الشيخ العمري... علم في ذمة الخلود

 

شبكة النبأ: عزا سماحة المرجع الديني الكبير اية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي الامة الاسلامية برحيل الشيخ العمري الذي وافته المنية في المدينة المنورة مؤخرا.

ويعد الشيخ الراحل من ابرز العلماء الشيعة في السعودية، مما تسبب فقدانه بخسارة كبيرة لدى شيعة السعودية بشكل عام.

وشيع الالاف العمري الى مثواه الاخير في مقبرة البقيع التاريخية قبل ان يوارى الثرى عن عمر ناهز المائة عام قضاها الراحل في خدمة قضايا الامة والدين.

وظل الفقيد حتى آخر لحظات حياته قطب الرحى في أوساط أبناء الطائفة في المنطقة الغربية من المملكة ويعزى اليه الفضل في تعزيز خطاب التعايش والاعتدال الديني في المنطقة.

ويحفظ الأهالي للشيخ الراحل خدماته الجليلة على الصعيد الديني والاجتماعي على مدى ستين عاما.

الراحل العمري

فقد شيّع الالاف برز رجال الدين الشيعة في المدينة المنورة الشيخ محمد العمري الذي توفي مؤخرا بعد صراع طويل مع المرض عن عمر ناهز المئة عام.

وبعد صلاة الفجر مباشرة أمّ جموع المصلين رجل الدين المعروف السيد علي سيد ناصر السلمان للصلاة على الراحل وانطلق بعد ذلك موكب التشييع من مزرعة الشيخ العمري بحي العوالي.

ولفّ جثمان الراحل العمري بالأخضر ووضع على سيارة مشى خلفها عشرات الآلاف من المشيعين الذين ارتدى معظهم الأسود في مسيرة راجلة من حي العوالي إلى حيث ووري الثرى في مقبرة البقيع التاريخية.

وشارك في الموكب الذي ضاقت به شوارع حي العوالي العديد من رجال الدين والخطباء والمثقفين من المدينة المنورة ومن أنحاء المملكة وبالأخص من المنطقة الشرقية حيث الغالبية الشيعية.

كما شاركت في التشييع الذي يرجح أن يكون الأضخم على مستوى المدينة وفود علمائية من البحرين والكويت وايران ولبنان. بحسب شبكة راصد الإخبارية.

الراحل العمري محمولا على الاكتاف في مقبرة البقيع ووفقا لشهود عيان لوحظ تواجد أمني مكثف لقوات مكافحة الشغب طوال مسيرة التشييع وعند مقبرة البقيع على وجه الخصوص.

يشار إلى أن الراحل العمري قضى سنواته الأخيرة طريح الفراش في الوقت ظل ينظر اليه باستمرار بمثابة الأب الروحي للسعوديين الشيعة في المدينة المنورة.

وولد الفقيد في العام 1911 وفي سن السادسة عشر اصطحبه والده الشيخ علي بن أحمد العمري معه لدراسة العلوم الدينية في الحوزة العلميه بالنجف الأشرف.

وتلقى علومه على عدد من أساتذة الحوزة ومنهم الشيخ محمد رضا المظفر، الشيخ محمد حسين المظفر، الشيخ محمد جواد مغنية، السيد مسلم الحلي، السيد باقر الشخص، الشيخ محمد تقي آل صادق والسيد علي مدد.

وكان الراحل العمري وكيلا لعديد من أبرز المرجعيات الشيعية منهم ابو الحسن الأصفهاني، السيد محسن الحكيم، السيد محمد حسن آل ياسين، السيد أبو القاسم الخوئي، السيد محمد حسين فضل الله والسيد محمد سعيد الحكيم وأخرون.

وظل الفقيد حتى آخر لحظات حياته قطب الرحى في أوساط أبناء الطائفة في المنطقة الغربية من المملكة ويعزى اليه الفضل في تعزيز خطاب التعايش والاعتدال الديني في المنطقة.

ويحفظ الأهالي للشيخ الراحل خدماته الجليلة على الصعيد الديني والاجتماعي على مدى ستين عاما.

ومثلت مزرعته التي حملت إسمه مركزا دينيا يقصده الزوار الشيعة القادمين لزيارة النبي الأكرم من مختلف البلدان.

وانطلقت من الأحساء والقطيف العديد من حافلات الركاب التي تقل المئات من محبي الراحل العمري للمشاركة في الصلاة على جثمانه وتشييعه لمثواه الأخير في مقبرة البقيع الغرقد.

وكانت العشرات من الفاعليات الشيعية في السعودية والخارج اصدرت بيانات تعزية برحيل الفقيد وأشادت بدوره البارز في تعزيز خطاب الاعتدال والتعايش في الأوساط الشيعية غرب المملكة.

المرجع الشيرازي

من جهته أعرب المرجع الديني سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي دام ظله عن تعازيه في رسالة أرسلها إلى نجل المرحوم العمري فضيلة حجّة الإسلام والمسلمين الشيخ كاظم العمري. وقد أثنى سماحته على المرحوم العَمري، مشيراً بأنه قد قضى عمره في خدمة أهل البيت ونشر علومهم صلوات الله عليهم. ودعا سماحته له بعلو الدرجات، ولذويه وللمؤمنين كافّة بالأجر الجزيل والصبر الجميل، حيث قال المرجع دام ظله: أعزّي المؤمنين الكرام وخاصّة في المدينة المنورة بوفاة العلاّمة الجليل آية الله الشيخ محمد علي العَمري رحمه الله الذي قضّى عمراً طويلاً في خدمة أهل البيت عليهم السلام وإقامة شعائرهم ونشر علومهم والقيام بحوائج الزوّار المجاورين والحجّاج والمعتمرين في فناء رسول الله والصديقة الطاهرة والأئمة الأطهار صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

وبالأخص نجله المكرّم فضيلة العلاّمة الشيخ كاظم العمري وسائر أفراد الأسرة المحترمة، وأسأل الله للفقيد الكريم علوّ الدرجات، ولجميع المنتسبين وعامّة المؤمنين الأجر الجزيل والصبر الجميل، وإنا لله وإنا إليه راجعون.

تعازي الشخصيات والهيئات الدينية

فيما اعتبر الشيخ حسن الصفار في بيان على موقعه الالكتروني رحيل الشيخ العمري "مصيبة عظيمة وخسارة كبيرة ولوعة أليمة في نفوس عارفيه ومحبيه".

ووصف الراحل بأنه "كان أباً رحيماً ومرشداً حكيماً للمؤمنين في المدينة المنورة وكان مناراً ومقصداً لجميع الزائرين لحرم رسول الله".

وأضاف الشيخ الصفار بأن الفقيد "تحمل في عمره الشريف الكثير من المحن والآلام وصبر على الأذى في جنب الله ولم تأخذه في الله لومة لائم، فسجّل بسيرته النقية وصموده الإيماني صفحة مشرقة من الإخلاص لله".

ووصف الشيخ الدكتور عبدالله اليوسف، في بيان نعي صادر عن مكتبه، وصف الراحل "بالعلم والورع والتقوى والحكمة، والصلابة على المبدأ، والاستقامة على الحق، والدفاع عن أهل البيت، وخدمة المؤمنين والزوار".

كما نعى الشيخ فيصل العوامي في بيان رحيل الشيخ العمري "الذي قضى حياته في خدمة الدين وإحياء أمر أهل البيت" مقدما تعازيه لعائلة الفقيد ممثلة في نجله الشيخ كاظم العمري. من جهته قدم السيد جعفر النمر الصايغ الموسوي تعازيه إلى اسرة الراحل.

وقال السيد النمر "لقد فقدنا بفقده العالم الجليل الذي كان ملاذا لأيتام آل محمد، والذي لم يأل جهدا في السعي لرفعة الدين".

ونعى ملتقى الخير والإصلاح في القطيف رحيل الشيخ العمري "الذي طالما وقف سداً قوياً صادقاً من أجل المبادئ السامية التي ناضل من أجلها، وجاهد بصوته وكلمته عن مذهب أهل البيت". واعتبر الشيخ محمد العباد رحيل الشيخ العمري "خسارة كبرى مني بها أتباع أهل البيت".

ووصف الشيخ العباد الراحل "بأنه عالم رباني وعامل مرابط في ثغور الدفاع عن الحق.. واجه الكثير من الابتلائات بصبر وجلد فكان كالجبل الصلد الراسخ مشيدا بأحلاقه الكريمة والتي من أهمها التواضع والكرم".

إلى ذلك نعت مواكب الولاية بالقطيف الفقيد واعتبرته "خيرَ مثال للصبرِ والثبات على الحق فعاش مجاهداً صابراً محتسباً كلَّ الآلامِ والمعاناةِ في سبيلِ تغذيةِ ورِيِّ شجرةِ الولاءِ الباسقةِ في قلوبِ شيعةِ أهل البيت في طَيْبَةَ الطيِّبة".

كما نعى النشاط الثقافي بالربيعية في محافظة القطيف رحيل العمري واعتبرته "رمزا من رموز الوحدة الإسلامية، وداعيا للتعايش والألفة ومؤسساً لمبدأ التآخي والمحبة بين المسلمين في مدينة رسول الله".

ووصف الشيخ محمد العطية في بيان تعزية رحيل العمري بأنه "يمثل خسارة كبرى لكافة المسلمين ويزيد من حجم المسئولية لخلفه الصالح من أبنائه الكرام ومحبيه في التشديد على استمرار نهجه الشريف".

وقال العطية بأن الراحل "جسد فيه النموذج الحقيقي المتبع لسيرة المصطفى وآله والعالم العامل بأخلاق العلماء العاملين ".

ووصف الفقيد بأنه "كان الأب الروحي والصدر الحنون لأبناء المنطقة الغربية من المدينة المنورة وجدة ووادي الفرع ومكة المكرمة وكافة الزائرين من سائر المناطق والبلدان".

هذا وأصدر عدد من مراجع الدين الكبار في ايران بيانات التعزية في رحيل الشيخ العمري وفي بيان لها نعت دار السیدة رقیة للقرآن الکریم رحيل العمري بعد عمر "قضاه فی حمل مشعل الولایة لأهل البیت ونشر علومهم، وفی تربیة الأجیال على نهجهم وفضائلهم".

واضاف بيان الدار "وقد کان سماحته من وجوه الشیعة وأعمدة الطائفة الشیعیة بالمدینة المنوّرة، والحصن المدینی الذی تأوی إلیه الشیعة من داخل البلاد وخارجها".

ونعت الحوزة العلمية بالأحساء الفقيد الذي اعتبرته في بيان لها بأنه "كان مناراً وملاذاً للمؤمنين وباذلاً نفسه في توجيههم وإرشادهم وإصلاح أمورهم وتقوية عزيمتهم".

ونعى السيد حسن النمر الموسوي الراحل العمري ووصفه بـ"العالم الرباني والعامل المصلح.. الذي نداء ربه وفجع عالم التشيع عامة برحيله المؤلم".

وأشاد السيد الموسوي بجهود الراحل طيلة "قرن من العمر المبارك قضاه في خدمة الإسلام المحمدي وبعد جهود مضنية ومشكورة في خدمة المؤمنين وبعد صنوف الألم والمعاناة في سبيل إحقاق الحق".

كما بعث المرجع الديني آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي برقية تعزية بمناسبة رحيل الشيخ العمري.

هذا وتقدمت لجنة الإمام الحسن بالقطيف بالعزاء إلى عائلة الفقيد العمري وذويه خاصين بالذكر نجله الشيخ كاظم العمري.

ووصف بيان اللجنة الفقيد الراحل بأنه "كان أباً للجميع، لأهالي المدينة المنورة ولزوار أهل البيت".

كما اصدرت لجان الولاية الإسلامية بالقطيف بيانا نعت فيه الراحل وقالت "كان بحقٍّ نبراساً يجتذبُ إليه كلَّ متعطشٍ نهّامٍ" وأعربت عن التطلع "إلى نجله البارّ فضيلة الشيخ كاظم العمري بأن يُشغِلَ هذا الفراغ كما كان والدَهُ الكبير".

وقال السيد محمد باقر الناصر في بيان نعى فيه الراحل جاء فيه "لقد كان الفقيد الذي تشبعت روحه بمحبة أهل البيت قدوة في العلم والتقوى والإخلاص والصبر على البلاء والثبات والاستقامة"

وأضاف الناصر "كان داعيا حكيما أرسى سفينة المؤمنين في المدينة المنورة على بر الأمان وأشاع أجواء الأخوة الإسلامية بين المسلمين".

كما نعت جمعية التوعية الإسلامية في البحرين الفقيد العمري. وجاء في بيان الجمعية "عرف الفقيد بخدماته الجليلة للإسلام وللمسلمين، وأدى دوراً رائداً في مجال خدمة المجتمع يحتذى به".

ونعى السيد كامل الحسن الفقيد العمري ووصف رحيله بأنه "ثلمة كبير لا تعوض وخسارة فادحة في قلوب الموالين لما له من مكانة كبيرة في العالم الاسلامي عامة والعالم الشيعي خاصة".

وقال الشيخ علي المعلم في بيان عزى فيه الفقيد جاء فيه "كان بحق من طليعة العلماء المجاهدين المخلصين حيث بدل عمره الشريف من اجل خدمة الدين الحنيف وتربية المؤمنين والحفاظ على جذوة الحق ونهج الصدق واعلاء قواعد المذهب في مدينة رسول الله وتحمل من اجل ذلك الكثير من الصعاب والشدائد".

ونعى الشيخ محمد الصويلح الراحل العمري جاء فيه "واذ تفقده الأمة اليوم في مثل هذه الظروف الصعبة فان ذلك يشكل مصيبة فادحة ورزية عظيمة".

كما نعى السيد عبدالهادي الحمود الصائغ رحيل الشيخ العمري ووصف في بيانه الراحل بأنه "ملاذاً لأهلنا وأحبتنا شيعة المنطقة الغربية يستلهمون منه الخير، والعلم، والمعرفة، والصبر، والإخلاص، والإستقامة".

وأضاف بيان السيد الصايغ "كان رحمه الله مثالاً حقيقياً للعالم العامل بعلمه، والتقي الزاهد، والفقيه الكافل لأيتام آل محمد والمبلّغ الناصح لأحكام الله في أرضه من حلاله وحرامه، والعامل بآيات الله وسنّة نبيّه".

وأصدرت حوزة دار العلم بالقطيف بيانا نعت فيه الراحل جاي فيه "قضى الفقيد الراحل عمره المبارك بالدفاع عن الاسلام وعن بيضة الاسلام وكان مربيا عظيما للمؤمنين في المدينة المنورة ولم يألوا جهدا في خدمتهم". ونعت جمعية الكوثر الإسلامية بمدينة فانكوفر الكندية الشيخ الراحل.

ووصف أمين عام الجمعية الشيخ اسماعيل الخليق الراحل العمري بأنه أحد أعمدة الشيعة في المدينة المنورة. وأثنى على جهود الفقيد وإصراره على إحياء شعائر الله وتحمله للسجن والتضييق في سبيل ذلك، معلنا عن اقامة مجلس عزاء على روحه.

وفي بيان نعى فيه العمري قال الشيخ محمد عبدالله الجشي أن الراحل "خلف أثرة عظيمة من العلم والأدب والصبر والكرم والتواضع وكان مثالا رائعا وكاشفا عن أخلاق النبي".

كما بعث مركز أهل البيت الإسلامي بمدينة ساجنو في ولاية ميتشيغان الأمريكية بالتعازي لعائلة الراحل العمري.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 1/شباط/2011 - 27/صفر/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م