المخدرات... موت اجتماعي يسبق الموت الطبيعي

احمد عقيل الجشعمي

 

شبكة النبأ: بالرغم من وجود اجراءات صارمة تتخذ بحق من يتاجر بها او يتناولها تصل الى السجن المؤبد واحيانا الى الاعدام وبمختلف عموم العالم لكنها مازالت منتشرة بل وتتزايد في انتشارها وبطرق جديدة ومستحدثة.

المخدرات بأنواعها ما زالت تمثل مشكلة كبيرة لبلدان العالم كونها المسبب الاكيد للأمراض المميتة ومنها السرطان والايدز بالإضافة الى صعوبة الحد منها او السيطرة عليها، فمازالت الجهات المهربة والمصنعة لهذه المواد تتزايد اعدادها وتظهر يوما بعد اخر عصابات جديدة لما تمثل لهم مصدرا للتجارة وكسب المال غير مكترثين لحياة من يستخدمها والتي بالتأكيد تؤدي به الى الحضيض.

130 كيلوغراما من الهيرويين مصدرها ايران 

فقد ضبطت عناصر الجمارك في نيجيريا 130 كليو غراما من الهيرويين في مرفأ لاغوس مصدرها ايران، على ما اعلنت مصادر رسمية.

وقال المتحدث باسم الجمارك النيجيرية ان المخدرات كانت على متن قارب اجنبي، ولم يدل بمزيد من التفاصيل بانتظار صدور نتائج التحقيق. لكنه تحدث عن اجراء توقيفات. وقال المتحدث عند ضبط المخدرات "تبين حتى الآن ان عشرة اكياس يزن كل منها 11,2 كيلوغراما تحتوي على الهيرويين". واضاف ان المخدرات كانت مخبأة في شحنة لمواد البناء. بحسب وكالة انباء فرانس برس.

واكدت الوكالة النيجيرية لمكافحة المخدرات نبأ ضبط المخدرات، معلنة في بيان لها "العثور على 130 كيلوغراما من الهيرويين في مستوعب مصدره ايران". واضاف البيان ان "المعلومات حول هذه الشحنة توفرت قبل اربعة اشهر بفضل عناصر الاستخبارات الخارجية الذين تتبعوا هذه الشحنة حتى وصولها".

وفي وقت سابق اعترض رجال الامن النيجيريون شحنة اسلحة غير شرعية وذخيرة في ميناء لاغوس مصدرها ايران. واكدت نيجيريا حينها انها وجهت "رسالة رسمية الى رئيس مجلس الامن تفيده عن ضبط اسلحة مصدرها ايران".

متعاطي المخدرات بالحقن مصابون بالإيدز 

بينما هناك أكثر من ثلاثة ملايين متعاطي مخدرات بالحقن من أصل 15,9 ملايين حول العالم، أصيبوا بالإيدز بحسب بيان للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.

ويرتفع عدد متعاطي المخدرات الذين التقطوا فيروس نقص المناعة المكتسبة في خمس دول هي: الصين وماليزيا وروسيا وأوكرانيا وفيتنام، بحسب التقرير الذي نشر بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الإيدز. لكننا نسجل "توجها لازدياد" في الحالات في كل من إفريقيا والشرق الأوسط وأميركا اللاتينية وغالبية مناطق آسيا، بحسب المنظمة الدولية التي تتخذ من جنيف مقرا لها.

إلى ذلك، فإن حوالي 60% من متعاطي المخدرات بالحقن مصابون بالإيدز في أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى. ويأسف الاتحاد لكون تشريعات عدد كبير من بلدان هذه المناطق تصم بالعار هؤلاء الأشخاص وتعاقبهم وتستبعدهم. بالنسبة إليه فإن السياسات التي تعيق حصول متعاطي المخدرات على خدمات النصح والوقاية والعلاج "تشكل انتهاكات لحقوق الإنسان". بحسب وكالة انباء فرانس برس.

وتشير ساديا كاينزيغ المتحدثة باسم الاتحاد إلى أنه "ما من تدابير خاصة في القانون الدولي لحقوق الإنسان تتعلق بالأشخاص الذين يتعاطون المخدرات بالحقن". لكنها تؤكد على أن "حقوق الإنسان تطال الجميع، بما في ذلك الأشخاص الذين يتعاطون المخدرات وهؤلاء الذين يحتجزون على خلفية إدمانهم". وتلفت إلى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر في العام 1948 والذي يلحظ حق كل إنسان "في الحصول على أعلى مستوى يمكن بلوغه من الصحة البدنية والعقلية".

وبحسب التقرير، فإن احدى أهم الوسائل التي تساعد على تجنب نقل الإيدز بين متعاطي المخدرات هي "تأمين (مكان آمن)" لهؤلاء، مثل قاعات الحقن المتوفرة في سويسرا وهولندا واسبانيا والنروج وكندا وألمانيا وأستراليا ولوكسمبورغ. وتؤكد كاينزيغ أن "هذا النوع من البرامج يجعل اختصاصيين الصحة في تواصل مباشر مع مجموعات سرية ومهمشة".

رفع الحظر عن المخدرات

من جانبه قال وزير بريطاني سابق تولى ذات يوم المسؤولية عن مكافحة المخدرات في المملكة المتحدة انه يتعين إباحة المخدرات مجادلا بأن حظرها والحرب عليها منيا بالفشل.

وقال بوب اينسوورث انه غير رأيه في هذا الشأن حينما كان وزيرا لحزب العمل في وزارة الداخلية بسبب عدم جدوى السياسة التي تسعى لحظر المخدرات ولكنه لم يرغب في ابداء رأيه عندما كان في السلطة غير ان الحكومة الائتلافية التي يقودها المحافظون استبعدت اي تغــــــيير في القـــانون.

وقال اينسوورث الذي شغل ايضا منصب وزير الدفاع في الحكومة السابقة التي قادها حزب العمال في مقابلة مع راديو هيئة الاذاعة البريطانية بي.بي.سي "لا فائدة للحرب على المخدرات. يتعين علينا ان نتحلى بالجرأة. نحتاج الى فكر جديد." بحسب وكالة الانباء البريطانية.

ومضى يقول "هذا معمول به منذ 50 عاما حتى الان ولم يتحسن. ان تجارة المخدرات كبيرة وقوية كما هي دائما في كل انحاء العالم." وقالت بي.بي.سي ان الوزير السابق هو اكبر سياسي بريطاني يدعو لإباحة كل المخدرات. وكان بيتر ليلي النائب السابق لزعيم حزب المحافظين دعا لإباحة القنب في عام 2001 ولكنه قال انه ينبغي الابقاء على تحريم مخدرات اخرى مثل الهيروين والكوكايين.

300 ألف شاب جزائري يتعاطون المخدرات

فيما يتعاطى نحو 300 ألف شاب جزائري تتراوح أعمارهم بين 12 و 35 عاماً، المخدرات على ما أعلن عبدالملك سايح المدير العام للمكتب الوطني لمكافحة المخدرات والإدمان. وخلال محاضرة حول "آثار المخدرات الاقتصادية والاجتماعية"، أوضح سايح أن "ما بين 250 ألفاً و300 ألف شاب تتراوح أعمارهم بين 12 و35 عاماً يتعاطون المخدرات، بحسب ما خلص إليه تحقيق وطني تناول المخدرات في البلاد".

وتقضي مهمة المكتب الوطني الجزائري لمكافحة المخدرات والإدمان بتطبيق الخطة الرئيسة للوقاية من المخدرات والإدمان ومكافحتهما. وتشارك في هذه المهمة 14 وزارة إلى جانب الشرطة وقوات الأمن الداخلي.

وشرح سايح أن 5% من متعاطي المخدرات هم من النساء في مقابل 95% من الرجال. وبحسب هذا المسؤول فإن تعاطي المخدرات الذي كان يسجل بشكل خاص في المدن، بدأ ينتشر ليبلغ المناطق الريفية ومناطق جنوب الجزائر. وأضاف أن تعاطي المخدرات "يطال أيضاً الجامعات والمدن الجامعية".

كذلك لفت سايح إلى أن "المخدرات هي إحدى العوامل المؤدية إلى ارتفاع مستوى الجريمة بالإضافة إلى العنف الذي يسجل في الملاعب الرياضية وكذلك حوادث السير وحوادث العمل" في الجزائر. وبحسب المكتب الوطني للإحصاء كان عدد سكان الجزائر يبلغ 35،6 مليون نسمة في الأول من كانون الثاني/يناير 2010، أكثر من 28% منهم دون سن الخامسة عشرة.

وبعد أن كانت الجزائر تعتبر بلداً لعبور المخدرات أصبحت بلداً مستهلكاً لها، خصوصا الماريغوانا والمواد المنبهة أو المنشطات. وكانت دوائر مكافحة الاتجار بالمخدرات قد ضبطت أكثر من 11 طناً من الماريغوانا في فترة سابقة.  وبحسب المكتب الوطني لمكافحة المخدرات والإدمان، فقد ضبط في عام 2009 أكثر من 74 طناً من الماريغوانا في مقابل 38 طناً في عام 2008. 

الرجاء الامتناع عن استهلاك الكوكايين

كما ذكرت وكالة الانباء الايطالية ان مدير مستشفى في منطقة بوليا في جنوب ايطاليا يواجه عقوبات تأديبية بعدما طلب في مذكرة داخلية من العاملين في المؤسسة الامتناع عن استهلاك الكوكايين خلال ساعات العمل.

ووجهت هذه الدعوة الى الاطباء والممرضين اثر تلقي مدير مستشفى سانتا كاتارنا نوفيلا دي غالاتينا قرب ليتشي معلومات من مجهولين تشير الى استهلاك الكوكايين داخل المستشفى. وبعدما عرفت ادارة الشؤون الاجتماعية في منطقة ليتشي بوجود هذه المذكرة الداخلية فتحت تحقيقا داخليا ورفعت القضية الى النيابة العامة.

وقال مدير الشؤون الاجتماعية في المنطقة غيدو سكوديتي ان عقوبات تأديبية محتملة هي قيد الدرس في حق المدير جوزيبي دي ماريا المتهم باختيار طريقة "غير مناسبة" للتنديد باستهلاك الكوكايين في مستشفاه. بحسب وكالة انباء فرانس برس.

واوضح المصدر ذاته "كان من الضروري ان ارفع الملف الى النيابة العامة لان امرا من هذا النوع في حال تبين انه صحيح خطير جدا جدا". وتابع يقول "اما بشأن مدير المستشفى فقد ارتكب بالتأكيد خطأ وكان عليه ابلاغي مباشرة. فاستهلاك الكوكايين المفترض في المستشفيات يجب الا يعالج بهذه الطريقة".

وتتصدر الاخطاء الطبية والادارة السيئة لبعض مرافق الصحية في جنوب البلاد اخبار الصحف المحلية بانتظام. ويؤدي الفساد وعدم الاهلية وعمليات اتجار مختلفة بالكثير من سكان الجنوب الى التوجه الى شمال البلاد لتلقي العلاج.

مهربة تبتلع 1200 حبة اكستاسي 

من جانب اخر ابتلعت امرأة تايلاندية اكثر من 1200 حبة اكستاسي موضبة في اكياس بلاستيكية حاولت تهريبها الى جزيرة بالي السياحية الاندونيسية على ما افاد مسؤولون.

وقالت سلطات الجمارك ان المرأة البالغة 24 عاما بدت متوترة وتبين ان معدتها متصلبة خلال عملية تفتيش جسدية لها في مطار بالي الدولي عند وصولها اليه في رحلة من بانكوك. ونقلت التايلاندية الى المستشفى حيث عثر على 1280 حبة اكستازي في معدتها على ما اوضح مدير الجمارك في مؤتمر صحافي. بحسب وكالة انباء فرانس برس.

وقال مادي ويجاوا "الحبوب كانت موضبة بالبلاستيك" ويبلغ وزنها 402 غراما وتبلغ قيمتها 50 الف دولار. وقالت المرأة لتي ادعت انها راقصة في بانكوك ان رجلا اسرائيليا دفع لها مبلغ 656 دولارا لنقل المخدرات الى بالي التي يرتادها الكثير من السياح الغربيين.

وفي حال ادانتها بتهمة تهريب المخدرات قد يحكم عليها بالسجن مدى الحياة و حتى بالإعدام بموجب قانون مكافحة المخدرات الصارم جدا في اندونيسيا.

بطاقات كريسماس بالماريغوانا

في حين احبط مفتشو جمارك دبي محاولة تهريب 1751كغ من مادتي الكوكايين والماريغوانا كانت مخبأة بعناية فائقة داخل طرود تحتوي على بطاقات تهنئة بعيد (كريسماس) قادمة من بلد آسيوي.

واوضح مدير اول ادارة عمليات الشحن الجوي في جمارك عمر المهيري في بيان ان «مفتشي الجمارك اشتبهوا بالطرود المحتوية على بطاقات التهنئة وتبين لهم عند المعاينة وجود مادة عشبية اللون مخبأة بطريقة احترافية وقد كشف جهاز كشف المخـدرات انها كوكــايين ومـاريـغـوانا». بحسب وكالة الانباء الكويتية.

واكد انه «رغم ذكاء بعض المهربين ولجوئهم الى طرق مستحدثة في التهريب الا ان جمارك دبي هيأت مفتشيها لمثل هذه الامور وذلك عن طريق الحاقهم بدورات تدريبية تخصصية في مجال الاشتباه وفنيات التفتيش التي اهلته للتعامل مع هذه النوعية من المهربين بدرجة عالية من المهنية».

سبعة ملايين دولار يومياً على القات

من جانبه قال مستشار وزارة الصحة العامة والسكان اليمني الدكتور عبد الوهاب الآنسي ان الشعب اليمني ينفق نحو 7 ملايين دولار يوميا في شراء نبتة القات. جاء ذلك خلال تدشين " مؤسسة النجاة لمكافحة القات " حملتها التوعوية الأولى لطلاب مدارس صنعاء للتوعية بأضرار مضغ نبتة القات.

وفند الآنسي المفهوم الخاطئ عند الشباب الذي يقول إن القات يساعد على التحصيل العلمي وأكد أن أكثر الطلاب الذين يتناولون القات " هم أكثر الفاشلين في قاعة الامتحان ". وتهدف الحملة التوعوية إلى رفع مستوى الوعي لدى طلاب المدارس بأضرار تناول القات وأثره على مستقبلهم إضافة إلى تعريف الطلاب بدورهم في الحد من انتشار هذه الظاهرة بين أقرانهم وزملائهم.

ترحيل ملكة المخدرات

بينما رحلت السلطات الكولومبية امرأة عرفت بلقب "ملكة مخدرات الامفيتامين" الى الولايات المتحدة، لتواجه تهما بتهريب المخدرات والاتجار بها.

وقد وضعت الشرطة الدولية (الانتربول) المرأة، واسمها بيتريز الينا هاناو، على قائمة اخطر عشر نساء مطلوبات للقضاء. وتتهم هاناو بانها من كبار تجار المخدرات الدوليين، ومسؤولة عن تهريب كميات ضخمة من مخدر الامفيتامين الى الولايات المتحدة واسبانيا والنرويج.

وتقول الشرطة ان معرفتها باللغات الانجليزية والالمانية والهولندية والاسبانية سهل لها نشاطات بيع المخدرات خارج بلادها كولومبيا. كما تتهم هاناو، البالغة من العمر 45 عاما وخريجة العلوم السياسية، بانها الوجه الدولي لعصابة تهريب مخدرات كولومبية يقودها خافيير انتونيو ولويس انريكي كايي سيرنا، والمعروفان بلقب "الاخوين كومبا".

وتقول الشرطة انها نجحت في بيع نحو 300 ألف قطعة من مخدر الامفيتامين، وانها، مع شخص آخر من العائلة، يعتبران لاعبين رئيسين في سوق تجارة المخدرات الدولية. ويقضي احد اولادها عقوبة سجن في اسبانيا بتهم القتل، والثاني في هولندا بتهمة تجارة وتهريب المخدرات. وتواجه هاناو محكمة في نيوريوك مع اثنين ممن يعتقد انهما اعضاء في عصابة "كومبا" الكولومبية بتهم تجارة المخدرات وغسيل الاموال.

الكوكا منفعة ام مضرة

وفي السياق ذاته، وقبل آلاف السنين كان سكان الأنديز الأصليون يلجؤون إلى وريقات نبتة الكوكا لاستخدامات طبية ودينية، وهي ما زالت حتى يومنا هذا تمضغ وتنقع وتحرق خلال ممارسة الطقوس... وفي إطار الجهود التي تبذلها بوليفيا للنهوض بزراعة هذه النبتة، تتوجه إلى أوروبا منادية بتشريع استخدامها في حين أن العالم يرى فيها مادة أولية لصناعة الكوكايين.

وينطلق وزير الخارجية البوليفي دافيد شوكويهوانكا في جولة تشمل أسبانيا والسويد وبريطانيا وفرنسا وبلجيكا لعرض حجج وبراهين بوليفيا ثالث منتج عالمي للكوكا، بهدف تشريع استخدامها.

في بوليفيا ومنذ العام 2009 يشير الدستور إلى الكوكا على أنها "إرث ثقافي ومورد طبيعي متجدد في التنوع الحيوي البوليفي بالإضافة إلى كونها عاملا للترابط الاجتماعي". وللكوكا وزير دولة يهتم بشؤونها، أما المدافع الأول عنها فهو رئيس البلاد إيفو موراليس بحد ذاته الذي يملك حقله الخاص.

تشكل وريقات الكوكا حيزا من يوميات ملايين سكان الأنديز في بوليفيا والبيرو وشمال تشيلي والأرجنتين منذ آلاف السنين، وذلك لفوائدها الغذائية المفترضة والتي تحمي من الدوار الذي يصيب الانسان في المرتفعات وكذلك من الجوع والتعب.

أما في المناجم، وعلى سبيل المثال منجم "سيرو ريكو" في بوتوسي (بوليفيا)، فيقوم العمال بمضغ هذه الوريقات مطولا بهدف تعزيز "صمودهم" في الدهاليز. والكوكا معروفة كذلك بخصائصها المنبهة وبتزويد الدم بالأكسيجين، بالإضافة إلى احتوائها على الفيتامينات وعلى 14 من أشباه القلويات التي تنسب إليها حضارة الأنديز تماما كما يفعل الطب، خصائص تساعد على التئام الجروح وأخرى مدرة للبول وأخرى مخدرة. وقد لفتت إلى ذلك دراسة أعدت في جامعة هارفرد في العام 1975 تحت عنوان "القيمة الغذائية للكوكا".

"كوكا سي، كوكايينا نو!"

ويشدد الدكتور خورخي هورتادو من مستشفى الأمراض النفسية والعصبية في لاباز على أن "وريقات الكوكا تحتوي على الفيتامين (أيه) بنسب تفوق أي فاكهة، كما أنها تحتوي على ضعفي نسب الكالسيوم التي نجدها في الحليب".

ويرتكز البوليفيون على هذه المعطيات في مطالبتهم بسحب الكوكا من لائحة المواد الممنوعة التي أدرج فيها منذ العام 1961. وكان الرئيس موراليس قد مضغ في العام 2009 وريقة أمام لجنة المواد المخدرة في الأمم المتحدة قائلا: "إذا كانت هذه من المخدرات فلتعتقلوني!".

ونبتة الكوكا موجودة منذ أربعة آلاف عام أي زمن حضارة تياهواناكو على مقربة من بحرية تيتيكاكا. ويشدد إستيبان تيكونا المتخصص في علم الأنثروبولوجيا والمدير الأكاديمي في وزارة الخارجية على أن هذه النبتة تشكل "جزءا مهما من زراعات السكان الأصليين". بحسب وكالة انباء فرانس برس.

لكن الكوكا تشكل أيضا المادة الأولية في صناعة الكوكايين الذي يتم الحصول عليه بعد تجفيف الوريقات ونقعها وإضافة المواد الكيميائية عليها. وبوليفيا التي وصل إنتاجها في العام 2008 إلى 113 طنا، تأتي من بين المنتجين الثلاثة الأوائل عالميا إلى جانب كولومبيا والبيرو.

وترفع حكومة موراليس شعار "كوكا سي، كوكايينا نو!" ما يعني "نعم للكوكا، لا للكوكايين!". وهذا الشعار يختصر نهج الحكومة البوليفية الذي يدعو إلى إعادة تقويم هذه "النبتة المقدسة" والترويج لها وتشجيع تصديرها، وذلك بالتزامن مع مكافحة الإتجار بالمخدرات.

بحسب الأمم المتحدة، تمتد زراعة شجيرات الكوكا على مساحة 30900 هكتار في بوليفيا، الأمر الذي يتخطى بكثير عتبة 12 ألف شجيرة التي كانت الحكومة قد حددتها للاستخدامات "الشرعية". وترى السلطات أن 35% الى 40% من الزراعات تغذي سوق المخدرات، وهي نسبة اقل بكثير من الواقع بحسب خبراء.

إلى ذلك تعمد الحكومة إلى تصوير حملاتها السنوية لإتلاف الفائض مدعومة من الجيش. وهي كانت قد أتلفت في العام 2010 شجيرات تمتد على مساحة 8200 هكتار. بعد النقوع والحلويات والسكاكر والطحين ومعاجين الأسنان، أطلقت بوليفيا اخيرا مشروبا غازيا جديدا يرتكز على الكوكا هو "برينكو كوكا" بعدما كانت قد أطلقت في العام 2010 مشروب الطاقة "كوكا كويا".

وهذا المشروب الغازي الجديد معد للتصدير، إلا إذا تم حظره.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 3/شباط/2011 - 29/صفر/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م