عالم الرجل... واقع منكسر غير معلن

 

شبكة النبأ: في الواقع المضطرد لحياة الانسان، والتغييرات المتلاحقة تثير الدراسات والتقارير العلمية الى تحول كبير في الرؤى والحقائق الاجتماعية التي قد تشكل اسقاط للنظريات السابقة، وما كان مشاع حتى عهد قريب.

فتحديدا باتت احوال عالم الرجل تمر بأوضاع تتسم بالضعف او انحسار كبير في الصفات التي يتسم بها معظم ابناء هذا الجنس، سيما الاحوال البيولوجية والسيكولوجية، اثارت العديد من علامات الاستفهام حول ما قد يتفاقم جراء ذلك في المستقبل!

الجنس الأضعف

فيبدو أن الرجال هم الجنس الأضعف في نهاية المطاف، وفق بعض الآراء الطبية، إذ أنهم أكثر عرضة للأمراض والموت المبكر، وكذلك للإصابة بالذبحات القلبية والسمنة والسرطان، كما يعيشون نوعية حياة رديئة مقارنة بالنساء، لأنهم يكثرون من شرب الكحول وتدخين السجائر وتناول المأكولات الضارة.

ففي بريطانيا مثلاً، يموت 42 في المائة من الرجال قبل أن يصلوا إلى سن 75 عاماً، وذلك مقابل 26 في المائة من النساء، وتعتبر أمراض القلب القاتل الأول للرجال، ويليه مرض السرطان.

وأوردت جمعية "منتدى صحة الرجال" أن على الذكور الاهتمام أكثر بصحتهم وحياتهم لأنهم "يموتون في سن مبكرة، ومن أمراض قابلة للمعالجة أو يمكن الوقاية منها.

وذكرت الجمعية أن الرجال يحاولون المكابرة على الأوجاع والأمراض، ولذلك يمتنعون أو يتأخرون عن زيارة الطبيب، الأمر الذي يفاقم الوضع، مشيرين إلى أن 76 في المائة من ضحايا حالات الانتحار  هم من الرجال. بحسب السي ان ان.

وبحسب الجمعية، فإن على الدول تعديل الأنظمة الصحية بحيث تصبح "أكثر ملائمة" للرجال. كما توجه الجمعية بعض النصائح التي يتوجب على الرجال إتباعها بانتظار حصول التعديلات الطبية، ومنها عدم إهمال مشاكلهم النفسية، والمواظبة على التمارين الرياضية وتحسين ظروف المنزل والعمل.

الفياجرا بلا فائدة لأكثر

قال خبير في شؤون الصحة الجنسية إن أكثر من نصف الرجال في بريطانيا الذين توصف لهم أقراص الفياجرا لا يستفيدون منها.

ووفقاً لهيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي)، أوضح الدكتور جفري هاكت، اختصاصي الصحة الجنسية والمسالك البولية، أن الرجال الذين يعانون من ضعف الانتصاب يمكن أن يهدروا الكثير من المال في شراء الفياجرا، بينما السبب الحقيقي قد يكون انخفاض مستوى هورمون التستوسترون، المسؤول عن النشاط الجنسي عند الرجال.

وجاءت تعليقات الدكتور هاكت مع نشر كتيب إرشادات جديدة حول تشخيص ومعالجة حالات الضعف أو القصور الجنسي عند البريطانيين، والتي نشرت في دورية معنية بهذا الشأن اسمها دورية النضج والخصوبة عند الإنسان، أو Maturitas and Human Fertility.

ووفقاً لبي.بي.سي، قال الدكتور هاكت، اختصاصي الشؤون الجنسية في مستشفى غودهوب بمدينة برمنجهام، والرئيس السابق للجمعية البريطانية للصحة الجنسية، إن أكثر الحالات شيوعاً التي يراجع فيها الرجال طبيبهم العائلي هي ضعف الانتصاب.

ويعاني من هذا الضعف نحو 40 في المائة من الرجال الذين تزيد أعمارهم عن 40 عاماً، كما أن انخفاض مستوى هورمون التستوسترون هو السبب الحقيقي وراء معاناة أكثر من خمس الرجال من ضعف الانتصاب.

والمعروف أن مستوى هورمون التستوسترون يكون في أعلى درجاته عندما يكون الرجل في العشرينيات من العمر، لكنه يبدأ في الانحسار التدريجي بعد ذلك، إلا أن التراجع الملموس يمكن أن يكون مؤشراً أو عرضاً لمشاكل صحية أخرى.

ويقول الطبيب البريطاني إن انخفاض مستوى التستوسترون في الجسم يمكن أن يكون متصلاً بحالات وفاة من أمراض مثل السكري والجلطة القلبية "ولهذا فإن التشخيص مهم جداً لتجنب التعرض لأمراض كهذه".

ويشير هذا الاختصاصي إلى أن "الرجال الذين لا يستفيدون من الفياجرا يحتاجون إلى مراجعة طبية، وإذا تبين أن المشكلة هي انخفاض مستوى التستوسترون، عندئذ لن تكون الفياجرا لوحدها هي الحل".

ويضيف أنه "عندما يوصف بديل التستوسترون للشخص المعني، ستتحول وتتغير حياة المريض تماماً للأحسن".

وخلال عمله في هذا المجال لمدة عشرين عاما، يصف الدكتور هاكت كيف شعرت نساء الرجال الذين عالجهم بالامتنان، وكيف قدمن الشكر له لأنه أسهم في إعادة أزواجهن إليهن.

وقالت بي.بي.سي، إنه في تلك الإرشادات تؤكد الجمعية البريطانية للصحة الجنسية على أهمية وضرورة استفسار الأطباء من مرضاهم عن صحتهم الجنسية، وعن أي أمر يقلقهم له صلة بأدائهم وفعاليتهم الجنسية.

كما تنصح الجمعية النساء بمراجعة طبيب العائلة والإفصاح عن أي مشكلات أو تساؤلات تتعلق بالحياة الجنسية، إذ يمكن أن يتسبب الخجل والابتعاد عن مواجهتها في انهيار العلاقات الزوجية، وربما انهيار الأسرة.

يشار إلى أن نحو 44 في المائة من المشاكل الجنسية تؤثر على النساء، لكن المشاكل الجنسية طويلة الأمد اقل عند الرجال.

ممارسة الجنس.. البقاء ليس للأسرع

في سياق متصل وبالرغم من أن "سرعة القذف،" عند الرجال غالبا ما تكون موضع نكات كثيرة، إلا أنها مشكلة جدية، وليست مادة للضحك، إذ يعتبر خبراء أنه أحد أكثر أنواع المشاكل الجنسية انتشارا، مع وجود نحو 30 في المائة من الرجال يعانون منه.

ويقول إيان كيرنر المستشار في الأمراض الجنسية، ومؤلف كتاب "التغلب على مشكلة القذف السريع،" إنه حاول في كتابه "توظيف أحدث البحوث للتمييز بين الشائعات والواقع، وتقديم نهج جديد للتغلب على مشكلة تؤرق الرجال ومنهم أنا."

وقد ثار الكثير من الخلاف والنقاش في المجتمع الطبي حول تعريف مشكلة "سرعة القذف،" لكن التعريف الأحدث والأكثر قبولا على نطاق واسع بين الأطباء هو تعريف الجمعية الدولية للطب الجنسي.

وتصف الجمعية المشكلة بأنها "خلل جنسي عند الذكور يتصف بالقذف الذي يحدث خلال الدقيقة الأولى من بدء الجماع، وعدم القدرة على تأخير القذف خلال عملية الإدخال المهبلي، والشعور بالتوتر والإحباط وتجنب العلاقة الحميمة، بسبب ذلك."

ويقول كيرنر "إنه أمر مفهوم أن يكون من الصعب على الرجال التحدث عن تلك المشكلة، فمعظمهم لا يريد الاعتراف بأن لديه مشاكل جنسية من أي نوع، وخصوصا مسألة القذف السريع." بحسب السي ان ان.

وأضاف "أن سرعة القذف يمكن أن تحدث لأي شخص، ولا يهم العمر أو الخبرة الجنسية، وما كان يعتقد أنه نتيجة للقلق، فهو يشمل ليس فقط العوامل النفسية ولكن البيولوجية كذلك،" مؤكدا أن هناك عدة طرق علاجية ومهارية للتغلب على المشكلة.

مارسوا الجنس تصحوا

فيما يعتقد خبراء بوجود رابط وثيق بين الصحة الجنسية والصحة العامة ككل، إذ أن ممارسة الجنس، لعدة مرات في الأسبوع، قد يجنب الرجال خطر الإصابة بالأمراض القلبية والسكتات الدماغية.

ويستشهد الدكتور ستيفن لام، في كتابه "عامل الصلابة"، الذي يناقش قضايا صحية جنسية تخص الرجال، بدراسة بريطانية تقول إن الذكور الذين يمارسون الجنس ثلاث مرات، أو أكثر، في الأسبوع، يقل لديهم خطر الإصابة بالسكتات الدماغية والنوبات القلبية، بواقع 50 في المائة.

ويتطرق الكتاب إلى رابط بين العجز الجنسي للرجال والإصابة بالسمنة، وارتفاع الكوليسترول، وضغط الدم، والاكتئاب واضطرابات النوم والسكري وأمراض القلب.

وأضاف قائلاً: " للوهلة الأولى قد يبدو من رسالة الدراسة أن الجنس يقلل حوادث الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية ويطيل العمر، وفي الحقيقة، العكس تماماً هو الصحيح، كونك تتمتع بالصحة يتيح لك ممارسة الجنس قدر ما تشاء."

وهناك المزيد من الأدلة على ارتباط الجنس بالصحة، فالدراسة التي نشرت حديثاً في دورية "الكلية الأمريكية لأمراض القلب"، وجدت أن "ضعف الانتصاب"، غالباً ما يكون مؤشراً مبكراً على ضعف الأوعية الدموية للقلب. بحسب السي ان ان.

وكان الباحثون قد قاموا بمتابعة 2300 رجل على مدى أربعة أعوام، ووجدوا أن الرجال الذين يعانون من ضعف الانتصاب تزايدت بينهم مخاطر الإصابة بأمراض القلب التاجية بنسبة 58 في المائة. وحتى يكون الجنس صحياً للرجال والنساء على السواء، دعا الخبراء إلى اتباع الآتي:

- ممارسة التمارين البدنية: فالتدريبات الرياضية المنتظمة تساعد على الحفاظ على تدفق الدم في الشرايين، والرجال الذين لا يمارسون الرياضة هم أكثر احتمالاً للتعرض للإصابة بضعف الانتصاب من أولئك الذين يمارسون الرياضة بانتظام.

كما أن النساء "الخاملات" أكثر احتمالاً للمعاناة من ضعف الرغبة الجنسية، علماً بأن ممارسة التمارين الرياضية تلعب أيضاً دوراً رئيسياً في الإحساس بالثقة بالنفس، والذي هو ربما يكون أقوى محسن للجنس.

- اتباع حمية غذائية سليمة: ضعف التغذية هو المساهم الرئيسي في الإصابة بأمراض مثل ارتفاع الكوليسترول، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، والتي تحول دون تدفق الدم إلى الأعضاء التناسلية، وتؤثر على كل من الرغبة والشهوة.

- وأخيراً، يجب أن نضع في الاعتبار أن ممارسة الجنس في حد ذاته أمر صحي، فحتى التقبيل يؤدي إلى تسارع دقات القلب ما يزيد من كفاءة حرق السعرات الحرارية، كما أن ممارسة الجنس نفسها تؤدي لحرق مئات السعرات الحرارية.

سن اليأس

من جهة أخرى لا شك أن التعرق، والأرق، والنكد الذي لا يمكن تفسيره، وزيادة الوزن، والصداع، وخفوت الدافع الجنسي، كلها أعراض تعاني منها العديد من النساء في سن اليأس، لكن هل يمكن أن يعاني الرجال منها كما حدث مع مايك كولمان؟

وفي العام الماضي، دفعت سلسلة من ليالي الأرق كولمان، 46 عاما، من ولاية ألاباما، إلى زيارة طبيبه، وبعد فحص الدم، أبلغ الطبيب كولمان أن مستويات هرمون تستوستيرون كانت اقل من الطبيعي، وكان هذا من المرجح أن يكون مسؤولا عن الأعراض التي يعاني منها.

وحالة كولمان ليست نادرة، إذ يعاني عدد لا بأس به من الرجال، يصل إلى 25 في المائة، من مستويات التستوستيرون المنخفضة، في منتصف العمر، وفي بعض الحالات يؤدي هذا التحول إلى مجموعة من الأعراض تعرف باسم "سن اليأس للذكور.

ويقول الدكتور ألفين ماتسوموتو، أستاذ طب الشيخوخة في جامعة واشنطن، إن "تبدأ مستويات التيستوستيرون بالانخفاض تدريجيا مع التقدم بالعمر، وعادة بدءا من سن الـ40.. وعلى الرغم من أن الانخفاض أمر طبيعي إلا أن هذا لا يعني انه ليس لديها آثار فسيولوجية أو سريرية أو لا ينبغي معالجتها." بحسب السي ان ان.

والمزيد من الأطباء يبدو أنهم متفقون على ذلك، فبين عامي 1999 و2008، زاد عدد الوصفات الطبية في الولايات المتحدة لتعزيز التستوستيرون بين لصقات وأقراص، وجل، بنسبة 400 في المائة، إلى 3.3 مليون وصفة.

ومعالجة مستويات التيستوستيرون في الرجال من متوسطي العمر وكبار السن، ليست مثبتة حتى الآن، وتحمل مخاطر وآثار جانبية، وأدت الزيادة الحادة في استخدام منتجات ذلك الهرمون بعض الخبراء إلى التساؤل عما إذا كان نقص التستوستيرون بحاجة إلى علاج أصلا.

الدهون تضعف الخصوبة

الى ذلك اكتشف فريق بحثي بجامعة "هارفارد" وجود تأثيرات سلبية للدهون المشبعة والدهون الأحادية على خصوبة الرجال.  وأكد الباحثون أن الرجال الذين يتناولون أطعمة تحتوي على الكثير من الدهون المشبعة مثل البرغر والمقليات والدهون المشبعة الأحادية قد يتسببون في إضعاف السائل المنوي لديهم، بمعنى آخر قد يسبب تناول هذه الأنواع من الدهون بكثرة في إنتاج سائل منوي أقل كفاءة.

وعلى العكس من ذلك الرجال الذين يتناولون أطعمة تحتوي على دهون صحية مثل "أوميغا 3" و"أوميغا 6" ذات الأحماض الدهنية (مثل السمك والحبوب) قد ينتجون سائلاً منوياً أكثر صحة كما تقترح الدراسة.

أضرار الدهون متعددة التشبع وتقول الدكتورة جيل أتامان (مدرسة علم النساء والتوليد والأمراض التناسلية رئيسة فريق البحث): "لقد لاحظنا أن هناك علاقة مهمة بين الدهون التي يتناولها الرجال في غذائهم وبين كفاءة المني، وهذا يوضح الصلة بين عوامل تحسين أسلوب حياتنا خاصة الأطعمة التي نتناولها وبين خصوبة الرجال".

وتستدرك قائلة إن أسباب تلك الصلة ليست واضحة إلا أن أنواعاً مختلفة من الدهون بتم التعامل معها بشكل مختلف داخل الجسم. وتوضح أتامان كيف أن الدهون متعددة التشبع تمثل جزءاً مهماً من تكوين أغشية الخلايا بالسائل المنوي، وقد تؤثر كذلك على قدرة السائل المنوي على تخصيب البويضة بل وعلى حث إنتاج الهرمون. بحسب السي ان ان.

وقدمت نتائج هذه الدراسة في الاجتماع السنوي الأخير للجمعية الأمريكية للطب التناسلي التي عقد في دنفر.

وفي أثناء الدراسة قام الفريق البحثي بقيادة أتامان بتحليل السائل المنوي لعدد 91 رجلاً ممن يترددون على مركز الخصوبة بمستشفى "ماساشيست" العامة بمدينة بوسطن، كما قام أفراد العينة بالإجابة عن أسئلة حول نظامهم الغذائي وأنواع الدهون التي يتناولونها. بعض هؤلاء الأفراد كان لديهم نسبة من الأحماض الدهنية في السائل المنوي والمني.

ووجد الباحثون أن الرجال الذين يتناولون نسبة عالية من الدهون المشبعة لديهم نقص في مقدار السائل المنوي بمقدار 41% عن الرجال الذين يتناولون مقدار أقل من تلك الدهون. بينما الرجال الذين يتناولون مقداراً أعلى من الدهون المشبعة الأحادية يعانون نقصاً في السائل المنوي بمقدار 46% أكبر من الرجال الذين يتناولون مقداراً أقل من هذه الدهون.

وعلى الجانب الآخر وجد الباحثون أن الرجال الذين يحتوي طعامهم على "أوميغا 6" من الدهون متعددة التشبع يمتاز السائل المنوي لديهم بالحيوية، كما اكتشفوا أيضاً وجود صلة بين دهون "أوميغا 3" وبين بنية المني من حيث الحجم والشكل.

الأمر يختلف من شخص إلى آخرأما عن مدى أهمية هذه النتائج تقول أتامان إنها تختلف من شخص لآخر من حيث الأهمية "فمثلاً قد تمثل نسبة 40% نسبة عالية إلا أنها قد تكون مهمة لبعض الرجال وغير مؤثرة للآخرين، فإذا كان الرجل له تركيز هامشي للسائل المنوي بمعدل 25 مليون مني في كل ملي لتر فإن نقص 40% من السائل سيعني انخفاض عدد المني لـ15 مليون فقط وهو الأمر غير الصحي".

أما إذا قارب عدد المني 100 مليون في كل ملي لتر من السائل المنوي فنقص40% من السائل المنوي، لا يؤثر على سلامة السائل المنوي، وبالتالي لا يؤثر في خصوبة هذا الشخص.

وتمثل الدهون المشبعة مصدراً أساسياً لزيادة الكوليسترول في الدم، ويمكن أن نجدها في الأطعمة المنتجة من الحيوانات وبعض النباتات مثل لحوم الكندوز ولحم العجل والضأن والألبان والجبن، بينما نجد الدهون المشبعة الأحادية في الزيوت النباتية مثل زيت الزيتون وزيت الفول السوداني وزيت عباد الشمس وزيت السمسم. كما توجد أيضاً في فاكهة الأفوكاته والفول السوداني والزبد والكثير من المكسرات والحبوب. بينما توجد الزيوت متعددة التشبع في الأسماك وجميع الحبوب وبعض البذور والمكسرات.

ويعلق ديفيد كاتز (مدير مركز بحوث الوقاية بجامعة بال) أن هذه دراسة صغيرة عن العلاقة بين تنوع الأغذية وبين اختلاف كميات ووظائف السائل المنوي. إلا أنها لم تثبت بشكل مباشر السبب والتأثير.

بعض النتائج - مثل الصلة العكسية بين الدهون المشبعة الأحادية التي تمثل قوام النظام الغذائي لمنطقة البحر المتوسط وبين مقدار السائل المنوي - تبدو غير منطقية. كما أن الربط بين الدهون المتعددة التشبع خاصة أوميغا 6 وأوميغا 3 وبين حيوية السائل المنوي تتفق مع المعرفة الصحية العامة، لكن هذه الدراسة بوجه عام تؤيد فكرة ليس فقط أن ما نأكله هو ما نحن عليه بل أيضاً ما سيكون عليه أبناؤنا وبناتنا. وهذا سبب آخر كي نتحرى نوعية الطعام الذي نتناوله كما ينصح كاتز.

منح الآباء إجازة "رضاعة"

من جهتها أصدرت محكمة الاتحاد الأوروبي قرارا يتيح للآباء العاملين الحصول على إجازة مخصصة للرضاعة، تماما كما هو الحال بالنسبة للأمهات المرضعات. وبحسب قرار المحكمة في إسبانيا، فيحق للآباء الإسبان الاختيار بين إما مغادرة العمل مرتين في اليوم، على ألا تطول مدة الغياب عن ساعة، أو المغادرة قبل انتهاء ساعات عمله بثلاثين دقيقة، تماما كما هو الأمر بالنسبة للأمهات بالبلاد.

وحدد قرار المحكمة فترة السماح بالحصول على إجازة الرضاعة للآباء، خلال التسعة أشهر الأولى من عمر الرضيع.

اعتمدت المحكمة في قراراها أن غياب مثل هذا القانون يشكل "تمييزا غير مبرر بين الجنسين"، وبالتالي فإنها ترى أن إجازة الرضاعة ليست من حق الأم فحسب بل الأبوين.

والشرط الذي وضع للسماح للآباء بالحصول على إجازة الرضاعة، إذا لم تكن الأم ربة منزل، أو لا تعمل لحسابها الخاص.

ويذكر أن العالم العربي لا يعترف يحق الآباء في الحصول على إجارة أبوية أو رضاعة كما هو الحال في الغرب.

سبب الصلع

على صعيد قريب يقول الخبراء انهم اكتشفوا ما يعتقدون انه السبب الاساسي وراء الصلع عند الرجال. واكتشافهم ان الصلع لا يعني انعدام الشعر بل هي مشكلة في الشعر الجديد الذي ينمو في منطقة الصلع.

ويؤدي خلل في النمو الى ان الشعر المنتج في تلك المنطقة يكون من الصغر بحيث لا يرى بالعين المجردة ما يؤدي الى صلع تلك المنطقة او خفة الشعر فيها.

وقال فريق البحث الامريكي لمجلة "الفحص السريري" ان الخلل يكون في الخلايا الجذعية المسؤولة عن نمو الشعر الجديد. ويأمل الخبراء في امكانية "علاج" الصلع عند الرجال باعادة تلك الخلايا الى طبيعتها.

ويأمل الباحثون في التوصل الى انتاج مرهم يوضع على الراس فيساعد الخلايا الجذعية على تطوير شعر طبيعي. واجرى الفريق، وهو من جامعة بنسلفانيا، بحوثه على رجال كانوا يخضعون لعمليات نقل شعر وقارن بين بويصلات الشعر في المناطق الصلعاء وعادية الشعر في ذات الرأس.

ومع ان المناطق الصلعاء كان بها ذات العدد من الخلايا الجذعية المسؤولة عن نمو الشعر الا انه كان بها عدد اقل من الخلايا الناضجة المسماة "خلايا سلفية Progenitor cell".

ويعني ذلك ان بويصلات الشعر في المناطق الصلعاء تنكمش ولا تختفي تماما وان الشعر الجديد الذي ينمو منها يكون دقيقا جدا مقارنة بالشعر العادي.

وقال رئيس فريق البحث الدكتور جورج كوتزاريلي: "يعني ذلك ان هناك مشكلة في تنشيط الخلايا الجذعية لتتحول الى خلايا سلفية في المناطق الصلعاء من فروة الراس".

واضاف: "وحقيقة وجود عدد طبيعي من الخلايا الجذعية في المناطق الصلعاء يعطينا الامل في امكانية تنشيط تلك الخلايا الجذعية".

ولم يكن معروفا حتى الان ما هو السبب المحدد للصلع عند الرجال، الا ان الخبراء يعتقدون ان للامر علاقة بهرمون الذكورة، تيستوستيرون، كما ان الصلع يمكن ان يكون متوارثا في العائلة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 19/كانون الثاني/2011 - 13/صفر/1432

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م