التي قمعها مبارك لتتمكن من تنظيم نفسها، والمساعدة في اقامة
سلطات مستقلة للاشراف على الانتخابات ومراقبتها وتشجيع انفتاح وسائل
الاعلام الحكومية على كل الاطراف".
الصحف البريطانية تشبه رحيل مبارك بسقوط جدار
برلين
فيما شبهت الصحف البريطانية السبت استقالة الرئيس المصري حسني مبارك
بسقوط جدار برلين، لكنها عبرت في الوقت نفسه عن قلق على مستقبل الشرق
الاوسط باكمله.
وكتبت صحيفة ذي صن الواسعة الانتشار "لا حاجة لان تكون مصريا لتبتهج
اليوم. فالمشهد الرائع للسلطة الشعبية وهي تطيح الديكتاتور الفاسد
يدفىء كل القلوب".
واضاف ان مصر "تحتاج الى قيادة مؤيدة للغرب ونزيهة وديموقراطية وليس
الى اصولية اسلامية".
اما صحيفة التايمز، فرأت ان سقوط مبارك يجلب "الفرح والامل والحرية
الى مصر لكنه يجلب ايضا الشك والتغيير الى منطقة متقلبة".
واضافت "انها لحظة سقوط جدار برلين لهذا الجيل. فمصر والشرق الاوسط
والسياسة في العالم العربي تغيرت الى الابد". بحسب فرانس برس.
وتوقعت الصحيفة "الا تسقط كل الاحجار"، لكنها قالت ان "الكثير من
الحكومات ستهرع الآن لتجنب ظروف مماثلة لتلك التي ادت الى الثورة".
وتحت عنوان "ثورة النيل" كتبت صحيفة فايننشال تايمز انه "في مصر
والعالم العربي لم يعد هناك سبب الآن" للامتناع عن تطبيق المبادىء
الغربية.
اما صحيفة الغارديان، فقالت انها "لحظة تاريخية (...) تعيد مصر الى
قيادة العالم العربي"، معتبرة ان "المصريين لم يستعيدوا استقلالهم من
مبارك بل برهنوا ايضا على استقلالهم عن الولايات المتحدة وحلفائها".
وبدت صحيفة ديلي تلغراف اكثر تحفظا. وكتبت "لا شك ان ما يتم الترحيب
به كانتصار للشعب هو استيلاء عسكري على السلطة". ورأت ان استقالة مبارك
"يمكن ان تكون بداية الازمة في البلاد وليس نهايتها". واشارت صحيفة
الاندبندنت الى ان الجيش اصبح يمسك بزمام الامور في مصر.
وقالت ان "كل شىء مرتبط الآن بالطريقة التي سيستخدم فيها الجيش
السلطة"، مشيرة الى ان حوادث سابقة تدل "مع الاسف" على ان الانظمة
العسكرية يمكن ان تمتنع عن التخلي عن السلطة مثل الرؤساء المستبدين.
صحف السورية ترحب "بالعودة الميمونة"
في السياق ذاته رحبت الصحف السورية الصادرة السبت "بعودة" مصر
لاستعادة دورها "المصادر اقليميا وعربيا" بعد تنحي الرئيس المصري حسني
مبارك عن الرئاسة مؤكدة ان رحيله سيزيد قلق اسرائيل.
وكتبت صحيفة الثورة الحكومية في افتتاحية بعنوان "مصر تكتب تاريخها"
ان "المصريين يسطرون الصفحات الاولى من تاريخهم الحديث بعد ان اختطفته
سنوات القحط السياسي والاملاء الخارجي وعقود الاذعان اكثر من ثلاثين
عاما".
واضاف ان "مصر اليوم غير مصر الامس وتفصح عن وجهها الحقيقي وتستعيد
دورها المصادر اقليميا وعربيا وتفتح بواباتها المغلقة منذ عقود لتعلن
حضورها المنتظر (...) لتعيد رسم خريطة المنطقة".
وفي الصحيفة نفسها، قال تعليق بعنوان "دروس التطبيع المزيفة" انه "مع
رحيل مبارك فان القلق الاسرائيلي على حصاد التطبيع المتواضع سيتعاظم"
بعدما كان "هذا الكيان مطمئنا الى الجانب المصري طوال السنين التي تنوف
على ثلاثة عقود".
واشار الى ان اسرائيل "نسيت او تتناسى على ما يبدو ان الشعب المصري
رفض اتفاقية كامب ديفيد (...) ولم يقبل المشاركة في مسيرة التطبيع".
واضاف ان هذه الاتفاقية "كبلت مصر بقيود سياسية وعسكرية واقتصادية
افقدتها الكثير من السيطرة على مقدراتها وقراراتها واخرجتها من طليعة
القومية العربية".
وتحت عنوان "بصيرة الشعوب لا تخطئ" كتبت صحيفة الثورة ان "الحس
الوطني والقومي وعدم التفريط بالمقدسات والحقوق وكرامة الانسان هي
المحرك الأول لثورة ابناء مصر وتونس وغيرهما في الوطن العربي، التي
تدعو الحكومات للعودة للتمسك بقضايا الأمة وحقوقها وفي مقدمتها فلسطين".
بحسب فرانس برس.
ورأت ان "ما جعل الشعب في مصر العروبة يشعر بالذل وينهض للثأر
لكرامته هو تخليها عن قضاياها الوطنية والقومية (...) وتفريطها بثروات
الشعب ومشاركتها اعداء الامة في الحصار والعدوان على ابنائها".
من جهتها، كتبت صحيفة تشرين تحت عنوان "مصر عادت" ان الثورة في مصر
"انعطافة كبرى في حياة الامة ليس في مصر فقط وانما في الوطن العربي كله
(...) لأن شعب مصر هو الذي أطاح بنظام كامب ديفيد وبصاحب الحصار على
غزة الذي عقد للمقاومين محاكم تحاسبهم وتزجهم في السجون".
واضافت ان "الثورة المصرية اثبتت ان مصر التي اختطفت منا وارتهنت
لاكثر من 35 عاما لا يمكن لاحد ان يغير هويتها القومية وطابعها العربي
(...) ولا يمكن لاحد أن يقيدها الى ما لا نهاية باتفاقيات الذل
والاذعان".
اما صحيفة البعث الناطقة باسم الحزب الحاكم في سوريا، فكتبت في مقال
بعنوان "العودة الميمونة" انها "لحظة تاريخية لعلها من اعظم اللحظات في
التاريخ الوطني المصري ومن انصع اللحظات في التاريخ القومي العربي الذي
لم يستطع ابدا ان يعوض خسارته الفادحة بفقدان مصر منذ اجبارها على دخول
سجن كامب ديفيد".
واضافت "انها لحظة ستغير وجه مصر والمنطقة والعالم"، مؤكدة ان "مصر
تعود إلى موقعها القومي الطبيعي الذي لا يمكن ان يملأه غيرها (...) واذ
تستعيد حريتها وكرامتها، فانها تعيد العرب إلى مسرح التاريخ".
ورأت ان "الجماهير العربية التي شاركت في كل أقطارها، شعب مصر فرحته
واحتفاله بالانتصار التاريخي كانت تشعر بأن هذه الثورة ثورتها". |