لبنان في المنعطف... صراع الشرق والغرب

 

شبكة النبأ: يبدو ان محنة لبنان كتب لها ان تستمر مع استمرار بقاء تلك الدولة الهشة، التي كانت ولا تزال تعاني من اوضاع اقتصادية واجتماعية مثيرة للقلق، فيما كان للأوضاع السياسية اثرا فاعلا في تفاقم تلك المظاهر المتردية.

فبعد وساطة دولية ومساعي اقليمية فشل الفرقاء السياسيين هناك في التوصل الى حلول وسطية ترضي الجميع وتجنب البلاد فوضى الشغب والغضب، تمسك عصا المنافسة من المنتصف.

فيما يرمي الجميع باللوم على الآخر، وبين هذا وذاك باتت قضية الشعب اللبناني معلقة على الامل المجهول.

تكليف ميقاتي

فقد كلف نجيب ميقاتي تشكيل حكومة لبنانية جديدة، في وقت انتشرت احتجاجات لانصار سعد الحريري في مناطق عديدة من البلاد تطورت الى اعمال عنف وشغب، وذلك في "يوم غضب" ردا على اعتبروه "فرضا" من جانب حزب الله الشيعي لميقاتي.

وقال ميقاتي للصحافيين عقب اجتماعه بعد الظهر مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان "اطلعني الرئيس على نتيجة الاستشارات النيابية التي انتهت بتسميتي رئيسا مكلفا بتشكيل الحكومة الجديدة".

وبعد تكليفه جدد ميقاتي توجيه "دعوة الى الرئيس الحريري لاعادة النظر في موقفه" بالنسبة الى المشاركة في الحكومة المقبلة، قائلا "لنضع انفسنا في المركب نفسه من اجل مصلحة الجميع".

واعلن الحريري رفضه المشاركة في حكومة يترأسها مرشح حزب الله. ونفى ميقاتي ان تكون تسمية حزب الله له تلزمه بكل خيارات الحزب السياسية.

وقال "ان التسمية (من جانب حزب الله) طبيعية لا تلزمني في الوقت الحاضر باي موقف سياسي يلتزمه الحزب سوى التمسك (...) بحماية المقاومة الوطنية". بحسب فرانس برس.

وقال الامين العام لحزب الله حسن نصرالله في خطاب القاه لمناسبة اربعينية الامام الحسين (ع)، ان "اللبنانيين امام فرصة حقيقية للم الشمل. لا غالب ولا مغلوب". واضاف متوجها الى فريق الحريري من دون ان يسميه "تعالوا نلتقي في اطار حكومة واحدة".

وتابع ان "رفض المشاركة يعني انكم تريدون السلطة لوحدكم وتفعلون اي شيء لتكونوا في قلب السلطة".

واعلن 68 نائبا من 128 تاييدهم لميقاتي خلال الاستشارات التي قام بها رئيس الجمهورية، فيما حصل رئيس حكومة تصريف الاعمال سعد الحريري على تاييد 60 نائبا.

وترافقت الاستشارات النيابية والتكليف مع احتجاجات واسعة لانصار الحريري تخللها قطع طرق واشكالات مع الجيش وترافقت مع اعمال شغب وعنف لا سيما في طرابلس في الشمال، ذات الغالبية السنية، التي يتحدر منها ميقاتي.

وتجمع الاف المتظاهرين منذ الصباح الباكر في ساحة النور في طرابلس وهتفوا بعبارات ضد حزب الله، واحرقوا صورة لميقاتي، وطالبوا ب"عودة الحق لاصحابه".

واقتحم متظاهرون في طرابلس مكتبا للنائب السني محمد الصفدي الذي كان دخل البرلمان بالتحالف مع الحريري في صيف 2009 واعلن مؤخرا تأييده لميقاتي، وحطموا محتوياته وابوابه.

كما اقدم آخرون على تحطيم سيارة نقل وارسال تابعة لقناة الجزيرة القطرية الفضائية بالعصي، ثم احرقوها. وافادت مصادر امنية ان اعلاميين تعرضوا في عدد من احياء العاصمة بيروت لاعتداءات بالضرب او برشق الحجارة.

وذكر التيار الوطني الحر المتحالف مع حزب الله في بيان انه "تم القاء قنبلتين صوتيتين على مكتب للتيار في بلدة تعلبايا" في البقاع، وان المكتب كان تعرض لتحطيم زجاجه والعبث بمحتوياته. ومساء انفجرت قنبلة في محيط سوق القمح في طرابلس لم تؤد الى وقوع اصابات.

وقطعت خلال النهار الطرق بالاطارات المشتعلة والعوائق ومستوعبات النفايات في مناطق عديدة في بيروت والبقاع والشمال على طريق الجنوب الساحلية، بالاضافة الى مدينة صيدا، ذات الغالبية السنية. وتراجعت حركة الاحتجاج عصرا.

وقال متحدث باسم الجيش اللبناني ان "التحركات التي حصلت تسببت بوقوع عدد من الاصابات". وقال "سنكون حازمين ابتداء من الغد، ولن نسمح باقفال اي طريق".

وتأتي عملية تشكيل حكومة جديدة في لبنان بعد سقوط حكومة الوحدة الوطنية برئاسة سعد الحريري في 12 كانون الثاني/يناير نتيجة استقالة احد عشر وزيرا بينهم عشرة يمثلون حزب الله وحلفاءه.

وتفاقمت الازمة التي بدأت في الصيف الماضي بسبب الخلاف على المحكمة الدولية المكلفة النظر في اغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري، والد سعد الحريري، الذي يتوقع ان توجه الاتهام في الجريمة الى حزب الله.

تشكيل الحكومة

في سياق متصل قال رئيس الوزراء اللبناني المكلف نجيب ميقاتي انه سيبدأ مشاوراته مع النواب لتشكيل الحكومة الجديدة اعتبارا من يوم الخميس.

وقال ميقاتي في كلمة بعد تكليفه "تشرفت بمقابلة فخامة رئيس الجمهورية في حضور دولة رئيس مجلس النواب حيث اطلعني على نتيجة الاستشارات الملزمة."

وقال ميقاتي "لا ارى مبررا لرفض فريق سياسي له دوره وموقعه المشاركة في ورشة الانقاذ هذه. اوجه دعوة صادقة الى كل الفرقاء الى تجاوز كل الاعتبارات والانخراط في عمل مشترك ينطلق من الثوابت التي اجمع عليها اللبنانيون."

وكرر ميقاتي موقفه ان يده ممدودة لسائر الفرقاء "للمشاركة في تحمل المسؤولية الوطنية ووضع حد للانقسامات" مشددا انه سيبقى "وسيطا في موافقي وسياستي حازما وحاسما في مصلحة وطني. هذا ما يدفعني الى الدعوة لالتزام الهدوء والسكينة وعدم الاخلال بالامن وتعريض السلامة العامة فمن اراد ان يحتكم للمؤسسات لن يرضى ابدا فوضى الشارع."

جنبلاط يعلن وقوفه مع حزب الله

من جهته اعلن النائب جنبلاط في بيان صحافي وقوفه "الى جانب سوريا والمقاومة" في الازمة الحالية في لبنان، في اشارة الى تخليه عن حليفه السابق سعد الحريري وتبنيه مرشح حزب الله لرئاسة الحكومة المقبلة.

وقال جنبلاط امام عشرات الصحافيين والمصورين الذين اكتظ بهم منزله في كليمنصو في غرب بيروت "اعلن الموقف السياسي المناسب لمواجهة هذه المرحلة وتعقيداتها وحيثياتها، مؤكدا ثبات الحزب (التقدمي الاشتراكي الذي يرأسه) الى جانب سوريا والمقاومة".

واشار جنبلاط الى ان "اجهاض المبادرة العربية" ادى الى اتخاذه هذا الخيار. واوضح ان المبادرة السعودية السورية التي نشطت على مدى اشهر بهدف ايجاد مخرج للازمة في لبنان، "كانت بنودها واضحة كل الوضوح ولا تحتمل اي مراوغة، وتنص على الغاء ارتباط لبنان بالمحكمة الدولية من خلال الغاء بروتوكول التعاون ووقف التمويل وسحب القضاة". بحسب فرانس برس.

واكد انه اتفق مع الرئيس السوري بشار الاسد "على تثبيت بنود تلك المبادرة من خلال البيان الوزاري (للحكومة المقبلة) عبر النقاط الآنفة الذكر". وقال جنبلاط ان البلاد وصلت الى "مفترق ومنعطف خطير"، وان المحكمة الدولية "اخذت بعدا سياسيا بامتياز صار يهدد الوحدة الوطنية والامن القومي"، و"خرجت عن مسار العدالة لتدخل في بازار الابتزاز والابتزاز المضاد".

واعلنت العلاقات الاعلامية في حزب الله في بيان ان الامين العام للحزب حسن نصر الله استقبل جنبلاط والوزير غازي العريضي المقرب من الزعيم الدرزي. وجرى التباحث بالموقف الاخير الذي اعلنه جنبلاط وافاق المرحلة المقبلة على الصعيدين الحكومي والوطني، بحسب بيان العلاقات الاعلامية في حزب الله.

ويؤكد حلفاء جنبلاط السابقون في قوى 14 آذار ان الزعيم الدرزي الذي خرج من صفوف 14 آذار في صيف 2009 واقترب مجددا من سوريا بعد فراق بدأ بعد اغتيال رفيق الحريري، يتصرف بدافع الخوف.

وقال النائب ايلي ماروني من حزب الكتائب المنضوي ضمن تحالف قوى 14 آذار "ننتظر الاستشارات النيابية التي تتأرجح الاكثرية والاقلية فيها تحت تأثير الضغوطات والخوف".

واشار الى ان جنبلاط "بات موجودا في خط معين تحت تاثير الخوف". وقال "منذ البداية كنا واثقين بان السلاح في يد فئة من اللبنانيين سيؤدي الى ممارسة الضغوط من اجل تغيير المعادلات". واشار الى ان حزب الكتائب، كما قوى 14 آذار، اتخذ قرارا بتأييد سعد الحريري في اطار "احترام النظام الديموقراطي والمؤسسات وعدم النزول الى الشارع".

العلاقات الأمريكية

من جانبها قالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ان وجود حكومة يهيمن عليها حزب الله في لبنان سيؤثر على علاقات هذا البلد مع الولايات المتحدة التي تصنف الحزب على انه جماعة ارهابية.

ومنذ انهيار الحكومة اللبنانية التي كان يرأسها رئيس الوزراء السابق سعد الحريري المؤيد للغرب هذا الشهر ثارت تكهنات بان الولايات المتحدة قد تقطع المعونات عن القوات المسلحة اللبنانية خوفا من ان تقع اسلحة امريكية في ايدي حزب الله وان تستخدم في مهاجمة اسرائيل.

وحزب الله مدرج على القائمة السوداء الامريكية الرسمية للجماعات الارهابية وهو اجراء يقتضي فرض قيود متنوعة على السفر والتعاملات المالية.

وكان الجمهوريون الذين سيطروا على مجلس النواب الامريكي تعهدوا بفحص المعونات الامريكية للبنان على نحو أكثر تدقيقا وحث ديمقراطي رفيع الرئيس باراك اوباما على الكف عن ارسال اسلحة ومراجعة كل المساعدات.

وقالت كلينتون للصحفيين في مؤتمر صحفي مع وزيرة الخارجية الاسبانية الزائرة ترينيداد خيمينيز " سيكون لوجود حكومة يهيمن عليها حزب الله اثر واضح على علاقاتنا الثنائية مع لبنان."

واضافت كلينتون "مواقفنا الاساسية ما زالت كما كانت دائما ... نعتقد بضرورة متابعة سير العدالة وانهاء الحصانة من العقاب. نؤمن بسيادة لبنان وانهاء التدخل الخارجي."

واتهم البيت الابيض حزب الله باستخدام "القسر والترهيب والتهديد بالعنف" لتحقيق ماربه السياسية ودعا الحكومة القادمة للالتزام بالدستور اللبناني ونبذ العنف.

وقالت كلينتون ان واشنطن تتابع التحركات لتشكيل حكومة جديدة في لبنان بعد تكليف نجيب ميقاتي المدعوم من حزب الله بتشكيلها في خطوة أدت الى تحويل ميزان القوى في البلاد مجددا نحو سوريا وايران. وقالت كلينتون "ونحن نراقب ما تفعله هذه الحكومة الجديدة فاننا سنحكم عليها تبعا لذلك."

ويثير تعاظم القوة السياسية لحزب الله فيما يبدو قلق اسرائيل التي دارت حرب بينها وبينه في عام 2006 استمرت خمسة أسابيع في محاولة فاشلة لتدمير القدرة العسكرية للحزب الذي تدعمه ايران.

وقال مسؤولون أمريكيون في وقت سابق هذا الشهر ان الاضطراب السياسي في لبنان لن يؤدي الى قطع فوري للمساعدات الامريكية للجيش اللبناني لكنهم قالوا ان العلاقات ستخضع لمراجعة سريعة.

واتهمت كلينتون حزب الله -الذي ادى قراره بالانسحاب من الائتلاف الحاكم الى الاطاحة بحكومة رئيس الوزراء السابق سعد الحريري- بمحاولة تخريب العدالة قبل الاعلان المتوقع لاتهامات ضد الحزب بشأن اغتيال والده رفيق الحريري عام 2005 . واتهم مسؤولون أمريكيون أيضا حزب الله بالسعي لتعزيز مصالح ايران.

وقال تومي فيتور المتحدث باسم البيت الابيض في بيان " من الصعب تصور أن تتخلى أي حكومة تمثل كل اللبنانيين حقا عن جهود انهاء عهد الحصانة من العقاب على الاغتيالات بهذا البلد. في نفس الوقت ندعو جميع الاطراف للحفاظ على الهدوء."

وزادت الولايات المتحدة مساعداتها بشدة للجيش اللبناني بعد حرب عام 2006 مع اسرائيل ومنحته 650 مليون دولار للانفاق على أمور مثل صيانة طائرات الهليكوبتر والاسلحة والذخيرة وأجهزة الرؤية الليلية والصواريخ المضادة للدبابات.

وقال هوارد بيرمان النائب الديمقراطي في لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب في بيان مكتوب "ان ظهور حزب الله الارهابي كصانع للملوك في الساحة السياسية بلبنان فضلا عن هيمنته العسكرية الراسخة لهو يوم حزين للبنان."

واضاف قوله "اني ادعو الرئيس اوباما ان يعطل فورا كل عمليات ارسال اسلحة الى لبنان وان يجري مراجعة دقيقة لكل برامج المساعدات الاقتصادية لضمان الا تؤدي عن غير قصد الى تقوية حزب الله."

التحريض على الفتنة

فيما وجه الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد تحذيرا الى اسرائيل والولايات المتحدة وبعض الدول الاوروبية داعيا اياها الى "وقف التحريض على الفتنة" في لبنان اذا كانت لا تريد ان ينقلب الشعب ضدها.

وقال الرئيس الايراني في خطاب بثه التلفزيون مباشرة "انتم على منحدر خطر يقودكم نحو الهاوية وطريقتكم في التصرف تظهر ان تداعيكم يتسارع"، في اشارة الى الولايات المتحدة واسرائيل ودول اوروبية لم يسمها.

واضاف "عبر تصرفاتكم هذه، تسيئون لسمعتكم. اوقفوا تدخلكم واذا لم توقفوا تحريضكم على الفتنة (في لبنان) فان الامة اللبنانية ودول المنطقة سيقطعون يدكم القذرة المتآمرة".

وفي وقت لاحق، اعلن احمدي نجاد خلال اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان الذي تقوم بلاده بوساطة مع قطر لحل الازمة في لبنان، ان ايران "ستبذل كل جهدها للمساعدة على حل الازمة". بحسب فرانس برس.

ونقلت وكالة ايرنا الرسمية عن احمدي نجاد قوله ان "على دول المنطقة جميعها تقديم المساعدة للمسؤولين والفرقاء اللبنانيين لتسوية الخلافات بينهم".

ويشهد لبنان ازمة سياسية حادة بعد سقوط حكومة الوحدة الوطنية على خلفية انقسام حاد حول المحكمة الدولية المكلفة النظر في اغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري، والد سعد الحريري، نتيجة استقالة احد عشر وزيرا بينهم عشرة يمثلون حزب الله وحلفاءه.

وسلم المدعي العام دانيال بلمار قاضي الاجراءات التمهيدية في المحكمة الخاصة بلبنان دانيال فرانسين القرار الاتهامي في جريمة اغتيال رئيس الحكومة اللبناني الاسبق رفيق الحريري.

وتفيد تقارير نشرت في وسائل اعلام اجنبية خلال السنتين الاخيرتين ان القرار سيتضمن اتهاما الى حزب الله، الحزب السياسي النافذ والحركة اللبنانية الوحيدة المسلحة الى جانب الدولة.

واعلن حزب الله رفضه للقرار قبل صدوره وهو يتهم المحكمة بانها مسيسة ويطالب بوقف التعاون معها، الامر الذي يرفضه فريق سعد الحريري رئيس اكبر كتلة نيابية في البرلمان.

وكان المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية آية الله علي خامنئي اعتبر في 20 كانون الاول/ديسمبر ان اي قرار يصدر عن المحكمة الدولية المكلفة محاكمة قتلة رفيق الحريري، سيكون "لاغيا وباطلا".

وانشئت المحكمة بناء على طلب لبنان، وبموجب قرار صادر عن مجلس الامن الدولي تحت الفصل السابع الملزم، في ايار/مايو 2007، للنظر في جريمة اغتيال رفيق الحريري الذي قضى مع 22 شخصا آخرين في تفجير سيارة مفخخة في بيروت في 14 شباط/فبراير 2005.

الحريري يرفض مظاهر الشغب

الى ذلك اعلن رئيس وزراء حكومة تصريف الاعمال اللبنانية سعد الحريري رفضه لكل مظاهر الشغب التي رافقت تظاهرات انصاره احتجاجا على استبعاده عن رئاسة الحكومة.

وقال في كلمة لانصاره انه يعلن رفضه "الكامل لكل مظاهر الشغب والخروج على القانون التي رافقت التحركات الشعبية وشوهت مع الاسف الشديد الاهداف الوطنية النبيلة لهذه التحركات."

وتظاهر المئات من انصار الحريري في الشوارع اللبنانية وخصوصا في مدينة طرابلس في شمال لبنان واشعلوا النيران بسيارة البث الخاصة بقناة الجزيرة الفضائية التلفزيونية واحرقوا صور نجيب ميقاتي.

وفي بيروت قطع المتظاهرون الطرق باطارات السيارات المشتعلة وبحاويات القمامة. وقال مصدر امني ان اعيرة نارية اطلقت في الهواء قبل ان يتدخل الجيش. ولم ترد انباء عن وقوع اصابات.

وكان انصار الحريري دعوا الى "يوم غضب" بعد ان حظي رئيس الوزراء الاسبق نجيب ميقاتي بدعم حزب الله وحلفائه الذين اطاحوا بحكومة سعد الحريري في وقت سابق من هذا الشهر بسبب مسودة لائحة اتهام من قبل محكمة تدعمها الامم المتحدة فيما يتعلق باغتيال رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري عام 2005 والد سعد الحريري.

ودعا الحريري انصاره الى رفع الاعلام اللبنانية فوق منازلهم قائلا "لا يجوز لهذا الغضب ان يقودنا الى ما يخالف قيمنا وتربيتنا وعقديتنا وايماننا بان الديمقراطية هي ملجأنا وهي وسيلتنا التي لا غنى عنها في التعبير عن موقفنا السياسي."

واضاف "الغضب لا يكون ولا يصح ان يكون بقطع الطرقات واحراق الدواليب (الاطارات) والتعدي على حرية الاخرين مهما كانت الدوافع الى ذلك."

ومضى يقول "انني اذا اعبر عن اسفي الشديد للهجوم الذي تعرضت له السيارة التابعة لمحطة الجزيرة ولاعمال الشغب والصدامات مع القوى العسكرية والامنية اناشد اهلي وجميع اخواني واخواتي في كل المناطق اللبنانية التزام اعلى درجات الهدوء والحذر."

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 27/كانون الثاني/2011 - 22/صفر/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م