اذا كان الحسين السبط عليه السلام قد بلغ رسالة الدم باستشهاده في
كربلاء في عاشوراء عام 61 للهجرة، فان زينب الكبرى بنت امير المؤمنين
عليه السلام قد بلغت رسالة الكلمة بمواجهتها للسلطان الجائر، وبذلك
تكون الرسالة قد اكتملت، عندما تعانق الدم مع الكلمة، والاستشهاد مع
المواجهة الشجاعة.
لقد شاء الله تعالى ان لا تبلغ، بضم التاء وتشديد اللام وفتحها،
رسالاته الا بالدم والكلمة الشجاعة والصادقة، ولذلك تزامن الاستشهاد مع
الكلمة على مر التاريخ، وها هي تونس الخضراء ومصر الكنانة واليمن
السعيد والاردن والجزيرة العربية وغيرها من دول العالم العربي التي
تشهد ثورة ضد الظلم والطغيان والاستبداد السياسي، يتزامن فيها الدم مع
الكلمة، والاستشهاد مع صرخة المظلوم التي راحت تدوي في سماء العالم عبر
الفضائيات وكل وسائل الاتصال الجمعي.
والى هذه الحقيقة اشار القرآن الكريم بقول الله تعالى( الذين
يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون احدا الا الله وكفى بالله حسيبا)
فالاية تشير الى:
اولا: ان رسالات الله لا تعني تعليم الناس الصلاة والصوم، او الحج
وغيره من العبادات، فتلك هي جزء ضئيل من رسالات الله تعالى، انما
رسالاته اعظم من كل ذلك بكثير، وهي اهم واخطر من كل هذه العبادات، انها
رسالة الانسان الحر والكريم والعقل السليم والقلب الطاهر والمعافى، بغض
النظر عن لون هذا الانسان او اثنيته او دينه او اي شئ آخر، انها رسالة
الانسان اذا ما ظلم، بضم الظاء، ورسالة العقل اذا ما ضلله الطاغوت
ورسالة القلب اذا ما اصيب بمرض بسبب الحقد والكراهية والبغضاء
والانانية والعنصرية والحزبية الضيقة.
ثانيا: ان من يبلغ هذه الرسالات سيتعرض لكل انواع الاضطهاد وقد
يقتله ديكتاتور او تطارده اجهزة الامن والاستخبارات لتصفيته، وقد يتعرض
للتسقيط المعنوي، كما كان الحال بالنسبة الى الكثير من انبياء الله
ورسله وكذلك حال الكثير من المبلغين والمصلحين على مر التاريخ، فلا
يظنن امرء بان تبليغ رسالات الله تعالى امر هين لا يحتاج الى الثمن
الغالي الذي لا بد من ان يدفعه المبلغ، ابدا.
ثالثا: ولانه لتبليغ الرسالات ثمن باهض، لذلك اشترط الله تعالى على
من ينوي التصدي لهذه المسؤولية ان يكون:
الف؛ واعيا لمهمته وللواجب الذي يريد ان يتحمل مسؤوليته.
باء؛ شجاعا فلا يخشى غير الله تعالى وهو يبلغ رسالاته عز وجل.
جيم؛ ثابتا فلا يتردد او يتزعزع او ينهار امام الاغراءات او الضغوط
التي سيواجهها.
دال؛ واضحا وعلى بصيرة من امره، لا يشك ولا يظن او يتصور.
هنا يشخص دور زينب بنت علي امير المؤمنين عليهما السلام، كابرز
مصداق لقول الله تعالى الانف الذكر.
فبعودة سريعة الى خطبتها العظيمة في مجلس ديكتاتور الشام يزيد بن
معاوية، وقبل ذلك خطبتها في مجلس ديكتاتور الكوفة، سنلحظ هذه الصفات
الاربع باجلى معانيها واوضح مصاديقها.
انها قالت (انما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر) (فانظر لمن الفلج
يومئذ) (هبلتك امك يابن مرجانة)
(اظننت يا يزيد) (امن العدل يبن الطلقاء) (فوالله ما فريت الا جلدك
وما حززت الا لحمك) (ولئن جرت علي الدواهي مخاطبتك اني لاستصغر قدرك
واستعظم تقريعك واستكثر توبيخك) (وهل رايك الا فند وايامك الا عدد
وجمعك الا بدد يوم ينادي المنادي الا لعنة الله على الظالمين).
ففي هذه الفقرات من خطبيتها نقرا وبشكل واضح كل ما تتطلبه مسؤولية
التصدي للتبليغ، ففيها الشجاعة والوضوح والبصيرة وعدم الخشية من احد
الا الله تعالى الذي يحول بين المرء المخلص لرسالته والكذب والتزوير
والغش والتلاعب بالالفاظ، ولذلك لم نجد في خطبتي عقيلة الهاشميين اي
زيادة في عباراتها، كما لم نجد فيها اي تضخيم للامور او تزوير للحقائق
او تقليل من اهمية الموقف.
ولان زينب عليها السلام تميزت بكل الصفات المطلوبة فيمن ينوي تبليغ
رسالات الله تعالى، لذلك خاطبت الطاغية بخطاب الواثق من نفسه وقبل ذلك
من وعد الله تعالى قائلة ( فوالله لا تمحو ذكرنا).
فلماذا اقسمت زينب بالله تعالى؟ لماذا لم تتحدى الطاغوت بالعبارة
فقط من دون القسم؟.
برايي، انها اقسمت في هذا النص لسببن اثنين:
الاول: لانها على علم بالجهد العظيم الذي سيبذله كل طغاة الارض من
اجل محور ذكر الحسين عليه السلام وطمس اثره لتنسى البشرية ما الذي حدث
في عاشوراء عام 61 للهجرة.
الثاني: لانها كانت على يقين من ان كل هذه الجهود ستذهب هباءا
منثورا من دون ان تؤثر في حقيقة عاشوراء قيد انملة، لعلمها المسبق بان
الغيب سيقيض لرسالة الحسين عليه السلام من يحملها على عاتقه من دون ان
تاخذه في الله لومة لائم، وهذا ما كان.
فانظر، من جانب، الى ما بذله ويبذله اعداء البشرية واعداء الانسان
واعداء الحرية والكرامة من جهود عظيمة لمحو ذكر الحسين الشهيد، ثم انظر،
من جانب آخر، ما يبذله حملة رسالة الحسين عليه السلام من جهد عظيم
لتبليغ رسالات الله تعالى من دون ان تاخذهم في الله لومة لائم، ولقد
راينا هذا العام بعض افعال اعداء الحياة والانسان من اجل طمس ذكر
عاشوراء فقتلوا وفجروا ولغموا وفخخوا حتى اريق الدم الطاهر من نحور
محبي الحسين عليه السلام في كربلاء وفي غير كربلاء، فهل وقفت المسيرة؟
وهل نجحوا في طمس ذكر كربلاء؟ ابدا ابدا، فالحسين باق ما بقي الدهر،
وعاشوراء مستمرة ما بقي الانسان، والحسين خالد ما بقي مظلوم على وجه
هذه الارض، وكل ذلك تفسير قسم زينب عليها السلام وقولها تخاطب يزيد
الطاغية (فوالله لا تمحو ذكرنا) وهو قسم لو تعلمون عظيم.
لقد ظلت عاشوراء تمثل خطرا محدقا بسلطة الاستبداد السياسي والديني
على مر التاريخ، ولذلك وظف الطغاة كل ما عندهم من اجل طمس اثرها ومحو
ذكرها، وفي المقابل فان اهل البيت عليهم السلام ما اهتموا بقضية
كاهتمامهم بعاشوراء، لانها تمثل العامل الاساس لحفظ رسالات الله تعالى،
فعاشوراء تمثل الحرية والكرامة والعدل والحق، انها تمثل انتصار الدم
على السيف، وانتصار الحق على الباطل، وانتصار المظلوم المستضعف صاحب
الحق على الطاغوت المتجبر، ولذلك فان اهتمام اهل البيت عليهم السلام
بيوم الحسين السبط انما هو تعبير عن اهتمامهم بالحرية والكرامة والحق
والعدل، وبكلمة جامعة، اهتمامهم بالانسان، من خلال اهتمامهم بتبليغ
رسالات الله بمعناها الاعم والاشمل.
ولقد فسر الناس، كل الناس، معنى عبارة السيد زينب عليها السلام في
(والله لا تمحو ذكرنا) بطرق شتى، فبعضهم حققها بالفكر والثقافة من خلال
تدوين اعظم الاسفار كما هو الحال مع المفكر والاديب اللبناني جورج
جرداق الذي كتب بخمسة مجلدات (الامام علي صوت العدالة الانسانية) وكما
هو الحال مع الاديب اللبناني الاخر الاستاذ انطوان بارا الذي كتب
(الحسين في الفكر المسيحي) فيما سطر آخرون من الشعر والنثر والقصة
والرواية ما جمعته (دائرة المعارف الحسينية) للعلامة الكرباسي في اكثر
من (600) مجلد لحد الان، وانا شخصيا لا اعرف في تاريخ البشرية قضية كتب
عنها الناس كل هذا الكم الهائل كقضية عاشوراء ويوم الحسين السبط عليه
السلام.
الى جانب الفكر والثقافة، فقد فسر آخرون كلمة السيدة زينب بطرق شتى
فيها الكثير من العاطفة، تقف على راسها (الدمعة) التي هي بمثابة اعظم
رسالة اعلامية على الاطلاق، والدليل على ذلك ما يبديه الواحد منا من
اهتمام اذا ما راى طفلا يبكي او امراة تنحب او رجلا يبكي بهدوء، ولكننا
لا نعير اهتماما يذكر اذا راينا امرءا يضحك وهو يقف على قارعة الطريق،
لماذا؟ لان الدمعة تحمل بذاتها رسالة تثير عند الانسان حمية السؤال
والفضول وبالتالي دافع النصرة ومد يد العون، ففي الدمعة رسالة لمظلوم
يتوق الانسان لنصرتها والوقوف الى جانبها، اما الضحك فهو ليس كذلك ابدا،
ولطالما راى احدنا نفسه غارقا في البكاء وهو يشاهد فيلما او مسلسلا فيه
مقطعا انسانيا يحكي قصة مظلوم مثلا او عدوان بغير حق.
ولقد اعتمدت رسالة عاشوراء على المعرفة والصدق لتبليغ رسالات الله،
فيما يعتمد الطغاة والانظمة المستبدة على الكذب والتضليل كاهم وسيلة
لغسل ادمغة الراي العام، ولذلك فان الطاغوت يعتمد قاعدة ( قال فرعون ما
اريكم الا ما ارى وما اهديكم الا سبيل الرشاد) من خلال منع الناس من
الاطلاع على الحقيقة وحصر مصدر المعلومة باجهزة النظام السياسي فقط
والحيلولة دون اطلاع الراي العام على الحقيقة من مصادرها الطبيعية،
فنرى ان المستبد يبادر الى منع الناس من التفكير، بل انه ينصحهم ان لا
يشغلوا انفسهم بالتفكير فهو وزبانيته يفكرون بالنيابة عن الشعب، ولذلك
تراه يمنع كل وسائل الاتصال الجمعي عن المجتمع، ولقد راينا، بعد ان سقط
ديكتاتور تونس الخضراء مؤخرا في ثورة الشعب الابي، كيف انه كان قد حول
تونس الى صندوق مغلق لا يدخله نور العلم والمعرفة ابدا، من خلال منع
الناس من التواصل مع المعلومة باي شكل من الاشكال، كما كان يفعل من قبل
الطاغية الذليل صدام حسين.
ان الطاغوت يشجع الراي العام على ان يغط في نوم عميق ليبعده عن
التفكير في الشان العام، فلا يفسد عليه خططه، ولا يحتج على فساده، ولا
يسال عن اشياء ان تبد له تسؤه، ولقد وصف احد الشعراء حال الشعب في ظل
الاستبداد بقوله:
نامي جياع الشعب نامي حرستك آلـــــهــة الطعام
نامـــــــي فان لم تشبعي من يقضة فمــن المنـــام
نامــي على زبد الوعود يداف في عسل الكـــلام
نامي تزرك عرائس الا حــلام في جنح الظـــلام
تتنوري قرص الرغيف كدورة البدر التمـــــــــام
وتري زرائبك الفســاح مبلطات بالرخــــــــــــام
نامي تصحي نعم نــوم المرء في الكرب الجسام
ان المستبد يخشى كثيرا من ان تصل المعلومة الصحيحة الى المجتمع،
لانها تساهم في زيادة المعرفة، وتاليا في زيادة الوعي الذي يعتبره
الطاغوت اول مسمار في نعش سلطته الظالمة، ولهذا السبب نرى الطاغوت
يحارب المعرفة ويقاتل من اجل ان لا تصل المعلومة الصحيحة الى الناس،
ويبذل كل ما في وسعه من اجل تضليل الراي العام، وذلك بالاعتماد على
وعاظ السلاطين واصحاب الاقلام الماجورة والمتملقين من زبانيته، ولقد
راينا كيف ان فرعون مصر بادر فور تحرك الشارع لاسقاطه الى قطع كل وسائل
الاتصال الجمعي عن البلاد، ظنا منه بان ذلك سيخفف من ثورة الشعب الابي،
او ان ذلك سينقذه من المقصلة.
يقول المفكر السوري عبد الرحمن الكواكبي في كتابه (طبائع الاستبداد
ومصارع الاستعباد) عن علاقة المستبد بالعلم:
لا يخفى على المستبد ان لا استعباد ولا اعتساف ما لم تكن الرعية
حمقاء تخبط في ظلامة جهل وتيه عمياء.
ويقول في مكان آخر من سفره الخالد:
المستبد، كما يبغض العلم لنتائجه يبغضه لذاته لان للعلم سلطانا
اقوى من كل سلطان فلا بد للمستبد من ان يحتقر نفسه كلما وقعت عينه على
من هو ارقى علما منه ولذلك لا يحب المستبد ان يرى وجه عالم ذكي فاذا
اضطر لذي علم اختار المتصاغر المتملق.
اما منهج اهل البيت عليهم السلام فيحث على العلم والمعرفة والاطلاع
على الخبر الصحيح والمعلومة السليمة من دون تضليل او كذب او تزوير او
غش، ولذلك فان امير المؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام خطب الناس في
اول عهده بالخلافة قائلا:
( ايها الناس ان لي عليكم حقا ولكم علي حق، فاما حقكم علي فالنصيحة
لكم وتوفير فيئكم عليكم وتعليمكم كيلا تجهلوا وتاديبكم كيما تعلموا،
واما حقي عليكم فالوفاء بالبيعة والنصيحة في المشهد والمغيب والاجابة
حين ادعوكم والطاعة حين آمركم).
لقد ظل معاوية بن ابي سفيان يمارس التضليل المنظم ضد اهل الشام، من
خلال اخفاء الحقيقة عليهم ومنعهم من الاطلاع على الانباء الصحيحة التي
كانت تموج بها الامصار آنذاك، وكل ذلك من اجل ان يظلوا معمي، بتشديد
الياء وضمها، على قلوبهم ليسهل عليه حكمهم واستمرار سلطته، ولقد وصف
امير المؤمنين عليه السلام حال العلاقة بين معاوية ومن يقودهم بالتضليل
بقوله:
الا وان معاوية قاد لمة من الغواة، وعمس عليهم الخبر، حتى جعلوا
نحورهم اغراض المنية
ويستمر هذا المنهم التضليلي على مر التاريخ، فاين ما وجد مستبد وجد
الجهل والتخلف، واينما حكم ظالم، انتشر الجهل، ولذلك لا يمكن ان نتخيل
شعب حر وكريم من دون علم ومعرفة، ولا يمكن ان نتصور حرية الا وبجانبها
معلومة صحيحة، كما لا يمكن ان نتصور شعب يعيش بكرامة اذا لم يمتلك حرية
التعبير.
لقد اعرب بعض المحللين عن رفضه لما يجري من تغيير ثوري في عدد من
البلاد العربية بحجة ان الشعب العربي امي وجاهل ولذلك فهو لا يستحق
الديمقراطية، فليس بامكان الشعب الجاهل ان يتمتع بالحرية ابدا،
فالديمقراطية حق الشعوب المتعلمة وليست من حق الشعوب الامية، على حد
تعبيرهم.
اما انا فاقول انه لازالت الديكتاتورية هي التي تحكم في البلاد
العربية، لذلك لا يمكن ان نتصور يوما ان شعوبنا ستتعلم وستحصل على
المعرفة اللائقة، لان الجهل توأم الاستبداد، ولذلك ينبغي ان تزيح
شعوبنا كل الانظمة الاستبدادية الحاكمة من اجل ان تتمكن من الحصول على
العلم والمعرفة والمعلومة الصحيحة، ففي ظل الديمقراطية ينتشر الوعي وفي
ظل الحرية يحصل المواطن على حقه في العلم والمعرفة السليمة، اما في ظل
الديكتاتورية فسيظل الحاكم المستبد يمارس التضليل ضد الراي العام والذي
يعتمد على الجهل والتخلف والامية، لان الجهل افضل اسلحة المستبد.
قد تكون شعوبنا جاهلة وامية بسبب سياسات التجهيل والتضليل التي
يمارسها الحاكم المستبد، وستظل على هذه الحال لازال الحكم استبداديا،
اما اذا اردنا ان ننتشل هذه الشعوب من الجهل والامية، فلابد من ان
تتحرك لتسقط النظام السياسي العربي الفاسد لتتمتع بحريتها وكرامتها، في
ظل فرصة التعليم والمعرفة.
لماذا تكون نسبة الامية في البلاد الديمقراطية معدومة؟ او قليلة
جدا؟ لان النظام الديمقراطي يحرص اشد الحرص على نشر التعليم من اجل ان
لا يبقى مواطنا اميا لا يعرف كيف يختار نوابه في صندوق الاقتراع، اما
في البلدان الاستبدادية فان زبانية الحاكم هي التي تختار نواب الشعب
بالنيابة عن المواطنين في كل عملية انتخابية مزورة او استعراضية، فرجل
الامن مثلا او شرطي الحاكم هو الذي يكتب اسم المرشح على بطاقة
الانتخابات ويضعها في صندوق الاقتراع، وكل ذلك بالنيابة عن المواطن.
بالحرية، اذن، ستحصل شعوبنا على التعليم والمعرفة، وبها ستتواصل مع
العالم الحر وثقافاته المتنوعة.
* ملخص المحاضرة التي القيت في (مهرجان الاربعين)
الذي نظمه الملتقى العراقي ــ الاميركي في العاصمة الاميركية واشنطن،
ليلة الثلاثاء الماضي 25 كانون الثاني 2011
[email protected] |