الرسوم المسيئة... خطايا الفكر المتطرف

احمد عقيل الجشعمي

 

شبكة النبأ: حادثة منذ خمس سنوات يفتح ملفها من جديد وتبدأ من جديد والتهديدات بالقتل والانتقام من اولئك الرسامين الذين اساؤوا للدين الاسلامي عن طريق عدد من الرسوم الكاريكاتورية التي شوهت صورة الاسلام والنبي محمد صلى الله عليه واله وسلم وتأتي هذه التهديدات من المسلمين حول العالم لما تمثل هذه الحادثة (التي يكررها الرسامون كل سنة منذ ان ظهرت الى اليوم وبدون ان يعتذروا عن ذلك) تجاوزا كبيرا على حرية الاديان وعدم احترام شخصية دينية مهمة لشريحة كبيرة جدا في العالم.

من جانبهم فأن الدول التي انطلقت من اراضيها هذه الرسوم عن طريق مواطنيها او صحفها تتحجج ان هذه الرسوم تأتي ضمن مفهوم الحرية كونها تمثل حرية التعبير عن الرأي! وهل هذا كلام معقول من يعرف الحرية لابد ان يأخذها بجوانبها كاملة لا يأخذ ما ينفع مصلحته ويترك ما يتخالف معها، فاذا كان الكلام عن الحرية فأين حرية الاديان وعدم القذف والتشبيه او التشويه برمز من رموز أي دين من الاديان السماوية؟، هذا وقد ظهرت موجة جديدة من المناوشات بين المسلمين وبين من يتجاوزون عليهم مؤدية الى محاولات للقتل والاعتقال والتهديد، بينما تسعى الدول على تهدئة الاوضاع خوفا من تفاقمها.

تخفيف التوتر

فقد سعت وزيرة الخارجية الدنماركية في القاهرة الى نزع فتيل التوتر بعد اعادة نشر رسوم كاريكاتورية للنبي محمد في الدنمارك، معتبرة انه "من المؤسف جدا" ان يشعر عدد كبير من المسلمين بانهم "جرحوا في الصميم" من هذه الرسوم.

وصدر في الدنمارك كتاب يعيد نشر اثني عشر رسما كاريكاتوريا اعتبرت مسيئة للنبي محمد واثارت غضب العالم الاسلامي، وذلك في الذكرى الخامسة لنشرها للمرة الاولى في صحيفة يولاندس بوستن العام 2005. وكان هذا الموضوع في صلب محادثات بين الوزيرة الدنماركية لين اسبرسن وشيخ الازهر الامام احمد الطيب.

وقالت اسبرسن ان "عددا كبيرا من الاشخاص في العالم الاسلامي شعروا بانهم جرحوا في الصميم من هذه الرسوم الكاريكاتورية التي نشرت في الدنمارك قبل سنوات، واريد ان اقول بوضوح اننا نعتبر ان هذا الامر مؤسف جدا ولا نريد ان يتكرر".

واوضحت ان حكومتها "تحترم كافة المعتقدات وكل الطوائف وتدين اية محاولة للنيل من مجموعات نظرا الى ديانتها او اصلها الاتني". لكنها اشارت ايضا الى اهمية حرية التعبير بقولها ان "الحريات والحقوق المدنية اساسية بالنسبة للرأي العام الدنماركي". بحسب وكالة انباء فرانس برس.

من ناحيته، اكد الامام الطيب للصحافيين انه تلقى ضمانة بان نشر هذا الكتاب عمل فردي وان الحكومة والشعب في الدنمارك يعارضانه. ويأتي صدور الكتاب في الذكرى الخامسة لصدور الرسوم الكاريكاتورية للمرة الاولى، فيما تخيم على الدنمارك تهديدات بوقوع اعتداءات وخصوصا ضد الصحيفة.

وحرصا منها على التقليل من وقع صدور كتابه، التقت وزيرة الخارجية الدنماركية لين اسبرسن سفراء 17 بلدا مسلما وابلغتهم انها "اتخذت عددا من القرارات لتحاشي حصول مواجهات جديدة" حول هذه المسألة.

وفي الاول من تشرين الاول/اكتوبر، دانت منظمة المؤتمر الاسلامي بشدة بيع هذا الكتاب الذي جاء بعنوان "استبداد الصمت" بتوقيع فليمينغ روز الذي كان رئيس تحرير الصفحات الثقافية في صحيفة يلاندس-بوستن عندما نشرت الصحيفة الرسوم الكاريكاتورية في العام 2005.

الدنمرك تنفي اعتذارها

وفي سياق متصل نفت وزيرة الخارجية الدنمركية انها اعتذرت أثناء جولة في الشرق الاوسط عن الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للنبي محمد التي نشرتها في بادئ الامر صحيفة دنمركية عام 2005 وأثارت غضب كثير من المسلمين.

وذكرت وسائل اعلام في الشرق الاوسط من بينها صحيفة اجيبشيان جازيت المصرية التي تصدر بالإنجليزية وتلفزيون العربية ان الوزيرة لين اسبرسن اعتذرت عن الرسوم خلال زيارتها للقاهرة. لكن اسبرسن قالت لتلفزيون (تي في 2 نيوز) الدنمركي انها لم تقدم أي اعتذار عن الرسوم.

وقالت "بمقدوري أن أنفي بكل وضوح أنني قدمت أي اعتذار. لكن بوسعي أن أؤكد انني قلت ان حرية التعبير ليست واسعة بلا حد." ونقلت صحيفة اجيبشيان جازيت عن شيخ الازهر أحمد الطيب قوله ان اسبرسن كررت اعتذار بلدها عن نشر هذه الرسوم وأشارت الى جهود الدنمرك لسن قانون يجرم ازدراء الاديان. بحسب وكالة الانباء البريطانية.

وقالت اسبرسن انها أبلغت شيخ الازهر ان حكومة الدنمرك ترى ان من المؤسف ان كثيرين شعروا بالإهانة بسبب الرسوم وانها تدين تشويه سمعة مجموعات من الناس بسبب دينهم أو عرقهم. وذكر موقع (تي في 2 نيوز) على الانترنت ان اسبرسن التي تواجه انتخابات عامة قالت ان المواطنين لهم الحق في التعبير عن أنفسهم في اطار القانون ودون تدخل من الحكومة.

محاكمة مهاجم

بينما اعترف شاب صومالي اثناء محاكمته بمحاولة قتل كورت فسترغارد الرسام الدنماركي الذي رسم كاريكاتورا مسيئا للنبي محمد، انه اقتحم منزل الرسام مستخدما سلاحا غير مشروع.

وجرت محاكمة الصومالي محمد غيلي (29 عاما) في مقر محكمة الاستئناف بعد ان كان مقررا اجرائها في محكمة منطقة ارهوس بسبب الحشد الاعلامي الكبير، وقد احيطت بتدابير امنية استثنائية.

ويتهم غيلي باقتحام منزل فسترغارد (75 عاما) في الاول من كانون الثاني/يناير 2010 وهو يحمل فاسا محاولا قتله، وقد يواجه غيلي عقوبة السجن المؤبد اذا ما ادين في كافة التهم الموجه اليه وهي محاولة ارتكاب عمل ارهابي، ومحاولة القتل ومهاجمة رجل شرطة وحيازة اسلحة بطريقة غير مشروعة.

وقال محاميه نيلز ستراوس امام المحكمة التي اكتظت بالحضور "لقد اعترف موكلي فقط بحيازة اسلحة بشكل غير قانوني وتهمة اقتحام ودخول" المنزل. الا ان فسترغارد يقول غير ذلك حيث اكد "لقد جاء (غيلي) الى منزلي في ارهوس وكسر الباب الامامي بفاس وحطم جهاز التلفزيون وجهاز الكمبيوتر في غرفة المعيشة وصرخ بالدنماركية انه سيقتلني لأنني اسأت للنبي محمد". وسارع الرسام، الذي كان لوحده في المنزل مع حفيدته البالغة خمس سنوات، الى الاختباء في الحمام الذي كان الرسام قد حوله الى غرفة محصنة واتصل بالشرطة. ووصلت الشرطة الى المكان "بعد ثلاث الى اربع دقائق من اتصالي بهم"، حسب الرسام.

وخرج غيلي الى الشرطة وهو يحمل فاسه وسكينا شهرها في وجه الشرطة التي اطلقت النار عليه مرتين مما ادى الى اصابته ثم تم وضعه في الاقامة الجبرية. ويقول جهاز الاستخبارات الدنماركي انه يعتقد ان الصومالي مرتبط بحركة الشباب الاسلامية التي اعلنت تحالفها مع تنظيم القاعدة بزعامة اسامة بن لادن، وتسيطر على معظم مناطق جنوب ووسط الصومال.

وواجه فتسرغارد العديد من التهديدات بالقتل منذ نشر الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد وهو يرتدي عمامة على شكل قنبلة بفتيل مشتعل. ونشرت الكاريكاتور في صحيفة يلاندس-بوستن في 30 ايلول/سبتمبر 2005 مع 11 رسما كاريكاتوريا اخرا للنبي محمد في اطار نقاش حول الرقابة الذاتية وحرية التعبير. بحسب وكالة انباء فرانس برس.

واثارت تلك الرسوم الغضب والاحتجاجات الدامية في عدد من الدول الاسلامية في مطلع عام 2006 وكذلك في مطلع 2008، بعد ان اعادت عدد من الصحف نشر رسم فتسرغارد في اعقاب الكشف عن مخطط لاغتياله.

وتعرضت صحيفة يلاندس-بوستن كذلك لعدد من التهديدات كان اخرها المحاولة التي احبطت في نهاية كانون الاول/ديسمبر عندما اعتقلت الشرطة الدنماركية والسويدية خمسة رجال قالت انهم خططوا لقتل موظفي الصحيفة في مكاتبها.

وقال فتسرغارد انه يعتقد ان المهاجم سيتلقى "حكما قاسيا بالسجن". واضاف "لا اريد ان ابرر ما قام به، ولكنني اود ان افهم حقا كيف وصل الى تلك المرحلة، وربما تلاعب به احد". واكد فتسرغارد بعد خمس سنوات من نشر الرسم الكاريكاتوري اول مرة ان الرسم لا يمثل النبي محمد. وقال "لقد رسمت كاريكاتورا لإرهابي يستغل الاسلام". واضاف فتسرغارد الذي يحظى حاليا بحماية مشددة من حراس شخصيين "لقد اعتدت على هذا الوضع، ولكنني لست سجينا. استطيع ان اذهب اينما شئت بفضل حراسي".

صاحب الرسوم المسيئة ينفي

من جانبه اعلن رسام الكاريكاتور الدنماركي كورت فيسترغارد انه لم يقل ابدا ان رسومه تمثل النبي محمد، وقال كورت فيسترغارد (75 عاما) "الارهابيون هم من اتخذ النبي رهينة"، وذلك في اثناء تقديم كتاب حول سيرته الذاتية وسط حماية مشددة من الشرطة.

ولكن فيسترغارد صرح في مؤتمر صحافي في كوبنهاغن "لم اقل مطلقا انه (النبي) محمد". وتابع "اردت ان اظهر ان الارهابيين يستخدمون الاسلام والقرآن كواجهة". وكتب الرسام في كتابه ان الرسم يمكن ان "يصور النبي كما يمكن ان يصور اي رجل شرق اوسطي". وقال فيسترغارد ان الرسم "تحول الى رمز ومصيري كمصيره لكن من غير قصد".

ومع هذا يقول فسترجارد إنه ليس نادما على نشر الرسوم. وتابع "الرسوم ساهمت في بدء جدال ضروري عن حرية التعبير. هذا الأمر أحدث احتكاكا بين الثقافات الإسلامية والثقافات الديمقراطية المسيحية الغربية وهذا أمر نحتاج أن نخوضه. لكن كان ينبغي أن يحدث هذا بسلام".

كما انه مستاء من الصورة التي صبغته بها تلك الواقعة ويحن للعودة لسابق عهده كفنان عادي. وقال كورت فسترجارد عن رسمه "انتشر في أرجاء العالم واستخدمه البعض وأساء البعض استخدامه وبات كأنه رمز...وأنا لست سعيدا بهذا."

الدعوة للانتقام

فيما وجه احد اعضاء جماعة الشباب المجاهدين الصوماليين نداء على الانترنت لقتل الفنان السويدي لارس فيلكس الذي رسم في 2007 كاركاتورا للنبي محمد بهيئة كلب، حسبما ذكر المركز الاميركي لمراقبة المواقع الاسلامية (سايت).

وقال ابو زيد في شريط فيديو موجه الى الفنان السويدي "اينما تكن اليوم او غدا اعرف اننا لم ننسك". واضاف ابو زيد في الشريط الذي يحمل ترجمة مكتوبة بالعربية والسواحلية "سننال منك وبمشيئة الله سنطالك في اي مكان". ودعا المسلمين الى الالتحاق بالشباب.

ويتعرض الفنان السويدي الذي اكد مرات عدة انه لا يشعر بالخوف، لتهديدات منذ نشر رسمه في صحيفة محلية في 18 آب/اغسطس 2007 مرفقا بافتتاحية حول اهمية حرية التعبير، مما اثار جدلا في السويد والخارج. بحسب وكالة انباء فرانس برس.

وقال ابو زيد في شريط الفيديو "اعرف ما ينتظرك، لا شيء اقل من المسلخ وهذا ما تستحقه". واوضح المركز الاميركي ان التسجيل وضع على المنتديات الاسلامية التي تدعو الى الجهاد. وقال ابو زيد "اخوتي واخواتي ادعوكم الى (الانضمام الينا) واذا قتلتم هذا الكلب المدعو لارس فستنالون مكافأة كبيرة من الله".

FBI يحذر

كما حذر مكتب التحقيقات الفيدرالية رسامة كاريكاتير أمريكية رسمت كاريكاتير للنبي محمد (ص)، من تعرضها للقتل، بعد تهديدات بالتصفية رفعها رجل الدين الأمريكي اليمني الأصل، أنور العولقي، ضد تسعة من رسامي الكاريكاتير والصحفيين في بريطانيا والسويد وهولندا.

وذكر مكتب التحقيقات الفيدرالية أن مولي نوريس، تعد هدفاً رئيسياً للاغتيال بعد مقالة كتبها عنها العولقي في مجلة ’الإلهام‘ التي تصدر بالغة الإنجليزية عن تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية."

وفجرت الرسامة الأميركية جدلاً حاداً برسم كاريكاتوري على الإنترنت والدعوة لتنظيم حملة "يوم يرسم فيه الجميع محمد"، مما ألهم تشكيل مجموعة على موقع فيسبوك ونظمت حملة تحت عنوان "لنرسم محمد" أنضم إليها أكثر من 100 ألف شخص.

وأثارت المسابقة موجة من الغضب في باكستان التي "أدانت بشدة" هذه الرسوم في حين جرت مظاهرات في عدة مدن باكستانية وحظرت السلطات هناك موقعي "فيسبوك" و"يوتيوب." ورفضت نوريس التعقيب بشأن إذا ما تلقت أي تهديدات، بعدما أشار الجهاز الأمني إلى أن العولقي هدد أيضاً ثمانية من رسامي الكاريكاتير والصحفيين في بلدان اخرى. بحسب وكالة انباء السي ان ان.

ويذكر أن نوريس تقدمت باعتذار مؤكدة أن فكرتها حرفت وأنها لم تطلق أبدا أي مسابقة عن النبي. وتتهم السلطات الأمريكية العولقي بأن له دورا في محاولة تفجير طائرة ركاب أمريكية ليلة عيد الميلاد "الكريسماس"، أثناء رحلتها من هولندا إلى مدينة "ديترويت" بولاية ميتشغان، والتي اعتقل على إثرها النيجيري عمر الفاروق عبد المطلب.

كما أن العولقي كان على اتصال بالطبيب النفسي في الجيش الأمريكي، نضال مالك حسن، الذي هاجم زملاءه في قاعدة "فورت هود" العسكرية، وقتل 13 شخصاً وأصاب نحو 40 غيرهم، من خلال الاتصالات عبر البريد الإلكتروني على مدى أكثر من عام قبل تنفيذه الهجوم.

توجيه الاتهامات

في حين قالت الشرطة الايرلندية إن محكمة في ايرلندا وجهت اتهامات الى رجلين من اصول عربية القي القبض عليهما فيما يتصل بمؤامرة لقتل رسام كاريكاتير سويدي صنع رسما مسيئا للنبي محمد (ص). واضافت الشرطة أن أحد الرجلين وجهت اليه اتهامات بمخالفات تتعلق بالهجرة بينما اتهم الاخر بتوجيه تهديدات في اتصالات هاتفية.

وقالت الشرطة إن رجلا ثالث -من بين اربعة رجال وثلاث نساء القي القبض عليهم في اطار تحقيق في "مؤامرة لقتل فرد في نطاق سلطة قضائية اخرى"- اطلق سراحه في وقت سابق. وقال مصدر امني ايرلندي إن الرجل الذي وجهت اليه اتهامات بتوجيه تهديدات في اتصالات هاتفية عمره 44 عما وهو من اصول جزائرية وان الاخر الذي اتهم بمخالفات تتعلق بالهجرة عمره 32 عاما وهو من اصول ليبية.

وأكد مصدر أمني أيرلندي ان المؤامرة المزعومة والتي يجري التحقيق فيها في ايرلندا كانت تهدف لقتل لارس فيلكس. وفي عام 2007 عرضت جماعة عراقية مرتبطة بتنظيم القاعدة مكافأة قدرها 100 ألف دولار لمن يقتل فيلكس. وكشف مصدر من احدى هيئات انفاذ القانون الامريكية شريطة عدم الكشف عن اسمه ان احدى النساء اللاتي القي القبض عليهن تدعى جامي بولين راميريز وهي أم تبلغ من العمر 31 عاما من كولورادو في الولايات المتحدة. بحسب وكالة الانباء البريطانية.

وأبلغ والداها انها اعتنقت الاسلام العام الماضي وأقنعها متطرفون من خلال الانترنت بالسفر الى اوروبا. واعتقال رامبريز جعلها ثاني امرأة أمريكية يتم الربط بينها وبين المؤامرة. وقالت وزارة العدل الامريكية انها وجهت اتهامات الى كولين لاروز وهي امرأة من ضاحية في فيلادلفيا استخدمت في تعاملاتها من خلال الانترنت اسمين مستعارين هما " فاطمة لاروز" و"جهادجين" بالتآمر لقتل رجل سويدي لم يتم الكشف عن اسمه واستخدام الانترنت في اقناع اخرين بالاشتراك في المؤامرة.

وقال والدا راميريز ان زوجها الجزائري ضمن المعتقلين وانه كان وسيلة الاتصال الرئيسية "لجهادجين" في ايرلندا. وقال فيلكس انه تلقى المزيد من التهديدات بالقتل من خلال رسائل عبر الانترنت منذ اعتقال الاشخاص السبعة.

دمشق وراء الهجوم

بينما اشارت مذكرة دبلوماسية اميركية نشرها موقع ويكيليكس ونقلتها صحيفة افتنبوستن النروجية ان سوريا سهلت الهجمات على سفارات الدول الاسكندينافية في دمشق خلال التظاهرات العنيفة التي جرت احتجاجا على الرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد مطلع 2006.

وافادت المذكرة ان رئيس الوزراء السوري محمد ناجي العطري "اوعز" قبل ايام من اعمال العنف الى مفتي سوريا ان يطلب من الائمة استخدام "عبارات قاسية" في خطبة الجمعة "من دون تحديد سقف للكلام المستخدم".

وتأتي معلومات الدبلوماسية الاميركية من "احدى الشخصيات الدينية السنية الاكثر نفوذا في دمشق" التي تم محو اسمها في الوثيقة المنشورة في افتنبوستن. واضاف رجل الدين الذي نقلت السفارة الاميركية كلامه ان "الحكومة السورية افسحت المجال لاستمرار اعمال الشغب فترة مطولة وعندما رأت ان "الرسالة وصلت" تحركت لوقفهم مهددة باستخدام العنف". واضاف رجل الدين السني ان رسالة دمشق الى الغرب كانت "هذا ما ستنالونه ان اجزنا لديموقراطية حقيقية وتركنا الاسلاميين يقررون". بحسب وكالة انباء فرانس برس.

وفي الوقت نفسه، ارادت دمشق ان تظهر "للشارع الاسلامي" انها تحمي "كرامة الاسلام"، حسب المصدر نفسه. في الرابع من شباط/فبراير 2006 احرق متظاهرون السفارة الدنماركية في دمشق التي ضمت ممثليتي السويد وتشيلي، احتجاجا على نشر 12 رسما كاريكاتوريا للنبي محمد في صحيفة دنماركية.

واستدعت الدنمارك سفيرها احتجاجا على الحماية الضعيفة التي امنتها السلطات السورية للسفارة.

وحصلت صحيفة افتنبوستن التي نشرت المذكرة المعنية على موقعها على مجمل المذكرات الـ250 الفا التي تملكها ويكيليكس بوسيلة مجهولة، من دون ابرام اتفاق مع الموقع على غرار ما فعلت خمس صحف كبرى هي نيويورك تايمز وذي غارديان ولوموند والبايس ودير شبيغل.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 5/شباط/2011 - 1/ربيع الأول/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م