الثورة المصرية وفزاعة مبارك

محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: في تشبثه المستميت بالسلطة، كانت اول محاولة لحسني مبارك املا في كسب تعاطف الغرب معه هو التلويح بخطر هيمنة جماعة الاخوان المسلمين في هيمنتها على السلطة مستقبلا.

واشار مبارك خلال بيان له الى ضرورة بقائه في السلطة كي لا تقع بحسب قوله في ايدي المتشددين بعد تنحيه المنتظر، الا ان تلك المحاولات كما يبدو لم تجدي نفعا فيما رمى اليه الرئيس المصري، بعد تبين اصرار امريكا على اقالته من منصبه، واعلانها التضامن مع المحتجين الى جانب الاتحاد الاوربي.

الا ان المخاوف بدت جلية لدى اسرائيل بشكل لافت، سيما بعد افتضاح امر الحاحها على الرئيس الامريكي لدعم مبارك دون جدوى، وخشيتها ان تتحول مصر الى شبه ما حدث في تركيا، وخسارتها لثاني اكبر دولة في المنطقة.

المخاوف من الاسلاميين

فقد يتساءل ساسة وخبراء عما اذا كان الاسلاميون سيصلون الى السلطة في مصر أو تونس قريبا وحري بهم أن يسألوا أولا ماذا يعني تعبير "اسلاميين" وان يسألوا ماذا يريد أن يفعل الزعماء الاسلاميون الذين ينعتون بهذه الصفة.

وترمز صفة "الإسلامي" الى ايديولوجية تستخدم الاسلام للترويج لاهداف سياسية. لكنه تعبير فضفاض للغاية بحيث يمكن أن ينطبق على الحكومة الدينية المناهضة للغرب في ايران الشيعية وعلى السنة المؤيدين لتحرير التجارة الذين يحاولون ضم تركيا لعضوية الاتحاد الاوروبي.

وفي حين يمكن أن تشير الكلمة المشحونة بالدلالات السياسية الى أعمال عنف كالتي يمارسها تنظيم القاعدة الذي يتزعمه أسامة بن لادن يقول الكثير من الاسلاميين انهم يبغضوا اللجوء للقوة ويريدون العمل في اطار القانون.

ويقول مصطفى أكيول المعلق في صحيفة حريت التركية اليومية "يجب أن نميز بين تركيبات مختلفة من الاسلام والسياسة... يمكن أن يستلهم حزب قيمه وأفكاره من الاسلام ومع ذلك يتقبل دولة علمانية." بحسب رويترز.

واشار نوه فيلدمان خبير القانون الاسلامي بجامعة هارفارد الى أن المشاركة في السياسات الديمقراطية يمكن أن تغير الاحزاب الاسلامية مستشهدا بحزب العدالة والتنمية في تركيا الذي وصل الى السلطة عام 2002 بعد أن تخلى عن هدف إقامة دولة اسلامية.

وأضاف "بمجرد أن تصل الى السلطة لا يمكنك أن تستمر في الاعتماد على الشعارات والايديولوجية للحصول على أصوات الناخبين. يتعين عليك أن تحقق شيئا ما... (الاتراك) حققوا نجاحا استثنائيا بهذا الصدد."

وحتى الان لم يتمكن الاخوان المسلمون في مصر أو حزب النهضة في تونس من العمل في نظام سياسي مفتوح لذا لم تختبر بعد تعهداتهم المعلنة بالالتزام بالديمقراطية خلال الممارسة اليومية.

ومع ذلك تعكس برامجهما نهجا أكثر اعتدالا من حزب الله اللبناني أو حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس).

وعند أحد طرفي الطيف الاسلامي تقف ايران حيث أطاحت الثورة في 1979 بالشاه رضا بهلوي وجعلت من كبار رجال الدين الشيعة أعلى سلطة في البلاد.

ويتمتع الزعيم الاعلى الايراني اية الله علي خامنئي بنفوذ أكبر من الرئيس ويعين قائد الجيش ورئيس السلطة القضائية ورئيس مجلس صيانة الدستور الذي يشرف على الحياة السياسية.

وتصنف الولايات المتحدة حزب الله وحماس على انهما منظمتان ارهابيتان ليس لانهما اسلاميتان لكن لتبنيهما نهج الكفاح المسلح لاسيما ضد اسرائيل.

وفي منتصف الطيف الاسلامي توجد تنويعة من الاحزاب تنشط سياسيا بقدر ما تسمح به دولهم غير الديمقراطية في معظمها. ويعد النشاط الاجتماعي -وهو عامل رئيسي في العمل الاسلامي- احد السبل لكسب التأييد الشعبي.

وتؤيد جماعة الاخوان المسلمين أقدم الحركات الاسلامية على الاطلاق والتي تأسست عام 1928 اقامة دولة اسلامية بكل معنى الكلمة. ومع ذلك فقد لانت مواقفها خلال العقود القليلة الماضية اذ جرى في عهد الرئيس حسني مبارك حظر نشاطها السياسي والتسامح معه بصورة غير رسمية.

ومن المتوقع ان تلعب جماعة الاخوان اكبر جماعة معارضة دورا بارزا في مصر في مرحلة ما بعد مبارك لكن قادتها الذين يتوخون الحذر يقولون انهم لا يريدون قيادة اي حكومة جديدة.

ويشك اكبر احمد استاذ الدراسات الاسلامية بالجامعة الامريكية في واشنطن وهو باكستاني الاصل في أن يخطف الاخوان انتفاضة مصر لاقامة حكومة دينية. وأضاف "لا يمكن قيام ثورة كالثورة الايرانية في دولة سنية."

وهناك حزب الجماعة الاسلامية في باكستان التي يغلب على سكانها السنة وهو حزب قديم. ولا يحصل على نسب من الاصوات تتجاوز التسعة في المئة في الانتخابات على الرغم من الدور القوي الذي يلعبه الدين في السياسة هناك.

وايد راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة الاسلامية في تونس منذ وقت طويل سياسات اكثر تحررا من الاخوان.

على سبيل المثال هو يؤيد منح حقوق سياسية كاملة لجميع المواطنين خلافا لحركة الاخوان التي ترفض أن يتقلد غير المسلمين والنساء المناصب العليا مثل رئاسة مصر.

على الجانب الاخر يوجد حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا والذي أصبح نموذجا يحتذى للاسلاميين الذين يريدون الجمع بين الدين والديمقراطية البرلمانية.

وفي عام 2002 انتخب رجب طيب اردوغان رئيسا للوزراء للمرة الاولى وركز على اصلاح الاقتصاد اكثر من التركيز على اقرار قوانين لارضاء الجناح الاكثر تدينا من مؤيديه.

ويواجه حزب العدالة والتنمية اتهامات من خصومه بأن لديه جدول أعمال خفيا. لكن الحزب الذي يعتزم اعادة صياغة الدستور اذا فاز بولاية ثالثة في يونيو حزيران القادم ينفي اعتزامه الغاء المباديء العلمانية للدولة.

وكان متصدرو السباق الانتخابي من حزب العدالة والتنمية اكثر اعتناقا للايديولوجية الاسلامية مثل الاخوان المسلمين لكن اردوغان حوله الى حزب محافظ يستلهم القيم الاسلامية وهو ما يشبه الاحزاب المسيحية الديمقراطية التي تمتعت بشعبية في اوروبا بعد الحرب.

وقال أكيول "لا يمكن فصل الاسلام عن السياسة لكن يجب فصله عن الدولة." وأضاف "يمكن أن يكون الاسلام مصدر الهام لحزب وينجح في نظام ديمقراطي."

النموذج التركي

من جهته اذا أذعن الرئيس المصري حسني مبارك لصرخات الشارع ورحل فربما يتطلع المصريون وغيرهم من العرب الساعين الى طي صفحة الحكم المطلق الى تركيا بحثا عن توجهات لاحداث تزاوج بين الاسلام والديمقراطية.

وتركيا دولة مستقرة نسبيا تتمتع باقتصاد مزدهر وتقودها حكومة محافظة تتبنى نهجا عمليا وعلى رأسها اسلاميون سابقون. ويشار اليها دائما على أنها نموذج للديمقراطية الاسلامية وركيزة للنفوذ الغربي في المنطقة.

وفي ظل موجة من الاضطرابات الاخذة في الانتشار من تونس الى الاردن وصولا الى اليمن ودعوات متصاعدة لمبارك لبدء نقل السلطة سريعا يحول محللون متخصصون في الشرق الاوسط انتباههم الى تركيا القوة الدبلوماسية المتنامية في المنطقة.

وقال فواز جرجس أستاذ سياسات الشرق الاوسط والعلاقات الدولية بكلية لندن للاقتصاد "النموذج الوحيد الفعال والناجح في الشرق الاوسط هو النموذج التركي. لا يوجد نموذج اخر."

واضاف "يشكل النموذج التركي أساسا لمجتمعات مماثلة لذا أعتقد أنه في أعقاب الاحتجاجات سينظر العرب بتمعن الى النموذج التركي الذي يمزج بين القيم الاسلامية والديمقراطية كشكل عالمي للحكومة."

غير أن محليين حذروا من أن الاختلافات العميقة بين تركيا - العضو في حلف شمال الاطلسي والمرشحة لعضوية الاتحاد الاوروبي - والعرب الذين يفتقرون الى ثقافة الحرية السياسية يعني أنه لا يمكن نسخ النموذج التركي سريعا.

وقال فادي هاكورا الاستاذ المساعد بمعهد تشاتام هاوس البحثي في لندن "لاشك في ان المثال التركي يمكن أن يكون مصدر الهام في تونس ومصر.. لكن اذا قررت أي دولة عربية أن تتبنى النموذج التركي فسيستغرق الامر عقودا لمحاكاة التطورات السياسية والاقتصادية في تركيا."

ومع مطالبة المحتجين بانهاء حكم مبارك الذي بدأ قبل نحو 30 عاما واندلاع اشتباكات في شوارع القاهرة بين معارضي ومؤيدي الحكومة ربما يمسك الجيش بمفتاح تحديد مصير الرئيس المصري والحركة المؤيدة للديمقراطية.

وابلغ الجيش المتظاهرين يوم الاربعاء بأن مطالبهم قد سمعت وبانه يتعين عليهم العودة الى بيوتهم الا أن الجيش لم يلجأ الى القوة حتى الان.

وفي تركيا أطاح الجيش الذي يتمتع بنفوذ قوي بأربع حكومات منذ عام 1960 وكان له القول الفصل في نظام برلماني قائم منذ الخمسينات.

وخلال السنوات القليلة الماضية نمت الديمقراطية التركية بشكل أشد جرأة بعدما تقلصت سلطات جنرالات الجيش بسبب الاصلاحات التي قام بها حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان في اطار مساعي بلاده للانضمام الى عضوية الاتحاد الاوروبي.

وأشار بول سالم مدير مركز كارنيجي للشرق الاوسط في بيروت الى أن الامر مختلف في مصر حيث كان الجيش في قلب السلطة منذ الاطاحة بالنظام الملكي عام 1952 .

وقال سالم "على الجيش المصري أن يتخذ قرارا أساسيا اقدم عليه الجيش التركي بنجاح وحقق نتيجة طيبة .. وهو التراجع والتركيز على حماية سيادة الدولة وحماية الدستور والسماح بنمو السياسة المدنية.

"هذا بالضبط هو ما طلب من الجيش في مصر وتونس وفي الاردن .. لكن لم يتحقق هذا بعد."

ويقول محللون ان الجماعات الاسلامية ستلعب على الارجح دورا بارزا في تونس عقب سقوط الرئيس السابق زين العابدين بن علي وفي مصر بمجرد رحيل مبارك.

ومثل هذه الاحتمالات مبعث قلق للولايات المتحدة التي أيدت حكومات عربية تتبنى الحكم المطلق باعتبارها درعا ضد تهديد المتشددين الاسلاميين.

كما أن دعم الولايات المتحدة لاسرائيل واعتمادها على امدادات النفط من الشرق الاوسط جعل العرب لا يثقون في دوافع واشنطن.

وشبه الزعيم الاسلامي التونسي راشد الغنوشي العائد مؤخرا الى البلاد حزبه بحزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا أكثر منه بجماعة الاخوان المسلمين المحظورة في مصر أكبر جماعات المعارضة في البلاد.

وخرج حزب العدالة والتنمية التركي من حركة اسلامية محظورة ليصبح حزبا معتدلا يدعم الاستثمار الاجنبي.

واعتبر فوزه في الانتخابات عام 2002 انتصارا لنموذج من الاسلام السياسي يركز على تشجيع القيم الاسلامية بشكل ديمقراطي بدلا من فرض نموذج صارم من الشريعة الاسلامية.

وتقول جماعة الاخوان المسلمين في مصر انها ستحمي الديمقراطية لكن الخبراء منقسمون بشأن النهج الذي قد تتبناه.

وقال لورينزو فيدينو الخبير في شؤون الجماعة لدى مؤسسة راند ان التجربة التركية هي السيناريو الافضل لوصول حكومة اسلامية الى السلطة في مصر لكنه قال انه لا يتوقع حدوث ذلك. بحسب رويترز.

واضاف "لم تشهد جماعة الاخوان المسلمين التطور الذي حدث في تركيا حيث قام اردوغان و/الرئيس عبد الله/ جول بالتخلص من الحرس الاسلامي القديم في البلاد والذين كانوا مناهضين للديمقراطية.

"هذا التغير من جيل الى جيل لم يحدث في جماعة الاخوان المسلمين التي تشهد صراعا بين المدرسة القديمة والجيل الثاني من الاسلاميين .. ولذا لم يحسم الامر بعد."

وقال فيدينو أيضا ان النهج العلماني التركي منذ أسس مصطفى كمال اتاتورك تركيا الحديثة في عام 1923 يجعل الاتراك أشد ميلا الى الفصل بين الدين والدولة.

لكن جرجس قال انه يرى أن جماعة الاخوان -التي تدرك أن الاحتجاجات جزء من حركة ذات قاعدة أوسع- "ماضية في مسيرة مشابهة لما قام به الاسلاميون الاتراك".

واضاف "هذه الثورة هي من اجل اعادة بناء المؤسسات الفاشلة في الدول العربية واعادة بناء الديمقراطية .. ولذا يجري الاخوان نقاشا واسعا."

ويقول خبراء انه مهما كانت التطورات على الارض في الشرق الاوسط فسوف يتعزز على الارجح النفوذ الدبلوماسي التركي.

واتصل الرئيس الامريكي باراك أوباما باردوغان مساء يوم السبت لبحث الاضطرابات في مصر وشدد على أهمية دوره كزعيم منتخب في المنطقة.

لكن تركيا حليف لا يمكن التكهن بما سيفعله. ويتزايد النهج التركي الحاسم حيث رسمت أنقرة لنفسها منهجا مستقلا في السنوات الاخيرة.

واختلفت تركيا مع الولايات المتحدة وحلفاء غربيين بشأن بعض قضايا السياسة الخارجية لاسيما بخصوص ايران.

وتسببت ادانات اردوغان الشديدة لاسرائيل بعد هجومها على قطاع غزة في اواخر 2008 في انهيار علاقة الصداقة بين تركيا واسرائيل لكنها أكسبت الاتراك اعجابا في انحاء الشرق الاوسط.

استمرار الفوضى السياسية

في سياق متصل فجر مخربون خط أنابيب للغاز في شمال مصر في اشارة جديدة على عدم الاستقرار في البلاد مع دخول المظاهرات ضد حكم الرئيس المصري حسني مبارك المستمر منذ 30 عاما يومها الثاني عشر يوم السبت.

وتحدث سكان أيضا في المنطقة عن انفجار كبير وقالوا ان ألسنة النيران تتصاعد في المنطقة بالقرب من خط الانابيب في منطقة العريش بشمال سيناء.

وأفاد مصدر أمني بأن الجيش المصري أغلق المصدر الرئيسي الذي يزود خط أنابيب الغاز.

ونقل التلفزيون عن مسؤول قوله ان الموقف خطير جدا مضيفا "الانفجار يتصل من نقطة الى أخرى. الانفجار بدأ شديدا جدا ثم بدأ يشتد أكثر وأكثر." وذكر مراسل التلفزيون المصري في المنطقة أن ما حدث "عملية ارهابية نوعية."

وقال موقع سايت الذي يراقب مواقع تنظيم القاعدة والجماعات الاسلامية الاخرى على الانترنت الاسبوع الماضي ان بعض الجماعات تحث الاسلاميين المتشددين على مهاجمة خط الانابيب المؤدي الى اسرائيل.

وقال مصدر أمني اخر في شمال سيناء ان الخط الذي تعرض للهجوم هو الخط المتجه للاردن وليس الى اسرائيل ملقيا باللوم في الهجوم على "عناصر أجنبية".

وأعلن راديو اسرائيل أن خط الانابيب بين مصر واسرائيل لم يتعرض لضرر لكن الامدادات توقفت كاجراء احترازي.

وقال مراسل للتلفزيون المصري "هناك عناصر مندسة استغلت الانفلات الامني" في مصر منذ بدء احتجاجات الغضب المطالبة بتنحي مبارك وفجرت الخط.

ومع اصابة الاقتصاد في مصر بالشلل يأمل مصريون عودة الحياة الى طبيعتها. ومن المقرر أن تفتح البنوك أبوابها من جديد يوم الاحد.

من هم الاخوان المسلمون؟

الى ذلك أصدرت جماعة الاخوان المسلمين المحظورة رسميا والتي تعتبر أكبر جماعة معارضة منظمة بيانا يوم الخميس يدعو لقيام حكومة وحدة وطنية تحل محل مبارك.

ولم تكن الجماعة التي يخشى حلفاء مصر الغربيون من صعودها للسلطة في مقدمة الصفوف في الاحتجاجات التي اجتاحت البلاد.

فيما يلي بعض الحقائق عن الاخوان المسلمين الذين لهم صلات بالحركات الاسلامية في عدة دول عربية، بحسب رويترز.

تأسيس الجماعة:

- أسس حسن البنا -الذي كان معلما في مدرسة- جماعة الاخوان في مدينة الاسماعيلية الواقعة على قناة السويس عام 1928 لاسباب منها الرد على الاحتلال البريطاني لمصر. وكانت هذه واحدة من أول وأهم الحركات التي تتبنى الاسلام كبرنامج سياسي في سياق حديث.

- خلال 20 عاما زاد عدد أعضاء الجماعة الى أكثر من نصف مليون عضو. ولها فروع في دول عربية أخرى.

- كان للجماعة في وقت من الاوقات جناح سري شبه عسكري ولكنها تقول الان انها ملتزمة بتعزيز سياساتها من خلال وسائل سلمية وديمقراطية.

- أخفق مبارك وحكومته التي تعتبر الاخوان أكبر تهديد لها في اثبات ارتكاب قيادة الجماعة أيا من أعمال العنف منذ أكثر من خمسين عاما.

- دعت قيادة الجماعة الى اصلاحات اجتماعية واقتصادية. واذا ما أعطي المصريون الحق في الاختيار فسيختارون الشريعة الاسلامية بشكل من الاشكال.

الحظر:

- حرمت الحكومة مرارا الاخوان الحق في تشكيل حزب سياسي مشيرة الى أن الدستور الذي كتبته الحكومة يحظر الاحزاب الدينية. وقالت جماعة الاخوان بدورها انها لن تسعى للحصول على اعتراف رسمي بها كحزب في ظل اجراءات ترفضها لانها استبدادية.

- حظرت الحكومة الاخوان المسلمين منذ عام 1954 اذ اتهمت الحركة بتنفيذ محاولة لاغتيال الرئيس جمال عبد الناصر. وتنفي الجماعة هذه التهمة دوما.

- بدأت تخف حالة الاضطهاد في ظل الرئيس أنور السادات في السبعينيات. وما زال الحظر مستمرا لكن الجماعة تعمل بصورة علنية ولكن بقيود تفرض عليها وفقا لما تراه السلطات.

الانتخابات:

- في مصر جاءت مشاركة الاخوان في الانتخابات في الثمانينات قبل مقاطعتها لها في التسعينات حينما انضمت الجماعة الى معظم القوى المعارضة في البلاد والتي تحتج على القيود المفروضة على الانتخابات.

- في عام 2000 تمكن أعضاء في الاخوان خاضوا الانتخابات كمستقلين من الحصول على 17 مقعدا في البرلمان لتشكل بذلك أكبر تكتل معارض في البرلمان.

- في انتخابات عام 2005 البرلمانية فاز أعضاء الجماعة بخمس مقاعد البرلمان. وهذا أكبر عدد من المقاعد يحصل عليه معارضون منذ الاطاحة بالملكية عام 1952.

- لكن في ديسمبر كانون الاول الماضي قالت الجماعة انها ستنقل نضالها السياسي الى الشوارع بعد الانتخابات التي جرت في نوفمبر تشرين الثاني 2010 التي كانت " مزيفة" كي يتم ضمان اخراجها من البرلمان.

- حصل الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم بقيادة مبارك على 420 مقعدا من مقاعد البرلمان المؤلف من 508 مقاعد في الانتخابات التي جرت في 28 نوفمبر تشرين الثاني و5 ديسمبر كانون الاول. وكانت حركة الاخوان تشغل 88 مقعدا في البرلمان السابق مكنتها من مهاجمة السياسات الرسمية. وانسحبت الحركة من الانتخابات بعدما خسرت كل المقاعد في الجولة الاولى.

التأييد:

- في غياب نظام استطلاع منهجي في مصر لا أحد لديه فكرة واضحة عن مدى الشعبية التي تتمتع بها حركة الاخوان. ولكن الجماعة لديها شبكة كبيرة جيدة التنظيم من المنظمين الملتزمين وفازت بتأييد الناس من خلال العمل الخيري لاعضائها. كما أن لها تأثيرا في النقابات المهنية مثل نقابة الاطباء ونقابة المحامين.

- قالت مصادر رسمية ان الحكومة ومسؤولي الحزب الوطني يبحثون عن وسائل قانونية لتقليل الدور السياسي للجماعة. ولكن في غياب خطة قابلة للتنفيذ اعتمدت الحكومة على الشرطة في تعطيل أنشطة الحركة. ويتوقع أعضاء الحركة أن يتم اعتقالهم لمدد مطولة من دون محاكمة أو اتهامات وخصوصا مع اقتراب الانتخابات.

- والحليف الاجنبي الرئيسي للاخوان هي حركة حماس الاسلامية التي يفيد ميثاقها أنها جناح لجماعة الاخوان المسلمين. وبينما لا تتبع الجماعة نهجا عنيفا في مصر فانها تؤيد الحق في المقاومة المسلحة للاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية.

نفوذ ايران المرتقب

من جانب آخر أثنى الزعيم الايراني الاعلى علي خامنئي على ما وصفه بأنه "حركة تحرير اسلامية" في أنحاء العالم الاسلامي وحث الجيش المصري على " التركيز على العدو الصهيوني".

ومما لا شك فيه أن كلمات خامنئي من شأنها أن تؤجج مخاوف الغرب واسرائيل من احتمال صعود الاخوان المسلمين الى السلطة في مصر أكثر الدول العربية سكانا.

وسعت جماعة الاخوان المسلمين المحظورة منذ وقت طويل الى تهدئة المخاوف الغربية والاسرائيلية بخصوص وصولها الى السلطة من خلال انتخابات حرة. وقالت الجماعة يوم الجمعة انها لا تطمع في الرئاسة بعد يوم من تصريح عمر سليمان نائب الرئيس بأن الاخوان مدعوين للمشاركة في الحوار الوطني.

ويقول البعض في اسرائيل والغرب ان الثورة الاسلامية الايرانية التي أطاحت بالشاه الذي دعمته الولايات المتحدة عام 1979 ربما تكون نموذجا تحتذيه مصر.

وأثنى خامنئي على الذين نجحوا في تحقيق تغييرات كبيرة في تونس ومصر ضد أنظمة للحكم الشمولي.

وقال الزعيم الايراني للمصلين في خطبة الجمعة بطهران "صحوة شعب مصر المسلم هي حركة تحرير اسلامية وانا باسم الحكومة الايرانية أحيي الشعب المصري والشعب التونسي."

ووصف الزعيم الاعلى الايراني الشيعي نفسه بأنه "اخ في الدين" للشعب العربي السني في معظمه.

ودعا الجيش المصري الى دعم المحتجين "وتركيز انظاره على العدو الصهيوني" في اشارة الى اسرائيل.

وكانت معاهدة السلام التي أبرمتها مصر مع اسرائيل عام 1979 ركيزة رئيسية للسياسة الدولة العبرية الامنية.

ويأمل المحتجون الذين ينتمون الى مختلف أطياف المجتمع في مصر التي يبلغ عدد سكانها 80 مليون نسمة أن يحشدوا عددا يضاهي عدد الذين خرجوا الى شوارع المدن المصرية يوم الثلاثاء الماضي.

ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤولين أمريكيين ودبلوماسيين عرب قولهم ان واشنطن تناقش خطة ليسلم مبارك السلطة لحكومة انتقالية برئاسة عمر سليمان نائب الرئيس وبمساندة الجيش المصري.

لكن الصحيفة نقلت أيضا عن مسؤول مصري كبير قوله ان الدستور لا يسمح بذلك. واستطرد "هذا ردي الفني اما ردي السياسي فهو أن عليهم أن يهتموا بشؤونهم الخاصة."

وقال عمرو موسى الامين العام لجامعة الدول العربية الذي شغل من قبل منصب وزير الخارجية في الحكومة المصرية انه يعتقد أن مبارك سيبقى حتى موعد انتخابات الرئاسة في سبتمبر أيلول. لكنه أضاف في حذر أن ثمة أمور غير عادية تجري وثمة فوضى وأن مبارك ربما يتخذ قرارا مختلفا.

وقال موسى الذي اعتبره البعض مرشحا محتملا للرئاسة في تصريحات لاذاعة أوروبا 1 الفرنسية انه ربما يفكر في ترشيح نفسه.

وجهات نظر الدول

فيما يلي اراء اللاعبين الاجانب الرئيسيين بشان الازمة السياسية في مصر وانتقال السلطة بعد مبارك بحسب رويترز.

الولايات المتحدة- قالت ادارة الرئيس الامريكي باراك أوباما ان عملية الانتقال يجب أن تبدأ الان. ويناقش مسؤولون أمريكيون مع مسؤولين مصريين عدة طرق للمضي قدما نحو انتقال منظم للسلطة في مصر من شأنه أن يؤدي الى رحيل سريع لمبارك.

ويتضمن أحد السيناريوهات الرحيل الفوري لمبارك لكن مسؤولا امريكيا رفيعا قال يوم الخميس ان واشنطن تناقش خيارات أخرى.

ويدعو اعضاء بالكونجرس الامريكي مبارك الى نقل سلطاته على الفور الى حكومة انتقالية بالتنسيق مع زعماء المعارضة المصرية والمجتمع المدني والجيش.

ايران- أشاد الزعيم الايراني الاعلى ايه الله علي خامنئي يوم الجمعة بما سماه "حركة التحرير الاسلامية" في العالم العربي ونصح المصريين بالاتحاد حول دينهم وضد الغرب

وحذر خامنئي المصريين من مهادنة أي زعيم ربما يفوز بموافقة الغرب ودعا الجيش المصري الى دعم المحتجين و"تركيز أنظاره على العدو الصهيوني" اسرائيل.

اسرائيل- تنظر اسرائيل الى الاستقرار في مصر بعين الخوف من أن يهدد تغيير القيادة المصرية معاهدة السلام التي وقعتها مع مصر في 1979 ويفتح الباب لنهج اسلامي متشدد.

وأشاد رئيس اركان الجيش الاسرائيلي الجنرال جابي أشكينازي بحذر بجهود الجيش المصري لمحاولة تحقيق الاستقرار.

ودعا رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الاربعاء الي "دعم القدرة الاسرائيلية" في مواجهة الفوضى في مصر مع السعي في الوقت نفسه لمواصلة عملية السلام مع الفلسطينيين.

الاتحاد الاوروبي - دعا زعماء الاتحاد الاوروبي السلطات المصرية الى الاستجابة لامال الشعب عن طريق "الاصلاح لا القمع" وقالوا ان انتقال السلطة الى حكومة ذات قاعدة عريضة يجب أن تبدأ على الفور.

وقال قادة دول الاتحاد الذي يضم 27 دولة في بيان صدر يوم الجمعة في قمة في بروكسل "يجب ان تلتزم جميع الاطراف بضبط النفس وان تتفادى تصعيد العنف وان تبدأ عملية انتقال منظمة الى حكومة ذات قاعدة عريضة. يؤكد المجلس الاوروبي ان عملية الانتقال هذه يتعين ان تبدأ الان."

روسيا- دعا الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف الرئيس المصري في اتصال هاتفي يوم الخميس الى حل الازمة في مصر بطريقة سلمية وشرعية.

ولروسيا علاقات جيدة بمبارك وهي تريد أن تزيد من دورها في المنطقة حيث تتمتع بعلاقات جيدة مع باقي العالم العربي.

وقال الكرملين في بيان ان ميدفيديف "عبر عن الرغبة والامل في تجاوز الفترة الراهنة العصيبة في حياة مصر الصديقة قريبا من خلال الحل السلمي للمشاكل القائمة في اطار قانوني."

تركيا- حث رجب طيب اردوغان رئيس وزراء تركيا العضو في حلف شمال الاطلسي الرئيس المصري على البدء فورا في نقل السلطة باسرع ما يمكن لضمان استقرار مصر.

وتزايد النفوذ التركي في الشرق الاوسط في السنوات القليلة الماضية وينظر الى تركيا على انها نموذج للديمقراطية الغربية في الدول الاسلامية.

ونقلت وكالة أنباء الاناضول التركية عن اردوغان قوله اثناء زيارة لقرغيزستان "من المهم جدا عبور هذه الفترة بادارة مؤقتة... الشعب يتوقع خطوة مختلفة كثيرا من مبارك."

ايطاليا- اشاد رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني يوم الجمعة بالرئيس مبارك ووصفه بأنه رجل حكيم ودعا الى انتقال منظم للسطة مع "الاستمرارية في الحكم."

وقال "امل ان يحدث في مصر انتقال الى نظام أكثر ديمقراطية دون الاستغناء عن الرئيس مبارك الذي يعتبر في الغرب ..وبالاخص في الولايات المتحدة.. أعقل الرجال كما انه مرجع."

وفي وقت لاحق قال مساعد لبرلسكوني ان تعليقات رئيس الوزراء تعني ان عملية الانتقال يجب ألا تكون صادمة او عنيفة دون ان يتخذ موقفا من مسألة بقاء مبارك اثناء الفترة الانتقالية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 6/شباط/2011 - 2/ربيع الأول/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م