يوم الجمعة الغضب في مصر وتداعياته المستمرة بالموقف الرسمي في مصر
والداعي برحيل الرئيس المصري محمد حسني مبارك يدعو الى القلق على مصير
التحرك الشعبي للاشقاء المصريين في ظل الخزين المعلوماتي والذكريات
المؤلمة لماحدث عام 1991 في العراق.
نظام حسني مبارك لايختلف وحسب التقارير الصادرة عن المنظمات المعنية
لحقوق الانسان في وحشيته ضد المعارضين له عن وحشية نظام صدام حسين
البائد. فالقمع والفساد في مؤسسات الدولة هي القاسم المشترك بينهما
وبين سائر الانظمة الديكتاتورية في المنطقة لذلك نجد مواقف هذه الانظمة
يتناغم مع منهجية نظام حسني مبارك في عدم الالتفات لمطاليب المظاهرات
والحركات الشعبية لابناء مصر.
وهو يتحرك أسرع من حركة الشعب المصري لاعادة الحياة لنظامه القريب
من الانهيار حيث نجد المؤسسة العسكرية لازالت في موقفها الغامض والمخيف
تجاه مايجري، لم نسمع عن مواقف وطنية لكبار الضباط المصريين كما حدث في
تونس عندما وقف الجيش والشرطة مع حركة الشعب التونسي التغييرية ضد حكم
زين العابدين بن علي.
ومعادلة مصر ليست كمعادلة تونس لموقعها ودورها في مايعرف بعملية
السلام في الشرق الاوسط. فليس من السهل اسقاط نظام كهذا وله من الاجندة
الدولية المهمة فنحن في العراق اكتوينا بماحدث عام 1991 حيث انتفضت
14محافظة عراقية من أصل 18 محافظة، سقطت مؤسسات حزب البعث الحاكم في
تلك المدن وخرجت عن سيطرة النظام ثم بعد عدة أيام أعاد نظام صدام
البائد فلول الحرس الجمهوري الخاص به ليبدا مرحلة أعادة سطوته ودمويته
بشكل فظيع، العالم لم يتحرك حينها للوقوف على حقيقة ماجرى آنذاك
باستثناء المدن الكردية في اقليم كردستان العراق رغم ان الادارة
الامريكية حينها دعت الشعب العراقي لاسقاط نظام صدام حسين ووعدت
بمساعدة العراقيين في التغيير.
اليوم يفترض ان لايعول على أي معادلة دولية في مسالة تغيير نظام
حسني مبارك وعلى القوى السياسية في مصر أن تستثمر الفرصة قبل فواتها في
فرض ارادة الشعب المصري والوصول الى القصر الجمهوري ووزارة الدفاع وليس
فقط البقاء في ميدان التحرير هناك خطورة من خلال متابعتنا لمجريات
الاحداث على صعيد حركة نظام حسني مبارك وحركة القوى السياسية البطيئة.
في المقابل ونحن في العراق هناك واجب انساني وقومي على الحكومة
العراقية ان تتبناه وهي التي اكتوت بنظام الدكتاتور صدام البائد ان
تعلن رسميا عن موقفها الداعم للتظاهرات السلمية للشعب المصري وان تمارس
ضغطا على الحكومات والدول دائمة العضوية في مجلس الامن الدولي للضغط
على محمد حسني مبارك بضرورة الانصات لمطالب المصريين الداعية الى رحيله
هذا هو الموقف الذي يفترض ان تقوم به الحكومة العراقية، وعليها ان
تتابع جيدا تصريحات ومواقف الدول الاخرى التي لاتمت بالشعب المصري
كماهي علاقتنا به حيث الرابطين القومي والديني.
أدعو جميع الاخوة العراقيين في كل مكان بالضغط على الحكومة
العراقية والتنسيق مع فعاليات المجتمع المصري في الداخل والخارج بضرورة
تنبيه الجميع الى أهمية اتخاذ اجراءات اخرى اكثر تصعيدية لاسقاط نظام
محمد حسني مبارك والعالم اليوم يحترم القوي يجب ان يظهر الشعب المصري
وقواه الوطنية بمظهر القوي الذي يفرض وجوده في مواقفه وخطابه الوطني
الموحد والا سيتكرر المشهد المأساوي من جديد. |