هاجس فقدان العمل وخطر الحلول الترقيعية

 

شبكة النبأ: قد تشير بعض الدراسات والبحوث على ان قضاء وقتا اطول من اللازم في العمل يسبب امراضا عديدة كما انها تؤكد ان الزيادة الضغط على العامل تؤثر في صحته الجسدية وحالته النفسية حتى وصل بها الحال انها تنصح بعدم التفكير بأخذ منصب اعلى لأن ذلك سيزيد من المردودات السلبية على الشخص.

هذا كله صحيح ومتفق عليه ولكن هناك مشكلة اهم لم تلتفت لها البحوث او الدراسات والذي يصوغها الكثيرون على شكل سؤال (اين هو العمل؟) فهناك الملايين من الاشخاص حول العالم يعانون من البطالة وقلة الاجر في الوقت الذي تتصاعد فيه اسعار البضائع والسلع وكأنه يقول انني ارضى بكل المتاعب والسلبيات التي ذكرت سابقا ولكن اريد عملا لأعيش، لاسيما بعد ان رصدت العديد من الجمعيات والمكاتب الدولية التي تبحث عن حلول للقضاء على مشكلة البطالة ارقاما ونسبا هائلة في انتشار الجوع والفقر بسبب ذلك، ومن وجهت نظرهم فقد حذر المحللون الاقتصاديون متفقين بذلك مع المحللون الاجتماعيون ان الاوضاع الاقتصادية تسوء اكثر عام بعد عام وهذا ما سيجعل من العالم عبارة عن تفاعلا غير نستقر سرعان ما ينفجر ويسبب ازمات اجتماعية ونفسية يصب تأثيرها على حياة العالم بل وقد يؤدي الى دماره.

أزمات اجتماعية

حيث قال المكتب الدولي للعمل ان برامج التقشف التي تبنتها الدول في الاشهر الاخيرة سرعت تزايد البطالة في العالم التي لا يتوقع ان تعود الى مستواها السابق للازمة قبل 2013، مما يهدد بأزمات اجتماعية.

وفي تقريره السنوي عن العمل في العالم، اكد المكتب تقديراته للبطالة في السنة، موضحا ان عدد العاطلين عن العمل سيبلغ حوالى 213 مليون شخص اي معدل 6,5 بالمئة مقابل 6,6 بالمئة في 2009. ويرى المكتب ان استئناف التوظيف سيكون ابطأ مما كان متوقعا حتى الآن على الرغم من المؤشرات المشجعة في الاقتصادات الناشئة في آسيا واميركا اللاتينية.

وقال ريمون توريس المعد الرئيسي للتقرير ان هذا التباطؤ ناجم عن تدهور على جبهة البطالة في الاشهر الاخيرة بسبب تغيير سياسات الدول التي تخلت عن خطط انعاش لتتبنى برامج تقشف". واضاف "انه تغيير كبير لم يكن متوقعا". واكد توريس "بهذه الغيوم الجديدة التي تتلبد في وتيرة الاصلاحات لن يبدأ انتعاش الوظائف الذي كان متوقعا في 2013، قبل 2015".

واوضحت الدراسة انه ما زال ينقص ثمانية ملايين وظيفة للعودة الى مستويات 2007 اي ما قبل الازمة. وتعتمد هذه التوقعات الجديدة خصوصا على مؤشرين محددين يثيران القلق حسب المكتب هما ارتفاع معدل البطالة لمدة طويلة وانتشار البطالة بين الشباب. وقال التقرير ان "حوالى اربعين بالمئة من طالبي الوظائف في 35 بلدا تتوفر فيها احصاءات، لا عمل لديهم منذ اكثر من عام"، اي اكثر بحوالى عشرة بالمئة عن 2009.

واضاف توريس ان "هؤلاء الاشخاص يواجهون خطر انهيار معنوياتهم ومشاكل نفسية وبعضهم قرروا حتى مغادرة سوق العمل". وفي 2009 قرر اكثر من اربعة ملايين عاطل عن العمل التخلي عن البحث عن وظيفة. وحتى في دول مثل المانيا حيث الانتعاش الاقتصادي سمح بتراجع لا سابق له في عدد العاطلين عن العمل في ايلول/سبتمبر (7,2 بالمئة مقابل 7,6 بالمئة في آب/اغسطس)، ما زال هناك عدد كبير من العاطلين عن العمل لفترة طويلة (45 بالمئة من العدد الاجمالي للنصف الاول من العام). واكد الخبير ان البطالة "مؤشر على ركود طويل في سوق العمل" اذ ان امتصاصه اصعب. بحسب وكالة انباء فرانس برس.

ويشكل ارتفاع البطالة بين الشباب (بزيادة 7,8 ملايين شخص منذ 2007) عاملا قد يسبب انفجارا اجتماعيا مع ظهور "جيل ضائع". واوضح المكتب ان تراجع الاجراءات الاجتماعية الواضح في بعض برامج التقشف يمكن ان يؤدي الى ازمة اجتماعية خطيرة. وقال توريس ان "التوتر قائم اصلا" مشيرا الى اضطرابات اجتماعية في 25 بلدا على الاقل. واضاف توريس ان تفاقم الفروق الاجتماعية في 2009 ينضاف الى هذه العوامل، موضحا ان استئناف دفع المكافآت غذى هذه "القنبلة الموقوتة".

وتابع ان الحكومات تملك وسائل تجنب ذلك عبر "اعادة التوازن" الى طرق النمو. واضاف "في التقرير تمكنا من ان نظهر انه بفضل مقاربة متوازنة وغير مكلفة بالضرورة، يمكن ان ندعم في الوقت نفسه نموا اقتصاديا غنيا بالوظيفة ومواجهة حالات العجز المرتفعة جدا والتي يجب خفضها". وذكر امثلة على ذلك البرامج التي تقوم بها الارجنتين وكندا والبرازيل. وقال توريس "في الدول التي نجحت في الحد من تأثير الازمة الاقتصادية على البطالة نلاحظ مؤشرات اجتماعية افضل انه امر جديد تماما ومشجع".

رئيس شركة ينهي خدمات نفسه

بينما لم تعد الأعمال كالسابق في شركة "يونيكوم ساتيلايت،"في مدينة ميشاواكا الأمريكية، إذ يمكن بزيارة واحد لمقر الشركة ملاحظة الأثر العميق للازمة الاقتصادية، التي حدت برئيس الشركة إلى التضحية بوظيفته للإبقاء على بعض الموظفين. ويقول الشريك والرئيس التنفيذي للشركة مايك "أوضاع الاقتصاد الحالية أصابتنا بسوء."

والسوء ذاك بدأ قبل نحو عامين، إذ تعرض قطاع التجزئة في شركات خدمات القنوات الفضائية إلى ركود حقيقي، الأمر الذي جعل الشركة التي أمضى فينابل وشريكه نحو عقد من الزمن لبنائها، في مهب الريح. وتعين على الشركة أن تغلق فرعها في كل من إنديانابوليس، فورنت واين، وآن أربور، وميتشيغان، وتم تقليص عدد الموظفين، ليصبحوا ثلاثة فقط، إلا أن ذلك لم يكفي. بحسب وكالة انباء السي ان ان .

واضطر فينابل إلى خيار مدهش، يشرحه بالقول "اضطررت إلى اتخاذ قرار فيما إذا كنت سأحافظ على العدد القليل من الموظفين الأكثر ولاء وتفانيا، أو أن أنهي خدمات نفسي.. وهذا ما فعلته." وقالت زوجة فينابل إن زوجها وشريكه تخليا عن رواتبهم، مضيفة "من الصعب جدا بعد أن يكون لديك موظفين أمضيت معهم فترة طويلة.. أن تستغني عنهم.. إنهم مثل أولادك.. لا يمكنك التخلص منهم بهذه السهولة."

فيسبوك أفضل مكان للعمل

فيما أظهر استطلاع أجراه موقع للعمل على الانترنت ان فيسبوك تتصدر الشركات الامريكية الكبرى كأفضل مكان للعمل.

وجاءت الشركة التي تدير موقعا ضخما للشبكات الاجتماعية في المركز الاول متفوقة على ساوث وست ايرلاينز للطيران وشركة الاستشارات الادارية بين اند كومباني على القائمة التي وضعها موقع جلاس دور على الانترنت الذي يضع عليه المستخدمون رأيهم في المؤسسات التي يعملون بها.

وقال روبرت هوهمان الرئيس التنفيذي لجلاس دور ان أشد ما يضايق العاملين فيما يبدو ضعف الاتصالات داخل المؤسسة التي يعملون بها بينما الشركات التي حلت في المراكز الاولى لديها "ثقافة شركات قوية ومتميزة جدا". بحسب وكالة الانباء البريطانية.

وطلب موقع جلاس دور من مستخدميه ان يقيموا اماكن عملهم على اساس عوامل مثل الرواتب وكفاءة الرؤساء. وجاءت شركة جنرال ميلز في المركز الرابع تليها شركة ايدلمان للعلاقات العامة في المركز الخامس. أما بقية أفضل عشر مؤسسات فهي بوسطن كونسالتنج الاستشارية ومؤسسة ساس للبرمجيات وسلالوم كونسالتنج الاستشارية واوفرستوك دوت كوم لتجارة التجزئة على الانترنت وسوسكويهانا انترناشونال جروب وهي شركة خاصة للمستثمرين في الاسهم. وقال موقع جلاس دور ان الاستطلاع استند الى اراء سجلها ما يقرب من 150 ألف موظف على الموقع خلال عام 2010 عن شركات يعمل بكل منها أكثر من 500 موظف.

سائقي القطارات يهددون بأجهزة كمبيوتر

من جانبه حذر رئيس بلدية لندن النقابات العمالية للسائقين الميالين لتنظيم اضراب ان المزيد من القطارات في شبكة قطارات انفاق لندن ستدار قريبا بالكمبيوتر. وقال بوريس جونسون ان العمل جار لتسيير قطارات الانفاق على ثلاثة خطوط بواسطة أجهزة كمبيوتر موضحا ان معظم قطارات خط جوبيلي تعمل حاليا بهذه الطريقة.

وقال في خطاب "ان التداعيات الضخمة المحتملة لهذا التغيير ستكون واضحة لكل شخص." ومضى يقول "لذا اقول لزملائنا في قيادة النقابات العمالية انني احترم وأتفهم الدور الحيوي للنقابات في المجتمع الحر من اجل ضمان افضل الشروط والظروف لأعضائها ولكن آمل ان يقروا بأن صبر اللندنيين ليس بلا نهاية." بحسب وكالة الانباء البريطانية.

وأضاف قائلا "يتعين عليهم ان يتخلوا عن النمط الاخير من الاضرابات غير المفيدة." ونظم عمال قطارات الانفاق خمسة اضرابات على الاقل منذ سبتمبر ايلول اغلبها بشأن خفض الوظائف ويستعد الركاب لمواجهة المزيد من التعطيل.

وتقول جماعات ضغط في قطاع الاعمال ان عمليات التوقف في قطارات الانفاق التي تنقل نحو ثلاثة ملايين راكب يوميا تكلف العاصمة ما يصل الى 50 مليون جنيه استرليني يوميا.

خسارة الوظيفة تسبب المرض

كما أكدت دراسة تناولت التأثير السلبي للبطالة على الصحة النفسية والجسدية، أن معظم الأصحاء الذين تعرضوا للصرف من وظائفهم بسبب الأزمة المالية العالمية، بدون أسباب تتعلق بتقصيرهم في مهامهم، أصيبوا بأمراض مختلفة شكلت مفاجأة لمن حولهم.

وبحسب الدراسة، فإن 80 في المائة ممن جرى صرفهم من العمل بالولايات المتحدة وحدها أبلغوا عن تعرضهم لأمراض متنوعة، رغم أنهم كانوا من الأصحاء في السابق. وقالت كايت سترولي، أخصائية علوم الإحصاء الديموغرافي في جامعة "ألبني" بولاية نيويورك الأمريكية، إن الدراسة التي أجرتها شملت 8125 موظفاً من ذوي المناصب الإدارية المتوسطة والدنيا.

وأضافت سترولي أنها عمدت إلى فحص الحالة الصحية للمشتركين في الدراسة، ومقارنتها بوثائقهم الطبية العائدة لسنوات سابقة ما بين 1999 وصولاً إلى 2003. وقالت سترولي: "الأمراض تظهر بشكل أساسي عندما يصار إلى طرد الموظف دون أن تقدم له الشركة أي سبب يتعلق بتقصيره في العمل أو طبيعة أدائه." بحسب وكالة انباء السي ان ان.

وأضافت: "الأمراض المسجلة تتركز بشكل أساسي في الأعضاء المسؤولة عن الدورة الدموية، مثل القلب والشرايين والأوردة، ومن مظاهرها ارتفاع ضغط الدم والتعرض للأزمات القلبية وانتشار التهابات المفاصل." ولفتت سترولي إلى أن هذه الأمراض خطيرة للغاية، ويترتب عليها توفير عناية طبية مكلفة في بعض الأحيان، مشيرة إلى أن ضخامة عدد المصابين بهذه الأمراض قد يؤثر على الأداء العام للاقتصاد العالمي، حتى بعد عودة انتعاش الاقتصاد العالمي.

الركود يعزز العلاقات

في حين أظهر استطلاع أمريكي تراجع عدد المديرين الذين يخشون أن يتطلع موظفوهم الى اقتناص مناصبهم حيث بات أغلب الموظفين راضين بمجرد امتلاك وظيفة وأن خمس الموظفين قد يقيمون علاقة جنسية مع مديريهم اذا عاد عليهم ذلك بالنفع.

وكشف الاستطلاع الذي أجرته شركة التوظيف الامريكية اديكو بمناسبة اليوم الوطني للمديرين في الولايات المتحدة في منتصف أكتوبر تشرين الاول أن الركود عزز الروابط بين المديرين والموظفين وأن 30 بالمئة فقط من الموظفين يتطلعون الى مناصب رؤسائهم الشاقة. لكن الاستطلاع أظهر أن البعض مستعد لتقديم الكثير للمحافظة على عمله في ظل ظروف السوق القاسية.

وقال واحد من كل خمسة انهم مستعدون لاقامة علاقة جنسية مع مديريهم اذا أفاد ذلك وظيفتهم وقال عدد مماثل انهم يتواصلون مع مديريهم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي على الانترنت مثل فيسبوك أو لينكد ان. لكن السعي وراء وظيفة المدير ليس أولوية كبرى.

والموظفون الذين لديهم أبناء في سن 18 عاما أو أصغر هم الاكثر رغبة في الحصول على مناصب مديريهم للمساعدة على دفع نفقات التعليم ونفقات أخرى حيث بلغت النسبة 39 بالمئة مقابل 23 بالمئة. وقال ديفيد ادامز نائب رئيس مجموعة اديكو أمريكا الشمالية لشؤون التدريب والتطوير في سياتل انه في ظل ارتفاع معدل البطالة الى نحو عشرة بالمئة فان الموظفين الذين مازالوا يعملون "يشعرون وكأنهم مختارون.. وكأنهم فازوا باقتراع على الثقة من مديريهم بأن مستواهم جيد بما يكفي للإبقاء عليهم." بحسب وكالة الانباء البريطانية.

وأدى هذا بالاضافة الى قلة عدد الموظفين في كثير من القطاعات الى تعزيز الروابط بين الموظفين والمديرين. وقال ادامز "الركود امتحن قيم الناس وأدرك كثيرون أن الامر لا يتمحور كله حول الوظيفة" مضيفا أن الموظفين رأوا أقرانهم يصعدون السلم الوظيفي ثم يجري تسريحهم. وقال أكثر من ثلاثة أرباع المديرين انهم يشعرون بروابط أقوى مع موظفيهم مما كان عليه الحال قبل ثلاث سنوات ووافقهم الرأي 61 بالمئة من الموظفين.

وقد لا يتغير الوضع في الامد القريب بالرغم من أن المكتب الوطني للأبحاث الاقتصادية أعلن مؤخرا انتهاء الركود في يونيو حزيران 2009. وقال آدامز "بالرغم من أنه انتهى من الناحية العملية الا أن أحدا لا يشعر أنه انتهى." ومازال الموظفون يتوقعون المزيد من مديريهم ويتعين على أرباب العمل أن يتوخوا الحرص لكي يحافظوا على أفضل المواهب عندما ينتعش الاقتصاد وسوق العمل. وفي حين يفضل الموظفون المديرين الذين يقودونهم ويوجهونهم بأهداف وأدوات واضحة من أجل نموهم الوظيفي فان كثيرا من المديرين لا يحققون ذلك ويكتفون باعطاء الاوامر.

وبالرغم من ذلك فان 91 بالمئة من الموظفين يعتقدون أنهم يحظون باحترام متبادل مع مديريهم ويثق 86 بالمئة بمديريهم. لكن مستوى الاحترام يقل عادة كلما زاد فارق السن. وفي حين أن غالبية الموظفين يعتبرون مديريهم أصدقاء لهم الا أن أقل من ربع الموظفين يستمتعون بتمضية الوقت مع مديريهم خارج مكان العمل.

وقال ثلث الموظفين الذين يتواصلون مع مديريهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي انهم صاروا لا يريدون ذلك وقام 45 بالمئة بتعديل ضوابط الخصوصية في هذه المواقع. أما من هو مدير الاحلام.. فقد تصدرت اوبرا وينفري القائمة بينما جاء الرئيس الامريكي باراك أوباما في المرتبة الثانية. أما المديرون الاقل شعبية فهم توني هايوارد الرئيس التنفيذي السابق لشركة بي.بي وسايمون كوويل عضو لجنة التحكيم السابق في برنامج امريكان ايدول.

الترقية في العمل مضرة

من جانب اخر، ومع تنامي معدلات البطالة جراء الأزمة الاقتصادية، أضاف بحث علمي حديث مصدر قلق جديداً للفئات العاملة حول العالم، وهي أن الترقي الوظيفي مضر للصحة. ووجد باحثون في جامعة "ورويك" البريطانية أن الترقية تزيد معدل متوسط الضغوط بواقع 10 في المائة، وتجعل الموظف أكثر انشغالاً وتمنعه من إيجاد الوقت الكافي لزيارة الطبيب.

وكشف كريس بويس، والبروفيسور أندور أوسوالد من جامعة ورويك في بحثهما، بعنوان" هل الترقي يجعل المرء أوفر صحة"، على فرضية أن الترقية تؤدي لتحسن صحة الموظف، أن المداومة على زيارة الطبيب تراجعت بواقع 20 في المائة بعد الترقية، كما تتسبب بزيادة الضغوط النفسية بمعدل 10 في المائة. بحسب وكالة انباء السي ان ان.

وعقب بويس قائلاً: "الترقية الوظيفية ليست بالشيء الرائع كما يعتقد كثيرون، والبحث يظهر أن الحالة النفسية للمدراء تتدهور بعد الترقية، والتغيير يتعدى كونه مؤقتاً." وتابع قائلاً: "ليس هناك مؤشر تحسن صحي على من حصلوا على ترقيات سوى تراجع معدلات زيارتهم للطبيب، وهو أمر في حد ذاته يدعو للقلق وليس الاحتفال." ولم تشر الدراسة إلى أي تحسن في الصحة بعد الترقية، من خلال متابعة ألف حالة خلال الفترة من 1991 وحتى 2005، لكنها وجدت أن الذين يتولون مناصب وظيفية أعلى يشعرون بضغوط نفسية أكبر.

ووجدت أبحاث أخرى أن الضغوط النفسية قد تكون فتاكة، وأن تأثيرها يرفع مخاطر الإصابة بعدد لا يحصى من الأمراض، من الإصابة بنزلات البرد وحتى السرطان، وأن تلك المرتبطة بالعمل تحديداً تؤجج الأمراض، وتؤثر على الذاكرة، وأن النساء اللواتي يتمتعن بحياة زوجية سعيدة يعانين أقل من الضغوط النفسية.

التقاعد يخفض التعب الجسدي

فيما سجل الأشخاص الذين يعانون من تعب جسدي كبير أو من الاكتئاب تحسنا ملحوظا في حالتهم الصحية بعد تقاعدهم، بحسب دراسة واسعة شملت أكثر من 14 ألف شخص نشرتها مجلة "بريتيش ميديكال جورنال". وأتت الدراسة بإشراف كل من مارسيل غولدبرغ وماري زينس من المعهد الوطني الفرنسي للصحة والأبحاث الطبية (إنسرم)، إلى جانب زملاء لهما سويديين وفنلنديين وألمان وبريطانيين.

كذلك، بينت هذه الدراسة أن التقاعد لا يحدث أي تغيير في نسبة الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة ترتبط خصوصا بالتقدم في السن. وكان الباحثون قد لاحظوا من خلال متابعة أكثر من 14 ألف شخصا قبل سن التقاعد وبعدها، انخفاضا كبيرا في التعب الجسدي والذهني بالإضافة إلى انحسار أعراض الاكتئاب منذ السنوات الأولى التي تلت تقاعدهم.

ويؤكد الخبراء على أن "التحسن الصحي واضح لدى مجموع المشاركين بغض النظر عن الفئات المهنية والمستويات الاجتماعية. كذلك فإن هذا التحسن يدوم طويلا بعد التقاعد". والأشخاص الذين تمت متابعتهم ينتمون إلى المجموعة الفرنسية "غازيل" التي أنشئت في العام 1989 وتضم في الأساس أكثر من 20 ألف عامل في قطاع الطاقة. بحسب وكالة انباء فرانس برس.

من جهة أخرى، بينت الدراسة أن الانخفاض المسجل على صعيد التعب الجسدي وأعراض الاكتئاب خلال السنوات التي تلت التقاعد، يأتي أكبر لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة (أمراض في القلب والشرايين وأمراض رئوية وسكري) مقارنة مع الذين لا يشكون من أمراض مماثلة. ويلفت الباحثون إلى ضرورة تحسين ظروف العمل إذا ما امتدت أكثر مدة الحياة المهنية.

لكنه "من الصعب تعميم النتائج، إذ أن المشاركين في الدراسة ينتمون إلى المؤسسة نفسها. فمتقاعدو مجموعة (غازيل) كانوا قد استفادوا من عقد عمل طويل الأمد كما أن معدل سن التقاعد سجل 55 عاما"، بحسب البروفسور مارسيل غولدبرغ. بالنسبة إليه لا بد من إعداد دراسات مقارنة تطال أشخاصا يعملون في ظل ظروف قاسية أو يتقاعدون في سن متقدمة.

العمالة الوافدة في روسيا والسعودية والبحرين

الى ذلك أظهر مسح أن العمالة الوافدة في روسيا والسعودية والبحرين هي الاغنى في العالم بينما تأتي دول منطقة اليورو في مرتبة متأخرة فيما يتعلق بأجور الخبراء الاجانب.

وكشف التقرير السنوي الثالث الذي يموله اتش.اس.بي.سي بنك انترناشونال أن الاوضاع المالية للمغتربين ايجابية بوجه عام حيث قال ثلثا من شملهم الاستطلاع أو 66 بالمئة انه أصبح لديهم مزيد من الدخل للادخار والاستثمار منذ سفرهم الى الخارج.

لكن المسح وجد أن المغتربين في روسيا والسعودية والبحرين والامارات وسنغافورة يتمتعون بأكبر قدر من الثروة بوجه عام اذ أن رواتبهم أعلى ويمتلكون دخلا أكبر بعد خصم الضرائب وقدرا أكبر من الكماليات الفخمة مثل أحواض السباحة والعقارات واليخوت. بحسب وكالة الانباء البريطانية.

وتصدر المغتربون في روسيا القائمة للعام الثاني على التوالي حيث قال ثلثهم أو 36 بالمئة ان دخلهم السنوي يتجاوز 250 ألف دولار سنويا بينما كان الدخل السنوي لثلثي المغتربين في اسبانيا أو حوالي 62 بالمئة منهم أقل من 60 ألف دولار.

وقالت ليزا وود المتحدثة باسم اتش.اس.بي.سي ان المسح الذي أجرته مؤسسة جي.اف. كيه للابحاث أظهر أن الفجوة في الثروة تتسع بين الشرق والغرب اذ أن المغتربين في الاقتصادات الناشئة باتوا أغنى من نظرائهم في منطقة اليورو. وذكرت وود أنه لم يكن مفاجئا أن يكون التقلب المستمر في منطقة اليورو عاملا رئيسيا في هذا وأن يدفع المغتربين الى البحث عن وظائف في بلدان يتقاضون فيها أجورا أعلى.

وصنف المسح الذي شمل 4100 مغترب من 100 بلد 25 دولة بناء على بنود مرتبطة بالدخل السنوي والدخل الشهري بعد خصم الضرائب ومقياس للكماليات الفاخرة. ومن ناحية الاجور أظهر المسح أن حوالي 13 بالمئة من المغتربين في العالم يجنون 250 ألف دولار سنويا أو أكثر. وتصدرت روسيا القائمة وتلتها سنغافورة وبرمودا حيث يتقاضى 32 بالمئة و27 بالمئة من المغتربين فيهما على الترتيب نفس المبلغ.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 3/شباط/2011 - 29/صفر/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م