وجود الدين وأزمة وجود

قراءة في كتاب: لماذا لم يصرح باسم الإمام علي في القرآن الكريم

 

 

 

 

الكتاب: لماذا لم يصرح باسم الإمام علي في القرآن الكريم

الكاتب: سماحة آية الله السيد مرتضى الحسيني الشيرازي

الناشر: مؤسسة التقى

عدد الصفحات: 362 صفحة بحجم وزيري

عرض: موقع الامام الشيرازيwww.alshirazi.com

 

شبكة النبأ: لم يكن الدين وجوداً طارئاً أو هامشياً في عهد أو أمة، بل كان - وسيبقى – موجوداً ومؤثراً وفاعلاً في أهم الأحداث التي عاشتها البشرية، حيث إن الدين ضرورة من ضرورات حياة الإنسان وسعادته، فهو المنهج الذي ينظم علاقته بالخالق، وهو من يجيب عن أسئلة أسباب الوجود وما بعده، يقول المؤرخ الإغريقي بازماك: "ذكر التاريخ مدناً بلا حصون ولا سدود ولا قناطر، ولكن لم يذكر مدناً بلا معابد". وحتى لو اندثرت مظاهر التدين يبقى للفرد أو المجتمع إيمانه الذي قد يخبو مرة ويتوهج مرة أخرى، فليس الدين "ظاهرة فوقية" في حياة الإنسان، كما يرى الماديون، يقول د. ماكس نوردوه: إن "الإحساس بالدين أصيل يجده الإنسان غير المتدين، كما يجده أعلى الناس تفكيراً، وأعظمهم حدساً". ويؤكد أن "الديانات ستبقى ما بقيت البشرية". وإن واقع الحال يؤكد قوة حضور الدين "سلباً أو إيجاباً" وتلاشي وجود الفكر المادي وانهيار قواعده. وخلافاًً لما ساد في أذهان الناس، فإن بذور الإيمان والتدين أخذت تنمو في أوساط العلمانيين، وإن كان لهم فهمهم الخاص للدين الذي قد لا يقترب من فهم المؤسسة الدينية، لكنه لا ينكر ثوابت الإيمان، ولا يدخله في دائرة الكفر. كما أن الإيمان ومفرداته من صلاة وصيام بات مألوفاً عند شيوعيين، حيث لم يعد "الدين الحق" أفيون الشعوب، ولم يعد التدين سمة "الرجعيين". كما أن تواجد قيم الإيمان لا ينحصر في شرق الأرض، وإنما معاناة الغرب من "محاكم التفتيش" التي أثقلت كاهل الدين هي التي أبعدت الناس عن التدين لكنهم لم يتركوا الإيمان بالله وحب أنبيائهم، وهو شبيه لما يحدث اليوم من تشويه للإسلام بفعل فتاوى التكفيريين وإرهاب "الجهاديين". لذلك لا ينبغي الانخداع بمظاهر التدين وقشوره، والاحتراز من السقوط في إثم تكفير الآخر واحتقار إنسانيته، والتمييز بين مَنْ يعبد الدين ومَنْ يعبد الله، فـ "كم مِنْ قارئ للقرآن والقرآن يلعنه"، وإن "مسلمين" مَنْ ضربوا الكعبة بالمنجنيق، وليس الذين عبدوا هبل. وحتى بعد أن لاقت قيم الإيمان عزلاً عن عالم السياسة في العقود الوسطى من القرن العشرين، لم يخل التنظير السياسي الحديث من الجدل حول دور الدين في بناء الدولة والذي أنتج قناعة بأن أخلاقيات الإيمان ستكون داعماً للعمل السياسي "النظيف"، وقد أشار غاندي الى ذلك قائلاً: "إذا فصلت السياسة عن الدين فقدت معناها.. دائماً نحن بحاجة الى الضوء الثابت المستقر الذي يتجسد بضوء الإيمان الديني".

بموازاة ذلك، يرجع البروفسور هوستن سميث أسباب الأزمة التي يمر بها العالم - اليوم - الى أمور أعمق من طرق تنظيم الحياة السياسية والاقتصادية، ويشير الى أن الشرق والغرب يعانيان كل بطريقته من أزمة فقدان اليقين الديني، إلا أن د. سميث يقدم رأياً مرتبكاً في تحديد أسباب أزمة الإيمان وبدايتها، فيرى أنه مع تدشين عصر النظرة العلمية، بدأت المعاني الإيمانية بالانحسار، وفقد عموم العالم البشري بعده الإنساني. وكأن د. سميث يقول أن بداية أزمة الإيمان مع ولادة عصر النهضة الصناعية، وليست منذ عشرات القرون، فحينما قرأ عيسى (عليه السلام) ما لا ينبغي أن يكون في وجوه جمع من أصحابه خاطبهم - موبخاً -: "مَنْ جاءَ إليَّ وما أحبني أكثر مِنْ حبهِ لأبـيهِ وأمهِ وامرأتهِ وأولادهِ وإخوتهِ وأخواتهِ، بل أكثر مِنْ حبهِ لنفسهِ، لا يقدرُ أنْ يكون تلميذاً لي" (إنجيل لوقا). وبعد ستة قرون يحدث الشيء نفسه، فيروي البخاري عن عبد الله بن هشام قال: (كنا مع النبِي (صلى الله عليه وآله) وهو آخِذ بِيدِ عمر بن الخطاب, فَقال له عمر: "يا رسول الله لأَنتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كل شَيءٍ إِلا مِنْ نفسي". فَقالَ النبِي (صلى الله عليه وآله): "لا والذي نفسي بِيدهِ لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وماله وولده ووالده والناس أجمعين". فقال عمر: "فإنه الآن والله لأنت أحب إلي من نفسي". فقال (صلى الله عليه وآله): "الآن يا عمر"). ويذكر البخاري على هامش صحيحه أن قوله (صلى الله عليه وآله): "الآن يا عمر؟!" كان توبيخياً!.

يقول سماحة آية الله السيد مرتضى الشيرازي: "إن الإنسان يبقى محدوداً مهما تعملق في فكره، فهو محدود بالتفكير والاتجاه والزمان والمكان والأدوات والإمكانيات". فضلاً عن صراعات داخل الإنسان بين قيم العقل والجهل والفضيلة والرذيلة، لذلك فمن الممكن أن يقع الاختلاف في فهم الدين، وبالتالي كل يقول إنّا على "الدين الحق" أو إنّا "الفرقة الناجية"! فإن من المهم تأكيد وجود "أديان باطلة"، وهي ليست من "الدين الحق"، وهو ما أشار إليه سماحته في كتابه (بحوث في العقيدة والسلوك)، فيذكر أن سبب وصف القرآن للدين الذي أرسل رسوله به بـ"دين الحق"، لأن الله يعلم أن البشر غارقون في الجهل، لذا لم يكتف بذكر كلمة "الدين" مفردة، وإلا فالدين الذي جاء من الله هو الحق دون ريب، ولكنه يؤكد ذلك (تعالى) بقوله (ودين الحق)، فقال (تعالى): "هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق".

من تاريخ الدين... تحرير العقل

أحد الأدوار التي قسم البعض بها التاريخ ما يعرف بدور الأبطال، بالرغم من أن بعضاً آخر لا يرى دليلاً على هذا التقسيم للتاريخ، إلا أن الذي بأيدينا من تاريخ – وخصوصاً – تاريخ حضارات ما قبل الإسلام هو تاريخ يعنى بسير ملوك وقادة وحروب، وبعد ظهور الإسلام شرع المؤرخون – كما يرى الإمام الشيرازي الراحل (قدس سره الشريف)  - بكتابة تاريخ الحضارات لا الحكام، وكان للقرآن الكريم الأثر الأكبر في تصور المسلمين الإنساني للتاريخ، وما ذكره القرآن من مواقف الأنبياء وصراعهم مع الطغاة والمؤسسة الدينية الفاسدة كان هدفه تكثيف الأنظار على محورية الأنبياء الذين يمثلون خط الإصلاح بأسمى صوره وجوهره.

هذه النقلة النوعية في منهجية كتابة التاريخ عبر الانتقال من (محورية الحاكم) الى (محورية النبي) ربما تكشف عن "سر الارتباط العاطفي" لكثير من المسلمين بـ (صحابة وخلفاء وقادة وفقهاء) شوهوا صورة الإسلام وارتكبوا أبشع الجرائم والمنكرات كمعاوية بن أبي سفيان الذي يأمر الضحاك بن قيس الفهري بالتوجه الى الكوفة قائلاً له: (لا تنزل على بلد أهله على طاعة عليّ إلا بسطت عليهم لسانك حتى يروا أنهم لا نجاة لهم، وأنك محيط بهم، ثم اكفف عنهم وادعهم الى البيعة لي، فمن أبى فاقتله، واقتل شيعة عليّ حيث كانوا)!. وكتب الى جميع عماله: (أن برئت الذمة ممن روى شيئاً من فضل أبي تراب وأهل بيته). وذكر إمام الشافعية أن (بني أمية نصبوا سبعين ألف منبر لسب عليّ)!. وهذا "خليفة المسلمين" الوليد يصف حكمه وحكم آبائه قائلاً: (نحن المالكون الناس قسراً ... نسومهم المذلة والنكالا). واليوم، فإن هناك من يمجد قتلة وطغاة أمثال الحجاج والمتوكل وصولاً الى أبو قتادة الفلسطيني وأبو أيوب المصري وأبو عمر البغدادي؟! وهناك من يفتخر بديكتاتور مثل صدام ويترحم على مسخ مثل الذباح الزرقاوي؟! هذا التشوه الإنساني المنطوي على شذوذ فكري دعا الى استساغة فكرة أن وعي كثير من المسلمين لا يمارس تقييم حكامه وقادته على أساس إنساني واقعي، بل على أساس العنتريات الفارغة التي لم تحقق شيئاً سوى تدمير العباد والبلاد وانتصارات وهمية هنا أو هناك.

تؤكد دراسات أنثروبولوجية أن لدى الإنسان، من حيث وجوده الفطري، نوازع غرائزية للانحراف، قال (تعالى): (وهديناه النجدين). وتبعاً لهذا التأكيد، يرى علماء اجتماع ضرورة وجود كوابح معنوية ومادية وتربوية، تحد من السلوك الطغياني ونزعة الانحراف - المتواجدة في البشر - وتوجيه طاقات ذلك السلوك الشرير باتجاه أفكار إنسانية وأعمال صالحة، وهو ما ينبغي أن يؤخذ به في قراءة التاريخ بعيداً عن صنمية "التاريخ أو الأصحاب". ومن تاريخ القصص القرآني، يقول (تعالى): (لقد كان في قَصصهِم عبرة لأولي الألباب). وما وقع في أثناء حياة الرسول (صلى الله عليه وآله) وآواخرها وما بعدها يشابه لما وقع في الأمم السابقة، وكما لم يعتبر بعض الصحابة الرسول (صلى الله عليه وآله) بقصص السلف، لا يتعظ - اليوم - مسلمون، فيصرون على التمسك بمشوهات التاريخ ومخترع الأحاديث ومسوخات الفتوى. لقد أوصى موسى (عليه السلام) بني إسرائيل محذراً من النكوص الى "الجاهلية الأولى" قائلاً لهم: (لا تزيدوا كلمة على ما آمركم به ولا تنقصوا منه، واحفظوا وصايا الرب التي أوصيكم بها) (سفر التثنية، أصحاح 4). ومما حدث كان أن استضعف (الصحابة) وصي موسى وكادوا يقتلونه واتخذوا من بعده عجلاً يعبدونه، حيث استمعوا للسامري وتركوا النبي. وقال عيسى (عليه السلام) لتلاميذه: (يا مراؤون، صدق إشعيا في نبوءة عنكم، هذا الشعب يكرمني بشفتيه، وأما قلبه فبعيد عني) (متى، إصحاح 15).. وحذر السيد المسيح من الانقلاب على الأعقاب قائلاً لـ (الأصحاب): (الذي يسمع كلامي ولا يعمل به، فإنه يشبه رجلاً بنى بيته على التراب بغير أساس، فصدمه النهر، فسقط على الحال، وكان خرابه عظيماً) (لوقا 6: 47-49). وبعد كل ذلك التاريخ، يحدث انقلاب على النبي وعلى العقل، فهذا ابن عباس ينكر على عروة بن الزبير عندما احتج بنهي أبي بكر وعمر عن المتعة في الحج, بقوله: "يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء، أقول: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله), وتقولون: قال أبو بكر وعمر!". يقول سماحة آية الله السيد مرتضى الشيرازي في كتابه (لماذا لم يصرح باسم الإمام علي في القرآن الكريم): (إن معركة الأنبياء (عليه السلام) في هذه الحياة كانت على مر التاريخ معركة تحرير العقل من الأغلال والقيود والمسبقات والمخلفات الآسرة للعقل، ومن عادات وتقاليد وتبعية عمياء للآباء والأجداد، وغيرها، فكانت معركة (تعظيم دور العقل)، وإعطاء قيمة لـ(محورية العقل) في الحياة البشرية، هي من أهم أركان حركة الأنبياء). ويؤكد سماحته في موضع آخر: (إن الله (تعالى) لم تتعلق مشيئته بأن يجعل منا مجموعة من العبيد الجهلة، الذين لا يمشون إلا بنص حرفي، كلا، بل الله (تعالى) أطلق الكلام ونوع، فكان كلامه (تعالى) بين نصوص وظواهر، وكان منه المجمل والمبين والمحكم والمتشابه).

ضرورة .. وأبعاد أخرى

لا شك بأن منطقة (الشرق الأوسط) منطقة مشحونة بتاريخ ما زال يتحكم في كثير من أفكار مجتمعاتها في رؤيتها للحاضر وربما تخطيطها للمستقبل، كما أنها منطقة مليئة بالأحداث السياسية والدينية التي تنعكس آثارها - سريعاً - على العالم كله، وتتموضع منطقة الشرق الأوسط (ثقافياً) بين أوربا وإفريقيا ووسط آسيا وجنوبها، وإذ توسط الشرق الأوسط العالم العربي، فإن قلب العالم الإسلامي هو الشرق الأوسط، وهذا التحديد (الجغرافي – الثقافي) لهذه المنطقة الحيوية يكشف عن بعض أسباب واقعها المعقد من حيث تداخلات الدين والتاريخ والثقافة والسياسة، في وقت لازم الغموض  دوافع تأسيس تكوينات "قومية أو إسلامية"، غموض ظللت غيومه أوائل تجربة القومية العربية الى ظهور الحركات "الإسلامية" المتشددة كالوهابية في السعودية والإخوان المسلمين في مصر، وما تمخض عن هاتين المنظومتين من فقه تكفير (الأفراد والجماعات والحكومات) وصولاً الى المكونات الإرهابية - اليوم - وأبرزها طالبان في أفغانستان، والسلفية الجهادية في الشرق الأوسط، والقاعدة المنطلقة من دول خليجية الى العديد من دول العالم. وعلى مدى القرن العشرين وما بعده أضحت الحركات السياسية والدينية التي ولدت في منطقة الشرق الأوسط معلماً بارزاً من معالم تاريخها الحديث، ولا تزال موضع جدل يحتد بين الحين والآخر، حيث بات معظم تلك الحركات يشكل تهديداً لأمن المجتمعات واستقرار السلام الدولي. يشير فريد هالداي في كتابه (الأمة والدين في الشرق الأوسط) الى إن (المطلع على النقاش الأكاديمي والسياسي حول قضايا الشرق الأوسط المعاصر يستطيع أن يظن بأنه من غير السهل كسب الجدال حول قضايا هذه المنطقة، فهناك الكثير من تراكم الأساطير) كـ "عبد الله بن سبأ"، وأنصاف الحقائق "الصحابة كلهم عدول"، والكثير ممن لديهم مصلحة خاصة في إشاعة التاريخ المشوه "الحسين قتل بسيف جده" والإعلام المزيف "الشيعة يعبدون القبور".

جانب من أهمية كتاب (لماذا لم يصرح باسم الإمام علي (عليه السلام) في القرآن الكريم) لسماحة آية الله السيد مرتضى الحسيني الشيرازي أنه يؤكد القناعة بأن انقشاع آراء متطرفة قامت على أحاديث موضوعة وصفحات تاريخ خطت بمداد سلطة الطغاة يعد عاملاً مساعداً على كشف زيف منظومة فقهية شعارها التكفير ودينها الذبح والتقتيل، وإزالة أجواء الشك والريبة المتنامية بين كثير من المسلمين ومدرسة أهل البيت (عليهم السلام) ، حيث يظن بعض المسلمين – قصوراً أو تقصيراً - بأن عدم التصريح باسم الإمام علي (عليه السلام) دليل على تهاوي ما يعتقد به الشيعة، وعلى وجه الخصوص مسألة الإمامة التي يعدونها من أصول الإسلام، وفي السياق نفسه، فإن جانباً آخر من أهمية الكتاب يكمن في أن إزالة اللغط حول عدم التصريح باسم أمير المؤمنين (عليه السلام) ينبغي أن يدفع مسلمين انكفؤوا عن قراءة تراث أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الرجوع الى هذا التراث (الإلهي – النبوي)، والتنور بأنواره الإيمانية والتزود من حكمته الإنسانية، لاسيما  وأن عالمنا الإسلامي يعاني - اليوم - من ركام أزموي مرير بأنظمة الاستبداد، وفقهاء القتل والإرهاب، حيث يقضي الإنسان أغلب ساعاته بانتظار جسد يتفجر بالقرب منه، فـ"المجاهدون" باسم الله كل ما يمكن تفجيره يفجرون، وهم باسم الإسلام يقطعون الرؤوس وينهبون، عسى أن يحظوا بغداء مع رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وحضن من حور العين.

عمدت بعض مجتمعاتنا المسلمة الى تغليب ثقافة الموت عبر "فقه السلاح" بعد وضعه تحت عناوين لا تعنى بالضوابط الشرعية, ومفرغة من مسؤوليات حفظ الإنسان وإعمار الأرض، والأخوة في الدين, وقيم العدل والحرية والمواطنة والتعارف والتعاون بين الشعوب والأمم, لذلك فقد باتت - في عالمنا الإسلامي وخصوصاً في منطقة الشرق الأوسط - الدعوة الى مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) ضرورة إنسانية قبل أن تكون عملاً صالحاً فيه أجر ومثوبة، وضرورة وجودية قبل أن تكون مصيرية، لاسيما  وأن مدرسة أهل البيت (عليهم السلام) لها متانتها الفقهية التي تحصنها من تسلل "فقه الإرهاب" الى مفاصلها، كما أن فكر أهل البيت (عليهم السلام) تميز بقيم إنسانية نابذة ورافضة ومستنكرة للقراءات "الإسلامية" المتشددة التي هي نتاج رؤى دينية متحجرة, وأطماع سلطوية.

ومن أجل تشخيص الداء لتحديد الدواء، فإن من المهم الإشارة الى إن الإرهابيين الذين قتلوا - وما زالوا - الشيعة والسنة والمسيحيين وغيرهم ينتمون الى فرقة "إسلامية" استند فقهها الى تكفير أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليهم السلام) ونصب العداء لـ(علي وآل علي) (عليهم السلام)، وما انحراف هؤلاء الإرهابيين وتوحشهم إلا بسبب أئمة فقه وحديث وتاريخ، الأمر الذي يضفي التعقيد على سبل اجتثاث الإرهاب، حيث يعتقد الإرهابيون أن أعمالهم تقربهم الى الله (تعالى)، يقول سماحة السيد المؤلف في كتابه: (يتصور ذاك الإرهابي إذا فجَّر نفسه، وقتل الأبرياء، بأنه سيقع في أحضان الحور العين، فيقتل نفسه بأبشع طريقة، وتتلقاه رؤوس الشياطين في نار الجحيم، فضلوا، وأضلوا، وطغوا، وبغوا، وانحرفوا، ومثل هذا الإرهابي كمثل الذين حاربوا رسل الله وأنبياءه ثم أوصياءهم (عليهم السلام)، متوهمين بل قاطعين - الكثير منهم - بأنهم على الحق المحض. وفي الكتاب أيضاً بعد آخر يبحث طبيعة الدوافع التي تصل بالإنسان (عبر النص الديني) الى أن يرى المعروف منكراً والمنكر معروفاً... يجدر بالذكر أن الكتاب سيصدر – قريباً - بنسخة منقحة ومزيدة حيث لم تضم الطبعة السابقة إلا ثلثي فصوله.

من عناوين الكتاب:

*  فلسفة تغيير سياق الآيات في (وكونوا مع الصادقين), أسماء (الصادقين) في القرآن الكريم.

*  لماذا لم يصرِّح الله (تبارك وتعالى) بأسماء (الصادقين) الذين أمرنا بإتباعهم, في القرآن الكريم؟.

*  النقض بعدم ذكر أسماء من يسمون (الخلفاء).

*  النقض بعدم ذكر الكثير من أهم مسائل (فروع الدين).

*  النقض بعدم ذكر عدد من أهم مسائل (العقائد).

*  تعليم دور (العقل) والإرجاع له, الفرق بين الأمة الإسلامية والأمم السابقة, معركة الأنبياء (عليهم السلام), الإنسان حيوان ناطق!.

*  لا يمكنكم إدعاء: أن أسماء الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام) غير موجودة في القرآن الكريم!.

*  لماذا تمنعون طباعة الكافي وتسمحون بطباعة (البخاري)!.

*  اعتراض عمر على الرسول (صلى الله عليه وآله) بعدم ذكر اسم علي (عليه السلام) وجواب الرسول (صلى الله عليه وآله).

*  لماذا لم يذكر الله اسم الإمام علي والأئمة (عليهم السلام) في القرآن الكريم؟.

*  فلسفة (الابتلاء) بغرض (التكامل), فلسفة (الفتنة) بغرض (الإسقاط).

*  فلسفة (الامتحان) بغرض (الكشف) أو (الاكتشاف).

*  منهجية عدم ذكر أسماء (المعاصرين) ولا (اللاحقين).

 تسعة أدلة قرآنية على أن (علياً) في الآية هو أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام).

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 1/شباط/2011 - 27/صفر/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م