الاطعمة والانسان... من يأكل من؟

احمد عقيل الجشعمي

 

شبكة النبأ: ان جسم الانسان يحتاج الى غذاء وهذا ما يعرفه الجميع ولكن الغذاء هنا ليس المقصود هو الطعام! نعم قد تكون العبارة محيرة ولكن شرحها بسيط الا وهو ان الطعام هو كل ما يؤكل مهما كان شكله او نوعه او حتى اذا كان فيه مضار على صحة الانسان.

بينما الغذاء فهو الفوائد التي تأتي من الطعام اي بمعنى ادق الفيتامينات والمقويات التي تحملها بعض الاطعمة، لذلك نعلم من ذلك ان الطعام ليس كله مفيد بل هناك ما يضر بنا بل ويسبب لنا امراضا خطيرة مثل البدانة او ضغط الدم بل وحتى السرطان والتي غالبا ما تكون مميتة، وعليه فقد دأب العلماء والاطباء على اجراء البحوث والدراسات لإيجاد اما حلول تتصنف على شكل ادوية طبية كيميائية او علاجات من الطبيعة للقضاء على مرض ما جاء بسبب الدهون الزائدة او التخمة بسبب مرض الادمان على الطعام، او تكون وقائية قبل ذلك.

هذا وقد حث العديد منهم العالم من خطر الاطعمة التي تعود بالسلب على متناولها وعلى صحته وشددوا على اتباع نظام غذائي صحي لتفادي الامراض وصعوبة معالجتها لذلك انقسم العالم الى قسمين من يأكل ليعيش ومن يعيش ليأكل.

النمط النباتي في العالم .. يتزايد

فقد يسعى الأشخاص المتمسكون بالأسلوب النباتي في الحياة إلى عدم استخدام الحيوانات في الغذاء والملابس أو في أي غرض آخر، ويتزايد عدد هؤلاء النباتيين باستمرار. وتعني حياة الشخص النباتي العيش بدون تناول أية منتجات حيوانية، والسبب الأكثر شيوعا لاتباع أسلوب حياة نباتية هو المعتقدات الأخلاقية حول حقوق الحيوان في الرعاية، إلى جانب أسباب أخرى مثل الاعتبارات الصحية والبيئية والروحية والدينية.

والنظرة القديمة التقليدية للنباتي هي أنه ذلك الشخص الذي يشرب عصير فول الصويا ويرتدي أحذية وملابس لا تدخل الجلود في صناعتها، ويطعم كلبه لب البطاطا. ومع ذلك تغيرت صورة النباتي بشكل كبير خلال الأعوام الأخيرة بحيث أصبح المدافعون عن النمط النباتي أبطالا أكثر علانية وطلاقة في التعبير عن آرائهم في ضرورة الحفاظ على البيئة والصحة ومراعاة الرفق بالحيوان.

ويشكل النباتيون ما نسبته واحد في المئة تقريبا من سكان الولايات المتحدة كما تزداد شعبية المذهب النباتي وتناول الأطعمة النباتية في جميع أنحاء العالم، ويوضح سبستيان زيوسيش مدير الجمعية الألمانية للنباتيين أن النباتية أصبحت هي القضية الساخنة في الفترة الحالية.

وزادت عضوية الجمعية الألمانية للنباتيين من 2700 إلى 3500 عضو خلال العام الماضي وحده، وتمثل هذه الجمعية مصالح جميع الأشخاص النباتيين في ألمانيا بما فيهم الأشخاص النباتيون الذين يكتفون بتناول البيض واللبن بينما يمتنعون عن أكل اللحوم بكل أنواعها. ويقول زيوسيش إن النباتية أجرت تجميلا شاملا لصورتها، وربما أصبحت أكثر روعة لأنها صارت أكثر انسجاما مع التطورات المجتمعية.

ويعرض مطعم لا مانو فيردي ببرلين في قائمته أطعمة نباتية شهية تتضمن وجبات الخبز الملفوف بالقرع ومخبوزات البولينيز الإيطالية التي تقدم محشوة بالجبن والجوز والطماطم، ومعجنات الريفولي المحشوة بالكاشيو واللفت.

وعلى الرغم من أن كل المكونات المستخدمة في المطعم نباتية إلا أنه يتجنب الإشارة إلى هذه الكلمة، ويوضح كبير الطهاة بالمطعم كريستيان رادين أن الكثيرين من غير النباتيين لا يحبون كلمة نباتي. ولا تزال هذه الكلمة تستحضر في الذاكرة صورة الآراء المتشددة فيما يتعلق بالأغذية، وحيث أن المطاعم لا تريد إبعاد أي من محبي أكل اللحوم أو النباتيين فإنها تستخدم اصطلاح " أطعمة أساسها النبات " بدلا من كلمة نباتي. ويمكن ربط زيادة شعبية أسلوب الحياة النباتي بنمو حركة الأطعمة العضوية خلال العقد الماضي.

الطرق الصحيحة

وثبت أن الطعام النباتي يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والبدانة، على الرغم من أنه مثلما هو الحال مع أي نظام للحمية الغذائية من المهم التأكد من أن الأطعمة النباتية متوازنة جيدا. ويتم التوصية بضرورة تناول خمس قطع من الفاكهة والخضروات على الأقل يوميا والحد من تناول الحبوب منزوعة القشرة حيث يفقد كثير من المحتويات الغذائية عند نزع قشرة الحبوب.

كما ينبغي تجنب الدهون المهدرجة بينما يحتاج الشخص النباتي الحصول على مصادر فيتامين بي 12 ودي 2 بالإضافة إلى أوميجا 3، كما أن التوازن الغذائي له أهمية خاصة بالنسبة للسيدات الحوامل والأطفال. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

وعلى الرغم من عدم وجود أرقام دقيقة عن عدد النباتيين والذين يتبعون النمط النباتي في حياتهم في العالم إلا أن الخبراء يتفقون على أن عدد الأشخاص الذين يستغنون عن تناول اللحوم في غذائهم آخذ في التزايد.

ويضيف زيوسيش إن فكرة أنك تستطيع أن تساعد على إنقاذ البيئة عن طريق الامتناع عن تناول اللحوم هي فكرة جديدة نسبيا. غير أن الاعتبارات الأخلاقية والصحية كما كان الأمر في السابق تلعب أيضا دورا في تزايد شعبية النباتية، كما ساعد كتاب " أكل الحيوانات " لمؤلفه جوناثان سافران فوير وهو من أكثر الكتب مبيعا على زيادة عدد النباتيين خلال العام الماضي.

وزار فوير مزارع تصنيع اللحوم في منتصف الليل ووصف في كتابه بالتفصيل كيف يتم ذبح الحيوانات وفند العديد من القصص التي تستخدم لتبرير عادات أكل اللحوم الحالية. وكان لهذا لكتاب تأثير فوري على الممثلة ناتالي بورتمان التي كانت من بين الأشخاص الذين أعلنوا منذ صدور الكتاب عن امتناعهم عن تناول اللحوم.

الدهون تسبب الاكتئاب

بينما أظهرت دراسة اعتمدت على أبحاث وعمليات مسح واسعة النطاق أن تناول الأطعمة المشبعة بالدهون يزيد من خطر الإصابة بمشاكل نفسية، وعلى رأسها الاكتئاب، وذلك بخلاف ما يظنه كثير ممن يقبل على تناول وجبات دسمة كوسيلة للتخلص من مصاعب الحياة.

وجرت الدراسة في أسبانيا، وتناولت السجلات الصحية لـ12059 تلميذا من مختلف الجامعات، ولمدة تصل إلى ست سنوات، مع مقارنتها بأنماط الغذاء. وعند بداية الدراسة، لم يكن أي من الذين شملهم البحث يعاني الاكتئاب، ولكن بعد نهايتها أبلغ 657 شخصاً عن إصابتهم بهذا المرض، بحسب مجلة "تايم" الشقيقة لـCNN.

ووجد الباحثون أن خطر الاكتئاب يزداد مع زيادة استهلاك المواد الغذائية المشبعة بالدهون، وقد ارتفعت إمكانية التعرض للكآبة بواقع 42 في المائة لدى الأشخاص الذين يحصلون على 0.6 في المائة من الوحدات الحرارية اليومية التي يتناولونها من الدهون المتحولة. وعمل على الدراسة مجموعة من الأطباء في جامعة "سيغيومينتو دي نافارا" الأسبانية، بتمويل من الحكومة الأمريكية لأغراض البحث بكلية التمريض. بحسب وكالة انباء السي ان ان.

وقد اهتم الجانب الأمريكي كثيراً بنتائج الدراسة، باعتبار أن الدهون المتحولة لا تمثل أكثر من 0.4 في المائة من الوحدات الحرارية التي يتناولها الأسباني العادي يومياً، من خلال مأكولات مثل الحليب والزبدة واللحمة والجبن، أما المواطن الأمريكي فتشكل الدهون المتحولة 2.5 في المائة من الوحدات الحرارية التي يتناولها بسبب نوعية الأغذية السريعة التي يعتمده. ولفتت الدراسة أيضاَ إلى أن الدهون المتحولة تزيد خطر أمراض القلب، وتعتبر أمراض القلب بدورها من أهم أسباب الاكتئاب.

السلاح السري ضد الضغط

من جانب اخر، هل تعاني من ارتفاع ضغط الدم؟ قد يكون لدى علماء استراليين حل جديد.. ولكنه سيقلص عدد اصدقائك. والسلاح السري لضغط الدم هو الثوم وفقا لما خلصت اليه دراسة نشرت في دورية ماتوريتاس Maturitas العلمية.

وفي تجربة استغرقت 12 اسبوعا وشملت 50 مريضا اكتشفت كارين ريد وزملاؤها في جامعة اديليد ان من اخذوا اربع كابسولات يوميا من مكمل يطلق عليه "مستخلص الثوم طويل العمر" سجل ضغط الدم لديهم حوالي 10 ملليمتر زئبق اقل من مجموعة اخرى من المرضى اعطيت علاجا وهميا. بحسب وكالة الانباء البريطانية.

وقالت ريد ان الثوم الذي يتم تناوله بأي شكل اخر سواء كان خاما او طازجا او في شكل مسحوق لم يكن له نفس التأثير. وقالت الباحثة "عندما تقوم بطهي الثوم فان المادة المسؤولة عن خفض ضغط الدم تختفي." ومضت تقول "اعتقد ان اهم نقطة هو ان مستخلص الثوم طويل العمر كمكمل غذائي هو سلاح سري لضغط الدم."

ويعتقد ان الثوم مفيد للقلب ويروج منذ قرون ممارسو طب الايورفيدا التقليدي في الهند لفوائد الثوم على انه من المواد الواقية من ارتفاع ضغط الدم. وقال سانداري جانيش احد ممارسي طب الايورفيدا عبر الهاتف "يستخدم الثوم كعلاج لخفض ضغط الدم في طب الايورفيدا منذ آلاف السنين."

ولكن ريد قالت ان بحثها هو الاول الذي يقيم تأثير مستخلص الثوم طويل العمر مضيفة انه تم تقييم المستخلص كعلاج اضافي لعقاقير اخرى في علاج ارتفاع ضغط الدم.

التفاح بدلا من الحلوى

فيما اظهرت دراسة أن تناول تفاحة بدلا من قطعة حلوى لا يقي من زيادة الوزن فحسب ولكنه ربما يمنع أيضا تهشم العظام عند التقدم في العمر.

وقالت الدراسة - التي نشرت على الانترنت في الدورية الامريكية لطب التغذية (American Journal of Clinical Nutrition) - إن النساء المسنات اللاتي يتناولن كثيرا من الفاكهة والخضراوات والحبوب بشكل عام ربما يقل لديهم احتمال الاصابة بكسور في العظام مقارنة مع اللاتي لا يتناولن مثل هذا الطعام الصحي.

وبينما وجدت دراسات أخرى أن الاشخاص الذين يتناولون مغذيات محددة مثل الكالسيوم وفيتامين (د) لديهم كتلة عظمية أكبر ويتعرضون للكسور بنسبة اقل عند التقدم في السن فان دراسات قليلة تطرقت إلى تأثير أنماط الغذاء بشكل عام. بحسب وكالة الانباء البريطانية.

وكتبت ليزا لانجسيتمو من جامعة مكجيل في مونتريال في كندا التي قادت فريق البحث "الابحاث السابقة اظهرت ان أنماط الغذاء ترتبط بخطر نتائج صحية معاكسة مختلفة ولكن علاقة هذه الانماط بهشاشة الهيكل العظمي لم تفهم جيدا."

ودرست لانجسيتمو وزملاؤها 3539 امرأة انقطع عنهن الطمث و1649 رجلا يبلغون الخمسين عاما فأكثر وركزوا على العلاقة بين "كثافة المغذيات" -- وهي تركيز المغذيات وعلاقتها بالسعرات الحرارية في الطعام -- وخطر الاصابة بكسور العظام.

النهم أيضا إدمان

وفي السياق ذاته، وبعد إدمان المخدرات والجنس والملح والإنترنت وحتى الحب، ترجح أبحاث علمية أن الاستهلاك المفرط للطعام يثير استجابة عصبية تكيفية مماثلة للإدمان في المخ.

وكشفت الأبحاث التي قدمت في المؤتمر السنوي لجمعية علم الأعصاب  ودرست مسارات المخ ومقارنتها بالمدمنين على المخدرات، أن الأغذية الغنية بالسعرات الحرارية العالية والأطعمة الدهنية لها ذات تأثير المخدرات على نفس مسارات المخ، كما أظهرت التجارب على الحيوانات، على الأقل.

ووجدت الدراسة أن الاستهلاك المفرط لتلك الأطعمة يمكن أن تغير طريقة استجابة المخ على المدى البعيد، وفق ما نقلت مجلة "التايم" الشقيقة. وتؤكد الدراسات ما كشفته أبحاث سابقة من أن الآليات الجزيئية التي تدفع الناس نحو إدمان المخدرات هي نفسها وراء الدافع نحو الإفراط في الأكل حيث يقوم الحث المفرط لمراكز المتعة بالمخ أو الـ reward pathways نتيجة استهلاك الطعام بقلب النظام على نفسه فيتكيف النظام بتقليل نشاطه مما يتطلب من الشخص مزيدا من الحث من هذا الطعام لتجنب الدخول إلى حالة مستمرة من انعدام المتعة أو الـ negative reward.

وفي واحدة من الدراسات، قام باحثون من جامعة بنسلفانيا، بتغذية فئران على حمية عالية الدهون أثناء الأسابيع العشرين الأولى من حياتها، وعند إصابتها بالسمنة بدت تغيرات كبيرة ودائمة في مراكز المتعة بالمخ، ما جعل المخ أقل استجابة لذات الحمية الغذائية الدهنية. بحسب وكالة انباء السي ان ان.

وفي دراسة أخرى نفذتها "جامعة كونكورديا" في مونتريال، وجد الباحثون إن الفئران الجائعة سعت نحو الهيروين في الحالات التي لم يتوفر فيها الطعام. فهل حقاً يمكن إدمان الطعام تماماً كالمخدرات؟ تبدو هذه كخلاصة لم تستطع الأبحاث العلمية تأكيدها بشكل قاطع، لكن من المحتمل أن الإفراط في الأكل القهري، أو الشراهة، تحمل طابعاً مشابهاً للإدمان.

وقال رالف ديليون، بروفسور علم النفس المساعد بجامعة "يل الأميركية: "هذا يعني أنه من المنطقي التركيز على سلوكيات الأكل في وقت مبكر من الحياة ، عندما يتكيف المخ مع بيئة معينة.. وربما أيضا يجعل من المنطقي أن تتخذ النهج المستخدمة لعلاج الإدمان وتكييفها للإفراط في الأكل.

وجبة الإفطار لا تقلل تناول السعرات الحرارية

وعلى خلاف التوصية التقليدية بأن الإفطار هو الوجبة الرئيسية في اليوم وقد يقلل من استهلاك السعرات الحرارية خلال النهار، فقد ناقضت دراسة ألمانية حديثة هذا الاعتقاد بشكل كامل.

وبخلاف النصيحة المتكررة بأن تناول وجبة إفطار دسمة كافية لدرء الجوع بقية اليوم، فقد وجدت دراسة أجراها معهد "أليس-كرونر-فرسنيس للطب الغذائي نشرت في "دورية التغذية" فإن الفرد تناول كميات مماثلة من الطعام خلال وجبتي الغداء والعشاء، بصرف النظر عن الكمية المتناولة أثناء الإفطار.

وقال د. فولكر سوزدزارا، الذي شارك في البحث: هناك "هذا ليس صحيحا. كل ما تتناوله أثناء الإفطار لا يؤثر على الغداء والعشاء، فالسعرات الحرارية التي تناولتها على الإفطار تضاف إليهما، وينتهي بك المطاف باستهلاك سعرات حرارية أكثر في اليوم.

وفي الدراسة راقب الباحثون ما تناوله المشاركون فيها وعددهم 380 شخصاً:  280 منهم يعانون من البدانة إلى جانب 100 أوزانهم طبيعية، من أكل وشرب على مدى أسبوعين. وعادة ما تتألف وجبة الإفطار من الحبوب ورقائق الذرة والسجق أو الخبز يرافقه الزبد والجبن. بحسب وكالة انباء السي ان ان.

وشدد الباحثون على أن خلاصة الدراسة تفند الاعتقاد الشائع بضرورة تناول الإفطار لتقليل كم الوجبات التالية. وأضاف سوزدزارا: "إذا أراد المرء فيمكنه تناول الإفطار، لكن يجب مراعاة السعرات الحرارية في الوجبة، فوجبة افطار كبيرة لا تعني الاقتصاد فيما نتناوله من سعرات ويجب أن يعرف الناس ذلك."

وتناقض الدراسة ما أظهرته أخرى في وقت سابق خلصت إلى أن تناول الفطور صباحا قد يخفف الوزن ويشجع على ممارسة الرياضية، خصوصا وأنه يرفع من حيوية الإنسان ويزيد من نشاطه.

فالدراسة التي نشرت في مجلة Pediatrics الأمريكية، أظهرت أن المراهقين الذين يتناولون الإفطار بشكل دوري كانوا أخف وزنا وأكثر حيوية وممارسة للرياضة، علاوة على حرصهم على تناول الأغذية المفيدة لهم.

وتوضيحا لنتائج الدراسة، أشارت الباحثة كاثرين تالمدج، أن "الناس الذين يتناولون الإفطار في بداية يومهم يستهلكون كميات أقل من الطعام في آخره، خصوصا وأنك عندما تبدأ بالأكل فإنك ترفع من "الأيض" عندك، وبالتالي يأخذ جسمك بحرق السعرات الحرارية بسرعة، وبوقت مبكر من النهار."

بكتيريا في الزبادي تمنع الحساسية

من جانبها قالت دراسة ان امراضا مثل الحساسية والتهاب المفاصل الرثياني يمكن منعها يوما ما عن طريق استخدام نوع من البكتيريا مثل المعينات الحيوية الموجودة في الزبادي. وقام الباحثون بتغذية فئران بعائلة بكتيرية ووجدوا انها حفزت على انتاج خلايا دموية بيضاء معينة يطلق عليها خلايا تي.

وقال كينيا هوندا احد العلماء والاستاذ المساعد لعلم المناعة بجامعة طوكيو "زيادة خلايا تي ستساعد في كبح العديد من انواع الحساسية والامراض الناتجة عن اضطراب جهاز المناعة."

وخلايا تي هي خلايا دم بيضاء تنظم جهاز المناعة وتمنعه من التفاعلات الزائدة. بحسب وكالة الانباء البريطانية.

وعندما يبدأ جهاز المناعة في مستوى نشاط اضافي فانه يمكن ان يسبب الحساسية. كما يمكنه ايضا تدمير خلايا وانسجة سليمة ويسبب امراضا مثل التهاب المفاصل الرثياني والصدفية ومرض كرون.

خطة للطعام الصحي

كما كشفت الحكومة البريطانية عن خطة ممولة من شركات أغذية بقيمة 250 مليون جنيه استرليني (390 مليون دولار) لدعم التغذية الجيدة والتي بموجبها سيتلقى ملايين الاشخاص قسائم تخفيضات على الاغذية الصحية.

وتروج الحكومة الائتلافية لهذا المشروع كجزء من برنامجها "تغيير للحياة" الذي يهدف الى مكافحة معدل البدانة المرتفع في بريطانيا من خلال تشجيع المواطنين على تناول اغذية صحية وممارسة مزيد من التمارين البدنية. لكن بعض الخبراء اتهموا مصنعي الاغذية باستغلال هذا البرنامج لتحسين صورتهم.

وسيحصل الملايين في بريطانيا على قسائم بقيمة 50 جنيها استرلينيا تمنح تخفيضات على اغذية مثل اللبنة قليلة الدهون (الزبادي) والارز البني (غير المقشور) والخضراوات المجمدة والفاكهة والجعة الخالية من الكحول. بحسب وكالة الانباء البريطانية.

وستوزع صحيفة نيوز اوف ذا ورلد الاسبوعية -التابعة لشركة نيوز كورب التي يملكها روبرت مردوك- ثلاثة ملايين دفتر قسائم وستوزع " اسدا" وهي الذراع البريطانية لسلسلة متاجر التجزئة الامريكية وول-مارت مليون قسيمة كما ستوزع جماعات مدنية مليون قسيمة أخرى.

وقال وزير الصحة اندرو لانسلي ان المشروع "مثال رائع لكيفية عمل الحكومة والاعلام والصناعة وتجارة التجزئة معا لمساعدة العائلات على ان تكون بصحة جيدة." ولكن تيم لانج أستاذ سياسة الغذاء بجامعة سيتي في لندن تساءل عن دوافع شركات الاغذية. وقال لهيئة الاذاعة البريطانية (بي.بي.سي.) "هل هي استراتيجية للصحة العامة.. لا.. انها استراتيجية لحماية العلامات التجارية للشركات."

حمية الخضروات تضفي رونقا

في حين أضافت دراسة علمية حديثة مزايا جديدة للفوائد الجمة المعروفة عن الخضروات، وتحديداً الليفية والجذرية، فهي تضفي على الجلد إشراقا وجاذبية.

ويعرف أن تناول قدر كاف من الخضروات يومياً، يقوى جهاز المناعة بالجسم، كما تحوي مضادات أكسدة تكافح السرطان، وتعزز صحة القلب. ووجدت الدراسة التي نشرت في "دورية التطور والسلوك الإنساني"، وبحسب ما أوردت "التايم" فإن تناول أطعمة غنية بالكاروتينويد، وهي مادة متوفرة في بعض أنواع الفواكه والخضروات الورقية والجذرية، تمنع الجلد توهجاً يضاهي ذلك الذي تمنحه الشمس.

وتقول الدراسة التي نفذها باحثون من "جامعة نوتنغهام" في ماليزيا، أن الأشخاص الذين تعتمد حميتهم الغذائية على نسبة عالية من الفواكه والخضروات يكتسب لونهم اصفراراً واضحاً، لا يختلف كثيراً عن السمرة المكتسبة عبر التشمس.

وذكر إيان ستيفن، الذي قاد البحث: "إذا رغبتم في لون بشرة أكثر صحة وأكثر جاذبية، فمن الأفضل اتباع  نظام غذائي صحي يعتمد على الكثير من الفواكه والخضروات عوضاً عن الاستلقاء تحت الشمس." بحسب وكالة انباء السي ان ان.

وتأتي الدراسة في إثر أخرى بريطانية وجدت أن تناول حمية غذائية تعتمد على الخضروات ذات الأوراق الليفية، مثل الملفوف والسبانخ، قد تساهم بشكل كبير في تقليص خطر الإصابة بالفئة الثانية من مرض السكري.

وكشف الباحثون في "جامعة ليستر"، في الدراسة التي نشرت في "الدورية الطبية البريطانية" British Medical Journal في أغسطس/أب أن استهلاك تلك الخضروات يخفض وبواقع 14 في المائة، احتمالات الإصابة بالمرض.

وكانت دراسات علمية سابقة قد أكدت فوائد الحمية الغذائية الغنية التي تعتمد بشكل أساسي على الخضروات والفواكه في خفض مخاطر الإصابة بالسرطان وأمراض القلب، إلا أن أياً منها لم يبحث في تأثيرها على مرض السكري.

حظر المأكولات في المدارس 

بينما أصدرت منظمة الصحة العالمية مجموعة توصيات تهدف إلى منع تسويق أطعمة في المدارس تعتبر مسببة للبدانة إذ تأتي مشبعة بالدهون وغنية بالسكر والملح.

ونشرت توصيات المنظمة الإثنا عشر تمهيدا للقاء الأول الرفيع المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة التي تعقد في نيويورك والتي تدور حول الوقاية من الأمراض غير المنقولة ومكافحتها، على ما أوضح تيم أرمسترونغ المسؤول في منظمة الصحة العالمية خلال مؤتمر صحافي. وكانت هذه التوصيات قد أطلقت على أثر مبادرة من النروج التي تعتزم تشديد سياستها في وجه تسويق هذه الأطعمة لا سيما في المدارس، على ما شرح مسؤول دائرة الصحة بيورن-إينجيه لارسيه.

وفي توصياتها غير الملزمة، ترى منظمة الصحة العالمية أنه "لا بد من حماية الأماكن التي تستقبل تجمعات الأطفال من جميع أشكال تسويق الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة والأحماض الدهنية والسكر والملح".

تتابع المنظمة التي تتخذ من جنيف مقرا لها "هذه الأماكن تتضمن على سبيل المثال لا الحصر دور الحضانات والمدارس والملاعب ومراكز استقبال الأطفال قبل دخولهم إلى المدرسة والمساحات المخصصة للعب والمستوصفات التي تستقبل العائلات والأطفال بالإضافة إلى مراكز خدمات طب الأطفال". بحسب وكالة انباء فرانس برس.

بالنسبة إلى منظمة الصحة العالمية، لا ينبغي السماح بتسويق هذه المنتجات كذلك في الأماكن التي يقصدها الأطفال للقيام بنشاطات رياضية أو ثقافية. وتأسف قائلة "الترويج للأطعمة الغنية بالدهون والسكر والملح يستهدف الأطفال في جميع أنحاء العالم، الأمر الذي يرفع من احتمال إصابة هذه الأجيال الصغيرة بالأمراض" التي ترتبط بالبدانة.

وبحسب المنظمة فان أمراض القلب والشرايين والسرطان وأمراض الجهاز التنفسي وكذلك السكري مسؤولة عن 35 مليون وفاة سنويا، 80 % منها في البلدان ذات الدخل المحدود أو المتوسط. واليوم يعاني نحو 43 مليون طفل في العالم لم يبلغوا بعد سن الدخول إلى المدرسة من البدانة أو من زيادة في الوزن.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 2/شباط/2011 - 28/صفر/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م