الزواج سنة الحياة وسر ديمومتها وبقائها، وكخطوة كبقية الخطى
تعترضها جملة من المعوقات والمصاعب كونها مرحلة لتأسيس الأسرة بشكلها
الصحيح متسلحة بأركان قوية ومتينة فمن الطبيعي أن تتسم المراحل الأولى
منها بكثير من التأني والروية ومن عدة جوانب.
وإذا ما أردنا التطرق إلى موضوع الزواج ومصاعبه والأمور التي تترافق
معه يستوقفنا احدها كونه غاية في الأهمية خصوصا فيما يتعلق باختيار
الشريك أو الشريكة متمثلا بالتاريخ الأخلاقي لشريك الحياة وما مر به من
تجارب لم يفصح أو تفصح عنها وبالتالي تكن جدار من الريبة تصدم به كثير
من الآمال والتطلعات تجاه شريك المستقبل، فترى الشباب في حيرة من أمرهم
ويتمالكهم الخوف وينتابهم القلق والإحباط كونهم فقدوا الثقة جراء حكاية
ما عاشوها، أو قصة ما سمعوها، أو شكوك تراودهم بخصوص اختيار شريك أو
شريكة الحياة، كل هذا يعاني منه الشباب عندما يحن موعد الاختيار أو
البحث.
فجل ما يقلق الشباب (الماضي) الذي عاشه الشريك الافتراضي له ويصبح
الشغل الشاغل له في فترة ما قبل الخطبة لان التقدم للخطبة واكتشاف
السلبيات بعد ذلك يصعب من عملية الانسحاب ويدخل الشخص في إشكالات
عائلية تتعلق بمسألة السمعة وخصوصا إذا كان الطرف المتضرر هو الشابة،
لذى ترى أن زواج الأقارب مزدهر في كل الأوقات وخصوصا في الفترة الحالية
كون تاريخ الشاب أو الشابة معروف للطرفين وبالتالي تجري الأمور بكثير
من السلاسة والانسيابية.
ولكن زواج الأقارب له مساوئه أيضا وخصوصا من الناحية الصحية للأطفال
كون زواج الأقارب وبشكل متسلسل يزيد من احتمالية حصول المولود على بعض
الصفات الوراثية السلبية كالتشوهات والأمراض التي ربما تكتسب من الجد
أو ما هو ابعد من ذلك، فنظرية زواج الأقارب تحمل هذه المخاوف، لذا
تعتبر عملية المضاربة هي الأنجع ولكنها بذلك تعيدنا إلى المربع الأول
والمخاوف التي تعتري الشباب من شريك لا يعرف عنه شيئا وربما سيصبح هذه
الشريك كالوبال على الطرف الآخر، وربما ستتعقد الأمور أكثر ويكن شريك
الحياة السبب في قطع صلة الرحم بين الفرد وذويه وغيرها من الأمور
الأخرى التي مجرد التفكير بها تتسبب في تقصير العمر.
فالشباب(ذكر وأنثى) في مرحلة الاختيار لهم كثير من الحق في التأني
ولكن علينا أن لا ننسى بأن التدقيق في كل شيء يجعل من الزواج أمر بالغ
التعقيد وربما تتسبب للشخص بعزوبية أو عنوسة مزمنة وهذا ما لا يريده أي
شاب أو شابة.
لذى نعتقد بأن الشباب مطلوب منهم الاختيار الجيد والتدقيق السليم
بشكل معقول وان يبتعد عن التشكيك والظن وان يعتمد على العقل والمنطق
لان هذا الأمر سوف تتأسس وفقا له أمور عديدة ومتنوعة فالأساس الجيد
يعني علاقة امتن وأقوى وكما أن الأسرة المتكونة نتيجة هذا الاختيار
ستكن حاملة للمزايا والصفات التي يتمتع بها الشريكان وتكن نتاجا أو
إفرازا طبيعيا له، وكما أن على الطرفان أن يأخذا في الحسبان الجوانب
التعليمية لشريك الحياة لان الواقع العلمي للأولاد يكن مرآة طبيعية
لثقافة الوالدان من تدني أو صعود كما وان الأسرة المثقفة تتمتع بقدر
كبير من التفاهم والتفهم على خلاف الوالدان المتدنيان علميا أو ثقافيا
فترى عائلتهم ملئ بالمشاكل والتعقيدات.
|