الموت حرقا... تعبير الشعوب العربية عن عصيانها المدني

محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: قلة هم من استطاعوا ان يصنعوا تحولا كبير وايجابيا في محيطهم القريب والبعيد، خصوصا على الصعيد السياسي او الاجتماعي التي يتعدى نطاقها المدى المحلي والدولي.

فعلى مديات التاريخ الحديث برزت بعض الشخصيات التي لا تتعدى اصابع اليد الواحدة لتحقيق او ايجاد شيء من العدم، او تحريك محيط ساكن بقوة وعنف، خالقة من خلال ذاتها محطة تاريخية وشأن جعل منها رمزا وعنوان لذلك التغيير الكبير التي اوجدته، بغض النظر عن الوسيلة التي اتبعتها في سبيل تحقيق ما ارادته، لتكون اثناء حياتها او ما بعد فناءها سنة يتبعها الكثيرون في التعبير عن تطلعاتهم واهدافهم، وابلغ تعبير يسلكه الشخص في اعلانه العصيان المدني في وجه السلطة.

فمن غاندي الى جيفارا، مرورا بالبو عزيزي مفجر الثورة التونسية، تنوعت الاساليب والطرق للتغيير في كل مرة وقاسمها المشترك كان النجاح في تحقيق الاهداف، الا ان اللافت في الاخير من تلك الشخصيات، انه بادر الى احراق نفسه والموت في سبيل ايصال صوته وصناعة التغيير بجدارة غير مسبوقة، بالرغم من وحشية ما اقدم عليه، معلنا في ذلك اسلوب جديد لم تشهده المجتمعات المكبوتة في التعبير ومناشدة التغيير، عبر هذه الطريقة من العصيان المدني.

وهو ما جعل من سلوكه وسيلة في للعديد من الافراد في المجتمعات العربية التي تمر بحقبة سياسية مظلمة شهدت تفشي ظاهرة الاستبداد والديكتاتورية بشكل شبه كامل في معظم بلدانها، مقرونة بفساد سياسي واداري فاقم من محنة تلك الشعوب وزاد من معاناتها.

فقد بادر الكثير من العرب الى تقليد البوعزيزي في اسلوب احتجاجه، عبر احراق الجسد والانتحار بتلك الصورة المفجعة، وهو ما يدل على تنامي مشاعر الاحباط واليأس في نفوس الشعوب العربية بشكل خطير.

رمز المقاومة

فقد قال شقيق محمد بو عزيزي بائع الخضروات الذي فجرت تضحيته بنفسه احتجاجات أطاحت بحاكم تونس ان أخيه أصبح "رمزا للمقاومة" ضد المستبدين العرب.

وقال سالم بوعزيزي من بلدة سيدي بوزيد حيث بدأت الثورة ان الحرية ثمنها باهظ وان شقيقه دفع ثمن الحرية.

وأشعل بوعزيزي النار في نفسه يوم 17 ديسمبر كانون الاول بعد ان صادرت الشرطة عربة الخضروات التي يقتات منها عيشه ليصبح أول شهيد لحشود من الطلبة والعاطلين عن العمل الذين يحتجون على الأحوال المعيشية السيئة.

والاحتجاجات التي أسقطت الرئيس التونسي زين العابدين بن علي كانت الأولى على مر أجيال التي تطيح بزعيم عربي وترسل إشارة قوية الى بقية المنطقة التي يهيمن عليها أنظمة سلطوية.

وقال بوعزيزي ان شقيقه أصبح رمزا للمقاومة في العالم العربي. بحسب رويترز.

وأضاف انهم عانوا من أحوال بائسة لكنهم الآن راضون لانه أعقب موت شقيقه موت دكتاتور. من جانبها قالت ليلى البوعزيزي، شقيقة محمد البوعزيزي الذي فجر احراقه لنفسه الثورة في تونس، ان انتفاضتنا جاءت ضد الاهانة.

واضافت "عندما اعتدي على شقيقي محمد واهين لم يتحمل ذلك وهو من اسرة كبيرة ردت الاهانة وهاجمت مقر ولاية سيدي بوزيد". بحسب البي بي سي.

واعربت ليلى بوزيد عن شعورها بالالم لفقد شقيقها وقالت "محمد في القلب، محمد لم يمت فهمو مازال حيا وبفضله نتنسم الان رائحة الديمقراطية في تونس".

ظروف صعبة وعن محمد البوعزيزي قالت شقيقته "كان محمد قارئ منذ صغره الى جانب انه كان يعمل وفي سن الـ 18 قطع الدراسة لان الظروف المعيشية لم تسمح له بذلك فقد كان عليه ان يعمل لينفق على اشقائه حيث ان الوالد متوفي منذ طفولته".

واكدت ان ما دفع محمد البوعزيزي لاشعال النار في نفسه هو القهر والظلم والاستبداد فالانسان الذي له دخل متوسط او ضعيف لا يعيش فالامن يسلب رزقه ويضربونه.

واستبعدت ان محمد كان يفكر في الانتحار وقالت "لم يكن محمد لديه هذه الفكرة فقد كان راضيا بحايته وان كانت الدنيا قد ضاقت به فقد ذهب ليعمل حيث تلقى من اعوان الامن ومنهم امراة الاهانة لقد تطاولوا عليه واعتدوا عليه".

واكدت ليلى البوعزيز انها فاجعة كبرى فقد كان اخي ينفق على الاسرة وسوف نطالب بحقوقنا ونحن مستعدون لاخر لحظة للتضحية من اجل حقوقنا.

مصر والجزائر وموريتانيا

الى ذلك أدى اشعال تونسي النار في نفسه الى محاولات مماثلة في دول أخرى بدول عربية بعد أن أضرم خمسة النار في أنفسهم في الجزائر وواحد في مصر واخر في موريتانيا.

ففي القاهرة أشعل رجل النار في نفسه قرب مجلس الشعب احتجاجا على تدني ظروف المعيشة. وفي الجزائر حيث قامت أعمال شغب على مدى الاسابيع القليلة الماضية وقت قيام الاحتجاجات في تونس نشرت صحف تقاريرها الاولى عن خمسة جزائريين على الاقل أشعلوا النار في أنفسهم في بلدات على مدى الايام القليلة الماضية.

وفي موريتانيا ذكرت مصادر بالشرطة طلبت عدم نشر أسمائها ان رجلا يبلغ من العمر 40 عاما ومن أسرة ثرية أشعل النار في نفسه احتجاجا على ما زعم انه سوء معاملة الحكومة لعشيرته.

وكتب بليك هونشيل الذي يغطي أنباء الشرق الاوسط في موقع فورين بوليسي دوت كوم على الانترنت "هل نلمح اتجاها جديدا.. هناك أمر مروع ولدرجة ما مؤثر بشأن محاولات الانتحار تلك. انها وسيلة صادمة وبائسة تلفت الانظار على الفور وتدعو للاشمئزاز وفي الوقت ذاته التعاطف." بحسب رويترز.

ويقول نشطاء في أنحاء العالم العربي ان تونس تمثل لهم نموذجا يحتذى باعتبارها أول بلد عربي منذ أجيال تسفر احتجاجات شعبية عن الاطاحة بالرئيس فيه.

وقال محمد العقاب وهو محلل سياسي وأستاذ للعلوم السياسية بجامعة الجزائر "تونس الآن مثال يحتذى لكل العرب. انتهى زمن المستبدين والانظمة المستبدة."

ويشعر الكثير من العرب شأنهم شأن التونسيين بالاحباط نتيجة ارتفاع الاسعار والفقر وارتفاع معدل البطالة وأنظمة الحكم التي تتجاهل أصواتهم.

ففي مصر تصر السلطات على أنه لن تحدث اضطرابات واسعة النطاق. وقال مصدر أمني بمصر ان المسؤولين في مصر لا يريدون تكرار تجربة تونس وانهم يراعون الصالح العام.

وقال شهود ان مواطنا سكب البنزين على نفسه وأشعل النار في جسمه وهو يردد هتافات ضد جهاز أمن الدولة.

وقال مصدر أمني استجوب الرجل واسمه عبده عبد المنعم وعمره 50 عاما انه أصيب بجروح طفيفة لسرعة اطفاء النيران.

وذكرت وكالة أنباء الشرق الاوسط أن الرجل شعر بالاحباط "احتجاجا على عدم صرف كوبونات الخبز الخاصة بمطعمه" مضيفة أنه صاحب مطعم في مدينة القنطرة بمحافظة الاسماعيلية. وقال الاطباء للصحفيين ان حروقه لم تتعد نسبتها 15 في المئة.

وقال الامين العام للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم ورئيس مجلس الشورى صفوت الشريف ان السبب البادي لهذا الاحتجاج العنيف هو امتناع موظفين عن صرف حصة الخبز لمطعمه.

وقال الشريف في جلسة مجلس الشورى "الحادث يجب أن يتم التعامل معه على قدر حجمه وانتظار نتيجة التحقيقات لمعرفة الدوافع الحقيقية."

وذكر أحد شهود العيان أن الرجل كان يردد هتافا يقول "أمن الدولة يا أمن الدولة حقي ضايع جوا (داخل) الدولة."

وقال وزير الصحة حاتم الجبلي خلال جلسة مجلس الشورى ان خليفة "أصيب بحروق سطحية خفيفة بالرقبة والصدر لا تتجاوز (نسبتها) 15 في المئة وحالته مستقرة." وأضاف "تم وضعه تحت الملاحظة... وسيخرج (من المستشفى) خلال 48 ساعة."

وفي موريتانيا قال شهود ان الموريتاني يعقوب ولد داود وهو مدير شركة سكب على نفسه البنزين بينما كان داخل سيارته الموصدة وأحرق نفسه قبل أن تهشم قوات أمن وبعض المارة نوافذ السيارة لاخراجه. ونقل الى المستشفى.

وفي الجزائر قالت صحيفتا الوطن والخبر ان رجلا يدعى سنوسي توات سكب البنزين على نفسه وأشعل النار في جسمه بمدينة مستغانم على بعد 350 كيلومترا الى الغرب من العاصمة الجزائر لكن حياته ليست معرضة للخطر.

كما أحرق محسن بوطرطيف نفسه في ولاية تبسة الجزائرية عندما لم يمنحه حاكم بلدة منزلا. وقالت صحف انه لفظ أنفاسه لكن مصدرا بالحكومة قال لاحقا انه ما زال على قيد الحياة وربما ينجو.

وفي برج منايل أحرق عويشية محمد البالغ من العمر 26 عاما نفسه. وذكرت صحف أن الحادث الرابع وقع في بلدة جيجل.

وقالت صحيفة الوطن الجزائرية "جرى استثمار مليارات الدولارات في برامج التنمية دون أثر ايجابي على الحياة اليومية للمواطنين الجزائريين... مؤشرات البؤس الاجتماعي ظاهرة في أنحاء البلاد... الشارع الجزائري يغلي. من المرجح جدا أن تكون هناك نقطة اشتعال."

وعلى الصعيد ذاته حاول أب لأربعة أطفال الانتحار حرقا بعدما رفض والي (محافظ) ولاية الوادي التي تقع على بعد 600 كيلومتر جنوب شرق العاصمة الجزائرية مقابلته.

وأكدت مصادر محلية ان معمير لطفي/36 عاما/، عاطل، ويعيش ظروفا اجتماعية قاسية، طلب مقابلة المحافظ ولما فشل في ذلك خرج من مقر المجلس الشعبي الولائي ليعود ويصب البنزين على جسده، ثم أضرم النار. بحسب وكالة الأنباء الألمانية.

وأضافت المصادر «انه لولا تدخل رئيس المجلس الشعبي لولاية الوادي لحدثت الكارثة وانه تم نقل الضحية الى مستشفى بن عمر جيلاني، حيا، يعاني من حروق من الدرجة الثانية». 

انتحار 20 مهاجراً

في السياق ذاته فقد شخصان عندما أفشل خفر السواحل الجزائري محاولة انتحار جماعية حرقا لحوالي 20 مهاجرا غير شرعي بعرض البحر بولاية عنابة(600 كيلومتر شرق البلاد).

وذكرت صحيفة «الوطن» الجزائرية في موقعها الالكتروني، ان عشرين مهاجرا غير شرعي رفضوا الامتثال لأمر خفر السواحل بالعودة الى الشاطئ وأضرموا النار في خزان وقود القارب الذي كانوا على متنه.

وأضافت ان تدخل خفر السواحل تمكن من اسعاف 18 شخصا، في حين اعتبر اثنان آخران في عداد المفقودين. تم تقديم الاسعافات الأولية للموقوفين الذين أحيلوا بعد ذلك على وكيل الجمهورية.

ليبي يضرم النار في نفسه

كما أضرم شاب ليبي النار في نفسه داخل دورة مياه بمكتب فرع الشؤون الاجتماعية بمنطقة سهل الجفارة، احتجاجا على عدم حصوله على محفظة توزيع الثروة التي تمنح لعدد من الليبيين بعد قرار العقيد القذافي الداعي الى توزيع الثروة النفطية على الليبيين الفقراء.

ووفقا لما ذكرته وكالة انباء «ليبيا برس» المحسوبة على سيف الاسلام نجل القذافي «ان احمد البديري أحرق نفسه بعد ابلاغه بعدم حيازته الشروط الخاصة بالحصول على المحفظة الاستثمارية» واضافت «ان البديري نقل الى المستشفى ولا توجد معلومات عن حالته الصحية بسبب تكتم السلطات الليبية والاعلام الرسمي على الحادث».

وكان صندوق الانماء الاقتصادي والاجتماعي بدأ قبل عامين في توزيع المحافظ الاستثمارية الخاصة بالأسر الفقيرة.

وكان الموقع الالكتروني «كلنا شركاء» نقل معلومات عن قيام السلطات الليبية بوضع اجهزة الامن في حالة التأهب القصوى لمواجهة احتجاجات محتملة قد تنشب في المدن الليبية على غرار ما حصل في تونس ومن ثم الجزائر، وقالت: قامت الحكومة الليبية بنشر قوات مكافحة الشغب في مدينة بنغازي التي تعتبر مركز الجماعات المعارضة لنظام القذافي، والتي كانت شهدت في يونيو العام 2006 احتجاجات عنيفة ضد النظام سقط خلالها اكثر من 20 قتيلاً.

واتخذت طرابلس كإجراء احترازي قرارا يقضي بإلغاء الرسوم الجمركية على السلع الغذائية المستوردة بعد ارتفاع اسعارها بمستويات كبيرة. بحسب صحيفة الوطن.

ونقلت مواقع ليبية متعددة معلومات تشير الى قيام حكومة القذافي بإيقاف جميع خدمات الاتصالات في البلاد السلكية واللاسلكية وخدمات الانترنت والهاتف النقال عن جميع المشتركين بعد انتشار خبر محاولة البديري الانتحار حرقا، وقالت «ان المشتركين تلقوا عبر رسائل نصية بلاغا يشير الى ان الشركات ستقطع كافة خدمات الاتصالات والانترنت بهدف اجراء عمليات التجديد والصيانة وهو ما اعتبره المراقبون اجراء لمنع اي استخدام لهذه الوسائل للتنظيم والتحريض الشعبي على النظام مثلما حصل في تونس وادى الى الاطاحة بالديكتاتور بن علي». 

فرنسي أشعل النار في نفسه

من جهة اخرى ذكر الموقع الالكتروني لصحيفة «لو باريزيان» ان الطالب البالغ من العمر 17 سنة رمى على نفسه سائلاً قابلاً للاشتعال ثم أضرم النار في جسمه في منطقة كاستيلاني بمارسيليا داخل مرحاض في مدرسة كاثوليكية.

ونقل الفتى الى المستشفى وهو في حال خطر ويعاني من حروق من الدرجة الثانية والثالثة تغطي %70 من جسمه.

وسارع الموظفون في المدرسة لنجدة التلميذ وأنشأوا وحدة لمعالجة الصدمات لمساعدة التلاميذ الذين ارتعبوا من المشهد، ولا تزال دوافع المراهق مجهولة.

ويأتي الحادث بعد سلسة من الحوادث المشابهة في تونس والجزائر ومصر وموريتانيا، حيث أضرم شبان النار في أنفسهم احتجاجاً على الأوضاع الاجتماعية. 

من فيتنام إلى بوعزيزي

وقد بدأت هذه الظاهرة تأخذ شكلها العالمي الاحتجاجي اعتباراً من العقد السادس من القرن الماضي، عندما كان الرهبان البوذيون يقدمون على حرق أنفسهم أمام عدسات الكاميرات، احتجاجاً على الحرب التي كانت الولايات المتحدة تخوضها آنذاك في فيتنام.

وفي هذا الصدد، قال الصحفي في مجلة تايم، تيم لاريمار: "من بين كل الصور الفظيعة لحرب فيتنام، كان مشهد إقدام الرهبان على إحراق أنفسهم هو الأكثر فظاعة،" وذلك في مقال كتبه حول تلك الحقبة عام 1999.

وتناولت صحيفة التايمز ظاهرة إقدام المحتجين في عدد من الدول العربية على إشعال النار في أنفسهم للتعبير عن يأسهم وسخطهم.

وقالت الصحيفة شهد انتحار شاب في الخامسة والعشرين من عمره وعاطل عن العمل في مدينة الإسكندرية بمصر بإشعال النار في نفسه بالإضافة إلى محاولتين أخريين في القاهرة للانتحار بنفس الطريقة.

وتقول صحيفة التايمز إن الانتشار المفاجئ لهذه الظاهرة في عدة دول عربية يعكس اليأس الشائع بين شعوب المنطقة بسبب سيطرة أنظمة شمولية على الحكم وغياب الديمقراطية.

وذكرت الصحيفة أن الانتحار بهذه الطريقة ليس ظاهرة جديدة. ففي عام 1963 أشعل راهب بوذي فييتنامي النار في نفسه بأحد شوارع العاصمة سايجون احتجاجاً على اضطهاد البوذيين.

ومثلما حدث في تونس ساهم انتحار الراهب البوذي في سقوط النظام الفييتنامي وألهم آخرين لاتباع نفس طريقة التعبير عن اليأس.

ففي عام 1965 انتحر الأمريكي نورمان موريسون بإشعال النار في نفسه أمام مبنى البنتاجون في واشنطن احتجاجا على حرب فييتنام. وساهم ذلك في حشد الرأي العام الأمريكي ضد الحرب.

وفي عام 1969 انتحر الطالب التشيكوسلوفاكي يان بالاتش بنفس الطريقة في براغ احتجاجا على الاحتلال السوفييتي لبلاده. وقد تحولت جنازته إلى مظاهرة ضخمة.

وتقول الصحيفة إنه طوال العقود التالية تكرر هذا النوع من الحوادث للاحتجاج على أمور مختلفة مثل اضطهاد الأقليات في الصين ورفض طلبات اللجوء في بريطانيا.

وترى الصحيفة أن موجة الانتحار حرقاً التي تشهدها الدول العربية ستزرع الخوف بين القادة العرب من وقوع اضطرابات نظراً لأن التاريخ يؤكد أن حالة انتحار واحدة يمكن أن تؤدي لانتفاضة.

الانتحار كعصيان مدني

العصيان المدني هو تعمُّد مخالفة قوانين وطلبات وأوامر محددة لحكومة أو قوة احتلال بغير اللجوء إلى العنف. وهو أحد الأساليب الأساسية للمقاومة السلمية.

في أكثر أشكاله مسالمة، المعروف بالاسم الهندي "أهيمسا" (بالديفنگاري: अहिंसा) أو "ساتياگراها" (بالسنسكريتية: सत्याग्रह) فإنه يُفسَّر بأنه "تضامن في شكل خلاف محترم".

العصيان المدني هو أحد الطرق التي ثار بها الناس على القوانين غير العادلة، وقد استخدم في حركات مقاومة سلمية عديدة موثّقة؛ في الهند (مثل حملات غاندي من أجل العدالة الاجتماعية وحملاته من أجل استقلال الهند عن الإمبراطورية البريطانية)، وفي جنوب أفريقيا في مقاومة الفصل العنصري، وفي حركة الحقوق المدنية الأمريكية، وفي حركات السلام حول العالم.

وبالرغم من اشتراك العصيان المدني مع الإضراب (و خصوصا الإضراب العام) في كونهما وسيلتان تستخدمهما الجماهير للمطالبة برفع ظلم أصابها، إلا أن الإضراب متعلق بحقوق العمال في مواجهة صاحب العمل (والذي يمكن أن يكون هو الحكومة).

الانتحار

الانتحار هو التصرف المتعمد من قبل شخص ما لإنهاء حياته. ويرى آخرون أنه قتل النفس تخلصا من الحياة، وقد اختلفت الآراء حول الانتحار هل يعكس شجاعة الشخص المنتحر أم جبنه وانعكاس لفشله وعدم الحاجة لاستمرار حياته.

بعض الشعوب لديها رمزية خالصة للانتحار كما هو عند اليابانين. يحرم الإسلام قتل النفس بأي حال من الأحوال ويشير إلى أن حياة الإنسان ليست ملكا له وبالتالي لا يجوز التحكم بها من قبله. بحسب موقع ويكيبيديا.

حوالي 35% من حالات الانتحار ترجع إلى أمراض نفسية وعقلية كالاكتئاب والفصام والإدمان.

و65% يرجع إلى عوامل متعددة مثل التربية وثقافة المجتمع والمشاكل الأسرية أو العاطفية والفشل الدراسي والآلام والأمراض الجسمية أو تجنب العار أو الإيمان بفكرة أو مبدأ كالقيام بالعمليات الانتحارية.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 22/كانون الثاني/2011 - 16/صفر/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م